>

الاثنين، 18 أبريل 2011

الدرس الخامس ( الثاني من كتاب التوحيد)

الدرس الثاني في كتاب التوحيد
إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله فإن ، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة  في النار ... وبعد
الباب الثاني : فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
وقول الله تعالى : } الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ { الآية [الأنعام: 82] .
وعن عُبادة بن الصامت رضي الله تعالي عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك لـه، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبدُ الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأنَّ الجنةَ حقٌّ والنَّار حقٌّ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل » . أخرجه البخاري ومسلم .
ولهما في حديث عِتبان :
 « فإن الله حرَّم على النار من قال : لا إله إلاّ الله يبتغي بذلك وجه الله ».
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « قال موسى : يا ربِّ، علِّمني شيئاً أذكُرُكَ وأدعُوكَ به. قال : قلْ يا موسى : لا إله إلاَّ الله. قال يا رب : كلُّ عبادك يقولون هذا . قال : يا موسى، لو أنَّ السماوات السبع وعامرهُنَّ - غيري -  والأرضيين السبع في كِفَّةٍ، ولا إله إلاّ الله في كِفَّة، مالتْ بهن لا إله إلاّ الله » . رواه ابن حبان والحاكم وصححه.
وللترمذي وحسَّنه عن أنس رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «قال الله تعالى : يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً لأتيتُك بقُرابها مغفرة» .
أولا : باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب :-
س1 : لماذا عقد المصنف هذا الباب ؟
الإمام محمد بن الوهاب رحمه الله الذي يوصف دعوته بالوهابية ويتكلمون عنه كلاما سيئا ولكن هذا الرجل مجدد للدعوة في القرن الثاني عشر رحمة الله عليه آتي بالباب الأول وهو باب }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ { هذا الباب يبين فيه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أن التوحيد له فضل عظيم و أن التوحيد ليس مسألة فرعية بل التوحيد هو أصل الأصول ولكي نعرف أنه أصل الأصول ، الإنسان لا يجب عليه حفظ السنة ولا حفظ القرآن ولكن يجب عليه أول شيء أن يتعلم التوحيد ، أين كان رجل أو امرأة متعلم كان أو أمي لا بد أن يعرف ما تصح به عقيدته ، إذا آتى الإنسان يوم القيامة جاهل بمسائل التوحيد بالمسائل الكبيرة خصوصا الله سبحانه وتعالى يحاسبه على تقصيره في هذا العلم أما الإنسان إذا آتى مقصرا في حفظ القرآن أو في حفظ السنة فهو لا يحاسب على ذلك لأن هذا من فرض الكفايات ، أما تعلم التوحيد وتعلم ما تصح به العبادة مثل كيف يتوضأ الإنسان ؟ وكيف يصلي ؟ وكيف يصوم ؟ وكيف يحج ؟ إلي غير ذلك ..... هذا من الواجبات المتحتمات على كل مسلم ومسلمة .
فلا يجوز على الإنسان إذا وصل إلي مرحلة البلوغ أن يترك هذين العلمين علم التوحيد وعلم الفقه ، وليس معنى ذلك أننا لا نحفظ القرآن ولا نحفظ السنة لا ، ولكن أقول أننا عندما نتكلم عن الواجب فرض العين وفرض الكفاية .
فرض العين هو تعلم المسائل الكبيرة في التوحيد ، فلا يشترط أن يتعلم الإنسان كل مسائل التوحيد ولكن المسائل الكبرى كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره ومعرفة التوحيد وما يضاده من الشرك هذا واجب على كل مسلم ومسلمة .
المسألة الثانية : مناسبة هذا الباب لما قبله ؟
الباب معناه : أن من كمل التوحيد فإنه يكفر ذنوبه ، كلما زاد توحيد الإنسان كلما حصل العبد على الآمن في الدنيا والآخرة .
لأنه كما قلنا في الباب } الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ {الآمن في الدنيا والآخرة ، الإنسان الموحد توحيدا حقيقيا وتوحيدا صادقا هذا له الآمن في الدنيا والآخرة .
ذكر في الكتاب الفوائد على هذا الباب :-
الأولـى : أراد الشيخ - رحمه الله تعالى - أن يبيِّن في هذا الباب شيئاً من فضائل التوحيد ( أي لم يبين كل فضائل التوحيد ولكن بين بعض فضائل التوحيد ) وأنه أعظم الأعمال في تكفير الذنوب لأنه أساس الأعمال وأصلها ( أساس أي عمل و أصله هو التوحيد ، لماذا ؟ لأنه متى يكون الإنسان مسلما ؟
1- إذا نطق الشهادة : نطق الشهادتين أمام الجميع و إذا كان نصرانيا يقول و أن عيسى عبد الله ورسوله ، إذا كان بوذيا ينفي عبادة بوذا ، إذا كان يعبد شيئا ينفي هذه العبادة.
2- إذا رأيناه يصلي.
3- إذا كان اسم أبيه و أمه مسلمين مثل فكري هذا لا نعلم مسلم أو لا ، لكن لو اسمه فكري محمد يكون مسلم أو فكري عبد الرحمن يكون مسلم أو فكري عبد الأعلى يكون مسلم أو فكري عمر يكون مسلم ) ، والأعمال لا تصح إلا بعد وجوده .
الثانية : إذا سَلِمَ المؤمن من الشرك الأكبر والأصغر وظُلمِ العباد فاز بالأمن التام والهداية التامة في الدنيا والآخرة .
الشرك الأكبر : هو صرف العبادة لغير الله وتتضمن أن يجعل لله ندا في ألوهيته وربوبيته و أسمائه وصفاته مثل من يطوف بقبر السيد البدوي فقد جعل السيد البدوي مثل الطواف بالكعبة وبالتالي فقد جعل لله ندا ، كذلك من يذبح للسيد البدوي فقد جعل السيد البدوي ندا لرب العزة ، من يذهب لقبر أحد أو يقول وهو يجلس في بيته يا فلان أغفر لي بذلك فقد جعل لرب العزة ند فكما أقول يا رب اغفر لي أقول يا فلان أغفر لي ففلان ورب العزة كأن هناك ندية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
الشرك الأصغر هو : جعل سبب ولا سبب فيه أو اتخاذ سبب ولا سبب فيه أي عندما نريد عبادة الله نعبده بشيء شرعه مثلما نريد أن نصلي فنصلي بالطريقة التي صلى بها النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك في الصوم والحج نفعل كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك توحيد المولى سبحانه وتعالى ولكن إذا جاء أحد وقال أن الحظاظة تجلب الحظ فقد جعل الحظاظة سبب لجلب الحظ ولكنها ليست سبب لذلك ، عندما نقول أن الدواء سبب للشفاء مثل العسل سبب للشفاء هذا كلام صحيح فلماذا نقول أن العسل سبب ؟ لأن الله عز وجل قال فيه شفاء للناس ، وذلك الرجل الذي جاء إلى الرسول وقال له: أخي استطلق بطنه فأمره الرسول بأن يسقيه عسل ، فبذلك نقول أن العسل سبب للشفاء فهذا سبب حقيقي مشروع ولكن الحظاظة ليست سبب لجلب الحظ ولا سبب للشفاء و أيضا وضع خمسة وخميسة على الباب ليست سبب لمنع الحسد والخرزة الزرقاء ليست سبب حقيقي لدفع الضر والحجاب ليس سبب حقيقي لدفع الحسد أو في دفع السحر .
مثال آخر : عندما أريد السفر إلي السعودية أسافر بالباخرة أو الطائرة أو الأتوبيس أو الخيل أو الجمل فهل يجوز السفر بالخروف ؟ لا لأنه ليس سبب حقيقي للوصول إلي مكة .
وبذلك الشرك الأصغر هو اتخاذ سبب ولا سبب فيه أي لا سبب شرعي فيه ولا سبب حقيقي فيه .
لو قلنا أن الحظاظة بنفسها تجلب الحظ و حدوة الحصان نفسها تمنع الحسد هذا اسمه شرك أكبر لأننا بذلك لم نجعلها سبب ولكن جعلناها هي التي تفعل .
الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر هو الاعتقاد من يعتقد أن الشيء الذي لا سبب فيه هو بنفسه من يدفع الضر ويجلب النفع هذا شرك أكبر أما من يعتقد أنه سبب لذلك وهو ليس بسبب فهذا شرك أصغر . 
سؤال : عبارة بحق جاه النبي أي التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام : أهل العلم مختلفين فيها والراجح منعه ، بعض الحنابلة يقول بجوازه لكن الصحيح أنه ممنوع و أنه ذريعة إلي الشرك .سؤال : من يرمون أي شيء يحدث لهم من مرض أو طلاق أو أي شيء من الحسد ؟
قد يحدث للإنسان أشياء كثيرة من الحسد ولكن من يفعلون ذلك لا يريدون أن يتهمون أنفسهم بالتقصير بمعنى أن امرأة قد طلقت فترمي ذلك على الحسد فقد تكون هذه المرأة عندها نشوز أو لا تسمع الكلام أو عنيدة  أو تفعل أشياء مخطئة ولكن إذا سقط حجر على رأس رجل وهو يسير أو تزحلق على رجله فقال }وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [الشورى: 30 [ويقول }أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } [آل عمران: 165 [ فالأصل أن الإنسان إذا حدث له أي بلاء أن يتهم نفسه ويقول أنا السبب في هذا البلاء لا يقول أن هذا الابتلاء للعلو لأنني مؤمن والمؤمن مبتلى لا يقول الله سبحانه وتعالى ابتلاني لأنني عاصي وأسأل ربي أن يكون تكفير عن سيئاتي والإنسان إذا ابتلي يصبر ويحتسب فالسبب الحقيقي لمشاكلنا كلها نحن ، الصحابة عندما حدثت لهم الهزيمة في أحد لم يقولوا أنهم محسودين نقول أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } [آل عمران: 165 [.
فنذكر هذا النوع من الناس بالله عز وجل ونقول أن هذا الحسد أمر مظنون وعقوبات الذنوب أمر حقيقي فنحن مخلوقين وليسوا معصومين فنحن مذنبين والمذنب يتأكد أنه يعاقب بسبب ذنبه فنعود للسبب الحقيقي ونترك المظنون وهو الحسد .
إذا سَلِم من الشرك الأكبر والأصغر وظُلم العباد ، ظلم العباد يكون بالكلام والأفعال فمن ترك ظلم العباد والشرك الأكبر والأصغر } أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ {الأمن هو الآمان من الزيغ والانحراف وسوء الخاتمة
تخيلوا لو أن إنسان سلم من الشرك الأكبر والأصغر ومن ظلم العباد هذا لا يزيغ ولا ينحرف وتحسن خاتمته هذا في الدنيا أما في الآخرة فالآمن من العذاب أي لا يعذب مطلقا يدخل الجنة مباشرة .
} وَهُمْ مُهْتَدُونَ {المهتدي هو من يهتدي في الدنيا إلي الحق ، هو الصراط المستقيم .
الأمن نوعان :-
الأمن المطلق و الآمن المقيد
أولا الآمن المطلق : هو الآمن الكامل من مات على التوحيد ولم يصر على الكبائر له الآمن الكامل لا يدخل النار مطلقا يأمن من الدخول في النار} أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ {.
وفي الحديث « من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك لـه، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبدُ الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأنَّ الجنةَ حقٌّ والنَّار حقٌّ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل »
التوحيد الكامل أي لا يقع في الشرك ليس معناه التوحيد الكامل في العمل ، التوحيد الكامل النظري أي أنا اعتقادي سليم في توحيد الله عز وجل ورسله والكتب واليوم الآخر والقدر خيره وشره و أرتكب بعض المعاصي ولا أصر على الكبائر .
ثانيا : الأمن المقيد : هو من مات على التوحيد لكن يصر على كبائر آمن ناقص يآمن فقط من الخلود في النار .
من مات مصر على الكبائر ومعه توحيد يسمى آمن مقيد هذا فقط يآمن من الخلود في النار هذا يسمى المسلم العاصي .
ما حكم من مات وهو مرتكب بعض الكبائر كالزنا أو السرقة ؟
هو تحت المشيئة لأن آمنه مقيد ليس مطلق فهو موحد يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله وعيسى عبد الله والجنة حق والنار حق ، فقد يغفر الله تعالى له ويدخل الجنة فهذا فضل الله عز وجل ورحمة الله واسعة ورحمته سبحانه وتعالى سبقت غضبه لكن من يفعل هذه الكبائر ولا يتوب منها اسمه يوم القيامة تحت المشيئة فاحتمال كبير يدخل النار و احتمال كبير يدخل الجنة .
الفضل الأول للتوحيد : } الَّذِينَ آمَنُوا (بالله عز وجل ) وَلَمْ يَلْبِسُوا( لم يخلطوا ) إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ( بشرك ) أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ {الظلم هو الشرك ( أكبر أو أصغر أو ظلم العباد ) أما من آمن بالله وسرق ومات ولم يتب من السرقة و أخذ ميراث أخته ولم يتب من ذلك قبل أن يموت و أن يعطيها حقها ، من خدع البائع في الحساب وظلمه في خمسة جنيهات أو عشرة جنيهات أو في جنيه واحد كل هؤلاء ومن شابههم آمنهم ناقص ولكن الميزة الوحيدة في هؤلاء أنهم موحدون أي نطقوا بكلمة الوحدانية ولم يأتوا بناقض لها ( أي من يقول أشهد أن لا اله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن عيسى ابن الله هذا كافر لأنه آتى بناقض ما قال ، لأن الله عز وجل عندما يكون له ولد هذا معناه أن الله مثلي ومثلك والله عز وجل ليس له مثيل وليس له شبيه ولا ند ولا نظير و أيضا الله عز وجل قال قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)) .
من يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله والزنا حلال هذا مسلم أم كافر ؟
كافر ، لأن من الذي يحرم ويحلل الله سبحانه وتعالى فعندما أقول أنا أحلل وأحرم هذا لا يجوز لأن بذلك أصبحت أنا أيضا مشرع ، ثانيا : أن هناك ما يسمى معلوم من الدين بالضرورة حرمتها أو وجوبها ، مثل الصلاة واجبة على كل مسلم ومسلمة ، هذا معلوم من الدين بالضرورة ، فأي إنسان من بداية أن يبلغ إلي أن يموت يقول أن الصلاة واجبة حتى لو آتينا بإنسان في الصحراء يقول الصلاة واجبة .
الزنا حرام ، الكذب حرام ، السرقة حرام لو قال الزنا حلال والكذب حلال والسرقة حلال هذا يكون كافرا لأنه استحل من الدين شيئا حراما فيه إجماع عليه ومعلوم من الدين بالضرورة لكن عندما يأتي ويقول الكذب الأبيض حلال هذا لا يكون كافر لأنه فاهم أن هناك كذب أبيض وكذب أسود هذا عنده جهل في مسألة معينة هذا لا نقيم عليه الحجة طالما يعيش في بلاد المسلمين ، من الذي نفعل معه هذا ، شخص في النرويج نقول له تريد أن تسلم ؟ يقول نعم أنا أحب المسلمين وشكلهم جميل وأرى فيهم أخلاق جميلة وراحة نفسية أرى أنهم أصحاب الراحة النفسية ، فنقول له لكي تدخل هذا الإسلام لا بد أن تشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله و أن عيسى عبد الله ورسوله فيقول أشهد أن لا اله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن عيسى عبد الله ورسوله وبعد أربع ساعات يأتي بزجاجة خمر ويشربها فنقول له لماذا تشرب الخمر ؟ يقول ليس فيها شيء أن أشربها طوال عمري ، فمثل هذا جاهل ومعذور بجهله لأنه عاش في بلد ليست من بلاد المسلمين ولا يعرف فيها شيء عن الإسلام .
إذا قال لا اله إلا الله محمدا رسول الله وسجد لصنم وهو مسلم منذ ساعات فقط ؟ هذا ليس بكافر لأنه لم يعش في بلاد المسلمين فلا يعرف ما الفرق بين التوحيد والشرك .
فأول شيء يدخل الإسلام ثم نعلمه التوحيد هو إفراد الله عز وجل بإلوهيته وربوبيته و أسمائه وصفاته والشرك هو صرف العبادة لغير الله والشرك الأصغر جعل سبب ولا سبب فيه والشرك الأكبر مثل الذبح لغير الله والنذر لغير الله والسحر و الطواف بغير البيت العتيق و.......... و....... والشرك الأصغر مثل اعتقاد أن الحظاظة سبب لجلب الحظ و ...........و.............و........
أو مثل المسلمين الذين يعيشون في بلاد فيها صوفية ومليئة بالجهل فهم يعذرون بالجهل في بعض الأشياء التي ليست معلومة من الدين بالضرورة مثل امرأة جاهلة ولا تعرف شيء عن دينها وقالوا لها ابنتك مريضة وعندها القلب اذهبي اخرجي لها شيء لله عند الشيخ السيد البدوي فأحضرت أشياء ووضعتها عند القبر تقول يا شيخ سيد اشفع لي عند ربك أن يشفي لي ابنتي أو تقول يا شيخ سيد اشفي لي ابنتي لأنها تفهم ممن حولها أن هذا الشيخ سيد هو الذي يشفي ابنتها هذه المرأة جاهلة لا تستطيع قراءة المصحف ولا تعلم أي شيء عن الدين إلا الشهادة وصلاة الخمس فروض لكن لو أحد فهمها نقيم عليها الحجة فإقامة الحجة تكون على الجاهل ولا تكون على العالم .
أول فضل للتوحيد : أن الذي يؤمن ولا يخلط إيمانه بالشرك سواء الأكبر أو الأصغر أو ظلم العباد هذا له الآمن الكامل في الدنيا والآخرة .
الفضل الثاني من فضائل التوحيد : حديث عبادة بن الصامت رضي الله تعالي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك لـه، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبدُ الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأنَّ الجنةَ حقٌّ والنَّار حقٌّ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل » .
معنى كلمة " كلمته " إشارة إلي عيسى عليه السلام فعيسى هو حجة الله على العباد لأنه خلقه من غير أب و أنطقه في غير أوانه فقد نطق في المهد وهو صغير و أحيا الموتى على يديه وقيل سُمي عيسى كلمته لوجوده بتلك الكلمة « كن ».
الشاهد من هذا الحديث أن الذي يعتقد هذا الاعتقاد وهذا الاعتقاد توحيد وهو أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله وأن الجنة حق و أن النار حق فمن اعتقد هذا ادخله الله الجنة على ما كان من العمل فهذا فضل من أفضال التوحيد .
معنى أدخله الله على ما كان من العمل : معناه حتى لو كان مقصر في العمل عنده ذنوب ومعاصي وهذا آمن مقيد .
الفائدة الثالثة من الكتاب : من شهد لله تعـالى بالتوحيد ، ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالعبــودية والرســالة، ولعيسى - عليه والسلام - بما أخبر الله به عنه ، وشهد أن الجنة حقّ، والنار حقّ، شهادةً جازمةً تتضمن حب الله تعالى والإخلاص لـه ، والانقياد لشرعه، عن قبول وصدق وإتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وطاعته ، دخل الجنة لأول وهلة ، إذا لقي الله تائباً منيباً قد أدى ما عليه الآمن هنا يكون آمن مطلق لكن إذا مات غير تائب يكون آمنه مقيد .
 الفائدة الرابعة من الكتاب : الرسول صلى الله عليه وسلم  عَبْدٌ مربوبٌ لله تعالى تلحقه جميع خصائص البشرية ، فليس لـه من خصائص الإلهية شيءٌ ، فلا يجوز الغلو فيه وإعطاؤه شيئاً من حق الله تعالى من دعاء ، أو استغاثة ، أو غير ذلك مما هو من حق الله جلّ وعلا ، إلا أنّ الله تعالى جَبَله على محاسن الأخلاق وعصمه من مساوئها ، وبعثه متمماً لمكارم   الأخلاق ، وأوحى إليه بشرعه، وبعثه بالهدى ودين الحق الذي أصله توحيد الله تعالى في حقه وترك الشرك به ، فهو بشر مثلنا إلا أنه يوحى إليه ، فاصطفاه برسالته ، واجتباه من بين سائر خلقه ليكون خاتماً لأنبيائه ورسله بأعظم رسالاته و أكمل شرائع دينه إلي كافة الناس إلي أن يأتي بأمره وجعله سيد الرسل وأعظم شفيع لخلقه بين يديه - سبحانه وتعالى يوم القيامة وللمؤمنين في النجاة من عذابه ودخول الجنة دار ثوابه .
المقصود أن الشيخ يتكلم عن من شهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله فنبينا ما هو إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول عليه الصلاة والسلام لا يدعى من دون الله وحتى لكي نعرف التناقض البشع الذي يقع فيه المشركون ويقع فيه الكثير من غلاة الصوفية أنهم يدعون من دون الله أناس قد يكونون من أفسق الناس كما يدعون السيد البدوي وبعض الناس الذين لا نعرف عنهم شيئا مثل القبائي وإبراهيم الدسوقي وغير ذلك نحن لا نعرف عنهم شيئا أو ما نعرفه عن السيد البدوي أنه أصلا كان لا يصلي ويدعونه من دون الله .
الشهادة أن النبي عبده ورسوله أنه عبد كبقية العباد ولكنه رسول الله متمم لمكارم الأخلاق و أن الله سبحانه وتعالى اصطفاه بالرسالة واجتباه من بين سائر الخلق ليكون خاتم الانبياء والرسل .
الفائدة الخامسة من الكتاب : من مقتضى ( أي المترتب على ) «شهادة أن محمداً عبد الله ورسولــه » تصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر و ألا يعبد الله إلا بما شرع ولكي نحقق ذلك اتّباعه وتعظيم أوامره  ونواهيه ولزوم سنته ، والبراءة ممن أفرط بالغلو فيه قولاً أو فعلاً حتى جوزوا الاستعانة به في جميع ما يُستغاث بالله فيه ( كمن يغرق في البحر ويقول ألحقني يا نبي محمد )، أو فرّط بترك سنته والرضا بالقوانين الباطلة والأوضاع الجاهلية ( من يقول أن محمد رسول الله ونتبع كل ما صدر منه في فعل أو ترك )، فشهادة هذين الصنفين ناقصة بحسب ما معهم من تلك الأمور .
الفائدة السادسة : من فوائد الشهادة بأن عيسى عبد الله ورسوله ؛ البراءة من سوء اعتقاد اليهود فيه وغلو النصارى فيه ، فإن اليهود كذّبوه واتهموا أُمَّه بما برأها الله منه ( اتهموها بالزنا ) ، والنصارى جعلوه إلهاً مع الله وقالوا هو الله ، أو ابنه ، أو ثالث ثلاثة ، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً . 
السابعة : سُمي عيسى كلمةً لوجوده بتلك الكلمة « كن »، فإن الله قـال لـه  «كن» فكان، فليس هو كلمة «كن» ولكـن كان بها ، إن «كن» من الله قـولاً وليست خلقاً ، فهي من كلام الله الذي يُضاف إليه إضافة الصفة إلى موصوفها .
وسُمي عيسى عليه السلام « روح  الله » لأنه من جملة الأرواح التي خلقها الله واستنطقها ، فإضافتها إلى الله من إضافة المخلوق إلى خالقه تشريفاً له ( أي عندما نقول عيسى روح الله أو روح منه هذا تشريف لعيسى عليه السلام لأنه نسب إلي الله عز وجل ، نسبة التشريف ، فعندما نقول نحن خلق الله فتكون هذه نسبة تشريف بالنسبة لنا وفعل بالنسبة له سبحانه وتعالى ) ، ووصف عيسى بأنه منه أي كائن منه أي هو سبحانه مكون ذلك بقدرته وحكمته .
الثامنة: ضلَّ في المسيح - عليه السلام - طائفتان :
أ‌-     فاليهود كذّبوه ونفوا نبوته ورسالته وقالوا فيه وفي أُمِّه - عليهما السلام - العظائم ، وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه فباؤوا  بإثم ذلك قال تعالى  { وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ  } [النساء :157-158] .
أي أن عيسى عليه السلام لم يقتل بل رفعه الله إليه إلي السماء وسينزل في آخر الزمان معه السيف يكسر به الصليب ويضع الجزية .
ب‌-  والنصارى غلوا فيه وزعموا أنه ابن الله ، وأنه ثالث ثلاثة ، وجعلوه إلهاً مع الله فقالوا : { إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } [المائدة: 17] فعبدوه مع الله وكذبوا وكفروا بذلك وتبرأ المسيح من مقالاتهم الباطلة .
في بعض المجلات مثل مجلة روزاليوسف تقول جريمة أن الشيخ أبي إسحاق يكفر النصارى انظر إلي التكفيريين ، فأصبح تكفير النصارى هذا تكفير فماذا يقولون في {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ }المائدة73 ، لكن النصارى لا يمكن أبدا يقولون عن المسلمين أنهم مؤمنين ولا يمكن أبدا أن يعترفوا بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، من قال أن عيسى عليه السلام ليس برسول عند المسلمين يكون كافرا ومن قال أن موسى عليه السلام ليس برسول يكون كافرا عند المسلمين لذلك كنا أمة وسط {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }آل عمران110 والله عز وجل قال {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ }البقرة143، سبحان الله والله هذه رحمة بنا أننا مسلمين اللهم لك الحمد ، فكيف نقول عن النصارى أنهم مؤمنين ؟ لابد أن نشهد ونؤمن أن كفرهم واضح ولا شك في ذلك .
جـ- ووفّق الله أهل العلم والإيمان فقالوا : إنه عبد الله ورسوله ، وأن أُمّه صدِّيقة وأنها أحصنت فرجها ولكن الله تعالى خلقه منها بلا زوج آيةً من آياته ، ومَثَله عند الله تعالى : { كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59 [آل عمران: 59] .
هذا من ضمن الأشياء التي ترد على النصارى عندما يقولون أن عيسى معجزة وأن سيدنا محمد ليس معجزة لأن عيسى ولد بلا أب ، فإذا تكلمنا من هذا المنطق فآدم أكثر معجزة من عيسى عليه السلام لأن آدم خلق بلا أب ولا أم ، كل هذا من عند الله عز وجل والأصل {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ }البقرة253 فالأمر لا يقال بهذه الطريقة .
التاسعة :  المضاف إلى الله تعالى نوعان :مؤجلة إلي مرة قادمة      
العاشرة : دخول من شهد تلك الشهادات الجنة على أحد ثلاثة تقادير :
* إما أن يلقى الله سالماً من جميع الذنوب الكبائر ـ دون الشرك ـ ، والصغائر ، أو بشيء منها ، لكن يغفرها الله لـه فيدخله الله الجنة لأول وهلة هذا الآمن المطلق .
* أو أن يلقى الله وهو مصرٌّ على كبيرة أو ذنب ، وهو بين أمرين :
- إما أن يعفو عنه  فيدخل الجنة .
-              أو يلقاه مصراً على ذنوبه فيجازيه بجرمه فيعاقبه الله قبل دخول النار ، أو يدخله النار ليطهره من رجسه ثم يخرجه منها ، ثم يدخله الجنة ، ففيه فضل التوحيد ، وأنّ من مات على التوحيد فمصيره إلى الجنة بكل حال .
الدور ثلاثة :
دار الدنيا ودار البرزخ والدار الآخرة
في الدنيا يعاقب بها : نقص في المال أو الأولاد أو حادثة لسيارته أو .......أي ابتلاء .
إذا كانت ابتلاءات الدنيا ليست مكفرة لكل ذنوبه فعندما يدخل القبر هناك فتنة وهناك ضمة للقبر فهذا الإنسان يدخل القبر ويعذب وهناك احتمالان إن سيئاته تنتهي واحتمال أن يتبقى جزء من سيئاته .
ففي الآخرة يدخل النار بما تبقى عنده من سيئات ثم يخرج منها .
فالإنسان يتطهر على ثلاث مراحل .
هناك من أهل العلم قسم الآخرة على قسمين : ( الموقف النار)
فالابتلاء يكون في الدنيا والقبر وأهوال الموقف ثم في النار ، يقولون يوم القيامة عندما يقف الإنسان تحت الشمس وهي تقربه والعرق يلجمه ويصل العرق إلي ترقوية كل هذا نوع من العذاب ، أو يسير على الصراط يكون مرعوب "الصراط ضحض مذلة أدق من الشعر " وأحمى من الموس والإنسان يسير عليه وتحت هذا الصراط نار جهنم ، لو سار الإنسان على سور بلكونة يكون مرعوب فما بالنا إذا سار الإنسان على صراط أدق من الشعر و أحد من الموس ، فماذا يفعل ؟ و أيضا لنار أسفله وكم من عام اشتعلت حتى احمرت وكم عام اشتعلت حتى اسودت كم عام اشتعلت حتى ابيضت ؟ ليس هذا فقط بل أرى أناس يسيرون على الصراط وكانوا في الدنيا أحسن مني وأكثر إيمانا مني ويقعون في النار فماذا أفعل أنا ؟ وأرى أمامي أناس لا تستطيع المشي على الصراط بل تحبو وتنام على بطنها لا يستطيع السير ويحبو ويقع ، وسبحان الله في أناس تسير كالريح هؤلاء أناس استعانوا بالله العظيم وكانوا يحبونه ويؤمنون به ، إذا سالوا سألوه و إذا استعانوا استعانوا به و إذا استغاثوا استغاثوا به سبحانه وتعالى ، كانوا يقدمون قوله على كل قول ويؤمنون به وكانوا يحبونه ويحبون دينه ويرفعون راية الدين عندما علموا أن للدين راية يجب عليهم أن يرفعوها رفعوها إلي أن ماتوا ، هؤلاء هم الموحدون حقا مثل مصعب بن عمير هذا الفتى المدلل فتى مكة المعطر الذي لا يعرف عنه إلا أنه فتى ابن أمه شكله جميل و يأتون له بملابس الصيف من اليمن و في الشتاء من الشام ، شعره طويل ، وكانت فتيات مكة يحبون النظر إليه ويتمنون زواجه ، عندما وحد ونطق الشهادتين أمه تقول له لست ابني ولا أعرفك إلا أن ترجع عن دين محمد و يقول في نفسه كيف ارجع عن الحياة هل فينا أحد يختار لنفه الموت ، يقول في نفسه إن رجعت عن دين محمد فقد مت فما دين محمد إلا حياتي وروحي وقلبي وفؤادي ! تتوقف عن الإنفاق عليه هذا الفتى المدلل الذي لم يعرف التراب ولم يعرف مثل هذه الأشياء التي عرفها أقرانه الذين في نفس سنه ثم ماذا كان يرتدي مصعب ؟ المرقع من الثياب ، لماذا؟
لأنه وحد بالله وعلم أن الله عز وجل هو الذي يعطي ويمنع ، هو الذي يهب ويمنح ، هو الذي يرزق وينفع ، هو الذي يغفر فكيف يعود إلي القليل من الماء أو المال ، أو كثير من المال هل هذا المال سينفعني ؟ هذا المال أمام الكفر أعوذ بالله بل أموت من الجوع و أربط على بطني الحجر من الجوع خير لي أن أفكر لا أن أنطق ، أن أفكر في كلمة الكفر أو أفكر في أن أعود مرة ثانية في دين هؤلاء المشركين ، ليس هذا وفقط النبي عليه الصلاة والسلام عندما أراد أن يفتح المدينة أرسل لهم شخصا واحدا ، إلي الذين يقولون ماذا نفعل في الدعوة ، الذين يقولون ماذا نفعل في المساجد ؟ماذا نفعل مع البنات المتبرجات ؟ ماذا نفعل مع الآباء والأمهات الذين يطاردوننا ويقولون لنا لا ترتدوا النقاب من أجل الامتحانات والزواج و ....و ..... ؟
شخص واحد هو من ؟ هو مصعب بن عمير ، أرسله النبي عليه الصلاة والسلام إلي المدينة بمفرده ليدعوهم إلي لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أرسل إليهم مرقع الثياب من ليس معه مال وقد ترك الثياب والمال وكل شيء من أجل دينه ومن أجل توحيده ، هذا فعلا من شهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله ، هذه هي الشهادة الحقيقية يضحي بالنعيم الذي كان فيه ويلبس المرقع من الثياب ، يذهب إلي المدينة بمفرده في عدة شهور ويهاجر الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلي المدينة ليجد كبار المدينة ومعظم بيوتها يستقبلونه مسلمين ، الأوس والخزرق الذين حاربوا سنوات طوال من أجل عنزة يهتدون على يد مصعب بن عمير هذا الغلام الصابر الموحد .
أرأيتم ماذا كان يفعل التوحيد في الإنسان ، كان لا ينام لماذا ؟ لأن عنده عمل كبير ومأمورية عظمى } رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }الأحزاب23
عندما نقول أيها الكاذبون ! نشير إلي أنفسنا .
في غزوة أحد كان مصعب بن عمير هو الذي يمسك الراية ، راية لا إله إلا الله ، حملها طوال حياته حتى عند ممات فكان يمسك الراية بيمناه فقطعت يمناه ، هل بكى ؟ هل صرخ ؟ هل ناح كما ينوح النساء ؟ لا بل أخذ الراية بشماله ، قطعت شماله ثم وضع الراية بين عضدية ثم ضرب بسهم فقتل رضي الله تعالى عنه و أرضاه .
هذا هو الموحد علم أن في هذه الدماء التي تخرج من صدره وهذه اليد التي نزعت منه علم أن فيها الجنة ، علم أن هذا هو ثمن شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله }مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23 ، هذا هو الموحد ، هذا طهر باعتقاده وطهر بأفعاله وطهر بشهادته مثل هذا لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ، لما ؟ لأن هذا مغفور له .
عندما نتكلم عن التطهير في الدنيا أو في الآخرة أو في القبر أو في النار نتكلم عن أمثالنا ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهؤلاء كثر لو جلسنا نتكلم عن الصحابة وما بذلوه نستغرق وقتا طويلا ، لكن المقصود أن هذه الأفعال لم تأتي هكذا شهادة داخل القلب وتوحيد داخل القلب وثبات عظيم .
ومن النساء نسيبة بنت كعب تدخل المعركة كأنها رجل مثل الرجال ملثمة وتقاتل دون النبي عليه الصلاة والسلام وتصاب إصابة شديدة حتى يغمى عليها رضي الله عنها و أرضاها ، عندما تفتح عينها تقول ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أي هل هو حي ؟ يقولون لها إنا لله و إنا إليه راجعون لقد مات زوجك ، تقول ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ زوجي من أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم }يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ{ (36) عبس : 34 36، أنا أسأل عن النبي عليه الصلاة والسلام ، يقولون لها إنا لله و إنا إليه راجعون لقد مات ولدك ، ولدي من ؟ ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا لها هو بخير ، فقالت كلمة خالدة " كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله " أهم شيء أنها لا تصاب في نبيها ، الذي عن طريقه وجدت النور بعدما كانت في ظلمات الجهل ، هذا هو حب النبي عليه الصلاة والسلام الذي يفضل على حب أي أحد ، حب النبي عليه الصلاة والسلام يجعلنا أن نتبعه ، هذا يعلمنا يا صاحبة اللباس القصير المنتقبة التي تلبس لباس قصير والعيون مفتوحة ، فتحة العين كبيرة وطريقة المشي غير مهذبة وقد تقع في الغيبة والنميمة هل هذا ممن يحب النبي عليه الصلاة والسلام ؟ هل هذا ممن يحب عائشة المرأة الطاهرة العفيفة ؟ هل هذا ممن يجب خديجة وحفصة وميمونة وسودة وغيرهم ؟ هل هذا ممن يحب فاطمة وزينب و أم كلثوم ؟
إذا أردنا أن نوحد توحيدا حقيقيا فلتكن محبة ربي ومحبة نبيي محمد صلى الله عليه وسلم فوق كل المحاب والله ولا زوج نافع ولا ولد ولا أب ولا أم إلا بعد تقديم محبة الله ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم على محبة أي أحد أين كان .
هناك نساء يخافون وينشغلون من غضب الزوج أكثر كثيرا جدا من غضب الله عز وجل لما ؟ لأن التوحيد فيه نقص شديد فنسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من الموحدين حقا وأن يرضى عنا وأن يغفر لنا وأن يطهرنا وأن يرحمنا برحمته سبحانه وتعالى وأن يختم لنا بخير و أن يجعلنا له موحدين ويجعلنا من التائبين قبل الممات .
.........................................انتهى الدرس ...........................................
أسئلة الاخوات المتعلقة بالعقيدة :-
س1 : ما الفرق بين العبادة والتوحيد ؟
جـ1 : العبادة هي الشرع لأنها هي ما شرع الله عز وجل فأي عمل نقوم به في الدنيا يكون عادة أو عبادة فالعبادة هي الشرع و الشرع منه ما هو توحيد ( لا يصرف إلا لرب العزة عز وجل ) أي أصول ومنه فروع .
الأصول منها التوحيد .
العبادة هي الشرع } شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ { الشورى: 13 ، فالدين هو العبادة : كل قول أو فعل يحبه الله ويرضاه ظاهر أو باطن .
التوحيد هو أصل الأصول .
التوحيد أخص من العبادة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق