>

الخميس، 23 فبراير 2012

صفات الزوجة الصالحة





إنّ الحمد لله تعالى نحمده و نستعين به و نستغفره و نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و من سيّئات أعمالنا , إنّه من يهده الله تعالى فلا  مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله .
أمّا بعد,
اليوم إن شاء الله سنكمل آخر درس في المقدّمة و هو
 صفات الزوجة الصالحة .
جعل الله عزّ و جلّ للرجل صفاتا ذكرناها في المرّة السابقة و كذلك جعل في المرأة صفاتا بحيث أنّ هذه الصفات التي تكون عند المرأة , مع الصفات التي تكون عند الرجل إذا انضمّا بعضهما
إلى بعض استدعا ذلك دوام العشرة و حسنها.  لا نقول انّ هذه الصفات لا بدّ أن تكون في المرأة خِلقة , لا , هذه الصفات تكتسبها المرأة منها ما هو جبليّ و منها ما هو مكتسب و أحيانا الله عز و جلّ يجبل المرأة على الصفات الحسنة كالأشجّ  بن عبد قيس كان فيه الحلم و الأناة و قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم  :" يا أشجّ ! إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم و التؤدة"  قال : يا رسول الله أشيء جبلت عليه ، أم شيء حدث لي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل شيء جبلت عليه . فالمقصود من الكلام أنّ هناك صفات للمرأة تكون جبليّة و هناك صفات تكون مكتسبة . هذه الصفات التي سنذكرها إن شاء الله تعالى تحاول المرأة أن تكتسبها إن لم تكن فيها و إن كانت فيها تحاول أن تحافظ عليها و أن تنمّيها, و بهذه الطريقة تكتسب المرأة حسن الخلق.
وضع الإسلام صورة طيّبة للمرأة التي يتمنّاها كلّ شابّ فقال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم :" تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " (الحديث أخرجه البخاري في صحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) .
هذه أربع صفات ذكرها النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم في المرأة : المال و الحسب و الجمال و الدّين و النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :" فاظفر بذات الدين . لو تأمّلنا في هذه الصفات الأربعة سنجد أنّ هناك ثلاث صفات ليست بيد المرأة و واحدة فقط بيدها , يعني المال و الحسب و الجمال ليست بيد المرأة . ان يكون لها مال ليس بيدها بل هو رزق رزقها الله إياها سواء إرث أو مال عملت فيه أو بأيّ طريقة تكتسب بها الرّزق . الحسب هو نسبها و هو أيضا ليس بيدها و الجمال خِلقة خلقها الله عز و جل عليها , ليس بيدها و لكنّ الدّين هو الصفة التي تستطيع المرأة أن تنمّيها و أن توفّرها في نفسها . فقال النبيّ صلى الله عليه و سلّم فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أراد أن يقول أنّ هناك أربع صفات هي أسباب زواج المرأة . رجل يتزوّج المرأة من أجل مالها و آخر من أجل حسبها و آخر من أجل جمالها و رجل آخر يتزوّج المرأة من أجل دينها فالمرأة ليس لها في الأربعة إلاّ الدّين هي التي تنمّيها فيها و تجعله وافرا في خُلقها.
قال الله تعالى :" عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ "ما هي صفاتهنّ؟ "  مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا"  الله عزّ و جلّ قال خَيْرًا مِّنكُنَّ فهذه هي صفات المرأة : مسلمة مؤمنة قانتة , يعني هذا تفصيل لذات الدّين : من هي المرأة ذات الدّين ؟ هي مسلمة يعني أنّها محافظة على شعائر الإسلام الظاهرة و المؤمنة هي المحافظة على شعائره الباطنة من العقائد , مسلمة يعني مصلّية صائمة ,تفعل الأشياء التي ذكرها النبي صلى الله عليه و سلم بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البِيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ (البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما) مؤمنة : تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر , قانتة و القنوت هو طول الصلاة و الخشوع لله عزّ و جلّ , تائبة يعني أنّها كثيرة التوبة لله عز و جلّ , لا تفعل المعاصي و إن فعلتها تابت , عابدة أي أنها تعبد الله كثيرا , سائحات يعني قائمات . هذه هي الصفات التي لا بدّ للمرأة أن تتحلّى بها.
أهداف الناس من الزواج كثيرة , من وجهة نظر الشّابّ. الشّابّ يريد أن يتزوّج المرأة لجمالها و آخر يريد للإنجاب و التفاخر بكثرة النسل و آخر عنده مرض يريد سيطرة و قيادة و بسط النفوذ على بيته , هو صاحب البيت إذا له الكلمة , دون أن يعي أو يعقل ما هي أوامره هل هي نافعة أم ضارة و هناك رجل يريد أن يتزوّج لإعفاف نفسه و رجل آخر يرى أنّها عادة لا بدّ أن يتزوّج فهذه أحوال الرجال مع المرأة . و لكن المرأة مهما يكن نظر زوجها إليها لا بدّ أن يكون فيها صفات

.
ما هي الصفات التي لا بدّ للمرأة أن تتحلّى بها حتّى تكون هي الزوجة الصالحة لزوجها؟
1.     الدّين:
أوّل شرط أن تكون ذات دين و قول الله عز و جلّ :" وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ" و قال تعالى :" الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ" و قال عز و جلّ :" فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ"  و قال النبيّ صلّى الله عليه و سلم :"  فاظفر بذات الدين تربت يداك"  كلّها أدلّة  على أنّ الدّين صفة للمرأة لا يُتنازل عنها , هي الصّفة التي تدور حولها جميع الصفات فالمرأة لو تخلّت عن دينها سقطت و لن تقوم من هذا السقوط أبدا , هو عمود الرّحى الذي يدور حوله كلّ الصفات . لو أنّ المرأة فقدت دينها لفقدت حياتها كلّها. الحياة و الدين بالنسبة للإنسان كالدم الذي يجري في العروق لو فقده الإنسان مات . كذلك المرأة لو فقدت دينها أو تنازلت عنه أو تركته لحظة دون أن تنتبه إليه حتى تفقد منه جزءا كمن يفقد دمه دون أن يدري فيصل إلى مرحلة يموت فيها قلبه كما يموت فيها بدنه و الدّين هو الفهم الحقيقي للإسلام بآدابه و فضائله و تطبيقه . المرأة لا بدّ لها أن تطبّق ما أمرها الله عزّ و جلّ به .
 قلنا أنّ هناك أشياء معيّنة تتحكّم في حياة الإنسان كخلقه و طبعه . لا يجوز للإنسان أن يغفل عن دينه و لو للحظة واحدة ! لذلك قال النبيّ صلّى الله عليه و سلّم :"  فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " . تستطيع المرأة أن تكتسب أيّ خلق بالدّين .
أحيانا يفكّر بعض الشباب و يقول :" سأتزوّج بامرأة ليست ذات دين و أحاول أن أهديه و أحاول أن أرشدها إلى ربّها فأكون بذلك قد ربحت الاثنين الجمال و الدين " نقول له : هل أنت تستطيع أن تهديها أم هو أمر ظنيّ؟ يقول :" هو أمر ظنّي , سأحاول" نقول له : لنفترض أنّك فشلت , افترض انّك حاولت هدايتها ففشلت , ألا يحصل ذلك؟! هذا أمر عقلانيّ طبيعيّ . هذا ليس أمرا بيدك إنّما هو بيد الله عز و جل فكيف تبني حياتك كلّها على أمر ظنّي ؟ يمكنك أن تتزوّجها ثمّ تجد أنّ هذا الجمال ليس له معنى و دينها هو الذي يبقى فقد فقدت أنت جمالها و دينها.ماذا تبقّى؟ لم يتبقّ لك إلاّ الحسرة .
السبب الرئيسي لكثرة الطلاق في السنوات السابقة أنّ الشباب ليس عندهم هدف من الزواج. هو يريد الزواج , ماهو هدفك؟
المفروض أن يكون هدفه هو : إقامة أسرة تتّقي الله عز و جل  لأنّ الإنسان خُلق لله , فهذا هو هدفه .
الزواج عبادة و ليس عادة . الزواج عبادة , يا أخواتي حياتنا كلّها عبادة .
الفقهاء يقولون بأنّ الفقه ينقسم إلى عبادات و معاملات و جنايات و أحوال شخصية و غير ذلك , هذا تقسيم فقهيّ . هذه تقسيمات فقهيّة إنّما في الحقيقة كلّ كتاب الفقه عبادات , الحدود و قطع اليد عبادة كالصلاة . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :" كما أنّ الصلاة عبادة كذلك الحدود عبادة " كما أنّ الصوم عبادة فإنّ الزواج عبادة . الأطعمة عبادة, هل أنّ الإنسان لو أكل حراما ألن يكون حراما عليه و يقول بأنّها عادة و ليست عبادة ؟ لا . كلّ حياتنا عبادة ! لا يوجد شيء في حياتنا إلاّ و هو عبادة لله عز و جلّ . التقسيم الحقيقي أنّ كتاب الفقه كلّه عبادات إنّما هذا تقسيم فقهي و يشمل العبادة و المعاملة و البيوع... البيوع عبادة , المسلم يتعبّد لله عزّ و جلّ في البيوع بترك الربا و لو رأى الربا استغفر الله عز و جلّ . كلّ هذه عبادات .
فكما أنّ الصلاة عبادة فإنّ الزواج عبادة و لا بدّ أن ينوي فيه أن يعبد الله عز و جلّ و يقيم أسرة تعبد الله و هذه تكون نيّته .
لكن الرجل له نفس و له حظوظ , كما انّه يريد أن يتزوّج يريد أن يرضي شهوته , كلّ ذلك نفى الدّين و فكّر في شيء واحد و هو الجمال. قال و لكنّي تزوّجتها و هي منتقبة أو تصلّي في المسجد أو تحضر الدروس.. كلّ هذا يدلّ دلالة قويّة على الدّين  و لكن لا بدّ أن تعرف قيمة الدّين عندها . هناك الكثير من المنتقبات , الدّين عندهن آخر شيء يفكّرن فيه. كثير من المنتقّبات تضحّي بالدّين و بكلّ شيء لتلبّي رغباتها , تريد مثلا رجلا غنيّا أو غير ذلك كما لا يخفى على كثير من الأخوات .
لماذا قدّم الدّين على المال و الحسب و الجمال؟
قدّم الدّين على المال و الحسب و الجمال لأنّها أمور دنيويّة , قال النبيّ صلى الله عليه و سلم :" الدنيا متاع . وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة "  (مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص) ليست المرأة الجميلة و لا الحسيبة و لا الغنيّة إنّما هي المرأة الصالحة. و قال عليه الصلاة و السلام :" لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا وَلِسَانًا ذَاكِرًا وَزَوْجَةً صَالِحَةً تُعِينُهُ عَلَى أَمْرِ الآخِرَةِ " (الألباني في السلسلة الصحيحة من حديث ثوبان رضي الله عنه)  زوجة من صفاتها أنّها مؤمنة و أنّها تعين زوجها على أمور الآخرة , تعينه و لا تكون سلبيّة و تتركه , بل تساعده و ترشده إلى ما فيه خير و هو كذلك يرشدها و في رواية أخرى :" وَزَوْجَةً صَالِحَةً تُعِينُكَ عَلَى أَمْرِ دُنْيَاكَ وَدِينِكَ خَيْرُ مَا اكْتَسَبَهُ النَّاسُ "  .
أركان السعادة أربعة منها المرأة الصالحة تراها تُعجبك و تغيب عنها فتأمنها على نفسها و مالك و من الشقاء المرأة تراها فتسوؤك و تحمل لسانها عليك و إن غبت عنها لم تأمنها على نفسها و مالك . فهذه هي صفات المرأة التي هي سبب لشقاء الإنسان في الدنيا و الآخرة .
ليس عيبا على الرجل أن يشترط الجمال و لكن هي أولويّات . لا بدّ أن يجعل الشابّ أوّل أولويّة عنده هو الدّين . هذا ما لا يُترك ثمّ تأتي الأولويّات الأخرى. كلّ شابّ له أولويّات و أوّل أولويّة له هي الدّين ثمّ بعد ذلك الجمال مثلا ثمّ بعد ذلك المال ثمّ بعد ذلك الحسب و هو حرّ . وجد امرأة ديّنة و جميلة و ليس لها مال و لا حسب و امرأة ديّنة و ليست جميلة و لها مال و حسب و امرأة ديّنة و ليست جميلة و لا حسيبة و لها مال و امرأة لا ديّنة و لا حسيبة و لا جميلة و عندها مال و امرأة ليست بديّنة و حسيبة و جميلة و لها مال , تباديل و توافيق , يختار , ماذا يختار؟ من يختار؟ طبعا من الممكن أن يقول فيها الصفات الثلاثة حسيبة و جميلة و لها مال لكن ليست ديّنة , دينها رقيق , نقول له هي متبرّجة  فيقول إن شاء الله ربنا سيهديها فنقول له : هل بيدك أن يهديها الله؟! ليس بيدك ذلك. و مع ذلك يختارها و تكون سبب شقائه.
أنا أرشد الأخوات لقراءة كتاب اسمه " العشرة الطيّبة " ل " محمد محمد حسين" و هو كتاب رائع إضافة إلى  كتاب " حتى يبقى الحب"  .
هناك نصيحة يذكرها بعض الناس يقول" إذا أردت فاطمة فلا بدّ أن تكون عليّا" و هو مثال يضرب. كثيرا ما يفكّر الشباب في كيفيّة الحصول على زوجة صالحة في هذا الزمان الذي بلغت فيه الفتن مبلغا لم يخطر على قلب فتلك الفتن وصفها النبيّ صلى الله عليه و سلم و قال :" سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) " (الألباني في الصحيح الجامع من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)
قال أحد السلف الصالح :" إن أردت فاطمة فلا بدّ أن تكون عليّا فعلى قدر طاعتك لله عز و جلّ فسوف يسوق الله عز و جل إليك زوجة صالحة تعينك على أمر دينك و دنياك " و بقدر دين المرء يأخذ ما يريد .
فإنسان ليس له دين أو دينه رقيق و يبحث عن امرأة ديّنة و ليس جميلا و يبحث عن امرأة فائقة  جميلة  و يؤكد على كلمة فائقة قبل الجمال , عليه أن ينظر لنفسه  ففائقة الجمال لا ترضى إلاّ بمن هو فائق الجمال فعليك أن تختار ما يناسبك و ما ترضى به عند الله عز و جل . سبحان الله الأخ يؤخر الزواج و يتأخّر عن أقرانه لأنّه لا يزال يبحث عن فائقة الجمال و لا يجدها و عندما يجدها و يتقدّم إليها تقول له أنا أيضا أريد فائق الجمال ! فإذا أردت أن تتزوج فاطمة فعليك أن تكون عليّا !
كذلك المرأة إذا أرادت أن تتزوّج عليّا فلتكن هي فاطمة!  بعض الأخوات تقول : أريد أن أتزوّج فلانا يكون كذا و كذا . طيّب كوني فاطمة يكن لك عليّا " الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ" .
هناك صفات أخرى للمرأة الصالحة. عندما قال النبيّ صلّى الله عليه و سلم :"    فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ "  فهو يعلم عليه الصلاة و السلام أنّ الدّين هو المحور الرئيس الذي تدور عليه المرأة .
المرأة  سرعان ما تفقد جمالها بعد الحمل و الإنجاب و يبقى لها الدّين.
أوصي الأخوات أيضا بكتاب جميل اسمه " الزواج الإسلامي السعيد" للشيخ محمود المصري و هو كتاب رائع . ذكر فيه الأبيات التالية:
راد أحد الشباب أن يتزوج فأرسل إلى أحد المشايخ يطلب منه زوجة بمواصفات يراها لازمة في زوجته فأنشد قائلا


بعث امرؤ لأبي عزيزة مرة

برسالة يُبكي ويُضحك مابها

فيها يقول أريد منك صبيــة
حسناء معروف لديكم أصلها
وأديبة ولطيفة وعفيفــــــة
وحليمة ورزينة في عقــــلها
قد أحرزت في العلم غير شهادة
وعلي النسا طراً تفوق بفضلها
وتكون أيضاً ذات مالٍ وافرٍ
تُعطيه من بعد الزواج لبعلها
وأريد منها أن تكون مطيعة
أمري فتتبعني وتهجر أهلها



فما كان من أبي عزيزة إلا أن أجاب هذا الخاطب العجيب قائلاً :



وافي كتابك سيدي فقرأته

وعرفت هاتيك المطالب كلها

لو كنت أقدر أن أري من تشتهي
طلقت أم عزيزة وتزوجتها


طبعا هذا الرجل يطلب صفات زوجة ليست من الأرض بل من المرّيخ  , صفاتها صبية حسناء , معروف أصلها , عفيفة , حليمة , أديبة , رشيدة , رصينة, أحرزت من العلم غير شهادة و تفوق النساء بفضلها و لها مال وافر تعطيه من بعد الزواج لبعلها . طبعا هو يذكر أمورا , لا يريد أن يتزوّج , و يضع عقبات  . الشيخ أحمد القطان يحكي قصّة أدبيّة و يقول :" حكمت محكمة العادات والتقاليد البائدة على المتهمة (مطلقة)
وشريكتها في الجريمة ارملة
وعميلة اللون الاجرامى سمراء
حكمت المحكمة على كل واحدة منهن بالعنوسة المؤبدة مع الرقابة الشديدة خلال فترة السجن
." يريد أن يقول أنّ العادات و التقاليد هي التي حكمت على المطلقة و الأرملة و السمراء أنّها لا تتزوّج أبدا , عنوسة مؤبّدة و حكى قصّة يمكن للأخوات أن يقرأنها.
 
2.     حسن الخُلق:

و هي الصفة الثانية للمرأة الصالحة. و هو أصل مهمّ في طلب الفراهة و الاستعانة على الدّين فإنّها إن كانت سليطة , بذيئة اللسان , سيّئة الخلق , كافرة للنعم , كان الضرر منها أكثر من النّفع و الصبر على النساء ممّا يُمتحن به الأولياء . المرأة جميلة و لكن لسانها سليط , بذيئة اللسان , لا يعني بالضرورة تشتم و لكن تحدّ من صوتها . يدخل زوجها فتقول له : هل أتيت؟ و هو أمر يغيظ الزوج . لا بدّ للمرأة أن تتعوّد حسن التبعّل . كما أنّها عندما تلد تتعلّم كيفية  تربية أبنائها كذلك هي عندما تتزوّج يجب عليها أن تتعلّم كيفية معاملة زوجها .و عندما يكون لها أب و أمّ يجب أن تتعلّم كيف تبرّ أمّها و أبوها , عندما يكون لها أصدقاء في العمل أو في المدرسة أو في الشغل تتعلّم كيف تعامل أصدقاءها  إذا أيضا عليها أن تتعلّم كيف تعامل زوجها , هو أمر بديهي. إلاّ أنّ المرأة تتعلّم كلّ شيء إلاّ معاملة الزوج و هذا من كفران النعم و العافية . لا بدّ للمرأة أن تكون طيّبة و ذات خلق حتى في بيتها .

3.     حسن الخِلقة :
كذلك لا بدّ أن تكون حسنة الخِلقة . و لهذا أُمر بالنظر إلى المخطوبة و لقد كان هناك أقوام لا ينظرون للحسن و لا يقصدون التمتّع كما كان الإمام أحمد , اختار امرأة عوراء على أختها و لكن هذا ينظر له . لكن إذا اجتمع الدّين و الجمال و الحسب فهذا أفضل.
امرأة ليست جميلة ماذا تفعل؟ تتجمّل و التجمّل أمر معلوم فلا بدّ أن تكون خِلقتها حسنة. و الجمال الذي هو جمال الوجه هو نوع من الجمال و ليس هو كلّ الجمال فجمال المرأة عبارة عن تركيبة معيّنة تخرج من المرأة , هذه التركيبة يستشعرها الناظر إليها بأنّها جميلة . الوجه هو شيء منها. الكلام نوع من الجمال. الثقافة نوع من الجمال. طريقة التفكير نوع من الجمال. القوام نوع من الجمال. الشعر نوع من الجمال. حركات المرأة نوع من الجمال. فجمال المرأة ليس في وجهها فقط. من الممكن أن تفقد المرأة الجمال في وجهها و تكتسبه من بقيّة منظومة الجمال. كذلك قد تكون المرأة جميلة الوجه و لكنّها فاقدة لبقيّة عناصر الجمال كأن تكون مثلا جميلة الوجه , قبيحة الكلام , ليس عندها منطق عذب , ألا ينقص هذا من جمالها؟  و هكذا ... المفهوم أنّ الجمال له عناصر متعدّدة و أركان و من الخطأ أن تحصر المرأة جمالها في وجهها فقط إنّما عليها أن تحاول اكتساب أركان و مقوّمات الجمال المختلفة. و كلّ رجل منظومة الجمال عنده تختلف عن الآخر: واحد يرى أنّ الجمال كلّه في الوجه و آخر يرى أنّ الجمال كلّه في العقل, و آخر يرى أنّ الجمال كلّه في القوام و آخر يرى أنّ الجمال كلّه في طريقة الكلام أو اللسان , كلّ واحد له منظومة جمال , و المرأة  العاقلة اللبيبة هي التي تكتشف زوجها , لا يعني أنّها عندما تزوجت عليها أن تعمل بما أخبروها به , لا , كلّ زوج له طريقة و عليها أن تكتشف ما يريده زوجها ثمّ هي تنمّيه عندها . زوجها يحبّ المرأة العاقلة فعليها أن تتعلّم العقل , تحاول أن تنطبع بالطباع الحسنة .
الجمال قسمان : قسم خُلقت المرأة به و قسم تكتسبه المرأة و الجزء الذي تكتسبه أكبر بكثير من الذي خُلقت به مثلا من الممكن القول أنّ المكتسب من الجمال سبعون بالمائة و الجمال الخِلقي ثلاثون بالمائة . من الممكن أن تكتسب المرأة السبعين بالمائة من الجمال إن هي فقدت الثلاثين بالمائة الأخرى التي خُلقت عليها.
الجمال له عناصر و له مقوّمات و له أركان . أركان الجمال و عناصره ليست في جمال الوجه فقط هو مختلف باختلاف الأفهام للجمال و قلنا أن المرأة حتى تصبح جميلة لا بدّ أن تكون جميلة في عين زوجها و الجميلة في عين زوجها تفهم زوجها و تكتشف ماذا يريد من الصفات و تنمّي هذه الصفات فيها .
الكلام الحسن و الطيّب نوع من الجمال و الصوت نوع من الجمال لذا أمر الله عز و جلّ أن لا يخضعن بالقول فمن الممكن أن يفتن الرجل.
تركيبة الجمال هي  عناصر متعدّدة لا يمكن حصرها و تراكيب كتراكيب الكيمياء . الأخت يجب أن تكتسب هذه التراكيب بالخبرة و بمعاملة زوجها و بالاهتمام بنفسها .

4.     أن تكون ذات حسب و أصل و شرف:

النبيّ صلى الله عليه و سلم قال بأنّ المرأة تنكح لحسبها . هذا طبعا ليس بيد المرأة إنّما هو رزق لها فإن كان الله عز و جل  رزقها بذلك فلتحمد الله . هذه صفة تستوجب منها الشكر لله عز و جلّ و زيادة في العبادة لله عزّ و جلّ و لكن النَّاسُ مَعَادِنُ ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا " ( أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه و الحديث كاملا هو قيل يا رسول الله من أكرم الناس قال أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألوني خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا
 
5.     أن تكون خفيفة المهر :

أن تكون خفيفة المعني يعني أنّها لا تُطالب بمهر غال . هناك من ذهب لخطبة فتاة فاشترطوا عليه الشبكة بالجرام و سبب طلبها هو عادات العائلة ! طبعا هذا من أقبح الأمور و من لا يملك القدرة على هذا الشرط يرفض؟! انظري هل خسرت أم ربحت, هل هذه القيمة من جرامات الذهب هي الزواج أم أنّك ستتزوّجين رجلا ؟ هل الرجل المتقدّم ذو خُلق و دين , يُقبل أم يُرفض؟ إن كان يُقبل فهذه الأمور يغضّ الطرف عنها .
لا بدّ أن تكون خفيفة المهر . قال عليه الصلاة و السلام :" خير النكاح أيسره" (الألباني في الصحيح الجامع)  قال عمر رضي الله عنه :" ما تزوّج النبيّ صلى الله عليه و سلم و لا زوّج بناته بأكثر من أربع مائة درهم و لو كانت المغالاة في مهور النساء مكرمة لسبق إليها النبيّ صلى الله عليه و سلم " و لقد تزوّج بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم على وزن نواة من ذهب قيمتها خمس دراهم.  خمس دراهم يعني خمسة عشر جراما يعني لا يكفي لصناعة خاتم. و سعيد بن المسيّب زوّج ابنته على درهمين و الدرهم يقدّر بثلاثة جرامات من الفضّة يعني ستة جرامات من الفضة و الجرام الواحد بستة جنيه يعني بست و ثلاثين جنيها (مصريا) .

6.     أن تكون أجنبيّة:

الصفة السادسة أن تكون أجنبيّة أو غريبة عنه كما قال الفقهاء : يفضّل أن تكون المرأة ليست من ذوات أقاربه حرصا على نجابة الولد و غير ذلك و لكن لو لم يجد إلاّ امرأة فيها الصفات الحسنة و قريبة له فلا بأس و لكن دائما الفقهاء ينصحون بذلك حتى قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه " قد أضوأتم، فانكحوا في النوابغ " أي في الغرائب و قال أيضا " لا تنكحوا في القرابة فإنّ الولد يُخلق ضاويا" أي ضعيفا .
7.     أن تكون بكرا :

البكر أفضل من الثيّب . هذا يعني أنّ لها صفات ليست موجودة في الثيّب , يمكن للأخوات أن يقرأنها من كتاب " الزواج الإسلامي السعيد " للشيخ محمود المصري.

8.     أن تكون المرأة ولودا :

تُعرف المرأة الولود بشيئين :
·         سلامة الجسم من الأمراض التي تمنع الحمل و يستعان لذلك بالمتخصصين
·         النظر في حال أمّها و أخواتها المتزوّجات , يعني أحيانا تكون كثرة الولادة وراثة فمن الممكن أن يرى من أمها كثرة الولادة أو من أختها المتزوّجة او غير ذلك
و لا يوجد طريقة أخرى يعرف بها أنّها ولود . حتّى قال النبي صلى الله عليه و سلم :" تزوجوا الولود الودود" ( النسائي , صححه الألباني)  .
الودود هي التي تتحبّب إلى زوجها , حتى قال النبي صلى الله عليه و سلم :" أَلا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ الْوَدُودُ ، الْوَلُودُ ، الْعَئُودُ عَلَى زَوْجِهَا ، الَّتِي إِذَا آذَتْ ، أَوْ أُوذِيَتْ ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا ، ثُمَّ تَقُولُ : وَاللَّهِ لا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى   " (أخرجه الألباني في الصحيحة و قال حديث حسن)  هذه من صفات المرأة الودود.
هنا ارتباط قويّ بين الولود و الودود , الودّ و الولادة  فالرجل قد يحبّ المرأة لأجل أولادها و قد يحبّ أولادها لأجل أمّهم و من المعلوم أنّ العلاقة بين الرجل و المرأة تزداد و تقوى إذا رزقه الله منها الولد .
9.     أن تكون ذات عطف و حنان:
و هذه صفة من الصفات المكتسبة التي يمكن للمرأة أن تكتسبها , أن تكون ذات عطف و حنان و يا حبّذا لو كانت قرشيّة لقول النبيّ صلى الله عليه و سلم :" خير نساء ركبن الإبل نساء قريش . وقال الآخر . صالح نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده "  (أخرجه البخاري في صحيحة) نساء قريش عندهنّ حنان و عطف , حنان على الولد و عطف على الزوج .
10.  أن  تكون مطيعة و أمينة :
من صفات الزوجة الصالحة أن تكون مطيعة أمينة و ذلك لما أخرجه الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :" أي النساء خير ؟ قال : الذي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه فيما يكره "
تسرّه إذا نظر : صفة من الممكن أن تكتسبها المرأة و هي صفة من الجمال ,و تعني أنّه إذا نظر إليها وجد ما يسرّه ,ريحه طيّبة و وجه حسن و امرأة تهتمّ بنفسها
و تطيعه إذا أمر : إذا قال لها شيئا تطيعه , يمكن للمرأة أن تتقرّب إلى الله بطاعة زوجها و يزداد حبّه إليها بطاعتها إيّاه , إذا أطاعته ازداد حبّا لها , تطيعه إذا أمر , هذه الصفة خِلقة خلق الله عز و جل الرجل يحبّ من يطيعه , عندما يريد شيئا تطيعه زوجته فيزداد حبّا لها و العكس بالعكس يكره من يعصيه و هي صفة خلقها الله سبحانه و تعالى في الرجل . إذا قال الرجل لزوجته شيئا و يجد أنّ زوجته تعانده و لا تطيعه من أجل أن لا تطيعه , هي لا تحبّ طاعته كأن تقول له :هل أنا جارية ؟ فالرجل سيزداد كراهة لها و هذا أمر خطير عند المرأة . لا بدّ أن تطيعه إذا أمر تحبّبا له و عبادة لله عز و جل قبل ذلك  و لا تخالفه فيما يكره . هناك فرق كبير بين أن تطيعه فيما أمر و لا تخالفه فيما يكره الأولى تعني أنّه إن قال لها شيئا تفعله و الثانية تعني أنّها لو رأت منه كراهة شيء لا تفعله و هذه أعمق في الحبّ و أعمق في الودّ حتى بين الأصدقاء .
لو فرضا أنّ صديقتك أتت لزيارتك و أنت تعرفين أنّ هذه الأخت تكره رائحة البخور مثلا و كنت قد  وضعت البخور في البيت فما إن تدخل حتى تغيّرين الرائحة و تفتحين النوافذ فإذا سألتك عن السبب قلت لها بأنّك تعرفين بأنّها لا تحبّ هذه الرائحة , فهل يا ترى سيزداد رصيدك لديها؟ أو أنّك تعرفين أنّ أختك تحبّ نوعا معيّنا من العصير و لم يكن عندك حينها في البيت فأرسلت ابنك لشرائه و تخبرينها بذلك , ألن تزداد لك حبّا بسبب هذا الموقف؟ هذا مخالف لأن تقول لك لا أحب هذا العصير فتخيّرينها بين كذا و كذا و تختار هناك فرق, و المقصود أنّ هناك فرق بين أن تطيعه فيما أمر و لا تخالفه فيما يكره.
لا تخالفه فيما يكره معناه أنّها تلاحظ ما يحبّ و ما يكره فتفعل ما يحبّ و لا يخالفه فيما يكره فما يكرهه لا تخالفه فيه بل تفعل ما يحبّه , فيما يكره في نفسها أو في مالها أو غير ذلك . هذه صفة لا بدّ للمرأة أن تكتسبها 
.
11.أن تكون هادئة الطباع :
أن تكون هادئة الطباع و صوتها منخفض . المرأة الهادئة الطباع أقرب لزوجها من المرأة شديدة العصبيّة . المرأة شديدة العصبيّة صوتها مرتفع يزعج الجيران قبل أن يزعج أذن زوجها و هي صفة مثيرة للأعصاب و مثيرة لغضب الزوج .
هناك من تكون هادئة الطباع و صوتها منخفض و هي صفة و هناك صفة ملاصقة لهذه الصفة و هي أن تكون طريقة خطابها لزوجها طريقة هادئة و يحبّها . هناك بعض الأزواج يغضب من طريقة معيّنة في الخطاب و يحبّ طريقة معيّنة . الزوجة التي تريد أن تبني بيتها على الحياة الجميلة السعيدة لا بدّ أن تتحدّث, المرأة ملكة في بيتها , هذا أمر لا يختلف عليه اثنان و الملكة لا بدّ أن تراعي أمر الرعيّة و تعرف ما يحبه الراعي. لو أنّك ملكة في بلد ماذا ستفعلين ؟ أوّلا ستحاولين إرضاء هذا الشعب , اعتبري زوجك شعبا و ترضينه بطرق مختلفة . طريقة الخطاب من الممكن أن تكون طريقة استفزازية كالخطابات الاستفزازية التي كنا نسمعها أيام الثورة و كانت هي الأساس في هدم هذا الصرح الجبروتي و هذا الصرح الذي بناه هؤلاء الفراعنة . كان خطابا استفزازيا, الناس ثائرة و هو يقول لن أموت إلاّ في مصر ؟! أمر عجيب. مثل ذلك المرأة إن كان زوجها ثائرا و خطابها استفزازيا فالمرأة لا بدّ أن يكون عندها حنكة في قيادة زوجها . نعم , المرأة تقود زوجها و تستطيع أن تمتص غضبه و تستطيع أن تتحكّم في عواطفه عن طريق هذا الخطاب , و على المرأة أن تتعلّمه . لا أتكلّم عن امرأة مخابراتيّة , كأنها من مخابرات أمريكا أو إسرائيل و قد تلقت دورات في طريقة التكيّف مع الآخرين بل أتكلّم عن امرأة تريد أن تعيش في بيتها عيشة سعيدة , هذا تفاعل بين الرجل و المرأة كالتفاعل الكيميائي بالضبط. أكثر البيوت التي تتهدم هي البيوت التي تخاطب فيها المرأة زوجها بطريقة استفزازية أو تقول له : لو أنت رجل طلّقني"  طيّب لو طلّقك يكون رجلا و لو لم يطلّقك لن يكون رجلا و أنت التي قلت له " طلّقني" فهل أنت تريدين الطلاق و من الممكن أن تقول له " لو أنت رجل ابن رجل طلّقني" و كلمة ابن من الممكن أن تعيدها عشرات المرات فطبعا هذه طريقة لا ينبغي للمرأة أن تفعلها و المرأة هي التي تستطيع أن تتحكّم في زوجها و في سعادة بيتها.

 
12.أن تكون سليمة من العيوب الجسديّة :
و هذا أمر معلوم و إن شاء الله سنتعرف على العيوب الجسدية التي تخص النكاح في درس منفصل
13.تحسن فن الطهي و تدبير المنزل:
من الأمور التي يذكرونها أيشا هي أن تكون الأخت تحسن فن الطهي و تدبير المنزل  من تنظيف المنزل أو غير ذلك ممّا يجعل الزوج يشتاق إلى البيت . هناك أزواج يمضون طيلة الوقت خارج البيت و لا يحبون الرجوع إليه فالمرأة الذكيّة التي تريد سعادة زوجها و نفسها تجعل بيتها دائما ملاذا لزوجها حينما يتعب و لكن أن يعود الزوج من العمل فينام ثمّ يخرج من البيت و لا يدري إلى أين يذهب , و هو فعلا لا يدري فيقتل الوقت بين زيارة هذا و ذاك , حتى إذا ما تأخر الوقت يعود للبيت لينام , هذا هروب , كأنه يهرب من البيت . فلتسأل الزوجة نفسها لماذا يخرج من البيت؟ لماذا يهرب؟ فلتسأل نفسها لماذا يفضّل البقاء خارجا عنها, من المؤكّد أنّها ستجد إجابة و عندما تصل إلى هذه الإجابة تستطيع أن تغيّر طباعها.
14.العؤود:
العؤود صفة مبالغة و تعني كثرة العود , قال النبي صلى الله عليه و سلم في حديث رواه النسائي و صححه الألباني :" ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ الودود الولود، العؤود ؛ التي إذا ظُلمت قالت : هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضا حتى ترضى" هذه هي صفة المرأة العؤود . ماذا قال النبي صلى الله عليه و سلم؟ ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة  , صفة نساء أهل الجنّة , امرأة عؤود التي إذا ظُلمت و ليس ظَلمت بل هي مظلومة و مع ذلك تقول  هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضا حتى ترضى . ماهي مشاعر الزوج في هذه الحالة؟ هو ظَلمها أو شتمها أو فعل معها فعلا لا يليق و هي مظلومة و تقول له : هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضا حتى ترضى . لا أظنّ انّه لو كان في عروقه قطرة دم أنّه سيعود إلى هذا الظلم أبدا . من الممكن أن يظلمها فتظلمه أكثر ممّا ظلمها فيعاند .فهذه صفة قد شرحها النبي صلى الله عليه و سلم لذلك فهي لم تظلم زوجها بل زوجها هو الذي ظلمها و مع ذلك ذهبت لتصالحه فهذه الصفة تسمى عؤودا.
هناك من الأخوات من تقول لا استطيع السكوت على ظلمه ! نقول لها هذه صفة ذكرها النبي صلى الله عليه و سلم للنساء حتّى يعيش البيت و يستمر و هذه الصفة تحتاج إلى امرأة عاقلة جدا و هذه المرأة ستكون من نساء أهل الحنة و كذلك المرأة التي تتعوّد على ذلك . هناك مصيبة عند النساء تضخّمها جدا و تقول : أين كرامتي؟ أوّل ما يأتيك هذا السؤال فاعلمي أنّه من الشيطان . تقول: يشتمني و أقول له : هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضا حتى ترضى؟   أين كرامتي؟ بهذه الطريقة سيحتقرني؟... نقول لها : لا و الله بل سيرتفع قدرك عنده بعد ذلك و اعلمي أنّ هذه الصفات ترقّق قلب الرجل و الرجل لا يسيء للمرأة بعد ذلك لو أنّ للمرأة هذه الصفات و لذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم بأنّها من أهل الجنة , ما معنى ذلك؟ يعني أنّ صفاتها الأخرى أفضل من ذلك و أنّها حسنة الخلق حتى استحقّت أن تكون من أهل الجنّة . هل تريدين أن تكوني من أهل الجنة؟ إذا افعلي هذا .
هذه صفة من الصفات التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه و سلم و ليست من اجتهادنا و قد أخبرنا أنّها من صفات أهل الجنة من النساء و من ثمّ أنت تتعاملين مع زوجك حتى تدخلي الجنة .
15.أن تكون عاقلة:
الاخت يجب أن تكون عاقلة قليلة الكلام و لا تفشي له سرا .
16.الهيّنة الليّنة السهلة :
فهي لا تضع حواجز بينها و بين زوجها . قال النبي صلى الله عليه و سلم :" ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا ؟ على كل هين ، لين ، قريب ، سهل"  هيّن في طبعه . الأمور عنده سهلة . ليّن فلا تكون المرأة متحجّرة لا أقصد الأفكار و إنّما متحجّرة الطباع , مثلا زوجها أساء إليها ذات يوم فجاء يعتذر لها فتقول له لن أقبل اعتذارك , فما الذي سيفعله هو ؟

17.العابدة المطيعة:
قال النبي صلى الله عليه و سلم :" إذا صلت المرأة خمسها ، و صامت شهرها ، و حصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت"( الألباني في الصحيح الجامع من حديث ابي هريرة رضي الله عنه )
18.الطاهرة العفيفة :
قيل لأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها و عن أبيها : أيّ النساء أفضل؟ قالت :" التي لا تعرف عيب المقال و لا تهتدي لمكر الرجال , فارغة القلب إلاّ من الزّينة لبعلها و لإبقاء الصيانة على أهلها"
19.التقارب:
و نعني بذلك أن تكون قريبة لزوجها في الطباع . لا بدّ للمرأة أوّلا في أثناء الاختيار , كما قلنا هو يختارها وفقا لثلاثة أشياء : الدين و الخلق و الطباع , لا بدّ للمرأة أن تختار زوجا قريبا منها في الطباع , لن يكون مثلها لأنّ لا يوجد اثنان متماثلان في الطباع بل حتى الأخوين طباعهما مختلفة إنّما المرأة تكون قريبة في الطباع من زوجها.
هناك مقولة تقول:" لا تنكحوا من النساء ستة : لا الأنّانة و لا المنّانة و لا الحنّانة و لا تنكحوا حدّاقة و لا برّاقة و لا شدّاقة "
الأنّانة هي التي تكثر الأنين و الشكوى و تعصب رأسها كلّ ساعة فنكاح المتمارضة لا خير فيه و هذا معنى كثيرة الأنّ و الشكوى فهي دائما مريضة , إذا طلب منها زوجها شيئا ما تقول له بأنّها مصابة بالصداع و متعبة ... الرجل لا يحب كثرة الشكوى. و لكن تستطيع أن تحسّسه بهذا الأمر و لكن ليس بكثرة . إن تحاملت على نفسها و رأى منها ذلك فيزداد حبا لها و يشفق عليها مرّة بعد ذلك فهي تريد أن تلبّي رغباته و لكنّها غير قادرة على ذلك. هذا الشعور إن وصل إليه دون شكوى سيكون أقرب إليه و أفضل لها .
المنّانة التي تمنّ على زوجها فتقول فعلت لأجلك كذا و كذا .
الحنّانة التي تحنّ إلى زوج آخر أو ولد من زوج آخر و طبعا هذه صفات قبيحة.
الحدّاقة هي التي ترمي إلى شيء بحدقتها فتشتهيه و تكلّف الزوج شراءه , يعني هي تنظر إلى ما في يد غيرها.
برّاقة هي التي تقضي كل وقتها في تزيين وجهها ليكون لوجهها بريق و معنى آخر أنّها تغضب على الطعام فلا تأكل إلاّ وحدها و تستقلّ بنصيبها في كل شيء
شدّاقة : متشدّقة كثيرة الكلام
كلّها صفات قبيحة لا يحبّها الرجل في المرأة .
الأمّ صانعة الرجال و الأبطال و بلا شكّ أنّ كلّ رجل بطل أمّه هي السبب لأنّها هي التي تغرس في قلبه هذه الصفات العظيمة .
نختم بوصيّة أمّ لابنتها:
أيْ بُنيّة:
إن الوصية لو تُركت لفضلِ أدب تُركت لذلك منكِ.
ولكنها تذكرةٌ للغافل، ومعونةٌ للعاقل.
ولو أن امرأةً استغنت عن الزوج لغِنَى أبَويها، وشدّةِ حاجتهما إليها، كنتِ أغنى الناس عنه.
ولكن النساء للرجال خُلقن، ولهنّ خُلق الرجال.
أي بُنيّة:
إنك فارقت الجوَّ الذي منه خرجت.
وخلّفت العُشَّ الذي فيه درجْتِ إلى وَكرٍ لم تعرفيه وقرينٍ لم تألفيه فأصبح بملكه عليك
رقيباً ومَليكاً.
فكوني له أمَةً، يكن لكِ عبداً وشيكاً أي بُنية:
احملي عني عشرَ خِصال تكن لك ذُخراً وذكراً:
الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
والتعهّد لموقع عَينه.
والتفقد لموضع أنفه:
فلا تقعُ عينُه منك على قبيح.
ولا يشمُّ منكِ إلا أطيبَ ريحٍ.
والكحل أحسن الحسْن.
والماء أطيبُ الطِيب المفقود.
والتَعهد لوقت طعامه.
والهدوُّ عنه عند منامه:
فإن حرارة الجوع مَلْهبَة، وتنغيصَ النوم مَغْضَبَة.
والاحتفاظ ببيته وماله.
والإرعاء على نفسه وحَشَمِه وعياله:
فإن الاحتفاظ بالمال حسنُ التقدير.
والإرعاءَ على العيال والحشَم جميلٌ حَسنُ التدبير.
ولا تُفشي له سراً.
ولا تَعصي له أمراً:
فإنك إن أفشيتِ سرَّه، لم تأمنَي غَدْرَه.
وإن عَصَيْتِ أمره، أوْغَرتِ صدرَه
ثم اتقي من ذلك:
الفَرحَ إن كان تَرِحاً.
والاكتئابَ عنده إن كان فَرحاً.
فإن الخَصلة الأولى من التقصير.
والثانية من التكدير.
وكوني أشدَّ ما تكونين له إعظاماً.
يكن أشدَّ ما يكون لكِ إكراماً.
وأشدَّ ما تكونين له موافقة.
يكن أطول ما تكونين له مرافَقةً.
واعلمي أنك لا تَصلين إلى ما تحبّين.
حتى تُؤْثري رضاه على رضاك، وهَواهُ على هواكِ، فيما أحببتِ وكرهتِ والله يَخيرُ لك



الكآبة إن كان فرحا و الفرح إن كان مكتئبا يعني أنّه لا بدّ للمرأة أن تراعي مشاعره .
هذه صفات خُلقيّة يعني المرأة تكتسبها و هي من حسن الخُلق .


هناك تعليقان (2):

  1. هو فقط تحدث لي أنني لم تكن قد فعلت الشيء الصحيح منذ متى جاء زوجي يعود لي، وأنا ماير من المملكة المتحدة، وأنا على هذا بلوق لتقديم الشكر لمن يستحق ذلك. وكانت بعض الأزواج أسابيع حياتي في شكل رهيب لان زوجي ترك لي وأنا لم أعتقد أن كنت ذاهبا للحصول على اعادته. ولكن من خلال مساعدة من هذا السحر العجلات القوية ودعا Dr.Ogudugu حياتي الآن في مزاج بهيجة، يجب أن أوصي خدمات Dr.Ogudugu إلى أي واحد هناك والتي ينبغي لها أن الاتصال Dr.Ogudugu من خلال بريده الإلكتروني: GREATOGUDUGU@GMAIL.COM لأنه من خلال المساعدة Dr.Ogudugu، تم استعادة زواجي.

    ردحذف