>

الخميس، 21 أبريل 2011

الدرس السادس من العقيدة تابع (باب: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب)

الدرس السادس
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
باب: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
تكلمنا عن قول الله تعالى : } الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ {
وتكلمنا عن حديث عُبادة بن الصامت رضي الله تعالي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك لـه، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، ...... إلي أخره »
و أيضا شرحنا حديث عِتبان بن مالك : « فإن الله حرَّم على النار من قال : لا إله إلاّ الله يبتغي بذلك وجه الله »
أما اليوم سوف نقوم بشرح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « قال موسى : يا ربِّ، علِّمني شيئاً أذكُرُكَ وأدعُوكَ به. قال : قلْ يا موسى : لا إله إلاَّ الله. قال يا رب : كلُّ عبادك يقولون هذا . قال : يا موسى، لو أنَّ السماوات السبع وعامرهُنَّ - غيري -  والأرضيين السبع في كِفَّةٍ، ولا إله إلاّ الله في كِفَّة، مالتْ بهن لا إله إلاّ الله » . رواه ابن حبان والحاكم وصححه.
وللترمذي وحسَّنه عن أنس رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «قال الله تعالى : يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً لأتيتُك بقُرابها مغفرة» .
معنى الحديث : أن لا اله إلا الله حسنة عظيمة تزن السماوات والأرض و أنها تثقل ميزان العبد يوم القيامة ولذلك نفهم جيدا أن هذه الدعوات التي تتكلم عن أننا جميعا من بني آدم وأننا جميعا ننتمي إلي الإنسانية فهذا كلام فارغ باطل لا يساوي مليم واحد فنحن جميعا على حسب فمن كان يشهد أن لا اله إلا الله و أن محمدا رسول الله ولم يأتي بالشرك الأكبر و أتى بالمعاصي كلها من أولها إلي أخرها فمثل هذه الكلمة لها من الثقل ما لها يوم القيامة فأقل شيء أنها تمنع صاحبها من الخلود في النار أما أهل الكفر والباطل الذين اعتنقوا البهائية أو النصرانية أو اليهودية أو القديانية أو عبادة البقر أو عبادة الشجر أو عبادة أي صنم من الأصنام أو أي حجر من الأحجار لو آتوا في جميع دنياهم ببناء المستشفيات والطرق وملاجئ الأيتام وصدقات كثيرة, حتى لو بنوا المساجد و أطعموا المساكين من المسلمين والمؤمنين فكل ذلك لا يساوي شيئا في كفرهم بالله عز وجل فبرغم هذا كله سيدخلون النار ويخلدون فيها ابد الآبدين .
قول موسى يا ربِّ، علِّمني شيئاً أذكُرُكَ وأدعُوكَ به.هذا طلب أن يعلمه كلاما يعظمه به ويطلب منه به حاجته ويتوسل به إليه ، فقال الله عز وجل : قلْ يا موسى : لا إله إلاَّ الله. أي قل يا موسى لا معبود بحق إلا الله ، فقال سيدنا موسى كلُّ عبادك يقولون هذا . أي يا رب كل العباد يقولون هذا وأنا أريد قولا أو شيئا تخصني به من بين عموم عبادك ، فقال المولى سبحانه وتعالى كلاما معناه أنا هذا من أنواع الذكر الفاضلة لو أنَّ السماوات السبع أي الطبقات وعامرهُنَّ أي ما فيهن من العمار أي الملائكة غيري أي غير الله سبحانه وتعالى وهذا دليل على أن الله عز وجل في السماء والأرضيين السبع أي وما فيهن من السكان ، معناه أن الأرض سبع طبقات والسماء سبع طبقات في كِفَّةٍ، ولا إله إلاّ الله في كِفَّة، مالتْ بهن لا إله إلاّ الله » أي رجحت بالسماوات والسبع ومن فيهن غير الله ورجحت بالأرضيين السبع ومن فيهن .
فهذه الكلمة كلمة عظيمة ، لماذا ؟
لأنها تنفي عبادة غير الله عز وجل وتثبت العبادة لله سبحانه وتعالى ، هذه الكلمة تقرر التوحيد وتبطل الشرك ، فهذه كلمة عظيمة لذلك أقول من قال : لا اله إلا الله محمد رسول الله في الدنيا ففي الآخرة على اقل تقدير لا يخلد صاحبها في النار .
إذن من قال لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله وفعل من الفواحش ما فعل على اقل تقدير أنها تنجيه من الخلود في النار والله سبحانه وتعالى رحمته واسعة .
وفي حديث أنس رضي الله عنه : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «قال الله تعالى : يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً لأتيتُك بقُرابها مغفرة»
القُراب بضم القاف ملء الأرض ، فالله سبحانه وتعالى يقول يا ابن آدم لو آتيتني بمليء هذه الأرض خطايا سرقة وزنا وقتل وشرب للخمر وغير ذلك ... ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، أي كل ما يفعله الإنسان من خير يوجهه للمولى سبحانه وتعالى ولم يعلم عنه أنه سجد لصنم أو دعا غير الله عز وجل أو طاف بغير البيت العتيق أو انه ذبح لغير الله أو نذر لغير الله أو انه توكل على غير الله عز وجل أو صام لغير الله أو صلى لغير الله أو فعل هذه الأشياء التي تدخل في الشرك ، لو أن الإنسان اقترف من المعاصي ما اقترف ولكنه وحد الله عز وجل ومات على ذلك فالله سبحانه وتعالى يمنحه منحه عظيمة ويعطيه جائزة كبرى هذه الجائزة الكبرى أن الله سبحانه وتعالى قال له : لأتيتُك بقُرابها مغفرة أي بملء هذه الأرض مغفرة .
الخلاصة : أن مغفرة الذنوب مشروطة بتجنب الشرك ، فأي إنسان تجنب الشرك فالله عز وجل يغفر له هذه الذنوب .
باختصار هذا الحديث قسم الناس إلي أقسام :-
القسم الأول :  إنسان مات وهو مشرك شركا أكبر فهذا لا يغفر له بالإجماع ( شرك أكبر مثل : سجد لصنم أو دعا غير الله عز وجل أو طاف بغير البيت العتيق أو انه ذبح لغير الله أو نذر لغير الله أو انه توكل على غير الله عز وجل أو صام لغير الله أو صلى لغير الله أو من قال أنه ثالث ثلاثة أو من بدل شرع الله أو من عبد شجر أو حجر أو الطواف بالمقابر أو الاستغاثة بغير الله أو طلب الرزق من غير الله أو استخدم السحر أو الاستسقاء بالأنواء أو الرقى بألفاظ شركية أو الاعتقاد في التمائم والخرزة الزرقاء أنها تنفع وتضر ) .
القسم الثاني : من مات وعنده شرك أصغر فهو مؤاخذ به ( الشرك الأصغر مثل : الحلف بغير الله أو الرياء أو قول ما شاء الله وشئت أو تعليق التمائم على أساس أنها سبب أو قول لولا الله و أنت أو قول توكلت على الله وعليك أو الطيرة أو الخرزة الزرقاء وحدوة الحصان أو الخمسة وخميسة إذا ظنوا أنها من أسباب طرد الشر عن الإنسان )
القسم الثالث : إنسان مات ولا يشرك بالله لا شرك اكبر ولا شرك اصغر ولكن عنده معاصي ، هذا تحت المشيئة إن شاء عذبه و إن شاء غفر له .
خلاصة هذا الباب: أن التوحيد هو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوباتهما، التوحيد يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه مثقال حبة من خردل .
الشرك الأصغر له كفارة والشيء الذي له كفارة يغفر أو يقال تحت المشيئة .
ومن كفارة الشرك الأصغر هذا الحديث :
عن أبي موسى الأشعري أنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : " يا أيها الناس ، اتقوا هذا الشرك ، فإنه أخفى من دبيب النمل فقيل له : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال : " قولوا : اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه " [ رواه أحمد ] وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى
إذا كمل التوحيد في قلب العبد يمنع دخول النار بالكلية،
من أقام التوحيد في حياته فقد تم له الأمن التام في الدنيا والآخرة.
 أسئلة الواجب :
س1 : ما معنى كل من :
1- } الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ {
2-  وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه
3- لو أتيتني بقراب الأرض خطايا
س2 : ما معنى الأمن والهداية في قوله تعالى : أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ؟
س3 : ما الفرق بين الأمن المطلق والآمن المقيد ؟
س4 : اذكري الأقسام الثلاثة للناس بعد الموت ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق