>

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

فوائد من الدرس الأول والثاني في العقيدة (به تعديل )

تعريف  التوحيد:
التوحيد لغة : مصدر وَحَّدَ يُوَحِّدُ تَوحِيدَاً ، أي جعله واحداً أي فرداً ، فمعنى وحَّـد الله – أفرده – أي قال معتقداً : إنه واحدٌ أحَدٌ ، أو قال : لا إله إلا الله ، والواحـد والأحد وصفٌ لاسم البارئ تعالى واختصاصه بالآحادية .
الفرد مفرد لا مثيل له ولا شبية له ولا نظير له ولا ند له ، هذا هو الإفراد المطلق
ولا يكون مفردا إلا بأمرين :-
1- الإثبات التام
2- النفي العام
فلو قلت: زيد قائم، لم تفرده لاحتمال أن يكون غيره قائما أيضا.
لكن إن قلت: ما قائم إلا زيد، فقد أفردته بإثباتك القيام التام له ونفيك العام للقيام عن غيره.
وكلمة التوحيد لا إله إلا الله اشتملت على نفي و إثبات ، فنفت الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى فكل ما سواه من الملائكة و الأنبياء فضلا عن غيرهم ليس بإله ولا له من العبادة شيء ، و اثبتت الإلهية لله وحده بمعنى أن العبد لا يأله غيره ، أي لا يقصد بشيء من التأله وهو تعلق القلب الذي يوجب قصده بشيء من أنواع العبادة .
التوحيد شرعا: هو إفراد الله عز وجل بالخلق والرزق والتدبير وعدم صرف شيء من أنواع العبادة إلا له ، والإيمان بما وصف وسمى به نفسه ووصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم .
أقسام التوحيد:-
ذكر أهل العلم رحمهم الله تعالى بعد استقراء نصوص الكتاب والسنة أن التوحيد ينقسم إلي ثلاثة أقسام:-
1- توحيد الربوبية .
2- توحيد الألوهية.
3- توحيد الأسماء والصفات.
قال الشيخ بكر أبو زيد : نفع الله به : " هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف أشار إليه ابن منده و ابن جرير الطبري وغيرهما وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم وقرره الزبيدي في تاج العروس ، وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان وفي آخرين رحم الله الجميع ".

أولا : توحيد الربوبية :-
وذلك باعتقاد أن الله وحده هو الرب المتفرد بالخلق والرزق ، والملك والتدبير، والأمر والنهي والسيادة ، والإحياء والإماتة ، وأنه الذي ربَّى جميع الخلق بالنعم، وربَّى خواص خلقه وهم الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – وأتباعهم على دينهم، وهداهم بالعلوم النافعة والعقائد الصحيحة والأعمال الصالحة والأخلاق الجميلة ، وهذه هـي التربية النافعة للقلوب والأرواح ، المثمرة للسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة .
ثانيا : توحيد الألوهية :-
هو صرف العبادة لله تعالى أو توحيد الرب بأفعال العبد فالعبد هو الذي يصلي لله ويصوم لله ويركع ويسجد لله وهذا يحتاج لشرطين ( الإخلاص – المتابعة ) .
توحيد الربوبية
توحيد الألوهية
توحيد الله بأفعال الرب
كالملك والخلق والتدبير والرزق والإحياء والإماتة وغيرها من أفعال الرب
 توحيد الله بأفعال العبد
 من الصلاة والزكاة والصوم والحج والتوكل والإستعانة والإستغاثة والخوف والرجاء وغيرها وصرفها لله وحده دون سواه
توحيد اعتقادي
توحيد عملي
نازل من السماء إلى الأرض
صاعد من الأرض إلي السماء
توحيد في المعرفة والإثبات
توحيد في الطلب والقصد
من آمن به وحده لم يدخل به الإسلام
من آمن به دخل الإسلام لأن هذا الإقرار أصلا بالإسلام
ثالثا: توحيد الأسماء والصفات:-
هو اعتقاد تفرّد الربّ – جلَّ جلاله – بالكمال المطلق من جميع الوجوه وبكل الاعتبارات بنعوت العظمة والجلال وأوصاف الجمال والكمال التي لا يشاركه فيها أحد بوجه من الوجوه ، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه فـي كلامه ، وأثبته لـه نبيه صلى الله عليه وسلم فـي سنته من جميع الأسماء والصفات، ومعانيها وأحكامها الواردة فـي الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمة الله وجلاله ، من غير نفي لشيء منها ، أو تعطيله سبحانه من شيء منها ، أو تفسير لها بغير معانيها ، أو تمثيل أحد من الخلق بها ، ونفي ما نفاه سبحانه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب ومما ثلة الخلق ، وعن كل ما ينافي كماله الواجب .
وهذا يكون بـ :-
أ- تنزيه الله سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقين (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)- [الشورى/11].
ب- الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)- [الأعراف/180]
جـ- قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف بهذه الصفات (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا)- [طه/110] .
تقسيم آخر للتوحيد :-
1- توحيد المعرفة والإثبات : وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات فهو معرفة أن الله واحد خالق رازق محيي مميت و أن له الأسماء والصفات وهذا التوحيد لا عمل لنا فيه إلا أن نصدق به ونعتقد بكل ما جاء عن الله سبحانه وتعالى وعن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا بد أن ننقاد ونمتثل لمقتضى ذلك من الأيمان بالله .
فهل الله ينام ؟
لا ، لماذا ؟
·   لم يرد في الكتاب والسنة أن الله ينام و أننا لا نثبت صفة لله إلا بعد أن ترد في القرآن أو في السنة الصحيحة.
·   هذه الصفة صفة نقص فمن ينام يعني أنه مجهد ويحتاج للراحة وهذه ليست من صفات الله سبحانه وتعالى .
·   قد ورد في القرآن ما ينافى ذلك (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ)- [البقرة/255]
2- توحيد الإرادة والطلب والقصد: ( توحيد الألوهية ) أي لا نريد إلا وجه الله عز وجل من العبادة ونصرف العبادات لله (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [1]  لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)- [الكافرون/2] .
* العبادة:-
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضى من الأفعال و الأقوال الظاهرة و الباطنة ونفي العبادة عن من سواه (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)- [الإسراء/23] (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)- [الذاريات/56]

فحقيقة التوحيد أن نعبد الله وحده فلا يدعى إلا هو و لا يتقى إلا هو و لا يخشى إلا هو ولا يتوكل إلا عليه ولا نتخذ أحدا من النبيين ولا الملائكة أربابا فكيف نتخذ الأئمة والعلماء والشيوخ و الملوك
تنقسم العبادة إلى:-
1-   قلبية ( كالخوف والرجاء والحب والخشية والإخلاص )
2-   قوليه ( كالذكر وقراءة القرآن و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
3-   بدنية ( كالحج والجهاد )
4-   مالية ( كالزكاة والصدقة )
الحج يشمل كل هذه العبادات القلبية و القولية والبدنية والمالية
* أركان التوحيد :-الركن الأول : النفي وهو مأخوذ من قوله " لا إله " وهو أن ينفي أن يكون لله شريكا أو أننا ننفي أن يشارك المولى أحد في هذه الأفعال و الأسماء والصفات أو الأشياء التي تصرف العبادة له ونفي الشريك في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات .
الأدلة :-
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)- [الشورى/11]
(هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)- [مريم/65]
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)- [الأنعام/162] 
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)- [الأحقاف/4]
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)- [الأحقاف/5]
ويعبر عن الركن الأول وهو النفي بالكفر بالطاغوت كما في قوله تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)- [البقرة/256]
وقوله (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)- [النحل/36]

قال ابن القيم " وطريقة القرآن في مثل هذا أن يقرن النفي بالإثبات فينفي عبادة ما سوى الله ويثبت عبادته وهذا هو حقيقة التوحيد"
وفي صحيح مسلم " عَنْ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى‏اللَّهُ عَلَيْهِ‏وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ كَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ "
الركن الثاني : الإثبات وهو مأخوذ من قوله " إلا الله " وهو أن نثبت لله الربوبية على الخلق كلهم ونثبت له الأسماء والصفات .
الأدلة:
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)- [الشورى/11]
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)- [آل عمران/18] 
(إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ)- [الزمر/41]
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ)- [الزمر/11]

الشرك :-
هو أن نجعل لله ندا أو شبيها أو نظيرا في ربوبيته ( كأن نقول هناك خالق غير الله أو هناك خالق ورازق مع الله ) أو ألوهيته ( هناك من يعبد دون الله ويطاف به مع الله ) أو في أسمائه وصفاته .
الشرك قسمان :-
أولا : الشرك الأكبر هو : صرف العبادة لغير الله أو أن يجعل لله ندا في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته .
أقسامه :-
1- شرك في الاعتقاد: أن يعتقد أن هناك إله آخر مع الله عز وجل.
2- شرك في الأقوال : أن يتكلم الإنسان بكلام فيه شرك أكبر مثل : قول أن الله هو المسيح بن مريم (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)- [المائدة/17]  أو قول أن الله ثالث ثلاثة (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَة)[المائدة/73] أو قول أن عزيرا بن الله .
3- شرك في الأفعال : مثل السجود لصنم أو حجر أو شجر أو الذبح لغير الله أو النذر لغير الله .
ثانيا: الشرك الأصغر هو: كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة للشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه أو هو اتخاذ سبب ولا سبب له أو جعل سبب ولا سبب له .
أقسامه:-
1-         الشرك الظاهر ( الجلي ) مثل :-
-           الحلف بغير الله .
-           الاستعاذة بغير الله .
-           قول ما شاء الله وشئت و لولا الله وفلان .
-    تعليق التمائم و الخيوط والحلق و حدوة الحصان و الخرز والودع والأحجبة أنها سبب لدفع العين والحسد والشر أما لو اعتقد أنها بذاتها تنفع وتضر هذا من الشرك الأكبر في الربوبية .
-           التطير: وهو التفاؤل والتشاؤم بالطير.
-           إتيان الكهان والعرافين.
2-   الشرك الخفي : - وهو الشرك في الارادات والنيات وهو ما في القلب ولا يطلع عليه الناس ولذلك سمي بشرك السرائر وهو الرياء فهو يعمل العمل لله ويحسنه لطلب الجاه والمنزلة عند الناس بالعبادات مثل :-
-           كمن يصلي ويحسن صلاته حتى يمدحه الناس على صلاته .
-           كمن يتصدق بمال كثير حتى يقول الناس عنه أنه كثير الصدقة وكريم وجواد .
-           كمن يحج حتى يقول الناس أنه يحج كل عام.
-           أو يتلفظ بالذكر ويحسن صوته بالتلاوة لأجل أن يسمعه الناس فيثنوا عليه ويمدحوه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق