>

الجمعة، 22 أبريل 2011

فوائد من درس علاج أمراض النفوس

علاج أمراض النفوس

النفس فيها ثلاثة دواعي متجاذبة
أولها:يدعوها إلى أن تتصف بأخلاق الشيطان مثل الكبر... الحسد العلو ....الغش ....الكذب.... الخداع( مثل النفس السبعية الغضبية)

ثانيا:يدعوها إلى أن تتصف بأخلاق الحيوان مثل الحرص ...البخل... الشهوة(مثل النفس الحيوانية الشهوانية)

ثالثا:يدعوها إلى أن تتصف بأخلاق الملائكة البر ....الاستغفار النصح.... التسبيح.... الطاعة.... العبادة.... الحلم.... (مثل النفس السماوية العلوية)

أي نفس فيها استعداد للخير والشر فإذا غلب الخير عليها تنقاد للخير وإذا غلب عليها الشر تنقاد للشر.


النفس لها قوتان:
أولا: القوة النظرية ...
وهى معرفة الأشياء وأعلى المعارف هي معرفة المولى سبحانه وتعالى ومعرفة أسمائه وصفاته فإذا عرف الإنسان ربه معرفة حقيقة كان في السماء ومعرفة الطريق التي توصل إليه ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها
ثانيا: القوة العملية....
وهى بمراعاة
حقوقه سبحانه على العبد والقيام بها إخلاصا وصدقا ونصحا وإحسانا ومتابعة
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (الكهف:107)
وتكمل الثانية بكمال الأولى.

كيفية تزكيه النفوس:
النفس تخلق ناقصة فيجب عليها التعلم
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78)
يجب أن نزكى أنفسنا واحدة واحدة ليس بسرعة شديدة ولا ببطء شديد فأن خير الأمور الوسط
فإذا أراد الإنسان أن يتربى مرة واحدة فهذا صعب لأن طبيعة العلم أن يتعلم كل يوم مسألة ويتعلمها ويصبر عليها ويدعوا بها
وكذلك إن الأخلاق السيئة التي لدى الإنسان لا يتخلص منها مرة واحدة ولكن كل مرة يتعلم أن الأخلاق الحسنة هي ما يحب الله ويرضاه فيتعلم ثم يخطى مرة ثم مرة ثم يقرأ أن هذه الأخلاق هي أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فيفعل الخير وتكون أخلاقه أخلاق حسنه ثم يخطئ مرة ومره هكذا  كلما يقرأ ويتعلم ويبذل الجهد ليتعلم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فالله سبحان وتعالى يعطيه ما يحب وفوق ما يحب.
إذا أي خلق سيئ في النفس علاجه مضاد حيوي
وتغير الخلق السيئ صعب يحتاج إلى صبر ومجاهدة حتى يتم تزكية النفس .
إذن خطوات علاج أمراض النفوس...
أولا:الاعتراف بالمرض
يجب أن أعرف ما نوع المرض الموجود في النفس
فإن لم تعترف بوجود المرض فإن المرض يتوغل أكثر وأكثر
فتأخير الإعتراف يجعل المرض مزمنًا
ثانيا: احتمال مرارة الدواء
أن علاج هذا المرض يكون بضده وهذا يحتاج صبر
الأخلاق الرذيلة التي هي مرض القلب لا تعالج إلا بضدها
مثل الجهل لا يعالج إلا بالتعلم
والبخل يعالج بالجود بالكرم والعطاء وتعود البذل
والكبر يعالج بالتواضع وانكسار النفس
ثالثا:احتمال مرارة المجاهدة
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
 معنى المحسن:هو الذي يراقب نفسه ويريد أن يزكى نفسه ولا يشغل نفسه بالناس ولكن يشغل نفسه بنفسه
رابعا: الصبر عن المشتهيات
حتى لا تضعف مع الشهوات فتعود كما كانت وترجع إلى الوراء
هذه الثلاثة السابقة  ما نسميها مضاد حيوي
من فعل هذه الخطوات وصل لتزكية القلب.
قال بعض السلف
 إن هذه القلوب جوالة فمنها ما يجول حول العرش
 ومنها ما يجول حول الحش
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ) (فاطر:19)
(وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ) (فاطر:21)
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) (فاطر:22)
فالقلوب التي تعترف بالمرض لا تستوي بالتي لا تعترف بمرضها
والقلوب التى تتعاطى الدواء لا تتساوى مع التي لا تتعاطى
والتي تصبر على المشتهيات لا تستوي بمن لا يصبر على المشتهيات
فالقلوب التي تفعل خطوات التزكية يُمكنها الله عز وجل   لأن التمكين يكون للمحسنين
والله عز وجل جعل في النفس حب ما ينفعها وبغض ما يضرها
ومن أضرار عدم الاعتراف بالمرض أن المرض يزيد بقلبه ويتوغل
وبذلك يزيد من العلاج ومدته
البلاء
أي مشكلة أو مرض يقع على البدن أو القلب بلاء
وهذا البلاء مركب من شيئين
أولا: تزين الشيطان
الشيطان يزين للإنسان السيئات  ويجعلها من اللذات ومن الطيبات
حتى يسود القلب بالمعصية
)كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14)
ثانيا:الإرادة والشهوة
هذا التزيين غفلة نسيان ويتولد منه إرادة وشهوة
إرادة للفعل ثم شهوة له ثم يمد هذا الفعل بأنواع التزيين
مثل :فعل سيدنا آدم وزوجته عندما أكل من الشجرة
الشيطان أراد أن يزين له هذه الشجرة فقال لهم أن الأكل من الشجرة سيكون سبب الخلود والملك
(فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:43)
فالقسوة تحصل من كثرة تزين الشر
فالتزيين يحدث لمن قسى قلبه فلم يعد يفرق بين الخير والشر
مثل: من لها صديقة سيئة الخلق فالشيطان يزين لها أنها أكثر واحده تحبها وتخاف عليها فتظن أنها خير وذلك حدث نتيجة التزين .
فتزين الشر لا يغتر به الإ الجاهل لأنه يُلبس له الباطل والضار بصورة الحق النافع
أما الخير يزين فى قلوب الراشدين
(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (الحجرات:7)
(فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحجرات:8)
فالخير يزين بواسطة الملائكة والرسل والمؤمنين.
النفوس تُصيبها الآفات والأمراض كما تُصيب الأبدان
وآفات الأبدان سببها هي آفات النفوس كل علة في الخارج سببها علة في الداخل
 وكل حسن في الجوارح سببه حسن في القلوب وكل فساد في الجوارح سببه فساد في القلوب
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
 (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب)
آفات النفوس كثيرة جدا وكل داء له دواء
علاج أمراض النفوس لا يأتي الإبالعلم الإلهى
والعلم الإلهى هو:القرآن والسنه ويأتى بواسطة الأنبياء والرسل عن طريق الإبلاغ
والعلم الآلهى فيه شفاء من كل داء من آدواء النفوس
أهم الآفات التى تصيب النفوس
الشرك... الكفر... الجهل...الكبر... البخل... الشح ...الجفاء... الطمع... الإسراف... الخيانة... الطغيان... الغش... القنوط ...الفسق.. المكر.. الكيد... المن ...الظلم ...الكذب ....الغيبة... النمية
وأعظمهم الكفر والشرك بالله
الله فطر الناس على التوحيد والإيمان بالله فإن بعدوا وأعرضوا عن الفطرة فأرسل لهم الرسل لتعلمهم وترجعهم إلى التوحيد
)كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (البقرة:213
أمثلة لعلاج بعض أمراض النفوس
الكفر والشرك بالله
أولا: يعترف بالشرك
ثانيا: يحتمل مرارة الدواء وهو الإيمان والتوحيد
ثالثا :يحتمل مرارة المجاهدة
رابعا: يصبر على المشتهيات مثل أن يكون  سيدا في قومه أو مطاعا والصبر يأتي بمعرفة العقاب
)وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (التوبة:68)
)إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (البينة:6)
البدعة
أولا الإعتراف بالبدعة ولن يعترف بها إلا
 بمعرفة السنن والأحكام الشرعية الواردة في الكتاب والسنة
ثانيا: الصبر على مراره الدواء ومرارة المجاهدة
مثل إنسان كان يصلى أربعين عاما وهو يضع يديه فى جنبه وليست على صدره فعرف السنة فيها والحكم الشرعي بوضع اليد اليمنى على اليسرى فمحتاج لصبر
ثالثا: وأن يصبر على المشتهيات   بأن يخالف المبتدعين من حوله ويصبر على ترك صحبتهم وموافقتهم
وهكذا كل أمراض النفوس علاجها بنفس الخطوات
 درجات الناس في الآفات متفاوتة منهم من هو مكثر ومنهم من هو مصر ومنهم من هو معافى.
اللهم آت نفوسنا تقواها
وزكها أنت خير من زكاها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق