>

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

فوائد من درس الظلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
الظلم
الظلم ظلمات يوم القيامة والظلم لابد له من آخر مهما طالت الأيام وطالت السنون والاعمار لابد للظلم في يوم من الأيام أن ينجلي عن الناس سواء كان هذا الظلم فى حاكم ظالم أو فى ولد يظلم أباه أو أب يظلم ولده أو زوج يظلم زوجته أو زوجة تظلم زوجها أو أخت تظلم أختها أو العكس
كل هذا لابد أن يأتى فى يوم ويتبدل الحال فمن تخيل أنه اليوم صاحب قوة صاحب حُجه صاحب مال جاه سلطان وظلم أحدا من الناس فليعلم أن ما ظلمه اليوم سيؤخذ منه غدا أضعافا مضاعفه سيؤخذ ومعه حسرة وندامه
والظلم: هو وضع الشئ فى غير موضعه.
تعدى عن الحق إلى الباطل يتعدى الانسان إلى حق غيره


والله سبحانه وتعالى يقول(لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين)
والله عز وجل قال(وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) البقرة: 57
وقال سبحانه وتعالى (وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)التوبة:109
وقال سبحانه وتعالى(وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)البقرة:254
وقال سبحانه وتعالى(وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
وقال سبحانه وتعالى(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)
وقال سبحانه وتعالى(فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
وقال سبحانه وتعالى( فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )آل عمران :94

وقال سبحانه وتعالى(لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)آل عمران :128

وقال تعالى(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾آل عمران:151

وقال تعالى(رَبًنا إنكَ مَن تُدخِل النًار فقد أخذيتُة وما للظَالمين من أنصار)آل عمران :192

وقال سبحانه وتعالى (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً)النساء:153

وقال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيداً (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً)النساء

وقال تعالى( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)المائدة:54

وقال تعالى(.: لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِيَ إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)72المائدة

آيات كثيرة فيها( هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ [الأنعام:47
آيات كثيرة فيها( إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )
آيات كثيرة فيها (فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

آيات كثيرة( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام:93

آيات كثيرة فى القرآن تتحدث عن الظلم والظالمين فيها( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 42 - 45

آيات كثيرة فيها( وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)
(وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ) {130} ذَلِكَ
(أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ)

آيات كثيرة فيها
(إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51

آيات كثيرة فيها

(..إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)

وغير ذلك لو قرأنا القرآن لوجدنا فيه أكثر من ذلك حتى فى النار(لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)

(... ونادي أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ( 44 ) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ ( 45 ) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

سبحان الله العظيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

سبحان الله .. إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ..

.فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ
تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها.
إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله  في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم].
وعن جابر  أن رسول الله  قال: { أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم].
والظلم:
ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى:  وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ  [البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل:  إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ  [لقمان:13].

النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه:  وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ  [النحل:33].

النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار.

صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته:

غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله  قال: { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين } [متفق عليه].

مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله : { مطل الغني ظلم } [متفق عليه].

منع أجر الأجير
الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد
السحر بجميع أنواعه
عدم العدل بين الأبناء
حبس الحيوانات والطيور حتى تموت
شهادة الزور
وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذية المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفي.


الظلم والظالمين ليس لهم إلا عاقبة واحدة ما هى العاقبة ؟؟النار والعياذ بالله وفى الدنيا بوؤس واكتئاب وكثيراً من ظُلمة القلب وقسوته وغفلته
فيا أيها الظالم لغيره:

اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً ، ففي حديث أنس  قال: قال رسول الله : { اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شراره }. صحيح الجامع: 118فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:

لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم
وفى حديث أنس رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا يا رسول الله ننصره مظلوما ولكن كيف ننصره ظالما، قال تأخذوا على يده وتمنعوه من ظلمه
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم»،
وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها .
فهناك حديث عن ابن عروة عن أبيه حديث عجيب فيه أن اروي بنت اويس ادعت على سعيد ابن زيد انه أخذ شئ من أرضها فخاصمته إلى مروان ابن الحكم فقال سعيد أنا كنت أخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مروان وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طُوِقهُ إلى سبع أرضين فقال له مروان لا أسألك بينة بعد هذا فقال اللهم إن كانت كاذبتاً فعمى بصرها واقتلها في أرضها.. فما مات حتى ذهب بصرها ثم بينما هي تمشى في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت


عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال لكعب بن عجرة: «أعاذك اللّه من إمارة السّفهاء. قال: وما إمارة السّفهاء؟ قال: «أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنّون بسنّتي، فمن صدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا منّي ولست منهم ولا يردون عليّ حوضي، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك منّي وأنا منهم وسيردون عليّ حوضي، يا كعب بن عجرة:
الصّيام جنّة، والصّدقة تطفىء الخطيئة، والصّلاة قربان أو قال برهان، يا كعب بن عجرة: النّاس غاديان:
فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها»)

وفى حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياك والشح فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا وإياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والفُحش فإن الله لا يُحب الفُحش ولا التفحُش. الله المستعان وفى حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا تُرد دعوتهم الصائمُ حتى يُفطِر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتحُ لها أبواب السماء فيقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.
 فإياكن أن تكن من الظالمات أو الظالمين ولكل من يسمع إياكم أن تكونوا من الظالمين شبر يُطوق به سبع ارضين ولو أشبار إن الله يملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
 وفى حديث أبى موسى الاشعرى الذى ينساه الظالمون قال قال رسول الله (إن الله  لَيُملى للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته(أي لم يخلصه) ثم تلى قول ربنا (وكذلك إذا اخذ ربك القرى وهى ظالمه إن أخذه أليم شديد)..


حديث معقل ابن يسار رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صِنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي سلطان غَشوم ظالم وعالم في الدين يشهد عليهم ويتبرأ منهم . والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته يقول بسم الله توكلت على الله اللهم إنا نعوذ بك من أن نذل أو نُذل أو نظلم أو نُظلم أو نجهل أو يُجهل علينا. وفى حديث أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة تستجاب دعوتهم دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده
أحاديث كثيرة كالآيات الكثير أيضا التي تتكلم عن الظلم
.حتى في الحديث المشهور حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت له مظلمة لأخيه من عِرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار أو درهم إن كان له عمل صالح أُخِذَ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه ثم حُمِلت عليه

فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل:  وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء  [ابراهيم:43،42]. وقوله سبحانه:  أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى  [القيامة:36]. وقوله تعالى:  سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ  [القلم:45،44]. وقوله : { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ:  وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ  [هود:102]، وقوله تعالى:  وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ  [الشعراء:227].

وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.

وتذكر أيها الظالم: قول الرسول : { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم]. والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة  عن النبي  قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري]. وعن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: { أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار } [رواه مسلم].


وفى الحديث الذى رواه النسائي وابن حبان وصححه الشيخ الالبانى رحمه الله عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة يُبغِضهم الله عز وجل البياع الحلاف (أي كثير الحلف كذب وزورا) والفقير المختال والشيخ الزاني والإمام الجائر.. وفى حديث أبى هريرة رضي الله عنه إن اكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق ..هذا من الظلم أيضاً
و من الظلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القضاة ثلاثة : واحد في الجنة واثنان في النار ، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ، ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار " .

على بن أبى طالب يقول نما أهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الحق حتى اشتُري، وبسطوا الجور حتى افْتُديَ)
وقول عمر بن عبد العزيز المشهور
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فاذكر قدرة الله تعالى عليك ونفاذ ما تأتى إليهم وبقاء ما يأتون إليك

بعض آثار الظلم ومضاره:
الظلم يجلب غضب الرب سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب، وهو يخرب الديار، وبسببه تنهار الدول، والظالم يُحْرَمُ شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعها، وعدم الأخذ على يده يفسد الأمة، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويؤدي إلى صغار الظالم عند الله وذلته، وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه، {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا} (سورة الكهف:35-36)، وما دمرت الممالك إلا بسبب الظلم، قال تعالى: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} (سورة الأنعام:45)، وقال تعالى عن فرعون: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} (سورة القصص:40)، وقال عن قوم لوط: {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} (سورة هود:82-83).
وأهلك سبحانه قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الأيكة، وقال: {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} (سورة العنكبوت:40)، وندم الظالم وتحسره بعد فوات الأوان لا ينفع، قال تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} (سورة الفرقان:27).
والظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، فقال الله عزَّ وجلَّ: «وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين».
فاتق الله وأنصف من نفسك، وسارع برد المظالم لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله.
قال أبو العتاهية:
أمــا والله إن الظلـم لـؤم ومازال المسيء هو الظلوم
إلى ديـان يـوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصـوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا غـداً عند الإله من الملـوم

ولكن أبشر أيها الظالم:
فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال : { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم]. وفي رواية للترمذي وحسنه: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }. ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره أو استحلالهم وطلب العفو عنهم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

حاشية  لشرح حديث جاء في الدرس
وسأل عنه الأخوات
(عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إذا رأيتم أمّتي تهاب الظّالم، أن تقول له إنّك أنت ظالم فقد تودّع منهم»
قال :

(إذا رأيتم أمتي) يعني صارت أمتي إلى حالة
(تهاب) أي تخاف
(الظالم) الجائر المتعدي لحدوده تعالى
(أن تقول له إنك ظالم) أي تكفه عن الظلم وتشهد عليه به أو لا تنكر عليه مع القدرة
(فقد تودع منهم) بضم أوله بضبط المؤلف والتشديد أي استوى وجودهم وعدمهم.
ويجوز كونه من قولهم تودعت الشئ أي صنته في ميدع أي ثوب لف فيه ليكون كالغلاف له : أي فقد صاروا بحيث يتصون منهم ويتحفظ كما يتوقى شرار الناس.
ذكره كله الزمخشري
وقال القاضي : أصله من التوديع وهو الترك وحاصله أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمارة الخذلان وغضب الرحمن.
قال في الإحياء : لكن الأمر بالمعروف مع الولاة هو التعريف والوعظ.
أما المنع بالقهر فليس للآحاد لأنه يحرك فتنة ويهيج شرا.
وأما الفحش في القول : كيا ظالم ، يا من لا يخاف الله ، فإن تعدى شره للغير امتنع وإن لم يخف إلا على نفسه جاز بل ندب فقد كانت عادة السلف التصريح بالإنكار والتعرض للأخطار.
من كتاب فيض القدير للمناوي بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق