>

الاثنين، 18 أبريل 2011

فوائد من الدرس الثاني في العقيدة


المحاضرة الثانية في العقيدة
أنواع التوحيد

  النوع   الأول: توحيد المعرفة والإثبات
وهو  أن نعرف من نعبد، هل نعبد أصناماً أم نعبد حجراً أم نعبد شجراً؟ أم نعبد الإله الواحد القهار الذي هو في السموات فوق العرش؟
فحقيقة ذات الرب هو معرفة من نعبد وفى نفس الوقت نثبت لمن نعبد وهو الله سبحانه وتعالى أسماؤه وصفاته وأفعاله
فمثلا:الله سبحانه وتعالى يضحك كما فى الحديث
( يضحك ربكم إلى رجلين )
من صفات ربنا أنه يضحك . كيف عرفنا ذلك؟ عرفنا ذلك عن طريق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فأسماء الله وصفاته لا تأتي الا عن هذين الطريقين
الله سبحانه وتعالى هل له عين؟ نعم له عين (تجري بأعيننا) - هل له سمع وبصر؟ نعم له سمع وبصر(وهو السميع البصير)
وهكذا فكل إسم أو صفة لا نثبتها إلا إذا أتت عن طريق القرآن أو عن طريق السنه الصحيحة
الله سبحانه وتعالى هل ينام؟ الإجابة لا ينام - لماذا؟
 لعدة أسباب:
السبب الاول:أنه لم يرد لا فى الكتاب ولا فى السنه أنه سبحانه وتعالى ينام
السبب الثانى: أننا لا نثبت صفة لله سبحانه وتعالي إلا بعد أن ترد فى القرآن أو في السنة الصحيحة
وفى نفس الوقت هذه الصفة صفة نقص ، من ينام يعنى أنه محتاج إلي الراحة والحاجة ليست من صفات ربنا سبحانه وتعالي
السبب الثالث: أنه قد ورد فى القرآن ما ينافي ذلك في آية الكرسي المشهورة {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ }البقرة255
أي لا غفلة ولا نوم
إذن أي إنسان يريد أن يأتي بصفة أو يثبت لله سبحانه وتعالي صفة لابد أن يأتي بذلك إما عن طريق الكتاب وإما عن طريق السنة
إذن معرفة الله سبحانه وتعالي أن نعرف من نعبد وفى نفس الوقت أن نثبت له الاسماء والصفات الحسني
النوع الثاني: وهو توحيد الطلب والقصد
كما في قوله تعالي {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً }آل عمران64
وكماقال تعالى في سورة الكافرون { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6}
إذن الطلب والقصد بالنسبة للمسلم غير الطلب والقصد بالنسبة للكافر
فالطلب والقصد للنصراني : التثليث - والطلب والقصد لليهودي: أنهم جعلوا عزير أبن الله ووصفوا الله سبحانه وتعالى بأوصاف لا تليق به سبحانه وتعالي والطلب والقصد للبوزيين والطلب والقصد للزرادشتين والطلب والقصد لغير ذلك من هذه المعبودات الأرضية
 الطلب والقصد للمسلم: هو ألا يعبد إلا الله ولا يُشرك به شيئاً
إذن النوع الثاني: اسمه توحيد العبادة ،ووظيفة العبد أن يُفرد ربه سبحانه وتعالي بهذا النوع
والنوع الاول وهو توحيد المعرفة والإثبات : لا عمل للمكلف فيه إلا التصديق به لأنه فعل الرب،فوظيفتنا نحن كمؤمنين بالرب سبحانه وتعالى أننا نصدق به وأن نعتقد اعتقاداً جازماً بكل ما جاء عن الله تعالي وعن رسوله صلى الله عليه وسلم
إذن في توحيد المعرفة والإثبات علينا أن نعرف أن لنا خالقاً خلقنا وخلق جميع هذا العالم وسخر للعبد ما في هذا العالم وأن الله سبحانه وتعالي له أسماء حسني وصفات عليَ نعرفها معرفة جيده ونثبتها ونعتقدها اعتقاداً جازماً صادقاً وبعد أن تتم المعرفة لابد أن ننقاد ونمتثل لمقتضي ذلك . فكما ذكرنا في المرة السابقة نحن نعلم أن الله هو السميع يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء مقتضي ذلك من الإيمان بالله سبحانه وتعالي أننا لا نغتاب أحد ولا نتكلم فيما لا يعنينا وأن لا نشهد الزور وأن لا ننم وأن لا نكذب وأن لا نقول قولاً فاحشاً إلى غير ذلك .لماذا؟ لأننا نعلم ونعتقد اعتقاداً جازماً بأن الله سبحانه وتعالي هو السميع يسمع كل شيء فعندما يعتقد الإنسان هذا الاعتقاد في نفس الوقت عندما يريد أن يفعل فعلاً محرماً (يسمع أو يتكلم بكلام محرم يتذكر أن الله سبحانه وتعالي يسمعه وعندما نقول أن الله سبحانه وتعالي يعلم ما في الصدور ويعلم ما يخفيه الإنسان فإذا كان الإنسان في جماعة من الناس لا يرتكب المنكرات ثم إذا عاد إلي بيته وأغلق علي نفسه الغرفة وأصبح بمفرده لا أحد معه هنا يقدم العبد على معصية ربه سبحانه وتعالي فمن الناس من يعصي ربه في الغرف المغلقة بأن يُشاهد أو يرتكب شيئاً محرماً لكن لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالي يعلم السر وأخفي فيخاف منه سبحانه وتعالي ولا يرتكب مثل هذه المحرمات البشعة التي يهتك فيها الستر بين العبد وربه ويكون فيها نوع من الفسق والفجور  وعدم الحياء من الله.
إذن المعرفة بهذا النوع من التوحيد تقتضي الانقياد والتسليم لله سبحانه وتعالي
إذن النوع الأول: وهو توحيد المعرفة والثبات نحن لا عمل لنا فيه إلا أن نصدق به وأن نعتقد اعتقاداً جازماً بكل ما جاء عن الله سبحانه وتعالي وعن النبي صلي الله عليه وسلم في هذا الباب أي في هذا النوع من التوحيد  وعندما نقول لا عمل للمكلف فيه إلا التصديق به بمعني أن هذا فعل الرب  ففعل الرب نحن ليس لنا في هذا الأمر إلا التصديق والاعتقاد
النوع الثاني:توحيد الطلب والقصد:وهو توحيد العبادة أو توحيد الإلوهية
توحيد العبادة هذا حق خالص لله سبحانه وتعالي فهو الذي يخلق ويرزق ويُحي ويُميت ويُعطى ويمنع هو الذي يعبد
هذا يُسمي توحيد طلبي: أي نطلب من الله سبحانه وتعالي ونقصد الله سبحانه وتعالي فعندما تلم بنا حاجة فممن نطلب حاجتنا؟ وعندما يكون الإنسان في كربة ممن نطلب أن يُفرج كربتنا؟ وعندما يهم بالإنسان أمر بمن يستعين؟ وإذا كان الإنسان في شدة فبمن يستغيث؟ فالله سبحانه وتعالي طلب منا أن نقصده في مثل هذه الحاجات. إذن نحن نقصد ربنا سبحانه وتعالي ونتقرب إليه بذلك
وهذه قاعدة : كما أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق ولا خالق غيرة وهو الرازق ولا رازق غيره فكذلك هو المعبود ولا معبود غير
فعندما يقول الإنسان ويعترف بما لله ثم يعبد غيره فهذا ليس موحداً
قاعدة: أن المسلم يُوحد الله عز وجل في أفعال الله عز وجل الخلق والرزق والإحياء والإماتة وإنزال الغيث وغير ذلك ولا يجوز له ولا يحق له أن ينسب لربه سبحانه وتعالي شيئاً ليس موجوداً لا في الكتاب ولا في السنة الصحيحة وفي نفس الوقت المطلوب من هذا المسلم أن يُوحد الله سبحانه وتعالي بأفعاله هو فلا يصرف أي شيء من العبادة إلا لله سبحانه وتعالي لأن الله سبحانه وتعالي هو المستحق وحده للعبادة وعندما تكلمنا عن مسألة الإخلاص في أكثر من درس كان المقصود بها أننا لا نصرف هذه العبادة العظيمة إلا لرب العباد لماذا؟ لأنه هو المستحق للإخلاص أما العبد فلا يستحق إخلاصاً ولا يستحق سوى ما أجازه الشرع أو أوجبه الشرع أو أباحه الشرع
مثل ما قلنا قبل ذلك ، توحيد العبادة معناه: هو إفراد الله بأفعال العباد التي يتقربون بها إليه بشرط أن تكون مما شرعه الله عز وجل مثل الدعاء-الرجاء-الخوف-النذر-الذبح-المحبة وغير ذلك .إذن كل ما شرعه الله وأمر به فهو عباده هذه العبادة المشروعة والمأمور بها تُصرف لله سبحانه وتعالي لا لأحد غيره
الطعام هل هو في الأصل عبادة؟ والشراب هل هو عبادة؟ الطعام والشراب واللباس والزينة وغير ذلك هذه أمور مباحة فالإنسان لو أكل هو لا يتعبد بهذا الأكل أما إذا نوى أنه يأكل هذه الأكلة ليتقوي بها على العبادة أو يتقوي بها على الجهاد أو الصيام أو القيام أو يتقوي بها على أي عمل من أعمال الشرع والدين يأخذ أجراً لا للطعام ولكن لنيته
قلنا قبل ذلك في الشرع أن هناك واجب وهناك محرم وهناك مكروه وهناك مستحب .فالأمور المباحة ليست من العبادة أما الأمور الواجبة والمستحبة فهي من العبادة فمثلاً صلاة قيام الليل هل هي واجبة أم مستحبة؟ هي مستحبة وطالما أنها مستحبة إذاً هي عبادة، وصلاة العشاء هل هي واجبة أم مستحبة؟ واجبة إذاً هي عبادة
أن يتغطى الإنسان ببطانية لونها بني ما هو الحكم الشرعي؟مباح إذاً هل هو عبادة؟ لا إذاً الواجب والمستحب هو عبادة أما المباح ليس بعبادة إلا إذا أقترن بنية صحيحة
العبادة: هي كل ما أمر الله به شرعاً هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة
هذا التقسيم الثاني :ابن القيم قرره وقال به وهكذا ابن أبي العز الحنفي صاحب شرح العقيدة الطحاوية المشهورة وأيضاً الشيخ حافظ حكمي صاحب كتاب معارج القبول فسواء كان التقسيم الأول أو التقسيم الثاني كلها تقسيمات حتى عندما نقرأ الكتب
ففي كتاب معارج القبول نجد أن الشيخ قسم التوحيد إلي قسمين وهنا مُقسم إالي ثلاثة فلا فرق بين هذا ولا ذاك كلها تقسيمات تؤدي إلي معني واحد .
ملحوظة هامة: عندما يقول لنا أحد تفضل كل أو غيره نقول لا و جزاكم الله خيرا ومع أننا نعلم أن المقصود ليس الدعاء عليه لكن لابد أن تبتعد الاسماع والكتاب عن كل ما ظاهرة العكس .
أركان التوحيد: للتوحيد ركنان
الركن الأول: النفي                     الركن الثاني : الإثبات
النفي: أن ينفي من نطق الشهادة مشاركة غير الله مع الله سواء كان ذلك فى ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته
فعندما يقول الإنسان لا إله الا الله : أي أنا أنفي أي إله يُعبد و أنفي أي إله يخلق ويرزق ويحي ويميت ويعطي ويمنع و أنفي أي إله له الأسماء الحسنى والصفات العلا إلا إله واحد هو المعبود سبحانه وتعالي
قال سبحانه وتعالي { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } وقال تعالي { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }) هذا الإلاه الذي أُثبته وأعرفه ليس كمثله شيء  {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }الأنعام163 كل ما أصرفة للعبادة من الصلاة والنسك وغيره لله وحده رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الأحقاف4  {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ }الأحقاف5  {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }الأحقاف6 فالقصد أن المؤمن الذي نطق الشهادة ينفي أن يكون لله شريكاً هذا اسمه نفي . ونفي الشريك في الربوبية والإلوهية والأسماء والصفات فلا يصلح أن يكون هنا إنسان أو غيره قهار لماذا لا يصلح؟ لأنها من صفات الله التي أُفرد بها فلا يجوز أن يكون معه شريك في هذا الاسم وكذلك الجبار-القهار-المتعال-ذو الجلال والإكرام كل هذه أسماء وصفات الله سبحانه وتعالي تفرد بها فمن الممكن أن نقول علي شخص أنه رحيم أو حليم والمعروف أن ليس معني حليم أو رحيم أنها نفس صفات الله سبحانه وتعالي لكنه يتصف في عموم صفاته أنه حليم عنده حلم وعنده رحمة وهكذا لأن الله سبحانه وتعالي يحب من العبد أن يكون رحيما ويحب من العبد أن يكون حليما بالناس إلي آخرة أما هذه الصفات الكبرى مثل القهر-الكبر-العلو وإلي غير ذلك هذه صفات لا يتصف بها إلا الله سبحانه وتعالي. فأنا أنفي صفة القهر عن أى أحد سوي الله سبحانه وتعالي .
الركن الثاني:الإثبات
معني الإثبات:أننا نثبت لله تعالي الربوبية علي خلقه كلهم ونثبت له الإلوهية ونثبت له ما أثبته من الأسماء والصفات بلا تمثيل أو تعطيل أو تشبيه قال تعالي { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } وقال تعالي   {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }آل عمران18 وقال تعالي {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ * َلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } وقال تعالي {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ }الزمر11 وقال تعالي {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180
سؤال أركان التوحيد موجودة في جملة من أربع كلمات ما هي هذه الجملة؟
ج)لا إله الا الله. نسأل الله سبحانه وتعالي أن يختم لنا بلا إله الا الله
ما ذكرناه هو التوحيد وكما علمنا التوحيد لابد أن نعلم ما هو الشرك فضد التوحيد الشرك
ما معنى الشرك؟ الشرك هو أن نجعل لله نداً وشبيهاً ونظيراً (والثلاثة بمعني واحد وإن اختلفوا في بعض التفاصيل فالثلاثة بمعني شريكاً ) في ربوبيته أو إلوهيته أو أسمائه وصفاته .فعندما نقول أن البدوي يرزق أو إبراهيم الدسوقي يرزق أو غيره يرزق ماذا فعلنا هنا؟ نحن هنا وقعنا في الشرك ولماذا وقعنا في الشرك؟لأننا جعلنا لله نداً فجعلنا من يرزق اثنان الأول هو رب العزة والثاني هو البدوي أو الدسوقي أو غيره إذا جعلنا لله نداً. وعندما نقول أننا ندعو أحد ما لأنه يعطي ويمنع إذا جعلنا لله نداً. و إذا أردنا أن نفرج الكربة نذهب إلي فلان ندعوه من دون الله إذا جعلنا لله نداً لماذا؟ لأنه سبحانه قال {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186 وهكذا بعض الناس يسمي كما حدث في بعض الرؤساء أن سموه ب99 اسماً فقد جعلوا منه نداً لله سبحانه وتعالي فى الحديث إن لله تسعة وتسعين إسما من أحصاها دخل الجنة جعلوا لهذا الرئيس 99 اسماً فهذا جعل نفسه نداً لله سبحانه وتعالي
إذا التوحيد ضده الشرك والشرك أن نجعل لله نداً أو نظيراً أو شبيهاً في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته فالربوبية كأن نقول أن هناك خالق غير الله أو هناك خالق مع الله وهناك رازق مع الله طبعا كل هذا ندية وفي توحيد الإلوهية نقول هناك من يدعي مع الله وهناك من يستغاث به مع الله وهناك من يُطاف به مع البيت العتيق وهناك غير ذلك من الأفعال التي لا تُصرف الا لله وفي الأسماء والصفات أن نصف إنسان بصفات الرب سبحانه وتعالي هذا كله إسمه شرك (الكفر ضد الايمان والشرك ضد التوحيد )
الشرك قسمان:أكبر وأصغر
الشرك الأكبر :هو صرف العبادة لغير الله (توحيد الإلوهية:هو صرف العبادة لله) هناك بعض أهل العلم يقول أن الشرك الأكبر هو أن يجعل الإنسان لله نداً في ربوبيته أو إلوهيته أو أسمائه وصفاته هذا تعريف آخر للشرك الأكبر
هناك أقسام للشرك الأكبر:
القسم الأول: الشرك في الاعتقاد : مثل أن يعتقد الإنسان أن هناك إلها آخر مع الله عز وجل
القسم الثاني: الشرك في الأقوال : أن يتكلم الإنسان بكلام فيه شرك أكبر مثل (إن الله هو ثالث ثلاثة)(أن الله هو المسيح ابن مريم أو أن عزير ابن الله أو أن الله يلد أو أن الله يُولد كل هذه أقوال شركية تُخرج الإنسان من الملة إن نطق الشهادتين
القسم الثالث: الشرك في الافعال :كالسجود للصنم أوللشجر أو الطواف بغير البيت العتيق كل هذه من الافعال التي إذا فعلها الانسان الذي نطق الشهادتين فقد خرج من الملة لأنه قد وقع في الشرك الأكبرومن ذبح لغير الله أو نذر لغير الله كل هذه الأفعال إذا فعلها الإنسان كان مخلداً في النار إذا مات علي ذلك دون أن يتوب
الشرك الأصغر:بعض أهل العلم عرف الشرك الأصغر أنه:كل ما نهي عنه الشرع مما هو ذريعة إلي الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه وجاء في النصوص تسميته شركاً . هذا التعريف يعني أن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن التصوير ونهي عن بناء القباب على المساجد ونهي عن صنع التماثيل هذه الاشياء التي نهي عنها النبي صلي الله عليه وسلم هنا أشياء نهي عنها للحرمة في ذاتها وهناك أشياء نهي عنها لما تُفضي إليه مثل: نهي النبي صلي الله عليه وسلم أن يسب الرجل أباه أو أمه وسأله الصحابة وهل يا رسول الله هناك أحد يسب أباه وأماه (معني الكلام) فقال النبي صلي الله عليه وسلم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه بمعني أن أسب أبا آخر فيسب أبي وأسب أمه فيسب أمي اذا ما فعلته كان سبب وذريعه لسب أباي فكأنني أنا الذي سببتُ أبواي . ولما نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن التصوير لماذا؟ لأنه سبب وذريعة تؤدي إلي الشرك الاكبر وهو العبادة لأن التصوير بعد ذلك يصبح تماثيل وبعد ذلك تُعبد هذه التماثيل من دون الله إذاً كان هذا التصوير سبباً لعبادة غير الله فكان التصوير محرم لأجل ذلك ليس لأنه محرم في نفسه ولكن محرم لغيره
تعريف آخر:للشرك الاصغرهو جعل سبب ولا سبب فيه أو إتخاذ سبب ولا سبب فيه
مثال للتوضيح: هل لبس الحلقة والحظاظة جائز أم لا؟ لا لماذا غير جائزه؟ أولا لبس الحظاظة شرك أصغر لإعتقاد أنها سبب في جلب الحظ ولكن هل في الحقيقة الحظاظة سبب في جلب الحظ؟ لا إذا هذا الرجل أو هذه المرأة التى لبست الحظاظة إتخذت الحظاظة كسبب والحظاظة ليس فيها سبب فالحظاظة ليست سبباً لجلب الحظ هذا هو الشرك الاصغر
مثال اخر:لبس التمائم أى تعليق التمائم ،إمرأة لبست سلسلة عليها الأصابع الخمسة(خمسة وخميسة) هل لبس السلسلة التى عليها الأصابع الخمسة جائزة؟لا غير جائزة ولماذا هى غير جائزة؟ لأن لبس هذه السلسلة من الشرك الأصغر ولماذا من الشرك الاصغر؟ لأنها تقول أن صوره الأصابع الخمسة سبب في دفع الحسد ولكن هل في الحقيقة أن هذه الخمسة وخميسة تدفع الحسد؟ لا إذا هذه المرأة إتخذت هذه الخمسة وخميسة سبباً لدفع الحسد وهى ليست بسبب وهذا يسمى شرك أصغر (إذا لبستها لان شكلها جميل ولا تعتقد فيها شيئ؟ لا يجوز أيضا لانها مظهر من مظاهر الشرك )
مثال آخر: إذا أراد شخص أن يسافر من طنطا إلي القاهرة ماذا يفعل؟ كيف يسافر؟يستقل أى وسيلة توصلة ليوفر وقت (طيارة-سيارة-أتوبيس-حمار-حصان-جمل-عجلة)وإذا قال سأسافر من طنطا إلي القاهرة راكب خروف هل ينفع عقلاً؟ لا لماذا؟ لأن الخروف ليس سبباً في إيصالة إلي القاهرة .أما الجمل فيوصله وإن كان بطيئاً لكنة سيوصلة وكذلك الحمار سيوصلة ومن أين عرفنا وسيلة السفر؟ أن تكون هذه الوسيلة معقولة عقلاً .وهل ممكن أن يركب بقرة؟ لا لأنها ليست وسيلة للسفر. فلو رأينا أحد يركب خروف وقال أنه سيذهب للقاهرة أو أسوان فهذا انسان غير عاقل أو إنسان سفيه .نفس الشيئ من يُعلق شيئاً أو يلبس شيئاً ويري أن هذا الشيئ وسيلة لرفع ضر أو جلب نفع وهى ليست كذلك فهذا من الشرك الاصغر
مثال آخر: إذا لبس شخص أسورة في يده هذه الاسورة فيها مادة تكون سبب لشفاء الإنسان من الصداع سبب لأن يخس الإنسان أو غير ذلك هل يجوز لبسها أم لا؟ هذا الامر طبي إذا قال الاطباء أن هذه الإسورة فعلا فيها مادة تساعد الإنسان علي الشفاء إذا فهو لبس شيئ فيه سبب حقيقي أم لا؟ فيه سبب حقيقي أما إذا قال الاطباء أن هذه الاسورة ليس فيها مادة تساعد الانسان علي الشفاء فهذا سبب غير حقيقي فإذا لبسها ظناً منه ان هذه الوسيلة تساعد علي الشفاء نقول له أن هذه الوسيلة لا تجوز لانها شرك أصغر لان ليس فيها سبباً حقيقياً للشفاء لانه لبسها لانها تجلب نفع أو تدفع ضر كل هذا إذا قلنا أنها وسيلة. أما من يعتقد أن الخمسة وخميسة أو أن التميمة بذاتها تشفي أو أن الإسورة أو الحظاظة بنفسها تجلب الحظ فهذا شرك أكبر لانه صرف العبادة بأن النافع والضار هى الحظاظة أو الخمسة وخميسة أو الخرزة الزرقاء كل هذا محرم فهو شرك أكبر يُخرج من الملة لكن من يقول أنها وسيلة وليست هى بذاتها تنفع وتضر فهذا شرك أصغر
فأى شيئ نريد أن نفرق فيه بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر نستخدم هذا التعريف
فمثلا : نقول إنسان يذبح لغير الله هل هذا شرك أكبر أم شرك أصغر؟ شرك أكبر لماذا؟ لأن الذبح عبادة والعبادة لا تُصرف إلا لله الدليل قال تعالي {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }الكوثر2 فمثال الشرك الأكبر انسان ذبح للبدوي ولماذا هو شرك أكبر؟ لأن الذبح عبادة والعبادة لا تكون الا لله فمن صرف العبادة المحضة لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر وكذلك النذر شرك أكبر (النذر والذبح شرك أكبر ليس فيه خلاف فليس فى الذبح أو النذر شرك أصغر)  ولماذا هو شرك أكبر؟ لأن النذر عبادة وصرف العبادة المحضة لغير الله شرك أكبر مُخرج من الملة
س)رجل إستغاث بغير الله فعل هذا شرك أكبر أم شرك أصغر أم مباح؟ (إذا طاف أحد بالقبر وهو يجهل ان هذا شرك لا نسمية شرك أصغر فهذا شرك أكبر ولكن هل هو معذور أم لا هذا شيئ آخر) كيف نفرق؟ لو أن إنسان نزل يغتسل في البحر ثم شعر أنه يغرق فقال أغيثوني أغيثوني أيها الناس أغيثوني هل هذا يسمي إستغاثة أم لا؟هذا يسمي استغاثة. إذا ليس كل استغاثة شرك أكبر هذا مباح ولماذا؟لأنه استغاث بمن يقدر علي إغاثته أو بمن يظن أنه سيغيثة وهم الناس الأحياء علي الشاطئ (أى أحد حتي لو كانت امرأة تستطيع العوم جائز لها أن تنقذه بل واجب عليها) .أما إذا كان أبيه مُتوفي ويقول يا أبي أغثني يا أبي أغثني ما حكم هذه الاستغاثة؟ شرك أكبر
فليس كل إستغاثة شرك أكبر هناك إستغاثة فيما يقدر عليه العبد وهذه مباحة وواجبة علي من يُغيث
إذا الشرك الأصغر هو جعل سبب ولا سبب فيه إذا أي شيء يتخذه الإنسان كسبب ولم يشرعه رب العزة أو النبي صلي الله عليه وسلم لا في الكتاب ولا في السنة إذا هذا شرك أصغر أما العبادة المحضة(ذبح -نذر-استغاثة وغيرة)هذا شرك أكبر

أنواع الشرك الاصغر:
الشرك الأصغر منه ظاهر ومنه خفي
الشرك الظاهر: ويسميه أهل العلم الجلي :مثل الحلف بغير الله وقول ما شاء الله وشئت وكتعليق التمائم والخرزة الزرقاء والخمسة وخميسه وحدوة الحصان وما شابة ذلك خاصة مما يفعله الناس خاصة في الأماكن الشعبية وبين البدو كل هذا من الشرك الأصغر الظاهر الجلي
الشرك الأصغر الخفي: هو ما كان في القلب لا يطلع عليه الناس لذلك يسمي بشرك السرائر وهو الرياء  والرياء هو أن يعمل الإنسان العمل يقصد به وجه الله وخلال العمل يقع الرياء بأن يُحسن الإنسان العمل لغير الله عز وجل أو كمن يفعل العمل يريد تحسينه لرؤية الناس لهذا العمل
 سؤال هل ممكن أن يكون الشرك الخفي شرك أكبر؟ المثال المُوضح لذلك هو المنافق ظاهره أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله عمل ظاهر أصلة كله لغير الله لأنه لم يكن صادقاً في شهادته فهو خفي لأنه لا أحد يعلم أنه يُشرك بالله أنه كافر بالله العظيم
مثال ثاني: إنسان عمله خالصاً لغير الله كمن يذهب للمسجد يُصلي فقط لكي يُقال عنه مُصلي هذا شرك أكبر لأنه صرف العبادة لغير الله طبعا هناك فرق كبير بين هذا الشخص وبين شخص آخر يذهب يُصلي لله وفي نفس الوقت ليقول عنه الناس أنه مُصلي هذا شرك أصغر وليس شرك أكبر لأنه أراد تحسين العبادة لأجل الناس وأصل العبادة لله
مثال آخر: شخص تصدق لله وفي نفس الوقت ليعرف الناس أنه مُتصدق إذا أصل العبادة كان لله وتحسينها كان لغير الله فهذا وقع في الشرك الأصغر.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق