>

الاثنين، 18 أبريل 2011

درس العقيدة الرابع ( الأول من كتاب التوحيد)

بسم الله الرحمـن الرحيـم
الدرس الرابع(الأول فى كتاب التوحيد)
بسم الله والحمد لله و الصلاة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
شرح كتاب التوحيد لشيخ الإسلام العلامة "محمد بن عبد الوهاب" رحمة الله عليه
الشارح :الشيخ "عبد الله بن صالح القصير"
علي كتاب "المفيد علي كتاب التوحيد"
(نبذة حول الشيخ عبد الله بن صالح القصير  )
ولد 25/8/1370هـ
تخرج من كلية الشريعة
من قبيلة عنزة وهي قبيلة مشهورة في القصيم
كان له شيوخ كثر في كلية الشريعة
أمثال الشيخ "صالح بن عبد الرحمـن الأطرم,والشيخ صالح بن علي الناصر
وحضر للشيخ" بن حميد,و الشيخ بن باز" رحمة الله عليهم جميعا
وله عدة محاضرات في تفسير "بن كثير, والسعدي, وصحيح البخاري, وصحيح ومسلم  وكتاب التوحيد, والعقيدة الوسطية ,وشرح السنن للبربهاري وغيره "
وله مؤلفات في العقيدة
أمثال "المفيد علي كتاب التوحيد, تعلقات على كشف الشبهات,البيات لأركان الإيمان ,   ,الفوائد السنية على العقيدة الوسطية,وغير ذلك..."
وله عدة كتب في الفقه منها"
الإشارات إلى جملة من حكم وأحكام الزكاة, تذكرة الصوام بشيئ من أحكام القيام,زاد الحجاج والمعتمرين وغير ذلك...."
الشيخ  "محمد بن عبد الوهاب"
ظهر  الشيخ في وقت عبدت فيه القبور وتعلق الناس بالموتى والجن والصالحين بل بعضهم اتخذهم آلهة من دون الله
وظهر   كثير من دين الجاهلية في الكثير من المجتمعات الإسلامية
وهذا   كان واقع في نجد والجزيرة العربية وكذلك في مصر وليبيا وسوريا وغيرها من البلاد
ولد  الشيخ سنة 1115هـ
تعلم القرآن وتفقهه في الدين وأخذ علوم الشرع وآلاته عن علماء زمانه في نجد والحرمين والإحساء والبصرة وغيرها...
وعني بالحديث وعقيدة السلف الصالح فتح اللة بصيرته
فرأى ما عليه الناس في زمانه من ارتكاب كبائر المعاصي والبدع
والكفر والشرك بعبادة الصالحين والأوثان
فشرح اللة عز وجل صدره للدعوة في سبيله وهداية الناس إلى ما كان عليه السلف الصالح من العلم النافع والإعتقاد الصيحيح والعمل الصالح والخلق الحميد
فدعى إلى ذلك وعلم متبعيه وألف فيه الرسائل المفيدة والكتب النافعة
ومن أشهرها هذا الكتاب "كتاب التوحيد"
الذي نحن بصدد ذكر فوائد متعلقة بتراجمه ونصوص أبوابه
كما سيأتي _بإذن الله  تعالى_
ساعده في الدعوة تلاميذه و أولاده وأحفاده
وأيده الله _عز وجل_ بالإمام "محمد بن سعود"
فناصره وأعانه بسياسته حتى أظهر الله _عز وجل_ به الدين  وبان الحق وعمرت المساجد بالدروس وكان هناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر
وتم تعيين قضاة في هذه البلاد وحكم بالشريعة وظهر مذهب السلف الصالح
وطهر الله هذه البلاد من أرجاس الشرك  ومعالم الوثنية ومن عقائد أهل الكلام والفلاسفة والسفساطئيين
فرحم الله أولئك الأئمة وعفا عنهم وغفر لهم ونسأل الله _عز وجل_أن يحفظ هذه البلاد   وأن يعيدها مرة أخرى إلى ما تركها عليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب
يتكلم كتاب التوحيد عن
حقيقة التوحيد , وجوب التوحيد على المكلفين ,فضائل التوحيد ,شعب التوحيد ,خصال التوحيد ,الدعوة إلى التوحيد ,التنبيه على حقيقه الشرك ,حرمة الشرك,أنواع الشرك _الأكبر والأصغر(الجلي والخفي)_إلى غير ذلك من التقسيمات
له شروحات كثيرة منها" فتح المجيد, تيسير العزيز الحميد, وغيرها .."
(الدرس الأول)
المتن:-
كتاب التوحيد وقول الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وقوله: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) الآية. وقوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) الآية. وقوله: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) الآية. وقوله: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) الآيات.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) - إلى قوله - (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا..) الآية.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟" فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين.
الشرح:-
كلمة وحد أي :جعله واحداً
مثال1: قوله" نحن سنوحد السودان أي : سنجعله بلداً واحداً
مثال 2:قوله "نحن سنوحد العراق أي :سنجعله بلدا واحد ليس اثنان ولا ثلاثة
مثال 3: قوله: نحن سنوحد الدول العربية أي :سنجعلها بلداً واحداً بقيادة واحدة وخلافة موحدة
فعندما نقول" قل هو الله أحد" أي نعتقد أن الله _عز وجل_واحد أحد
ومن قال "لا إله إلا الله " فهو يعتقد أن الله هو الواحد لا إله غيره
والواحد والأحد وصف لاسم الله تعالى فهو وحده من اختص بالأحادية
أي :هو واحد لا شريك له لا في أسمائه ولا صفاته
والواحد الأحد ليس له ند وليس له نظير ليس له شبيه ليس له مثيل
قال الشيخ "أما التوحيد شرعا : فهو توحيد الله تعالى أي إفراده بما يختص به أي من فعله ووصفه وحقه والتنزه عن العيب والنقص ومماثلة خلقه
فهو توحيد الله تعالى أي إفراده
وإفراده معناها :أن هذه خصوصية لا تكون إلا لواحد فقط
فالإفراد  هو: الخصوصية
نفرد له نعطي  له
مثال : قول "نعطي لفلان كذا أي: نخصه بكذا
أي  : أن إفراد الله عز وجل بما يختص به _(من فعله ووصفه)_
له وحده لا شريك له
فإفراده توحيده  فالتوحيد إفراد
فعله مثل : الخلق والتدبير والرزق والإحياء والإماتة
وكل هذه أفعال الله لانفرد أحدا بها إلا هو سبحانه وتعالى
ووصفه مثل : السمع والبصر الإحاطة والعلم
وحقه مثل : عبادته  فحق الله علينا أن نعبده ولا نشرك به شيئاً
وأخص خصائص العبادة   التوحيد
والتنزه عن العيب والنقص ومماثلة خلقة مثل:
 التشبيه والتعطيل مثل قولهم إن لله صاحبة وولد
والتمثيل
فو مثلنا الله عز وجل بغيره أو كيفنا الصفات أو شبهناه أو عطلنا الصفات
هذا كله من العيب والنقص ومماثلة الخلق
فالله _عز وجل _منزه عن العيب والنقص ومماثلة الخلق
فالله قيوم لاينام
والنوم نقص إذ  الله _عز وجل_  منزه عن هذا النقص والعيب
حي لايموت
والموت نقص لأنه ينافي القدرة والحياة والله _عز وجل _   حي لا يموت
"لا تأخذه سنة ولانوم "
وهذا كله هو التوحيد
والتوحيد هو : أن نوحد الله _عز وجل_ بما يختص به
فالله _عزوجل _ هو بمفرده المحيي المميت العليم السميع والمدبر
وهو وحده المختص بالعبادة
وأن ننزهه عن كل نقص وعيب ومماثلة الخلق
"تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً"
ثم قال الشيخ"التوحيد المطلق هو :العلم والإعتراف بتفرد الرب تبارك وتعالى بأفعال الربوبية والملك من الخلق والرزق وتدبير أمر الخلق والملك ، وإفراده سبحانه بما ثبت له من الأسماء الحسنى وصفات الكمال ، والإقرار بتوحّده بنعوت العظمة والجلال ، وإفراده سبحانه بالعبادة بإخلاصها كلها له ، وتنزيهه عن أن يكون له شريك في ملكه ، أو فعله أو عبادته ، أو سميٌّ يساميه في أسمائه الحسنى ، أو مثيل له في ذاته وصفاته ، والبراءة من الشرك وأهله.
فالتوحيد :علم واعتراف بأن الله هو المتفرد بالربوبية والألوهية  والأسماء والصفات
ثم يقول الشيخ"دل الإستقراء والتتبع بنصوص الكتاب والسنة وكلام السلف الصالح على أن التوحيد
أقسام ثلاثة :-
1-                        توحيد الله في أسماءه وصفاته
2-                        توحيد الله في ربوبيته وأفعله
3-                        توحيد الألوهية (توحيد العبادة )
وهو إفراد الله تعالى بأفعال عباده
ـــــــ

قول الله تعالى : " قول الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)" [الذاريات :56].
معنى ليعبدون :ليوحدون
وقوله: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ"
[النحل: 36]
أي: أن أي رسول يرسله الله لأمة من الأمم يدعوهم للتوحيد فهو أصل الدعوة فيقول لهم : "اعبدوا الله واجتبوا الطاغوت"
أي أن أي رسول يرسله الله لأمة من الأمم دعوته تكون للتوحيد
وهذا أصل الدعوة فيقول لهم اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت
ومعنى الطاغوت
الطاغوت مأخوذ من الطغيان وهو مجاوزة الحد في كل شيئ ورأس الطواغيت هو الشيطان
والطاغوت هو:
الكاهن والساحر والحاكم بغير ما أنزل الله ومن يأمر الناس باتباعة من دون الله
تعريف بن القيم للطاغوت" كل ماتجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع  في غير طاعة الله"
بمعنى :الله سبحانه أمرنا بعبادته وحده وأن نجتنب الطتغوت أي نجتنب كل ماعبد من دون الله (الأصنام _الأوثان _الأضرحة_الشمس _الشجر_الحجر)
وكل هؤلاء يسموا طاغوت
وأما من يُعبد من الناس لابد أن يرضي بهذة العباده حتي يسمي طاغوت
مثل فرعون والشيطان والحاكم بغير ما أنزل الله والكاهن والساحر
أما
سيدنا عيسى والحسين فلا يسموا كذلك لسبب أنهم لم يرضوا بذلك
قال تعالى"وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ( 40 ) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ "
وفي الآية الأخرى:
"فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
فلا إله إلا الله معناها :الكفر بالطاغوت والإيمان بالله
اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت علاقتها بلا إله إلا الله
علاقة نفي وإثبات
اعبدوا الله إثبات
واجتنبوا الطاغوت نفي
و لا إله نفي وإلا الله إثبات
الإجتناب ابلغ من الترك
فكأن معنى لا إله إلا الله هو اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت
لأن فيها نفي وإثبات
الحكمو من قولة اجتنبوا الطاغوت ول لم يقل اتركوا
لأن الإجتناب هو:
ترك الشئ و ترك كل وسيلة توصل إلي الشئ
أما الترك: فهو ترك الشيئ نفسه مع عدم ترك الأسباب
فقد أترك الشئ ولا أترك أسبابه
وملة الرسل جميعهم الدعوة إلى التوحيد وترك الشرك
ملة واحدة وإن اختلفت الشرائع
فأصل الدين والعقيدة لكل الرسل واحده هي التوحيد
أمالآية : (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً)
هذه الشرائع
مثل الصلاة التي كانت لبيت المقدس
وبعض الأشياء التي كانت خاصة باليهود
"فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ"
فمنهم من هدى الله :الذين أجابوا الرسل
ومنهم من حقت عليه الضلالة: من أبى أن يتبع الرسل
قول الله تعالى : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات :56].
ليعبدون :أي :ليوحدون
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)" الآيات [الإسراء :23]
قضى هنا بمعني شرعَ ربك
لأن الله _عزوجل_ لن يشرع عبادة غيره أبداً
و قضى له عدة معني:
منها
القضاء:القضاء والقدر
الحكم والشرع
الإخبار: وقضينا الي بني اسرائيل
الفراغ :فاذا قضيتم الصلاه
(ألا تعبدوا إلا إياه )
علاقتها بلا إله إلا الله
(نفي و إثبات)
وبالوالدين احسانا)
وهذ معناه أن حق الوالدين يأتي بعد حق الله
لأن الله هو المحسن ,فالوالدين هم أعظم محسن على العبد بعد الله
فأمر الله   عباده أن يحسنوا إلى الوالدين كما أحسنوا إليهما وهم صغار
 أو قبل أن يتزوجوا
لأنهم أحسنوا إلينا دون انتظار مقابل
فهم أعظم محسن على العبد بعد اله
وهذه الاية تفسر التوحيد  فنعبد الله ونترك عبادة ماسواه
.وقولـه : ((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) [النساء :36] .
علاقة الآية بلا إله إلا الله نفي وإثبات
اعبدوا الله إثبات أنه لا يعبد سواه
لاتشركوا به شيئاً نفي.
معنى اعبدوا الله في الآية " أخلصو له العبادة"
والعباده معناها في الأصل ذل وخضوع
علاماتها الانسان لما يسجد اين تكون راسه ؟
تكون في الأرض فهذه علامات الذل الوخضوع
وقوله "طريق معبد أي طريق مذلل
وهي كما عرفها شيخ الإسلام" اسم جامع لما يحبه الله عز وجل من الافعال الظاهرة والباطنة"
فالعباده:هي فعل ما شرعة الله عز وجل
إذا الصلاة عبادة والحج عبادة
إذا كان بينه وبين نصراني مودة تلك ليست عبادة
البدعة ليست عباده لأنها لم يشرعها الله عز وجل
مثل :من يقرأ  المعوذات بعد كل ركعتين من  صلاة التراويح
وفي الآية أمر الله بعبادة ونهى عن الشرك
لآن الشرك يبطل العبادة كما يبطل الحدث الوضوء
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) - إلى قوله - (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا..) (6) الآية.
الآية [الأنعام: 151-153].
قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم _هذا تحريم والتحريم والتحليل حق للربوبية
المراد من هذه الأيه :أن مطلق التحريم والتحليل حق الربوبية
فما حرمة قوانين البشر ليس له معنى وهومن الشرك
مثل تحريم ذبح البقر في الهند
وهذا نهي من الله عن الشرك به
"     "
شيئا نكره في سياق النفي تفيد العموم
أي كل شيئ يعبد من دون الله محرم
وشئ كلمة عامة فأي شئ من الأشياء لايجوز أن يصرف له شئ من عبادة الله سبحانه وتعالى
قال تعالى  (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ)
تحريم قتل الأولاد خشية الفقر
"ولاتقربوا الفواحش"
المحرم هو الله
ومعناها "علي الحاكم أن يباعد بينها وبين الناس
فلا يوفر لهم شر ب الخمر والتبرج
وعلى المحكوم: أن أبتعد عن الفواحش وأفارقها عن بكرة أبيها
الحكمة من قوله لاتقربوا من باب سد الذرائع
والنهي عن القربان أبلغ من النهي عن الفعل
فمعنى لاتقربوا الفواحش أي لاتتعاطوا الأسباب التي تؤدي إلى المعاصي بل نتجنبها
وأي سبب يؤدي للفاحشة محرم
والفاحشة منها ماظهر (في الشوارع والفنادق)وما بطن(في النت في البيوت)
" ... وَلاَتَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ... "(الأنعام : 151).
النفس التي حرم الله هي :المؤمنة والمعاهدة
إلا بالحق : مثل قتل الزاني المحصن ومن قتل عمدا ومن ارتد
قال تعالى:
"ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"
أي لأجل أن تعقلوا
والعقل معناه: أن أكف عما لا يجوز
قال تعالى :"وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"
من الكبائر أكل أموال اليتييم
واليتييم هم من مات أبوه ومن بلغ لايسمى يتييم
إلا بالتي هي أحسن: أي شئ فيه مصلحة له
قال تعالى" وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
أوصى بالوفاء بالميزان أولاً ثم أمر بالوفاء بالكلام
أي إذا تكلم شخص في شخص فعليه أن يتكلم بالعدل
فاعدلوا ولو كان الإنسان قربي منه
وبعهد الله أوفوا:
الوفاء بالمواثيق التي بين العبد وربه
والوفاء بالمواثيق بين الناس وبعضها
والعهد الذي بين العبد وربه هو قوله تعالى:إياك نعبد وإياك نستعين"
والعهد الذي بين الناس مثل فلان عاهد فلان فلابد أن يوفي ولا يغدرة العهد
قال تعالى:" وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ..."
وقال صلى الله عليه وسلم :"آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب  وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر"
فالغدر بالعهود من صفات المنافقين
"ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
وفي الآية السابقة كانت لعلكم تعقلون أي لاتفعلوا هذه الأشياء
أما لعلكم تذكرون أي لأجل أن تتذكروا ماعليكم من حقوق فتقوموا بها حق القيام
وهذا كله من آثار التوحيد
ثم ختم الوصية بالوصية العاشرة
وقوله تعالى" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
الصراط :الطريق
فصراط النبي هو طريق الجنة
مستقيما:معتدلاً
فطريق الله معتدل ليس فيه ميلان ولا منعطفات  بل واضح نسير فيه للجنة
وأضاف الله الصراط إلي نفسه سبحانه وتعالي إضافة تشريف وتعظيم
أي أن هذا مستقيم وأي طريق أخر معوج ومتعوج وفيه ضلال
وكل هذه الوصايا العشرة من آثار التوحيد فالموحد ينتبه للحقوق التي عليه
وينتبه من الإقتراب من وسائل الشرك والمحرمات
فمن يقترب من الفواحش توحيده ناقص
وإذا وحد الإنسان الله كما يحب ويرضى سيبتعد عن الفواحش
لأن هذه وصية النبي
قال تعالى"وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
لأن الطرق والسبل غير هذا الطريق (طريق القرآن والشريعة).
تجعل الإنسان يتوه عن الطريق وينحرف
ولذا أمر الله بالرجوع إلة كتاب الله وإلى أهل العلم
والنبي في هذا الآيه وضح هذا الأمر وضوحا شديدا
"فأمسك عصا في يديه وخط خطاً معتدلا ثم خط على جانبتيه خطوطاً
ثم قال  للخط المعتدل هذا صراط الله
وقال لهذه الطرق وهذه  سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا الناس إليه "
وقال "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعون شعبة كلها في النار إلا واحدة
فقال من هي يارسول الله قال من كان على مثل مأنا عليه ال’ن وأصحابي فإذا وجدتم اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي"
وعن معاذ بن جبل  قال : كنتُ رديفَ النبي  على حمار، فقال لي : « يا معاذ، أتدري ما حقُّ الله على العباد، وما حقُّ العباد على الله؟» .
فقلت : الله ورسوله أعلم . قال : «حقُّ اللهِ على العبادِ أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحقُّ العبادِ على اللهِ أن لا يعذِّبَ من لا يُشرك به شيئاً».  قلت : يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ قال: «لا تبشِّرهم فيتّكلوا» أخرجاه في الصحيحين.

رديف النبي :أي كنت راكبا معه
أراد النبي ان يعلم معاذ عن طريق السؤال والجواب
وهي من اعظم طرق التعلم لآن السائل عندما يسأل ينته
فلما أجاب معاذ هذه الإجابة أصبح متهيئا للجواب
فبين له الرسول حق الله على العباد
وحق العباد على الله وهو ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً
فالإنسان اذا انتهي عن الشرك الاكبر والأصغر لا يعذب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق