>

السبت، 16 أبريل 2011

فوائد من باب الخوف من الشرك

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
إنه من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد عليه افضل الصلاة والسلام وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة فى النار
سنكمل اليوم بإذن الله تعالى من شرح كتاب التوحيد
باب الخوف من الشرك
قال تعالى:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ }النساء48
وقال الخليل عليه السلام: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ) [إبراهيم: 35
وفي الحديث: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر". فسئل عنه فقال: "الرياء
وعن أبي مسعود رضي الله عنه، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وهو يدعو من دون الله نداً، دخل النار". رواه البخاري
ولمسلم عن جابررضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (من لقى الله لايشرك  به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار )

يجب الإنتباه لهذا الباب لأهميته
نقول باب الخوف من الشرك

لماذا عقد المصنف رحمه الله هذا الباب ؟
هذا الباب فيه نوع من التربية للموحدين فإن كثيرا  من الموحدين قد يتملكهم العجب والغرور وقد يظنون أنهم موحدون حقا ومن أمن على توحيده سلب والمثال فى هذا إبراهيم عليه السلام

من الذى يأمن البلاء بعد إمام الموحدين إبراهيم عليه السلام إذ كان ينكسر الى ربه عز وجل فيقول ( وأجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام فقد دعا لنفسه ولأولاده ومن بعدهم أن يجنبهم المولى سبحانه وتعالى عبادة الأصنام
فلابد لأى مؤمن أن ينكسر ويفتقر لله عز وجل وليحذر أن يموت على غير التوحيد

الأمر الثانى مناسبة الباب لما قبله

نقول لايعرف قيمة النور إلا من وقع فى الظلام ولا يعرف قيمة الماء إلا من أشتد عليه العطش ولا يعرف قيمة الطعام إلا من مسه الجوع ولا يعرف قيمة الصحة إلا من أصابه المرض إذا لا يعرف الإنسان قيمة التوحيد إلا من عرف الشرك ومن عرف الشرك هرب منه هروبا شديدا وفر منه كما يفر الإنسان من الأسد

والإنسان عندما يتعلم الشرك يتعلمه حتى لايقع فيه
علمت الشر لا للشر ولكن لتوقيه   ومن لم يعلم الخير من الشر يقع فيه
وكان حذيفه رضى الله عنه يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة  أن يدركنى

ويمكن القول أننا  اليوم فى عصر الثقافه وعصر العصور النيرة والفهم والإدراك والتكنولوجيا الحديثه فكيف نتكلم فى هذا العصر عن وقوع بعض الناس فى الشرك والخرافات  هذا مايقوله كثير من الناس!سواء كانوا متدينين أم غيرهم
والرد على هذا من أيسر الأمور
فنحن نجد فى بلاد متقدمة كاليابان  والصين والهند برغم تفوقهم وتقدمهم إلا انهم يعبدون أوثانا أو شجرا أو بقرا وبرغم  خرافاتهم وخزعبلاتهم إلا انهم متقدمون تكنولوجيا  فلا يمنع الشرك والخرافات من التقدم المادى
ولكننا نريد التقدم والتطور  مع التوحيد فالتوحيد هو أكبر مثال للتقدم
إذا هذا الاحتجاج هو إحتجاج فى غير محله ومن السهل الرد عليه

الأمر الثانى أننا كما يجب أن نعرف الحق يجب أيضا ان نعرف الباطل من أجل ان نعمل بالحق ونتجنب الباطل

إذا نعمة عظيمه أن اكون موحد وأعرف فضل التوحيد ومايكفره من الذنوب وأعرف جزاء التوحيد ثم أعرف الشرك لأتجنبه ولا أقع فيه وكل هذا نعم عظيمة لمن يعرفها

فما الذى يخشى على صاحب هذه النعم ؟ يخشى عليه من ضدها فلابد ان يعرف الإنسان ضدها حتى يتجنبه
ومعرفة الشر لتجنب الوقوع فيه  هى حماية للخير ويجب علينا أن
نعرف الحق لكى نعمل به ونعرف الباطل لنتجنب الوقوع فيه

الأمر الثالث ان هناك بعض الناس يزهدون فى تعلم التوحيد أو أسباب الشرك أو أسباب البدع ومعرفة الفرق والنحل
نقول انهم يفعلون هذا إما لجهلهم أو لإفساد عقيدة المسلمين
إذا فلنحذر من هذا الأمر فنجد من يقول اليوم لماذا  تردون على المعتزله فهى فرقه قديمة وانتهت ؟ فنقول لهم لا المعتزله موجوده الى الآن ولكن بصيغة أخرى  ومسمى آخر وهى المدرسة العقلانية وذلك لانها قد فضحت فى التاريخ فتم تغيير المسمى ولكن المضمون واحد فهؤلاء الناس وإن ماتوا لكن مفاهيهم باقية وكتبهم مازالت تطبع

الأمر الرابع أن الله سبحانه وتعالى جعل القرآن هدى ونور، القرآن توحيد ، القرآن برهان وفرقان ،وقد ذكر المولى عز وجل من خلال الثلاثون جزء من القرآن شبهات المشركين من الأمم السابقه مثل فرعون وهامان وقارون وقوم نوح وعاد وثمود مع أن هذه الأمم قد ماتت بالكلية ولكن المولى عز وجل قد ذكر شبهاتهم ورد عليها
إذا العبرة ليست بالأشخاص إنما العبرة بالمذاهب والشبه الباقية ولكل قوم من هؤلاء وارث فإن مات فرعون فهناك الكثير من الفراعين من بعده وهكذا
إذا ما دام الإنسان يعيش على هذه البسيطه قد يعرض للفتنة فالعلماء أنفسهم والأحبار منهم من زلت أقدامهم ومنهم من ختم لهم بالسوء  فهل  يامن أى منا على نفسه مع ضعفه؟
إذا فيجب علينا أن نتعلم هذه الأمور من اجل ان  نتجنبها وذلك بالإستعانه بالله عز وجل
قال تعالى {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران8
إن كتاب التوحيد الذى ندرسه مداره على أمرين

الأمر الأول :تحقيق التوحيد
الأمر الثانى الخوف من الشرك والإبتعاد عنه

ونحن عندما نتكلم عن التوحيد وضده الشرك  يكون الأمر أكثر وضوحا وكما قال الشاعر وبضدها تتبين الأشياء

وهناك قاعده أن الخائف من الشرك بانواعه يفر الى التوحيد بانواعه
وكما قال عمر رضى الله عنه ( إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروه إذا نشىء فى الإسلام من لايعرف الجاهلية

الخوف من الشرك يكون على درجتين
إما الخوف من الشرك الأكبر
أو الخوف من الشرك الأصغر مثل الرياء

قال تعالى
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ }النساء48
ماعلاقة هذه الآيه بالباب (باب الخوف من الشرك )
إن الله لا يغفر أن يشرك به معناها أن الشرك خطر عظيم لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى رحمته وسعت كل شىء
فما العلاقه بين هذا وذاك؟ كونه من الخطر العظيم لأن الله عزوجل يغفرأى شىء إلا الشرك فيجب علينا الحذر من هذا غاية الحذر قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48
فماذا يحتاج منا هذا الخطر لكى نتجنبه ؟ يحتاج منا أن نعرفه ونعرف خطره
قال تعالى { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } قال تعالى(إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)
قال صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولو لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالاهم إلا بحقهاوحسابهم على الله )
إذا المصنف صدر الباب بهذه الآية لعظم الشرك وأن الخوف من الشرك يقتضى علم أى شىء يؤدى لهذا الشرك

وفى الآية الثانيه وقال الخليل عليه السلام: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ } [إبراهيم: 35
فعلاقة هذه الآيه ايضا بالباب  أن الخليل عليه السلام وهو من هووأبناءه وهم من هم يخافون على أنفسهم وذريتهم من الشرك فكيف بمن هو دونهم ؟بالطبع هم أولى وأحوى بالحذر من الشرك
والخله هى أعلى درجات المحبة التى خصه بها المولى عز وجل هو ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ومع ذلك لم يمنعه هذا من الخوف من الشرك والدعاء بتجنبه والبعد عنه هو وأولاده ومن بعدهم من ذرياتهم
لأن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يلقبهما كيف يشاء  والحى لا تؤمن عليه الفتنة

وفي الحديث: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر". فسئل عنه فقال: "الرياء
وجه النبى صلى الله عليه وسلام هذا الكلام لصحابته الكرام ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم من سادات المهاجرين والأنصار  رضوان الله جميعا عليهم وهم من هم فى قمة التوحيد والإيمان والجهاد فى سبيل الله ومع هذا خاف عليهم النبى صلى الله عليه وسلم وحذرهم وخوفهم من الشرك الأصغر وعندما سأل عنه فقال الرياء

فلماذا خاف عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا ؟
خاف عليهم صلى الله عليه وسلم من الرياء لسببين
أولهم أن الشرك الأصغر ذريعة للأكبر
السبب الثانى أنه خفى عن الناس لايعلم بسهوله ولا ينتبه إليه

والرياء هو تصنع صاحبه امام الناس أى لا يفعل الفعل من قلبه ولكن يفعله ببدنه كمن يبكى بعينه ولا يبكى بقلبه فالبكاء من العين فقط دون الإحساس بالخشوع من القلب لا يستوى مع البكاء بخشوع القلب

والرياء من الرؤيا وهو ان يحب الإنسان ان يراه الناس وهو يعمل العمل الصالح من أجل يمدحوه

والتسمع نوع من ذلك ولكن التسمع أن يحب الإنسان أن يسمع كلامه الناس ويحب أن ينتشر بينهم ماسمعوه ويمدحونه على ذلك
إذا الرياء لما يرى من الأعمال والسمعه لما يسمع منه

والشرك نوعين :
شرك يتمثل فى ظاهر الأعمال والأقوال مثل الذبح والنذر لغير الله والطواف بغيير البيت العتيق
وشرك خفى لايعلمه إلا الله سبحانه وتعالى لأنه فى القلب فمثلا الذى يصلى ويبكى  هل نعلم إن كان بكاءه لله أم للناس لانعلم ولكننا نحسن الظن والله سبحانه هو اعلم به ولذلك سمى بشرك النية أو شرك الإراده

إذا يدلنا هذا الحديث على
أولاالخوف من الشرك------ ثانيا ان الرياء شرك  ------- ثالثا أن الرياء شرك خفى لا يعلمه إلا الله

وعن أبي مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وهو يدعو من دون الله نداً، دخل النار". رواه البخاري
معنى  هذا الحديث أن من  مات على الشرك لايغفر له وهو من أهل النار فهل يدرى الإنسان متى يموت؟ أو على أى شىء يموت؟ فلابد أن يخاف ويحذر الإنسان على نفسه من الشرك وسوء الخاتمة ولايامن الموحد على نفسه من هذا الخطر

ولمسلم عن جابررضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (من لقى الله لايشرك  به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار )
فى هذا الحديث جزئين

الجزء الأول معناه التوحيد وأن من مات عليه دخل الجنة بشرط أن يكون هذا التوحيد دون الشرك

والجزء الثانى يوضح أن من مات وهو يشرك بالله شيئا دخل النار وهذا فيه خوف وحذر من الشرك
الأسئلة

س1 لماذا عقد المصنف رحمه الله هذا الباب؟
س2 : لماذا  ندرس الشبهات الخاصة بالتوحيد؟
س3 عرفي الرياء وما الفرق بين الرياء والسمعة ؟
س4 لماذا خاف النبي صلى الله عليه وسلم  على أمته الشرك الاصغر؟
س5 ما مناسبة الآيات والآحاديث التى فى الباب لعنوان الباب؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق