>

السبت، 17 سبتمبر 2011

باب ما جاء في الرقى والتمائم


بسم الله الرحمن الرحيم

 باب ما جاء في الرقى والتمائم

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله : أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار وأما بعد:
(باب ما جاء في الرقى والتمائم للشيخ محمد بن عبد الوهاب):


في الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه  أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولاً : « أَنْ لا يبقَيَن في رقبة بعيرٍ قلادة من وَتَر أو قلادة إلا قُطِعت » .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الرُّقَى والتمائم والتِوَلة شرك » . رواه أحمد وأبو داود .
وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعاً : « من تعلق شيئاً وُكل إليه » . رواه أحمد والترمذي.
التمائم : شيء يُعلّق على الأولاد يتقون به العين ، لكن إذا كان الـمُعلَّقُ من القرآن فرخص فيه بعض السلف، وبعضهم لم يرخص فيه، ويجعله  من المنهي عنه، منهم ابن مسعود رضي الله عنه.
والرُّقى : هي التي تسمى العزائم ، وخصّ منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم من العين والحُمَةِ .
والتِّوَلة: هي شيء يصنعونه، يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته .


وروى أحمد عن رويفع  قال : قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : « يا رُويفع لعلّ الحياة ستطول بك فأخبر الناس  أن من عقد لحيته، أو تقلَّد وتراً، أو استنجى برجيع دابة أو عَظم ، فإن محمداً بَريءٌ منه » .
وعن سعيد بن جُبير : قال : «من قطع تميمة من إنسان كان كعَدْل رقبة». رواه وكيع 
.
وله عن إبراهيم قال كانوا يكرهون التمائم كلها من القرءان وغير القرءان
عندما نسأل أنفسنا سؤال السؤال الأول:

س1:لماذا عقد المصنف هذا الباب؟
أن هذه الأشياء (الرقى والتمائم )فيها تعلق بغير الله عز وجل في كشف الضر وجلب النفع وكما قلنا أن هذه الأشياء من الربوبية وأن الله عز وجل هو الخالق وهو الرازق والمحي والمميت والنافع والضار  سبحانه وتعالى وفيها عدم  توكل على الحي القيوم وتوكل على غير الله الحي القيوم  فيريد الشيخ محمد عبد الوهاب أن يحمي جناب التوحيد وأن يسد كل الأبواب التي تؤدى إلى الشرك
-المؤلف قال باب ما جاء في أن الرقى والتولة والتمائم شرك فلم يقل هل هي شرك اكبر أم شرك اصغر ؟لأنها  متفاوتة فيها ما هو شرك أكبر ومنها ما هو شرك أصغر ومنها ما فيه خلاف بين أهل العلم كتعليق التمائم من القرآن


-الرقية لغة: جمع رقية وهى العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة وتعرف عند العامة بالتعويذة,مثل الإنسان المريض بالحمى أو الصرع يرقونه بتعويذة

الرقية شرعاً: ما يقرأ على المريض من الآيات القرآنية أو الأدعية المشروعة آو غيرها من الأدعية المباحة
-الرقى نوعان:1- شرعية 2-غير شرعية
1- الرقية الشرعية:
شروط الرقية الشرعية:
1-أن تكون من كلام الله تعالى وبأسمائة وصفاته وبلسان عربي (أن تكون باللغة العربية) مثل يا حي يا قيوم اشفي فلان

2-أن تكون مفهومة المعنى

3-أن نعتقد أن الرقية لاتؤثر بذاتها ولكن تؤثر بتقدير الله تعالى

-الأدلة على مشروعية الرقية الشرعية:

1-حديث عوف بن مالك الأشجعى رضي الله عنه قال (كنا نرقى في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال صلى الله عليه وسلم اعرضوا على رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك)
هذا الحديث يدل على أن الرقى كلها مباحة ما دامت توافرت فيها شروط الرقية الشرعية ولم يكن بها شرك

2- حديث جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أنها كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب وأنك نهيت عن الرقى قال:فعرضوها عليه فقال صلى الله عليه وسلم لا بأس,من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل)

أيضا النبي صلى الله عليه وسلم أقر لفريق من الصحابة في أنهم استخدموا الرقية كإقراره صلى الله عليه وسلم للرهق اللذين نزلوا بأحد أحياء العرب فلدغ سيد الحي فرقاه أحد الصحابة بسورة الفاتحة وأخذ على ذلك جعله أي مال مقابل الرقية فقال صلى الله عليه وسلم( وما يدريك أنها رقية أصبتم, اقسموا واضربوا لى بسهم) بل النبي صلى الله عليه وسلم فعل الرقية بنفسه فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل عليه المرض كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيدي نفسه ببركاتها

قال معمر وهو من رواة هذا الحديث فسألت الزهري وهو شيخ في هذه الرواية كيف ينفث ؟قال كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه

3-عن عائشة رضي الله عنهافى صحيح البخاري ومسلم قالت( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول اى على المكان الذي يألم (اللهم رب الناس اذهب الباس واشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما )
وعن عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري ومسلم كان صلى الله عليه وسلم يقول للمريض(بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا)
وفى رواية أخرى كان يضع صلى الله عليه وسلم إصبعه السبابة على طرف لسانه ثم يضعه على تربة الأرض(التراب)ثم يضع هذا الأصبع الملئ بالتراب على جبهة المريض (أى المكان الذي يؤلمه ويقول(بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا)

4-وأيضا حديث أم سلمه في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم
رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة والسفعة حمرة في الوجه يعلها سواد شبيه بالحسنة أو عبارة عن موضع في الوجه على غير لون الوجه كالبقعة كأن يكون لونها بني أو احمر والوجه لونه أبيض أو قمحي فقال النبي صلى الله عليه وسلم( استرقوا لها فان بها النظرة)
إذن ممكن الإنسان ينظر في وجهة أحد كان يكون شكل وجهة وضئ أو يلبس ثياب جيدة  فتظهر له سفعة مثل هذا أو حبوب فقال النبي صلى الله عليه وسلم استرقوا لها فإن بها النظرة
-شيخ الإسلام بن تيمية يقول عن هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه ويرقي غيره ولا يطلب من أحد أن يرقيه وفى حديث السيدة عائشة لما رقت النبي صلى الله عليه وسلم أثناء مرضه لم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم منها أن ترقيه

س:هل التداوى بالرقى أو حينما يطلب إنسان من أحد أن يرقيه هل هذا يتنافى مع التوكل على الله عزوجل؟
لا,لأن الله سبحانه وتعالى جعل الرقى سبب لدفع المكروه وفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأنه كان يرقي نفسه ويرقي غيره وأنه أمر بها وأقر الصحابة رضي الله عنهم على فعل هذا يدل على أن هذا لا ينافي التوكل
-المستفاد من هذا أيضا من أعمال القلوب الخاصة بهذا الأمر أن كلما كان الإنسان قوي التوجه إلى الله سبحانه وتعالى وأن الله أباح الرقى فعندما يعمر قلبه بالتقوى ويتوكل على الله عز وجل ويدعو بهذه الأدعية ويرقي نفسه فهذا بلا شك أدعى إلى شفائه لأنه توكل على الحي القيوم
-طلب الرقية ليس منهي عنه ولكنه يخرج من السبعون ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب أما الذي يرقي نفسه لايخرج من السبعون ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب,أيضا وضع اليد على المكان المؤلم أثناء الرقية مستحب

2-الرقية الغير شرعية:
1-رقية بدعية  
  2-رقية شركية

1-الرقية الشركية:هي التي بها شرك مثل يا بدوى اشفى ابنتي هذه رقية شركية ,أو أن يعتقد الإنسان أن هذه الرقية تستقل بالشفاء ,أو أنها تدفع المكروه أو تشفى المكروه وهذا شرك اكبر
2-رقية بدعية:أن تكون بعبارات غير واضحة أو معنى غير مفهوم لأن الذي لا يفهم معناه قد يكون شرك

-أيضا من الرقى المحرمة أن يرقي إنسان غيره  في الحمام,أوأن الإنسان يرقي غيره ويضع يده على مكان لا يحل أن تضع يدها عليه مثل ما أسفل السرة بغير حائل
مظاهر الرقية:

1- أن تقرأ الرقية على المريض مباشرة والنفث يكون مباشرة على المريض مثل في أذنه أو على صدره مباشرة

2-يقرأ في اليدين مثلا المعوذات ثم أمسح بيدي على جسد المريض خاصة على موضع الألم مثل أن يرقي الرجل طفله أو زوجته وهذا مع المحارم فقط أما غير ذلك لا يحل للرجل أن يلمس جسد امرأة أجنبية

3-أخذ شئ من الريق على إصبع السبابة  ونضعه على التراب ثم نأخذ هذا الأصبع ونضعه على المكان الذي يتألم منه المريض ثم نقرأ وندعو مثل قراءة الفاتحة والمعوذتين أو ندعو مثل ما دعي النبي(بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا)

4-القراءة على الماء وهذا الماء ممكن نشربه أو نغتسل به أو يضعه على الشعر أو الظهر  أو نقرأ على زيت الزيتون أو العسل  ويدهن به جسمه

س:أيهما أفضل,أن الإنسان يترك الرقية أما يرقي؟

حينما يرقي الإنسان نفسه لا شئ في ذلك,أما من طلب الرقية من شخص أخر هذا لاشي فيه شرعا ولكن الأفضل أن يرقى نفسه أم يطلب الرقية من غيره ؟
على حسب الشخص إذا كان في قلبه ميلا للراقي كأنه يشعر أنه يتعلق قلبه به أى أن هذا يكون سبب في رفع الألم الذي به فإذا كان هذا القلب يتعلق بهذا الشخص لهذا السبب الأولى الترك,
لكن لو إنسان يتحسن عندما يُرقى من غيره ,نقول له الأفضل أن تطلب الرقية لأن هذا من الأشياء التي تريحه
-الخلاصة لو أن القلب تعلق بالراقي كلما تعلق أكثر كلما ينافى ذلك التوكل على الله

س:هل يجوز الرقية مقابل المال؟

جائز,لقول النبي صلى الله عليه وسلم( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله)
وأيضا أن أحد الصحابة رقى سيد الحي بأحد أحياء العرب وأخذ على ذلك جعل" أي مال" فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك إنها رقية أصبتم اى أنها رقية صحيحة  اقسموا واضربوا لى بسهم اى اقسموا المال واعطونى سهم وهذا دليل على جواز المال مقابل الرقية

الفرق بين الرقية والقراءة:
 الرقية يكون بها نفس مثل الذي يقرأ على الماء والنفس الذي يخرج يساعد في الرقية
والنبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه

أما القراءة كالذي يسمع آيات الرقية في الهاتف



-         أيضاً الراقي الذي يرقى يكون له شروط:


شروط الراقي:

أولا: أن يكون مخلصاً لله عز وجل
لأنه إذا كان مخلصا , يُخلص بالاستعانة بالله عز وجل , لا يكون مبتدع ولا مشرك يُشرك بالله عز وجل ,بل يكون من أهل التوحيد والإخلاص .

ثانيا:  أن يكون صاحب علم
والعلم أي أنه يعلم أن الرقية مشروعة وأنها تكون بالقران وما ثبت
بالسنة وأن لها أدعية وإن لم يكن عنده علم فيعرض الرقي التي يرقيها على المريض على أهل العلم فيقولوا له هذا جائز أو غير جائز.

ثالثا:أن يكون قاصداً للنفع أن ينفع المحتاج
 كما في حديث جابر الذي ذكرناه منذ قليل (من استطاع أن ينفع أخاه
  فليفعل) فالنفع هذا إحسان من الراقي للمريض 

رابعا: أيضا من صفات الراقي أن يكون مُعلقا ومتَعلقا بالله عز وجل
  أي يُعلق المريض بالله عز وجل, وليس بالراقي نفسه فبعض الإخوة
يقول أنا بفضل الله قرأت على الأخت الفلانيه خمسة وأربعين دقيقة فقط
وشفاها الله ,وقرأت على الأخ الفلاني الذي كان عنده شلل نصفي ثلاثة أيام وبفضل الله قام يمشي , وقرأت على أخت لم تكن تري وبعد ثلاثة أيام الحمد لله كان نظرها ستة على ستة,فأصبح كل كلامه أنه يُعلق المريض على  نفسه ,ولكن من صفات الراقي أن يقول للمريض : بفضل الله سبحانه وتعالى عندي أمل أن الله سيشفيك فالله سبحانه وتعالي هو الشافي وهو كذا وهو كذا ويتكلم بهذه الطريقة فيعلق قلب المريض بالله سبحانه وتعالي .

خامساً: أيضا من صفات الراقي بالنسبة للرجال مع النساء:
فبعض الرجال يرقي النساء هذا جائز في الشرع  لكن لابد أن ننتبه لأن الشيطان قد يدخل للإنسان من هذا الباب , فبعض الرجال يمكن أن تأتيهم
المرأة فيرقيها وهو يخلى بها  ,هذا محرم في الشرع ويمكن ان يرقيها ويضع يده عليها فهذا محرم في الشرع , وقد يرقيها وهو ينظر إليها وهذا محرم في الشرع وقد ينظر لها مثلا وهى امرأة محجبة ,ولكن وجهها ظاهر فهو لا يجوز أن ينظر إليها, فهذا محرم في الشرع , قد يرقيها وهو في قلبه مرض تجاه هذه المرأة فهذا محرم أيضا في الشرع
  
 إذا أي إنسان يخاف المولي سبحانه وتعالي ويرجو الآخرة لابد أن ينتبه
لذلك لأن الرقية سواء كان الرجل يرقي المرأة أو المرأة ترقي الرجل فهذامن أكبر أسباب الفتنة , في نفس الوقت المرأة التي ترقي رجلا لا يجوز لها أن تضع يدها على رأسه ولا على بدنه ولا يكون على سرير وهو مريض مرض شديد وتخلو به لا لابد أن يكون معها شخص آخر سواء كان رجل أو امرأة ولد  أو بنت
 
*كذلك الأخت التي ترقي أخت لابد أن تنتبه لبعض الأشياء:
فمثلا أخت ترقي أخت فصرعت وهى عليها جن فبدأ هذا الجن يقول كلام مثلا أنا لن أخرج منها أبدا , أنا مفتون بها , أنا أحبها حبا شديداً , هي أجمل النساء أو أي كلام فلا يجوز لهذه المرأة الراقية أن تخرج من البيت وتذهب وتكلم بعض النساء وتقول ادعوا لأختنا فلانة وأنا أرقيها اليوم الجن خرج عليها وقال كلام صعب فهو يحبها ولن يخرج منها أبدا ,فهذا من موارد الزلل والفتنة ومن موارد الغيبة المحرمة وموارد إفشاء السر

·       فالأخت التي ترقي أحد ,أو الأخ الذى يرقى أخت, أو أخت ترقي أخر, كل هذه من الأسرار, لا يجوز لها تحت أي ظرف كان أن تُخرج هذه الأسرار إلي أحد .
·       يمكن لامرأة أن تفشي سرها, فتقول لأخت إرقينى ,لأني أشعر أن هناك من الجن من يداعبني وأنا نائمة, فهذا كلام في غاية الحرج, فهل يجوز لهذه المرأة أن تكلم النساء وتقول: أن فلانة الجن يداعبها وهي تشعر بذلك 
  هذا أمر محرم وهذا من إفشاء الأسرار فكل هذا من صفات الراقي

س) هل هناك دليل على أنه يجوز للمرأة أن ترقي الرجل؟
الرقي نوع من الطب فكما أنه يجوز للمرأة أن تذهب للطبيب وهى ترتدي زيها الشرعي وهو رجل ماهر في عمله فهل يجوز أن تذهب إليه وهى لن تكشف شيء من جسدها؟ نعم جائز وهكذا في الرقي الشرعية .

*ونقول أن الأصل أن لا يذهب الاخوات للرجال في مسألة الرقية, فأنا أحذر من ذلك تحذيرا شديدا, حتى الأخ فلان أو الرجل البركة أو غيره كل هذا فيه مواطن كبيرة للزلل ,وإن حدث واضطررت لذلك, فلا تذهب إلا لشخص يُعلم أمانته , ويُعلم أنه على علم وأنه صاحب أمانة كبيرة, وأن تذهب إليه إما بالزوج أو الأخ أو رجل كبير , فهذا أمر في غاية الأهمية .

وأنا أنبه بشدة في هذا الموضوع ,موضوع الراقي, وخصوصا في بلدنا إذا سمعت أن هناك أخ صفاته كذا, وما شاء الله في الرقية ,ويرقي الأخوات
انتبهوا لذلك أشد الانتباه, فإن هناك بعض من الناس من هم مرضي القلوب يفعلون ذلك, وقد أفسدوا إفساداً عظيماً, خصوصا المرأة التي تصرع ,فهناك بعض النساء إذا قُرأ عليها تُصرع, فيمكن إذا صُرعت ووقعت على الأرض يُكشف شيء من جسدها, فيفتن هذا القارئ ,ويمكن للراقى ان يقرأ على الأخت عشرات المرات فيبدأ يتصل بها وتبدأ بينهم علاقة, ما الأخبار اليوم؟ ما الذي حدث ؟ ويتصل بها كل يوم, إلي أن يتساهل معها في الكلام, ويتساهل معها في مسائل الرقية ,ثم يؤدي الأمر إلي مفاسد عظيمة.

-         صفات المرقي :

أولا: أن يكون عظيم الرجاء بالله عز وجل ,ويتذكر أن الله سبحانه وتعالي قال {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }يونس107 وفي آية الأنعام قال {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام 18
وقال عز وجل {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }الشعراء80

الإنسان عندما يذهب إلي الطبيب يعلم أنه سبب والنافع هو الله سبحانه وتعالي
إذا الرقية سبب والنافع هو الله عز وجل

*نفس الشيء الإنسان الذي يحتاج إلي الرقية نقول له انتبه خصوصا النساء نقول لهم انتبهن من الوسوسة, لأن المرأة دائما إذا شعرت بصداع, تعتقد أنه بسبب أن أخت نظرت لها , لوبينها مشاكل مع زوجها ,تظن أنها بسبب تحدثها مع أخت عن علاقتها الطيبة بزوجها
*فنقول انتبهى أيتها الأخت لابد أن تُعظمي التوكل على الله سبحانه وتعالي ولا تجعلي للشيطان من قلبكِ نصيب لأنه يُوسوس مرة بعد مرة فإذا وسوس الشيطان لكِ مرة بعد مرة يتمكن منكِ

- نقول للذي يُرقي عليه تعلمي الأوراد, تعلمي الآيات والأحاديث, تعلمي سورة الفاتحة وعندما تجدي نفسكِ بكِ صداع ضعي يدك على رأسكِ  وتقرئين الفاتحة أو تقرئين الفاتحة في يدكِ وتمسحين بها رأسكِ وهكذا سورة الإخلاص والمعوذات وآية الكرسي وما شابه ذلك  والأحاديث اللهم رب البأس أذهب البأس وما شابه ذلك فهذه أمور مهمة للمرقي.

هناك بعض المشاكل التي تأتي من الرقي:
-         مثل أن بعض الناس يتفرغ للرقية تفرغ تام أي أنه يكون لديه أو لديها كارت الأخت كذا الرقية الشرعية أو الأخ فلان الفلاني حجام وراقي شرعي ويستخرج الجان وغير ذلك : فنقول أن هذا التفرغ للرقية ليس من هدي الصحابة رضي الله عنهم مع أننا علمنا أن فيهم راقين وأن النبي صلي الله عليه وسلم وافقهم على هذه الرقية ولكن لم نعلم عن أحد منهم أنه تفرغ للرقية وأصبح اسمه راقي
*إذا المرء ينفع إخوانه بالرقية سواء بأموال أو بدون اموال ولكن لا يتفرغ لها

- الأمر الثاني: أن بعض الذين يرقون نجده أحيانا يؤلف
فمثلا رجل يرقي أخت فلا يستطيع أن يضع يده على جبهتها إذا كان عندها صداع مثلا فيضع يده على رأس الزوج ويقول للزوج ضع يدك على رأس زوجتك ويبدأ يقرأ الفاتحة خمس أو سبع مرات كما يقرأ  فهذا تأليف كأن القراءة هذه كهرباء فهذا بلا شك لم يرد به دليل وليس له علاقة بالتداوى وإنما هذا تأليف

-         أيضا من هذه الأشياء أن بعض الذين يرقون سواء كان رجال أو نساء يستخدمون الجن, ويقول سأستعين بمسلمي الجن أو سأستعين بقريني لأعرف إن كان الذي سأرقيه به عين أو سحر أو عليه مارد ,وكما قلت الاستعانة بالجن الأصل فيها المنع لأنها غيب, الجن غيب, فكيف نستعين بمن لا نعرف فلو قال الجن أنه مسلم, ما يدريني أنه مسلم حقا ,وإن قال أنه كافر ما يدريني أنه كافر, ثانيا النبي عليه الصلاة والسلام لم يستعن بالجن ولا الصحابة

-         أيضا من المخالفات أن بعض الراقين يصنعون ختم ويقرأ على ورقه بها زيت بالقرآن ثم يختم هذه الورقة ثم يختم المريض فهذا يمتهن القران


-         أيضا من ضمن المشاكل التي تحدث أن شخص يمكن أن يقول أنا سأقرأ نصف ساعة وسآخذ مئة جنيه ولو قرأ تلك ساعة سآخذ مائتين فنجد أنه يكون بها أشياء منكرة فهل الذي يريد هذا المال يكون صاحب إخلاص فهذا أمر عجيب هل يكون هذا قلبه معلق بالله عز وجل؟! فالأمر يحتاج إلي أن ننتبه إلي ذلك .
وهكذا نكون تقريبا انتهينا من الرقية

التمائم:
في اللغة:جمع تميمة وهى خرزات كان الأعراب يُعلقونها علي أولادهم يزعمون أنها تدفع العين وأحيانا تكون هذه التمائم قطع من جلد أو تكون قطع من ورق هذا الجلد أو الورق يُكتب عليه أدعية أو أوراد مثل الحجاب ويضعون هذا الحجاب أما في الجيب أو يُعلقونها على الصدر أو يضعوها تحت المخدة الهدف دفع شر متوقع أو الشفاء من مرض حاصل هذه تسمي التمائم

*إذا التميمة تُتخذ لغرضين اثنين
         الأول: دفع شر متوقع سواء كان مرض أو عين
مثلا أخت لديها أولاد شكلهم جميل وهي تخاف عليهم فتكتب على الجلد أو الورق وتُعلق هذه الأشياء على الأولاد لأنها تخاف أن يحدث لهم شيء أو تخاف على عربتها أو البيت فتفعل ذلك
     
 ثانيا: أو دفع شر وقع بالفعل : مثلا إنسان مريض بالفعل الحل النبة لهم إحضار هذه التمائم وتعليقها على صدره أو وضعها تحت رأسه .

حكم تعليق التمائم:
تعليق التمائم شرك قد يكون شرك أكبر وقد يكون شرك أصغر
فإذا اعتقد الإنسان أن هذه التميمة تحفظه: هذا شرك أكبر
إذا اعتقد أن هذه التميمة تشفيه من المرض: هذا شرك أكبر
إذا اعتقد أن هذه التميمة بذاتها تدفع عنه الضرر: هذا شرك أكبر
أما إذا قال أن التمائم وسيلة لرفع الضرر, وسيلة لرفع المرض, وسيلة للحفظ: هذا بلا شك شرك أصغر
فالأولي شرك أكبر لأنه اعتقد أنها بذاتها تؤثر والثانية شرك أصغر لأنه قال أنها سبب في التأثير

أنواع التمائم:
-         تمائم محرمة
-         تمائم مختلف فيها

التمائم المحرمة: تكون لا من الكتاب ولا من السنة, بل هي كلام يكتب عبارة عن طلاسم, وكذلك إذا علق الإنسان خرز أو وتر أو حلقة من حديد أو حدوه حصان, خمسه وخميسه على البيت : مثل هذه الأشياء كلها محرمة لأن كل هذه ليست بأسباب مباحة
فمثلا من علق حدوة الحصان في السيارة أو على البيت فهذا ليس سبب مباح وكذلك من تعلق خرزة زرقاء في البلكونه أو على باب البيت هل هذا سبب مباح يدفع العين؟ لا ليس بسبب مباح فكل هذا أمر محرم
الدليل على ذلك قول المولي سبحانه وتعالي {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }لقمان25 وقوله تعالى {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ }الزمر38 أي أنتم تدعون الأصنام مثلا تقولون أن الأصنام بنفسها تنفع وتضر, وأنا أسألكم من خلق السماوات والأرض ؟ تقولون الله إذا(قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ) هل يمكن أن يدفعوا عنى الضر(أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)
وقال صلي الله عليه وسلم( من تعلق تميمة فقد أشرك)

وقال صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أحمد وغيره وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (إن الرقي والتمائم والتوله شرك)

وفي الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني وأخرجه أحمد قال صلي الله عليه وسلم (من تعلق شيئا وكل إليه) أي تعلق قلبه به

النوع الثاني من التمائم: التمائم المختلف فيها:
وهي التي جمعت الشروط الآتية:
1- أن تكون بشيء من القران الكريم أو بالأدعية الصحيحة
2- أن تكون بلغة عربية مفهومة
3- أن تكون خالية من الشركيات
4- أن يكون صاحبها صاحب عقيدة صافية: يعلم أن الذي يجلب النفع هو الله والذي يدفع الضر هو الله

اختلف أهل العلم في هذا النوع من التمائم :
بعضهم قال أنه جائز وبعضهم قال أنه محرم

-         الإمام أحمد يقول أن التعليق كله يكره
*من قال بالتحريم قالوا:
الامر الاول :لأن فيه نهي وارد بالتمائم أي النبي صلي الله عليه وسلم قال فيه نهى في التمائم ونهي في الرقي فقال صلي الله عليه وسلم( من تعلق تميمة فقد أشرك) ولم يفصل وقال( إن الرقي والتمائم والتوله شرك) ولم يفصل وقال ( من تعلق شيء وكل إليه) ولم يفصل وفي الرقي فصل فقال( لا بأس بالرقي ما لم يكن فيه شرك) فلو كان تعليق التمائم مشروع كان قال لا بأس بالتمائم ما لم يكن فيها شرك

الأمر الثاني: من يقول بجواز تعليق التمائم المختلف فيها قد يعطل سنة الرقية المتفق عليها فبدل أن أرقي أحد أو أحد يرقيني أو أرقي نفسي أعلق تميمة

الأمر الثالث :عندما يكون عندنا مسائل في العقيدة مترددة بين الجواز والتحريم فيكون الأولي اجتنابه سدا للذريعة

الأمر الرابع: أن تعليق التمائم يمكن أن يؤدي للشرك : لأنه مع تكرار وضع الأخت الفاتحة في ورقه داخل سلسلتها دائما تشعر أنها طالما تضعها فالله يحفظها وعندما تترك السلسلة يحدث لها مشاكل فقلبها يُعلق بهذه السلسلة وسد الذرائع واجب على الإنسان فيسد الذريعة لدفع المفسدة فدفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة

ثانيا: من تحمل القران يمكن أن تدخل الحمام أو ترمي السلسلة فترمي التمائم, يمكن أن تلبس السلسلة وهى جُنب أو تلبسها وهى حائض فيحدث نوع من امتهان القران وكذلك من الأمور المهمة أن هذا سيفتح الباب للدجالين  فسيقول هذا الحجاب قفل من حديد فهو كلام الله وأدعية صحيحة ويقوم المشعوذين والدجالين بصنع أحجبة لجميع الناس بحجة أنها تمائم من القران

فالراجح: أن التمائم التي من القران وبلغة عربية مفهومة وخالية من الطلاسم والشركيات وصاحبها على عقيدة صحيحة صافية يعتقد أن الله عز وجل هو الذي يجلب النفع وهو الذي يدفع الضر : أنها محرمة  سدا للذريعة
وهذا القول هو قول كثير من السلف

كما قال إبراهيم النخعى سنة 96 من الهجرة يقول: كانوا يكرهون التمائم كلها من القران وغير القران يتكلم عن السلف الصالح

في الصحيح عن أبي بشير الأنصاري أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فأرسل رسولاً: «أَنْ لا يبقَيَن في رقبة بعيرٍ قلادة من وَتَر أو قلادة إلا قُطِعت».

في عادات الجاهلية يعلقوا الأوتار والقلائد والتمائم وغيره على رقاب الإبل هم يزعمون أن هذه التمائم تحفظهم من الآفات, وفي نفس الوقت تدفع عنهم العين والضرر
فنقول أن تقليد الإبل وغيره مثل السيارات, الحصان, الحمار, البقرة, الجاموسة , الخروف أو شيء منها تقليدها وتر أو أي نوع من أنواع التمائم  هذا من الشرك
لقول النبي صلي الله عليه وسلم (من تعلق تميمة فقد أشرك)
إذا تعليق التمائم على الدواب أو الآدميين: هذا محرم وفي نفس الوقت كما قلنا من الشرك

لو أن هناك أخت تخاف من العين وهذا طبيعي فما هي الوسائل المشروعة التي تدفع العين؟
أولا: أنها يُقرأ عليها أو هي تقرأ على نفسها
لأن النبي عليه الصلاة والسلام عندما رأى الجارية التي في وجهها سفعة قال : ( استرقوا لها فإن بها النظرة )

ثانيا: أن تغتسل من ماء العائن :
فإذا ظنت أن فلانة نظرت إليها ولم تبرك فتتوضأ لها ثم تغتسل هي بهذا الماء
ثالثا: التعوذ على المريض
لأن النبي صلي الله عليه وسلم كان يفعل هذا مع الحسن والحسين يتعوذ عليهما
رابعا: وهى المهمة
لو كنت أخاف من العين وسيأتي أخوات لزيارتي اليوم وأقارب الزوج سيزورونني اليوم ماذا أصنع؟
تلبسي أقل لبس عندك ولا تضعي ماكياج ولا تظهري بمظهر المتزينة وهي الزينة الكبيرة طالما تخافين من هؤلاء الناس
لكن واحده تخاف العين ويأتيها من تخاف منهم وتتزين على أحلى ما يكون فيمكن ينظرون إليكِ نظرة يحدث منها عين ما
إذا هذه أربع أشياء وسائل شرعية لدفع العين 
وعن ابن مسعود ر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الرُّقَى والتمائم والتِوَلة شرك». رواه أحمد وأبو داود.
هذا الحديث عبارة عن أن ابن مسعود رأي على امرأته خيطا في عنقها فقال لأنتم يا آل عبد الله أغنياء عن الشرك قالت إن عيني كانت تطرف فأذهب إلي فلان اليهودي فيرقاها فتسكن قال رضي الله عنه إنما ذلك شيطان ينخسها بكفه ثم ذكر الحديث(إن الرقي والتمائم والتوله شرك)
التوله: بكسر التاء وفتح الواو شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلي زوجها والرجل إلي امرأته ومعني كلمة يزعمون أي يكذبون لأن الزعم الكذب
كما قال تعالي({أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ) أي يكذبون في ذلك لذلك يسمون هذا الأمر صرف وعطف من السحر
فمثلا واحده تشعر أن زوجها لا يحبها, فتذهب إلي الساحر ,وتقول له زوجي لا يحبني, يقول لها سأعمل لكِ عمل يجعله خاتم في أصبعك, فيصنع لها توله, ويقول لها ضعيها تحت السرير أو في الدولاب أو في المكان الفلاني, فتجد منه طوعا طبعا كل هذا بتقدير الله عز وجل, وفي نفس الوقت الرجل يذهب للساحر ويقول له زوجتي لا تحبني, يصنع له نفس الشيء,

 ومثال آخر: امرأة تنتظر من ابن عمها أن يخطبها فيتركها ويتزوج بنت خالتها فتذهب للساحر وتقول له أريدهم يكرهوا بعض فيعمل لها عمل شيطاني هي تنفر من زوجها وهو ينفر منها أو تعمل عمل لكي لا ينجبوا فلا يكون عند المرأة أي مشكله والرجل ليس عنده أي مشكله والاثنين لا ينجبوا كل ذلك عن طريق هذه الأفعال المحرمة شرعا      
وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعاً: «من تعلق شيئاً وُكل إليه». رواه أحمد والترمذي.
التعلق: يكون بالقلب ويكون بالفعل ويكون بهما جميعا

أي من تعلق شيئا بقلبه أو تعلقه بقلبه وفعله وكل إليه: أي وكله إليه
فالإنسان إذا تعلق نفسه بالله عز وجل وعندما ينزل به الحاجة يدعوا الله سبحانه وتعالي ويلجأ إليه ويفوض أمره كله له سبحانه وتعالي فالله سبحانه وتعالي يكفيه كل مؤنه ويقرب له كل بعيد وييسر له كل عسير
أما من تعلق بغيره أو أي إنسان يسكن إلي علمه أو إلي عقله وذكائه , يسكن إلي مهارته, يعتمد على حوله هو وقوته وكله الله إلي ذلك ولكن هو مخذول لأن الله عز وجل يقول(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)

وروى أحمد عن رويفع قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا رُويفع لعلّ الحياة ستطول بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته، أو تقلَّد وتراً، أو استنجى برجيع دابة أو عَظم، فإن محمداً بَريءٌ منه».
قال النبي صلي الله عليه وسلم لرويفع لعل الحياة ستطول بك: وهذا دليل على نبؤة النبي صلي الله عليه وسلم, لأن رويفع عاش زمنا طويلا ,فلما قال له النبي صلي الله عليه وسلم أخبر الناس, أو بلغ العلم , وانشر العقيدة , وادعو إلي الله عز وجل
بلغ الناس: أي بلغهم ما أقول لك
أن من عقد لحيته: فالرجل في الجاهلية أيام الحرب كان يعقد لحيته سبع عقدات ومنهم من قال أنه يجعلها متجعدة أي داخلة في بعضها مثل الأفارقة ويقولوا أن هذا الأمر يرد العين ويدفع المكاره وهناك من قال أن عقد اللحية كان عادة عند الفرس كانوا يفعلون ذلك تكبرا وتجبرا وقد نهينا عن التشبه بالكفار
فقال فإن محمدا برئ منه : هذا من أحاديث الوعيد نتركها تمر كما جاءت لا نوضحها إلا عند الحاجة
الأثر الأخير: عن إبراهيم النخعي كانوا يكرهون التمائم كلها من القران ومن غير القران
كانوا يكرهون التمائم: أي أصحاب عبد الله بن مسعود مثل علقمة الأسود والحارث بن سويد والربيع بن خثيم كانوا من سادات التابعين في زمانهم كانوا يكرهون التمائم كلها سواء كان من القرآن أو من غير القرآن .  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق