>

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

تابع مظاهر سوء الخلق 15- المؤاخذة بالذلة


بسم الله الرحمن الرحيم




تابع مظاهر سوء الخلق   

15- المؤاخذة بالذلة

بعض الناس إذا صدر في حقه من صديق أو غيرة هفوة ماذا يفعل يتنكر له ويبدأ يأخذ بهذه الزلة
مثال: أنتي العلاقة بينك وبين فلانة جيدة جدا فتقولي لها أنا محتاجه منك مبلغ ما لمدة أسبوعين فأعطيتك الفلوس وبعدها بشهر طلبتي منها فلوس مرة ثانية لمدة أسبوعين فقالت لكي كلمة غير جيدة مثلا انتى هتاخدى على كده طبعا دى كلمة سيئة فهذه ذلة  ولكن إذا حدثت منها هذه الذلة ألا يغفر لها ألا يعفى عنها
العاقل لا يزهد بأحد بسبب هفوة أو ذلة  ذلك خصوصا إذا كانت الذلة يسيرة أو صادرة من شخص ذات فضل
لا يزهدنك في أخ ... لك أن تراه زل ذلة
وإذا الحبيب أتي بذنب واحد = جاءت محاسنه بألف شفيع
كلام جميل أن هذه الأخت وقفت بجوارك مرات عديدة وكثيرة وكانت لكي نعم الأخت فلو زلت مرة أو مرتين أو ثلاثة لو حسبنا الثلاثة أمام مائة تبقى نسبة الخطأ ثلاثة في المائة تبقى أخت ممتازة
للأسف الشديد من مظاهر سوء الخلق أن تظل العلاقة جيدة بين الناس لفترة طويلة ثم لذلة واحدة تنقطع هذه العلاقة وتقول الأخت أنا لم أكن اعرفها ظهرت على حقيقتها دى طلعت بوجهين ده طلع فيها كذا وكذا 00الخ
نقول لها لو كنت تتعاملين مع ملك من السماء كان  ماشى فذلك الكلام كلام جيد ولكنك تتعاملين مع مخلوقات الأرض مع إنسان فالذي يتعامل مع ذلك الإنسان ويعلم جيدا انه غير معصوم فلابد أن تصدر منه الذلة  والهفوة بل يصدر منه الخطأ الشنيع في نفس الوقت أنظري إلى نفسك هل تقعين في مثل هذه الزلات وهل ترتكبين بعض الآثام أم لا فإذا كنت تقعين في الزلات وترتكبين الآثام المفترض ألا تؤاخذي هذه الأخت بهذه الذلة فإن يكن الفعل الذي ساء واحداً فأفعاله اللائي سرك ألوف
 
عدم قبول الأعذار
 
ممكن واحدة تقع في خطأ ما في حق أختها ثم تذهب إليها وتعتذر لها وتقول لها أنا أعتذر إليك من هذا الخطأ وأريد أن تسامحيني تقوم الأخت وترد عليها تقول لها أنا غير مسامحة ولن أقبل منك هذا العذر ما حييت
 السؤال هل هذا منافي لمكارم الأخلاق ولا أنه من مكارم الأخلاق ؟
هل هذا ما يحبه الله ورسوله أم لا؟ طبعا هو منافي لمكارم الأخلاق ولا يحبه الله ورسوله
أنتي أيتها الأخت عندما تجلسن بمفردك في غرفة وترتكبين محرما لا يعلمه إلا الله وقد ترتكبين من هذا المحرم مرة واثنان وثلاثة وأربع ثم تجدي فؤادك سواد من هذه المعاصي وتجدي  في نفسك انسداد عن الطاعات لا تستطيعين أن تفتحي كتاب الله لتقرأى فيه أو أن تصلي في الليل ولا أن تسبحي ولا تستغفري حينها تلجئين إلى
مولاكي تطلبين العفو والمغفرة والرحمة حينها هل تتمنين أن يعفوا عنك مولاكي أم لا يقبل هذا الدعاء أم لا يقبل هذا الاعتذار ما الذي تتمنينه في هذه الحالة أظن أننا لم نختلف علي أننا جميعا نتمنى أن يغفر الله  عز وجل لنا  وأن يقبل عذرنا الله عز وجل عفو كريم يحب العفو فذلك عندما ندعوه  نقول اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عنا
السؤال : هل ما يحبه الله نحبه أم لا نحبه ويحب أن يري منا هذا أم لا ؟ الجواب نعم يحبه الله عز وجل يحب العفو ونحبة ايضاً
وهذه الأخت المسكينة التي ترتكب المعاصي جاءت إليها أخت لها تريد منها العفو والمسامحة فكيف لها أن ترفض هذا العفو وهذه المسامحة أنتي حين إذا تكلين بمكيالين الله سبحانه وتعالي يعطيك كل شئ ومنحك من الهداية ومن الديانة ومن المحبة ومن بصر وسمع وغيره الكثير ورغم ذلك تعصينه ورغم ذلك عندما ترفعين يدك له سبحانه وتعالي يقبلك ويعفو عنك ويحب ذلك منك أن ترفعي اليدين ويحب أيضا أن يعفو عنك في نفس الوقت أنتي لم  تمنحي هذه الأخت إلا القليل بل القليل جدا قد تمنحينها حنان أو مال قليلا محبة قليلا لا تساوي نعم الله علي العبد في أي حال من الأحوال ورغم ذلك أذا تكلمت عنك أو أخطأت في حقك ترفضين هذا الاعتذار  وتأبين أن تتكلمي معها ولا حول ولا قوة إلا بالله

 إذا نقول لأمثال هؤلاء الأخوات الذين يظنون أنهم علي شئ أن هذا الفعل منافي لمكارم الأخلاق بل وكثير منه من سوء الخلق فالواجب علي أي عاقل إذا أعتذر إليه أخوه لجرم مضي أو لتقصير سبق أن يقبل اعتذاره ويجعله كمن لم يذنب والأدب الأشد هيكون بعد كده أنه لا يذكر هذا الأمر مطلقا يعني لا تأتي الأخت في يوم من الأيام فتقول لها هل تذكرين عندما فعلتي فيه كذا وكذا وأنا قبلت عذرك وسامحتك التربية الحقيقية عندما تأتي  تتكلم كأن هذا لم يحدث والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والله يحب العفو فيجب أن نحب العفو كما أحبه ربنا سبحانه وتعالي 
قال عبد الله ابن المبارك رحمه الله  (المؤمن طالب عذر إخوانه، والمنافق طالب عثراتهم).
قال الإمام الشافعي رحمه الله
قيل لي قد أساء إليك فلان
ومقام الفتى على الذل عار
قلت قد أتى واحدث عذراً
دية الذنب عندنا الاعتذار
فقبول الاعتذار من صفات الكرام حتي ولو كان المعتذر كاذبا
مثال لو واحدة قالت لكي لم أقصد اعمل كذا وهي كان قصدها أقبل الاعتذار فما قبلناه منها هو الظاهر والله عز وجل  يعلم الباطن لأن المعتذر إما أن يكون صادق في اعتذاره وإما أن يكون كاذبا  فإن كان صادقا يستحق العفو لأن شر الناس من يطل العثرات ولا يستر الزلات وإن كان كاذبا فالواجب علي المرء إذا علم من المعتذر إثم الكذب وريبته وخضوع الاعتذار وذلته ألا يعاقبه علي الذنب السابق فليشكر له الإحسان المحدث لأنه جاء وأعتذر والإنسان المعتذر يذل ويخضع في اعتذاره
وكما قال الشافعي رحمه الله (أَقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً ... إِن يَروِ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا

فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظَاهِرُهُ ... وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا

قال عبد الله بن المبارك: (المؤمن طالب عذر إخوانه، والمنافق طالب عثراتهم).) 

  أن شر الناس الذي يطل العثرات ولا يستر الزلات
فنطلب من جميع الأخوات أن من أرادت أن تتربين تربية صحيحة وجيدة أن من يأتيها وقد تكلمت عليه بكلام سئ  حتى ولو كان كذبا وطلبت منها الاعتذار
 اقبل هذا العذر
 أقبله لأن هذا من صفات المؤمنين
 أقبله لأن  هذا يحبه الله عز وجل
 لأنني لو وقفت هذا الموقف لكنت أتمني أن يقبل اعتذاري

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق