>

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

حلقات تدبر القرأن --معنى التدبر


بسم الله الرحمن الرحيم



تدبر القرأن


معنى كلمة تدبر

 إن الإنسان عندما يتفكر ويتأمل لكي يفهم ويدرك المعاني والحكم من آيات القران الكريم

فالله أمر بالتدبر فقال "أفلا يتدبرون القران أم على قلوب أقفالها"
 "كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"
إذا الإنسان يقرأ كثيرا لكن من يقرأ دون تفكر وتأمل فلا شك أن هذا لا يستفيد كثيرا من آيات القران بخلاف الذي يتفكر ويتدبر ويدرك المعاني والحكم



فالتدبر معناه التأمل في معاني القران وما المراد بآياته


 فلابد من ازدياد الإيمان بعد سماع كل أيه وبالاستماع الجيد مع التدبر والتفكر والتأمل يصل الإنسان إلى مبتغاة والمبتغى من قراءة القران هو الوصول إلى اليقين وهو الجسر الذي لا يمكن أن يتجاوزه احد قال الله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا"


 عند تدبر هذه الايه نرى أن شرط الوصول إلى مخرج فى أي محنه هو التقوى فعندما أكون فى محنه  وأنا ادعى أنى تقي ومكتمل فى طاعة ربى ولا اعصيه وإذا عصيته استغفره واندم ولا أعود إلى الذنب مره أخرى ثم لا أجد مخرج لهذه المشكلة فماذا افعل؟ أعلم أنى لم أحقق معنى التقوى فمن يفكر بهذه الطريقة هو الذي يتدبر القران المقصود أن الإنسان عندما يزداد الإيمان فى قلبه يصل إلى درجة اليقين وأيضا من تدبر القران الكريم نعرف ما الذي يرضى المولى عز وجل وما هى صفات أهل الجنة وما لهم فيها وكيف نصل الى هذه الجنة وما هو الذي يغضب الولي وما هي صفات المنافقين والكافرين وما هو الذي ينتظرهم في النار فعند تدبر هذه المعاني لا شك إن بذلك يزداد الإيمان ونصل إلى اليقين


فكيف نعرف أننا ندبر القران حقا خاصة أننا فى شهر رمضان ونقرأ القران كثيرا نعرف ذلك من خلال علامات التدبر وننظر هل هذه العلامات فينا أم لا



علامات التدبر :

أولا يقول الله " وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدعم مما عرفوا من الحق يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين" فعندما يسمع الإنسان من القران ما يذكره بما هو فيه وبحقيقته في الدنيا ومال ما يفعل فى الاخره لابد ان تفيض عينه من الدمع  فهل عندما نقرا القران تصل المعاني إلى قلوبنا فتفيض أعيننا من الدمع أم لا.


 كل أخت ألان تحضر ورقه وقلم وتكتب هل تفيض عيني من الدمع عندما اقرأ القران نعم أم لا وان كان نعم  فكم مره هل مره كل يوم أو يومين أو كل شهر وان كان لا فهناك مشكلة كبيره لابد من الاجتهاد في حلها


ثانيا :يقول الله تبارك وتعالى " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون" هل الآيات التي نتلوها تؤثر في حياتي أم لا هل ايمانى يزيد أم لا

 مثال عندما اقرأ قول الله "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم" إذا كانت حماتي مثلا بيني وبينها مشاكل فمن الممكن إن لا اكلمها أو أرد عليها برد سيئ ولكن عندما قرأت هذه الايه ماذا أثرت في ما هي الطريقة العملية لإثبات أنى زدت إيمانا هل وصلت إلى اليقين أم لا ؟


إذا لم أتدبر هذه الايه سوف أقول أنها لا فائدة من معاملتها بالحسنى أما إذا كان عندي يقين بعد تدبر هذه الايه سوف ادفع بالتي هي أحسن فالله صادق
1. وهو عليم خبير يعلم أن نتيجة الدفع بالتي هي أحسن هي "فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم" ولى اى ناصر ومعين ومحب فهذه هى وظيفة التدبر بان كل إيه نقراها تزيدني إيمانا بالتنفيذ



يقول الله "وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فإما الذين امنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون"فبماذا يستبشرون ؟ بزيادة الإيمان والعمل والاعتقاد الصحيح


عندما مثلا تمت محاكمة مبارك وتم بثها تلفزيونيا فنحن كثيرا ما سمعنا "قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيئ قدير"فمن طول استقرار الظلم والفساد ومحاربة المصلحين المحبين لدينهم بمنعم مثلا من دخول الجامعات والمستشفيات ومنعم من الوظائف لمنعم من توجيه الناس ومنع الكتاتيب.


نضع هذه الايه مثلا على من كان عنده مال كثير ثم وقع فى مشكله ودخل السجن فنقول " قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك ممن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء"فهذا فى أشياء بسيطة بخلاف حدوث ذلك مع المناصب الكبرى كرئيس الجمهورية فتدبر الايه عندما لا يكون لها واقع نشاهده بأعيننا يكون التدبر اقل الا من فتح الله بصيرته


يقول الله "إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا"

 فأول  شيء يفعله الإنسان إن يخر ساجدا ويقول إن كان وعد ربنا لمفعولا ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا فمجرد السجود يزيد الإنسان خشوع وخاصة إذا كان مليء بالدموع


نكتب فى الورقة كم مره تبكى وانتى ساجده هل ذكرتى أيه او معنى اثر فى قلبك لدرجة البكاء وليس بكاء عادى ولكن يخر كأنه يسقط على الأرض سقوط الذل والانكسار فهذا البكاء يزيده خشوعا


كم مره نجد اثر قول سبحان ربى الأعلى في السجود ؟؟

والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا" كل هذه الآيات تصف وصفا فى غاية الدقة لمعاني التدبر .ذكروا اى هناك من يذكرهم ولكن بم يذكرهم ؟ بآيات ربهم التي هي كل شيء فى الدنيا من إحسان الله إلينا ومما فى أنفسنا ومما في هديته لنا وفى الخسف بالكافرين ونصرة الدين .


لابد من الاعتبار والتفكر فممكن انكي كنت فى يوم من الأيام متبرجة أو مشغولة بالحب والغرام أو مشغولة بالتافهات من الزينة ولا تعرفي صلاة ولا صيام  فالحمد لله الذي رزقك الالتزام قد كنت لا تحبين اللون الأسود وألان لا تستطيعي الخروج إلا به فهذا إحسان من الله أن حبب اليكى الإيمان فنحن ألان مثلا فى وقت يشتد فيه الحر ومع ذلك تتحملي الحر ولا تجدي ضيق من ذلك حبب الله إليك الإيمان وزينه فى قلبك والأطفال الصغيرين الذين تعودوا على الالتزام هم من يذكروا أبائهم بالإيمان فلو خرجت أمه مثلا ونسيت فردة القفاز تجد ابنها يذكرها به لان الإيمان زين فى قلبه نحن نسجد على موضع أقدام الناس ربما بأقدام وشربات غير نظيفة ونسبح الله وننسى تماما ما نشم من رائحة لان الله حبب الأيمان إلينا وزينه فى قلوبنا وأحسن إلينا .



لم يخروا عليها اى لم يفعلوا فعل المستعلي كالكفار والمنافقين يشمئزوا ويعرضوا كأنهم لا يسمعوا ولا يبصروا بخلاف عباد الرحمن


والذين يشتغلون بالباطل الذي هم عليه كالمشركين هم كالعمى والصم طمث على قلوبهم وكذلك الحاسد والمرأة التي تغار غيره شديدة فهم فى غفلة وطمث على قلوبهم
وإذا يتلى عليهم قالوا أمنا به انه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين" إذا تليت عليه آيات الله يبادر بقول أمنا به لأنه هو الحق وما دونه باطل فهو من عند الله الذي أحسن إلينا والذي نذعن له وهذه الآيات هي التي تتلى حق التلاوة


  إنا كنا من قبله مسلمين اى منقادين حق الانقياد لما جاءنا من عند الله انه معنى رائق
هذا القران واضح غاية الوضوح ولا يحتاج منا إلا التلاوة
أما الايه التي تكتب بماء العيون فهي "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين  يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد" والايه التي قبلها "افمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك فى ضلال مبين" الله عندما ينزل الماء من السماء ما هي النتيجة هى خروج الزرع وهو مختلف فى اللون والأكل فمنه الحلو والمر والصغير والكبير والله أيضا ينزل من السماء قرانا هذا القران هو أحسن الحديث عندما تتلقاه قلوب ميتة لا يؤثر فيها قلوب مريضه من الممكن أن تمرض أكثر لأنه يتلقاه ليلعب وليس للهدايه لكي يجعله مناسبا لهواه وعندما تتلقاه القلوب الحية أول شيء تتحرج وجلا وخوفا وذلا واستكانة فهو قلب حي أما القلب القاسي فهو كالحجر القاسي الحجر المحض إذا نزل عليه شلال ماء من السماء لا تنبت ابدا

يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم"نحن دعينا الى الصدق ونهينا عن الكذب فالصدق يحيى والكذب يميت دعينا الى الحلم ونهينا عن الغضب فى غير انتهاك حرمات الله فالحلم يحيى والغضب يميت دعينا الى التواضع ونهينا عن العجب والكبر فالتواضع يحيى والكبر يميت
القلب الحي يتحرك بمجرد الاختلاط بأحسن الحديث أما القلب القاسي الصخرة ليس فيه حياه ولا يتأثر بالحديث فالله يهيئ قلوب من يعلم انه من أهل الخير فتنشرح بالقران فهو على نور فيشعر بالأنس والعزة
شرح صدره اى أحياه بان ادخل إليه بصيص من النور فبدا يدرك الحقائق وبدأ يدرك المعاني فهو افمن شرح الله صدره للحياة وللنور وللخير

ومن الممكن ان يتخيل الضال انه على نور يتخيل ظلمة البدعة أنها نور "بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" فهذا النور لا ياتى إلا من طريق القران والسنة أو من طريقهما من خلال فهم سلف آلامه


اما القاسية قلوبهم فهم فى ضلال مبين اى ضلال مبين
فنحن عندما نسمع ايات الله هل تقشعر جلودنا وتخشع قلوبنا فنقول الحمد لله
فالقلوب: أولا قلب مشروح مد له من نور ربه والقلب الثاني ويل له ثم ويل له

كتابا متشابه مثانى لان المعاني والقصص والتوجيهات والمشاهد والمقاطع تتكرر ورغم ذلك فهى متشابهه دائما ولا تتعارض
فالتأثر يكون بان الجلد يقشعر ثم تهدأ النفس وتأنس بهذا الذكر ثم يلين الجلد والقلب
النبي عندما نزل عليه الوحي وسمع الآيات وجل وارتعش واقشعر جلده ثم سكن وانس قلبه بالذكر ثم بدأت الحياة تدب فى الكون كله انتهى الظلام والكفر وانمحى وعم النور فى قريش ومكة وفى الجزيرة العربية ومن ثم فى جميع العالم
فالأخت عندما يشرح قلبها بالدين لابد ان ينشر هذا الدين فى كل مكان لان هذا الذكر يأنس به القلب ويلين به ويشرق به الوجه لأنه نور من الله فلابد من نشر هذا النور
فالتدبر يؤدى الى البكاء وزيادة الخشوع وزيادة الإيمان


ويتبع ذلك الرجاء والسكون وتهدأ النفس
ومن لم يجد هذه العلامات فهو محروم


عن أسماء بنت أبى بكر قالت كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ عليهم القران تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم
فهل يحدث معنا ذلك ؟؟ "ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد" نسأل الله ان ينعم علينا بنعمة تدبر القران فان من تدبر أحسن الحديث قد نجا
فمن تدبر قد خشع ومن خشع سيبكى ومن بكر سيزداد إيمانه ومن ازداد إيمانه ازداد يقينه ومن ازداد يقينه فليس له جزاء إلا الجنة
هل البكاء طول الصلاة هو علامة التدبر والتأثر؟؟ التأثر لا يشترط له البكاء فمن الناس من يتأثر فيبكى ومنهم من يتأثر فينشرح فلابد ان يجد ذلك فى زيادة الإيمان
   

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق