من فضائل حسن الخلق
معنى حسن الخلق، كلمة الحسن ضد القبح، والجمع محاسن، والمحاسن في الأعمال ضد المساوئ .....لهذا فمحاسن الأخلاق ضدها مساوئ الأخلاق.
وحسن الخلق هو بذل الندى وكف الأذى واحتمال الأذى
وقيل أن حسن الخلق هو التخلى والتحلي و التخلي هو تخلى العبد من الرذائل) ،والتحلي(هو تحلى العبد بالفضائل)
فكأنه جانبان أحدهما موجب والأخر سالب أما الموجب فهو الفضائل أما السالب فهو الرذائل
حسن الخلق أن نكون مع الناس، نصل من قطعنا وأن نكون فيها من الإكرام والدعاء والاستغفار ما الله عز وجل به عليم
حسن الخلق يقوم على أربعة أركان:-
الركن الأول هو الصبر
الركن الثاني وهو العفة
الركن الثالث وهو الشجاعة
الركن الرابع وهو العدل
هذه أركان حسن الخلق كما ذكرها شيخ الإسلام ابن القيم في كتابه القيم مدارج السالكين
فضائل حسن الخلق
حسن الخلق له فضائل عظيمة بلا شك في الدنيا والآخرة، فحسن الخلق مؤثر في الفرد ومن ثم فهو مؤثر في الجماعة ،يؤثر في الفرد ،ثم يؤثر في الأسرة، ثم يؤثر في المجتمع كله.
فضائل حسن الخلق أول فضيلة أنه أولا امتثال لأمر الله عز وجل
وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين
فهذا من مكارم الأخلاق
والأمر الثاني أنة من فضائل حسن الخلق انه طاعة للنبي
صلى الله عليه وسلم ,فهو الأسوة الحسنة ومن حمل فوق كتفيه هم حمل هذا الدين وكان بمفردة في الكون يشهد أن لا آلة إلا الله وان محمد رسول الله دعي الناس بمفردة لم يكن معه احد بل حاربه الكثير من الناس ثم بدأ يؤمن به القليل من اقربائة ثم من أصدقائه وعودي عداء شديد حتى وقد اتهم بأشياء يندى لها الجبين بالكذب والسحر وكاهن والعربي الأصيل من أكثر الأشياء التي تؤلمه أن يتهم بالكذب والنبي عليه الصلاة والسلام عذب أصحابة وهو لا يملكه لهم شيئا وكان يمر على عمار بن ياسر وأمة ويقول صبرا ال ياسر فان موعدكم الجنة
النبي علية الصلاة والسلام الذي كان يصون النهار ويقوم الليل كان أسوة حسنة في كل شئ وعندما نتذكر انه أسوة حسنة فلا بد أن نتذكر أمثال هذا وما قلته فهو شيء قليل جدا ,كان الصحابة رضي الله عنهم عندما ينادون النبي علية الصلاة والسلام يقولون بأبي أنت وأمي يا رسول الله, فالنبي صلى الله عليه وسلم مقدم على كل احد, يُفدى بالعينين, ويُفدى بالآباء والأمهات, صلى الله عليه وسلم, لقي ما لقي, حتى إنه عندما كان يصلى جالسا ,كانت عائشة رضي الله عنها تقول: لقد حطمه الناس أي من كثرة هذه الأعباء الضخمة التي لو وزعت على أمه ما استطاعوا أن يفعلوا معها شيئا
كان صلى الله عليه وسلم كالأسد عند قتال الأعداء , وكان كالعريكة اللينة مع أصحابة ,( أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ )هذا هو عنوانهم مع الكفار وكان بين أصحابه { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ }
فعندما نتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم لابد أن نشعر بمثل هذه المعاني
2- حسن الخلق امتثال لطاعة النبي صلى الله عليه وسلم: لأنه صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا )
وعندما كان يوصى بعض الصحابة ,كان يقول لهم : وخالق الناس بخلق حسن صلى الله عليه وسلم
3- حسن الخلق إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم : فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكرم البشرية أخلاقا ومن أزكاهم نفسا والله عز وجل قال { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } وعندما سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تقول : (كان خلقه القرآن ) وكانت تقول : ( كان قرآنا يمشى بين الناس ) صلى الله عليه وسلم
وهنا يجب أن أنبه نفسي وإياكم بأننا إذا خالقنا الناس بخلق حسن وكان من أخلاقنا العفو والحب في الله عز وجل واللين وحسن الظن بالمسلمين وعدم وجود الحسد والغيرة والحقد في قلوبنا أو ما شابه ذلك من الأمراض فهذا فيه امتثال لطاعة النبي صلى الله عليه وسلم فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
4- حسن الخلق عبادة عظيمة : لان الله عز وجل رتب عليها الجزاء العظيم, فالمسلم إذا أتصف بحسن الخلق وكان هذا الخلق ديدنن له وعادة له, صار بذلك مطيعا لربه متعبدا له في كل أحواله, فلذلك يتحصل على كثير من الأجر والله عز وجل يقيل عثراته ,لان حسن الخلق يكون فيه الصبر والحلم والعدل والإحسان والعفة والكرم كل هذه الأشياء يحبها الله عز وجل ويرضاها فالإنسان الذي على خلق حسن من الصعوبة بمكان أن يقع في الحرام
5- من فضائل حسن الخلق أنه رفعة للدرجات: فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:( إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) فالإنسان كلما حسن خلقه كلما زاد رفعة إلى ربه سبحانه وتعالى وكان كالصائم الذي لا يفطر, القائم الذي لا يلبث
6- حسن الخلق أعظم ما يدخل الجنة : قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي وبن ماجه وصحح الألباني في صحيح سنن الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( وأعظم مايدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق )
سبحان الله قد يكون الإنسان قليل الصلاة قليل الصدقة قليل العلم ولكن سبحان الله بحسن خلقه وكرمة وإحسانه وعدله وصبره وحلمه يكون من أصحاب الجنة
6- من فضائل حسن الخلق كسب القلوب :لان حسن الخلق من أعظم أسباب كسب القلوب فهو يحبب صاحبه بالقريب والبعيد وبه ينقلب العدو صديقا ويصبح البغيض حبيبا ويصير البعيد قريبا فكل الناس يحبون صاحب الخلق الحسن ويحبون الجلوس معه لأنه يعظهم وينبههم ويزكيهم بطريقة يقبلونها وليس فيها تعالى عليهم وليس فيها من عليهم ولا أذى وليس فيها تكبر
فلو أن المرأة تجلس مع أختها وتحدثها وتذكرها بالله من باب أنها تخاف عليها وتذكرها بمميزاتها وبفضلها
وبما قدمته لدين الله عز وجل وبأنها الآن قد تحتاج إلى كثير من الطاعة والذكر وكذا وكذا بطريقة سهلة لينة
حتى تستطيع أن تصل إلى قلبها فهل مثل هذه الأخت ترد ؟ لا لا ترد لأنها اتخذت سبيلا هينا لينا يحبه الله عز وجل ويرضاه , ولكن لو أن هناك آخت أخرى قالت نفس الكلام ولكن بطريقة أخرى فيها من معاني التكبر والتعالي أو الشدة والقسوة والغلظة في القول فلا شك أنها لا تقبل منها مثل هذا الكلام ولا تكون هذه الأخت قدوة أو أسوة عند الناس لأنها لا تصلح إنما تصلح الأخت التي تكون لينة مع حزم ,الأخت العاقلة ,الأخت المتوازنة المحبة للخير الباغضة للشر بلا غلظه وبلا شدة ولكن في حزم وقوة, فهذا الأمر مطلوب جدا في وسط الأخوات خصوصا الداعيات فالأخت الداعية لو كان فيها غلظه لأنفض الناس من حولها( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)
وهذا الكلام من الله تعالى لخير ولد آدم النبي صلى الله عليه وسلم
إذا كسب القلوب يكون بحسن الخلق
7- من فضائل حسن الخلق تيسير الأمور: فحسن الخلق سبب لذلك لأنها من تقوى الله عز وجل, فمن حسًن خلقه فقد اتقى الله سبحانه وتعالى والله عز وجل يقول : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)
8- من فضائل حسن الخلق أنه مدعاة للذكر الحسن: فالناس تلهج ألسنتها بذكر أهل الخلق الحسن ويقولون ما شاء الله لا قوة إلا بالله ,فلان من أحسن الناس أخلاقا, ويعددون مزاياه .
9- حسن الخلق سلامة من شر الخلق :لأن صاحب الخلق الحسن لا يقابل الإساءة بالإساءة, فمن السهل إن أساء إنسان أن أرد عليه ولكن من الصعوبة بمكان أن نقابل الإساءة بالإحسان , فلو أن أختا ذكرت أختها بكلام سيء وسمعتها من الممكن أن لا ترد عليها ,ولا تشعرها بأنها قد تكلمت عنها وإذا ذكرت هذه الأخت لا تسيء إليها لان جزاء الإساءة عندها هو الإحسان وليس الإساءة
فالإنسان متى يصفح ويعرض عن مثل هذه الأشياء ؟ متى يعفو ؟ متى يقابل الإساءة بالإحسان ؟عندما يكون صاحب خلق حسن
11- من فضائل حسن الخلق القرب من مجلس النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة : فقد قال صلى الله عليه وسلم :( إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ) وهذا بلا شك فضل عظيم جدا
12- من فضائل حسن الخلق محبة الله عز وجل : فالله سبحانه وتعالى يحب مكارم الأخلاق, ويحب أصحاب الأخلاق الحسنة ( إن أحب العباد إلى الله أحسنهم أخلاقا) فعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال : ( كنا جلوسا عند النبي صلى اله عليه وسلم كأنما على رؤوسنا الطير لا يتكلم منا متكلم إذ جاءه أناس فقالوا : من أحب عباد الله إلى الله قال صلى الله عليه وسلم : أحسنهم أخلاقا)
قال الشاعر :
وإن أحب الله يوما عبده القي عليه محبة في الناس
13- حسن الخلق أثقل شيء في الميزان يوم القيامة : فعن أبى الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق )
سبحان الله الإنسان عندما ينظر إلى مثل هذه النصوص ويقول في نفسه لماذا أنا مثلا قد أقع في غيبة أحد من المؤمنين ؟ أو قد أنقل كلاما على سبيل الإفساد؟ أو لماذا أسيء الظن بالمسلمين والمسلمات ؟ أو لماذا أنشغل بما لا ينفعني ؟
بل يضرني من غل وحقد وحسد خصوصا الغيرة الشديدة التي قد تقع بين النساء فهذه كلها من الأشياء التي تباعد بين العبد وحسن الخلق مع عظمة هذا الأمر وثقله يوم القيامة ومع مميزاته وفضائله التي ذكرناها سابقا
فكل هذه الفضائل لابد أن تزيد في أن يجتهد العبد لتحسين خلقه وأن يتقى الله في كل أموره
14- من فضائل حسن الخلق زيادة الأعمار وعمارة الديار : فالنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي رواه احمد عن عائشة رضي الله عنها : ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار ) حديث صحيح صححه الشيخ الألباني رحمه الله
15- حسن الخلق إحسان قد يزيد على الإحسان المالي: لان المال قد يصحبه منة وتعالى على الخلق, وصاحب المال قد لا يسع الناس بماله ,أما حسن الخلق يسع كل الناس وليس منه ولا تعالى على الناس لأنه جبلة في النفس, وإن كان المال يدخل السرور على المساكين والفقراء, فحسن الخلق يدخل السرور على كل النفوس
16- من فضائل حسن الخلق التوصل للحق: فالإنسان لو كان مرائي أو متعصب أو مجادل لا يصل إلى الحق
لان الهدف من مناقشته مع الناس ,أو مجادلتهم ليس الوصول إلى الحق , بعكس صاحب الخلق الحسن فإنه يصل للحق
17- من فضائل حسن الخلق أن يزيد معه الإنسان زيادة في العلم : لان القلب عندما يصفو والنفس عندما تطمئن معناها أن الإنسان من السهولة عليه بمكان أن يدرك العلوم أو يدرك المعارف التي يريد أن يحصلها
نفترض مثلا أن هناك أخت عندها غيرة شديدة من أخت أخرى فإذا كانت تقرأ القرآن وتذكرتها, فكرت فيها وانشغلت بها فقلبها يهيج عليها ,وعندما يحدث هذا لن تقرأ القرآن بتدبر وتمعن ,لأنها انشغلت بشيء آخر عكر عليها صفوها بعكس المرأة التي تمتاز بصفاء القلب فعند قراءتها للقرآن فإنها تستشعره ,وتتدبر آياته وتفهم بعض معانيه ,وحسن الخلق يجعل الإنسان متواضعا والإنسان المتواضع يقبل الحق من أي أحد مهما كان اقل منه أو أصغر ويقبل التعلم منه وبهذا يزداد علما
18- حصول الخيرية : عندما نسمع كلام عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عندما يقول: ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا )
(وكان يقول خياركم أحاسنكم أخلاقا)
فلا يصلح أن تقول الأم لابنها وهى تربيه يا مجرم أو أن تسبه وتشتمه لأنها تقتاد بنبيها الذي لم يكن فاحشا ولا متفحشا وكان يقول خياركم أحسنكم أخلاقا فلا يصلح لأي أحد خصوصا من يقدم الدين عنده في كل أموره أن يكون فاحشا أو بذيئا
وإذا أنتشر هذا الأدب في وسط المسلمين والأخوات الملتزمات ومن ثم أنتقل إلى بقية الناس, فبلا شك أن وجه الحياة سيتغير لأن الناس تُجبر على الاحترام إذا جلست في مكان فيه احترام شديد
19- السلامة من مضار الطيش والعجلة :فالإنسان صاحب الخلق الحسن يسلم من مضار الطيش والعجلة ,لأنه يكون إنسان رزين صبور عاقل ,عندما يريد الكلام يعلم عواقب كلامه, فلا يخرج منه كلام عواقبه غير مأمونة
20- الوفاء بالحقوق الواجبة والمستحبة: فالإنسان صاحب الخلق الحسن يوفى بالحق سواء كان هذا الحق لأهله وأولاده وأقاربه وأصحابه وجيرانه أو لأي أحد يعامله ,فصاحب الخلق الحسن لا يستطيع أن يخلف وعده ,أو أن يأكل أموال الناس بالباطل أويوعد ويخلف الوعد أو أن يكذب في كلامه
21- من فضائل حسن الخلق أن يكون صاحبه منصفا: والإنسان صاحب الخلق الحسن لا يتعصب ,ولذلك أحب أن أنبه الأخوات انه حتى بالنسبة للمشايخ والدعاة والأخوات صاحبات الفضل بينكم لا ينبغي التعصب لأي منهم , فالتعصب صفة ذميمة وأكثر الناس انقلابا على الناس هم المتعصبون لأن من يتعصب لشيء يعطيه كل ما في قلبه ويتكلم عنها بكل نوع من الإجلال والاحترام وإذا بدر منه أمر يسيء إليه انقلب عليه
فمثلا الأخت تحب أختا لها حبا شديدا وعلى اتصال دائم بها وتضحي بأمور في حياتها لإرضائها ثم إذا بدر منها ما يسيء انقلبت عليها نقول لها:
أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما
22- راحة البال وطيب العيش : فالإنسان صاحب الخلق الحسن يكون في راحة حاضرة ونعيم عاجل ,لأن قلبه مطمئن ونفسه ساكنة ,باله مرتاح, فهو لا يشغل نفسه بأمور الناس وحالهم إلا المقربين منه وأصدقائه, فإن كان هناك مشاكل قد يتدخل لحلها . فإن قبل منه هذا فمرحبا, وان لم يقبل منه فيكون الموضوع قد انتهى بالنسبة له ,أما صاحب الخلق السىء في شقاء حاضر , في عذاب مستمر فهو دائما في نزاع مع نفسه, أو مع أولاده أو من يخالطه فهو دائما أوقاته مكدرة عليه وحياته مشوشة
فمن حسن خلقه طابت معيشته ودامت سلامته وتأكدت فى الناس محبته
ومن ساء خلقه تكدرت معيشته ودامت بغضته ونفر الناس منه
23- حصول الوئام والاتفاق التام في المجتمع : فالإنسان إذا حسن خلقه ,وحسنت أخلاق المجتمع أصبح المجتمع فيه أُلفة ومودة ومحبة ,وهذا مثال يوضح هذه العلاقة فلو أن مثلا هناك عدد من الأخوات خمسة أو ستة ,على علاقة جيده مع بعض, فلو اجتمعت هذه المجموعة مع بعض لانجد بينهم مايسوء من مشاكل وخلافات, ونجد عندهم تفانى في العمل لمساعدة بعضهم البعض, ويكون بينهم وئام, هذا الوئام ,وهذا التراحم والمودة أتت من حسن أخلاقهم, ولو انه كانت فيهم أخت سيئة الخلق, فستعمل مشكلة وتعكر صفو هذا الوئام وهذا المجلس,وإذا كان هناك التئام بين الناس, فهذا يجعل الناس جميعا كيانا واحدا فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص القويم يشد بعضه بعضا
24- صد هجمات الأعداء : لأن العدو يتسلل بين الصفوف المنهارة المفككة وليس إلى الصفوف المتماسكة صاحبة الخلق الحسن ,لان المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا فلا يجد العدو ثغرة للدخول بينهم ,أما إن كان هناك فرق في الأخلاق, فتسمح بوجود ثغرة يتسلل منها الشيطان وأعداء المؤمن ويتسلل إلى عقولنا وأرضنا وبيوتنا , ويبدأ ينخر كالسوس, فالبنيان القوى الذي يشد بعضه بعضا ,لا يتسلل إليه احد ولذلك نسد هجمات الأعداء بفضائل الأخلاق
25- بحسن الخلق يتمكن الإنسان من إصلاح ذات البين : فإذا كان الإنسان خلقه حسن, فمن السهولة بمكان أن يصلح بينهم ,لان الطرفين يثقان به فسبحان الله مثل هذا الرجل وهذه المرأة تجمع بين القلوب المتنافرة والآراء المفتتة ,حول رأى واحد وكلام واحد يُقرب به الرؤية بين الطرفين ,وسبحان الله يتم إصلاح ذات البين بواسطة شخص خلقه حسن
26- حسن الخلق يستر العيوب : فنحن جميعا مبتلين بكثير من الآفات والعيوب التي قد تتفاوت من شخص إلى آخر قلة أو كثرة , وهناك آفات وعيوب خلقية في ملامح الوجه أو التكوين الجسماني, وهذه الاختلافات قد تعرض صاحبها للذم أو السخرية ,وتزيد هذه السخرية في الصغر عن الكبر وإذا اتصف هذا الشخص بالأخلاق الحسنه فهل ستستمر هذه النظرة له؟ وهذا التعليق عليه ؟ لا لأن حسن الخلق غطى على شيء عند هذا الشخص, فأصبح لا يراه الناس إلا من خلال حسن خلقه ,أما إن كان العكس إنسان جميل وعنده مال وصاحب جاه ,ولكن خلقه سيء فهل يمدح هذا ؟ لا لان سوء خلقه قبح هذه المحاسن فلا يذكرها الناس, وصاحب الخلق الحسن يجعل الناس تستحي من التعليق على عيب فيه بنوع من الشدة , بل يكون التعليق عليه على استحياء منهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق