>

الاثنين، 2 يناير 2012

صفات الزوج الذي تختاره المرأة




صفات الزوج الذي تختاره المرأة


إنّ الحمد لله نحمده و نستعين به و نستغفره و نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا وضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله ,صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلّم تسليما كثيرا.
امّا بعد,


ما هي الصفات التي تختارها المرأة في زوجها:-

1.          الصفات الحسنة  المرغوب فيها:

"    الدّين و الخلق:

هذه أوّل و أهمّ صفة يجب أن تتوفر في الرجل و ذلك لقول النبيّ صلى الله عليه و سلم :" إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنه في الأرض و فساد كبير" (قال الالباني حسن)
 و قال الله عزّ و جلّ :" وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ" و قوله تعالى :" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" و قوله تعالى :" وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ" .
هذه أهمّ صفة إن لم تتوفّر في الرجل فرّت المرأة و تركته و لا تقبله مطلقا ,هذا أمر عظيم.
قد يتقدّم للأخت أحيانا قريب لها ذو خلق و لكنه ليس ذو دين ,مع أنّ الخلق من الدّين, و الخلق أمر ليس بالهيّن في الدّين و مع ذلك نصّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم على حسن الخلق  و الدّين . هذا يفسّر لنا بعض الشخصيات, التي قد نحتار إن لم نعلم هذا الحديث, حسن الخلق لكنه ليس ذو دين . مثلا رجل طيب حسن الخلق , كريم , لا يهين أحدا , ألفاظه عذبة و رقيقة و لكنه لا يصلّي أو يشرب الدخان أو لا يهتم بأمر دينه أو يأكل من حرام ... هل هذا مقبول؟ طبعا هذا مرفوض.
إذا أولا خلقه و دينه . الخلق لأنّ هذا هو سبب العشرة بين الزوجين. قلت لكم بأنّ هناك فرقا بين الخُلق و الطباع.
الطباع هي جزء من الخلق لأنّ هناك طباع سيّئة ,تسيء للخلق و هناك طباع حسنة تجعل الخلق حسنا و هناك طباع لا تؤثّر في الخلق . البخل و الجبن يؤثّران في الخلق ,الكرم من الطباع الحسنة التي تؤثّر في الخلق , أمّا التي لا تؤثر في الخلق كأن يكون منطويا أو كتوم أكثر من اللازم و هذا الطبع قد لا تطيقه المرأة .

إذا المرأة عليها أن تضع الرجل على مقياس ثلاثي إسمه معيار الزوج إذا تقدّم لخطبتها  .
المعيار الأوّل هو الدّين فتسأله أو تسأل عنه -ليس من الضرورة أن تسأله مباشرة بل تسأل عنه- هل يصلّي أم لا؟ ما هي مكانة الصلاة لديه ؟ هل يهتم بها أم لا؟ هل هو ملتزم بالسنة أم لا؟ إن كان ملتزما بالسنة فهذا باب مفتوح للدين فهو إن كان ملتزما بالسنة و مقصر في بعض الأمور ينصح و لعلّه يقبل و يتوب عن هذا و يرجع إلى الله عز و جل  و يحسن دينه أمّا الرجل البعيد تماما عن السنة و لا يبالي بالسنة فهذا أمر خطير .هذا أوّل معيار.

المعيار الثاني :الخلق. ماهو خلقه ؟ ما هو خلقه بالنسبة للسانه؟ هل هو رجل لسانه عذب؟ هل هو سبّاب شتّام ؟ هناك أناس ديّنة و لكنّها كثيرة الغضب فيسبّ و يشتم و هذا أمر مرفوض . تسأل عن خلقه مع الناس ...
المعيار الثالث :الطباع . الطباع التي تراها المرأة فيه و يصلح لها . قد يتطبّع الإنسان أحيانا بطبع سيّء لكن هذا الطبع السيئ مقبول عند المرأة . هذه الطباع غالبا لا تستطيع المرأة أن تعرفها منه إلاّ بالمعاشرة و هذه الطباع أحيانا تكون خفيّة في النفس لا يعلمها أحد إلاّ صاحبها و ربّما صاحبها لا يعلمها أصلا كأن يكون في طبعه حب الظهور أو العكس و الأخت تكون عكسه. حب الظهور طبعا ليس طبعا فقط و إنّما هو مرض قلبي يجب أن يعالج . يمكن أن يكون معجبا بنفسه أو أفعاله فيها نوع من الأنانية و حب النفس و الذات و عنده أثرة ,يحبّ أن يستأثر على كلّ شيء , يحبّ أن يكون كلّ شيء له. كلّ هذه الطباع خاطئة تؤثّر على خلقه .
 بالنسبة للمرأة تسأل جيدا عن دينه و عن خلقه و أمّا طباعه فتحاول أن تستشفّها منه و هذا أمر خطير كما قلت هو سرّ و قد لا يعلمه هو نفسه و لعلّ أبوه و أمّه لا يعلمانه و لعلّ زوجته بعد أن تتزوج لا تعلمه . الطباع قد تكون خفيّة في نفسه لا يعلمها هو و لا القريبون منه. فهي عليها بالدعاء أن يرزقها الله عز و جل زوجا صالحا . هناك كثير من الأخوة الفاضل من الصالحين و الأخوات الصالحات و لكن طباعهم لا تتوافق مع بعض. مثال ذلك في الشراء و البيع , هو يريد شراء الأشياء الغالية و الأخت عكسه , هل هذه الطباع منفّرة ؟ لا ليست منفّرة و لكن هناك تواؤم. هل الأخت تستطيع أن تتواءم مع طبعه؟ في هذه الحالة المطلوب من الأخت أن تتنازل فهو أمر من أمور الدنيا و هي تعيش في كنف زوجها.

بالنسبة للأخلاق , خصّ النبي صلى الله عليه و سلم الأخلاق بالذكر مع كونه من الدين و ذلك للتنبيه على أهمية الأخلاق في استمرار الحياة الزوجية و استقرارها .نصح النبي صلى الله عليه و سلم بعض المهاجرين عندما أراد أن يتزوج من بعض الأنصار  أن ينظر إلى عين من يريد أن يتزوّجها  لأنّ ذلك سبب في دوام العشرة

فلا بدّ للمسلم و المسلمة أن تستعمل الأسباب التي من أجلها  تدوم العشرة من بينها حسن العشرة للزوج  و حسن الخلق للمرأة , أيضا بالنسبة للرجل إن أراد أن يتزوّج عليه أن يتزوّج امرأة حسنة الخلق لا تكون المرأة مثلا امرأة غضوبة . هذا الخلق قد يكون خلقا طارئا عنها لأسباب طارئة  و لكن لا يمكنها ان تتعامل به مع زوجها لأنّها بذلك تقع في إثم آخر .

لا بدّ للأخت أن تتربّى و أن تربّي نفسها على حسن الخلق  و على استعمال الألفاظ الطيبة. فاللسان يعوّد , اللسان يقاد و لا يقود . لو الأخت ربّت نفسها على الألفاظ القبيحة فستقولها من دون أن تشعر و لو ربّت نفسها على الألفاظ  الرقيقة فستقولها دون أن تشعر أيضا  فاللسان ساحب يسحب الإنسان إلى الألفاظ الكريمة أو الألفاظ اللئيمة .

كما قالوا : القلب مِرجل و مِغرفته هو اللسان . هو ملعقة يغرف ما في القلب  فإن كان في القلب فساد غرف فسادا  و إن كان في القلب صلاح غرف صلاحا

 فالأخت تملأ قلبها إيمانا و  تملأ قلبها صلاحا و لا تعوّد لسانها إلاّ على الألفاظ الكريمة .

 يُحكى أنّ الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله كان يجلس مع ولده  فتعثّر ولده في حجر فلعن الحجر قال : لعنك الله يا حجر, فقال الإمام أحمد لا تلعنه يا بني  فقال ابنه إنّه حجر فقال له الإمام : لا تعوّد لسانك على الخنى . أمر اللسان أمر خطير  و لا بدّ للأخت أن تحفظ لسانها  و هذا من أعظم الخلق , عليها أن تحفظ لسانها عن الغيبة و عن النميمة و عن الخنى  وأي لفظ قبيح , لو ردّت الأخت في يوم من الأيّام  بلفظ قبيح عليها أن تحاسب نفسها  و تقول لن أكرّر هذا اللفظ ثانية , أيّ لفظ هي تستقبحه من نفسها هذا حال من تربّي نفسها على حسن الخلق .


هناك موازين أحيانا تخالف الإسلام , قلنا هناك ثلاث معايير لا بدّ للأخت أن تضع ميزان ثلاثي المعايير , أن تضع زوجها على هذا الميزان  و هذا الميزان لا بدّ أن يعطي ثلاثة أفكار . هذا الميزان ليس ميزان وزن , لن يزن و يعطي رقم وزني  و إنّما هذا الميزان يقيس ثلاثة أشياء , اوّل مقياس لهذا الميزان هو دينه , يعطيني رقم 70 بالمائة  أو 80 بالمائة ... لا بدّ أن أحوّل هذا الشخص الذي أمامي إلى ثلاثة أرقام : الرقم الأوّل رقم الدين , المقياس الثاني مقياس الخلق و المقياس الثالث مقياس الطبع , هل طبعه يوافق طبعي أم لا ؟ و المقياس الثالث يكفي فيه الموافقة أو المخالفة , طبعه يوافقني أم طبعه يخالفني و إن كان يخالفني هل أنا أستطيع أن أتلاءم مع طبعه ؟ لا يمكن للأخت أن تطلب من المتقدّم لها أن يغيّر من طباعه التي ترفضها أولا لأنّه أتى ليقبل أو ليرفض لا أن يغيّر من نفسه و ثانيا هي لا تضمن أن يتغيّر فلا يمكن للأخت أن تبني حياتها على أمر غير مضمون , لا بدّ أن تبني حياتها على أمر مضمون .

ما هو الميزان المخالف للشرع؟

نجد كثيرا من الناس يودّ أن يزوّج ابنته على مقياس مخالف لهذا المقياس يعني مقياس الخلق و الدين و الطباع إنّما يضعه على موازين الجاهليّة . في الجاهليّة لا يزوّجون إلاّ الغنيّ أو الحسيب أو النسيب فقط و لو كان فاسقا او فاجرا ,

مثال ذلك حديث سهل بن سعد ألساعدي رضي الله عنه الذي رواه البخاري  : مرّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لرجل عنده جالس : ( ما رأيك في هذا ) . فقال : ( رجل من أشراف الناس ، هذا والله حري إن خطب أن ينكح ، وإن شفع أن يشفع ، قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيك في هذا  .(فقال : يا رسول الله ، هذا رجل من فقراء المسلمين ، هذا حري إن خطب أن لا ينكح ، وإن شفع أن لا يشفع ، وإن قال أن لا يسمع لقوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) مقياس قديم كان الصحابة يستمرون عليه و ربّاهم النبي صلى الله عليه و سلم على تغيير هذا المقياس .

 مرّ رجل بالنبيّ صلى الله عليه و سلم فرآه و سأل الصحابة و هذا أسلوب يعلّم به النبي صلى الله عليه و سلم و هو أسلوب عملي , الأخت لا بد لها ان تتعلم هذا الأسلوب لتربي أبناءها عليه ,التعليم لا يكون نظريا و إنّما تعليم بالقدوة . سألهم ما تقولون في هذا؟ رجل غريب صاحب مال و صاحب شرف , قال حري إن خطب أن ينكح , يعني هذا يراد له مال و له شرف و له جاه , و إن شفع أن يشفّع ,إن أراد أحد أن يتشفّع به يشفع و قبلت شفاعته , و إن قال أن يُستمع له , كلمته مسموعة. رجل ذو وجاهة ,ذو منصب , ذو كلمة مسموعة. فسكت النبي صلى الله عليه و سلم و لم يجبهم , لماذا ؟ أراد أن يستكمل طريقة التعليم فمرّ رجل من فقراء المسلمين فقال ما تقولون في هذا؟ معنى كون هذا من الفقراء المسلمين يعني أنّ الأوّل كان غنيّا قال : حريّ إن خطب أن لايُنكح و إن شفع أن لا يشفّع و إن قال أن لا يستمع له , عكس الأوّل , فقال النبي صلى الله عليه و سلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا  يعني هذا الفقير خير من ملء الأرض مثل هذا , معنى هذا أنّ المقاييس عند الله عز و جلّ تختلف , الميزان يختلف , ليس هو ميزان المال, ليس هو ميزان الجاه , ليس هو ميزان المنصب و إنّما هو ميزان الدّين و الخلق و الأمانة و الخلق الحسن هذا خير من ملء الأرض مثل هذا .
قلنا بأنّ من فوائد هذا الحديث طريقة التعليم. الأخت تتعلم هذه الطريقة و تربّي ابنها على مثل هذا , تربّيه بالملاحظة كأن تقول له ما رأيك فيّ؟ تقول لابنتها الصغيرة ما رأيك في المتبرجة؟ هل تعجبك ثيابها إن  أجابت بنعم تقول لها ما رأيك في المحجبة؟ هل تعجبك ثيابها؟ إن قالت لا , تنصحها و تقول لها ربنا و رسولنا قالا لنا أن نلبس كالمرأة المحجبة و لا نلبس كالمتبرجة . لا بدّ أن تربّي الأخت ابنها و ابنتها على طريقة الملاحظة . فالبنت الصغيرة يجب أن تتعلم و توجّه لأنّها بعد ذلك ستسأل و لن تجد مجيبا فيجب أن تجيبها الأمّ أولا بأن تريها الصحيح كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم .


هناك حديث آخر يدلّنا أيضا على أنّ المقاييس عند الصحابة تختلف , عن أبي برزة الأسلمي (و الحديث عند البيهقي و هو صحيح على شرط مسلم) : أن جليبيبا كان امرءا من الأنصار - الأنصار هم أهل المدينة و المهاجرون أتوا من مكّة و سكنوا مع الأنصار في المدينة فإذا هو ساكن في المدينة و هي بلده و لم يكن غريبا فهو لم يأت مع المهاجرين إنّما كان في بلده - قال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم أيّم  - يعني فتاة لم تتزوّج - لم يزوّجها حتى يعلم هل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا - كان الصحابة إذا أراد أحد منهم أن يزوّج ابنته ذهب إلى النبيّ صلى الله عليه و سلم فسأله إن كان يريد أن يتزوّجها أم لا - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لرجل من الأنصار : يا فلان ، زوّجني ابنتك ، - يعني أراد النبيّ صلى الله عليه و سلم أن يخطب لجليبيب فذهب و قال زوّجني كأنّه هو من سيتزوّج و هذا الأمر شرف لجليبيب و جليبيب رضي الله عنه كان فقيرا لكن إيمانه هو الذي جعله ينال هذا الشرف - قال : نعم : ونعمة عين ، قال : إنّي لستُ لنفسي أريدها ، قال : فلمن ؟ قال : لجليبيب ، قال : يا رسول الله ، حتى أستأمر أمّها ،- يعني أستأذن أمّها , أمر الزواج أمر يدخل في البيت كلّه و الرّأي الأوّل فيه للأب و ليس للامّ أمّا استشارة الأم و البنت فأمر مستحب و حسن , يريد أن يستشير أمّها ,

و هنا نريد أن نقف وقفة و هي أنّ الإنسان أحيانا يستعين بأهل بيته في الأمور المهمّة التي تلمّ بأهل البيت , يعني أمر الزواج ليس بالأمر الهيّن لا يستاذن أمّها و يقول له زوّجتك فمن الممكن أن يتشاجر مع زوجته في البيت ؟ لا,امّها لها رأي و لا بدّ له أن يستشير أمّها و ليست هي صاحبة الرّأي التي تدير البيت , النساء لا يجوز لهنّ أن يكنّ أولياء في البيت إنّما الولاية تكون للأب هو الذي يختار زوجا لابنته و لا مانع من أن يستشير أمّ البنت و لا مانع من أن يستشير البنت -  فأتاها فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك ، قالت : نعم ، ونعمة عين ، فزوِّج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إنه ليس لنفسه يريدها ، قالت : فلمن ؟ قال : لجليبيب ، قالت :  ألجليبيب  لا لعمر الله لا نزوّج جليبيبا ، -الأمّ هنا ردّت بسرعة عاطفة و لم تقل سأستاذن البنت و هذا يدلّ على أنّ الأب لا بدّ ان يكون له قبضة في البيت , لا بدّ أن يكون له حكم في البيت و لا يضع أذنه لأحد إنّما يستشير نفسه و يستشير زوجته و يستشير ابنته و الرأي له - فلمّا قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت الفتاة من خدرها : من خطبني إليكما ؟ قالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ، ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيّعني ، - هذا إيمان البنت , إنّه لن يضيّعني , هذا إيمان من البنت بأنّ الله و رسوله صلى الله عليه و سلم أحقّ بالمؤمنين من أنفسهم و أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أنّ أوامر الله و أوامر الرسول صلى الله عليه و سلم أوامر كلّها نفع للمسلمين - فذهب أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : شأنك بها فزوّجها جليبيبا ، قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت : هل تدري ما دع لها رسول الله صلى الله عليه وسلم به ؟ قال : وما دعا لها به ؟ قال : اللهم صب عليها الخير صبّا صبّا ، ولا تجعل عيشها كدّا كدّا ، قال ثابت : فزوجها إياه ، قال : فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له فأفاء الله عليه ، فقال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نفقد فلانا وفلانا ونفقد فلانا ، ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : لا . قال : لكني أفقد جليبيبا ، فاطلبوه في القتلى ، فنظروا في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ، ثم قتلوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قتل سبعة ثم قتلوه ، هذا مني وأنا منه ، يقولها مرارا ، فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعده ما له سرير إلا ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه في قبره ، قال ثابت : فما كان من الأنصار أيّم أنفق منها .
جليبيب رضي الله عنه لم يكن ذو جاه عظيم و لا مال و لا جمال و لا حسب و لا نسب و لكن اختاره النبيّ صلى الله عليه و سلم ليتزوّج امرأة لأنّه ذو دين و ذو خلق .
هذا هو المعيار الذي لا بدّ للمرأة أن تضعه أوّلا قبل كلّ شيء, لا بدّ أن تضع هذه المقاييس .
هناك طباع خطرت ببالي الآن لا تأثر على الخلق : هناك طبع اسمه عدم المبالاة بالآخرين. الاهتمام بالآخرين من حسن الخلق ة لكن تجد من من طبعه أنّه لا يهتمّ بأحد , هو لا يهتمّ إلاّ بنفسه , يدخل يسلّم على الناس و لا يريد أن يصاحب أحدا , هذا الطّبع لعلّ الأخت لا تطيقه فهي تريد زوجا اجتماعيا  يهتمّ بالنّاس و هل هذا الطبع تطيقه المرأة أم لا؟ و هي تستشفه , الأخت يمكن لها أن تقرأ في الكتب الخاصة بطباع الناس لعلّ ذلك يزيد من إدراكها لهذه المواضيع .
"    لا بدّ أن يكون حاملا لقدر من كتاب الله:

يستحبّ أن يكون مع الدّين أمر آخر , أن يكون حاملا لقدر من كتاب الله .

زوّج النبي صلى الله عليه و سلم أحد أصحابه بما معه من القرآن كما ورد في الصحيحين.
فالأخت تسأله كم يحفظ من القرآن؟ الحفظ مهم . الأخ الذي خلقه عال و دينه عال يكون حافظا لكتاب الله عز و جل أو جزءا من كتاب الله عز و جل. ليس من الضروري أن يكون حافظا للقرآن كاملا لكن يكون حافظا لأجزاء , يجوّد بها, مهتم بكتاب الله , يحفظ منه و يعلم أنّ قدر الإنسان و رفعته في الدنيا و الآخرة من خلال كتاب الله عز و جل .

"    أن يكون مستطيعا للباءة بنوعيها:

حثّ النبي صلى الله عليه و سلم الشباب على الزواج عند استطاعة الباءة و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم لفاطمة بنت قيس أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء (الحديث صحيح اخرجه شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى) .
الباءة بنوعيها هي القدرة على الجماع و القدرة على مصاريف الزواج و تكاليف المعيشة هذه هي الباءة المقصودة, يعني من يستطيع أن ينفق على البيت ,أن يكون الرجل يعمل و عمله يكفيه للعيش , يكفي و لو بالكفاف و ليست القضية أن يدّخر من مرتّبه . إذا إن كان الأخ حامل لكتاب الله و ذو دين و خلق و يكون له معاش يستطيع أن ينفق على البيت و قادر على الجماع يعني عنده من الصحة ما يستطيع به ان يواصل مسائل الجماع .

"    أن يكون رفيقا بالنساء:

لأنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال في شأن أبي جهم أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه (البيهقي, صحيح) انكحي أسامة بن زيد , فاطمة بنت قيس كانت امرأة طُلّقت و لمّا طلّقت و انتهت مدّة عدّتها تقدّم لها اثنان و أرادا أن يتزوّجوها : معاوية بن ابي سفيان و ابو جهم رضي الله عنهما  طبعا كعادة جميع الصحابة إذا أراد أحد أن يتزوّج امرأة ذهبت إلى النبي صلى الله عليه و سلم لتسأله و هذا دليل على انّ النبي صلى الله عليه و سلم حريص على مصلحة الناس و المسلمين و انّ الصحابة كانوا يؤمنون بذلك , أنّ النبي صلى الله عليه و سلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم , يعني انّه لا يختار لهم إلاّ مصلحة محضة لهم . ذهبت فاطمة تسأل النبي صلى الله عليه و سلم عن هذا و عن هذا فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له (صحيح ابي داوود و صححه الالباني) لا يضع عصاه عن عاتقه يعني كثير الضرب , ضرّاب للنساء, بعض الإخوة من الأفاضل لكن يده تسبق لسانه , إذا غضب ضرب بيده , و هذا خلق سيء . ضرب المرأة لا يكون إلاّ للتأديب فقط و ليس من باب الغضب . المرأة إن أخطأت فله أن يؤدّبها بيده و ذلك مذكور في آية النساء انّه يجوز للرجل أن يضرب زوجته بعد أن يعضها و بعد أن يهجرها قال تعالى :" فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ"  فالضرب في الثالثة ضربا خفيفا للمرأة , أمّا لا يضع عصاه عن عاتقه ,كثيرا الضرب فلا , ولكن انكحي أسامة بن زيد , اسامة كان دميما و لم يكون جميلا فقالت أسامة؟ فكرهت أن تنكح اسامة فقال  انكحي أسامة فرضيت به ثمّ وجدته من أفضل النّاس و قالت كنت أغتبط به يعني تحسد على أسامة بن زيد , كان أسود رضي الله عنه , و هذا يدلّ على انّ الإنسان يمكن أن يكون قبيحا و لكن نفسه جميلة
.
"    أن تُسرّ المرأة برؤيته

أن تسرّ المرأة برؤيته حتى لا تحدث النفرة بينهما , إذا جاء تقبل رؤيته بسرور , لا تنقبض ,الأرواح جنود مجنّدة ما توافق منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف , فإذا المرأة رأت هذا الأخ و سرّت برؤيته فهذا دليل خير و إذا نفرت فهذا أيضا سبب من أسباب الرفض .
هل حصل لك يوما أن جالست أختا طيبة جدا و ذات دين و لكن أحسست من النفور منها السبب هو انّ طباعك لا تتوافق مع طباعها , هذا معنى الطبع. من اوّل يوم تشعر الأخت عن كانت طباعه توافق طباعها ام لا .

"    يستحبّ ان يكون كفئا لها:

يستحب أن يكون كفئا لها, الكفاءة إن شاء الله سنذكرها , قال الله عز و جل :" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ "

 و قوامة الرجل على المرأة تكمل في شيئين :

"    شيء جبليّ و ما اختصّ الله به الرّجل في خِلقته قال بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ خلق الرّجل خلق قويّ ,قراراته غير متردّدة ,قرار حكيم صائب في كثير من الأحوال

"     وَ بِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ شيء خارجي و هو الإنفاق من المال سواء كان في  الصداق أو في الإنفاق على البيت
 بهذه تتمّ القوامة و تتحقّق  و إذا اختلّ أحدهما اختلّت القوامة

7"    يستحبّ للفتاة أن تختار لنفسها من يعفّها

فيكره لفتاة صغيرة أن تتزوّج من شيخ كبير و غير ذلك.

8"    يستحبّ لها أيضا أن تختار رجلا سليما من العيوب

 قال النبي صلى الله عليه و سلّم :" فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَفِرَارِكَ مِنَ الأَسَدِ"

9"    يستحبّ لها أن تتزوّج رجلا غير عقيم

و ذلك فيما ورد في فضل الذريّة اللهم إلاّ أن تأتي عوارض ترجّح مثل هذا

10"    أن يكون عنده صدق و أمانة

 قال الحقّ جلّ و علا على لسان بنت الرجل الصالح :" إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ" تقصد بذلك نبي الله موسى . صفة عظيمة في الزوج الصالح أن يكون قويّا أمينا بل لقد تزوّج النبي صلى الله عليه و سلم بخديجة رضي الله عنها لاشتهاره في قومه بأنّه الصادق الأمين فهذا خلق لا بدّ أن تفتّش المرأة عنه ,تبحث عنه هل عنده امانة هل عنده صدق

11"    أن يكون من أسرة طيّبة

هذا أيضا من الأمور التي ينبغي للأخت أن تضعه في معيارها . لمّا تزوّج النبيّ صلّى الله عليه و سلم من أمّ حبيبة ,رملة بنت أبي سفيان, و علم أبوها بذلك و كان كافرا قال أبوها: نِعم الرجل,

فالمقصود أنّ الأخت تبحث عن أسرة زوجها و هناك كثير من المشاكل ليس بسبب الأخ فالأخ جيد و عنده أخلاق عالية و لكن المشاكل بينها و بين أمّ زوجها فتبحث عن ذلك , هناك أحوال لا بدّ للاخت أن تضعها . من الممكن أن تكون أمّ الزوج طيّبة جدا و خلقها عالي جيّدا و كلّ الناس تمدحها و لكن المشكلة في الزوج نفسه إذا كان غير قادر على إدارة عمليّة الوئام بين أمّه و زوجته و هذه قضيّة مهمة جدا لا بدّ للمرأة أن تبحث عنها مع الصدق و الأمانة هل هو مدير جيّد في البيت أم لا . يمكن للأخت أن تسأله بعض الأسئلة هل هو بارّ بأمّه أم لا ؟ كيف هي علاقة الناس بأمّه كعمّاته و خالاته و هل الابن طرف فيها أم لا ؟ و من المؤكّد أنّ الأخت ستجلس مع الأمّ و تجمع منها بعض الملاحظات و تجمعها و تدعو الله بإخلاص أن ينجّيها من كلّ سوء , إن كان هذا الأمر فيه سوء أم لا , فهذا من الأمور الخطيرة التي قد تؤثّر في البيت , الأمّ أو الأب و ليست الأمّ فقط لأنّه هناك أب متسلّط كأنّه هو من تزوّج و ليس ابنه يريد أن يتحكّم في كلّ شيء و يريد أن يلغي  إرادة البنت و قد يكون الأب طيبا جدا  و الخ يفسد العلاقة بين الأخ و الزوجة بنقل الكلام أو غير ذلك.

12"    أن يكون الزوج رجلا يتحمّل المسؤوليّة

 و نستطيع معرفة ذلك من خلال المواقف التي تمرّ به إن كان يستطيع أن يتّخذ قراراته بنفسه و أن يكون متأنّيا في اتخاذ القرارات فهو رجل يستطيع أن يتحمّل المسؤوليّة فهو يستطيع أن يتّخذ القرار بنفسه بتأنّ و لا يكون أهوج أو سريع و لا يختار شيئا حتى لا يتحمّل المسؤولية , هو يهرب من المسؤوليّة , مطبوع على ذلك و هذا خلق سيء ,الأب و الأم مسئولان عنه فمن المفروض أنّ الأب يعوّد ابنه على تحمّل المسؤوليّة كذلك الأمّ , هناك من لا يفعل ذلك بدعوى الخوف عليه فيتعوّد الابن بذلك على عدم تحمّل المسؤوليّة , فالأخت يجب أن تستشفّ ذلك , هل يستطيع اتّخاذ قرار بنفسه أم عليه أن يسأل جميع الناس و لا يفكّر بل يعمل برأي الأغلبيّة على عكس من يفكّر و يتأنّى و يتّخذ القرار الملائم لنفسه و إن لم يستشر أحدا مع أنّ هذا خطأ كذلك , عليه أن يأخذ القرار و يستشير العقلاء و ليس بالضرورة أهله , ممكن أخ صديقه أو أحد الثقات أو شيخه .

إذا هناك ثلاثة أحوال للشخصية المثالية :

"    أولا : أن يتّخذ القرار بنفسه
"    ثانيا : أن يستشير من يثق فيه
"    ثالثا : يستخير الله عز و جل


هذه الثلاث لو تكوّنوا في شخصيّة تكون هذه الشخصية مثاليّة يستخير  و يتخذ القرار و يستشير, من الممكن أن يستشير زوجته و قد يستشير شخصا غريبا , على حسب الحال .

13"    أن يكون رحيما بها أمينا عليها

رحيما بها و هذا يكون واضحا عليه من خلال أفعاله , تجد الشاب رحيما بكل من حوله و لا يفشي سرا لأحد و قد تجد آخر لا يوجد في قلبه نصيب من الرحمة

14"    أن يكون دخله من حلال

 و هذا قد ينضمّ إلى الدّين , قال عليه الصلاة و السلام في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :" الرجل يطيل السفر . أشعث أغبر . يمد يديه إلى السماء . يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام . فأنّى يستجاب لذلك ؟ " و قال عبد الله بن المبارك :" لئن أردّ درهما من شبهة أحبّ إليّ من أن أتصدّق بمئة ألف و مئة ألف" و قال وهيب بن الورد :" لو قمت قيام السارية ما نفعك حتّى تنظر ما يدخل بطنك أ حلال أم حرام؟ " و قال ابن عبّاس رضي الله عنه :" لا يقبل الله صلاة امرء و في جوفه حرام حتى يتوب إلى الله " و قال عمر رضي الله عنه :" كنّا ندع تسع أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام " عنده ورع في الحلال , الحرام لا يأخذه

15"    أن يكون زوجا عاقلا

 و العقل هنا ليس هي الصفة المضادّة للجنون بل المراد الحكمة في التعامل و التريّث قبل الحكم على الأشياء و البصر النافذ بشتّى الأمور و التصرفات و الإلمام بالدوافع التي تقف وراء الأفعال السيّئة و الحِلم الذي يرفض الإندفاع وراء باعث الغضب و الإنصاف الذي يأبى الظلم و ينفر من الحيل و النظرة المتوازنة لشتّى الجوانب الإنسانيّة , إنّ رجلا هذه صفاته لجدير أن يكون زوجا لك .

طبعا الأخت ستسأل أخ رحيم و عاقل و متحمّل للمسؤوليّة و ذو دين و خلق و كلّ هذه الصفات متوفّرة فيه أين أجده؟َ! فعلا نحن نذكر الصفات المثاليّة من الممكن أن يكون عاقلا و لكن ليس رحيما فالأخت تضع لنفسها سؤالا : هل هذا يلائمني أم لا؟ لا أحد نجد فيه الصفات كاملة فكلّ الناس فيها عيوب حتّى الأخت نفسها فيها عيوب و الأخ كذلك و لكن هذه المرحلة هي عبارة عن تكبير صفات الزوج و المرأة تعرضها على نفسها هل تقبلها أم ترفضها , هذا هو دورها . عندما يزورها الأخ تأخذ بالأسباب و تحلّل شخصيّته , هي تريد أن تصل من خلال الجلوس معه مرّة أو اثنين أو ثلاثة لأكبر قدر ممكن من التحليل للشخصية التي أمامها , مسؤوليّة كبيرة جدا ,أخت أوّل مرّة تجلس مع رجل غريب, أمر فيه حياء شديد و أوّل مرّة تكلّم واحد و هذا أمر جريء ثمّ هي لا تكلّمه في أيّ موضوع بل تكلّمه عن حياتها الشخصيّة و هو أمر يستوجب الحياء أيضا و أيضا مطلوب منها أن تركّز و تحلّل الشخصيّة التي أمامها هو أمر صعب و لكن الموفّق هو الله عز و جل و الأخت لا تاخذ قرارا سريعا بل تتريّث و تفكّر في الكلام و فيما حدث و ان ارتابت في شيء تسأل عنه و تبحث لغاية ما تفقد كلّ مستطاع و تلجأ إلى الله و تقول يا الله هذا كلّ ما في مستطاعي ' يئست , أنت الملجأ و أنت المنجى , إذا وصلت إلى هذه الحالة تعلم أنّها نجحت , تفعل كلّ المستطاع لغاية ما تفقد السيطرة تماما و تستخير الله عز و جل و تقول أنت الملجأ , لقد نفذ كلّ ما أملك .

العقل له جوانب :
"    اول جانب من العقل هو الحكمة 
"    ثانيا التريّث في الحكم على الأشياء
"    ثالثا البصر النافذ بشتّى الأمور و التصرفات
"    الإلمام بالدوافع التي تقف وراء الأفعال السيّئة فهو يحاول أن يحلّ المشاكل من أصولها
"    الحلم الذي يرفض الإندفاع وراء باعث الغضب , عنده حلم من العقل و عنده إنصاف فلا يجور على أحد و عنده نظرة متوازنة

16"    أن يكون عالما أو متعلّما :

 طالب علم فطالب العلم فيه ما ليس في غيره و فيه من الصفات التي اكتسبها من خلال الكتب و العلماء ما لم تكن في غيره فطالب العلم فيه صفات العلم و العلم نور و قال علي بن أبي طالب لكميل بن زياد :" احفظ عنّي ما أقول النّاس ثلاثة عالم ربّاني و متعلّم على سبيل النجاة و همج رعاع أتباع كلّ ناعق يميلون مع كل ريح, لم يستضيؤوا بنور العلم و لم يلجؤوا إلى ركن وثيق

17"    أن يكون بارّا بوالديه وصولا بالرحم

18"    أن يكون ذا نسب و من أسرة طيبة و أن يكون ذا مال:

قال النبي صلى الله عليه و سلّم لفاطمة :" امّا معاوية فصعلوك لا مال له"
و أن يكون ذا علم و أن يكون تقيّا , قال الحسن رحمه الله لرجل سأله إنّ لي بنتا يريد أن يزوّجها لرجل فقال له :" زوّجها لرجل يتّقي الله فإنّه إن أحبّها أكرمها و إن أبغضها لم يظلمها"

 19-أن يكون تقى 
2.        الصفات السيّئة فى الزوج :

هذه الصفات إن وجدتها المرأة فرّت .

"    أن يكون في دينه خلل

هذه من أعظم الأشياء يعني مراوغ و فيه صفة اللّؤم ليس كريم الطباع , كريم الطباع بمعنى أنّه واضح ليس فيه لؤم , ليس فيه خبث, هذه صفة قبيحة و لا يستطيع الإنسان أن يتعامل معه , كيف يصدّقه و كيف يتعامل معه؟
هذا الأمر إن الأخت اكتشفته فلا تجيب عنه إلاّ بالرّفض , خلق سيّء جدّا في الرّجال أن يكون خبيث الطّبع , لئيم الطّبع . و هذا يعرف من شكله , يأتي و هو كذّاب و مثلا تسأل عنه أصحابه فيقولون بأنّه كذّاب و إذا سألته تجده يراوغ  , صفة اللؤم صفة خبيثة لا يمكن للمرأة أن تستحمل هذا الأمر

"    هل البخل سبب من أسباب الرّفض أم لا ؟
يعني لو كان المتقدّم بخيلا , البخل أنواع : حرص و بخل و شحّ

"    الحريص بمعنى أنّه عاقل , يفكّر قبل أن ينفق ماله

, لا ينفق ماله في أيّ شيء فهذا غير مذموم

"    أن يكون ذو شخصيّة ضعيفة أمام والديه

 و هو الذي لا يرفض اوامر والديه و إن كان خطأ , هناك شخص بارّ بوالديه بحيث لو أمره الأب أو الأمّ بأمر فعله و لكن هذا الأمر يكون خاصا بالوالدين , إنّما التدخّل الصارخ للوالدين في حياة الأسرة ربّما يكسر هذه الحياة و يهدمها , يعني ممكن أن يكون الابن بارّا بوالديه يسمع كلامهم فيما ينفعه و يخدمهم فقط يعني تدخّل البت و الأم في مصلحة الابن بعد ما يأذن الابن بذلك و هذا أمر خطير لا بدّ أن تعالجه المرأة من أوّل يوم تقول انا متزوّجة شخص وحد و ليس ثلاثة , شخص واحد قائم على أمر البيت , هو المسؤول .

هذه الصفات نعرفها حتى نكتسبها , إنّما العلم بالتعلّم و إنّما الحلم بالتحلّم فالصفات الحسنة الإنسان لم يولد بها بل يكتسبها ممّن حوله . فصفات الزوج الصالح يحاول الخ أن يكتسبها و صفات الزوجة الصالحة تحاول الأخت ان تكتسبها أيضا, و الأخت إمّا عندها هذه الصفات فتحمد الله و تزيدها و إن لم تكن فيها تحاول أن تدركها و إن لم تكن فيها هذه الصفات و فيها الصفات السيئة فهي تعمل على إبعاد الصفات السيئة و إدراك الصفات الحسنة







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق