>

الثلاثاء، 17 يناير 2012

سوء الظن





سوء الظن

سوء الظن نوع من الشك ،وهو تهمة ، الواحدة تخمن  أن فلانة تعاملها من اجل كذا وكذا، وتصف الآخرين بسوء وبدون دليل ، مثلا أخت عملت عزومة للأخوات ،ولم تذهب أخت، فتقول لما لم تأتى لي، فهي تذهب للأخريات، انأ اشعر أنها تكرهني ، أو حاسة أو أخمن أو أشك، وكلها بمعنى سوء الظن

شكل سوء الظن هذا يكون  في الغالب صاحبته تكون :


أولا فضوليه ومتطفلة تسأل كثيرا، وتتطفل على أشياء ليست من شأنها
ثانيا أنها تفسر المواقف بشكل غير مناسب ،أي تلزم نفسها بالزامات ، بمعنى أن تحدث نفسها وتفسر الأمر ، إنها تعمل كذا من أجل كذا أو كذا ، فهي تلزم نفسها بالزامات معينه ،وتفسر الأمر حسب هواها ، ثم تنشر الأمر أي تشيع الأمر فلماذا تفعل الأخت هذا ؟
تفعل هذا  لأن عندها معاصي كثيرة  لماذا ؟ لماذا أقول أن من تسيء الظن عندها معاصي كثيرة  ؟
لأنها تعتقد أن كل الناس مثلها، وتفكر بالطريقة التي تتصرف هي بها، وتتوقع أن الأخت تفعل ماتفعله هي
مثال : لو أن أخوات يجلسن في جلسه ، فقالت إحداهن للأخرى كلمات لا تعجبها ، فعندما تذهب هي لبيتها تقول في نفسها : زمان الأخت  هذه تعبانه ومضايقه جدا ، لأنها هي لو كانت في نفس الموقف لشعرت بالتعب والزهق والضيق، فهي تعتقد أن الأخت مكانها ،ولكن قد تكون الأخت الثانية صدرها رحب، وعندها نوع من اللين والحلم أكبر ، فهي في منزلها مرتاحة ، وقد تكون نائمة ، ولكنها تظن أن كل الناس مثلها .
والأخت التي عندها معاصي كثيرة، تتخيل لو أن واحده تجلس على الانترنت ووضع الشاشة عكس مدخل الباب،  فتظن بها سوء وأنها معاكسه اتجاه الباب لأنها تقوم بأمر سوء ، فهي تفكر على تفكيرها  هي وأفعالها هي .

مثال آخر: لو أنها مثلا تكلم شخص ، وترمز لأسمه بحرف مثلا  ، فلو جاءت أخت أخرى  وعملت أخيها أو زوجها برمز ، فتظن فيها نفس ما تفعله هي وتعتقد انه شخص تكلمه، وقد تقول للناس وتنشر هذا الأمر ، فهي تتخيل أن ما يفعله الآخرين مثلما تفعل هي ، مع انه قد يكون الفرق بينهما شاسع

*إذا أول سبب لسوء الظن هو  :كثرة المعاصي

*السبب الثاني : خبث الباطن في القلب لهذه المرأة

* السبب الثالث : النظر إلى الناس ،وملاحظتهم والانشغال بهم : سواء في لبسهم      أو أكلهم وشربهم وحركتهم  وحالتهم الاجتماعية ومناسباتهم ، أما  الذي لا يشغل نفسه بأمور الناس ، فهو أكثر الناس راحة

* السبب الرابع الحسد : فالمرأة التي تحسد كثيرا  ، هي التي تسيء الظن كثيرا لأنها منشغلة بأحوال الناس ، تتمنى عدم وجود الخير عند هؤلاء الناس

* السبب الخامس أن هناك كثيرا من النساء تربوا على طريقه غير صحيحة في الحكم على الناس
مثلا لو هناك بنت وعند فتحها الباب وجدت جارهم يعطيها هديه لهم ، فتذهب البنت وتعطى الهدية لوالدتها ، فتقول لها والدتها أنها فعلت هذا حتى نرفع إيجار الشقة أو أي شيء ، فتشعر البنت وتفهم أن عمل الخير التي تفعله هذه الجارة تريد شيئا أمامه ، فتعمم الأمر ، وتعتقد أن أي شخص قد يفعل خير ويبتسم قد تشك فيه ،لأنها تربت خطأ ، واعتقدت أن كل الناس أصحاب مصالح ، ولا يوجد من يعمل عملا لوجه الله ، فيجعلها تفكر كثير  ،وتسيء الظن بالآخرين
* السبب السادس لسوء الظن البيئة التي يعيش المرء فيها : مثل بيئة الأرياف نجد أن الغيبة مشاعة بينهم ، وهذه الغيبة سببها سوء الظن ، وهذه المشكلة متفشية في هذه البيئة .
* السبب السابع التناجي  : فعندما يكون هناك اثنان يتناجيان مع وجود الثالث فالثالث هذا قد يسيء الظن
*السبب الثامن الوقوع في  الشبهات : فالإنسان الذي يقع كثيرا في الشبهات , قد يساء الظن به  .
وهذا الأمر وهو سوء الظن يترتب عليه آثار
* وأكبر أثر أن الإنسان يقع في الإثم
* ومن الممكن أن يقع في الكذب : قال صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )
* أيضا من ضمن الآثار أن الإنسان يحدث له نوع من الاضطراب النفسي : فلا يثق في احد  ،وكل الناس عنده أصحاب مصلحه ، وكل الناس  عنده يريدون شيئا
مثلا : لو الجارة كلمت الزوج بمشكله ، فتظن بها السوء ولو اخو الزوج طلب منه مالا ظنت سو ء به بأنه لا يريد إرجاعه  ،ويؤدى ذلك إلى مشكلة كبيرة
* أيضا من ضمن الآثار  أن المجتمع يتمزق ويتفرق لماذا ؟ لان كل شخص يسيء الظن بالآخر ، فيمزق المجتمع ويفترق  ، وقال تعالى:




((وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ))



وهنا سؤال كيف السبيل لحل هذه المشكلة والتغلب عليها  ؟
*نقول إن أهم شيء أن يكون الإنسان عقيدته سليمة : بمعنى أن يحسن الإنسان الظن بالله وبالنبي عليه الصلاة والسلام وبالمؤمنين

* الأمر الثاني أن يترك الإنسان المعاصي ويقدم على الطاعات : فمن يفعل الطاعات، لا يتخيل كيف يعصى الآخرين  ،لأنه ذاق حلاوة الإيمان وحلاوة الطاعة ، ومن ذاق هذه الحلاوة لا يستطيع ارتكاب المعاصي ، وأيضا الأخت العفيفة تأنف جدا ولا تصدق أن تكون امرأة أخرى على علاقة برجل أو تكلمه

* الأمر الثالث وهو في غاية الأهمية أننا نعامل الناس بالظاهر  :فإذا دارت علينا الأخت وحورت نتركها تفعل ما تريد  ، المهم أن أمامنا الظاهر ونوكل إلى الله عز وجل السرائر ،وقد نجد أن هناك أخت تستخدم وعايتها أو فهمها ،وتعتقد هذا ، وهذا الأمر هو من يوقع بها، فاستشعار الإنسان انه يفهم وأنه ذكى ولماح ، وهو في نفس الوقت يخالف المنهج الرباني الذي يقول


( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ( 12 )


)فمن تخيل نفسه فاهم وواعي، أدى ذلك به إلى الوقوع في المرض العضال وهو إساءة الظن
* الأمر الرابع أن نلتزم بآداب التناجي : فإذا أراد اثنان الكلام مع بعضهما على انفراد فلا يتكلمان في وجود ثالث
*الأمر الخامس أن نتعلم كيف نقبل الأخبار ونتثبت منها  :فإذا قالت لكي أخت أن الأخت فلانة تعمل كذا ، فنضع أمام أعيننا باختصار شديد  قوله تعالى :


( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ( 6 ) 



( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين ( 12 


إذا ليس كل شخص يقول أي خبر نصدقه

* الأمر السادس أن ننشغل بعيوب أنفسنا وإصلاحها : وان نترك ملاحظة الناس فإن فعلنا ذلك استرحنا كثيرا

نقول لأي أخت عندما تسيئين الظن بأحد ، فلا تتكلمي ، فإذا لم تتكلمي فهذا أفضل ، لأن من يتكلم أثمه يكون أشد  ،قال عمر بن الخطاب : ( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرا وأنت تجد لها في الخير محملا  )
وقال بن سيرين : ( إذا بلغك عن أخيك شيئا فالتمس له عذرا فإن لم تجد فقل لعل له عذر لا اعرفه )
والإمام الشافعي أتاه بعض إخوانه يعوده عندما مرض ، فقال له : قوى الله ضعفك فقال له الشافعي : لو قوى ضعفي لقتلني ، فقال هذا الرجل  :والله ما أردت إلا الخير  ، فقال الإمام الشافعي : انك لو سببتني ما أردت إلا الخير)

فهذا من حسن الظن، ولكن هناك كلمات قد تخرج من فمك وأنت لا تنتبه لها وكان سعيد بن جبير يدعوا ربه فيقول:  ( اللهم إني أسالك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك )
فالمفترض أن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من المجاهدة فالشيطان يجرى من بن آدم مجرى الدم في العروق
وسوء الظن من أسباب التدابر والتقاطع والتباغض بين المسلمين، فكم من علاقة زوجية فسدت ،وكم امرأة طُلقت وكم من الأولاد شتتوا بسبب سوء الظن، وكم من الأرحام قُطعت، وكم انقطعت أحبال المودة بين الأخوات بالكلية وحلت محل المودة الكراهية بسبب سوء الظن ، وكم من أناس تعدوا على الآخرين وآذوهم ورموهم بما هم براء منه ، وكم أُتهم بريء في شرفه وأمانته بسبب سوء الظن ،وهناك الكثير من المآسي تحدث بسبب هذه الآفة الكبيرة وهى سوء الظن ، مع أن الله عز وجل قال




( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ( 12 )




فنجد هنا الاقتران بين سوء الظن والتجسس والغيبة  لماذا ؟ لان سوء الظن ينتهي بصاحبه إلى إدخال الضرر على من أساء به الظن ، فمن الممكن أن يتجسس عليه ويغتابه ، ويمكن أن يكذب ويفتري عليه ويشوه صورته بين الناس  ،وكل هذا بسبب سوء الظن ، فلهذا أمرنا الله بعدم  التسرع بإلقاء التهم ،والتثبت من الخبر  قال تعالى


( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ( 12 )






والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) هذا حديث متفق عليه
ولهذا يقول بن حبان التجسس من شعب النفاق كما أن حسن الظن من شعب الإيمان
فنسال الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يحسنون ظنهم بالله عز وجل وبالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين والمؤمنات





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق