>

السبت، 14 يناير 2012

تابع شروط العبادة







*شروط العبادة *

لكى تكون العبادة مجزئه أى نافعة وتؤتى ثمارها وتقبل عند الله عزوجل .. فالله عزوجل اشترط لها شروطا ..

مثلا: الصلاة لكى تكون مجزئه (أى تبرأ بها الذمة) لابد أن يتوضأ الإنسان ... فهل لو أن إنسانا أتى بصورة الصلاة .. اى قام واستقبل القبلة وركع وسجد وأتى بالأركان لكنه لم يكن متطهرا أو متوضأ .... هل هذة الصلاة تجزئه ؟؟ ... يعنى تبرأ بها ذمته أم سيطالب بإعادتها مرة أخرى وتظل ذمته مشغولة بهذة الصلاة ...
ـ كذلك الحال فالعبادة لها شروط ..

الشرط: أمر يلزم من عدمه العدم


.. يعنى إذا عدم هذا الشرط عدمت العبادة .. مثل: الوضوء فمن صلى بدون وضوء فكأنه لم يصلِ .. كذلك من أتى بالعبادة بدون شروطها تكون عبادة غير مجزئة .

س/ماهى شروط العبادة ؟؟

·       لابد من شرط أولى حتى تقبل هذة العبادة وهو شرط الإيمان ...
·        
فإن الكافر لاينتفع بعمله مهما يفعل وفى الحديث المشهور فى صحيح مسلم حديث عبدالله بن عمر رضى الله عنهما "فوالذى نفسى بيده لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهبا ماقبل منه حتى يؤمن بالقدر"..

فمن لا يؤمن بالقدر ومهما يفعل من العبادات والطاعات فلن يقبل منه ... 

إذا لابد للإنسان أن يكون مؤمنا وهذا أمر فى غاية  الأهمية

 لذلك ينبغي على الإنسان أن يصحح إعتقاده وأن يتعلم أصول الإيمان وأن يتعلم التوحيد وأيضا يتعلم مايسلم به من الشرك ويتعلم نواقض الايمان ؟؟؟

 ... لأن الإنسان قد يقع فى الشرك .. لا أقول وهو لا يدرى .. بل أقول وهو لايكترث !

معلوم أن مذهب الحق عند أهل السنة أن من وقع فى الكفر جاهلا فإنه يعذر بجهله .. لكن جاهل بماذا ؟؟

.. جاهل بالحكم أى لايعلم أن هذا الحكم حرام والجهل الناشئ عن عدم البلاغ .. أى لم يصله حكم الله فى هذا الباب ...

ـ أما جهل العاقبة فلا ينفع .. يعنى مثلا اضرب مثال ولكن للأسف ممكن يكون منتشر بين بعض من يلتزمون طريق الإستقامة أو بعض المتدنين ...

 معلوم أن لكل فئة أو طائفة نوع معين من المزاح وغالبا ما يشتمل على اهتمامتهم .. فنفاجئ ببعض الناس ممن شرفهم الله بطريقة الإستقامة إن أراد أن يمزح ... يمزح عن طريق بعض أيات الله أو عن طريق بعض الأحاديث فيستخدم الأيات والأحاديث مادة للمزاح !!! .. وهذا الأمر ناقض من نواقض الإسلام

 قال تعالى فى سورة التوبة "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ  لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" ...


من هولاء ؟؟ ... هولاء كما ورد فى السنن وفى كتب التفسير .. هم جماعة خرجوا مع النبى صلى الله عليه وسلم أى تكلموا بالإسلام وقد خرجوا فى جيش النبى صلى الله عليه وسلم لملاقاة العدو فخرجوا وتكلموا بالإسلام وخرجوا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك ولكنهم لم يكونوا يعظموا شعائر الله ولم يكن الإيمان فى قلوبهم ذا شأن .. ولذلك سهل عليهم هذة الفعله الشنعاء وجلسوا يتكلمون ويضحكون على النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه

َعنْ  زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ  ،  عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ  ،  قَالَ : " قَالَ رَجُلٌ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فِي مَجْلِسٍ :  مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا هَؤُلاءِ , أَرْغَبَ بُطُونًا , وَلا أَكْذَبَ ألسنًا , وَلا أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ ، فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْمَجْلِسِ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ مُنَافِقٌ ، لأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ ،  قَالَ  عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : فَأَنَا رَأَيْتُهُ مُتَعَلِّقًا بِحَقَبِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ ، تَنْكُبُهُ الْحِجَارَةُ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "  أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ { 65 } لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ سورة التوبة آية 65-66  "


 فيقولون "ما رأينا مثل قرائنا أرغب بطونا وَلا أَكْذَبَ ألسنًا وأجبن عند اللقاء" .. أى يتكلمون على النبى صللى الله عليه وسلم وأصحابه

فيقولون هؤلاء قرائنا : أصحاب القرآن ........ أرغب بطونا : أى عند الأكل يأكلون كثيرا ..... ويجبنون عند اللقاء فلما نزلت هذة الأيات كان بعضهم "يتعلق بنسعة ناقة النبى صلى الله عليه وسلم" .. أى يتعلق بسير الجلد فى سرج النبى صلى الله عليه وسلم الذى يركبه (أى دابته) والحجارة تنكب قدمه أى تجرح قدمه وهو يقول يارسول الله إنما كما نخوض ونلعب .. إننا كنا نتحدث حديث الركب نقطع فى الطريق أى نحكى في الطريق ونمزح قال صلى الله عليه وسلم :" أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ  لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" .. فيجب على الإنسان أن يخاف على إيمانه ويخاف على  حبوط  عمله ....

وبالرغم أنى لا أريد أن اطيل على حضراتكم بكثرة ضرب الأمثلة ولكن الأمر منتشر فيأتى الإنسان بالأية والحديث ويدخلهما فى المزاح ... وهذا كبير .. القرأن والأحاديث هما مادة الهدى " ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" ... مادة الهدى ومادة حياة القلب فلابد أن يوقر ويرفع ويجل ...

مسألة أن الإنسان يحبط عمله وهو لا يشعر
·        
ورد ذكرها فى قول الله عزوجل فى سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ".... أمر مفزع ليس الفزع من حبوط العمل فقط وإن كان أمرا مفزعا إنما الفزع الحقيقى فى هذا الأمر هو .. أن الإنسان لايشعر " أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" .. أى لكى لاتحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ... تتخيلوا أن الإنسان يسعى ويكد ويصلى ويصوم ويفعل الخيرات ثم يحبط عمله وهو لايشعر ! نسأل الله رب العالمين أن يسلمنا وأن يرزقنا التوفيق .. فالناس موفق ومخذول ومن الخذلان البين أن يبتلى المرء بمثل هذا .. يبتلى بمحبط للعمل يأتى على حسناته فيأكلها وهو لايدرى !! ...

نسأل الله  أن يسلمنا وإياكم من هذا الشر ..

ـ عن أبى هريرة رضي الله عنة قال  قول النبي صلى الله عليه وسلم " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا ، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا ، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّم سَبعِينَ خِريفَاًَ " (الخريف .. السنة) .صحيح

* تأملوا قانون الجاذبيه وعجلة الجاذبيه والسرعة ومقدارهم !! يهوى سبعين سنة !! فنسأل الله رب العالمين السلامة ...


ـ كلمة يقولها الإنسان فلذلك نقول :
مـــــامـــــن قـــــائـــــل إلا ســـــيـــفــنــى
                                                   ويُـــــبـــقى اللـــه مــــانــــطـقت شــــفــاه


فــــلا تـــنـــطق بـــفــــمـــك غــــيـــر شـــــئ
                                                    يََََــــســــرك فــــى الـــقــيامـــة أن تـــــراه


فالإنسان تكتب عليه الآهات والزفرات ويكتب عليه لحظات العين كلٌ مايلفظ من قولٍ يكتب عليه "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ..,

 ولهذا الإنسان يجب أن يستخدم هذة المعلومة استخداما إيجابيا .. ليس فقط من أن يخاف أن يتكلم بل وتكون أيضا حافزا له أن يتكلم بكلام يرضى الله عزوجل فربَ إنسان يقف موقفا ويقول كلمة ترضى الله عزوجل فى وقت ما يقول هذة الكلمة إلا هو أو قليل من يقول هذة الكلمة فيكتب له بها رضوان الله سبحانة وتعالى فهذا من مقويات القلوب ومما يجعل قوى العزيمة هذة الأحاديث وفى نفس الوقت هو من المرهبات ...

الإنسان إذا اشتبه عليه أمر لايخرج ويتكلم فى قضية عامة مثلا .. قد يتابعه فيها الألاف من الناس بل أقول الملايين .. هل يحمل اوزارهم يوم القيامة ؟؟ ..

 وهو لا يتبين معنى كلمة وليس متحققا منها فهذا الأمر فى غاية الأهمية ...
فالإنسان ينتبه من أن يحبط عمله وهو لايشعر وينتبه لنواقض الإيمان وأصول الإسلام ونواقض التوحيد ومايسلم به من الشرك ...

وكأن فى بعض الناس الآن يتردد فى صدره سؤال ... مابال الأخ الذى يتكلم يخوف الناس من هذا الكلام ونحن بحمد الله سلكنا الطريق واستقمنا على منهج الله عزوجل .. فأنى لنا أن نخاف ؟!

أنا لن أرد على هذا السؤال الإفتراضى إلا بقولة عزوجل عندما قال إبراهيم عليه السلام  "وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ " .. فمن يأمن البلاء بعد إبراهيم عليه السلام ...
إبراهيم عليه السلام يخاف أن يقع فى عبادة الأصنام ويخاف على بنيه من بعدة أن يقعوا فى عبادة الأصنام .. فمن يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟؟
من يأمن البلاء بعد إبراهيم عليه السلام ؟؟ .. لا يأمن البلاء احد بعد إبراهيم أبو الأنبياء وسيد الحنفاء صلى الله عليه وسلم ...

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ وكان يدعو ويقول "اللهم ياولى الإسلام واهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه" ... وغيرذلك من الأدعية .

فالإنسان لابد أن يقف عند هذا المعنى ... فعندما نقول أن الإيمان من شروط العبادة فلا يصح أن نمر على هذا الشرط هكذا .. كأنة تحصيل حاصل لا والله لا يصح أبدا .

2ـ الشرط الثانى هو الإخلاص ..

والإخلاص هو أحد الأمور التى تكلم فيها علماء الإسلام كثيرا وتكلم فيها كثير مما تكلموا فى قضايا السلوك إلى الله عزوجل وتزكية النفوس وكثير من المتصوفة وأرباب الزهد والورع .. المهم هذا الباب تكلم فيه جل العلماء وفيه كلام كثير ..

لماذا ؟؟

لأن الإخلاص هو نصف العمل أو قاعدة العمل وبه يصح النصف الأخر ...

ولذلك كان الشافعى رحمه الله يقول على حديث " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه...."

 أن هذا الحديث يدخل فى سبعين بابا من أبواب أهل العلم .. ويقصد بأبواب اهل العلم : أبواب الفقه وغيرها وما يدخل فيها من المعاملات التى لا تصح إلا بالنيه أو التى تكون العبرة فيها بالمقاصد وليس العبرة فيها بالألفاظ وغير ذلك ..

 وموضوع الإخلاص من الموضوعات الكبيرة التى يفتحها الإنسان ويصطحبها معه طيلة عمره ... إن هذة القضايا لاينتقل منها إلى غيرها إنما ينتقل بها إلى غيرها .. كهذة الأمور التربوية والشرعية فالإنسان يصطحبها معه فى السير إلى الله سبحانه وتعالى ولا يتركها بل ينتقل بها إلى مقام أخر ...

س/مامعنى الإخلاص ؟؟

الإخلاص : هو تخليص العمل من شوائب النفس وإرادتها من طلب المدح والفرار من الذم وطلب المنزلة والوجاهة عند الخلق وفى قلوبهم وتحصيل شهوه عاجله فى الدنيا جراء هذا العمل ....
ـ تخليص العمل : تخيل أن هذا العمل سائل وسائل تعرض له شوائب وسبب هذه الشوائب النفس ... ما مشكلة النفس ؟؟

 قال عزوجل "إن النفس لأمراة بالسوء" .. مشكلة النفس أنها تحب الكسل وفى نفس الوقت تحب المدح وتحب الوجاهة وتحب الفخر وثناء الناس وتبغض ذمهم وإسائتهم وتبغض النقد ..

فالإنسان يعمل العمل الصالح هذا العمل الصالح فى بدايتة على خلاف مراد النفس قى الغالب مثلا : يصلى ، يصوم ، يتصدق ، يصلى إماما بالمسلمين ، يخطب الجمعة .. كل هذة الأعمال على خلاف مراد النفس لاسيما الأعمال التى فيها تصبر ...
فتأتى النفس فتصول (من الصول : أى الغزوة) وتحاول أن تغزو القلب اتستولى على العمل .. كيف ؟؟! ... تستخدم هذا العمل فى تحقيق إرادتها ...

ماإرادات النفس ؟؟؟

·       النفس أمارة بالسوء فى أصلها مالم تهذب ومالم تدخل فى أتون الإيمان ...
مثلا : أخت تعطى درس عام فى المسجد .. هذة الأخت لكى تعطى هذا الدرس أكيد حفظت القرآن وحفظت دروس لأهل العلم ثم بعدها ذاكرت وفى هذا الدرس نفسه تحضر وتعد له جيدا غير كونها مكلفة ببيت وزوج وأولاد كل هذة أعباء .. إذاً هى تقطع عقابات وتبذل جهد ... فتأتى النفس على هذا العمل وتستولى وتصول عليه .. كيف ؟؟ ..

 تسخره لإرادتها .. ماهى إرادة النفس هنا ؟؟ ..

طلب المدح فكأنها تريد أن تأخذ جزاء العناء والمشقة والنصب الذى أصابها أو فعلته مثل : السهر والحفظ والمذاكرة والإعداد ... ماالجزاء ؟؟

 الثناء والمدح ...

تجعل هذا باعثا على العمل ، أو  تفعل هذا لتفر من الذم حتى لايقال أنها كسولة أو يقال أنها ليس لها فى العلم الشرعى باعا فتقوم بإعداد محاضرة أو درس لتتخلص من الذم وتصول النفس صولا حتى تستولى عليه فتكون لها فى قلوب الناس وجاهة... تدخل المجلس يفسح لها فيه ويرفع من شأنها ويثنى عليها فى وجهها بالخير كل هذة المعانى آفات للنفس وإرادات لها ... فيكون الباعث على العمل المُهون عليها مشقة العمل هو تحصيل الإرادات ...

مثال أخر : لتحصيل شهوه أو تحصيل منفعه دنيوية محضه .. كمن تلقى درس مثلا لكى تتزوج لا تريد إلا هذا الفعل أو لتنال عطاءا ماديا أو لتنال هدايا (محصل مادى محض).. هذة شوائب النفس .

·       ماالذى يمثله الإخلاص ؟؟
·        
يمثل ورقة الترشيح أو الفلتر الذى يمر عليه السائل الممتزج بهذة الشوائب فيحجز على جدار الفلتر هذة الشوائب ، التى تعكر صفو هذا السائل .. أى تعكر صفو هذا العمل .

س/ما حقيقة الإخلاص ؟؟

حقيقة الإخلاص هى تخليص العمل وتنقيته من شوائب النفس وإرادتها كطلب المدح وكالفرار من الذم وكطلب المنزلة فى قلوب الناس وكتحصيل المنافع الدينوية أى يبتغى بكلام الله عزوجل وبأمر الأخرة الناس !!!
تخليص العمل لله محتاج جهد كبير وخاصة الباعث (السبب الذى يجعلنى أفعل هذا العمل) .

ـ إنسان شرع فى عمل طاعة ثم مر عليه خاطر الرياء ... نقول أن مرور الخواطر لاحيلة للإنسان فيها .. ماالذى مكلف به الإنسان فى مثل هذة الحالات ؟؟ .. الإنسان مكلف بألا يسترسل مع الخاطر .

مثال : لو أنا الآن اقف فى الشارع يمر علينا أناس كثير كل ما يمر على إنسان أنا لا أملك أن امنعهم من المرور الآن ولا حيلة لى فى دفعهم .. لكن مالذى أملكه ؟؟

الذى أملكه أن أوقف إنسانا وأتكلم معه ... نطبق هذا الكلام على الخواطر .. أنا الآن أقوم بعمل بإلقاء درس أو بعمل إفطار أو مأدبه أو أوزع كتب أو أحفظ الناس فى حلقة قرآن أو غير ذلك  .. أى عمل للدين ولله أو عمل من الأعمال الصالحة التى فيها تصبر لأن هذة المعركة الأساسية فى مثل هذا .. فعندما يمر خاطر الرياء فهذا أشبه بالناس التى فى الشارع أننى لن اقدر أن امنعهم ولكن أقدر أن أوقف واحدا وأتكلم معه وبهكذا نستطيع أن نوقف الخاطر ولا تسترسلى معه .. سيقولوا عليكِ كذا وكذا .. أجل .. هذا هو الإسترسال مع الخاطر والإستمتاع به واستملاحه واستعذابه وهذة هى المشكلة ...

أما الإنسان الذى إذا جاءه خاطر وتركه يمر دون أن يوقفه .. مثلا هو بيعمل عمل فأتى له خاطر فتركة ولم يوقفه ولم يتكلم معه ولم يسترسل معه بأى شئ يتركة يمر فقط .. هذة هى حراسة القلب .. بأن لايسترسل مع الخواطر السيئة وهذا الأمر مفيد جدا فى مسألة الخواطر فى أى عمل لآن فعل أى معصيه يبدأ بخاطرة ثم تتحول بعد ذلك إلى فكرة والفكرة تتحول إلى هم والهم يتحول إلى عزم حتى يقع الفعل فهذة هى المشكلة ! .. فحراسة القلب من الخواطر أن الواحد لايسترسل معها ...

·       مسألة أخرى .. مسألة الوسوسة لأن الإنسان يجب أن يضبط نفسه ويراقب قلبه ولكن فى نفس الوقت لايسقط فى الوسوسه ...
·        
ـ أخت ستسأل سؤال وتقول مثلا .. أنا كنت أفعل عمل صالح وأبتغى وجه الله به وبعد ذلك يأتى بعض الناس ويمدحونى بقولهم .. جزاكِ الله خيرا ، كانت محاضرة ممتعه ، كانت كلمة طيبة .. فيقع فى نفسها الفرح لهذا المدح .. هل هذا ينافى الإخلاص ؟؟

أو العكس .. أخت اعطت كلمة طويلة فيقول بعض الناس .. الكلمة لم تكن مناسبة لحال المستمعين ، أنت أقرأت الناس خطأ ، كنتِ شديدة فى تعاملك مع الحاضرات ... فينتقدونها فتنقبض ويصيبها بعض الآسى ... فهل هذا منافى للإخلاص ؟؟؟

لا .. لأن هذا مخالف للطبيعة التى خلق الله عزوجل الناس عليها .. طبيعة أى إنسان إذا رأى منظر جميل يقول الله ويستمتع به ، ولو رأى منظرا قبيحا ينقبض منه .. وأيضا إذا سمع صوتا جميلا .. صوت عصفور ، صوت طائر أى صوت جميل ينشرح له صدره ويستمتع بخلاف إذا سمع صوت حمار ينقبض ويتضايق .. فالمسألة مسألة طبيعة .. فحقا لايستوى أبدا أن شخص يقول لإنسان أحسنت وأخر يقول أسأت لايستويان عند أى شخص صاحب ذوق سليم ... تنشرح النفس وتقبل ويصيبها الفرح إذا سمعت كلمة أحسنت وتنقبض ويصيبها الأسى إذا سمعت كلمة أسأت فهذا أمر طبيعى لادخل له بأمر الإخلاص ...

ولكن المشكلة أن يكون يُفعل العمل لأجل كلمة أحسنت هذا هو الباعث أى الباعث الذى حركنى لفعل العمل .. هل هو إبتغاء وجه الله عزوجل ؟؟

هل هو رجاء الثواب من الله ؟؟ هل هو رجاء المغفرة ؟؟ هل هو الخوف من عقوبه ربه ؟؟ .. كل هذة نوايا صالحة وكلها لوجه ربنا .. أو يفعل العمل خوفا من العقوبه يخشى الله سبحانه وتعالى ويخاف إن قصر فى العمل أن يعاقبه فيكون هذا باعثه .. فالخوف من ربنا عزوجل باعث صحيح ... وأخر ممكن يكون باعثه هو حب الله عزوجل محبته لله تجعله يقوم بهذا العمل ويكلم الناس عن ربه لأنه يحب ربه جدا فيتكلم عنه وينطلق بهذا الحب ... شخص أخر باعثه الجنة ويتوق إليها ويدعو بها فى كل صلاة ولا يسمع بعمل يقربه إلى الجنة إلا ويبادر وينبعث قلبه وتنبعث جوارحه وينبعث قصده لفعل الطاعة لأجل الجنة ورضا الله عزوجل .. كل هذة معانى صحيحة ...
·       يوجد أمر أخر يجب أن ننتبه إليه وهو أن الإنسان يعلم من نفسه ما لايعلمه الناس والله عزوجل يسدل عليه الستر وهذا من منن الله عليه نسأل الله رب العالمين أن يسترنا فى الدنيا والأخرة وأن يجعل تحت الستر ما يحب ويرضى ...

الله عزوجل يسدل علينا ستره ويرزقنا ستره .. أنا أعلم بنفسى "بل الإنسان على نفسه بصيرة" .. إذا ما أثنى علي إلإنسان أقف مع نفسى وتصيبنى العبرة (البكاء) لماذا؟؟؟ وأقول لاحول ولا قوة إلا بالله أنظر إلى هؤلاء الناس الطيبون يثنون علي خيرا ولا يعلمون ما بى من تقصير ..

كما كان يقول القائل :

لـــــو عـــــلـــــم النـــــاس مــــــا فــــــــــى قبــــــح ســــــريـــــرتى
                                   لـــــــــأ بـــــى الســــــلام عــــــلي مـــــن يــــلقــانـــــى


أى لن يقول لى السلام عليكم ...



   وكما قال محمد بن واسع
                                  لو كان للذنوب رائحه ما استطاع أحدٌ أن يجالسنى .


أنا أعلم من نفسى ما لايعلمه عنى الناس أنا أعلم بتقصيرى ، بغفلتى ، بزلاتى ، بسقطاتى والله سبحانه وتعالى ستير وكريم يسدل على ستره ويسبل علينا فضله ومنه ....

إذا ماالذى أفعله عندما يثنى على أحد بسبب عمل فعلته ؟؟؟

اولا : أنا أكون وجل .... كما فى الحديث الذى أخرجة الترمذى وصححه الألبانى وغيرة (لما سألت عائشة رضى الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى فى سورة المؤمنون "والذين لايأتون ما أتوا وقلوبهم وجله أنهم إلى ربهم راجعون" قالت :أهو الرجل يسرق ويزنى ويخاف .. قال : لا ياابنة الصديق بل هو الرجل يصلى ويصوم ويتصدق ويخاف)

.. يعمل طاعة ويخاف .. يخاف أن يرده الله هو لا يدرى ماذا علق بطاعته من موجبات الرد قد يعلق بها عجب ، قد يعلق بها رياء ، قد يعلق بها سبب فى فساد فى الإتباع ، قد يعلق بها ما الله أعلم به ... نسأل الله العظيم أن يتقبل منا صالح الأعمال .

الله أعلم ماالذى يعلق بالعمل من موجبات الرد ... فأنا أخاف على نفسى والذى يثنى علي يجهل ... الجهل هنا ليست صفة ذم له .. لا بل وصف له هو يجهل حال فأنا لا أنخدع بكلامه ..
                                   فالمغرور من غره ثناء الجهال عليه
                                        والمفتون من فتن بستر الله

وبعضهم يعكس ويقول : المغرور من ستره الله ، والمفتون من فتن بثناء الجهال عليه .


ننتبه أن الله يستر علينا وأنا أدرى بنفسى فعندما أُمدح والنفس تفرح لهذا المدح فأقول كما قالت عائشة رضى الله عنها فى الحديث المروى فى الأدب المفرد عند البخارى وصححه الألبانى موقوفا عن عائشة رضى الله عنها "اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون ولا تؤاخذنى بما يقولون واغفر لى ما لا يعلمون"

 ... هذا الدعاء له مفعول ساحر إن جاز كلمة ساحر ، مفعول قوى وله أثر طيب فى النفس لكن لمن يتدبره!!! ... فعند الثناء يقول هذا الدعاء ...

"اللهم اجعلني خيرا مما يظنون" أى أنت القادر أن تجعلنى وتصلح حالى وعلانيتى وسرى فيستقيما فأكون خيرا مما يظنون ...

"اغفر لى ما لايعلمون" لأنهم لايعلمون وأنا أدرى بمعاصىَ ولا تؤاخذنى بما يقولون ...

مثال : اخت فاضله عندها ستون عاما معها إسناد فى القرآن وهى التى علمت جميع الأخوات فى كفر الشيخ درست أخت على هذة الشيخة وأخذت منها إجازة ثم جائت أخت حديثة العهد تقول للأخت الصغيرة التى درست على يد الشيخة الكبيرة يافلانة أنت علمة بالقرآن فالأخت الصغيرة يدركها الحياء والإحراج لأن الأخت الجديدة تثنى عليها فى حضرة الشيخة الحقيقية التى علمتها القرآن وأعطتها السند فتقول هذا الدعاء ... أى تقول يارب لاتؤاخذنى بما يقولون فأنت مطلع علي وأنا لم أقول مثل هذا الكلام الذى يقولونه علي أنى جيدة ولكن يارب لا تؤاخذنى بكلامهم ولن أغتر بكلامهم  وأنا يارب لست مثل ما يقولون ... يعنى هى تريد أن تقول أنا أبرأ إليك ياربِ من هذا الكلام ولم أكون كاذبه وأدعى أنى على خير و أكون فى غفله ...
فهذا الدعاء مهم جدا ..

هيا نتدبر فى الدعاء مرة أخرى "اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون ولا تؤاخذنى بما يقولون واغفر لى ما لايعلمون" ..

 أي لا تحاسبني  ياربِ على الذى يقولونه على إنى موافقة عليه لآنى غير موافقة على هذة الأقوال هم يظنون بى خيرا وأنا لست كذلك ...
إذا فى  مسألة الإخلاص الإنسان لابد يتنبه ...

س/كيفية تحصيل الإخلاص ؟؟؟

أول شئ أن ينفتح فى القلب عين تلحظ الله سبحانه وتعالى وتبصر لله سبحانة وتعالى ..... كيف ؟؟؟

يعنى القلب يبصر ربه مثلا : أنا الآن بقرأ قرآن وبجواى من يستمع إلىّ يأتينى خاطر يمر علىّ بغير إرادتي ... فلان سيثنى عليك خيرا أو فلانة ستثنى عليكِ خيرا لأنكِ تقرأين بتجويد ... كيف أتعامل مع هذا الخاطر ؟؟؟

أولا : أقول الله يسمعنى  .. الله يسمعنى .. الله يسمعنى ... رب العالمين يسمعني فيبصر القلب ربه .. فيتعلق بالله تعالى فيتلاشى من أمام بصره كل شئ إذا استحضر أن الله تعالى يسمعه ويراه وأنه من وراءه محيط هذة من أجل الأمور وأنفعها فى تحصيل الإخلاص  .. أن الله يسمع ويرى .. الله سبحانه وتعالى يسمع هذا الكلام فإن كان لابد وأن ألحظ أحد بكلامى وأن أجود كلامى لأحد ليثنى على فالأولى أن أجود كلامى لله عزوجل  حتى يثنى علىّ ربى فى الملأ الأعلى .. ثناء ربنا أفضل من ثناء البشر ؟! وثناء الملائكة أفضل من ثناء البشر ؟! .. فلماذا أشغل نفسى بثناء الأرض والطين وهذا حضيض الطين ؟؟ .... فالأفضل أن يحلق القلب فى الأفاق العليا ...

ـ معنى الكلام أننى أريد أن أحقق الإخلاص فى قلبى فأفتح فيه عين البصيرة بأن الله سبحانه وتعالى يسمع ويرى وأن الله سبحانه وتعالى مطلع علىّ وأن الله سبحانه وتعالى من ورائى محيط .. فيتضائل أمامى نظر أى إنسان وسمع أى إنسان وثناء أى إنسان ...

ثانيا : معرفة أن العمل بلا إخلاص أو بشرك فى الإخلاص أو برياء لافائدة فيه ولا غنى فالله سبحانه وتعالى أغنى الشركاء عن الشرك ...
فالإنسان ينزل السوق ومعه محفظه مليئة بالأوراق لكنه ورق أبيض كلٌٌ من يراها يقول هذا الإنسان ثرى وهو لايستطيع أن يشترى بجنيه واحد .. لماذا؟؟ .. لأن مامعه لاينفع للشراء ...

هكذا الإنسان يفعل الطاعات والخيرات وليس فيها إخلاص الناس تثنى عليه .. فإذا لاقى ربه يوم القيامه كما قال الله عزوجل "فقدمنا إلى ماعملوا فجعلناه هباءا منثورا" .. فهذا أمر مفزع يؤصله لنا حديث أبى هريرة
أخرج الإمام مسلم في صحيحة:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة: رجل أستشهد ، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى قتلت.قال: كذبت ولكن قاتلت ليقال هو جرئ، فقد قيل. ثم يأمر به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار.


 ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القران ، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القران. فقال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال هوعالم فقد قيل وقرأت القران ليقال:هو قارئ فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.


 ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال:ماعملت فيها؟فقال:ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها إلا انفقت فيها لك.قال:كذبت ولكنك فعلت ليقال : هو جواد فقد قيل.ثم امر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.

ثالثا : الدعـــاء ، فالإنسان يلح فى الدعاء ويجعل جزءا ثابتا من دعائه "اللهم أصلح نيتى ، اللهم أصلح قصدى ، اللهم ارزقنى الإخلاص فى القول والعمل ، اللهم إنى أعوذ بك من الرياء" ... يلح بهذا الدعاء على ربه ...

رابعا : عـــدم قـــطـــع أى عـــمـــل بشــــائـــبــة الـــريـــاء   .. أى عندما يأتى له بخاطر الرياء .. لايقطع العمل بل يستمر فى العمل ويستعين بربه سبحانه وتعالى على أن يصرف عنه كيد الشيطان ..

·       نلخص ما قلناه .. الأمور المعينه على الإخلاص :

1ـ استحضار أن الله سبحانه وتعالى يسمع ويرى ومراقبة الله عزوجل ينفتح فى القلب عين البصيرة تبصر أن الله سبحانه وتعالى يسمع ويرى .
2ـ أن يعلم الإنسان علما جازما بأن العمل مهما كان به من عناء وشاب النيه شائبة فى العمل لايغنى عن صاحبه شئ ..

 أى مهما كان العمل جيد ومهما كان كبيرا ومجهد فإن شابه شائبه فإن الله عزوجل يرده ...
مثل حديث أبى هريرة رضى الله عنه "أول من تسعر بهم النار ثلاث"

الأول : كان قارئ للقرآن .. أى حافظا تخيلوا أن شخصا يصل لحالة الإتقان يكون قد قرأ القرآن كم مرة ؟؟! .. جبال من الحسنات لكن ليقال قارئ .. ألا وقد قيل فيؤمر به فيسحب على وجهه فى النار والعياذ بالله .

الثانى : مجاهد قاتل حتى قتل .. وأغلى شئ عند الإنسان فى حياته النفس ومع ذلك بذلها .. فيقال له : إنما قاتلت ليقال جرئ .. ألا وقد قيل فيؤمر به فيسحب على وجهه فى النار .

ثالثا : جواد أنفق ماله يمينا ويسارا والمال له فى النفس شغف .. إنما أنفقت ليقال لك جواد ألا وقد قيل فيؤمر به فيسحب على وجهه فى النار .

3ـ الدعاء .. يجعل الإنسان الدعاء ثابت ويجعل له جزء ثابت من الدعاء دائما بأن يرزقه الله عزوجل الإخلاص وأن يصرف عنه الرياء وأن يجود عمله ويصلح قصده ونيته .


·       وبعد ذلك ألا يترك الإنسان العمل .. لايكون علاج الإخلاص أبدا ترك العمل ..
·        
علاج الإخلاص أن أستحضر الإخلاص فى قلبى داخل العمل وترك العمل هذا يسمى تأجيل للمواجهه بالضبط مثل الطالب الذى عندة مادة صعبة على إفتراض أن أخت فى الجامعه عندها مادة صعبة فلا تذاكرها ثم ماذا ؟؟ .. لاتذاكرها هذا الإسبوع أيضا ثم ماذا ؟؟ .. سؤال أسأله هل الأخت التى رفضت أن تذاكر هل سيلغون لها الإمتحان فى هذة المادة ؟؟ .. بالطبع لا .. إذا الحل لهذة القضية أن تذاكر المادة الصعبة مع صعوبتها ... إذا لايترك العمل .


5ـ أن الإنسان يلزم الصمت فلا يحدث عن عمل خير فعله ، وكان بعض السلف يقول "لو إستطعت أن أتطوع حيث لا يرانى ملكاى لفعلت" ...

أخت صامت ، تصدقت ، أنفقت فعلت وفعلت لا تتكلم ...              
ويجب علينا أن نبتعد عن شخصنة الدروس .. ماالذى نعنيه بشخصنة الدروس؟؟

أن أجلس أعطى درسا لمدة ساعة .. ثلاث أرباع الساعة أقول .. أنا أنا أنا .. لاحول ولاقوة إلا بالله إنت يعنى نهاية العالم ؟!! .. لو كنت أريد أن أستدل بمثال أثناء الدرس أقول فلان .. لكن اشخصن الدرس وأجعل كل من يستمعون الدرس يتمحورون حول شخصيتى فقط !! .. وهذا أمر خطير لأننا فقراء إلى الله سبحانه وتعالى  .. والفقر ينافى هذا ، الفقر ينافى أن يجعل الشخص نفسه محورا تتمحور حوله الشخصيات ...

   إذا إخفاء الأعمال .. أى لا أعرض نفسى للفتنة ثم أندب حظى بعد ذلك ! وأقول قلبى يتقلب علىّّ .. أنا أصلا ماالذى دفعنى لإخراج العمل من ديوان السر إلى ديوان العلانية .. كل ماكان العمل فى ديوان السر فهو محفوظ "إن تبدو الصدقات فنعما هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم" .. فهذا الكلام مهم "فهو خير لكم" .. فلنحفظ أعمالنا .. فلنحفظ أعمالنا ...

إذا حفظ العمل بألا يخرجه الإنسان من ديوان السر إلى ديوان العلانية .. فيقع فى مجاهدة النفس ودفع العجب وغير ذلك ...

أيضا من الإمور التى تعين الإنسان على الإخلاص .. تدبر القرآن والحديث .. تدبر الأيات والأحاديث .. تفتح فى القلب وتتفجر فى القلب ينابيع معرفه الله سبحانه وتعالى وتجعل القلب يشرق بمعرفة الله عزوجل ويترفع .. نفترض مثلا أن إنسان أجرى عملية وحصل له مضعافات فأخذ  مقويات حتى صار من الصحة بمكان ثم بدأ يمارس التمرينات الرياضية حتى لم يعد مثل عموم الناس .. يعنى فى غاية القوة والنشاط كأنه بطل رياضى أو غير ذلك ...

يعنى فى النهاية تدبر الأيات والأحاديث يجعل القلب يشرق بمعرفة الله سبحانه وتعالى وتتفجر فى القلب ينابيع معرفه الله سبحانه وتعالى ...

أيضا من الأمور التى تساعد الإنسان على الإخلاص .. بعض الطاعات كالصلاة والصيام وصلاة الليل وصدقة السر وأعمال معينة تساعد الإنسان على الإخلاص وتربى فيه ملكة الإخلاص ...

أيضا من الإمور التى تعين الإنسان على الإخلاص .. تذكر اليوم الأخر وظلمة القبر و وحشته وسؤال الملكين والوقوف بين يدى الله عزوجل .. فكل هذة الأمور تطرد عن النفس وعن القلب وساوس الرياء وخواطر الرياء وتزهد المرء فيما عند الناس "ماعندكم ينفذ وما عند الله باق"

                     .. أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق