>

الجمعة، 20 يناير 2012

مراجعة عما سبق ثم الكلام عن الصدق



مراجعة عما سبق ثم الكلام عن الصدق


تكلمنا فيما مضى عن قوله تعالى "إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
"
قلنا ان هذه الآية منهاج حياة وان القران يهدي للتي هي أقوم في كل شيء في العقائد والمعاملات والعبادات يهدي للتي هي أقوم في بناء الحضارات وإنشاء الدول يهدي للتي هي أقوم في بناء الشخصيات وفي بناء النفوس وكذلك يهدي للتي هي أقوم في حل الأزمات والقضاء على المشكلات ويهدي للتي هي أقوم في تهذيب النفوس وعلاج أمراضها وقلنا من هذا المنطلق سنهتدي بهدى القران


ووقفنا مع أية من كتاب الله عز وجل وهي قوله سبحانه وتعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"

وتكلمنا على أن هذه هي وظيفة العمر من بطن الأم إلى بطن الأرض فالإنسان إذا ولد فهو مستدبر الدنيا مستقبل الآخرة يسير إلى الله سبحانه وتعالى يحمله ليل ويضعه نهار ومن رحمة الله سبحانه انه أخر جريان قلم السيئات عليه حتى يبلغ سن التكليف فإذا بلغ سن التكليف فوظيفته انه عبد لله عز وجل حتى يلقى ربه "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" إجماع المفسرين في هذه الآية أن اليقين في هذه الآية هو الموت  واعبد ربك حتى يأتيك الموت
 .
وتكلمنا على أن العبودية هي أعلى قيمة في حياة المسلم وهي اشرف مقام يصل إليه الإنسان إذا وصل إليه وتحقق به والنبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله أن يصفه أو يخبر عنه وصفه في أعلى المقامات وصفه بالعبد

قال سبحانه "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"

 فنعته بالعبودية في موقف من اجل المواقف التي يقفها النبي صلى الله عليه وسلم
 .
قلنا ان العبادة هي " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة "

وتكلمنا عن هذا التعريف بالتفصيل.
أنا أحاول ان اعيد الوصل بما سبق لما حدث من انقطاع فترة كبيرة فأرى أن اذكر بهذه الدروس وان
 كانت هذه الدروس دروس حيوية أي أن الإنسان يحيا بها أي أن الإنسان يحملها معه دائما
 .
تكلمنا على ان العبادة لها ركنان كمال الحب مع كمال الذل
.
وان العبادة لها شروط حتى تقبل عند الله عز وجل
 اول: شرط الايمان
 ثاني: شرط الاخلاص
 ثالث: شرط الاتباع
 .
سنستكمل الكلام عن هذه القضية الكبرى وهي قضية العبادة
 .
سنتكلم عن أمر في غاية الأهمية . سؤال إذا قلنا إن العبادة هي كل ما يحبه الله ويرضاه من أقوال وأعمال ظاهرة و باطنة الا تتفقون معي ان كل منا أراد يوما ان يعمل عملا يحبه الله ويرضاه ثم لم يعمله فكثير منا أراد ان يحفظ القرآن كم واحد استمر كثير من الأخوات شمرت عن ساعد الجد في حفظ القران هل استمرت حتى تختم القرآن
 .
كثير من الأخوات سمعت عن فضل العلم وكثير من الأخوات شمرن عن ساعد الجد وهمت بالالتحاق بالمعاهد الشرعية أو محاولة الدخول على الغرفة او كذا كم أخت استمرت .......أنا ساءني  فعلا وأنا أطالع المدونة أجد فصل بعض الأخوات لتغيبهم غياب متكرر ولم يقدموا أعذار والأمر ساءني فسبحان الله هذه نعم أن يحمل العلم إلى الأخت في بيتها فلا تخرج من بيتها ولا تركب المواصلات ولا تخالط الرجال ولا تخرج من بيتها ولا تترك أبنائها سبحان الله أي أن الأمر في غاية اليسر ومع ذلك بعض الأخوات يتغيب عن الحضور فهذا أمر في غاية الأهمية فهذا نموذج

 فعندما دخلت الغرفة هي تريد فعلا ان تتعلم لكن يمنعها أمور
.
كم اخت علمت ان هناك صفة ذميمة مثل صفة علو الصوت او الحدة وسلاطة  اللسان لاسيما إذا كانت مع من يجب تبجيله مثل الوالدين او الزوج او ممن له عليها منزلة في العلم والفضل من معلمة لها او معلم او غير ذلك هي علمت ان هذه صفة ذميمة وتحققت به وتأكدت تماما ان هذه صفة ذميمة لا ينبغي ان تتحلى بها

 كم أخت استطاعت لاسيما في مواطن الغضب ان تتخلى عن هذه الصفات كم اخت؟

وما الذي يمنعها في مواطن الغضب او حتى في المواطن العادية ان تخفق في ان تتخلى عن هذه الصفة
 .
مسألة الغيبة التي تحدث في المجالس وتكثر في الأوساط النسائية وأنا أتمنى ان تختفي من أوساط المسلمين لا أقول فقط من أوساط الملتزمين لكن أولى الناس بذلك من رفع شعار التدين وأعلنوا أنهم رضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا فكيف يقعوا في تلك الكبائر
 .
هناك فضائل ونحن نعلم انها فضائل ونحن نقصر في بلوغها وهناك رذائل او صفات سيئة او ذنوب ونعرف او نوقن انها ذنوب او صفات سيئة ثم نحن نتحلى بها  تعلمون مفتاح الحل في هذا الكلام ماذا ؟

الصدق

الصدق معناه العزيمة القوية
فما الفرق بين الصدق والإخلاص

 الإخلاص أني لا أريد بعملي إلا أن يرضى عني المولى عز وجل فقط أقدم هذا العمل لله وجهتي ونيتي وقصدي لله رب العالمين هذا هو الإخلاص اخلص العمل من شوائب النفس بان تريد المدح او الثناء
 .
الصدق أني أريد الله بصدق بعزيمة صادقة

مثال : هل هناك طالب في الجامعة لا يريد ان ينجح ما من طالب إلا يريد ان ينجح  الطالب الذي لا يحضر المحاضرات طوال العام ولا يذاكر الدروس وليس له علاقة بالكلية هل هذا الطالب صادق في إرادة النجاح المطلب لا شك انه موجود عنده أمنية وليس عنده عزيمة أي انه يتمنى ان ينجح لكنه ليس صادق في طلب النجاح هذه هي المشكلة التي نعاني منها والتي ذكرتها في عدة الأسئلة السابقة
 .
الأخت التي تبدأ في حفظ القرآن هي قرأت عن فضائل القرآن وتتمنى ان تكون من حملة القرآن لما سمعت ذلك وأيقنت بذلك وتاقت نفسها الى ذلك ماذا حدث بدأت في الحفظ بدأت في الطرق لكن هناك اختبارات هنالك امتحانات
 قال تعالى
"الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ "

هذه آية محورية في حياة كل إنسان "وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"
 وهم لا يعرضون على  الاختبار والامتحان "وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ"
 هذه سنة كونية " فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ

ونضرب مثال هنا أخت تذهب للتحفيظ لحفظ القران تذهب مع مجموعة من الأخوات هي متآلفة معهم ويركبون سيارة مريحة جدا والمحفظة على قدر عالي من دماثة الخلق ومن قدر كبير من الاتقان اذا هي تستمتع بهذا الخروج للحفظ  فلو حدث أن فارقت الصحبة ولم تعد تجد تلك السيارة المريحة او غابت المحفظة الودودة التي اعتادت عليها وهنا يبرز الصدق لو ان عندها صدق في طلب القران وطلب حفظه الذي سيحدث انها ستذهب مع احتساب كل المشاق الموجودة أمامها هي عندها صدق في طلب هذا الأمر
 .
أخت علمت خطورة الغيبة سمعت شريطين للشيخ يعقوب حفظه الله عن أفات اللسان او الشيخ محمد إسماعيل المقدم أيقنت بقبح هذه الصفة ماذا تفعل تجلس وسط أخوات صالحات يعينوها على ترك الغيبة لمدة أسبوع ولكن فجأة وجدت في وسط أخوات غير ملتزمات لا يتحفظون عن الغيبة بدأ من أمامها الغيبة ساعد على ذلك ما تتعرض له من ضغوط فالصدق هنا ان تترك الغيبة مع كبح لجام النفس بسوط التقوى

 مثل السيدة زينب حين سئلت عن السيدة عائشة قالت احمي سمعي وبصري رغم انها هي التي كانت تساميها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
  فالأمر الصدق.
ما علاقة الصدق بالعبودية بعض العلماء يضعون الصدق من شروط العبادة لكن يضعه شرط تحقق لننتقل من مرحلة الأمنية إلى مرحلة التحقيق لابد من الصدق
 .
فقد قلنا ان العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة فكل هذه الأعمال الظاهرة والباطنة كيف تتحقق هي تتحقق عن طريق الصدق
 .
لو أردنا أن نطبق المعنى أكثر ونرى بعض الصادقين الذين قص الله علينا خبرهم في القرآن

 قال تعالى في سورة الحشر "لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"

هو هدفه ان يرضي الله عز وجل فلو كان امن في سربه معاف في بدنه يملك وسائل الرفاهية فلا بأس لكن قيل له بلسان الحال ولسان المقال لن تعبد ربك في هذه البلاد فالصادق في اشهد ان لا اله الا الله والصادق في انه يبتغي فضلا من الله ورضوانا يبتغي فضل الله عز وجل في الدنيا وفضله في الجنة ويبتغي رضوانه سبحانه وتعالى ويريد ان ينصر الله وينصر دينه ونبيه عليه الصلاة والسلام اذا كان لا يتأتى له هذا الأمر إلا بترك المال والدار والأهل فلا اختيار له في هذه الحالة إلا ان يفعل هذا نموذج قراني لو وقفنا معه وتدبرنا نعلم معنى الصدق "أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"
هذا هو الصادق هو من لا يعوقه العوائق والموانع عن بلوغ هدفه وما هو هدفه "يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا" وماذا ايضا "وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" لا يسأل نفسه كيف يفعل ذلك أهم شيء هو أن يفعل ما الثمن ؟ لا يهم أي ثمن
 .
فلو رجعنا للأخت التي تحفظ القران هي تريد حفظ القران كيف تحفظه ؟ بأي طريقة أهم شيء انها تريد حفظ القران لن يتوقف الأمر على الرفاهية رغم أننا نلاحظ انه رغم وجود الرفاهية والوسائل الحديثة المساعدة التي تعين على الحفظ أو طلب العلم وغيره نجد أيضا نوع من الكسل هذا ضد الصدق فصدق العزيمة عكسه التسويف
.
مثال أخر من القران قال تعالى في سورة التوبة  " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" هذه الآية نزلت في أعقاب القصة المشهورة قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك قوله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا"
 فيه قولين أما انها يا أيها امنوا من أهل الكتاب اتقوا الله وكونوا مع الصادقين والنبي صلى الله عليه وسلم
 القول الثاني أي يا أيها الذين امنوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم اتقوا الله وافعلوا ما امرتم به واتركوا ما نهاكم عنه

" وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" الصادقين هنا فيه أقوال مع ابي بكر وعمر او مع الصادقين الذين لم يتخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد
 وقول انه مع الثلاثة الذين خلفوا وصدقوا في توبتهم
 وقيل انه عم أي كونوا مع الصادقين أي كل من يوصف بالصدق في المقال او الأفعال او الحال .

هذا نموذج آخر للتوبة نموذج أخر من نماذج الصدق صدق التوبة

فلو تدبرنا في توبة كعب بن مالك هو ماذا فعل هو قصرفى فعل أمر لا ينبغي شرعا  وهو التخلف عن الرسول صلى الله عليه وسلم " مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ"

ماذا يطلب من كعب بن مالك مطلوب ان يتوب أي يرجع هذا ما فعله كعب بن مالك رضي الله عنه تاب ورجع وأظهر الندم وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه في الحديث وأراد أن يتوب لكن الأمر عسر عليه جدا مكث خمسين ليلة نهى النبي أصحابه عن مجالستهم حتى الزوجات أمرن ان يفارقن أزواجهم إلى أهلهم حتى المرأة التي استثنت لان زوجها لا يقوم بأمر نفسه ولا يكف عن البكاء قيل لها امكثي معه على ألا يقربك فهي تبقى معه لأنه إنسان ضعيف لا يستطيع ان يقوم بشأن نفسه لكن لا تتعامل معه كزوجة أمر في غاية الصعوبة لو تخيلناه واسترسلنا معه هو أمر في غاية الصعوبة
 .
ما المعنى في هذا الأمر أنهم عندهم صدق في التوبة يريد ان يتوب حقا مهما كان الثمن الذي سيدفعه في هذه التوبة لذا لما نزلت توبتهم في قرآن يتلى إلى يوم القيامة وقام قائم يصرخ إلى كعب بن مالك "ابشر بخير يوم منذ ولدتك امك " فافضل يوم لك يا كعب هو اليوم الذي قبل الله فيه توبتك وانزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبول هذه التوبة في القران
 .
فلو تخيلنا لو أن أخت لها أخت تحفظها القرآن  وهي أخت كبيرة وفاضلة وهي غضبت منها في يوم وترفض ان تكلمنها وهي أخطأت حقا حجم الغضب وألم النفس عند هذه الأخت كم يبلغ فلو ان احد المشايخ الكبار قال فلان الفلانية لا أريد ان تحضر بالمسجد ولا تسمع درسي فصعوبة الأمر كم تبلغ فتخيلي لو انا نعيش في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعندما أقول له السلام عليكم ورحمة الله لا يجيبني ولا يكلمني ولا ينظر إلي بل أن خيرة الناس وهم الصحابة رضوان الله عليهم لا يردون علي السلام أيضا ويأمر أهل البيت حتى الزوجة أن تترك المنزل كل هذه صعوبات فسيدنا كعب أن مالك صبر رغم كل هذا لأنه كان صادق في طلب التوبة كان صادق في انه يدعو الله سبحانه وتعالى وصادق ان ندم على ما فعل وعن التفريط في أمر الغزو والتخلف عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..........هذا مثال أيضا من أمثلة الصدق
 .
ومثال أخر وهو مثال رائع وهو حديث أبو كبشة الانماري وهو حديث صحيح يقول وهو في الترمذي ومسند الإمام أحمد حديث أبو كبشة الأنماري عن النبي أنه قال  إنما الدنيا لأربعة نفر ؛ عبد رزقه الله مالا و علما فهو يتقي فيه ربه ، و يصل فيه رحمه ، و يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأفضل المنازل ، و عبد رزقه الله علما ، و لم يرزقه مالا ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، فأجرهما سواء و عبد رزقه الله مالا ، و لم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ، و لا يتقي فيه ربه ، و لا يصل فيه رحمه ، و لا يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل ، و عبد لم يرزقه الله مالا و لا علما فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء ) مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر : رجل آتاه الله مالا و علما فهو يعمل بعلمه في ماله ؛ ينفقه في حقه ، و رجل آتاه الله علما و لم يؤته مالا و هو يقول : لو كان لي مثل هذا عملت فيه بمثل الذي يعمل فهما في الأجر سواء ، و رجل آتاه الله مالا و لم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ، و رجل لم يؤته الله مالا و لا علما ، و هو يقول : لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله : فهما في الوزر سواء
الراوي: أبو كبشة الأنماري المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 16
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
» .
فصدق النية بلغه منازل لا يبلغها بعمله
 .
ايضا في الحديث المشهور "قال النبي صلى الله عليه وسلم: [مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ] رواه مسلم نسأل الله عز وجل ان يرزقنا الشهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين ..............فالصدق امر في غاية الاهمية

.
ألان نحن نسمع شكوى عن عدم القيام لصلاة الفجر وهي شكوى تتردد ......هل هناك إنسان صادق في انه يقوم لصلاة الفجر ويحرم من صلاة الفجر يقول لأنه مريض ..اذا كان مريض فهذا صاحب عذر هل هي مريضة كل يوم .....تقول ليس عندي من يقوم للصلاة في المنزل أنا الوحيدة التي استيقظ ومعي أطفال واسهر ............هذا نفس الأمر عندما كان المنزل والظروف مهيأة وننام 6 ساعات قبل الفجر فطبيعي أي إنسان مسلم او غير مسلم انه سيستيقظ بعد نوم 6 ساعات .........وهنا يظهر الصدق هل أنت حقا صادقة في طلب الاستيقاظ لصلاة الفجر حتى لو نمت ساعة واحدة ستقومين مهما كان الثمن وان شعرت بصداع او أي ثمن لأني صادق في ان أقوم لصلاة الفجر
 .
الأخت التي تسمع في الشرع ومن أهل العلم كلام عن حقوق الزوج وعن كيفية التعامل وان النبي صلى الله عليه وسلم قال "انظري اين انت منه فانه جنتك ونارك " وما سواه وهناك بعض الأزواج لا يعينون زوجاتهم على هذا البر فهو لا يعينها بصفاته او سلوكياته لأنه ممكن لا يكون على نفس هذا المستوى ...............هذا أيضا اختبار صدق
.
ما يطلب منك هو ان تتقي الله في زوجك سواء أكان هو أهل لهذا او لا
.
أوضح المثال أكثر الأب والأم هل هناك من يشك في انه يجب عليه بر أباه وبر أمه ....الا تتفقون معي ان هناك آباء برهم سهل ويساعدون أبنائهم على البر وهناك آباء وأمهات برهم في غاية الصعوبة يعسروا البر في غاية التعسير لا يرضى بأي شيء او أم لا ترضى بأي شيء او باللغة الدارجة عندنا لو قدلها أصابعه شمع لا ترضى ................هل هناك من يشك ان الإنسان الذي بر أبويه صعب انه يجب عليه برها ....يجب عليه برها مع الصعوبة
 .
نقول يجب الإحسان إلى الزوج ومراعاة حقه ومنزلته "وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ" ولو كان عشرته صعبة فما الذي يجبر أخت انها تفعل هذا خاصة أننا في عهد التحرر البنت مثل الولد وهذا يعارض اية من كتاب الله "وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى" بالطبع نحن نقول النساء شقائق الرجال لكن الله تعالى هو الذي خلق .خلق الزوجين الذكر والأنثى وهو الذي حكم وهو الذي وزع المراتب والمناصب وهو الذي أمر بالبر وهو الذي وضع الدرجات سبحانه وتعالى وهو الذي خول الرجال مناصب وخول النساء مناصب أخرى وأمر بالبر كل هذا حكم الله هذا كله قضية الحاكمية الله عز وجل هو احكم الحاكمين .
ما الذي يجعل الأخت تحسن إلى أمها او إلى أبيها او إلى حماتها وهي تشعر فعلا أنهم ليسوا أهل لذلك .......لان الله حكم بذلك
 .
كثيرا ما اسمع أن الإخوة والأخوات الأشقاء والشقيقات بينهم شحناء سبحان الله هل هذه هي صلة الرحم رغم أنا نعلم انه ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من اذا قطعت رحمه وصلها .

ما الذي يضطر الأخت أن  تحسن إلى أمها او إلى أبيها او إلى حماتها وهي تشعر فعلا أنهم ليسوا أهل لذلك ......

.لان الله هو احكم الحاكمين وهو الذي يحكم " وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" .الله عز وجل حكم ان الرجل له قوامة وله درجة حكم ان الاب له بر وان الام لها بر " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "  ............

.وأنا أقول أني عبد لله عز وجل وأريد أن أكون عبدا صادق لست مدعي ليس مثل الطالب الذي يقول انه يريد النجاح ولا يذاكر ويسقط .اخشي من يكون هذا ديدنه يسقط في امتحان الآخرة

 .....هذه مشكلة فالعبرة ليست بالتمني قال تعالى لتقريع المنافقين " يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ".

إن
 الأماني رأس مال المفاليس

 الأماني والتسويف ولين العزائم والكسل كل هذا ..........مضادات للصدق
 .
أنا أحاول أن آتي بأمثلة من الواقع لان الهدف من أي دراسة شرعية أي حديث او أيه او أي حكم نتعلمه الهدف ان نحول الآيات والأحاديث والأحكام إلى واقع .لان الإنسان قد يحدث عنده نوع من الانفصام
 .
عرض علي مشكلة لأخت معها القراءات العشرة بالإسناد هذه لو في عهد التابعين كان يرحل إليها لكنها كانت مشكلة كبيرة جدا بها انفصام كبير بين هذا القرآن الذي تحمله بعشر قراءات واسنادهم .....هل كان هذا مانع من سلوكيات خاطئة ....للأسف لا

.
فنحن نأتي بأمثلة من الواقع لأننا نريد ان نحول كل اية نقرأها او كل حديث نسمعه إلى كائن حي يعيش معنا لأنها تحدثنا تأمرنا وتنهانا
.
لن يكون للإسلام واقع في الدنيا الا إذا كان له واقع في حياة أبنائه الذين يحملون قضيته ويحملون همه
 .
نعود مرة أخرى الإنسان الذي عنده مشكلة في صلاة الفجر في حفظ القران في صلاة الفجر او في بر الوالدين او توقير الزوج او الإحسان اليه او في التعامل مع أخواتها كل هذا نعود إلى حكم الله سبحانه وتعالى ويكون ما يقودنا في ذلك الصدق
 .
لذلك الإنسان إذا أراد ان يصل الى الله عز وجل فلابد ان يستقل مركب الصدق
.
أريد أن أصل إلى الله أريد الله ان يرضى عني أريد أن أكون عبدا حقيقيا لله اركب مركب الصدق مثل من عنده مشوار إلى القاهرة وهو صدق في هذا الأمر فاستيقظ وجد العربة بها عطل سيأخذ قطار لم يجد حجز للقطار ماذا يفعل سيأخذ أتوبيس لم يجد سيأخذ ميكروباص او تاكسي او غيره المهم انه يصل .............واذا كان على الطريق هل سينزل الى كل بلد ليضيع بها الوقت فهذا من قلبه ضعيف وهمه وإرادته مشتتة

 .
من يريد ان يصل الى الله يركب مركب الصدق ويستقل قطار الصدق وهذا قطار سريع لا يقف

 .
هناك كلام جميل لابن القيم في "مفتاح دار السعادة " ان أي إنسان لابد وان يكون عنده نوعان من القوة

 :1- قوة تبصره وتهديه وتوضح له الطريق

-قوة ترقيه أي يصعد بها في درج العبودية لله عز وجل 2-.

لذا فحينما أسير في الطريق يلزمني مصابيح وكشافات توضح لي هذا الطريق وعندي إرادة وعزيمة تمكنني من السير أي إنسان عنده خلل في السير لابد وانه فاقد لأحد الاثنين أما انه ليس معه كشافات فيتخبط بالطريق او يكون إنسان معه الكشافات والنور واضح ولكنه كسول ومتباطئ ومنهزم نفسيا وليس عنده إرادة صادقة في ان يتحرك بهذا الطريق
 .
نسأل الله رب العالمين أن يرزقنا وإياكم الصدق في القول والعمل
 .



.......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق