>

الأربعاء، 29 يونيو 2011

المحاضرة الأولى من دورة الإعداد للعمل الدعوي وهي بعنوان الدعوة الفردية ومراحلها

بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة الأولى من دورة  الإعداد للعمل الدعوي
الدعوة الفردية

العمل الدعوي ما هو إلا الدعوة إلي الله عز وجل والدعوة الي الله اما بالتوجه بالخطاب لفرد وتكون دعوة فردية او التوجه بالخطاب لجماعة وتكون دعوة جماعية والدعوة
الجماعية هي الخطابة أو الدرس والدعوة الفردية هي التوجه بالكلام لفرد واحد والنبي صلي الله عليه وسلم بدا دعوته بالدعوة الفردية وليس الجماعية وحدثت الدعوة الجماعية بعد ذلك عندما وقف النبي صلى الله عليه وسلم فوق جبل الصفا ولكن الدعوة الفردية كانت هي الأصل في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا أردنا المشاركة في العمل الدعوي لابد ان يكون واضحا إنه لابد أن يكون متقنا للدعوة الفردية وليس معنى الدعوة الفردية التكلم وفقط بل لابد من التواصل والتواصل يكون فعال من أجل بناء شخصية مسلمة متكاملة فالداعي يخاطب المدعو علي انفراد من اجل بناء شخصية مسلمة متكاملة من خلال هذا التواصل ولكي يكون التواصل فعَّال هناك محورين :-
أولا : الإطار النظري : أي إنسان يحب أن يعمل في الدعوة الفردية لابد ان يكون عنده تصور نظري عن الدعوة الفردية وما هي؟
ثانيا الأمثلة العملية
أهمية الدعوة الفردية
أصل الدعوة أنها تكون فردية والجميع يعرف ان أهم شئ هو الدعوة الفردية حتي أعداء الدين يعرفون ذلك وذلك لخصائص أو مميزات الدعوة الفردية التي تجعل الدعوة الفردية أصل الدعوة
خصائص الدعوة الفردية :
1- لأنها سهلة وميسورة لا تحتاج ملكات خاصة فلا يجب ان تكون الأخت مفوهة أو درست اعلام أو لبقة حتي تتمكن من الدعوة الفردية فلا تحتاج ملكات خاصة
2- لا تحتاج وقت معين بل في أي مكان وأي وقت في البيت أو التليفون أو المدرسة أو الجيران والأقارب
3- لا تنقطع بل وتبني الدعوة الفردية دول ونضرب لذلك مثلا بقصة الطاجاكستاني ( التي حكاها الشيخ أبي اسحق الحويني ) هذا الرجل نذر نفسه لخدمة دينه في بلده في أيام الإتحاد السوفيتي  فرضي أن ينتقل سرا في الليل بين القرى  يعلم الناس العلم : يحبس نفسه في دار  حتى يقضي نهمته  ثم ينتقل من دار إلى دار سرا  يعلم الأطفال ويربيهم  ويحفظهم القرءان وطلبته خرجوا للحج معه وهو في التسعينات من عمره وقابله الشيخ أبو إسحاق هناك سنة 1996م هو وتلامذته وسمع منهم هذه القصة وكان المسمار الاول في سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان قمة في الظلم والفتك ومع ذلك لم تقف الدعوة فلا يمكن لاحد ان يوقف الدعوة الفردية حتى لو حبس إنسان في سجن انفرادي فالحارس الذي على الباب الذي يضع له الطعام والشراب مستهدف أيضا بالدعوة الفردية  وهناك مثال واضح لذلك قصة سيد قطب مع الاثنين اللذين وقفا أثناء إعدامه  والتزما علي يده وتابا إلى الله فلا يمكن ان تتوقف الدعوة الفردية .
4-هي التي تخرج الكوادر  ويكون كل فريق العمل الدعوي على رؤية واحدة ونسق واحد ويحدث فيها تواصل فردي علي الخصوص ويناقش فيها كل القضايا ويكون فيها وضوح كامل للشخصيات ونستطيع الانتقاء منهم كل حسب قدراته ومميزاته فهذه الاخت تستطيع ان تُحفِّظ القرءان وأخري تستطيع ان تتعامل مع الطلائع وأخري مع طالبات الجامعة فكل اخت لديها ميزة ستتضح لنا من خلال الدعوة الفردية لأنه في تقارب قوي . 
إذن الدعوة الفردية تتيح :
اكتشاف المواهب -  معرفة المشاكل عن قرب وعلاجها – الانتقاء للأفراد الصالحين
***
الدعوة الفردية ليست قوالب جامدة وإنما هي في حقيقة الأمر تواصل فعال ونحن نتكلم عن القواعد العامة لهذا التواصل الفعال
أركان الدعوة الفردية
الداعي والمدعو(المستهدف بالدعوة) و الدعوة نفسها(مراحلها وخطواتها )
·       الداعي:
 قلنا إن الدعوة الفردية هي من الدعوة الي الله عز وجل فلا شك أن جميع الصفات الحميدة يطلب من الداعي أن يتحلى بها  انه يكون به كل ما هو واجب او مستحب وليس حديثنا عن هذا بل حديثنا عن الصفات التي لابد منها والتي إذا فقد أحدها ضاع أثر الداعي أو تخلف عن ركب الدعاة
حتى ولو حصل علي الكثير من الصفات وإلا لن يستطيع أن  يقوم بالدعوة الفردية  فالدعوة ليست كلمتين بل المسالة مسألة تواصل مستمر مع المدعو حتى آخذ بيد شخص من تحت الصفر لأوصله إلى سفح الجبل  حتى يصل لبر الأمان  ويحتاج هذا مجموعة من السمات منها :
1- البذل والتضحية وحمل هم الدعوة الفردية ومدرك لقضيتها ويكون قدوته النبي صلي الله عليه وسلم حين كان يعرض نفسه على القبائل في الأسواق ويقول" من يؤويني , من ينصرني حتى أُبلِّغ رسالة ربي وله الجنة " والنبي  يخرج للطائف ويهاجر من مكة للمدينة (مسافة 400كم) وقضية الدعوة واضحة له تماما يموت دون هذه القضية فلابد أن يحمل المسلم هم الدعوة الفردية حتى لو كان شخصية غير مكتملة أو عندها أخطاء فهو إن حمل الهم إن شاء الله أخطاؤه تتصلح  أما لو كان إنسان شخصيته ممتازة ولا يحمل هذا الهم لا يستطيع أن يمضي قدما في الدعوة الفردية وهناك العديد من الامثلة ممن حمل هم الدعوة وأعطوها وقتا كاملا فالداعي لا يضيع الوقت في أي قضية!! فالدعوة الفردية ان يهتم الداعي بمدعو من البداية الي ان يتركه انسان ملتزم يستطيع ان يدعو غيره .والاخت ممكن ان تكون في بيتها حاملة لهذا الهم وتأخذ بيد الاخوات من بيتها علي قدر الاستطاعة  فتؤثر فيهم وتأخذ بأيديهم إلى شاطئ النجاة وتجعلهم دعاة   ..
2- عدم اليأس والمثابرة :  لأن من يعمل في الدعوة كثيرا يجد إخفاقات كثيرة وسيجد أناس كثير تقع وبعد ما يبذل معهم فترة يجدهم لم يكملوا الطريق  لأنه من ييأس بسرعة يتعب فلابد من المثابرة نضرب مثلا بذلك قصة الرجل الذي ولد في أسرة فقيرة وكان عاجز فقد يديه و رفض المساعدة من أي شخص وعمل برجليه ساعاتي يصلح الساعات وربما لا نستطيع نحن ان نعمل بأيدينا ما فعله بأرجله فلم يعرف الياس حاول الكثير بلا ياس وبمثابرة ربما جرب آلاف المرات فالإنسان يحاول أن يدرك مفاتيح القلوب ومداخلها فنحن لا نعرف متى وكيف سيفتح هذا القلب ربما بعد مرة واثنين وثلاثة وربما كلمة لا نلقي لها بالا تكون هي مفتاح هذا القلب فلابد من عدم الياس محاولة ادراك مفاتيح القلوب والبحث عن الحل ولكن من غير أن تسبب ضجر لمن تتعامل معها  ...
3- أن تتحرك من خلال خطة فكل انسان يعرف قدراته يبدأ أولا: بتحديد عدد من سيتكلم معهم ثانيا :تحديد الهدف الذي يريد الوصول إليه والقضايا التي سيتكلم مع المدعويين فيها ومعرفة كيف سنتمكن من معالجة هذه القضايا فلابد من التحرك من خلال خطة حتي لا يضيع الوقت فالموضوع ليس كلام بل معاني نوصلها لغيرنا وقضية نضع فيها كل يوم لبنة ونبني عليها فيكون هناك تفكير ماذا نريد ان نفعل مع هذا الشخص ومن أي الشخصيات هو ؟ وكيف يمكن حل الشبهات التي لدي الشخصية .؟ وهذه الخطة ستوفر الوقت اذا ايقنت ما هي القضية التي سأعالجها وإذا لم اعرف كيف اعالجها اتشاور مع اهل العلم ممن يتمكنوا من مساعدتي ...حتى لا يضيع الجهد هباء

·       المدعو:   
أقسام المدعو لابد من تقسيم الناس حتي نعرف مع من سنتكلم أولا
 تقسيمهم علي حسب مشاكلهم الأساسية
هناك من الناس من مشاكلهم الاساسية شبهات
وهناك من مشكلته الاساسية شهوات
 فلابد أن نعرف انه ليس هناك من عنده شبهات بدون شهوات فالاثنين قائمين مع بعض لكن هناك شخص مشكلته الرئيسية الشهوات واخر تكون فرعية عنده والشهوات المراد بها الأمور الدنيوية مثل حب الدنيا والهوي وأيضا أخرى عندها شبهات كأمور عقائدية أو ما شابه لكن هي السبب في الوقوع في الشهوات لكن اذا تم حل الشبهات حلت الشهوات تبعا
وهناك قسم ثالث الشخص المدمن :وهو من سقط تماما في المخدرات ولم يعد ينفع معه إلا المصحات ولا يفيق إطلاقا وهذا له طريقة تعامل خاصة.
ممكن  بداخل كل قسم (الأول والثاني) نجد مراتب داخل كل قسم وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم ( خياركم في الجاهليه خياركم في الإسلام إذا فقهوا) ومعني هذا ان الاخلاقيات  حتي من غير التزام ستختلف  وأيضا السلوكيات هناك ناس اخلاقها عالية جدا وهي غير ملتزمة فهذا بقى لها على الالتزام الاعتقاد فقط وهناك إنسان أخلاقه جاهلية يكون متعب يحتاج جهد كبير ويكون مشكلة حتى لو التزم وهناك اخلاقة عادية .
إذن  يقسم المدعو في كل من القسم الأول والثاني إلى:
‌أ.       شخص صاحب أخلاق جاهلية
‌ب.شخص صاحب أخلاق أساسية
‌ج.  شخص صاحب أخلاق سامية
 وهذا التقسيم  حتى نستطيع اختيار الاسهل من الشخصيات التي نستطيع ان نتعامل معها والاقرب لي في التعامل والأقل جهدا بخلاف من سياخذ مجهود كبير جدا ووقت كبير ويحتاج بناء وليس معني ذلك اننا سنتركه بل فاذا كنت انا قدراتي 10 وأمامي 100 سأختار منهم 10 يسهل التعامل معهم اخلاقهم قريبة للإصلاح أما إذا كنت أمامي 10 فقط وهم طاقتي فلن اختار منهم بل ساخذهم كلهم دون النظر لاخلاقهم فاذا كان امامي مسافة للاختيار ساختار من ينتفع مني بسرعة وينفع غيره فيما بعد ...

·       مراحل التواصل الفعال في الدعوة الفردية
من البداية ( شخص لا اعرفه ) إلى النهاية ( أن يكون مثله مثلي يدعو غيره ) مع تصور نظري لكل مرحلة وضرب امثله علي ذلك فهي أربع مراحل
1- التعارف:والمراد به إيجاد قناة اتصال وتزول هذه المرحلة بالنسبة للمعارف والزملاء القدامى
2- التقارب: والمراد به بناء علاقة تسمح بالنقاش وتزول مرحلة التقارب بالنسبة للأصدقاء القدامى
3- التأثير : والمراد به محاولات التغيير في المدعو  ممكن نبدأ بها مع أخت جائتنى وقالت أنا أريد الالتزام فلن أبدأ بالتعارف والتقارب أولا وادخل في التأثير
4- البناء : استكمال جوانب الشخصية المسلمة بعد الالتزام بالهدي الظاهر ولنفهم هذه المرحلة فهم صحيح سنتكلم عن موضوع (المتابعة ) إن شاء الله .
ملحوظة : الكلام عن الدعوة الفردية  ليس كلاما على نصوص قطعية فليست قواعد  مسلَّم بها لابد من المرور بها ولكن ما نتكلم عنه  أطر عامة  والدعوة الفردية عبارة عن تواصل نستفيد به من خبرات الآخرين وقد نصحنا من قبلنا بنصيحة وجدنا فائدتها  بعد ذلك أن نسجل المواقف التي نمر بها 
مثلا : هل تكلمت مع فلانة بطريقة صحيحة؟ هل تصرفت بشكل جيد أم لا؟  فدراستي تصرفاتي ومواقفي فالدراسة المستمرة لمواقفي تجعلني استفيد من خبراتي واستفيد من خبرات غيري أيضا ,فالدعوة الفردية مجموعة خبرات لا تحتاج قراءة كتب  بنفس قدر احتياجها للممارسة ويكون الإنسان مركز جدا في الاستفادة من خبرات من حوله  وخبراته الشخصية وهذا يجعله مميزا يستطيع  اتخاذ قرارات بجدية في المواقف ويفيد غيره عندما يتعرض لموقف قد مر به من قبل  ..

o     المرحلة الأولى ( التعارف ):
 ايجاد قناة اتصال بين الداعي والمدعو مع الأصدقاء في الجامعه والمسجد وغير ذلك من أماكن التواجد وهي غير مقتصرة علي مكان محدد بل أي مكان
هناك فوائد ممكن ان نستفيد منها ليس شرطا أن أكون اعرف المدعو لكن ربما يكن غريب عني لذلك اجد طريقة للتواصل معه وهناك انسان التعارف عنده سهل جدا فهو انسان اجتماعي وهناك من التعارف عنده مشكلة  
الانطباعات الأولي تدوم فإذا تم التعارف بشكل جيد سننجح فيما بعده من مراحل وكل انسان يختار طريقة التعارف التي تناسبه
هناك تعارف مباشر أن نذهب للمدعو ونتكلم معه مباشرة اننا نريد التعرف عليه
انتبهي : إذا طلبتِ من محدثتك أن تتعرفي عليها مباشرة فابدأي بنفسك أولا وقولي أنا فلانة بنت فلان أريد أن أتعرف عليك!! 
ابتكار محاولة اتصال يبدأ بعدها التعارف عن طريق لفت الانتباه أو طلب المساعدة أو التعليق علي شئ ملفت بطريقة مهذبة  أو بسؤالها عن أمر ما  فبمحاولة كسر الجدار الذي بين الداعي والمدعو يحدث تعارف
فمثلا رجل أراد يوما أن يتعرف علي الشيخ محمد حسين يعقوب في مواصلة وكان يقرأ وقتها القرآن فذهب اليه وقال له شيخ حضرتك كنت فين أمس الساعة 11 ؟ -هو جذب انتباه الشيخ- فقال له الشيخ : خيرا! لا اتذكر فقال له يا عم الشيخ  المصحف معك في كل وقت ولكن أنا غير موجود معك دائما علمني فهمني شئ أريد التعرف علي حضرتك.
أمور يجب أن نأخذها في الاعتبار عند التعارف:-
1-حفظ اسم المدعو : فكل انسان يحب اسمه ونحفظ الاسم عن طريق تكرار اسم الانسان وربطه بالموقف او ربطه باسم شخصية أخرى
إذا نسيت الإسم حاول أن تعرفه بدون سؤال الشخص نفسه
2-الابتسامة : قول النبي صلي الله عليه وسلم " تبسمك في وجه اخيك صدقة "
يقول سفيان عندما عوتب في عدم الدخول على السلطان (إني لألقي الرجل من اعدائي فيهش في وجهي فيلين له قلبي! )
3-حفظ المنزله اثناء التعارف : لا ننسي الألقاب (دكتور - مهندس-كبير السن....الخ) حتي لا اجعل من أمامي يسئ بي الظن وينصرف عني فلكل انسان له مكانته وحتى أكون في الأمان ولا ألام
4-محاولة فتح كلام باسئلة ذات الإجابات المفتوحة ونتجنب الأسئلة ذات الإجابة بنعم أو لا فيجب ان تكون الاسئلة تتيح للمدعو الكلام فترة حتي نتعرف عليه
5-نحذر ان نتكلم اكثر مما نسمع
6-الانطباعات الأولي تدوم  عدم انتقاد الشخص الذي أمامي من أول لقاء لأن الانطباع الأول له أهمية كبيرة جدا ونترك التعليق فيما بعد بلطف فما كان الرفق في شئ الا زانه وما نزع من شئ الا شانه كما في الحديث الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولا نزع من شيء قط إلا شانه . فالأخت لا تنتقد الاخت من أول يوم حتى لا يكون الامر انتقاد من اول يوم فمثلا من وجدت اخت تدخل محاضرة بلبس غير لائق تقوم الأخت بالتسليم عليها مع الابتسامة وسؤال عن الاسم والسن ونصحها بكلام بسيط برفق وبلطف من أول يوم أصبح هذا هو الانطباع لديها وتقول لها نتمني ان نراكِ مرة أخري ولا تقوم في الأول بانتقادها فتنفر منها فهذا خطأ .
& إذا بدأت حديثا فابدأ من نقاط الالتقاء وليس من نقاط الاختلاف .

o     المرحلة الثانية ( التقارب ):
وهى عبارة عن إيجاد قناة اتصال يكون لها مبرر
بعد معرفة أخت أبدأ في التقرب منها وبناء علاقة تسمح بالنقاش لمعرفة اشياء كثيرة عنه مشاكلها وطباعها ومداخلها وكيف تفكر  وهكذا فبعد أن تعرفنا علي شخصية المدعو يبدا التقارب والحوار بين الداعي والمدعو حتى اعرف كيف أتعامل معه
©   لابد أن تكون قناة الاتصال لها مبرر فمثلا لو في الجامعه يكون المبرر جدول الامتحانات أو المحاضرات فتكون هناك شئ مشترك بينهما  واغتنم الفرص ذهبية وهى المواقف التي يحتاج الإنسان من يقف بجانبه (مريض – حالة وفاة - مشكلة) لابد من استغلالها في الدعوة لان الانسان المدعو لا ينسي هذه المواقف
©   من وسائل التقارب الزيارة- الهدية – المساعدة لكن لها مبرر حتى لا تفقد فاعليتها
©   التقارب علاقة بين طرفين  لابد أن تبدأ بطريقة طبيعية فتحتاج طرفين ليس من طرف واحد حتي يستطيع الانسان ان يصل اليه ليكون عنه صورة متكامله عن مشاكله وطباعه وغيرها فعن طريق التقارب يمكنني التعرف علي الانسان
©   والهدف من مرحلة التقارب تصنيف المدعو ومعرفه إلى أي الأقسام ينتمي وذلك لتحديد الوسيلة الأمثل للتعامل معه فالداعي يتقرب لهدف التواصل وحل المشاكل وليس معنى ذلك أن تكون العلاقة جافة ولكن لابد من وجود مشاعر متبادلة بين الطرفين
©   لا يلزم من حدوث مرحلة التقارب أن نكون مثل بعض فلابد من مراعاة الفوراق بين الداعي والمدعو فيجذب الداعي المدعو لأعلي ولا ينزل معه لأسفل  بمعنى تتقرب منها قرب الأيدي الحانية التي تشد مَن تحتها لكن لا ينزل بجواره ولابد من التنبيه أن هناك منكرات ظاهرة لابد من  التنبيه عليها بلطف وبطريقة غير منفرة  ولا يجوز غض الطرف عنها تماما عنها بحجة أني في مرحلة التقارب
 المرحلة الثالثة ( مرحلة التأثير ) :
 بعد التقرب من انسان ومعرفة طباعه نبدأ في التأثير عليه ومحاولة التغير في الانسان المدعو ولن ياتي من أول مرة
التأثير يختلف باختلاف الأشخاص وقد قسمنا الناس ثلاثة أقسام:
·       من مشكلته غالب عليها الشهوات
·       من مشكلته غالب عليها الشبهات
·       المدمن (وصل لحالة عدم الصحو تماما وإذا أفاق ممكن يفعل أي شئ مقابل أن يدخل في مرحلة عدم الصحو مرة أخرى ) وهذا يحتاج التعامل بطريقة خاصة
ومن أفضل الكتب  عن موضوع الإدمان كتاب حياة في أزمة الإدمان أنواعه، مراحله، علاجه للدكتور جواد فطاير نشرته دار الشروق وقد أشار إليه الشيخ محمد إسماعيل في محاضراته  وهذا الشخص لن نراه كثيرا فلن نتكلم عنه في هذه الدورة
سنتكلم عن الأشخاص الذين غلبت علي مشاكلهم الشهوات والغالب علي مشاكلهم الشبهات
·       الأشخاص الغالب عليهم مشاكلهم الشبهات هو الشخص الذي يمتنع عن قبول دعوتك بسبب الأفكار التي عنده وهو احدي ثلاث طوائف:-
1.   أن ينتمي إلى جماعة دينية (الاتجاهات الأخرى الإسلامية ) مثل الإخوان أو جماعات التكفير أو التبليغ أو غيرها ( لن نتكلم عن هذا الآن )
2.   انه أحد العوام الذي عنده شبهات فكرية أو ليس عنده فكر معين ولكن عنده شبهة عن مجموعه معينة مثل من يقول أن السلفيين يقطعون الودان أو يعملون كذا أو كذا
3.   أحد العوام الذي عنده ميول فكرية غير إسلامية مثلا مقتنع بالليبرالية

هؤلاء عندهم رضا بوضعهم ترى أنها محترمة ولا تعمل شئ خطأ لا يرون أنهم مقصرون رغم وقوعهم في معاصي مثلا البنت التي أخلاقها جيدة  وترتدي ملابس عادية   لكنها تري أن المنتقبات بهم أشياء كثيرة خاطئة فمشكلتها الرئيسية أنها عندها شبهة فكرية
طبعا عن طريق مرحلة التقارب تكون الأخت فهمت مشكلتها وطبيعتها (هل هى نشأت في أسرة ليبرالية ومعتدة برأيها – تفهم بطريقة عاطفية  تكبر المسائل أو تصغرها حسب نفسيتها – مثقفة جدا ) تسمع كثيرا منها أولا ثم تقيم من أمامها   معرفة المشكلة نصف الطريق إلى الحل
·       كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص التي يغلب عليهم الشبهات :-
1-  لا نذهب للقضية الأساسية بل نذهب لبناء الأصول التي تسمح بوجود أرضية للنقاش حسب المشكلة, مثلا مشكلتها في فهم معنى الإتباع أو أمر لبس النقاب نبدأ بتأصيل وجوب طاعة النبي صلي الله عليه وسلم وتقديم الكتاب والسنة ومفهوم غربة الدين فإذا تم ترسيخ كل هذه الأشياء أصبح لدينا أرضية مشتركة لحل هذه المشكلة بسهوله أما إذا بدأنا في المشكلة بدون أن نضع أساسيات مشتركة بيننا فالنقاش سيكون هباء ويأخذ وقت كثير جدا جدا  
2- مناقشة القضية محل النزاع في ضوء القواعد السابقة و لابد أن نراعي أن الإعلام الآن أصبح له دور كبير في الفكر لدي الشباب فمثلا عندما يأتي ولد في أولى ثانوي ويسال الشيخ يقول سأسألك سؤال وأريدك أن تجيبني بطريقة غير عنصرية هل النصارى كفار؟ فمن أين جاء الولد بهذا المصطلح غير من الإعلام وربما يكون لا يستوعب معني الكلمة فازدادت الشبهات عند الشباب أكثر (وخاصة بعد الثورة بسبب الإعلام ) فلابد أن ندرك تلك الشبهات جيدا وقبل ذلك يكون عندنا أرضية مشتركة وأصول كما ذكرنا لان هذه الشخصيات التي نتحاور معها ربما يكون لها تفكير ورأي لابد أن نراعي انه لابد من الاقتناع بالمسالة التي نتحاور فيها ومن لديهم فكر ليبرالي لابد أن نفهم ما هو الفكر الليبرالي جيدا أولا حتى نستطيع أن نتكلم فيه وعلي حسب القضايا نقيم الموضوع ولا ندخل في نقاش مباشرة بل لابد من فهم العقلية التي أمامي من إيجاد أرضية مشتركة ونصبر ونجد أصول للقضية 
·       الأشخاص الغالب على مشاكلهم الشهوات:
غالبية هؤلاء الأشخاص يقرون بأنهم أصحاب ذنوب ومعاصي وأن الدعاة أفضل منهم (ولو في قرارة أنفسهم دون أن يصرحوا ) لكن يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم  وهؤلاء نبدأ معهم من الصفر إلي أن يصلوا إلى كونهم ملتزمين .
سنأخذ مثلا أسوء حالة شخصية لم تترك معصية إلا وفعلتها وسنحتاج أن نسير علي مراحل لكن نلاحظ انه كل فرد له طريقة تعامل فلا نبدأ من الأول مع كل الأفراد المدعوين بل كل فرد حسب المرحلة التي يأتي فيها فمن يأتي من المرحلة الأولى فنعمل معه منها ومن يأتي من الثانية نتعامل معه منها وكذلك الثالثة .

·       مراحل التعامل مع هذه الشخصية :-
1-الاستثارة :- لبعث روحه من جديد , نريد أن نفيق الإنسان من الغفلة التي هو فيها فهو في حالة سكر فالمعاصي لها السكر لقوله تعالي " لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ " ونريد منه أن يجيب علي هذه الأسئلة  من أنت ؟  وماذا تريد ؟ وما هي همومك وآمالك ؟  وماذا يريد أن يكون ؟ وكيف تقضي حياتك ؟ وهل حياته هذه تعجبه ؟ والي أين طريقك ؟ وكل هذه الأسئلة أسئلة فطرية لابد أن يجيب عليها بصراحة حتى يعرف إلى أين هو ذاهب ؟ فإذا حدث استثارة وبدأ ينصت وبدأ يشعر أنه في مشكلة وأنه لا يمكن أن يكمل في هذا الطريق ننتقل إلي المرحلة الثانية وإذا لم يحدث فلا فائدة من المرحلة الثانية والفصل بين المراحل فصل نظري نوعا ما حتى نتخيل ذهنيا ما هي  المراحل التي يمر بها النقاش ولكن يمكن التقديم والتأخير حسب نوع الشخص الذي نتعامل معه وحسب خبرة الداعي .
2-            الترغيب والترهيب :- الجنة و النار نبدأ في تذكيره بهما وتوضيح عقوبة الذنوب والمعاصي في الدنيا والآخرة وأنها سبب الهم والكرب والضيق والندم و أن سبيل السعادة هو إتباع شرع الله فلا يكون ترغيب فقط فيزهد ولا ترهيب فقط فيخاف بل يرتبطان ببعض وعلي الإنسان الاختيار
3-            شحذ الهمة :- إذا اختار الإنسان طريق الجنة فنبدأ بشحذ الهمة في هذا الطريق والتذكير بأحاديث من تقرب إلي الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا ولابد أن نعلم أن الاستعانة بالله عز وجل هي الفيصل في التوبة فإذا أراد الإنسان التوبة يستعين بالله عز وجل والنبي صلي الله عليه وسلم عندما سأله معاذ قال  " لقد سألت عن عظيم وانه ليسير علي من يسره الله عليه " فمن يريد أن يتوب سيتوب فعلي الإنسان تحري الخير يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه ) فإذا كان عند الإنسان  إرادة وصل لما يريد فهناك شرطين حتى تتوب 
 أولها : أن تريدي الألتزام (من يتحر الخير يعطه) ثانيها : أن تستعين بالله وتتوب (وإنه ليسير على من يسره الله عليه )
ولا تقدمي أبدا الالتزام على أنه تجربة لأن التجربة محل اختبار فالإلتزام ليس تجربة بل قرار نهائي .

4-            الإقلاع الفوري :- بعد التوبة والاستعانة بالله بعد ذلك لابد فورا من الإقلاع عن الذنوب والمعاصي من غير تدريج والأمر ليس بالسهل بل لابد من الترغيب والترهيب مع شحذ همم مع مطالبته  بالإقلاع الفوري وإعلامه أنه قد يجد ألم فراق المعاصي وسيتغلب علي هذا الألم إذا عرف مقدار الثواب  مثل من يقف بالدور العاشر ويلقي به إنسان من اعلي سيقاوم ولن يستسلم حتى مع الألم حتى يصل لبر الأمان ولابد ان نعينه علي ذلك مع الحذر  أن أصور للمدعو أنه  بطل وكأنه فعل مالا يفعله أحد وأيضا لا أحقره وأحطمه بقولي وهل فعلت شئ؟! ولكن أقول جزاكَ الله خيرا على هذا الخير ولكن كان لابد من فعله  ولا نعطي لكل شئ بديل فمثلا لا نقول له للإقلاع عن الأغاني اسمع أناشيد لا فهو يقلع عنها لأنها محرمة وإذا أراد أن يسمع سمع أناشيد بعد ذلك لكن لا نجد حلول سحرية لكل صغيرة وكبيرة فمعاناة الإقلاع ليس سببها أن الطاعة صعبة بل سببها أنها معصية وظلم الإنسان لنفسه وطاعة الله كلها خير ورحمة وبركة .
5-            ترك ما يذكر بالذنوب والمعاصي :- رفقة السوء لابد أن تتركها ومن تكلم أولاد تتركهم فورا والانقطاع عن كل ما يذكرها بهذا الذنب(هدايا – خطابات)  حتى لا تعود ومن الشبهات في هذه المرحلة أنها تريد أن تنقذ كل صديقاتها  فنقول لها لا ليس عليكِ ذلك في هذه المرحلة - انج بنفسك ودع عنك الآخرين الآنوهنا تستحضر قصة الرجل الذي قتل مائة نفس وأهمية البعد عن أماكن المعاصي ولابد من التنبيه أن الإقلاع عن المعاصي قضيتها هي لأنه قد تجد صعوبة فلابد من الإرادة فلا تلقي فشلها علي الآخرين بحجة أن أحد عاملها بطريقة سيئة مثلا 
6-            الهدي الظاهر :- تختلف من النساء عن الرجال لأن  من تركها للذنوب والمعاصي أن تلتزم تلتزم بهدي النبي صلي الله عليه وسلم والأخوة مثلا بالنسبة للقميص حتى إذا لم يكن واجب إلا انه ثوب أمان له من الفتن وعند الأخوات تدخل هذه المرحلة في مرحلة الإقلاع الفوري عن الذنوب والمعاصي(الحجاب ثم النقاب )
7-            التحصن بعوامل الثبات :- كل ما فات كان ترك لذلك لابد من وجود أشياء تساعد علي الثبات مثل سماع أشرطة وتدخل وسط مجموعة صالحة من الأخوات  تشد من أزرها (أثناء مرحلة ترك المعاصي وحضور الدروس وحفظ القرءان (هام جدا  تجعل  كل يوم يرتقي وكل يوم يقترب من الله ) نحذر الكلام عن آفات القلوب والنفوس حتى لا يقع المدعو في وساوس وتكون هذه المرحلة موازية لمرحلة ترك الذنوب والمعاصي

وبعد هذا دخلنا في مرحلة البناء والمتابعة نتكلم عنه المرة القادمة  إن شاء الله


من مراجع موضوع الدعوة الفردية :
©   أكبر مرجع هو الخبرة العملية.
©   كتب السيرة النبوية.
©   كتاب دور المربي في الدعوة الفردية   د. هشام عقدة
©   كتاب الدعوة المؤثرة     د.جمال ماضي وهو من الإخوان
©   الدعوة الفردية      الشيخ عصام حسنين
تمت المحاضرة والحمد لله
***



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق