>

الاثنين، 27 يونيو 2011

المحاضرة الثالثة من دورة الإعداد للعمل الدعوي ..المراهقات وكيفية التعامل معهن

بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة الثالثة من دورة الإعداد للعمل الدعوة
إن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أعمالنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد                    
مدخل في التعامل مع الفتاة فى سن المراهقة
بداية سن البلوغ عند البنت تقريبا من سن 12 بخلاف الولد فى سن 13 او 14سنة
كلمة مراهقة : ان البنت تقترب من النضج وليس تمام النضج وهذاالنضج قد يكون نفسيا أو جسمانيا أو عقليا بخلاف البلوغ
البلوغ : هو مجرد القدرة على الإنجاب وهو أحد جوانب المراهقة لأنه متعلق بالجانب الجسمى فمن الممكن أن تبلغ البنت وعمرها 10 سنوات فيكون عقلها عقل أطفال ولا تكون اقتربت من المراهقة إلا بقدر البلوغ فقط
قبل المراهقة  يسمى مرحلة الطفولة،ولا يتم الإنتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة سريعا أو فجاة, لكنه إنتقال تدريجى
بأن تبدأ بعض المظاهر تظهر على العقل على التفكير من الناحية الإجتماعية, وأكثر المظاهر ظهورا التغيرات الجسدية التى تحدث
ما هي أهم المظاهر التى يحدث بها هذا الإنتقال؟
أولا التغيير العقلى :
سنتكلم عن التغيير العقلي الذي يطرأ ثم يتدرج بالنسبة للفتاة
المظهر الأول: ينتقل من الإدراك الحسي إلى الإدراك المعنوي
الطفل عموما يكون إدراكه حسى وليس معنوى فهو يدرك  ان إستعمال البوتجاز مثلا يكون لطهي الطعام ولكن هل يدرك استخدمات أخرى له ؟ لا يدرك هذا, فهذا اسمه إدراك حسي
أما المراهق فهو ينتقل من الإدراك الحسى إلى الإدراك المعنوي
وتصبح الفتاة عندها القدرة على فهم الإحتمالات فى المستقبل.
المظهر الثانى للتغيير العقلى للفتاه فى سن المراهقه:
أنها تتحول إلى صاحبة نزعة مثالية  وهذه النزعة المثاليه هى أنه لا يوجد إنسان يكذب أو يخلف وعدا ولا يتكلم عن أحد بسوء إلى غير ذلك , ولذلك أى فتاة تنتقد أى مخالف للمُثل التي يعلمها لها الوالدين, سواء كانت من الوالدين أو أى أحد آخر من الأسرة, وذلك لانها لاتعرف سوى المثل
المظهر الثالث للتغييرات العقلية: أنها تنتقل من التخيل الواسع فى مرحلة الطفولة إلى حالة زيادة فى أحلام اليقضة، بأن تتخيل أشياء تقوم بها وتعلم أنها لن تقوم بها فى وقت الأحلام ،كأن تتخيل انها ذهبت الى الجامعة وحصلت على مجموع كبير فهى تعلم انها أحلام لا تحكيها على أنها حدثت بخلاف الطفل الذى يصدق أن أحلامه حقيقة
المظهر الرابع للتغيير العقلى :
تنتقل الفتاة من التفكير المادى المحدود إلى التفكيرالمعنوى
ففى مرحلة الطفولة يكون تفكير الطفل فى كيف يمتلك, كيف يستمتع بوقته,كيف يلعب,فهوتفكيره مادى أي يحسه بنفسه
أما المراهقه تبدأ فى التفكير , تبدأ أن يكون لها سلوك خاص بها
تبدأ أن يكون لها إعتقادات معينة, تبدأ أن تفكر فى المبادىء وهذا لايوجد فى مرحلة الطفولة , تبدأ أن تفكر مثلا  فى الأغنياء والفقراء وعلاقتهم ببعض فالمبدأ عندها أن الغنى يعطى للفقير
فعلينا ملاحظه المدعوات فى الثانويه والإعدادى فالمراهقة تبدأ من سن11أو 12 الى 21 سنة أما الأولاد من 13 أو 14 إلى 21
وقد يصل الإنسان إلى سن 50 سنة أو أكثر ويكون مراهق يفكر كأفكارهم ويتصرف مثلهم وهذا يسمى (متصابي ) أو متصابية
المظهر الخامس للتغيير العقلي :
يكون عند الفتاه المراهقه مرونة زائدة فى تقبل الآخرين عن تقبلها فى مرحلة الطفولة التى لا يتقبل فيها الطفل الأمور بسهولة
ثانيا التغيير الجسدي بالنسبة للفتاة المراهقة: أمور منها
1- بروز الثديين               2- نعومة الصوت
3- إتساع الحوض إستعدادا للحمل أما بالسبة للولد فيحدث توسع للكتفين فتعرض
4-  نزول الطمث (الدورة الشهريه )
ثالثا التغيير النفسى :
تجد الفتاة أن هناك نوعا من الشعور بالإضطهاد من العائلة لماذا ؟
لأن التغيرات الجسدية يترتب عليها منع الفتاة من بعض الأمور لم تكن تمنع منها قبل ذلك فمثلا كانت تلبس لبسا معينا ثم تغير ليناسب مرحلتها فتشعر بأن هناك نوعا من التقييد لها , فهذا التقييد أحيانا لاتفهمه المراهقه لماذا ؟
الأمر الأول :لأنها تعتقد انها  صاحبة عقل ,صاحبة فكرة,  صاحبة مبدأ  فهي تحب أن تعبر عن نفسها
فلم تعد بحاجه لمن يقودها فهى أصبحت كبيرة تعلم الطريق وتعرف ماتريد فعندما تمنع من امر ما تشعر بالأضطهاد نتيجة لهذا التغيير
الأمر الثانى : انه ينشأ بينها وبين الوالدين خلافات قد تقل وقد تكثر على حسب التغيير الذى يحدث للفتاة ,  ولابد أن يكون هذا الشىء مفهوم حتى نستطيع التعامل معهم فى هذه المرحلة
الأمر الثالث : شعور الفتاة بالغربة فى المنزل لأن تفكيرها فيه مثالية والمنزل قد يحدث فيه بعض المخالفات لهذه المثالية لأن الإنسان غير معصوم البنت لاتفهم هذا الأمر ولكنها تفهم أن هذا نوعا من النفاق فتشعر بالغربة وتشعر أنها تريد أن تفعل كل شىء
فإذا اعترضها أحد الوالدين فتشعر بنوع من الأضطهاد وقد يصل إلى الإنطواء فتكون بمفردها ولا تتكلم إلى أحد لما حدث لها من تغيير نفسى
أيضا من ضمن الأشياء التى تؤثر على المراهقات
*تأثر الفتاة بصديقتها سواء بطريقة  المحادثة أو ببعض الألفاظ وهذا كثير
*كثرة التبرم من دخول الوالدين فى شؤن حياتهم
*اتجاه الفتاة للمعارضة سواء فكرية أو سياسية أو إجتماعية فهى فى مرحلة تكوين الشخصية
أهم المراحل التى تمر بها الفتاة المراهقة
المرحلة الأولى (المرحلة العاطفية ) :فى مرحلة الطفولة يكون الوالدين وبقية العائلة يقومون بإشباع الطفل من الناحية العاطفية خصوصا الفتاة ويمكن هذا الإشباع أن يصل إلى مرحلة التدليل (الدلع ) فعند وصول البنت إلى أولى مراحل المراهقة تفقد جزءا قد يكون كبير من العاطفة(العاطفة هى التودد والحنان بالقول أو الفعل هناك بعض الامهات لاتهتم بالبنت عند الكبر كما كانت فى الطفوله وهناك البعض الآخر قد يهتم بها أهتماما شديد يصل الى التدليل
فهذان يؤثران سلبا على قدرة الفتاه النفسية والعقلية
ولا بد أن ننتبه لامر الفتاه فقد نجد ان من تحرم من العاطفة ببيتها ترغب فى الحصول عليه من الخارج فقد تتعلق مثلا بمدرسة فصلها أو جارتها أو صاحبتها وتقترب منها أن أعطتها العاطفة التى تريدها وهنا يكمن الخطر إن كانت من تتقرب منها غير صالحة او غير مؤدبة أو صاحبة سلوك سىء
فإذا حاولنا أن نثنى البنت عن الإقتران أو الإقتراب مع مثل هذه الشخصيات   يكون الأمر صعبا ويحدث مشاكل كبيرة بالبيت لماذا؟
لأن البنت تحتاج إلى حنان وهذا الحنان تجده عند هذه الشخصية
إذا المطلوب إيجاد حنان بديل ,إيجاد تودد بديل , إيجاد عاطفة بديلة لكن الخطأ هو المنع وفقط فلننظر لماذا اقتربت من هذه الإنسانة التي لا نرغبها؟ لانها تعاملها معامله طيبه وتحنو عليها تسمع لها وتفهم ماتريد لذلك يحدث نوعا من التقارب
وعلينا أن ننتبه أن اعطاء البنت حنانا زائدا فى مرحلة الطفولة ومابعدها لا يجعلها تتحمل المسؤليه إن تزوجت لأن الزوج لن يستطيع ان يدللها كما تفعل الام مثلا وقد يحدث لها صدمة كبيرة قد تصل إلى الطلاق وهذا لأن البنت لم تفهم أنها إنتقلت إلى وضع جديد هذا الوضع لم يعد فيه هذا التدليل الزائد
يجب ان ننتبه الى ان التدليل للبنت قد يكون سلبي عليها أو إيجابى
فماذا نحتاج ؟ نحتاج إلى أن يكون هناك توازن بالعلاقة وسنتكلم عن هذا بعد ذلك بالتفصيل

كيف نشبع رغبة الفتاة المراهقة عاطفيا؟
أولا :استخدام الألفاظ الرقيقة الحسنة , فلو فعلت البنت المراهقه عمل مسىء وقد يكون مسىء للغاية , فالذى يحدث أنه يتم أستخدام ألفاظ فى غاية القسوة معها فتقابله هى بنفرة شديدة لماذا ؟ لأنها تظن أن الفعل الذى فعلته من حقها
وهذا أيضا يقاس على الفتيات فى المسجد فلو فعلت خطا أو عملت عملا سيئا ينبغى الرد عليها بحكمه وبطيب الكلام حتى لا تنفر من المسجد الذى أتته برغبتها
قد نجد بعض الفتيات الصغيرات تميل إلى شاب أو رجل كبير بالسن لماذا ؟ لأنها قد تشعر أن هذا الرجل مثال فى الحنان وهذا هو ماتبحث عنه لإشباع عاطفتها التى تعتقد أنها حُرمت منها في أسرتها وهذا من المراهقة
مكمن الخطر أن هناك بعض الفتيات لا تستطيع أن تمنع نفسها من الإنزلاق فى الإعجاب المزيف بهذا الشاب أو بهذا الرجل
الأمر الثاني :  أن نعامل البنت بطريقة تفكيرها فهى تفكر دائما فى طموحاتها وآمالها ويجب إذا تحدثنا معها أن لا نشعرها بأن هذه الطموحات والآمال شيئا فارغا
 فمثلا : إن كان للبنت طموح فى أن يكون عندها ملجا وتضع فيه ايتام وتُاكلهم وتُعلمهم جيدا حتى يكونوا صالحين بالمجتمع, فيمكن أن تكون الفكرة غير مناسبه لظروفهم, فإذا كان الرد بأن هذه الفكره غلط أو فكرة سيئة ستصدمها , فماذا علينا؟ على الأم أن لاترفض الفكرة, ولكن تسايرها فيها, فمثلا أن تقول لها فكرة جيدة ,وفيها خير كثير, ثم بعد ذلك نجعلها تفكر معنا كيف تحل العقبات التى تواجه الفكرة,ونعرض العقبات وبعض الحلول إلى أن تسلم البنت بعدم مناسبة الفكرة للوضع .
المراهقة تحب من يفكر تفكيرا مثلها وتميل إلى من يميل إليها
فلا بد ان تتقارب الأم من تفكيرها  وكأنها هى ايضا مراهقة حتى تتفاعل معها وتطمئن إليها
بعد ذلك علينا ان ننظر ماهى مواضع الضعف فى الفتاة المراهقة حتى لا يدخل اليها أحد من خلالها ويحولها كما يريد
الغالب على المراهقات التقليد فهى تقلد من هو أعلى منها فكثير من المراهقات عندها مشكله تقليد أحد فى الكلام او طريقة اللبس أو الرد او المذاكرة فالغالب على المراهقه أنها تشعر بان شخصيتها شخصية غير متكاملة فلهذا نجدها تقلد من هو اعلى منها او مثلها ا وتراه أنه متميز
الخطوة الثانية علينا معرفة فيما تفكر فيه المراهقه (ميول المراهق)
فسن المراهقة عند الفتاة كله أماني , كله أحلام فعلينا أن نعرف هذه الأماني وهذه الأحلام حتى نوجه الفتاة توجيها صحيحا لأننا لم نعرفها سنوجهها خطأ ومعرفة هذه الاحلام والآمال توجهنا إلى معرفة كيفة توجيهها فكيف يكون هذا التوجيه ؟
لابد ان نوجهها بلباقة شديدة لانها صاحبة شخصية فقد تعارض لمجرد المعارضة, وهى لديها قناعات ولكى نستطيع اقناعها علينا معرفة كيف نفعل ذلك  

المرحلة الثانية وهى كيفية معاملة المراهقة وكيفية سماعها وكيفية توجيهها
وهناك مرحلة أخرى وهى كيفية الاعتناء بالمراهقة وتربيتها
أولا: التعامل المعرفي:
لابد للبنت المراهقة أن تتعلم وتعرف أن الله سبحانه وتعالى ميز بين الإنسان والحيوان بالمعرفة , وتختلف معرفة الحيوان عن الإنسان فمعرفة الحيوان هي معرفته كيف يأكل, كيف يشرب , كيف يمكر حتى يأخذ هذه الفريسة , أو كيف يدبر لنفسه حتى لا يقع فريسة.
أم الإنسان لابد أن ينشغل بالمعرفة ولكن ليس كل   الناس ينشغلون بشيء واحد من المعرفة وهو يتفاوتون تفاوت كبير في تحصيل المعرفة, فلابد أن نعرف الفتاة المراهقة أن قيمة الإنسان فيما يحسنه ويتقنه ويبرز في فنه حتى يكون له قيمة

فعندما نُعلم الفتاه نفهمها أن الإنسان عندما يتعلم يبصر أي يكون عنده بصيرة وضد هذه البصيرة الجهل والتخبط

نعرفها بأن العلم يجعل الفتاة ثابتة بإذن الله على طريق الالتزام وعدم الانحراف
وعندما نتكلم عن المعرفة فيكون أهمها المعرفة الشرعية فيجب على البنت المراهقة أن تعرف الواجب العيني عليها فما هو ؟
الواجب العينى عليها وهو
الأمر الأول:  معرفة ما لا يسع المسلم جهله في العقيدة
معرفة (أصول الإيمان ) وهى أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره
الأمر الثاني : ما لا يسع المسلم جهله في العبادات وهى معرفة كيف تتطهر ,وكيف تصلى , وكيف تصوم  وهكذا
الأمر الثالث: معرفة المحرمات خصوصا الكبائر حتى تتجنب الوقوع فيها.
الأمر الرابع:التخلق بالأخلاق الطيبة والصفات الحسنة فلابد أن تتعلمها وتعرف ثوابها عند المولى عز وجل.

إذا فالبنت التي تتعلم هذه الأمور يحدث لها نوع من التبصير والدراية الجيدة فيكون لهذا تأثير في قوة الاتزان وفى قوة الشخصية وفى التصرف الجيد للأمور وذلك لأنها لم تأتى إلا بما يحل شرعا وإذا فعلت ما هو محرم عرفته وعرفت عقوبته وهذا أمر في غاية الأهمية .
وهناك أيضا أشياء من المعرفة يسمونها واجب كفائي وهى ( المعرفة العامة ) كالقراءة في الأدب أو التاريخ أو الإدارة أو في شيء من عموم الثقافة .

2-التعامل الإيماني :
بعد هذا نتعامل مع المراهقة على الأساس الإيمانى (كيف نربيها إيمانيا؟ ) فبعد أن ربيناها معرفيا وعلميا علينا أن نربيها إيمانيا
فعلينا توجيه الفتاه المراهقة وتعليمها بأن الإيمان هو أساس الحياة
وأن أي سعادة وأي خير وأي متعة في الدنيا والآخرة يأتي عن طريق الإيمان ,وان الإنسان لوترك هذا الإيمان أو قصر فيه لما نال  أي لذة لا في الدنيا و لا الآخرة , فلذة الدنيا لذة وقتيه تنتهي بفعلها فالأكل والشرب والمزاح كل هذا لذة وقتية , أما صاحب الإيمان هو الذي يعيش لذة الإيمان والتعلم والقراءة والصلاة ولذة ترك المحرمات ويشعر بسعادة وهو يهتم بدينه وطاعته , فكل هذه لذات لا تنفك عن المسلم بعكس لذات الدنيا فهي تنفك عن صاحبها وتوابعها لها إشكالات كثيرة في الدنيا والآخرة.

علينا أن نوثق الصلة بين الفتاة وربها فكيف يكون هذا ؟
 الأمر الأول:أن نعلمها كيف تحافظ على الصلاة وهذه الصلاة ليست الفريضة فقط لأن الفريضة واجبة ولكن أن أردنا أن نقربها أكثر من مولاها لابد أن نوجهها إلى المحافظة على صلاة النوافل مثل النوافل المقيدة والمطلقة وقيام الليل لأن الصلاة لها أثر كبير في حياة  والمراهق و الإنسان عموما
الأمر الثاني: تعليمها عموم الذكر مثل أذكار الصباح والمساء
وأذكار الصلاة ودخول المسجد والبيت ..... الخ 
الأمر الثالث: قراءة القرآن بأن يكون لها ورد يومي من القرآن يكون مقداره على حسب مقدرتها في القراءة والتزامها
هذه الأشياء من الأمور التي تقرب وتوثق الصلة بين الفتاه وربها  وتؤثر على الفتاة تأثيرا ايجابيا وفى نفس الوقت تؤثر تأثيرا سلبيا على المعاصي بمعنى أنها تقلل من المعاصي وفى نفس الوقت تقلل من ضعف التوازن الموجود في البيت وأيضا الموجود في المدرسة..
ثالثا التعامل الخلقي:
يجب علينا أن نوجهها ونعلمها الأخلاق الحميدة التي تُقّّوم السلوك وتكون بها على أحسن حال , فلابد أن نربى المراهقة بشكل جيد حتى تستقيم وتستطيع التعامل مع زملائها وأصدقائها وأخواتها وأقاربها
وهذه الأخلاق لها أصول من ضمنها
1- العلم
2- الجود (بذل الإنسان لنفسه و لجهده و لعلمه ولماله )
3- الصبر ( صبر الإنسان على الطاعة  وعن المعصية وعن فضول الدنيا
وعلى المحن والمصائب )
هذه الأمور كانت عن المراهق
فما هي الصفات التي يجب أن يكون عليها المربى ؟
لابد أن يكون أولا مخلصا صادقا
لابد أن يكون المربى عنده علم 
لابد أن يكون عنده أسلوب جيد في التربية
لابد أن يحسن التدرج في مراحل التربية
لا بد أن يكون قدوة في الإقتداء به  والتأسي به
لابد أن يكون متواضعا غير متكبر
لابد أن يكون غير معجب بنفسه ولا يتحدث كثيرا عنها
وموضوع هذه الدورة هو موضوع كبير ونحن نحاول اليوم فقط أن نفتح الباب

أسئلة الأخوات
سؤال: الأخت تقول إن التطبيق العملي صعب جدا لأنها تعرف بنت تكذب إلى أبعد الحدود في كل شيء ودائما تقول أنتم لا تحبوني ويا رب أموت وقاموا بمحاولات كثيرة جدا لكنها فشلت موضوع الكذب الكثير هذا لابد من وجود سبب لذلك
هذا السبب من العائلة وأدى هذا السبب لوقوع البنت في هذه المشكلة لابد من عدم تغافل الأم عن بنتها فعند غياب أسبوع واحد قد تفقد بنتها ممكن أن تتعرف على بنت أخرى في أول يوم وتتصل بها ويوم قابلتها في المدرسة واتفقوا أن يتقابلوا في الدرس ليلا فحدث مزج بينهم وقد تكون هذه الزميلة في غاية السوء إذا ممكن أن نفقد البنت في أسبوع أو أقل من ذلك فلابد من الإنتباه يوميا بالتغيرات نظرة العين - طريقة الملابس - طريقة الكلام .
ونلاحظ
(1)غلق البنت باب الغرفة على نفسها كثير من الوقت فهذا خطأ (2)لابد من الأخذ في الاعتبار حملها لكمبيوتر شخصي لها لا يكون هذا سهلا .
(3) السرحان كثير نخاف أيضا منه .
(4) إذا كانت البنت ملتزمة في دراستها ثم بعد ذلك أصبحت غير ملتزمة وأيضا حدوث أي تغيرات لابد من المتابعة باستمرار وعند حدوث تغيير فيحدث هناك قلق وخوف لابد من المراقبة الدقيقة دون أن تشعر البنت لو البنت شعرت بالمراقبة فهذا سيمثل لها نوع من الضغط النفسي وعدم التوازن وأنها مازالت في نظر الأم والأب طفلة وأنها ليست صغيرة فهذا خطر أيضا فلابد من المراقبة الشديد ولكن دون علم البنت تفتش الأم في أشياء البنت عند إحساسها بحدوث تغيير والخوف على البنت مثلا عندما نجد أن البنت وهى تتكلم في التليفون تسكت عند وجود أحد بجانبها أو أن تخفض صوتها وأن تدخل في غرفتها تنام بكثرة وتغلق الباب على نفسها بكثرة وأن تظل في الظلمة بكثرة ولو البنت من طبعها الهدوء ثم بدأت تتكلم كثير أو تكون سعيدة جدا إذا كل هذا يدل على حدوث تغير وهذا التغير لابد من معرفة سببه , لو أن هناك عاطفة داخل الأسرة للبنت فإن المشاكل التي تحدث للمراهقة أغلبها تحل داخل البيت بالنقاش والمحاورة , الذي يجعل البنت تكذب وتبعد وتشرد عن البيت أنها لا تجد صدرا حنونا يسمعها إذا لابد أن يكون لها صدر حنون
(1) يسمعها    
(2) يتفاعل معها    
 (3) يشعرها بأهميتها في الحياة وأن كلامها مقبول وأنها كبرت ونضجت وأصبحت عاقلة وأن المخاوف كلنا نتعلمها وليس الصغير فقط وكلما يكبر الإنسان يفهم أكثر وأن الأم تقول للبنت أنها تفهم مثل الكبار فهذا نوع من التوجيه مع  المدح .
للأسف الشديد الأمهات ليس عندهم وقت وعلى عجله من أمرهم فكثير من الأمهات تمارس دور الأب في أنها تحدث صوتا عاليا في البيت أما توجيه البنت فلا أحد مشغول بذلك في البيت للأسف الشديد أو تكون الأم مشغولة بأن تقول حرام حرام وأن تقول خطأ خطأ!! وأن تقول ممنوع ممنوع كل ذلك في غاية الخطورة لأن البنت قد تكون مبتسمة في البيت لكنها لا تتفاعل في البيت بينما تتفاعل في الخارج مع أصحابها في المدرسة أو في الدرس أو في أي مكان آخر.
سؤال: هل دائما نستخدم الرفق واللين مع المراهقة حتى لا نقسو عليها فتبتعد عنا ؟
 الشيخ يقول أن الأصل يكون الرفق واللين في المعاملة وليس معناه التدليل الشديد .
سؤال : هل عمل حوار إسبوعي مع الأولاد والأم والأب تساعد في تجنب الكثير من المشاكل وعمل تجاذب روحي بين الأولاد والآباء يحميهم من الالتجاء للآخرين ؟
طبعا وهذا بلا شك ولكن ممكن أن يكون الحوار فردى وليس جماعي , وقد يكون جماعي لنسمع لهم وليس لسؤالهم ونبتسم ونضحك ونُفعِّل هذا الحوار وأن تُجاب طلباتهم المعقولة وأن نستمع لهم كثير ونوجه قليل وعندما نوجه نجعل أحد الأبناء يوجهوا أيضا مع الآباء .
سؤال: ما الواجب علىّ تجاه بنات أختي وأنا خالتهم أعلمهم حفظ القرآن وأختي وزوجها غير ملتزمين ؟ تُعلميهم ما لا يسع المسلم جهله في العقيدة والعبادات والمحرمات والأخلاق والسلوك وتلتقي معهم إيمانيا سواء في العبادات وما الواجب عليهم وما هو غير الواجب من سنه وقراءة القرآن والذكر.
سؤال: كيف نتعامل مع المراهقة العنيفة العنيدة ؟
المراهقة العنيفة من أشر أنواع المراهقة وهى أن تكون البنت عندها نوع من العند الشديد .
الإنسان لو نَظر إلى الأسد وهو في الصحراء أو في الغابة هل من أول وهلة يمكن ترويض الأسد ؟ لا طبعا يكون ذلك صعب جدًا
هناك أفكار لتغيير الشخص فإن أي إنسان يمكن تغييره, فهذا الأسد يتحول أحيانا ويكون حَمل وديع كما يحدث في السيرك أن الأسد يسمع ويطيع مثل الكلب الوفي فحدث هذا بتدريج شديد وفى وقت طويل في التصرف مع المدرب , وفى نفس الوقت الفتاة المراهقة العنيدة لن تتغير بسهولة , الفترة من12الى 17 سنه هذه الخمسة سنوات أخطر فترة نحتاج فيها التعامل برفق شديد ونقلل من الفساد ونكثر من الخير قدر الإمكان عندما تكون الفتاة عنيدة لا نتعامل معها بعند وليس معنى ذلك أن نتعامل معها برفق تام يكون ذلك على حسب الموقف كل موقف يحتاج إلى تصرف مختلف لكن الموقف العام مع البنت المراهقة لابد من وجود أكثر من شخص للتعامل معها وكل شخص يتعامل بطريقة مختلفة لو كان الأب عنيد لابد أن تكون الأم لينة وعلى العكس لو الأم عنيدة يكون الأب لين لماذا ؟ لأن لابد أن أحد تَركن إليه البنت ويسمع لها من داخل المنزل لكن لو الأم عنيفة والأب عنيف والأخ عنيف والأخت عنيفة ماذا ستفعل هذه البنت العنيده سوف تتعامل مع شخصية خارج المنزل وقد تكون هذه الشخصية فيها خطورة فلابد أن نضع ذلك في الاعتبار حتى لا نقع في ما نخاف منه .
تمت المحاضرة  والحمد لله
نسأل الله أن يصلح  بنات المسلمين وينفع بهن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق