>

الأربعاء، 8 يونيو 2011

تابع : مظاهر سوء الخلق : المظهر 21- قلة الحياء

إن الحمد لله نحمده و نستعين به و نستغفره  و نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , إنه من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله.
أما بعد,
فإنّ أصدق الحديث كتاب الله تعالى و أحسن الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه و سلّم و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كلّ ضلالة في النّار.
و بعد ,
فنحن ما زلنا مع مظاهر سوء الخُلق و اليوم سنتكلم عن إحدى هذه المظاهر


وهو قلّة الحياء.


الحياء هو معيار الأخلاق الحسنة
كما أنه رأس مكارم الأخلاق . قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :" رأس مكارم الأخلاق الحياء" (ضعفه الألباني في الضعيفة وهو بلفظ مكارم الأخلاق عشر ... و رأسهن الحياء) هو أيضا علامة للكرم كما أنّه شعبة من شعب الإيمان و خُلق نبوي كريم كما قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم :"الحياء لا يأتي إلاّ بخير" (متفق عليه). فالحياءُ فطرةٌ، والحياءُ  دين، وهو: حلة جمال, و صاحبه ويزداد قدره ويعظم جانبه الحياء فطرة , و من قلّ حياؤه قلّت أحباؤه , سبحان الله , عندما يزداد الدين يزداد الحياء و عندما يقل الدين –أي عند الناس- يقل الحياء
 تعريف الحياء:
هو انقباض النفس عن القبائح و قيل هو انفعال النفس و تألمها من النقص و القبيح بغريزة حب الكمال 
و قيل هو انكسار و تغير في النفس يلُمّ بها إذا نُسب إليها  أو عُرض لها فعل تعتقد قبحه. لذلك يقال استحيى من عمل كذا
و قيل هو تغير و انكسار يعتري و يصيب النفس بسبب فعل مذموم أو الوقوع في قبيح أو خوف ما يُعاب
الحياء خُلق من الأخلاق و لكنه خُلق يبعث على اجتناب القبيح , إذا أي فعل قبيح فالإنسان الحيي لا يستطيع أن يفعله حتى و لو لم يكن حراما , حتى لو كان عُرفا , حتى لو كان ليس من المروءة , لا يستطيع أن يفعله العبد الحيي و يمنع من التقصير في حق ذي الحق
لذلك أصحاب الفطر السليمة يغشاهم الحياء و يتحرجون و يكسوهم الخجل من فعل ما لا ينبغي فعله , و من كان هذا ديدنه فيسمى بصاحب الضمير الحي , بصاحب العنصر الذكي ,بصاحب المعدن النقي.
 يقول المؤلف (أي الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد صاحب كتاب سوء الخلق مظاهره- أسبابه-علاجه) " الحياء خلق يبعث على فعل الجميل و ترك القبيح فإذا عُرّي الإنسان منه و عُطِّل من التحلّي به  فلا تسل عمّا سيقترفه من رذائل و لا تعجب ممّا سيرتكبه من حماقات فقليل الحياء لا يأبه بدنوِّ همّته و لا يُبالي بسفول قدره و لا يجد ما يبعثه للفضائل و لا ما يقصره عن الرذائل "
موضوع الحياء , موضوع خطير جدا و في غاية الأهمية خصوصا للنساء لأن المفترض أنّ النساء ,عندما نتكلّم عليهن , نقول هنّ أهل الحياء.

سبب تسمية الخلق بالحياء:

سُمي الحَيَاءُ باسم الحياءِ من الاستحياء؛ لأنه يُسْتَرُ من الآدميّ ويكنّى عنه من الحيوان.

 النبي صلى الله عليه و سلم قال :" الحياء من الإيمان " (أخرجه البخاري في صحيحه )

و قال النبي صلى الله عليه و سلم :" إنّ لكلّ دين خُلقا و خلق الإسلام الحياء" رواه ابن ماجه و مالك في الموطأ و غيره  (أخرجه الألباني في الصحيحة و قال صحيح بمجموع طرقه )

 فالنبي صلى الله عليه و سلم كان موصوفا بذلك و قيل عنه كما قال أبو سعيد الخدري :"كان النبي صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه " (رواه البخاري)

و الله عز و جل قال عن النبي صلى الله عليه و سلم "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " (سورة القلم الاية 4)

 و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" الحياء و الإيمان قُرنا جميعا ,فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر" (أخرجه الألباني في الصحيحة ) و لقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم جزءا من الإيمان لا يتم إلا به

 فعن أبي بَكرة رضي الله عنه قال : قال رسول اله صلى الله عليه و سلم قال :" الحياء من الإيمان و الإيمان في الجنة و البذاء من الجفاء و الجفاء في النار " ( أخرجه السيوطي في الجامع الصغير وهو عند الألباني في الصحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) و هذا حديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في سنن ابن ماجه .

الحياء من الإيمان لأن الإيمان يبعث المؤمن على الطاعات و ترك المعاصي و الحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الله عز و جل و من التقصير في شكره و في نفس الوقت يمنع العبد من فعل القبيح أو من قول القبيح رغبة في الثواب و في نفس الوقت إتقاء للذم و الملامة و المستحي ينقطع بحيائه عن المعاصي , الحياء الحقيقي أن المستحى ينقطع بحياءه عن المعاصي.

هل نحن حقيقة من أصحاب الحياء؟ هل نحن إذا انفردنا بأنفسنا في مكان لا يرانا فيه إلا الله عز و جل هل نمتنع من ارتكاب المعاصي؟ هل نحن في الحقيقة من داخلنا نشمئز من كل ما يغضب المولى سبحانه و تعالى؟ عندما أكون بيني و بين ربي هل أستحي منه؟! الحياء الحقيقي يكون بين العبد و ربه.فالإنسان عندما يجلس مع نفسه و يرى هل هو من أصحاب الحياء أم لا ؟ إذا الحياء ملازم للعبد المؤمن كالظل لصاحبه لأنه جزء من عقيدته و إيمانه فعن عبد الله ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم مرّ على رجل يعظ أخاه في الحياء – أي يعاتبه فيه لأنه أضر به- فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :" دعه , فإنَّ الحياء من الإيمان " (أخرجه البخاري في صحيحه) فالنبي صلى الله عليه و سلم أمر الرجل أن يترك أخاه و يُبقيه على حيائه  و لو ترتب عليه أن منع صاحبه من استيفاء حقوقه لأن ضياع حقوق المرء خير له من أن يفقد حياءه الذي هو من إيمانه و ميزته فهو يتميّز به . أي إنسان يكون من أصحاب الحياء من الطبيعي أن يترك الشيء الذي لا يتركه غيره لأن هذا الشيء لا يفعله هو, لذلك أصحاب النفوس الكبيرة  يمنعها الحياء من فعل القبيح و من الأخلاق الدنيئة و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إنّ ممّا أدرك النّاس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " (أخرجه البخاري في صحيحه) و هذا تهديد و توبيخ , يعني أن الإنسان إن لم يستح من العيب و لم يخش العار لن يصدّه شيء .

الفرق بين الخجل و الحياء:

جاء في الموسوعة الفقهية: (الْخَجَلُ : وَهُوَ : الِاسْتِرْخَاءُ مِنْ الْحَيَاءِ , وَيَكُونُ مِنْ الذُّلِّ , يُقَالُ : بِهِ خَجْلَةٌ أَيْ حَيَاءٌ , وَهُوَ التَّحَيُّرُ وَالدَّهَشُ مِنْ الِاسْتِحْيَاءِ . يُقَالُ : خَجِلَ الرَّجُلُ خَجَلًا : فَعَلَ فِعْلًا فَاسْتَحَى مِنْهُ)

وقال الزبيدي: (وفَرّق بعضُهم بينَ الخَجَل والحَياء وقال إنّ الخَجَل أخَصُّ مِن الحَياء فإنه لا يكون إلّا بعدَ صُدُورِ أمرٍ زائدٍ لا يُريدُه القائمُ به بخِلاف الحَياء فإنه قد يكون لِما لَم يَقَع فيه فيترُك لأجلِه نقلَه شيخُنا قلت وهو مَفْهومُ عِبارةِ الأزهريُّ فتأمَّلْ)ا.هـ من تاج العروس

يقول المؤلف: و لقلة الحياء صور عديدة منها المجاهرة بالمعاصي عموما

الحياء غريزي ومكتسب

الحياء قسمان : حياء غريزي جبلي وهو موجود في أصل الخِلقة

و حياء مكتسب و هو الذي جعله الشارع من الإيمان

من كانت فيه غريزة الحياء الفطري تعينه  هذه الغريزة على المكتسب  و من الممكن أن يتطبع الإنسان بالحياء المكتسب حتى يصير غريزيا  و النبي صلى الله عليه و سلم قد جُمع له النوعان من الحياء فقد كان صلى الله عليه و سلم في الغريزي :" أشد حياء من العذراء في خدرها" و كان في المكتسب  في الذروة العليا صلى الله عليه و سلم

أقسام الحياء

أ‌.        الحياء من الله :

وهو أعظم الحياء, ويكون بأن لا يقابل العبد إحسان الله ونعمته بالإساءة والكفر والجحود والطغيان ، وأن لا يتضجر عند البلاء فينسى قديم إحسانه ومنته ورحمته به ، وأن يلتزم أوامره سبحانه وتعالى ونواهيه وأن يخاف منه حق الخوف ، ولا يتولد هذا الحياء إلا حين يطالع العبد نِعَمَ الله عليه، ويتفكر فيها، ويدرك تمامها وشمولها، ثم يراجع نفسه بعد ذلك ويحاسبها على الخلل والزلل والتقصير فتجرؤ العبد على المعاصي, واستخفافه بالأوامر والنواهي الشرعية يدلُّ على عدم إجلاله لربه وعدم مراقبته له مع أنَّ  الله عز و جل قال:" إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " ( سورة النساء) و قال عز و جل :" أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى " (سورة العلق) و قال سبحانه و تعالى :" وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ  " و النبي صلى الله عليه و سلم يقول :" استحيوا من الله حق الحياء " (أخرجه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب من حديث عبد الله بن مسعود و قال حسن لغيره).

من أمثلة الحياء من الله حديث  بَهز بن حكيم عن أبيه عن جده عندما سأل النبي عليه الصلاة و السلام عندما قال : عوراتنا ما نأتي منها و ما نذر؟ فقال :" احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قلتُ : يا رسول الله ! إذا كان القوم بعضهم في بعض ؟

قال : " إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يراها " قال : قلت يا نبي الله  إذا كان أحدنا خاليا ؟ قال : " فالله أحق أن يستحيا منه من الناس "( اخرجه الترمذي و ابو داود , قال الالباني حديث حسن)  و قال أبو موسى الأشعري :" إِنِّي لَأَغْتَسِلُ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ فَأَحْنِي ظَهْرِي إِذَا أَخَذْتُ ثَوْبِي حَيَاءً مِنْ رَبِّي  " ( أخرجه ابن أبي شيبة ) و قال أبو بكر الصدّيق وهو يخطب الناس :" يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَظَلُّ حِينَ أَذْهَبُ إِلَى الْغَائِطِ فِي الْفَضَاءِ مُتَقَنِّعًا بِثَوْبِي اسْتِحْيَاءً مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ) " , رواه ابن الْمبارك و ابن نعيم في حلية الاولياء و البيهقي ) و  عثمان ابن عفّان رضي الله عنه " إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ " .(أخرجه الامام أحمد في الزهد) حتى أنَّ الإيمان بلغ بسلف هذه الأمة أنهم أصبحوا يستحيون من الله من التقصير في النوافل كأنّهم ضيّعوا الفرائض قال الفضيل بن عياض :"أدركت أقواماً يستحيون من الله سواد الليل من طول الهجعة، إنما هو على الجنب، فإذا تحرك قال: ليس هذا لك، قومي خذي حظك من الآخرة" و رُوي عن حذيفة بن اليمان أنّه أتى الجمعة فوجد الناس قد انصرفوا ، فتنكب الطريق عن الناس، وقال: لا خير فيمن لا يستحي من الناس" (قد يكون هذا الخبر غير صحيح)

ب‌.  الحياء من الملائكة:

فمن المعلوم أن الله قد جعل فينا ملائكة يتعاقبون علينا بالليل والنهار. وهناك ملائكة يصاحبون أهل الطاعات, كالخارج في طلب العلم, والمجتمعين على مجالس الذكر, والزائر للمريض, وغير ذلك.

وأيضاً هناك ملائكة لا يفارقوننا وهم الحفظة والكتبة :" وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِين" .كلُّ مؤمن يستحي من الملائكة كما يستحي من الناس و هذا الحياء يبعده عن المعاصي و القبائح و الجلوس في مجالس الغيبة و النميمة . عن ابن عمر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" إياكم و التعري ، فإن معكم من لا يفارقكم ، إلا عند الغائط ، و حين يفضي الرجل إلى أهله ، فاستحيوهم و أكرموهم" (اخرجه الألباني في الضعيف الجامع و قال ضعيف)

ت‌.  الحياء من الناس :

إن استحى العبد من ربّه حقّ الحياء و استحى من الملائكة سيستحي من الناس . الحياء من الناس على نوعين : قسم صاحبه يستحي من الناس و لا يأتي ما يراه الناس منكرا خوفا من الله عز و جل أولا ثم اتّقاء للملامة من الناس و ذمهم ثانيا و هذا يأخذ أجر الحياء كاملا لأنّه استكمل الحياء من جميع جهاته .

 أما القسم الثاني فهو يترك القبائح و الرذائل حياء من الناس و لكن إذا خلا من الناس لا يتحرّج من فعلها فهذا له حياء لكن حياؤه ناقص و ضعيف و يحتاج دائما إلى علاج و يحتاج دائما إلى من يذكره بعظمة ربه و جلاله  و أنه أحق أن يستحيى منه لأنّ العبد لا يليق به أن يستحيي من الناس الذين لا يملكون له ضرا و لا نفعا لا في الدنيا و لا في الآخرة ثم لا يستحي من الله الرقيب عليه , المتفضل عليه , الذي ليس له غنى عنه .

ث‌.  الحياء من النفس:

و هو حياء النفوس العزيزة من أن ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون و هذا الحياء يكون بالعفة و بصيانة الخلوات و بحسن السريرة فيجد العبد المؤمن نفسه تستحي من نفسه حتى كأنّ له نفسين , إحداهما تستحي من الأخرى و هذا أكمل ما يكون من الحياء فالعبد إن استحى من نفسه فهو أن يستحي من غيره أجدر لذلك قال بعض الحكماء :" من عمل في السر عملا يستحى منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر "

النبي عليه الصلاة و السلام كان من أكثر الناس حياء كما في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يهوديا - يقال له : فلان - حبر ، كان له على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دنانير ، فتقاضى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له : يا يهودي ما عندي ما أعطيك ، قال : فإني لا أفارقك يا محمد  حتى تعطيني ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أجلس معك ، فجلس معه ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء الآخرة ، والغداة ، وكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهددونه ويتوعدونه ، ففطن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما الذي يصنعون به ، فقالوا : يا رسول الله يهودي يحبسك ؟ ! فقال عليه الصلاة و السلام منعني ربي أن أظلم معاهدا وغيره ، فلما ترجل النهار قال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنك رسول الله ، وشطر مالي في سبيل الله ، أما والله ؛ ما فعلت بك الذي فعلت بك ؛ إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة : محمد بن عبد الله ، مولده بمكة ، ومهاجره بطيبة ، وملكه بالشام ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا متزي بالفحش ، ولا قول الخنا ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وهذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله ! وكان اليهودي كثير المال .(مشكاة المصابيح , قال الألباني ضعيف و أخرجه البيهقي في دلائل النبوة )  و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه  أنّ النبي صلّى الله عليه و سلم "كان أشد ّ حياء من العذراء في خدرها و كان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه " و عن أبي هريرة رضي الله عنه  أنّ موسى عليه السلام كان حييا ستيرا لا يُرى أن موسى عليه السلام كان رجلا حييا ستيرا ما يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا وإن موسى عليه السلام خلا يوما وحده فوضع ثيابه على حجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه فطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن الناس خلقا وأبرأه مما كانوا يقولون قال وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر عصاه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ( صحيح , أخرجه البخاري – و اللفظ له - و الترمذي )

 و عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت :" كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي فأضع ثوبي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه" ( صحيح ,أخرجه الالباني في مشكاة المصابيح )

عامر بن عبد قيس:جاء في سيرته أنه هبط واديا يقال له: وادي السباع. وفي الوادي عابد حبشي, يقال له: حممة. فانفرد عامر في ناحية, وحممة في ناحية يصليان, لا هذا ينصرف إلى هذا, ولا هذا ينصرف إلى هذا, أربعين يوماً وأربعين ليلة, إذا جاء وقت الفريضة صليا, ثم أقبلا يتطوعان, ثم انصرف عامرٌ بعد أربعين يوماً فجاء إلى حممة, فقال : من أنت يرحمك الله؟, قال: دعني وهمي. قال: أقسمت عليك. قال: أنا حممة. قال عامر: لئن كنتَ أنتَ حممة الذي ذُكِرَ لي لأنت أعبدُ منْ في الأرض, فأخبرني عن أفضل خصلة؟, قال: إني لمقصر, ولولا مواقيت الصلاة تقطع عليَّ القيام والسجود, لأحببت أنْ أجعل عمري راكعاً, ووجهي مفترشاً حتى ألقاه, ولكنَّ الفرائض لا تدعني أفعل ذلك. فمن أنتَ يرحمك الله؟, قال: أنا عامر بن عبد قيس. قال: إنْ كنتَ عامر بن عبد قيس الذي ذُكِرَ لي فأنت أعبد الناس. فأخبرني بأفضل خصلة؟, قال: إني لمقصر, ولئن واحدة عظمت هيبة الله في صدري حتى ما أهاب شيئا غيره. فاكتنفته السباع فأتاه سبعٌ منها فوثب عليه من خلفه, فوضع يديه على منكبيه. وعامر يتلو هذه الآية: (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103هود) فلما رأى السبع أنه لا يكترث له ذهب. فقال حممة: بالله يا عامر ما هالك ما رأيت؟, قال: إني لأستحي من الله أنْ أهاب شيئاً غيره. قال حممة: لولا أن الله ابتلانا بالبطن, فإذا أكلنا لابد لنا من الحدث ما رآني ربي عز وجل إلا راكعاً وساجداً انظر : تاريخ مدينة دمشق ، 26/25-26 ، حلية الأولياء ، 2/89 .

ضوابط خاصة باشتراك الأخوات في الفيس بوك

·       الهدف من الفيس بوك هو دعوة النساء والتواصل مع المجتمع و فهم كيف تسير الحياة

·       إستعمال أسماء الدلع على صفحة الفيس بوك دليل على قلة الحياء لأن هذا شيء يُستحى منه

·       استعمال ألفاظ الضحك (مثل هههه ) أو أن تتكلم في شأن خاص على الصفحة حتى مع من تعرفين  من علامة قلة الحياء لأنّ الصفحة عامة و قد يراها الرجال

·       محاورة الرجال و مناقشتهم سبب لمفاسد كبيرة  و إن لا بد لها من التدخل تستعين بمحرم لها حتى يتدخل هو.

·       على الأخت أن لا تقبل إضافة أي رجل أيا كان و لها أن تضيف رجلا لكن في حالة محدودة وهي أن يكون إما من العلماء أو من طلبة العلم الذي تجد على صفحته الكثير من الإفادة  و هو شخصية مأمونة .

·       على الأخوات الإنتباه من إضافة النساء لأن من الرجال من يستعمل أسماء النساء

·       لا يجوز إضافة أخت صورة أيقونتها مخالفة كصورة إمرأة متبرجة مثلا

·       لا يجوز للاخت نشر مقاطع فيها موسيقى  أو فيها صورة متبرجة أو المشاركة في موضوع فيه مخالفة

·       دخولنا للفيس بوك لنضيف للإسلام و المسلمين أختا أخرى (فلا ننسى الهدف)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق