>

الأحد، 19 يونيو 2011

تابع مظاهر سوء الخلق المظهر 25و26و27و28 (الكذب وكثرة المزاح والإسفاف فيه والفخر بالأنساب وقلة المراعاة لأدب المحادثة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله
تابع مظاهر سوء الخلق
25- الكذب
فالكذب من الأخلاق المرذولة، والصفات القبيحة؛ فهو خصلة من خصال النفاق، وشعبة من شعب الكفر، وهو عنوان سفه العقل، وآية سقوط الهمة، وخبث الطوية.
والكذاب مهين النفس بعيد عن عزتها المحمودة
.، الله عز وجل يقول  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) [التوبة: 119] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر  والبر يهدى إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب  فإن الكذب  يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ))
الكذب أنواع وفروع فأعظم الكذب هو الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم  فأي إنسان يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم كذا أو أحل كذا ثم يكذب عليه في الأخبار ثم الكذب على العلماء في نقل حكم أو نقل فتوى أو الكذب في الشهادة ، شهادة الزور أو الكذب في المنام يعنى واحدة تقول  أنا حلمت كذا وكذا  وهى تكذب لأنه لعب لمن هو بأجزاء النبوة لقول النبي  صلى الله عليه وسلم (( من تحلم بحلم لم يره كلف بأن يعقد بين شعيرتين يوم القيامة وليس بعاقد )) وأيضا الكذب فيما يوجب فوات حق مسلم أو أخذ مال مسلم كأن يكذب الإنسان في ثمن سلعه أو يسعى الإنسان لظالم  بغير حق أو يبهت عنده بهتان بأن يرمى المرء بما لم يفعل  لقوله تعالى (                                  ) .
وأيضاً  من الكذب ، الكذب باليمين  فكثير من الناس  يحلف يمين غموس كما قيل كما قيل أن اليمين الغموس تترك الديار "بلاقع "وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في النار والنبي  عليه الصلاة والسلام يقول (( اليمين منفقة للسلعة ممحقة للمال )) وقال (( من حلف على يمين وهو فيها فاجر لقلى الله وهو عليه غضبان ((.
الكذب في أن الإنسان يحدث بكل ما سمع فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع )) وكل ما سمع لا يظن أن هو حق أو هو صدق والكذب أيضا في المدح فيمدح غيره ليحصل منفعة أو يكذب في وعد ويخلفه ويكذب في أن يزكي المرء نفسه  ليحصل غرض ليقول أنا فيّ مواصفات كذا وكذا أو أن الأخت تقول أنا فيّ مواصفات كذا وكذا لتحصل غرض من وراء هذه التزكية ، هذا كله من الكذب و النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( إذا مدح أحدكم أخاه فليقل احسبه ولا أزكى على الله أحدا )) وقال عليه الصلاة والسلام :((آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ)). و النبي صلى الله عليه وسلم  قال (( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور )) كل هذا محرم . 
))
الكذب لا يباح لجلب نفع مجرد ولكن يباح لدفع ضرر إذا كان أعظم مفسده منه كيف ؟ كأن يباح للإنسان الكذب في مواضع منها الجهاد كأن يفرق كلمة الكفار أو الفسقه أو المنافقين يقول لهؤلاء الناس أن المسلمين معهم أسلحة كثيرة ومعهم أسلحة نووية وسيفعلون و سيفعلون لكي يفرق كلمة الكفار هنا يجوز الكذب .
وأيضاً الكذب في الذب عن مال مسلم وعرضه من ظالم مثل ظالم يأتي ليأخذ مال مسلم يقول عنه أنه فقير لا يجد مالا مع أنه غني ولكن إن لم يقل له ذلك لأخذ منه المال وعرضه يريد أن يأخذ امرأته فيقول  فيها إنها امرأة مريضة بالإيدز ونحن نعالجها منذ شهرين حتى يخاف أن يأخذ هذه المرأة فيزنى بها .
ثم أيضاً الكذب في ستر المعصية أو في معصية الغير أي  لو أن إنسانا رآه أحد وهو يجلس في غرفته وهو يفعل شيئاً محرماً وهو قد رآه من بعيد وليس متأكداً من رؤيته فقال إني رأيتك تفعل كذا فيستر على نفسه ويقول لم أفعل  فيجب عليه أن يستر على نفسه المعصية أو أن إنسان يجد غيره يقع في معصية والناس يقولون أن فلاناً وقع في المعصية الفولانية فيجوز لكِ أن تكذبي وتقولي لا لم تفعل المعصية الفولانية وأنا متأكدة من ذلك .
وأيضاً في الكذب في إصلاح ذات البين أي لو هناك اثنين متخاصمين مثلاً أختين وواحدة منهم عندها حق فمن الممكن أن تقولي للأخت التي عندها الحق أن هذه المرأة تتكلم عنك كلاماً طيباً وتقول فيكِ كذا وكذا وتذهبي للأخرى وتقولي لها نفس الكلام بأنها تقول عنكِ كلاماً طيباً  مع إنها لم تقل ولكن هذا يعنى يجوز في إصلاح ذات البين.
 أيضاً كذب الرجل على امرأته والعكس من باب إجبار قلبها وما شابه ذلك وكما قلت أن الكذب لا يباح لجلب نفع مجرد وإنما يباح لدفع ضرر ولكن بشرط أن يكون هناك مفسدة أعظم منها فلو أن المرأة تكذب على زوجها وفقط وليس هناك مفسدة لو قالت له الصدق فلا يجوز لها أن تكذب عليه  وأيضاً في إصلاح ذات البين لابد أن أتأكد أن هناك مشكلة بين اثنين حتى أصلح بينهما ولكن لا اذهب لأكذب على هذا وعلى ذاك وأقول لهما أنه تكلم عنك كلاماً جيداً إلى آخره فلا يباح فعل ذلك .
وفى المعاريض مندوحة من الكذب (مندوحة أي فسحة ومتسع أى في المعريض من الاتساع ما يغنى عن الكذب) ،  أي لو عرَّض الإنسان يكون أفضل بكثير من أن يكذب ، المعاريض بأن يقول كلاماً يفهم منه شيء وقصد القائل منه شيئاً آخر .
أيضاً لابد أن ننتبه من الإشاعات فقد ينقل الإنسان أخبار كاذبة فلابد أن ننتبه إلى هذه الإشاعات  التي يقولها بعض الناس مثل أن فلان ينفق في الشهر آلاف الجنيهات  وأن فلانة تشترى أدوات للزينة بآلاف الجنيهات وأن هذه تسافر في السنة عشرات المرات وأن  و أن إلى آخره من هذا الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع و يوقع الإنسان في الكذب .
26- كثره المزاح والإسفاف فيه :-
فالمزاح يسقط الهيبة ويخل بالمروءة ويجرئ السفهاء و الأنذال وقيل لبعض الحكماء " المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النار الحطب "وقيل "من كثر مزاحه زالت هيبته "
وقال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ "وقد كره جماعة من العلماء الخوض في المزاح؛ لما فيه من ذميم العاقبة، ومن التوصل إلى الأعراض، واستجلاب الضغائن، وإفساد الإخاء"
وكان يقال: "لكل شيء بدء، وبدء العداوة المزاح".
فكثرة المزاح قد تؤدى إلى العداوة لماذا؟
 لأن الإنسان عندما يمزح كثيراً  فكثيرٌ من الناس يقول عليه دمه خفيف .... ظريف أو الأخت هذه دمها خفيف وهذه الأخت تمزح على شيء في الشارع ومره تمزح على الكفار ومره تمزح على المنافقين ومره تمزح على ملابس أختها ومره تمزح على ماكياجها ومره تمزح على طريقتها في القرآن ومره ... فتبدأ هذه الأخت تأخذ منها موقفاً وترد عليها فعندما ترد عليها فتقوم التي تمزح ترد عليها أيضاً مرة ثانية فتبدأ العداوة لذلك يقال لو كان المزاح فحلا ما ألقح إلا الشر .، الفحل هو فحل الذكر من الحيوانات 
وقال سعيد بن العاص " لا تمازح الشريف فيحقد و لا الدنيء فيجترئ عليك "
فالشريف قد لا يرد لكن في قلبه سيكون فيه حقد لماذا ؟ لأنه سوف يكون متضايق زعلان  زهقان لأنه يرى أنه لا يجب أن يمزح معه أحد مثلا والدنيء هو من تحت أهل السفور فيجترئ عليك يبدأ يرد بطريقة سيئة فقد يمزح الإنسان وهو كبير في السن فلا يرد عليه أحد لما له من هيبة لكنه لو مازح إنسان دنيء لا يهمه فيرد عليه رد في غاية السوء فلننتبه إلى ذلك .
قال ميمون بن مهران " إذا كان المزاح إمام الكلام فآخره الشتم واللطام ".
وقال أبو هفان:
مازح صديقك ما أحب مزاحا...وتوق منه في المزاح جماحا
فلربما مزح الصديق بمزحة...كانت لباب عداوة مفتاحا
وقال آخر " لا تمزحن وإذا مزحت فلا يكن.... مزحاً تضاف به  إلى سوء الأدب
واحذر ممازحةًً تعود عداوةً.... إن المزاح على مقدمة الغضب ".
وقال أخر:
 فإياك إياك المزاح فإنه ...يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا
 ويُذهب ماء الوجه بعد بهائه... ويورثه من بعد عزته ذلا  
والمقصود أن المزاح لا ينبغي الإكثار منه، ولا الإسفاف فيه.
أما ما عدا ذلك فيحسن؛ لما فيه من إيناس الجليس وإزالة الوحشة، ونفي الملل والسآمة.
وإنما المزاح في الكلام كالملح في الطعام، إن عدم أو زاد على الحد فهو مذموم
(فالمزاح كما قلنا في الكلام يكون مثل الملح في الطعام فإذا كانت الجلسة من غير مزاح خالص تكون جلسه مقفلة لا يوجد بها ابتسامه أو مزاح نفس الحكاية إذا زاد عن الحد يكون الأكل مالح جداً جداً ، فالمسألة تحتاج إلى توازن .)
أفد طبعك المكدود بالجد راحةً             يجم وعلله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيته المـزح فليكـن              بمقدار ما تعطى الطعام من الملح
أيضاً من الأشياء التي هي من مظاهر سوء الخلق
27- الفخر بالنسب :-
الفخر بالنسب خلق جاهلي، ذمه الإسلام، ومقت أهله، وحذر من صنيعهم.
والفخر بالنسب عنوان سفه العقل، وآية دنو الهمة فهل للإنسان الخيرة في اختيار نسبه؟ وهل النسب مما يرفع عند الله؟ إنما الفخر كل الفخر بتقوى الله ـ عز وجل ـ وبالترقي في مراتب الكمال، ومدارج الفضيلة.
أي إنسان يفخر بنسبه تأكد من أنه سفيه وأن همته دنيئة لماذا ؟ لأن هل هناك أحد منا اختار نسبه أي عندما افخر بأمي أو بأبي أو بخالي أو بعمي أو بأي أحد هل أنا من اخترت هذه الأشياء أو لي سبب فيها لم يكن لي سبب فيها فكيف افخر بما ليس لي فيه سبب ، فالفخر يكون بتقوى الله عز وجل
لقد رفع الإسلام سلمان فارس...كما وضع الكفر الشريف أبا لهب
أبا لهب من عائلة معروفة من قريش ولكن الكفر وضعه وسلمان لا أحد يعرف له نسبا إلا أنه من فارس ولكن الإسلام رفعه
فكم من الناس ـ مع بالغ الأسف ـ من يفاخر بنسبه، ويترفع على من سواه، ويعقد الولاء والبراء للنسب، مع أن الله ـ عز وجل ـ يقول في محكم التنزيل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} ثم بين الحكمة من ذلك قال: {لِتَعَارَفُوا} لا لتفاخروا، ثم بين معيار التفاضل بين الناس فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] .
فليس التفاضل بالجنس، أو اللون، أو العرق، وإنما هو بالتقوى.
فهناك إنسان يحب أن يعرف نفسه يقول والله أنا فلان الفلاني اسمي كذا أعمل كذا قصده أن يرفع من نفسه وهذا لا يفعله إلا وضيع  فالإنسان إذا عرف عن نفسه يعرف نفسه بما لا يكون فيه نية الفخر بالنسب  .
لذلك يقول بن حزم :" وإن أعجبت بنسبك فهذه أسوء من كل ما ذكرنا لأن هذا الذي أعجبت به لا فائدة له أصلاً لا في الدنيا ولا في الآخرة وانظر هل يدفع عنك الجوع أو يستر لك  العورة أو ينفعك في الآخرة ؟ ثم انظر إلى من يساهمك في نسبك وربما فيما هو أعلى منك مما نالته ولادة الأنبياء عليهم  السلام ثم ولادة الخلفاء ثم ولادة الفضلاء من الصحابة العلماء ثم إلى آخره..."
ثم قال رحمه الله :" ثم لعل الآباء الذين تفخر بهم كانوا فساقاً وشربة خمور وغير ذلك ممن يعنى بهم بعض المساوئ الكثيرة وبل كانوا ظلمه أو فجره أو غير ذلك فكيف تعجب ؟ بل يقول الإنسان أن هذا عيب وخزي وعار ولا يعجب بذلك فهو بذلك كما يقال " الغبي يزهو بذكاء أبيه " فهذا غبي لأنه يقول أنا والدي ذكى جدا وكل حاجه  يتكلم عن والده أما هو لا يفعل شيئاً ولا يستطيع أن يفعل شيئاً لذلك قال ابن حبان ـ رحمه الله ـ "ما رأيت أحدا أخسر صفقة ولا أظهر حسرة، ولا أخيب قصدا، ولا أقل رشدا، ولا أحمق شعارا، ولا أدنس وثارا من المفتخر بالآباء الكرام، وأخلاقهم الجسام، مع تعريه عن سلوك أمثالهم، وقصد أشباههم، متوهما أنهم ارتفعوا بمن قبلهم، وسادوا بمن تقدمهم.هيهات أنى يسود المرء على الحقيقة إلا بنفسه، وأنى ينبل في الدارين إلا بكده"
لذلك قال أحد الشعراء :
أيها الطالب فخراً بالنسب               إنـمـا النــاس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضه                أو حديد أو نحـاس أو ذهـب
أو ترى فضلهمُ في خلقهم             هل سوى لحم وعظمٍ وعصب
إنمـا الفضـل بحلـم راجـحٍ          وبأخــلاق كـرام وأدب
ذاك من فاخر في الناس به                فاق من فاخر منهم وولد
وقال الآخر
إن لم تكن بفعال نفسك سامياً               لم يغنى عنك سمو من تسمو به
ليس القديم على الجديد براجعٍ                  إن لم تجده آخذا بنصيبه
وقال الآخر  
ليس الكريم بمن يدنس عرضه                 ويرى مروءته  تكون بمن مضى
حتى يشيد بنائه  ببنائه                           ويزين صالحا ما أتوه بما أتى
فذلك أيضاً يسمى تفاخر بالأنساب  وهذا من سوء الخلق  فلا يجوز أن تقول أي أخت إن أنا بنت فلان  الفلاني  أو أنا عائلتي العائلة الفلانية  أو أنا جدي فلان الفلاني  نوع من الفخر  فإذا كان من التعريف ليس فيه مشكلة ولكن التعريف يحتاج إلى نية ، أما إذا كان من الفخر  مثل التي تفخر أنها طبيبة أو تفخر أنها مهندسة أو تفخر أنها زوجه فلان أو تفخر أنها تدرس في المسجد أو أنها مسئولة عن حاجه أو أو ... إلى آخره  كل هذا فخر بشيء ليس لكِ فيه أدنى نصيب فهذا كله فضل الله عز وجل هو الذي أعطاكِ  هذا فلننتبه إلى ذلك أشد الانتباه .
أيضاً من مظاهر سوء الخلق
28- قلة المراعاة لأدب المحادثة :-
وهذا يحتاج وقت طويل لشرحه لكن خلاصة الموضوع هو أن الإنسان عندما يتحدث مع احد يكون هناك آداب لابد أن نراعيها ونتحلى بها والإنسان المقصر في هذا الجانب يعد ذلك ضرباً من ضروب سوء الخلق  فمثلا كثير من الأخوات عندما يجتمعون في مجلس وأخت تتكلم في أي موضوع مثلا نجد أخت أخرى تستخف بالكلام وتغالط أختها في الكلام الذي تقوله وتستهزئ به أيضا عندما يجتمعون في مجلس وأخت تتكلم كلام عام  لكل الجالسين  نجد أختين يتحدثون مع بعض ويتهامسون أيضا عندما يجتمع النساء في المسجد وأخت تتكلم ونجد هناك أخت تقرأ في كتاب أو تقرأ في مصحف أو إذا كان هؤلاء النساء يجتمعون في بيت وهناك أخت تتكلم في موضوع معين ونجد أخت من الأخوات تنظر إلى مكتبة الكتب أو تسأل عن سعر الأنترية أو الثلاجة أو الغسالة كل هذا أيضاً  ضرب من ضروب سوء الخلق  وأيضا من سوء الخلق عندما تتكلم الأخت ترفع يدها أو تشاور بيدها كثيرا بطريقة سيئة وهذه الطريقة بلا شك غير صحيحة وقد يعود هذا إلى المكان الذي تربت فيه الأخت وتعودت فيه على ذلك نقول لها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إنما العلم بالتعلم  والحلم بالتحلم )) كل شيء له علاج ولكن لابد أن يكون الإنسان عنده حرص على هذا العلاج .
فنقول عندما نتحدث مع بعض لا نتكلم بصوت عالي بل يكون الصوت منخفض و نفس الحكاية عندما تتكلم الزوجة مع زوجها وهي غضبانة منه ومتضايقة ويعاملها بطريقة سيئة ويريد منها فعل كل شيء وهو لا يفعل شيء فتقوم الأخت في هذه الحالة برفع صوتها وتشاور بيدها فهو عندما فعل مثل هذه الأفاعيل  هل هو على حق أم على باطل ؟ هو على باطل ، وعندما ترفع الأخت صوتها عليه وتشاور بيدها هل هي على حق أم على باطل ؟ هي على باطل مع أنها ترى في نفسها أنها ترد الظلم أو أنها تدافع عن نفسها وليس معنى أن الزوج عندما يرفع صوته أو يسب زوجته أو يرميها في عرضها فهل يجوز لها أن ترميه في عرضه أو ترد عليه ؟ أو إذا قال لها أنت كاذبة ترد عليه وتقول أنت كاذب ؟ هذا لا يجوز لماذا؟ لقوله تعالى (              ﯘﯙ        ﯝﯞ ) فلا يجوز أن نقابل السيئة بالسيئة بل كما قال الله ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )34)..فصلت.. فالتربية الحقيقية تظهر وقت المشكلة لا تظهر عندما تكلم الأخت أختها في التليفون وتقول لها كيف حالك ؟ وكل يوم تتصل بها وتسألها عن أخبارها وأخبار الأولاد وتطلب منها أن تساعدها وترسل لها ما يساعدها ومال ، فالإشكال الحقيقي يحدث عندما يحدث مشكلة بينهما فماذا تقول كل أخت منهما على الأخرى ؟ فإذا لم تقل أي منهما على أختها شيء فتكون هذه تربية صحيحة لكن إذا تكلمت أخت عن أخرى بسوء فتكون التربية هنا ضعيفة جدا بل قد لا يكون هناك تربية أصلا وبذلك تكون العلاقة التي كانت بينهما ليست في الله بل كانت هوى مثل انسجام الطباع مع بعضها (( الأرواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف ومن تناكر منها اختلف )) لكن من كانت علاقتهم في الله عندما يحدث بينهما مشكلة لا يمكن أن يتكلموا على بعض  كلام سوء بل عندما تسألها أخت أخرى لماذا تكلمين الأخت الفلانية ؟ تقول لها لأني مشغولة والأخرى تقول نفس الكلام فهم لا يسمحون لأحد أن يعرف ما بينهما وتحاول كل منهما أن ترسل لأختها رسالة تعتذر لها فيها لأن علاقتهم كانت في الله أما العلاقة التي على الدنيا ينقلب فيها الحال إلى حال آخر .
وأيضاً عندما يجلس أخوات مع بعض في المسجد أو في أي مكان وهناك أخت تتكلم فتقوم أخت وتترك المجلس دون استئذان فهذا أيضاً من قلة المراعاة لأدب المحادثة وأيضاً عندما تتحدثين مع أخت و أنت تعلمي عنها أنها تتكلم كثيرا وتتدخل فيما لا يعنيها فأنتِ تقولين لها أنتِ تتكلمين كثيرا وتتدخلين فيما لا يعنيكِ فهذا أيضاً ليس من آداب المحادثة فيجب أن تعالجي هذا الأمر عندها بطريقة غير مباشرة فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يقول (( ما بال أقوام يفعلون كذا )) وبعض الأخوات يقول هذا حق لابد أن أقوله هذا لا يجوز فيجب أن يكون هناك حياء ويجب محاولة علاج العيب لا أن نظهره أو نتكلم عنه فيجب أن يكون بيننا حالات إيمانية ونوع من البر والصلة والرحمة لأنني لو عندي عيب لا أتمنى أن أحد يعالج هذا العيب بأن يقف أمامي ويقول أنت فيك وفيك إنما يعالجني بطريقة ما .
أيضاً من ضمن سوء الخلق في المحادثة أن يكون إنسان بذيء اللسان مثلما عندما تسأل أخت متزوجة جديد أخت أخرى عن شيء في الفراش فتقول لها الأخت الأخرى ألفاظ صريحة جدا فهذا من بذاءة اللسان فهذه الأشياء تكنى ، أيضاً قد يتكلم الإنسان عن دخول الخلاء والخروج منه بشيء من البذاءة أيضاً وهناك بعض الألفاظ لا يجوز لأصحاب الإيمان العالي أن يتكلمون بها .
أيضاً من ضمن مشاكل الخطاب ، الخطاب بشيء من الشدة مثلما لو تأخرت أخت لأن عندها درس في المسجد تكلمها أختها لماذا تأخرتِ ؟ أنتِ كسولة بالتأكيد كنتِ نائمة وهكذا ... ، أو أخت لم تتصل بها لمدة ثلاثة أيام وهي تعتاد أن تتصل عليها كل يوم فتتكلم معها بنوع من العتاب الشديد ويكون هناك غلظة في الخطاب هذا كله من قلة المراعاة لآداب المحادثة .
ليس معنى أن بين أختين أو أكثر نوع من المحبة أو العلاقة القديمة أن يكون هناك غلظة في الخطاب وشدة في العتاب ويكون هناك رفع في الصوت واستعمال عبارات بلا تكنيه أو يكون هناك تفحش بالقول أو يكون هناك بذاءة في اللسان ، فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان أكثر الناس التصاقاً به أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب  رضي الله عنه فكانوا يقولون خرج  النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ودخل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ورغم هذا لم نسمع منه ولا من أبو بكر ولا من عمر أو النبي عليه الصلاة والسلام أنهم تكلموا مع بعض بكلام فيه نوع من استعمال هذه العبارات أو هذه الطريقة وإن حدث بين الصحابة يحدث مرة أو مرتين أو ثلاثة لكن للأسف عندنا أصبح نظام في الحياة ولو أحد أتكلم تقول هذه الأخت عصبية والأخت الثانية اعذروها لأنها في أوقت كثيرة لا تنتبه لما تقول والأخت الثالثة تقول هي لا تدري ماذا تقول ؟ والأخت الرابعة نقول أن طبيعتها أن صوتها عالي جداً والأخت هذه تحب المدح مباشرة لا ليس معنى العلاقات الجيدة أننا نرتكب أشياء فيه من خوارج المروءة أو ارتكب شيء محرم  لابد أن ننتبه إلى هذا جيداً ليس معنى القرب من بعضنا البعض أن يحصل في نوع من التساهل في المعاملة سواء بفحش من القول أو استعمال عبارات بلا تكنيه أو بذاءة لسان أو رفع الصوت أو الغلظة في الخطاب والشدة في العتاب .  
أيضاً من ضمن قلة المراعاة لأدب المحادثة مسألة التقعير في الكلام مثل مثلا أخت تتكلم كثيرا باللغة الانجليزية وأخت أخرى تتكلم كثيراً بطريقة الفصحى التي فيها نوع من التقعر وبعض الناس يخوض فيما لا طائل تحته مثل أخت مشغولة بأن هذه خُطبت وهذه فسخت الخطوبة وهذه عقدت وهذه طلقت وهذه طلقت مرتين وتزوجت للمرة الثالثة وهذه أنجبت وهذه لم تنجب وهذه حملت وهذه لم تحمل ، لماذا نشغل بالنا بهذا ؟ هذا الكلام لا طائل تحته وبالنسبة لنا لا يزيد في الإيمان طيب فلماذا اشغل نفسي بهذا الكلام ؟
أيضاً من الأشياء المهمة أن تجد أخت مناكفه  دائما تعارض أي شيء يقوم به الأخوات فلابد أن تنتبه هذه الأخت لنفسها ولا تعارض في كل شيء وترى هل ما تعارض فيه حقيقي أم وهم ؟ فليس من المعقول أن يكون كل الأخوات لا يفهمون كل مرة فلابد أن تقول لنفسها أنا التي لم تفهم وتسكت لأنه يبدو والله اعلم إن أنا التي لم تفهم .
أيضاً من قله المراعاة لأدب المحادثة : الجدال والمراء ، المجادلة فإذا دخلنا مع بعض في نقاش ووجدنا أن هذا النقاش سيطول ويحدث مشكلة فنسكت (( وأنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق )).
والخصومة أيضاً هذا الكلام سيؤثر على أن يكون بيني وبين أحد خصومه فلابد أن أتوقف ، فكل هذا من مظاهر سوء الخلق لقلة المراعاة لأدب المحادثة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق