>

السبت، 15 أكتوبر 2011

صفات المربى المحاضرة الرابعة --------تفريغ





بسم الله الرحمن الرحيم

أشهد أن لا اله لا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد ...... 

تكلمنا في المرات السابقة أن كل المشكلات التي نواجهها ونعانى منها جميعا في البيوت سواء بين الآباء والأبناء وسواء من قِبل الآباء أو من قِبل الأبناء أو في العمل من الزملاء والزميلات أو في الشارع من الجيران, أو
في المؤسسات الحكومية من الموظفين والمديرين و غير ذلك أو في المدرسة من المدرسين والمدرسات, أو من الطلبة والطالبات أو في المسجد في دائرة الملتزمين من الإخوة و الأخوات, سواء كانوا صغيرين أو صغيرات, أو كبيرين أو كبيرات لا شك أن أصل المشاكل كلها هو ضعف التربية أو انعدامها ,وأن أول نقطه للسعي إلى مجتمع رباني متميز على منهاج السلف, مجتمع نقى ,مجتمع متماسك قوى مستمسك بشرع الله تبارك وتعالى هي الاهتمام بجانب التربية.

 وباب التربية وأصل هذا الباب هو المُربى الكفء فإذا وجد المُربى الكفء رُجِيَ أن يوجد المتربي المتميز الجيد وتأتى الثمرة التي نبتغيها.

 كثير جدا من الأعمال و الأنشطة والوظائف لا يُسمح لأحد قط غير متخصص أن يشارك فيها ولو بمجرد الرأي, وهى من الوظائف الدنيوية والأشياء العامة , ولكن في باب الدين و باب الفُتيه و باب التعليم والإرشاد في باب إقراء القرآن, في باب التربية والتعليم, نجد للأسف انه باب مفتوح لكل الناس , وليس هناك ضوابط مراعاة في هذا الباب فنجد من يحسن ومن لا يحسن يتصدر للفُتيه أو يتصدر إلى تربيه الناس أو إلى غير ذلك, فلذلك تأتى الثمرة ليست بجيده بل تأتى بالعكس, وينتج عن ذلك شخصيات مشوهه ليس لديها القدر الكافي من التربية.

 والسلف الصالح  والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يهتمون بمسألة التربية والآداب ,حتى أن كتبهم الجوامع الكبيرة كانت توضع فيها باب يسمى الأدب ,حتى أن ابن مُفلح الحنبلي صنف كتابا سماه الآداب الشرعية, وكان الخلفاء يهتموا جدا بان يأتوا بمؤدبين لأولادهم  الذين يُربون, حتى يكونوا خلفاء في المستقبل حتى أن الواعظ المشهور أبن أبى الدنيا كان يُسمى مؤدب أولاد الخلفاء حتى نصلح هذا الباب وهذه الفئة فلابد من معرفه صفات المُربى الكفء صفات المُربى المتميز حتى يتسنى لنا الاستمساك بها والاتصاف بها حتى يوجد هذا النموذج الذي نبتغيه وننشده .

صفات المربى : نقسمها من حيث الدراسة إلى 3 مُقومات أو 3 مجموعات

المجموعة الأولى : مُقومات البدء والانطلاق:وهى المقومات التي إذا حُصلت صَلُحَ أن تبدأ هذه المُربية العمل
وهذه المُقومات هي:
(1) العلم   
(2) حسن السمت 
 (3) الثقافة والتجربة
(4) العمق الإيماني  

المجموعة الثانية : مُقومات الإتقان : وهى المقومات التي تساعد المربية على إخراج ثمرة متقنة جيدة
وهذه المُقومات هي :(1) فهم الشخصية وتحليلها    (2) الإقناع
(3) استخدام أساليب غير مباشره لتبليغ المفاهيم الشرعية والدعوية حتى ترسخ في النفس والواقع   

المجموعة الثالثة : مُقومات الاستمرار : هي المقومات التي تعين المُربية على الاستمرار في العطاء التربوي .

كنا توقفنا عند نقطه استخدام أساليب غير مباشره لتبليغ المفاهيم الشرعية والدعوية حتى ترسخ في النفس, والواقع  بعد ما تكلمنا عن فهم الشخصية وتحليلها, ولما نحتاجه ومتى نحتاجه, وتكلمنا في الإقناع وأهميته للمُتربيّ في نقل ما عنده من المعاني الصحيحة السليمة إلى نفس المُتربيّ بل و إقناعه بها, بل يتبناها ويدافع عنها  , ويدعو الناس إليها

والوسائل التي تكلمنا فيها وقلنا أنها تعين الإنسان على أن يكون مقنعا : استحضار الأفكار وترتيبها – حسن العرض للحُجة – نقض الدوافع أو إثارتها – الجواب الحاضر المُفحم – التدرج – نقض الدوافع المضادة – الإتقان – الصمت – الاستماع 

والقدرة الثالثة قد تدخل ضمن أساليبها, فتصلح أن تكون جزء من القدرة الثانية وهى القدرة على الإقناع , فالقدرة الثالثة عبارة عن استخدام  أساليب غير مباشره لتبليغ المفاهيم الشرعية والدعوية , كثير من المُربين يشتكون من أمر و هو كثرة التكرار, نكرر كثير المعلومة ونكرر كثير الأمر ونكرر كثير التوجيه ونعيد ونزيد وتكون الاستجابة ضعيفة , وقد لا تكون هناك استجابة والأخطاء تتكرر, و التكرار من المُعلم أو المُربى يجعل المُتربي يشعر بالملل وبالضيق ويألف الأمر, فلم يعد الأمر بالنسبة له كبير أهميه سمع هذا التوجيه كثير وخالفه كثير, فليس عنه مشكله من أن يسمعه رابع وعاشر ومائه ويخالفه أيضا, يكون سهل عليه أن يُخالفه, وسهل عليه أن يُخالف مُربيه, لأنه وُجه كثير في أمر وخالفه,وقد كانت المسألة صعبه عليه في البداية, ثم بعد ذلك اعتاد عليها.

 مثلا لو سألنا أول مرة ما أخبار الواجب ؟ فالأفراد الذين لم يقوموا بعمل الواجب يشعروا بنوع من الحرج, فيأتوا المرة القادمة ويكونوا مُهتمين وحريصين على الواجب ,لو كل مرة الواجب لم يُحل , والشيخ يقول هذا لا ينفع وكل مرة لم يُحل وتكرر ذلك كثيرا كل مرة, فتكون هيبة السؤال عن الواجب قد خفت أو زالت , المفروض أن يُحل ولكن مع كثرة عدم الفعل يصبح الأمر عادى ,كل مرة نُسأل عن الواجب ولم نحله ولم يحدث شيء, فالأصح أن لا يكون السؤال على وتيرة واحده في السؤال عن الشيء نفسه ,

 فمثلا لو عندك بنت لا تصلى الفجر تقولي لها ما لأخبار اليوم تقول لا والله لم أصلى اليوم فتقولي  لها هذا لا ينفع ولابد أن تصلى الآن, وهكذا ليس صحيح أن كل يوم أسأل عن الفجر تعدى2 أو 3 أو 4 أيام ,ثم نسأل نعطيها فرصه لتُحاول مع نفسها, أعطيها فرصه تُخطيء من غير إحراج لعدم معرفتك ,فعند السؤال مرة أخرى تكون محرجه جدا, إنها لم تقم تصلى فتجتهد مع نفسها حتى لو غلبها النوم, والمرة الثالثة تجتهد حتى لو تنام متأخرا, والمرة الرابعة تجتهد وتقوم تصلى , فعندما تسألها تقول الحمد لله نعم صليت , أقول لها ممتاز نحتاج أن نستمر على هذا الأمر, لا تسألي على اليوم السابق ولا الذي قبله , فهذا ليس وقته ولا يتم السؤال كل يوم , فالمربية عندما تسأل أول مرة يكون هناك إحراج  لمعرفه المربية بأمر عدم الصلاة, و ثاني يوم أيضا فيه إحراج, و ثالث يوم فيه إحراج وباستمرار السؤال وتكراره, تكون المسألة عادى,  فتقول والله لم أقم من النوم اليوم , ويصبح هناك لا مبالاة لأن السؤال سُأل كثيرا وأنا أحرجت كثير حتى تعودت على السؤال, والمربية عُودت على سماع كلمة لم أصلى , ثم بعد ذلك إذا ظل الموضوع هكذا كثيرا يؤدى للملل, وتقول لها البنت أليس عندك غيري لا تسأليني ثانيه لأنك تعرفي أنى لا أصلى , فيؤدى هذا للملل و لسقوط هيبة الأمر وسقوط هيبة المُعلمة والمُربية

 فنحن نحتاج إلى أسلوب آخر غير التوجيه المباشر , فيكون مرة توجيه مباشر و3 أو 4 مرات توجيه غير مباشر, فيكون أولا السامع لا يمل , لان التوجيه غير مباشر وكأنه كلام لا يُقصد به الشخص, ولكنه يظهر كأنه يقصد احد آخر ,ولكن فيه إشارة إليها فهي تتأثر بينها وبين نفسها ,وكأنها هي التي استفادت من الجملة أو الكلام

 مثلا أخت لم تصلى الفجر فيتم مدح شخص آخر أمامها يُصلى الفجر تقولي مثلا : ما شاء الله فلانة مواظبة على صلاه الفجر بشكل جميل ربنا يعينها ويرزقها هذا فيه إشارة لها هنا لم يتم التوجيه مباشرة , ولم يتم إحراجها ,ولم يتم سؤالها هل هي صليت أم لا؟ فيكون هذا بينها وبين نفسها مرة أخرى أسلوب آخر غير مباشر ,أخت أخرى تسأل عن عده أساليب ومُعينات تعينها على المواظبة على صلاه الفجر, فتقولي لها :سأتحدث لاحقا في المسجد في هذا الموضوع  مثلا بعد العشاء, وتأتى بالبنت التي تريدي أن تُحدثيها في موضوع صلاه الفجر, كأنها مصادفه وتُقال أمامها محاضرة في كيفيه الحفاظ على صلاه الفجر , وأنا أتكلم عيني لا يُقصد به كلام لواحدة فقط, بل يتم التحدث بطريقه غير مباشرة للأخت المقصودة ,ويتم التحدث عن الطرق بطريقه سهله مثلا تضبطي المنبه أو الموبايل , أو تنامي مبكرا  ,أو تنامي على وضوء أو اجعلي شخص يتصل بكِ ,وان لا تكثر من المعاصي بالنهار حتى تقومي بالليل, فيكون هذا الكلام موجه لرقم 2 وأكيد رقم 1 ستستفيد منه بأسلوب غير مباشر, فأنا لم أحضرها هيّ لسماع هذا الكلام كأنها هيّ غير مقصوده بالكلام , فهذه أساليب غير مباشرة, ممكن احضر نقل عن السلف

مثل أن تقول مثلا أن احد السلف صلى الفجر أربعين عاما بوضوء العشاء, فهذا يعنى انه لم ينتقض أي لم ينم هذه الفترة, وكان مجتهد في القيام والقراءة وطلب العلم, وكان محافظ على صلاه الفجر وصلاه العشاء ,وأُعطى درس عام لكل الفتيات عن أهميه صلاه الفجر, وبشر المشاءين في الظُلم بالنور التام يوم القيامة ,وأن تاركي صلاة الفجر عقابه كذا وكذا, فيكون الكلام للكل وأنا اقصد 2 أو 3 أو 4 من الحضور, فأنا اعلم أن بقيه الحضور يصلون  بذلك الكلام ,فيكون الأمر غير مباشر, وليس التوجيه المباشر الممل الذي يُحرج, الذي يجعل الإنسان يشعر بنوع من الضجر والضيق

 نقول معاً الأساليب الغير مباشره التي نوصل بها المعاني والمفاهيم الشرعية
(1)     استخدام الحكايات واستخدام القصص: فالنفس بطبيعتها لا تمل من سماع القصة والأقصوصة أو الحكاية, فهي خفيفة عبارة عن  حكاية فعل وأشخاص فلان عمل وفلان ذهب وفلان بذل وفلان التزم ,وكيف حدث ونستفيد من العبر والفوائد التي خرجت من القصص, فأسلوب القصة هام جدا وهو أسلوب سهل القبول للنفس البشرية, لذلك كثر في القرآن والسنة حكاية القصة سواء قصص الأنبياء ,أو قصص بعض المؤمنين ,أو قصص عن الأمم السابقة للاستفادة والعبرة ,

ولا شك أن القصة أتت في القرآن والسنة
 أولاً :من سماتها أنها قصه حق وصدق وليست كذب وليست مُختلقه
ثانياُ: فيها العبرة و تم التركيز فيها على الأمور التي تنفع دون الأمور التي لا تنفع
فالقصة من الأهمية بمكان ,ولذلك فان دروسنا ومحاضرتنا إما تُطعم بالقصص والحكايات ,أو هي أصلا قصه لصحابي أو احد من السلف, أو امرأة صالحه ونستفيد منها الفوائد والعبر

قال البرقيّ: الحكايات حبوبٌ تُصطاد بها القلوب يعنى عندما أريد أن اصطاد طائرا عصفور  فأضع حبوب حتى يأتي الطائر عليها لكي اصطاده ,لأن العصفور يحب الحبوب ,كما أن النفس تحب الحكاية ,وإذا رأى المُتربي أو الإنسان الحكاية تحكى وتنشر فيستمع ويميل ويظل ويركز فنرمى له القصة حتى يأتي بوجهه وقلبه وبدنه ويستقر وينصت ويستمع, وبعد ذلك نبدأ نُخرج العبر والفوائد, عبرة عبرة و فائدة فائدة,

تنبيه : لابد أن الحكاية لا تُحكى جافه ,ولكن تُحكى الحكاية بهيئة تمثيلية ,يعنى أن الإنسان يتجاوب مع أحداث القصة ,لو شيء فيه حزن تُقال بحزن وصوت خافض وكلمات ببطيء, لو شيء فيه فرح يُقال بفرح وانشراح وبهجة واستبشار في الوجه ولمعان في العين واستخدام اليد, لو شيء يحتاج لارتفاع الصوت نرفع الصوت, و لو شيء يحتاج لخفض الصوت نخفض الصوت, لو شيء يحتاج لإشارة باليد نشير باليد وهكذا حتى تُحكى القصة كأنها مرئية,فعندما يحكى عن قصه من قصص السيرة و من قصص الصالحين, لابد أن يتجاوب مع القصة بحركاته وبكلامه حتى في الكلام يُنوه

مثلا فقال له الأمير: ومن أنت حتى تعترض عليّ أمام الناس إلقاء النبرة كأن الأمير يقولها هكذا أمام الناس فرد عليه الشيخ الكبير إنما أنا عبد وأنت عبد ,ساوى الله بيننا في الدنيا كما سيسوى بيننا في الآخرة فمن عَمِل خيراً دخل الجنة ومن عَمِل شراً دخل النار, فأتق الله أيها الأمير, فيقول القصة والكلمات ويتقمص دور صاحبها, لا يقولها جافه وليس برتم واحد وليس بشكل واحد,

الكل يحكى قصص لكن المميز الذي يصور القصة كأنه الإنسان يحياها, فعندما يحكى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في شِعب أبى طالب, أو في دار الأرقم ابن أبى الأرقم  فيتخيل الذي يسمع القصة ويسرح في خياله, بأن المسجد الذي هو فيه أصبح كوخ صغير, وبيت سقفه منخفض من جريد, ويكون مستشعر شكل بيت الأرقم بان أبى الأرقم  وكأنه يرى الصحابة وهم يأتون خفيه واحد وراء الآخر والباب يُفتح ببطيء, والصحابي الذي في الطريق يأخذ باله هل أحد يتتبعه أم لا ,ويتخيل الجلسة الإيمانية المبهرة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو وسط أصحابه والأجواء من حولهم ملتهبة والكفار حولهم يترصدون لهم ,والنبي صلى الله عليه وسلم يُعلمهم ويُربيهم ويسقيهم الإيمان بيده صلى الله عليه وسلم

ومثلا عندما يحكى غزوة من الغزوات فيكون متخيل الفرسان وهم على الفرس والرّداله يمسكون بالأسهم والرماح, وأصوات السيوف تعلو والرقاب تتطاير, والدماء تنتشر على الأرض ,والكفار يولون مدبرين والمسلمين من خلفهم يركضون فرحين منتصرين ,وهكذا يستشعر هذه المعاني وهذا الشكل وهذا الوضع

وعندما يحكى قصه توبة كعب ابن مالك يتخيل وهو يمشى في الأسواق والناس لا ترد عليه ولا تُكلمه, وهو يُصلى فوق سطح بيته لوحده ويأتيه البشير من بعيد أبشر كعب ابن مالك أبشر كعب ابن مالك ثم يخرّ ساجدا, ويأتي كعب ابن مالك النبي صلى الله عليه وسلم يجد لمعان الفرح في عين النبي صلى الله عليه وسلم و في وجهه ويبشره بتوبة الله عليه ثم يعده كعب ابن مالك بأنه لم يعود لها مرة أخرى, ويقوم إليه بعض المهاجرين والأنصار ويعانقوه ويحتضنوه ليهنئوه بتوبة الله عز وجل عليه تخيل كل هذه القصة

هذا هو الذي لا يجعله يمل ولا ينسى القصة هذا هو الذي يجعل المعنى يخترقه اختراقاً والفائدة تستقر في سويداء نفسه, فلابد أن يتم تحضير القصة جيدا قد نعلم جميعاً القصة كلنا نعرف قصه كعب ابن مالك ,وقصه غزوة بدر, ومعركة مؤتة ,وقصه إسلام خالد ابن الوليد, وقصه عمر ابن الخطاب مع ابنته حفصة عندما غاضبوا النبي صلى الله عليه وسلم,  وغزوة حفر الخندق, قصه رجوع النبي وهو يزرف فؤاده لزوجته خديجة في بداية الوحي عند بداية الوحي, وهى قصص مشهورة ومعروفه ,وقصص الأنبياء كلنا نحفظها

 الفارق كيفيه أن نحكيها بأسلوب شيق وممتع مع كيفيه استنباط الفوائد منها فهذا هو المهم فلابد من تحضير القصة جيدا مع استشعارها ,حتى عندما تُحكى لا تكون جافه, بل تكون كأنه يراها ,ويشاهدها على الكمبيوتر كما يتم قراءتها أكثر من مرة حتى يتم استنباط الفوائد, هنا نتكلم عن الإخلاص, وهنا نتكلم عن التوبة ,وهنا نتكلم عن بر الوالدين ,وهنا نتكلم عن الأدب ,وهنا نتكلم عن كذا وكذا, بمعنى انه عند التعمق في القصة قد نظل في القصة الواحدة محاضرات, ومن الممكن أن نحكيها في 10 دقائق

نعطى مثال : نعلم كلنا حديث (دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هيّ أطعمتها ولا هيّ تركتها تأكل من خشاش الأرض ) فهو حديث معروف ومشهور نرى معاً الإلقاء  دَخلت امرأةٌ النّار في هرةٍ حبستها فلا هيّ أطعمتها ولا هيّ تركتها تأكلُ من خَشاش الأرض , كأني أرى هذه المسألة تصويرياً

 يا تُرى ما هي الفوائد والمعاني  التي نستنبطها من هذا الحديث؟, على قله كلماته لأنه حديث سطر واحد نجتهد معا مع الأخوات لنخرج الفوائد وما الذي سنتحدث عنه في هذا المعنى, وجوب الرحمة بالحيوان فنتحدث عن وجوب الرحمة والرأفة بالحيوان وليس الغرب هم من اخترع ذلك - عدم تحقير الذنب فيمكن أن يرى الإنسان الذنب صغير وهو يُدخل النار _ أهميه أعمال الخير مهما صغرت – الإنسان قد يدخل النار بشيء لا يُلقى له باله – لا تُحقرن من المعروف شيئاً – قسوة القلب لا تجعل الأعمال مقبولة الفكرة عاديه – جواز اتخاذ الهرة في البيت فكرة جميله جدا– في كل ذي كبدٍ رطبه اجر أي أن أي حيوان أنت أطعمته أو أسقيته فيها اجر ما دام هو ليس من الفواسق التي يجب قتله وأن تعذيب الإنسان يحرًم من باب أولى عندما نقول أن أمراه حبست هرة حيوان أعجمي دخلت النار فالذي يحبس إنسان مظلوم لا شك أولى بهذه المسألة – رحمه الله عز وجل واسعة حتى أمرنا برحمه الحيوان – انه لا مانع من حبس الهرة في المنزل بشرط سُقيا وإطعامها

نتكلم عن تربيه القطط وانه يجوز تربيتها بشرط كذا وكذا – أن الجزاء من جنس العمل فكما عذبت المرأة الهرة عذبها الله مع التكلم عن حكم اتخاذ القطه نتكلم أيضا عن حكم اتخاذ الكلب ونتكلم عن العكس هناك حيوانات يحرُم اتخاذها في البيت وأنها تُنقص من الإنسان قدر كذا وكذا من الأعمال وتطرد الملائكة من البيت إلا الكلاب المستثناه من كلب كذا وكذا نتكلم عن عذاب البرزخ - نتكلم عن الظلم بصفه عامه - الإنسان لا يظلم غيره وان عاقبه الظلم شنيعة – نتكلم عن طهارة القطه وطهارة الكلب – التنبيه على العناية بالسجناء والإحسان إليهم

 الأخوات اخرجن 10أو12 فائدة من حديث سطر فهكذا تُحضر القصة ويتم استخراج الفوائد وممكن يشرح هذا الحديث في ساعة ونقول النبي قال كذا, والاستفادة كانت كذا وكذا

هكذا تُحضر القصة لذلك نستفيد من بعض في تحضير القصة فنرى أولا قصص مشروحة ,لو سنشرح غزوة بدر نبحث عن كتاب يتحدث عن غزوه بدر,  يعتني بالغزوات بإخراج الفوائد من السيرة, مثلا كتاب الشيخ أبو بكر الجزائري هذا الحبيب يا محب و كتاب في الصلابى في السيرة النبوية كتاب يُخرج الفوائد من السيرة فنأخذها ,وأنا اجتهد في إخراج فوائد أخرى وأسأل الناس, وأقابل أخت ونرى ما الفوائد التي يمكن أن نقولها للفتيات في غزوة بدر, ممكن أخت تفتح عليكِ بكلمه , وأخت تفتح عليكِ بفائدة , فيتم تجميع هذه الفوائد جميعا, وتُقال كلها


 ولا تكون القصة من طرف واحد ,حتى تكون نافعة نضع نقطه على الهامش وننظر لها يجب أن نفهم جيدا أن الفترة التي فيها يستطيع الإنسان التركيز مرتبطة بالسن, بمعنى أن الولد في ابتدائي لا يقدر أن يركز اكتر من 10 دقائق, الولد أو البنت في إعدادي لا تقدر أن تركز اكتر من ربع ساعة أو ثلث ساعة أو على الأكثر 25 دقيقه ,وهذا يكون ممتاز, البنت في ثانوي يزيد التركيز عندها لنصف ساعة أو ساعة إلا ربع , لو أعطيت لها درس وقته أكثر من ساعة إلا ربع يكون هذا خطأ ستنام, أو لا تركز سن الطفل كلما صغر لا يثبت في مكان واحد مده طويلة لابد أن يقوم ويتحرك , لو ركز فترة أطول يُصاب بالصداع ,حتى الإنسان الكبير مثلنا لو أخذت درس ساعة ونصف أو ساعتين سيحدث ملل ولا يحدث تركيز ,وتسرحون ممكن تفتح صفحه نت أخرى أو تفعل أي شيء أخر وحتى الكبير يمل ويزهق

فلكل إنسان قدره معينه على التركيز فلابد للانتباه لهذا الأمر لو الدرس من طرف واحد, أي إلقاء فقط فلا يزيد عن الأقدار التي تحدثنا فيها , ولكن قد نتجاوز هذه الفترة بمراحل لو كان الدرس يوجد به مشاركه من جميع الأطراف, بمعنى أن أحكى القصة وأقول فائدة واسأل ما المستفاد من القصة ,واسمع منهم ونعلق على كل فائدة , فهذا جيد جدا ونوضحها ونقول ممتاز ونشجعهم ونحركهم ,حتى يتعودوا على الكلام وعلى الإلقاء وعلى إخراج كمائن النفس , و يتم معرفه من الذي يفهم بصورة عاليه , ومن فهمه ضعيف ومن يأتي بالفائدة من بين السطور ,ومن يأتي بالفائدة العامة فقط ,ولا شك أن يُقال فوائد لم اعرفها ولم تخطر على بالى منها ,فسنخرج بعدد كبير من الفوائد ولم يملوا من المشاركة من الأشياء الجميلة التي كانت تحدث لي في الإعدادي, في الفصل كانت مدرسه اللغة العربية تخرج الفوائد من النص, وتقول لنا قولوا والفائدة الجميلة تكتب على السبورة ,وكنا نتنافس في تشغيل الدماغ حتى نخرج بالفائدة التي تكتب على السبورة ,فهذا لا يمل, وتنتظر هذه الحصة وتكون مسليه, فلا شك أن هذا من طرق التدريس الجيد والفعال حتى لا تنسى القصة ولا يحدث ملل واحتفظ بمستوى التركيز لأطول فترة ممكنه, وكان هذا أول أسلوب وهو استخدام الحكايات أو القصص .
(2)ضرب المثال : عندما احكي حكاية فيها حث على الصدقة كأني أمرت بالصدقة بأسلوب غير مباشر, فتكون مرة أمر مباشر و مرتين أو  ثلاثة قصص فالمسألة لا يكون فيها ملل أو تكرار

ضرب المثل للتقريب وللتبسيط ,حتى يتم تقريب معنى معين أو للإشارة لفضيلة ,أمر أحثه على فعله فالنبي صلى الله عليه وسلم (كما في حديث انس أن النبي اخذ غصناً (غصن شجرة ) فنفضهُ ( أي ضربه في الأرض ) فلم ينتفض  (أي لم يقع ورق الغصن ) ثم نفضه فلم ينتفض مرة ثانيه ثم نفضه فوقع الورق فقال النبي صلى الله عليه وسلم أمام الصحابة أن سبحان الله والحمد لله ولا اله لا الله تنفض الخطايا كما نفض الشجرة ورقها) بمعنى أن شبه ذاك بذلك, بمعنى أن الشجرة عندما يكرر عليها الفعل مرة واثنين وثلاثة يتساقط منها الورق كما رأيتم فلا يبقى فيها ورق كذلك إذا كرر الإنسان قول سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله ,تتساقط منه ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر ,وكما لا يبقى في الشجرة ورق, لا يبقى على الإنسان ذنب هذا مثال جميل يقرر المعلومة ويبسط المعنى المراد توصيله ,بالإضافة إلى  انه يعلق في الذهن ,بالإضافة إلى أنه أكثر حثاً على الفعل

وهذا مثال تصويري ,فَعل فِعل ثم ربطه بمثال, يمكن القول بأن قول سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها, وهذا أيضا اسمه مثال تصوري وذهني هو الذي يفكر ويتخيل شكل الورق وهو يتساقط ,وهذا ليس الغالب مع كل الناس لكن لو الحكاية بفعل الأمر أوقع مثال نُحضر طبق أو كوب أو إناء مشروخة ويتم ملئها بالماء ونتركها بعد فترة نجد الماء ينقص ثم ينقص أكثر, وعندما تفرغ ويتم ملئها مرة أخرى تنقص مرة أخرى ,وهكذا أسأل لماذا ينقص الماء ؟سيقولون لان الشرخ يسبب خروج الماء وبعدما يُقال هذا أقول وكذلك الذنوب تشرخ القلوب, فكلما امتلاء القلب بالإيمان تسرب منه ذلك الإيمان , فإذا أردتم أن يحتفظ القلب بإيمانه فضمدوه وأصلحوه بالطاعات وابتعدوا عن المعاصي والسيئات فهي لاشك أن هذه قصه لها معنى جميل, رأت الفعل ,وسمعت الكلام وبقى لديها تصور واقعي ,فالإيمان يملئ القلب ويتسرب منه لوجود شرخ ,فهو معنى غير متصور إلى حد ما إلا عندما نرى بأعيننا أمامنا كوب به شرخ, فيتسرب منه الماء, فيتم الربط بينهم بطريقه عاليه, وأكون مستحضر ماذا يُعنى أن الذنب يُحدث شرخاً في القلب وبسببه يتسرب الإيمان من القلب

مثلا الإمام احمد كان يقول لأصحابه :كم يعيشُ احدُنا ؟50 سنه 60, سنه قال: كأن كَبِنا قد مِتنا (أي كبرنا ثم متنا )ما شبهت الشباب إلا بشيءٍ كان في كُميّ (أي جيبي)  فسقط فالشباب بالنسبة للإمام احمد بشيء في جيبه ,وسقط منه, ظلت كم من الوقت فترة من الوقت ولم تعود مرة أخرى يقول أن فترة الشباب صغيرة فاستغلها في الطاعة, وتكون فترة الشباب فيها الإنسان أكثر قوه وأكثر نشاطاً وحيوية, فكما هو أقرب للطاعة اقرب للمعصية والهوان, وانتبه أن بعد هذا الشباب يوجد هِرم وتكبر وعش كما تعش فانك ستموت , وانتبه أن فترة الشباب صغيرة وهى فترة نشاط وقوه وإقبال على العمل, فنجتهد في تحصيل اكبر قدر من الطاعات, بدل ما يُقال عش مثلما تعيش وأنت تموت في النهاية , فاعمل طاعات كثيرة

 أقول مثال بدل ذلك المثال وسيفهم منه هذا المعنى الذي تريد توصيله وتفهم المعلومة

مثال سُفيان الثوري يقول لأصدقائه أو نسائه: لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء (بمعنى تخيلوا لو كنتم وانتم جالسين هناك احد ينقل إلى الملك الكبير كل ما تتحدثون فيه الذي بيده العقاب والثواب هل ستتكلمون بشيء)يغضب السلطان  ردوا : قلنا لا قال فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله (أي أن هناك من معكم يرفع الحديث إلى الله ) فنبهم إلى وجود الملائكة الكتبة الحفظة التي تكتب أعمال الإنسان ,وتحفظ عليه أعماله ,وبالفعل الإنسان معه الملائكة ,و لأنه لا يراها فلا يتخيل الأمر لكن مع ضرب مثال السلطان وهو من البشر, فتخاف أن تتكلم لو أن احد رفع له الكلام, فلو أنت لم تخف من الله عز وجل و ما بالك بربنا ولله المثل الأعلى وهو ملك الملوك عز وجل, وأنت أيضا متأكد انك وأنت لوحدك ,وأنت في مجموعه مع بعض, فمن يرفع الحديث إليه, فتوضح وينتبه الإنسان جدا للأمر, ولا يقول ما يُغضب الله تبارك وتعالى .

مثال آخر : قال عبد الواحد ابن زيد للحسن البصري وكلاهما من التابعين  يا أبا سعيد اخبرني عن رجل لم يشهد فتنه ابن المُهلب ابن أبى سُفرة ,إلا انه عاونَ بلسانه ,ورضيَ بقلبه (كان هناك فتنه معينه بين ناس فيها قتال والناس خرجوا على بعض قال واحد لم يحضر في هذه الفتنه ولم يشارك فيها هو كان بعيد نعم لكن عاون بلسانه يذم بلسانه و يحرض عليه ورضي بقلبه أن فلان أذى فلان أو قتل فلان فالحسن البصري لم يرد عليه بإجابة صريحة في سؤاله ,قال له شيء أخر, وجعله يقيس قال له: كم يدٍ عقرت الناقة (أي كم يد قتلت الناقة المذكورة في القرآن)قلت يد واحده فأنبعث أشقاها , قال: أليس قد هلك القوم جميعا برضاهم وتمالئهم نعم فهذه إجابة سؤالك ليست شيء عقلي فقط ,بل شيء شرعي أيضا وان من رضي وهو بعيد كمن حضر وشارك, فالمسألة واضحة , فالذي يُحدث شر وهو لم يحضره ولكن يرضى به كأنه فعله ,يقال: إن فلان ضرب فلان وكأنه ضربه بالضبط, وهذا في ضرب المثال بالنسبة للأساليب غير المباشرة ومنها أيضا

(3)افتعال المواقف : بعمل حكاية لتوصل المعنى هل هناك احد يأتي بموقف من السنة مصطنع لتوصيل معلومة دينيه حديث جبريل ,وموقف حمار الجيفة ,والحسن والحسين, فحديث جبريل موقف مُفتعل ,جبريل لا يجهل الأمر لكنه جاء ليعلم الصحابة ,هذا جبريل أتاكم يُعلمكم دينكم

 يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم ,ما الإسلام؟ وما الإيمان ؟وما الإحسان؟ وما هي أشراط الساعة؟

هو يريد تعليم الصحابة وان وقت الساعة غير معلوم إلا لله تبارك وتعالى ,فهذا موقف مفتعل  وأيضا من المواقف المفتعلة الحسن والحسين ,بأن يجد الحسن والحسين رجل كبير يتوضأ خطأ فحدث لهم نوع من الإحراج لأنه رجل كبير, فلم يستطيعوا أن يقولوا له بطريقه مباشرة ,فاحتالوا حيله قالوا له أخي يقول انه يتوضأ أفضل منى وتوضأ الاثنين أمامه, وقالوا له: احكم أنت بيننا, فالرجل أدرك خطأه ,وعلم انه يفعل شيء خطأ ,وانتبه لهذا الأمر, وهذا من حسن أدب سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم

أيضا حبس الرسول صلى الله عليه وسلم  للأسرى في المسجد من هو الأسير؟ اسمه ثُمامه ابن أُسال وكان من اليمن حبسه الرسول  صلى الله عليه وسلم ومر عليه الوقت وهو يرى المسلمين وهم يصلون ورأى أن الطعام الذي يأتي للنبي من بيته ورأى تلطف النبي صلى الله عليه وسلم معه في الكلام مرة فإن تقتل تقتل ذا دم, وان تعفو تعفو عن شاكر, وان أردت مالا أعطيناك ,بعد ذلك يغير الكلام, ثم يتركه النبي صلى الله عليه وسلم ويذهب بمفرده ليغتسل بعيد, ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً, فهذا هو افتعال المواقف

فما هي كيفيه افتعال الموقف؟
 مثال لو أنا احتاج أن أنبه على أمر خطأ عند بنت من البنات, ولا أريد أن أقوله لها صراحةً حتى لا تُحرج ,وحتى لا تشعر إنني اعرف هذا الأمر, بصوره أوضح : فتاه تقول للمعلمة أو للمربية أن فلانة أحيانا تسمع الأغاني على هاتفها المحمول ,أول شيء يحب أن تعلميه لها أن تكون نيتها صالحه بأنكِ تقولين هذا الكلام لتصليح هذه البنت ,فلا تقولي إلا للذي يُصلح ولا يُحكى هذا الكلام لأحد آخر, فكيف نعالج هذه المسألة؟  هل احضر البنت الثانية وأقول لها كيف تسمعي أغاني ؟ لا هذا خطأ سوف تعرف من الذي قال لها وتغضب من صديقتها الأخرى كما أنها سيسقط قدر من الهيبة التي بيني وبينها لأنها تظهر أمامي بمظهر حسن فإياكِ أن تقولي لها انكِ تعرفيه حتى لا تفقدي الهيبة التي بينك وبينها

كما يحدث للولد الذي يشرب السجائر ووالده علم بذلك لا يقول له الوالد كيف تشرب السجائر؟ ولا بد أن توقف هذه المسألة لقد رأيتك لا هذا خطأ ما دام هو يتخفى منك إذاً هناك قدر من الاحترام والهيبة فاترك هذه الهيبة موجودة انصح نصيحة عامه أو قول لكلام في حضوره وكأنك لم تعلم شيء أخبر احد من مربيه أو صاحبه هو الذي يرشده وينصحه, واترك هذا الحاجز بينك وبينه قائم ,لأنه لو علم انك تعرف سوف يشرب أمامك ولا يتخفى والأمر يكبر, ولا يكون هناك مجال للنصح ,

وبالنسبة لبنت أخرى أخبرتني هذا عن زميلتها , أقول اسألي سؤال  أمامها, وزميلتها موجودة ,وهذا لا يحدث مع اى بنت لابد أن تكون فاهمه عاقله رشيدة  
وهذا الموقف والمواقف التي سوف اسردها بعد ذلك
 لا يكرر كثيرا فيها هذا الأمر, ولا يكرر مع اى احد, فمن تساليها مره ,وهى تجاوبته فلو كررتها أخت أخرى معها في نفس الجلسة فستعرف أن هذا مدبر
وتسألك سؤال في وسط الجلسة أو في وسط الزيارة وأنت تجاوبين عليها ببساطة فتشعر الأخت الثانية أن السؤال ليس موجه لها

مثال : نتفق مع أخت أن تطلب طلب ,مثل أن تطلب من المتربية أن يصلوا مع بعض قيام أو يقوموا بزيارة مستشفى, لنستشعر مدى رحمة الله بنا, فهذه الطلبات وهذه المواقف تسمى مواقف مفتعلة , مواقف مقصود حدوثها ولم تحدث عفويا

فمثلا:لو أراد سؤالي فأقول له عندما أكون جالسا مع فلان أسألنى هذا السؤال فأجاوبك عليه ,وهو يستفيد ,ولا تذكر له أنني قلت لك هذا الكلام,فهذا الأمر يكون موقف مفتعل لأنني أريد أن أوصل له معنى من المعاني

من الأساليب لتوصيل المعاني بصورة غير مباشرة الحث على السؤال وفتح المجال له

مثل أن نأتي في آخر الدرس ونقول هل هناك  اى أحد عنده تعليق؟ أو سؤال؟ ,ونعمل مجال لهذه الأسئلة المفتوحة, لان فيها تنشيط للذهن ودفع للملل ,وتعويد الفتيات على الإلقاء, والكلام في حضور الغير, وعندما تسأل الأخت أي سؤال ,فلن تكون الإفادة لها فقط, بل لغيرها أيضا, وقد تسأل أخت سؤال فأجيب عليها إجابة شامله, تشمل نقطة واثنين وثلاثة, بحيث تفيد كل النقاط أخت أو أثنين أو أكثر  أكون على علم بمشاكل لديهن أحتاج أن أنبههن عليها بطريق غير مباشر

مثل أن تكون هناك أخت لبسها غير مضبوط ,أو تكون صوتها مرتفع ,وتضحك بشكل غير لائق, أو تسمع أحيانا أغاني أو تشاهد التليفزيون , أو تكون تصرفاتها أو سلوكها في الفصل غير مضبوط , إذا بالسؤال قد أجيب به ايجابات تنفع عدد كبير من الأخوات

4-ومن هذه الأساليب أيضا التلغيز بمعنى أن أقول فزوره: بان أذكر لهم سؤال إجابته غامضة قليلا, ويجتهدن بالمعرفة ثم اذكر لهن الإجابة ,وقتها المعلومة ستثبت ولا تخرج بسهوله من أذهانهن وسيكون بهذا الأمر دعوة لفعل هذا الشيء .

مثال : بدلا من أقول لهم زوروا القبور أقول لهم ماهو العمل الذي كان مباحا ثم بعد ذلك منع ثم بعد ذلك أبيح وهو عمل يذكر بالآخرة ؟ فهذا الأمر يحثهم على التفكير, وإن لم يعرفوا الإجابة, نجيب عليهم ونقول القبور ,ثم أذكر لهم قول النبي صلى الله عليه وسلم :  (  ألا إني كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة  )
ويمكن قبل أن أجيب أنا,تعرفها أخت من الأخوات سواء بسرعة أو بعد تفكير, فيعرف الجميع أن زيارة القبور تذكر بالآخرة, فكل واحدة تأخذ هذا المعنى وبينها وبين نفسها, تفكر  أن زيارة القبور أمر ممدوح وأمر حسن, وهذا الأمر للرجال , أما للنساء فيكون على فترات متباعدة مع الالتزام بالآداب الشرعية في الزى والحديث ,ومع اجتناب الفتنه .

مثال آخر:  نذكر سؤالا ونقول عبادة من العبادات هي كالدرع للمقاتل فما هي ؟ هي الصوم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الصوم جنة كجنة أحدكم في القتال أو في الحرب ) والجُنة هي الواقي الذي يرتديه المحارب في الحرب, لكي يقيه السهام والسيوف مثل السُتر الواقية من الرصاص الآلي, فعندما ذكرنا هذا السؤال وأجيب عليه ,فالموضوع انتهى فليس على أن آمر بالصيام, ولكن هذا يجعل الأخت تفكر , هل من المعقول أن الصيام يحفظ الإنسان من الشهوات والفتن والمعاصي مثلما يحفظ الدرع والجُنة من السهام والسيوف , إذا فهذا أمر غير مباشر بالحث على الصيام
هذا هو التلغيز واللغز ليس من المفترض أن يكون مغلقا لايستطيع أحد الإجابة عليه ولكن لابد أن يكون هناك بصيص نور ليُسهل الإجابة عليه

5- ومن الأمور التي نستطيع من خلالها توصيل المعلومة بشكل غير مباشر الكناية عن الأمر بعاقبته
وذلك بعدم ذكر الأمر صريحا

مثلا في وقت صلاة التهجد , نقول هلموا فقد تنزل الرحمن, أو أن أقول له استيقظ, فهذا وقت التنزل الإلهي, واتركه فهو ينتبه لهذا, ويحدث نفسه نعم انه وقت التنزل الالهى الذي يقول الله عز وجل فيه هل من سائل فأعطيه ؟هل من مستغفر فأغفر له؟ فيستغفر الله وينهض للوضوء  ويجتهد في القيام ويبقى مستحضرا لهذا المعنى طالما هو في التهجد فيكون بهذه الطريقة في الاستيقاظ أكثر يقظة واستحضارا للقلب.

مثلما   قيل للصحابة قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض  فلم يقل لهم قوموا لتُقتلوا وتُجرحوا , لا بل يقول لهم قوموا فمن ينتصر منكم أو يقتل أو يجرح, فمآله الجنة فيسهل عليه بذل النفس , ففي هذا حث على الاجتهاد في القتال لأن عاقبته الجنة

6- من الأمور أيضا إذكاء روح التنافس في الخير المنافسة:
المنافسة من الوسائل التي ترفع المستوى وتنمى الموهبة, وانعدام المنافسة  بين الأفراد يجعل هناك نوعا من الفتور, والتسابق كان أمرا مشهورا بين الصحابة في الخير ويجب أن يكون هذا بعد التفهيم وتحسين النية فنتنافس على من يأتي للصلاة أولا أو من يؤذن, هذا لو كانوا إخوة ,

 نتنافس من يقرأ أكبر قدر من القرآن وهكذا ,ولكن علينا أن نوطد معاني  : بأن  الإنسان لا يحسد أخاه, والأخت لا تحسد أختها إذا رأت فيها ميزة عنها ,وتعرف أن هذه المميزات نعمة من الله وهبها لمن يشاء من البشر

فإذا امتازت أخت بقدرة على الحفظ أسرع, فنجد الأخرى تمتاز بان لديها القدرة على الفهم أكبر, ولو هي عندها قدرة على الحفظ والفهم أكبر, فأنت عندك قدرة على العمل أكثر , أو بك خصلة من خشوع أو خضوع أو إخبات أو أي أمر من ذلك ليس موجودا بها ,  وقد يكون لديك مالا, فتستطيعي الصدقة وهى لا تستطيع, فهناك أمورا كثيرا مقسمة بين البشر , فالتنافس يُظهر المميزات ,فمن تظهر ميزتها من الأخوات فلا تتكبر وتُعجب بنفسها ,ومن يظهر ضعفها من الأخوات فلا تحبط ولا تحسد
 هذا هو التنافس الجميل الذي لايشيع البغضاء

7- استخدام الحيل واستخدام الحيل مثل الأفعال والمواقف المفتعلة
كان هناك شيخا يكره أبو حنيفة ,فجاء رجل واتى له بكتاب له وقطع صفحة اسم الكتاب ومؤلفه, وطلب منه أن يقرا الكتاب وسأله عن رأيه فيه, فقال له رائع وكاتبه عالم من العلماء, فقال له هذا أبو حنيفة الذي تكرهه , ومن وقتها تغيرت نظرته عن الإمام أبو حنيفة , وقد تكرر هذا الأمر أيضا مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب, فهذا الأمر من الحيل التي توصل إلى الهدف بطريق غير مباشر.

ومن الحيل أيضا  قصة معاذ بن عمرو بن الجموح مع أبيه عندما كان أبيه على الشرك , وكان يعبد صنما معتقدا انه إله ولا يستطيع احد أن يحدث به أذى , فأخذ معاذ هذا الصنم ولطخه بالقاذورات ,وألقاه في مزبلة (المكان الذي يلقى فيه القمامة )
فبحث عنه والده فلم يجده ثم وجده في هذا المكان فقال من الذي وضعك في هذا المكان, فأخذه ونظفه وطيبه ثم وضعه بمكانه  ووضع السيف برقبته, وقال له: إن قرب منك أحد فدافع عن نفسك , ثم أخذه معاذ اليوم الثاني وفعل به نفس الفعل السابق وتركه بنفس المكان وتكرر هذا مرة واثنان وثلاثة فقال له عمرو بن الجموح لو كان فيك خير لدافعت عن نفسك وأنت بهذا لا تستطيع إيصال الخير إلى غيرك ولا دفع الشر عنهم , وبعدها أقتنع بالإسلام وأسلم رضي الله عن الجميع وهذه من الحيل .

القدرة الرابعة الاحتواء النفسي
وهى في غاية الأهمية للعاملين في مجال التربية والتوجيه ,وذلك لان المشاكل النفسية في العصر الحديث كبيره جدا جدا, وأمر يصعب حصره

 فأساليب الحياة الحديثة والحياة المدنية الكبيرة والحياة المادية ,والتعاملات المادية بين الأشخاص والضغوط  النفسية على الإنسان منذ صغره في (المدرسة والشارع والبيت والعمل) وفساد الزمم والأخلاق , كل هذا يصنع ضغط هائل على نفسية الإنسان ،فلم يعد غريبا أن نجد بعض الشخصيات لديها مشاكل نفسيه

 فهناك مثلا من يشعر انه غير مُقدر من الآخرين  , وهناك من يشعر انه غير محبوب ومنبوذ فى وسط المجتمع , وهناك من يحتاج إلى حنان أكثر لأنه لم يحصل عليه في بيته ,وذلك لانشغال الآباء عنهم , وهناك من يشعر انه لا احد يفهمه, وذلك لان عجلة الحياة سريعة ,ولان الآباء مشغولون بالعمل والأمهات مشغولات بعمل البيت, وانشغلوا عن المعنى الاساسى وهو معنى التربية وتهذيب النفوس

 وهذا الاحتواء النفسي في غاية الأهمية للموجه والمربى , لكي يستطيع احتواء من أمامه نفسياً وإشباعه نفسياً ,ويستطيع أن يدخل قلبه, وأيضا يستطيع توجيهه إلى أيسر السبل وأسهل الطرق بأقل مجهود

الاحتواء النفسي هو الشعور بالدفء الأسرى:  بمعنى أن البنت المتربية وهى معك تشعر بالدفء الأسرى , تشعر بأنك أخت كبيره لها, أو أما لها تشعر لديك بالراحة ,ولا تستحي من الحكاية معك تكون منبسطة معك, تحكى لكي ما لا تحكيه لولدتها ولا أختها ولا زميلتها ,  ويصبح وقتها السيطرة على توجيه المشاعر والرغبات أمر في غاية السهولة واليسر .

فلا شك أن لكل إنسان مسلم حقوق للإخوة على أخيه  فتوجد حقوق للقرين (فى السن), وتوجد حقوق للأكبر سننا والأصغر أيضا , مثل التبسط في الكلام و الإنصات والاستماع والمساعدة والمعاونة والنصح والإرشاد والعطف والحنان مع وجود قدر من الهيبة وبعض الحواجز التي لا يجب تخطيها بين المربية والمتربية ,
فلو قامت المربية بإشباع المتربية واحتوائها نفسيا فسوف تسلم للمربية نفسها,  وتقول لها بلسان حالها: إغرسى في ما تشائين وإنزعى عنى ما تشائين .

فالاحتواء النفسي ينشىء بين المربى والمتربي علاقة نفسيه قلبيه(ارتباط روحي من الحب في الله ) يكون المربى فيها هو الموجه , وليس المتربي فمن الأخطاء التي تقع فيها المربيات أنها تحب فتاه معها في الحلقة لجمالها أو حسن مظهرها, أو لأنها أكثرهم طاعة وتقوى, فتنقلب الآية وتكون المتربية هي الموجهة فتمتثل المربية لطلبات المتربية

 مثلا تقول لها نأخذ اليوم كذا أو تطلب منها إلغاء الحلقة اليوم لأنها لن تأتى, وهكذا فهذا الأمر مهم جدا فينبغي الانتباه

وتلخيص كيفية اتصاف المربي بهذه القدرة في :
أن يهتم بالتفعيل القوي لحقوق الأخوة بمعناها الشامل, مع التركيز على الجوانب ذات التأثير النفسي القوي, حتى يمكن له تواجد مؤثر على خريطة المتربي النفسية بدون اقتحام فيما لا يعنيه,بدون أن تتدخل في أمر لا يعنيها مثل خصوصياتها الشخصية وأسرارها الأسرية , فيكون التوجيه بسهوله ويسر وتُحقق الإخوة بمعناها الشامل.

حقوق الإخوة الشاملة
1-                  الزيارة  :وهى زيارتها أن مرضت أو نجحت , ولا مانع أن تكون الزيارة متبادلة بينكم , ولكن أن تكون بلا تبذل وان تحفظ الحدود بين المربى والمتربي, ويكون هناك نوع من الهيبة والوقار.

2-                  إظهار الحب : وهو خُلق( فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له رجل إني أحب فلان قال هل أعلمته قال لا  قال  فاذهب له فأعلمه)

أن تقول المربية للمتربيات أنى أحبكم في الله ولا  تقول لإحداهم إني احبك في الله هذا خطأ لان الأخريات سوف يشعرن انك تفضليها عليهن ويكرهونها لأنك تحبينها أكثر

3-                  أظهار المساندة: الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم وتقوية أواصر الإخوة ومن الأمثلة الواضحة في ذلك (قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاد" يا معاذ والله أنى لأحبك فلا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة :اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"

وأيضا (فعل عمر ابن الخطاب مع معاذ بن جبل عندما جاء وبحث عنه واحتضنه وقال له ذكرتك البارحة  فاشتقت إليك فظللت أتقلب في فراشي طوال الليل حتى قابلتك  فاطمأننت عليك ) ؛اشتاق إليه أخوه في الله لم يره منذ فتره  فقلق عليه ,وهذا هو الحب الذي بنبغى أن يكون  بين المسلمين

والمثال الواضح الذي يوضح أن المربى لو احتوى المتربي فمن الممكن أن يحبه المتربي أكثر من أبيه وآمه ,ويفضله عليهم, ويخاف على غضبه أكثر ممن سواه

 وهو مثال زيد بن حارثه مع النبي صلى الله عليه وسلم "فكان زيد ابن حارثه عند النبي صلى الله عليه وسلم عبد ثم اعتقه,  وكان زيد ابن حارسه من النبلاء والشرفاء, ولكن أُسر في حرب من الحروب  وبقى أسير وتناقلته الأيدي حتى وصل إلى المسلمين , وبعد فتره وقد أحسن النبي صلى الله عليه وسلم معاملته ,ثم جاء أبيه في وفد من قومه ليأخذوه فخيره النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم , فقال له: بل اختارك يارسول الله  ففضل النبي صلى الله عليه وسلم  على أبيه لأنه أحس معه بالحب والإخلاص .

لذلك لو المربية نجحت مع المتربية لأحبتها جدا واستفتتها في كل أمورها  وخصوصيتها, ولاستجابت لكلامها , ولاستعانت بها لحل مشاكلها في بيتها وذلك لأنها تستجيب لها فيسهل التوجيه والتعديل في السلوك .

ومن مظاهر الاهتمام بالغير : حسن الاستقبال بالبشر والترحاب والابتسامة , والالتفات له عند السلام وعند السؤال عن الناس , كما في موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأل عن خالد ابن الوليد أخيه ,فقال له  ما منعه من الإسلام؟ فقال أخيه : منعه جهله  فقال النبي: مثله يجهل الإسلام  ! فنُقل  الكلام إلى خالد ابن الوليد فأتى مسلماً.

فمثلا من الممكن أن تفتعل المربية موقف, بأن تقول عن بنت مثلا أمام زميلتها أنها تحبها لأنها مؤدبه, وتخبرهم أن يسلموا لها عليها مثلا فأن الإنسان يحب من يحبه فلا شك أن هذا الكلام عندما يُنقل لها, وتكون بنت طيبة النفس, فأنه سوف يؤثر فيها وييسر الله عز وجل التزامها.

من الأمور المهمة للمربية: أن تحفظ الأسماء جيدا ,وتكررها لكي تحفظها, فلو قابلتها بنت منذ فتره ونسيت اسمها, قبل أن تقبل عليها تسأل عن اسمها ,لان المتربية صعب جدا على نفسيتها أن تعتقد انك تتذكريها وتجدك قد نسيت اسمها ,ولكن يجب أن يكون عند المربية لباقة وحسن تصرف ,بأن مثلا ترحب بها وتسألها عن أحوالها ثم تقول لها اعطينى رقم تليفونك  وتقول لها اخبريني الاسم بالكامل , وهى أصلا لا تعرف اسمها, ولكن حيله  منها لكي تعرفه

أو مثلا أن تكون واقفة مع مجموعه وهى لا تتذكر أحداهم فتقول لهم بدل ما أعرفكم على بعض تعرفم انتم على بعض لكي تخرج من هذا المأزق بدون أن تجرحها

وأيضا مساعدته في تذليل الصعاب والتغلب على الظروف المعوقة لطلب العلم ومساعدتهم فيها

ثالثا مقومات الاستمرار
 وهى عبارة عن الإخلاص والصبر
الإخلاص ييسر العمل وكما قالوا " قولوا لمن لم يكن مخلصاً لا يتعنى "  أي لا يتعب نفسه فعمله سوف يذهب هباء فعمله لن يستمر "فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله قطع وأنفصل " إذا المربية محتاجه إلى الإخلاص لكي يأتي عملها بنتيجة , ولكي لا يحدث نفره بين قلب المربية والمتربية ,ولكي يبارك الله في الثمرة, ولكن مهم جدا ألا نربط بين النتيجة والإخلاص , فلا نقول أن التي تخرج متربيات كثيرات مخلصه , ومن لا يستمر أحد معها غير مخلصه فهذا خطا " لأنه يأتي النبي يوم القيامة وليس معه احد" مع أنه قطعا مخلص ولكن مما يعين على الثمرة الجيدة الإخلاص فيحاول أن يطور من نفسه ويعدل منها وان لم يجد نتيجة  فلا شيء عليه لأنها من عند الله ولكن الإخلاص أمر في غاية الأهمية وذلك
1-                  لان مدار قبول الأعمال عليه
2-                   هو الذي يعين الإنسان على الاستمرار في العطاء التربوي
3-                  يجعل اقل الكلام مؤثرا

وأما العجب والغرور فهذه بداية النهاية للعمل الدعوى  يقول أحد العلماء " كم من سراج قد أطفأته الريح وكم من عابد قد أفسده العجب " فتضيع ثمرة العمل الدعوى بالعجب –نعوذ بالله من ذلك-
والمخلص كالماشي على الرمل لا تسمع له صوتاً ولكن تجد له أثراً لذلك لا يحكى الإنسان أعماله إلا لعرض النفع مع احتساب النية في ذلك فكما قيل "من كان في نفسه شيء فهو عند الله لا شئ"

الصبر : يحتاج المربى إلى ملازمة الصبر في مشواره الدعوى ,وذلك لان العمل الدعوى شاق وطويل , ولذلك يجب على الإنسان أن يصبر على الجهد والاستمرار وبطئ الثمرة, فلا يمل بل يحاول ويجاهد .

 مثل : مربيه كانت تعمل مع فتيات, فيذهبن ولا يأتين مرة أخرى ,فلا تيأس بل تحاول وتحاول , فأنها تأخذ الأجر بالعمل, ولاتهتم باستمرارهم أو عدمه , بل تفكر في نفسها جيدا هل يوجد شئ لم تقوم به ,أو يوجد شئ ليس موجود بها , فتحاول وتبذل المزيد, والنتيجة على الله تبارك وتعالى من الإتيان بالثمرة وغير ذلك

وأيضا يحتاج المربى  الصبر على التضحية من وقته وراحته وبيته ,وعدم الضجر والملل , والصبر على الطباع الجافة من المتربيات , فمن الممكن أن تقول لكي أحداهن كلمه لا تعجبك, أو تنظر لكي نظره , أو تكلميها كثيرا ولا تأتى أو تأتى يوم تغيب عشره وهكذا

الصبر على تعديل السلوكيات السيئة , فالمربى الجيد ليس من يأتي إليه المتربي  الخالي من المشاكل , المتربي الذي  يحفظ ويسمع ويقرأ , ثم يقول أنه نجح معه لا,  الكفاءة في أن يأتي لي شخصيه بها مشاكل غيرت بعض فطرتها, فأقف بجانبها وأعاونها  وأحايلها, وأعرف كيف أوجها  إلى أن تكون شخصيه  مستقيمة .
فيوجد متربين يقولون كلام ليس مناسبا ,وتعاملهم غير جيد , وذلك لان بيئتهم هكذا ,ولكن بعد أن يستقيم حالهم ,يعرفون  أنهم كانوا مخطئين فيلتزمون بالسلوك الجيد

بذلك يكون قد انتهى البحث بحمد الله وفضله  وعرفنا أن

مقومات البدء والانطلاق التي لا يصح البدء بغيرها هي العلم ـ حسن السمت وتمثل مستوى القدوة ـ الثقافة والتجربة ـ العمق الإيماني ـ الإتباع ـ الهدى الظاهر" 

وهذه الأشياء ليست واحدة , بل درجات عند حصولها أكون مؤهل للبدء في الجانب التربوي , واُحصل القدر الواجب  في كل المجالات والأمور هذه , والنظرة فيها تكون للمربى ,فلكل  واحدة مربى   يعرف مستواها وما حصلته من العلم والقران وغير ذلك , فيقع الاختيار عليها ولان لا أحد يطلب العمل  ولكن يقول أنى أريد أن أشارك, وأينما وضع يعمل , ولكن إبتداءا يجب تحصيل القدر الواجب من العلم الشرعي , وآفات النفوس وكيفية علاجها, وحسن السمت فى الكلام والمعاملة أو اللبس , والعمق الايمانى, لابد أن يكون فيه الإتيان بالواجبات , والاجتهاد في ترك المحرمات والاجتهاد فى فعل   المستحبات 

ثم بعد ذلك هناك مقومات الإتقان: وهى التي تعين المربى  على أن يكون نتاجه نتاجاً طيباً مباركاً , وهى القدرة على تحليل الشخصية وفهمها -والقدرة على الإقناع - واستخدام الأساليب غير المباشرة في توصيل المعاني الشرعية والدعوية - والاحتواء النفسي.

 وبعد ذلك هناك
مقومات الاستمرار : التي تعين الإنسان على  الاستمرار في العطاء التربوي وهى الإخلاص والصبر

نصائح للعاملات في مجال التربية  مع الأطفال وتصلح للعاملات ايضأ مع الكبار

1-                        الإخلاص يقرب المسافات  ويعين على جودة الثمرة وسرعتها

2-                        أن الفتيات أمانه فتعلمن واعملن ,فكل واحدة تتعلم لنفسها ,وتعمل بهذا العلم , حتى تستطيع توصيل المعلومة, وحتى يكون كلامها مؤثر فيمن تسمعها


3-                        ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه التي تبخل بالجهد أو المال أو الوقت هذه تبخل عن نفسها والعمل ماضي بنا أو بغيرنا فيمضى بنا أفضل لأننا محتاجين لدين الله وليس هو من يحتاجنا فالله تعالى قادر على نصرة دينه بلا فعل بشر

4-                         يجب معاملة الفتيات كلهن معاملة واحدة في الحب الظاهر والمعاملة ولا  يوجد تميز بين الفتيات , إلا على أسس واضحة فمثلا أعطى واحدة هدية أمامهم لأنها كانت الأولى مثلا , أو ختمت ،ويكون العمل واضح فكل من تكون الأولى لها هديه مثلها , لكي لا تغير الفتيات ويكرهن المعلمة والفتاة الصغيرة


5-                        لا تنبهر المربيات بالمميزة من الفتيات انبهار كبير, فتجعلها هي من تقودها  فمن الممكن أن تكون فتاه أذكى من المربية أو أسرع حفظ منها ويعجبها طريقة تفكيرها, فتعتمدها في كل شئ فتكون كأنها هي المربية , ولا تنبهر بالمتميزات فتغالي   في مدحهن في وجود الأخوات  فيتكبرن  ويصيبهن العجب ,وأيضا قد تغيير الأخوات منهن .

6-                         أن يكون هناك توسط في المدح, فلا اترك المدح خوفا من أن يصيبها العجب ,  مثل أن تكون الفتاه ختمت مثلا القران ولا اثني عليها ،أو أُفرط في المدح فأقول لها ممتازة رائعة وأُغالي في مدحها , بل أقول لها ماشاء الله ممتازة, ولكن هذه نعمه من الله, يجب أن تستخدميها استخدام حسن , لكي يبارك الله لكي فيها فامدح المتميز مدح حسن لكي لا يصيبه العجب والغرور ولا أهملها كليا لكي لا تترك العمل.


7-                        لا تحتقر أحدا  ,وتعلم أن الله عز وجل هو الأعلم بالمآلات, فكثيرا ما يذهب المتميز, والذي كان يظهر عليه انه ضعيف هو الذي تأتى عليه فترات انتعاش ويكبر وينمو , فلا ننبهر بالظواهر,  لان الله عز وجل لا ينظر إلى الأجسام ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال

8-                        الحرص على غرس التآلف بين المجموعة بأن تجعليهن يقمن بأعمال جماعية مع بعض ,لكي توجدي تناغم وتناسق بين المجموعة ,حتى عندما يكبرن ويمسكن الدعوة سيكون التناغم والتناسق هو الذي ينجح دعوتهن ,وذلك عن طريق مدح المتحابات وتعليمهن حقوق الإخوة وغرس ذلك بينهن , وافعل ذلك مع زميلاتي الكبار وأيضا معهن ولا أفضل أحد على أحد لكي لا يكرهن بعضهن


9-                        ترك مساحه الكلام للفتيات ,وعدم التسرع في الرد عليها أثناء كلامها فتجعليها تخاف  أو تصديها, مثل فتاة تأتى تخبرك أنها تكلم شاب مثلا, فلا تقولي لها , كيف تفعلي هذا لم أتوقع أن تفعلي ذلك ،  فعند إذن سوف تنفر الفتاه, ولكن حاولي  معها حل المشكلة ثم قولي لها هذا خطأ ولا تفعليه مرة أخرى, ويجب أن نتعلم من الأخطاء , وذلك لكي تأتى إليك مره أخرى ولا تنفر منك.

10-               العقاب لا يكون لتفريغ الغيظ, ولكن يكون للإصلاح, فمثلا لو أن أختا فعلت خطأ,  وإذا عوقبت فسوف يضرها العقاب فلا تعاقب , فعلو الصوت أو النهر وعدم الكلام والإهمال كلها من العقوبات, تعطى بقدر ما يصلح , فكل شئ بقدر , فالثواب والعقاب للإصلاح.


11-               لا نتعجل بالتقييم فلا أقيم فتاة من أول جلسه ولكن يجب أن اجلس معها كثيرا لكي اعرف صفات كل فتاه على حده

12-               الاستفادة من خبرات السابقين والأقران أيضا عن طريق سؤال  الأخوات اللاتي عملن في هذا المجال من قبل , لعل أحداهن تكن لديها فكرة جديدة ليست موجودة عندك, فتفيدك بها  لذلك "من يعلم خير ينشره"


13-               الاهتمام بإصلاح الباطن

14-               تقديم المستحق وليس تقديم من مظهره جيد ولبق ولسن مثلا


15-               ننتبه بأن  الفتيات الصغيرات تعلقهن بالمسجد ليس التزام حقيقي حيث أن الأمر لديهن ليس بالوضوح التام  , فحضورها في المسجد ولبسها للنقاب وهكذا , يكون تعلق بشخص المربية  , فمحبتها للمربية تجعلها تسمع كلامها , وهذا ليس خطأ في البداية , بل الخطأ هو الاستمرار عليها وتظل موجودة لتعلقها بشخصية المربية وبل اربطها بالدين والالتزام ولكن بالتدريج

وهذه كانت نصائح على عجل  واسأل الله العظيم ان يعلمنا ما ينفعنا  والحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق