>

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

حلقة تدبر القران -- جسد واحد







بسم الله الرحمن الرحيم










جسد واحد



إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهديه الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمد عبده ورسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد,

نتكلم بإذن الله تعالى اليوم عن قول الله سبحانه وتعالى

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) )

المجتمع المسلم دائما له نداءات من  ضمن هذه النداءات هذا النداء الذي يكون دائما في خطبة الحاجة عندما يخطب الخطيب في خطبة الجمعة أو درس نجد هذا النداء

قال تعالى

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

ومعنى كلمة اتقوا الله كثير نسمع هذه الكلمة ولابد أن يعلم الإنسان كيف يتقى الله عز وجل ,نحب أن نلمح لشيء  مهم وهو أن القلب التقى هو الذي يرى وهو الذي يبصر وهو الذي تتكشف له المعاني,كلما علا قلب الإنسان وأرتفع كلما أقترب أكثر من البصيرة وارتقى  أكثر من الرؤية الحقيقية ,الإنسان النائم لا يرى بالطبع والإنسان الذي لا يتقى الله هو كالنائم وغافل لذلك فهذا لا يرى  لذلك من الممكن أن يرى كل أخ أو أخت تنظر في نفسها وتقول هناك أشياء كثيرة أفعلها وبعد ما أفعلها أجدها أنها كانت في غير محلها بل من الممكن أن أتكلم مع الناس وأجد أنها سببت لي متاعب كثيرة ومن الممكن أن أختار أشياء كثيرة وبعد اختيارها أجد هذا الاختيار كان في غير محله عندما تجد الأخت ذلك فلابد أن تتهم نفسها أولا بعدم التقوى لان التقوى تكشف للعبد أفاق ترفعه إلى مقام عالي يٌبصر فيه ما لا يبصر غيره إذن النداء



 قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )

ليس فقط (حق تقاته)وحق التقى أن الإنسان يطيع الله فلا يعصيه ويكون ذلك في السر والعلن وهذا بلا شك أمر في غاية الصعوبة ولكن هذا لا مفر منه ولابد منه أن كما نتقى الله في العلانية نتقيه في السر في بعض الناس إذا كان في العلانية نحسبه من الأتقياء وإذا كان في السر ينتهك محارم الله عز وجل ,

هل مثل هذا الرجل يبلغ البصيرة؟

لا ,هل مثل هذا الرجل يتقى الله حق تقاته؟

لا ,هل هذا من الممكن أن يرتفع ويعلو؟لا,الإنسان عندما يكون سره مثل علانيته حتى في أغلب أحواله ممكن بعض الناس في السر كالعلانية ولكنه أحيانا في السر يرتكب المحرمات ولكنه يعود مرة أخرى فيتوب  إلى الله عز وجل توبة نصوحا,هذا القلب التقى كلما أوغل  في التقى كلما رأى الحقيقة لأن التقى متعلق بالله لا يرجو إلا ثواب الله عز وجل لا يحب إلا ما يحبه الله ولا يكره إلا ما يكرهه الله ,هواه تبعا لشرع الله عز وجل فكلما كانت هذه المعاني في قلبه أكبر كلما وصل إلى اليقين



 لذلك أقول أن من تصدق بجزء كبير من ماله ومن تصدق بماله كله ,من يفعل ذلك؟

 لما حدث التنافس بين سيدنا أبو بكر وعمر رضي الله عنهم لما أتى عمر بنصف ماله وأبو بكر بماله كله ,ممكن بعض الأخوة كل ما أدخره مبلغ مثلا ثلاثون ألف جنية ويدخره من أجل أمور ضرورية في حياته والمسلمون قد نزلت بهم فاقة كما يحدث في الصومال وكما يحدث في مصر كثير من الناس لا يجد حياة كريمة .

-        لا أقول من تصدق بماله كله ,ولكن أقول من الذي فكر بأن يتبرع بماله كله ,من التي ذهبت لمكان فيه نساء كثيرات ولا يجدون طعام ولا شراب ولا ملابس وهى لا تملك مال ولكن تملك ملابس كثيرة ,فتقول في نفسها سأعطى الملابس كلها للنساء حتى أكفهن هذه المؤن  ولا أبقى إلا ملبس واحد,لا أقول من فعل ذلك ولكن أقول من فكر في ذلك ,وكما قلت أن هذا دليل على أن ليس كما يتخيله الناس.

-        التقى مذهب عالي , طريق مستقيم ,بصيرة بما يحبه الله ويرضاه وبصيرة بما يكرهه الله ويأباه مقام عالي في السماء

-         

-        قال تعالى

-        (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

-        نداء فللأخت التي تبرعت بما لديها من ملابس ودون أن يعلم أحد بذلك من الممكن أن يكون جزاؤها في الآخرة عتق من النار وتكون هذه الملابس بثمن بخس,التقى الذي يتقى الله حق تقاته هو من يفعل ذلك,

-        وهل من يفعل ذلك تندم؟

-        لا يمكن من يفكر بهذه الطريقة ولكن مثل من يفعل ذلك قد تحرر من حب الدنيا ومن السهولة عليه بمكان أن يدخل الجنة ولا يفكر في الدنيا بأي حال من الأحوال والمتحرر هو المرتفع إما من يقف على الأرض هو المقيد ينظر إلى زينة الأرض وأخلد إلى الأرض مع إن زينة الأرض زينة الحشوش ليست زينة مطلقة.

-        من يتحرر من هذه الدنيا بتقواه لله عز وجل يرتفع ومن يرتفع لا يقع لأنه أرتفع لله عز وجل .

-        نتخيل لو أن رجل تبرع بكل ما يملكه من مال للفقراء والمرضى والجوعى دون أن يخبر أحد يشعر بأنه قد ترك الدنيا ولا يستطيع أحد أن يشتريني بالمال لأن المال الذي هو محبوب للعبد لم يعد له قيمة عندي وأنا في اشد الحاجة إليه تركته كله لله لأنني أعتقد اعتقاد جازما أن ما عند الله خير وأبقى وقال الله عز وجل (والآخرة خير وأبقى) وأنني فعلت ذلك لأني أساله سبحانه وتعالى أن يعتق رقبتي من النار وكأنني أعتق رقبتي بمالي الذي هو في الحقيقة مال الله عز وجل وهو وديعة عندي ,هل مثل هذا العبد يشترى ,هل مثل هذا يمشى على الأرض؟مثل هذا العبد يتقى الله عز وجل حق تقاته مقامه أعلى وأرفع ويؤسفنى أن أقول من فكر وليس من فعل ولكن كنت أتمنى أن أقول كم إنسان فعل ذلك؟وكم أخت فعلت ذلك؟

-        إذا أردنا أن نلتزم حقا ونتقى الله حقا فلأشياء التي تعلقنا بالدنيا (المال والزينة والأولاد والتفاخر والتكاثر)لابد أن ننتهي منها بألا تكون في قلوبنا ولكن في أيدينا ,لا أقول أن نترك الدنيا وننام على حصير ولكن من السهولة بمكان أن نتصدق به في أي وقت ومن السهولة بمكان أن ننام على أي شئ وأن نأكل أي شيء فمن فعل ذلك فقد تربى حقا

-         

-        قال تعالى

-        (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

-         التقوى أتى بعدها الإسلام وكما قلت أن الإسلام هو الاستسلام والإذعان طاعة  لله وبأن أحتكم إلى كتابه ولا أخرج عنه قدر أنملة .كثير من الناس يكذب وهو يعلم أنه يكذب وكثير من الناس يغتاب ويعلم أنه يغتاب ويرائي وهو يعلم أنه يرائي وكل هذا ليس استسلام لله عز وجل ولكن من يتقى الله سيموت وهو مسلم سيموت وهو مستسلم لله محتكم إلى كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم

-        أي جماعة من الناس لابد أن يكون الركيزة الأولى هي هذه الآية قال تعالى

-        (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

-         

-           لا تموتن إلا وأنتم على الإسلام مستسلمين لله استسلام تام  وهذا الأمر خاص بكل فرد أما الآية الثانية خاصة بالجماعة إذا كان الفرد متقى لله عز وجل حق تقاته أمثال الله هم اللذين

-         

-        قال تعالى

-         (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)

-        من اللذين يعتصمون بحبل الله جميعا هم أخوة في الإسلام ومن يعتصم بحبل الله جميعا أولئك اللذين اتقوا الله عز وجل حق تقاته لذلك المؤمنون لن ينتصروا إلا أن تكون فيهم هاتين الركيزتين

-         

-         1- تنبثق من تقوى الله عز وجل من الإسلام من الاستسلام يستسلم فيتقى

-         

-         2-هو الاعتصام بحبل الله جميعا وعدم التفرق ,لذلك الله عز وجل ذكر هؤلاء المؤمنين الذين ألف بين قلوبهم فقال تعالى (إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً)

-        كانوا في الجاهلية أعداء وما كان أعدى من الأوس والخزرج في المدينة حيين عربيان في المدينة يجاورهما اليهود ووظيفة اليهود أنهم كانوا ينفخون نار هذه العداوة فعندما تكثر العداوة بين هذين الحيين العربيين ما الذي يحدث؟

-         

-        يحدث المقاتلة والمنازعة  ومن ثم يستطيع اليهود العيش في مكان يصلح أن يعملون فيه ,لان هذا الحيان إذا تصالحا وائتلافا وألف الله بين قلوبهم لن يكون مكان لليهود مكان يعملون فيه كما كانوا يعملون من قبل سبحان الله الأوس والخزرج حرب عظيمة ظلت سنين طويلة الذي جمع هذان الحيان العربيان هو الإسلام ,الذي وحد هذه القلوب المتنافرة هو الإسلام ,هذا حبل الله الذي أعتصم به الجميع وبعدما أعتصم به الجميع أصبحوا بنعمة الله إخوانا لم يعد هناك أحقاد ولا سارت ولا أقناع ولا رايات ,هناك تم جمع القلوب .

-  إذن ياتى السؤال المهم لماذا تنفر الأخت من هذه الأخت وتنفر مجموعة الأخوات هذه من مجموعة أخرى؟أولا يتهموا أنفسهم بالتقوى التي هي قال تعالى

-  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )

-  التقوى التي لاتؤدى لتنافر القلوب

-  مثلا لو أخت تعمل الالتزام العام من لب حجاب شرعي أو حضورها في أبواب الطاعات فلماذا يحقد على هذه الأخت فلماذا  لا ينظر إليها نظرة المحبة والاحترام والإجلال فإذا لم ينظر إليها كذلك إذن هناك أحقاد وإذا نظرنا إليها في أنها تعطى دروس أو تحفظ القرآن إذن هناك أطماع وإذا نظرنا أنها أجمل أو معها مال كثير ويعيشون في مكان راقي إذن هناك غل ,هذا كله ينافى التقوى ,وعندما ينافى التقوى إذن اعتصموا بحبل الله جمعيا ولا تفرقوا تصبح كأنها أٌلغيت ,لذلك عندما تعمل الأخوات ما بعضها البعض في الدعوة لابد أن يكون بينهم نوع  كبير من التقوى حتى يتألفن .

-  الذي يأتي ليس نتيجة  تألف الطباع ولكن التآلف  يأتي من التقوى قال تعالى

-   (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

-  .إذن التقوى والاستسلام لله عز وجل هو الذي يجمع القلوب المتنافرة .

-  ما بالكن ولم يكن هناك حروب بينكن النساء إذن هذه القلوب تجتمع أسرع وأقوى فمن درس التاريخ وعلم الأوس والخزرج وكيف كانت الحروب والأطماع والرايات العنصرية وكيف اجتمعا هذا الحيان العربيان على الإسلام تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله  قال تعالى (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)

-        النعمة ذكرها في كنتم أعداء فألف من الذي ألف الله سبحانه وتعالى ,كنتم على وشك الوقوع في النار توشكون أن تقعوا فيها

-        فأولا لابد أن نعتصم بحبل الله وتأليف القلوب .قال تعالى (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا) فمن كانت تسمع الأغاني أو تنظر إلى المحرمات أو تلبس اللبس المتبرج أو تستهزئ بالمتدينات

-        (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا )

-        جميع الأخوة والأخوات الذين كانوا متنافرين وكل واحد منهم في شأن كل واحد في محرم مختلف بعد ذلك أصبحوا ملتزمون وبعد التزامهم الله عز وجل يألف بين قلوبهم ومعنى كلمة يؤلف بين قلوبهم القلوب حزمة واحدة لذلك لم يقل المولى سبحانه وتعالى فألف بينكم ولكن قال ألف من خلال هذا المكمن العميق مكمن المشاعر وترابط القلب .الله سبحانه وتعالى ألف بين قلوبهم على نصرة الدين لذلك الله سبحانه وتعالى يذكرهم فيقول

-         (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا )

-         

-        أي كأننا كنا على حافة السقوط سنسقط سنقع  في الشهوات والمنكرات والكفر بالله والشرك ولكن الله عز وجل حبله يمتد لنا فيهدينا فنترك هذه الحفرة العميقة التي لو وقعنا فيها ما خرجنا منها نجاة ونسأل الله عز وجل النجاة في الدنيا والآخرة ,

الإنسان سيقع في النار ثم يجد أن الله عز وجل هدى قلبه .

-في قصة  الأوس والخزرج رجل من اليهود مر بملأ من الأوس والخزرج فسألهم على ما هم فيه من الاتفاق والألفة بعدما أسلموا فبعث رجل معهم وأمرهم أن يجلس بينهم ويذكر لهم ما كان من حروبهم يوم يعاث فلم يزل يفعل فيهم ذلك حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض وتثاوروا ونادوا بأسلحتهم ودعوا بعضهم إلى الحرة ليقاتل بعضهم البعض وليروا  من فيهم الأقوى والأعلى ,فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم وجعل يسكنهم ويقول(أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم) ثم تلي عليهم هذه الآية قال تعالى

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا )

-وكما عودنا الصحابة رضي الله عنهم فور تلاوة الآية ندموا على ما كان منهم ليس هذا وفقط واصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح رضي الله عنهم جميعا فورا بعد سماع الآية من النبي صلى الله عليه وسلم ينتهي الأمر وكأنه لم  يكن بل بالعكس ازدادوا إيمانا وهذا هو المؤمن يفعل المعصية ثم يندم على ما فعل ثم لا يعود إليه مرة أخرى

-قال تعالى

(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)

 ما فعله اليهودي يفعله بعض الملتزمين ,المفترض الاعتصام بحبل الله عز وجل والاجتماع والتاّخى ,لو أن أخت تنم بين أختين أو مجموعتين وتوقع بينهم ,ما الذي يحدث من جراء هذا الكلام؟التآلف والاجتماع ؟لا ولكن يحدث الفرقة والغل والحقد ,إذن من تحدث مثل هذا ليس هناك تآخى ولا اعتصام بحبل الله

- هناك مجموعة من الناس شغلهم بذر بذور الشقاق والشك والبلبلة والتنافس الذي في غير طاعة الله عز وجل وبذور الفتنة وبذور تمزيق شمل الصف والكيد هذه البذور تنمو بماء الكذب والنميمة وسوء الظن وتنبت هذه البذور داخل الأرض فبعدما كانت بذرة حقيرة صغيرة داخل الأرض أصبحت عبارة عن جذر تكبر ثم تكبر إلى أن تصبح شجرة,شجرة ثمارها مرة ,إذن من يدخل بين الناس ليقطع حبال المتحابين في الله والمعتصمين بالله بين القائمين على طاعة الله عز وجل القائمين على دعوة الخير من الطبيعي أن أي مجتمع يدعو الناس إلى الخير يكون هناك أخطاء لان هؤلاء الناس ليسوا معصومين ولابد أن يصدر منهم أخطاء وحينما ننظر لأحد لابد أن ننظر إليه من جهتين وجه للخير ووجه للشر لا ننظر أنهم فيهم خير فقط ولا شر فقط ولكن أي إنسان فيه خير وفيه شر فيه طاعة وفيه معصية فيه اجتهاد وفيه تقصير ,الذين يبذرون بذور الشقاق والشك والبلبلة هذا هو دأب اليهود إلى يومنا هذا ومن الممكن أن يكون هذا في وهذا مصيبة ومشكلة لأن الله عز وجل أمر

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا )

هل من يعتصم بالله أنا أو فلان أو فلان ؟لا ولكن اعتصموا جميعا ولا تفرقوا لأن إذا تفرقنا لن نعد صالحين لقيادة البشرية لأن كيف يقود البشرية فرد إنما يقود البشرية جماعة صفتها

(آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )

1-التقوى

2- الإسلام أي الاستسلام إي الإنسان تقي مستسلم لأحكام الله بعد ذلك يتعاون مع الناس على الاعتصام بحبل الله جميعا وعدم التفرق

- لو أرادنا إقامة دولة الإسلام لو نريد أن نغلب الحق على الباطل لو نريد نكثر من المعروف ونقلل من المنكر لو نريد محبة الخير وهزيمة الشر إذن لابد أن يكون في إطار الجماعة وليس في إطار الفرد لذلك الترتيب المنطقي للآيات قال تعالى

(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

حتى لا نعود مرة ثانية إلى التقاتل إلى بذر بذور الشقاق والبلبلة لا نعود مرة ثانية إلى أن نكون قريبين من النار وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها إذن لابد أن يكون منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر



 وهناك فرق بين الثلاثة السلطة هي التي في يديها الأمر والنهى أما كل الناس في يديها الدعوة أي إنسان يستطيع أن يدعو إلى الخير ولكن ليس أي إنسان يستطيع أن يأمر وينهى لأن الأمر والنهى الذي يقوم بهما هو السلطان وليس معنى ذلك أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر خاص بالسلطان فقط لا,ولكن من يستطيع تنفيذه هو السلطان ,لو أن رجل يسير في الشارع ووجد مجموعة من الشباب يسيرون مع فتيات سيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لكن ممكن بعد ذلك لا يسمعون كلامه ولكن لو أن أنا من الشرطة أستطيع أن أفرقهم ,إذن من يعتصمون بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا وظيفتهم أولا الدعوة ولابد من تهيئة أنفسهم بأن يكون لهم سلطان ودولة لكي يكون هناك أمر بالمعروف ونهى عن المنكر كما أمر الله عز وجل به .عندما يدعو الإنسان إلى الدعوة يحتاج إلى تآخى واعتصام بحبل الله وعدم تفرق بعد ذلك نحتاج لسلطة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لأن الأصل :-



(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا )

ما أتى به الرسول ليس وعظ وإرشاد فقط ولكن لابد من تحقيقه في الدنيا ولا يتم هذا التحقيق إلا بالسلطان ,ليس من الممكن أن نترك الدولة لكل صاحب هوى ولكل صاحب شهوة يفكر كما يريد ويفعل ما ير يد يقولون نريد نفتح أبواب الحريات أي كل إنسان حر فيما يعتقد أي يكون بهائي قديانى يعبد بقر يعبد حجر يعبد شجر يعبد فأر هذا عبث ليس هذا ما آتى به الرسل الحرية تكون لإنسان يلبس ما يريد ويشرب ما يريد يشرب خمر أو يأكل لحم خنزير هو حرطالما لا يؤذى الآخرين  أصحاب الشهوات هم من يفعلون ذلك ,المرأة تفعل ما تشاء والبنت تفعل ما تشاء والرجل يفعل ما يشاء وينتشر بيننا الشذوذ ومثل هذه الأشياء

 قال تعالى وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولكي يطاع لابد من وجود دعوة التي نستطيع فعلها الآن دعوة الناس إلى الخير والى الحق وهناك أمر بالمعروف ونهى عن المنكر نفعله أيضا مع الناس حسب الطاقة لكن التنفيذ يحتاج إلى دولة لذلك لما ندعو الناس إلى الخير حينما نأمر بالمعروف أو ننهى عن المنكر الأمر ليس سهل ولا يسير  لأنه يصطدم اصطدام واضح بشهوات ونزوات الناس لأن هناك أناس كثيرون  مصالحهم ومنافعهم متعلقة بشهواتهم ونزواتهم مثل السياحة في الفنادق والأماكن الأثرية وغيرها جزء كبير متعلق بشهوات الناس و نزواتهم بشربهم الخمور والزنا والفجر لذلك حينما أدعوا الناس إلى الخير وترك هذه الأشياء أصطدم بقطاع من الناس وحينما أدعوهم بأن أكرمكم عند الله أتقاكم أصطدم بمن عنده غرور وكبرياء لا يستطيع مثل هذا أن يمشى على الأرض أو يجعل رأسه برأس الفقير وبعض الناس نقول لهم أن الله عز وجل حرم الظلم قال تعالى إني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا الجبار الغاشم الحاكم المتسلط هذا يأبى هذا الخير هذا نصطدم به إصتدام مباشر ندعو الناس إلى الخير نشجع الأخوات على الدعوة والنشاط  هناك طبيعة لبعض الناس تحب الكسل تحب ألا تتكلم ويكرهون الحركة والاجتهاد في طاعة الله عز وجل خصوصا والدعوة ,نحن نصطدم بشهوات الناس وحينما يشعر أنه مكروه لا يغضب من ذلك فنحن عندما  ندعو الناس إلى الخير ونأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر هذا الأمر ليس هين ولا يسير لأننا نصطدم بشهوات الناس وبنزواتهم ومصالحهم ومنافعهم وكما قلت نصطدم بالمنحرف ونصطدم بالظالم وبالكسول والغاشم والمتسلط والمتكبر والمغرور بل في من الناس من ينكر المعروف ويعرف المنكر أي يشمئز من صورة النقاب واللحية والسواك والصلاة في الشارع والقيام ومظاهر التدين يشمئز منها ويحب مظاهر التبرج والغنى والزنا والأغاني مثل هذه الأشياء سبحان الله يحب المنكر ويكره المعروف لن تفلح هذه الأمة إلا أن يسود فيها الخير إلا أن يكون هناك دعوة إلى الخير وأن يسود فيها سلطة تأمر وتنهى ومن ثم تطاع ,هذا الأمر هل يأتي من بين أناس متنافرين من بين أناس غير متحابين بين أناس يضعون بين أنفسهم بذور البلبلة والشقاق أم يأتي بين أناس يتقون الله حق تقاته ويستسلمون لأمر الله عز وجل ومن ثم بينهم إخاء كبير يعتصمون به واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا

-إذن الرسالة المطلوبة من تدبر هذه الآيات أن هذه الجماعة المؤمنة لا تقوم هكذا ولكن هناك تكاليف هناك شروط من ينهض بهذا الدين لابد أن يكون فيه شروط هل شروط النهضة متوفرة فينا أم لا ؟ لا تكفى محبة الدين فقط ولكن لا بد من التآلف بين القلوب ,التآلف مهم جدا ,إذن لابد فيما بيننا في كل الأماكن التي فيها الأعمال جائزة لابد من التالف مع أهل الخير بين الجيران في الشارع في العمل في الجامعة حتى يسود الخير لابد من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بقدر الطاقة وبشروط الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لكن لابد في كل الأحوال من الدعوة إلى الخير وما نحن فيه الآن من هذا العدد الكبير وانتشار الخير بين  الناس إلا بمجموعة من أهل العلم طلعت في السبعينات وصارت على نهج الأولون قامت بالدعوة إلى الله عز وجل حتى وصل الأمر بنا إلى ذلك تحملوا تحمل كبير  فكانت هذه هي النتيجة .

-نحن نريد مجتمع حقيقي ملتزم التزام حقيقي وفيه الخير والحق والفضيلة والعدل والمحبة والتالف ليس فيه منكر ولا شر ولا يتكلم الإنسان إلا فيما يعنيه ولا رذيلة ولا باطل ولا ظلم ولا حقد ولا غيبة ولا نميمة مجتمع مثل هذا الخير فيه نفعله بيسر شديد لو أن إنسان يعيش في بلد يريد أن يشرب الخمر لا يستطيع لان ليس هناك مكان يباع فيه الخمر أو ينظر لنساء متبرجات لا يستطيع لأنه لا يوجد نساء متبرجات يريد أن يتعامل بالربا لا يستطيع لان الربا محرم في هذه البلدة , وإذا أراد أن يصلى سيجد كل المساجد مفتوحة يريد أن يتصدق يجد جمعيات كثيرة تأخذ هذه الصدقات يريد أن يفعل أي خير سيجد أبواب الخير متاحة ويسيرة



,في زمن أمن الدولة لكي نفعل مثل هذه الخيرات لا يجد مثل منع الكتاتيب أو منع المعاهد العلمية ,نريد مجتمع فاعل الخير فيه يجد أعوانا يساعدوه على ذلك وفاعل الشر فيه لا يجد أعوانا فلا يستطيع فعل ذلك.هناك من يدخل الجنة بالسلاسل هناك من الكفار كانوا أسرى في بلاد الكفار وحين يأتون   في بلاد المسلمين في سلاسلهم ويرون الإسلام وما فيه من خير عظيم فيسلمون ثم بعد أن يموتون يدخلون الجنة أثر هذه السلاسل .نحن نحتاج إلى بيئة ومجتمع ليس فيه إلا هذا ولكن كيف يأتي قال تعالى يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته هذا أمر ذاتي  لكل إنسان فينا لا نأكل حرام ولا نتكلم عن الناس بالغيبة والنميمة ولا الحسد ولا الحقد ولا أقع في الشرك وهكذا يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته وفى نفس الوقت واعتصموا بحبل الله جميعا ثم ولتكن منكم أمة ,إذن هذا هو التصور الإسلام الطبيعي الذي يبنى دولة فالدولة تبدأ بالفرد ثم تتوسط بالجماعة ثم ينطلق جزء من هذه الجماعة الذين يدعون الناس إلى الخير كل الناس تدعو إلى الخير ولكن هذا الجزء أقوى في دعوة الناس إلى الخير,عندما ندعو الناس إلى الخير ومن الطبيعي سوف نجد عوائق ووظيفة العوائق تؤخر النمو وتقاوم الخير إما أن تكون قوة غاشمة بالسلاح أو الظلم أو كما يحدث في سوريا وليبيا واليمن وإما أن تكون قوة أخرى بالكلام مثل الجرائد والمجلات أي إعلام كل يوم يبث في الناس هؤلاء الناس لو حكموا سنكون مثل أفغانستان ومثل الصومال مجاعات لان الذي يحكما يحكمنا باسم الإله فتخاف الناس القوة الغاشمة تمنع وصول الخير للناس كما هو ولكن تحوره وتنفر من الناس

ولكن الجماعة المسلمة لو عندها تقوى وتآخى  لايقف أمامها احد لان اليبرالين لو وقفوا طوال حياتهم لا يستطيعوا فعل ذلك كما حدث في ميدان التحرير لان هذه الحرارة الشديدة تحتاج إلى  قوة تآخى ومحبه في الله في مشاعر إيثار وقلوب حيه تجعل عدد كبير من المسلمين واقفة كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى إليه سائر الأعضاء بالسهر والحمى إذن جماعة تقوم على الحب والود والتكافل والاعتصام بحبل الله جميعا لذلك عندما نشرح للناس ما حدث بين المهاجرين والأنصار كأنه خيال علمي من عنده مال يقسمه بينه وبين أخيه وإذا عنده زوجتان يطلق إحداهما ويعطيها له وإن كان عنده بيت يسكن معه فيه   لا يعرفه ولكنه أتى مهاجرا إلى الله ورسوله من مكة يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله هذا كل ما يعرفه عنه,عندما تصل الجماعة المسلمة إلى ذلك لن يقف أمامهم أحد بأي حال من الأحوال لأنهم ولوا لمرحلة أصبحوا فيها جسد واحد.                        








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق