>

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

الدرس السادس --------أحكام الزواج






أحكام الزواج.



إنّ الحمد لله تعالى نحمده و نستعين بالله تعالى و نستغفره و نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله ,صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم .



ثمّ أمّا بعد ,

انتهينا بفضل الله تعالى من أحكام الخطبة و اليوم إن شاء الله سنتكلم عن أحكام الزواج.



الزواج كان له طريقة في الجاهلية و منعها الله عزّ و جلّ , أقرّ منها بعض الأحكام و حرّم منها



 بعضها و الله عزّ و جلّ منّ على المسلمين بأن جعل لهم شريعة يتحاكمون إليها تنظّم لهم حياتهم



و تجعلهم سادة على بقية الخلق بهذه الشريعة و بالإيمان بهذه الشريعة .



الزواج في الجاهلية:



كان الزواج في الجاهلية له طريقة ,روى الإمام البخاري أنّ عائشة رضي الله عنها أنّ عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته أنّ النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء يعني كان



الزواج في الجاهلية أربعة أنواع :





1.    النوع الأول: نكاح منها كنكاح الناس اليوم: يخطب الرجلُ الرجلَ وليّته أو ابنته فيصدقها ثمّ ينكحها ,يُصدقها يعني يعطي لها صداقا ,مهرا. هذا أوّل نوع .



2.    النوع الثاني : كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه و يعتزلها زوجها و لا يمسّها أبدا حتى يتبيّن حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه ,فإذا تبيّن حملها أصابها زوجها إذا أحب و إنّما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الإستبضاع , نوع آخر من الزنا و لكنّه يُسمّى زواجا عندهم كبعض الأنكحة اليوم الفاسدة , ما



يسمّى بالنكاح العُرفي أو الزواج العرفي , له صور فاسدة من الزنا. كان في الجاهلية أنواع من الزنا مغلفة بغلاف يسمّى الزواج . بالنسبة لهذا النوع , كان الرجل يتزوج و يريد أن ينجب ولدا نبيها ذكيا قويّا شجاعا , بأيّ صفة فيقول لزوجته اذهبي إلى فلان ,بعدما طهرت من حيضها يُرسلها إلى فلان فتستبضع منه و حين يتبين حملها يطمئن زوجها الديّوث بأنّها ستنجب من غيره و يُنسب هذا الولد إلى أبيه , زوجها , و هذا النوع من الزنا يسمى زواجا.



3.    النوع الثالث:  يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلّهم فيصيبها فإذا حملت و وضعت و مرّت ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم و قد ولدت فهو ابنك يا فلان , تسمّي من أحبّت باسمه فيُلحق به ولدها و لا يستطيع أن يمتنع به الرجل .



 نوع آخر عشرة من الرجال يطؤون امرأة و هي تختار منهم رجل فتنسبه إليه , تقول هذا ولدك و لا يستطيع الرجل أن يمتنع . هذا يُسمّى زواجا لأنّهم كانوا ينسبون الولد لأبيه.



4.    النوع الرابع: يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة , لا تمنع من جاءها و هنّ البغايا . كنّ ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما فمن أرادهنّ دخل عليهنّ فإذا حملت إحداهنّ و وضعت حملها جمعوا لها و دعوا لها القافة ثمّ ألحقوا ولدها بالذي يرون . القافة هم الخبراء الذي يستطيعون أن يقولوا بأنّ فلان هو ابن فلان بالشبه فالذي يرون أنه   به يعني ينسب إليه و يدعى ابنه و لا يمتنع من ذلك .



لمّا بعث محمد صلى الله عليه و سلم هدم نكاح الجاهلية كلّه إلاّ نكاح الناس اليوم . هذا هو حال الجاهلية في الزواج و لم يكن العالم في هذه الفترة بأحسن حال من هذه الجاهلية العمياء , كانوا يتخبطون في عمياءهم و كانوا يسيرون في ظلمة و لذلك في الغرب  هذه العصور تسمّى عندهم العصور المظلمة , العصور التي يحكمها الكنيسة بظلمهم و دائما الكنيسة لا تحكم إلاّ بالظلم فإذا قويت سطوتها على شعبها المسكين استعلت عليه و على غيره .



انظري يا أختي ماذا يحدث اليوم من النصارى , يكون فيهم قساوسة يحكمون باسم السياسة . القسيس أو الراهب ما له و ما للسياسة ؟



 هذا القسيس أو الراهب ليس له إلاّ هذا الدير يتعبد إلى إلهه و شيطانه حتى يتوفاه الله فيكون مصيره إن لم يتب أو يؤمن عذاب النار , فالقسيس أو الراهب مكانه هو الدير لم تكن السياسة مكانه قط و إذا ترأس السياسة ضلّ و أضلّ  شعبه و يسمونه شعب الكنيسة.



انظري الآن حينما يتسلط هذا الرجل على الشعب و يثيره كالكلاب فيُثار و يهيجون على الناس كأنّهم كلاب مسعورة ليس إلاّ أنّهم استثيروا فقط و إن قام لهم رئيسهم و قال لهم ادخلوا مساكنكم سيلتزم كلّ رجل منهم إلى مسكنه كالكلاب . في الحقيقة هؤلاء الناس مساكين , لم يُهيّء الله لهم أناسا يهدونهم إلى الطريق الصواب فنسأل الله عز و جل أن يهديهم إلى الصراط المستقيم .





كانت الأنكحة في الجاهلية زنى و لكنهم كانوا يسمّونه زواجا  , زواجا يعلنون به .كان أربعة أنواع و أقرّ الإسلام نوعا واحدا و هو المنتشر الآن , و هو أن يخطب الرجل إلى المرأة ثم يتزوجها .



الزواج في الإسلام له خصيصة دون غيره , عن الزواج في الملل الأخرى .



الزواج عند النصرانية



 قاس و كأنّ الإنسان خُلق ليترهبن و يتبتل و يتزوج و هذه الرابطة , رابطة الزواج عندهم, لا تنفكّ أبدا إلاّ بالزنا أو الردّة و كلاهما أقبح من الآخر , يعني إذا تزوّج رجل امرأة و كرهها ماذا يفعل حتى يتخلّص منها؟ إمّا أن يرتد و يدخل في ملّة أخرى أو يزني و إن زنى أو ارتد ,في كلتا الحالتين, ينفسخ الزواج و يحق له الطلاق , يحقّ لها أن تتطلّق و يحق له أن يطلّقها , أمر عجيب!





نحمد الله عز و جل على ديننا و على ملّة الإسلام . عندهم لا يجوز للرجل أن يتعدّد , أن يعدّد النساء و عندهم أيضا الزواج يسمى الإكليل و لا يكون إلاّ في الكنيسة .الآن لو أنّ فقيرا أراد الزواج يذهب للكنيسة و يقوم برسم فتح الكنيسة و هو أن يعطي مالا للكنيسة حتى يأخذ الكنيسة و إذا مات , ليصلّوا عليه الجنازة , هناك رسوم منها رسم فتح الكنيسة .ولو  رجل فقير ليس معه المال لا يُصلّى عليه و يُترك .



نحمد الله عز و جل على ملّة الإسلام.



هذه هي الطريقة النصرانية.



هناك زنى أيضا في أيّامنا هذه مغلّفة بطريقة أخرى تسمى  الزواج و إن شاء الله يكون لنا لقاء آخر نناقش فيه الزواج اليوم :

هناك زواج اسمه الزواج العُرفي منه ما هو زنى صريح

 و زواج اسمه زواج المسيار منه ما لا يجوز,

هناك زواج اسمه زواج المُتعة زنى أيضا ,

 زواج يُسمّى زواج المحلّل زنى أيضا ,

 زواج يسمى زواج الشّغار زنى أيضا .

 كلّ هذه أنواع من الزنى المغلّف في صورة زواج من أنواع الجاهليّة القديمة , نفس الصورة و لكن بطريقة مغلفة و يُسمّى زواجا و هو في الحقيقة زنى.



هذه هي أنواع الزواج في الجاهلية و أنواع الزواج الموجودة اليوم التي توافق الجاهلية .



زواج النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم:



نأتي إلى النبي صلى الله عليه و سلّم و نُلقي نظرة عليه صلى الله عليه و سلم و كيف كان صلى الله عليه و سلم في أهله و بيته و زوجه , كيف كانت حياته و كيف تزوج النبي صلى الله عليه و سلم و من تزوج.

النبي صلى الله عليه و سلم تزوج بخمسة عشر امرأة و دخل على ثلاث عشرة و اجتمع عنده احدى عشرة و مات عن تسع و كان له جاريتان , صلّى الله عليه و سلّم.



زوجات النبي صلى الله عليه و سلم بالترتيب هنّ :



1.    خديجة بنت خويلد رضي الله عنها



2.    سودة بنت زومعة العامريّة رضي الله عنها



3.    عائشة بنت أبي بكر الصدّيق رضي الله عنها و عن أبيها



4.    حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها و عن أبيها



5.    أم سلمه هند بن أبي أميّة المخزومية رضي الله عنها



6.    أمّ حبيبة رمله بنت أبي سفيان رضي الله عنها و عن أبيها

7.    زينب بنت جحش بنت رئاب  الاسدية رضي الله عنها



8.    زينب بنت خزيمة رضي الله عنها



9.    جويرية بنت الحارث المُصْطَلَقيَّة رضي الله عنها



10.                  صفيّة بنت حييّ ابن الأخطب الهارونية رضي الله عنها



11.                                          ميمونة بنت الحارث الهلالية , خالة ابن عباس رضي الله عنها و عن ابن عباس





هؤلاء إحدى عشر امرأة تزوجهنّ النبي صلى الله عليه و سلم و دخل بثلاث عشر و اجتمع عنده إحدى عشر و مات صلى الله عليه و سلم عن تسعة و كان له جاريتان .



نساؤه التسعة اللاتي مات عنهن , النبي صلى الله عليه و سلم مات و في ذمّته تسع نسوة :



ثوبة بنت زمعة رضي الله عنها و عائشة و حفصة و أم حبيبة و زينب بنت جحش و أم سلمة و ميمونة بنت الحارث و جويرية و صفية رضي الله عنهن. هؤلاء هن التسعة اللاتي مات عنهن رسول الله صلى الله عليه و سلم.



دخل النبي صلى الله عليه و سلم بهؤلاء التسعة زائد زينب بنت خزيمة و ام شريك .



المراتان اللتان لم يدخل بهما صلى الله عليه و سلم هناك امرأتان تزوجهما النبي صلى الله عليه و سلم و طلقهما قبل الدخول و هما عَمرة بنت يَزيد الغِفاريّة و الشبّاء , هتان طلّقهما النبي صلى الله عليه و سلم قبل الدخول.



الجاريتان اللتان لم يُضرب عليهما الحجاب هما ماريه القِبطيّة و ريحانة .



هؤلاء هنّ نساء النبي صلى الله عليه و سلم . تسعة مات عنهن صلى الله عليه و سلم و هناك اثنتان تزوجهم النبي صلى الله عليه و سلم و ماتتا في حياته صلى الله عليه و سلم و اثنتان طلّقهما النبي صلى الله عليه و سلم قبل الدخول  و اثنتان كانتا له جاريتين , اذا المجموع كلّه خمسة عشرة امرأة .



نبذة عن أزواج النبي صلى الله عليه و سلم :



1.         خديجة بنت خويلد:





اوّل امرأة تزوّجها النبي صلى الله عليه و سلم هي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها . كانت خديجة  امرأة حازمة و كانت امرأة شريفة و كانت عاقلة و لبيبة و كانت رضي الله عنها لها تجارة و لم تكن تستطيه ان تُتاجر هي بمالها فكانت تستاجر الرجال على مالها مضاربة, يعني يخرج الرجل بمالها و يتاجر بالنصف يعني تتقاسم معه الربح مناصفة . كان النبي صلى الله عليه و سلم مشهور عنه أنّه صادق و أمين فعرضت عليه أن يخرج بتجارتها إلى الشام مع غلامها ميسرة فلمّا عادا من الشام بأرباح كثيرة و أخبرها ميسرة ببعض ما رآه عليه صلى الله عليه و سلم من كرامات و بصدقه و أمانته رغبت في زواجه و كان عندها أربعين سنة و كان النبي صلى الله عليه و سلم عنده خمسا و عشرين سنة فذكر ذلك لأعمامه فذهب معه حمزة بن عبد المطلب إلى أبيها خويلد و حمزة رضي الله عنه كان في سنّ النبي صلى الله عليه و سلم و كان أخوه من الرضاعة و كان عنده أيضا خمسا و عشرين سنة , فذهب إلى أبيها ليخطبها فخطبها و تزوجها و صدقها عشرين بَكرة –يعني من الإبل – و كانت خديجة أوّل و أفضل زوجاته صلى الله عليه و سلم .



كانت تكبره رضي الله عنها بخمس عشر سنة . بقي معها اثنين و عشرين أو أربع و عشرين سنة



. ماتت و كان عمره صلى الله عليه و سلم سبعا و أربعين أو تسع و أربعين سنة. لم يتزوّج عليها غيرها صلى الله عليه و سلم و فاء و تقديرا لها في حياتها فعفاها الله من نكد الضرائر و ماتت و عندها أربع و ستون سنة , قبل الهجرة بثلاث سنين.



واست خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم بعقلها و مالها و حسن خُلقها و تدبيرها . رزقه الله جميع أولاده منها



 و هما القاسم و كان أكبر اولاده فكنّي و لذلك كان النبي صلى الله عليه و سلم يسمّى أبا القاسم ,

 و عبد الله الذي كان يلقّب بالطاهر أو بالطيّب وإبراهيم  و قد ماتا صغارا

و رزقه الله عز و جل بالبنات

 و هن أربع بنات : زينب و كانت تحت العاص بن وائل بن الربيع , ابن خالتها هالة بنت خويلد  و كان كافرا ثمّ أسلم بعد ثماني سنوات من إسلام زينب

 و أم كلثوم و رقية و كانتا تحت عثمان رضي الله عنه, عثمان تزوج امرأتين من بنات النبي صلى الله عليه و سلم , تزوج رقية أولا و لما ماتت تزوج ام كلثوم و كانتا قبل بعثته صلى الله عليه و سلم متزوجتين من ابني عمه أبي لهب و عندما بُعث النبي صلى الله عليه و سلم و كفر أبو لهب أمر ابنيه أن يطلّقا ابنتي رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذلك حتى ينشغل عن دعوته عليه الصلاة و السلام.



أمّا فاطمة رضي الله عنها فكانت تحت علي .



إذًا  مجموع أولاده صلى الله عليه و سلم أربع بنات زينب و رقيّة و أم كلثوم و فاطمة علاوة على القاسم و عبد الله و إبراهيم, إبراهيم من مارية القبطية.

كلّ بناته أدركن الإسلام و أسلمن و كلهنّ متن قبل وفاته صلى الله عليه و سلم عدا فاطمة رضي الله عنها ماتت بعده بستة أشهر .

أمّا إبراهيم فكان من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس ملك مصر. بعض أهل السير قالوا أنّ النبي صلى الله عليه و سلم له ولدان آخران و هما الطاهر  والطيب و لكن الصحيح أنّ الطاهر و الطيب لقبان لعبد الله .



مارية القبطية أسلمت و ليست من امهات المؤمنين , هي جارية و الجارية لا تسمّى أمّ للمؤمنين . سمعت بعض الدعاة المعاصرين الذين يحاولون أن يدمروا عقيدة الولاء و البراء عند المسلمين يقول أنّ أم المؤمنين مارية القبطية كانت نصرانية , هذا عجب أم المؤمنين و نصرانية  ترى أم الكافرين ماذا تكون؟

 و لكن الصحيح أنّها أسلمت و لم تكن أمّا للمؤمنين و هي جارية.



كان صلى الله عليه و سلم يحب خديجة جدا و يكثر من ذكرها بعد وفاتها و كانت عائشة تغار منها و لم ترها . عائشة ولدت  و لعلها لم تدرك خديجة لأنّ النبي صلى الله عليه و سلم تزوجها و عندها ست سنوات . كانت أشدّ عليها من الضرائر اللاتي يعشن معها لحبّ النبي صلى الله عليه و سلم لها .

كانت خديجة رضي الله عنها قبل أن تتشرف بالزواج من النبي صلى الله عليه و سلم متزوجة برجلين قبله هما عتيق ابن عائذ بن مخزوم و أنجبت منه بنتا و بعده تزوجت بأبي هالة التميمي فولدت له هند ابن هند و كان ربيب النبي صلى الله عليه و سلم   .



هند هنا اسم رجل و هو اسم مشترك بين النساء و الرجال و أسماء أيضا اسم يسمى به الرجال و النساء.



كانت خديجة رضي الله عنها في الجاهلية تلقب بالطاهرة و هي أوّل من آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم و الله عز و جل أقرأها السلام بواسطة جبريل : يا خديجة هذا جبريل يقرؤك السلام من ربك فقالت خديجة اللهم هو السلام ومنة السلام وعلي جبريل  السلام



 و هي من النساء الكمّل فقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنّه قال خير نساء العالمين أربع



: مريم بنت عمران ، و خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمد ، و آسية امرأة فرعون (الالباني في الصحيح الجامع )و كمل من الرجال كثير



 و روى عنه أنّ سيدات نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون (الهيثمي) روي عنه خير نسائها مريم بنت عمران ، و خير نسائها خديجة بنت خويلد  يعني في الجنة



 و عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها بأحسن الثناء قالت فغرت يوما فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها قال" ما أبدلني الله خيرا منها وقد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني وآستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء أيضا"فقلت والله لا أعاتبك فيها بعد اليوم



كانت عاقلة و هي التي واست النبي صلى الله عليه و سلم في محنته و دعوته عليه الصلاة و السلام و كانت له خير زوجة .





2.         سودة بنت زمعة :





كانت ثاني نساءه صلى الله عليه و سلم . تزوجها النبي صلى الله عليه و سلم بعد موت خديجة بايام قلائل , قبل أن يعقد على عائشة في أرجح الأقوال و هاجر بها إلى المدينة. كانت قبل ذلك تحت ابن عمّها يقال له الثكران بن سهيل بن عمرو و كانت امرأة فقيرة و قد أسنّت عند النبي صلى الله عليه و سلم فخشيت أن يطلّقها فوهبت ليلتها إلى عائشة و أحبّت أن تكون له زوجة في الجنة فقالت له لا تطلقني و أنت في حلٍّ من شأني فإنّما أود أن أحشر في زمرة أزواجك وانى قد وهبت يومى لعائشة  فأمسكها رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى توفي عنها مع سائر أزواجه , رضي الله عنها. فيها نزل قوله تعالى :" وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ"



توفيت سودة في آخر خلافة عمر رضي الله عنه.



ورد في فضلها حرصها على أن تكون إحدى زوجاته صلى الله عليه و سلم في الجنة و عن عائشة رضي الله عنها ما من الناس أحب إلي أن أكون في متلافه من سوده بنت زمعة الا أن بها حدة , كان في طبعها حدّة رضي الله عنها.



هي من السابقات إلى الإسلام و من المهاجرات مع زوجها إلى الحبشة و لمّا قدما مكة مات زوجها و كانت راجحة الرأي و عاقلة , رضي الله عنها.



عندما قال النبي صلى الله عليه و سلم لنسائه بعد حجة الوداع هذه منذ ظهور الحكم الحديث قالت سودة والله لم تحرك لنا دابة  لم تخرج سودة و لا زينب إلاّ لما أخرجتا إلى المقبرة , يعني أنّ النبي صلى الله عليه و سلم حضهن على البيت والبقاء فى البيت و أمرهن بأن يقرن في بيوتهن





3.         عائشة بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهما:





هي ثالث زوجات النبي صلى الله عليه و سلم .

أمها هي أم رومان بنت عامر. تزوجها النبي صلى الله عليه و سلم بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين و قيل بسنتين وهي بنت ست سنوات  و بني بها النبي صلى الله عليه و سلم و هي بالمدينة و هي بنت تسع سنوات في شوال بعدما هاجر بثمانية أشهر .



كانت مسمّاة بزبير بن مطعم فلما خطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر يا رسول الله دعني أسلها من زبير رفيقا يعني هي كانت مخطوبة من زبير بن مطعم ثم لما خطبها النبي صلى الله عليه و سلم سلّها أبو بكر من زبير , سلّها يعني سلّها من الخطبة.



بقيت عائشة عند النبي صلى الله عليه و سلم تسع سنوات و لم يتزوّج بكرا غيرها و كانت من أحظى نساءه عنده و توفيت سنة سبع و خمسين و لها أربع و ستون سنة , عاشت بعد النبي صلى الله عليه و سلم أربعين سنة و لم يولد لها ولد و استأذنت النبي صلى الله عليه و سلم في الكنية فكنّها بأم عبد الله نسبة إلى عبد الله بن الزبير ابن أختها أسماء و هذا يجوز, يعني أن تتكنّى المرأة بابن أخيها ان لم يكن لها ولد .



فضائل عائشة رضي الله عنها و عن ابيها:



أريها النبي صلى الله عليه و سلم في المنام قبل زواجه منها أخرج البخاري في صحيحة من حديث عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال :"  أريتك في المنام مرتين ، أي أنك في سرقة من حرير ، ويقال : هذا امرأتك ، فاكشف عنها ، فإذا هي أنت ، فأقول : إن يكن هذا من عند الله يمضه ", يعني خرقة من حرير. فتوفيت خديجة فقال عليه الصلاة و السلام :" ان يكن هذا من عند الله يمضه" قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"  فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء : إلا مريم ابنة عمران ، وآسية امرأة فرعون  " (أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه) الثريد هو نوع من الطعام الجيد و كان يحبّه العرب  . قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبوها" (حديث صحيح أخرجه الترمذي من حديث انس رضي الله عنه و صححه الالباني)



قال مسروق رأيت مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم , الأكابر يسألونها عن الفرائض لأنّها كانت رضي الله عنها من فقهاء الصحابة و قال عطاء :" كانت عائشة أفقه الناس و أعلم الناس و أحسن الناس رأيا في العامة" و كان مسروق إذا حدّث عن عائشة قال:" حدّثتني الصادقة بنت الصديق البريّة بكذا و كذا"



 قال هشام بن عروة عن أبيه :" ما رأيت أحدا أعلم بالفقه و لا بالطب و لا بالشعر من عائشة" كانت تحفظ شعر العرب كله رضي الله عنها .



قال فيها حسان :

حصان رزان ما تزن بريبة......... ....... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

حليلة خير الناس دينا ومنصبا............ نبي الهدى والمكرمات الفواضل

عقيلة حيٍ من لؤيٍ بن غالب.............. فِرام المساعي مجدها غير زائلِ

مهذبة قد طيب الله خيمها .................... وقاها من كل سوءٍ و باطل





اتهمت رضي الله عنها ظلما و عدوانا في حادثة تعرف بحادثة الإفك و برّأها الله عز و جل و برّأ ساحتها من فوق سبع سماوات فمن اتهمها بذلك بعد تبرئة الله لها فقد كفر, و هم الشيعة عليهم لعائن الله يرموها بالزنا .



أُخذ على عائشة خروجها في موقعة الجمل و قد خرجت تريد أن تصلح بين الطائفتين و لكن دعاة الفتنة هم الذين أشعلوا نار الحرب حيث لم تخرج إلى طلب زعامة أو غير ذلك , هذا في موقعة الجمل الحقيقية لأنّه هناك موقعة جمل أخرى غير حقيقية .





4.         حفصة رضي الله عنها:





هي رابع زوجاته صلى الله عليه و سلم تزوّجها النبي صلى الله عليه و سلم بعد عائشة .

قبل أن يتزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند حصن بن حذافة ، وكان ممن شهد بدرا ومات بالمدينة فانقضت عدتها فعرضها عمر على أبي بكر فسكت ، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ما أريد أن أتزوج اليوم ، فذكر ذلك عمر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة ، فلقي أبو بكر عمر فقال : لا تجد علي فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر حفصة ، فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولو تركها لتزوجتها  (الإصابة)، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حفصة بعد عائشة  و تزوّج رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة في السنة الثالثة من الهجرة ثمّ طلقها و أمره الله عز و جل أن يردّها و توفّيت سنة خمس و أربعين في خلافة معاوية و هي ابنة ستين سنة .



 تزوجها النبي صلى الله عليه و سلم بعد عائشة بسنتين و أربع أشهر .



فضل حفصة:



عندما طلّقها رسول الله صلى الله عليه و سلّم أتاه جبريل و قال له إنّ الله يأمرك أن تُراجع حفصة فإنّها صوّامة قوّامة , إنّها امرأة فاضلة , رضي الله عنها , كانت كثيرة الصيام و كثيرة القيام فارتفع قدرها عند الله بهذه العبادة و من أجل ذلك أمر الله جبريل أن يأمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يردّها فإنّها صوامة قوامة رضي الله عنها و عن زوجات النبي صلى الله عليه و سلم كلهنّ .



5.         أمّ سلمة رضي الله عنها:





أم سلمة هي الزوجة الخامسة التي تزوجها النبي صلى الله عليه و سلم.

هي هند بنت أبي أميّة المخزوميّة رضي الله تعالى عنها .

كانت متزوجة من ابن عمّها أبي سلمه فمات فتزوجها النبي صلى الله عليه و سلم في شوال في السنة الرابعة من الهجرة . تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد حفصة بسنة لأنّه صلى الله عليه و سلم تزوجها في السنة الرابعة من الهجرة .



فاعتذرت له بأنّها مصابة و بأنّها غيرا  فقال لها عليه الصلاة و السلام :" أما قولك إني امرأة غيرا فسأدعو الله لك فيذهب غيرتك وأما قولك إني امرأة مصبية فستكفين صبيانك" (الإصابة)



اعتذرت إلى النبي صلى الله عليه و سلم بأنّها مُصبِية , يعني عندها صبيان , و بأنّها غيرى فقال لها فأمّا أولادك فأولادي و أمّا غيرتك فنسأل الله أن يذهب عنك فأمرت ابنها سلمه أن يزوّجها إلى



رسول الله صلى الله عليه و سلم و قيل زوّجها عمر و هذا يدلّ على خطورة الولي في النكاح فلا نكاح إلاّ بوليّ . لم تزوّج نفسها. كانت أمّ سلمة من أجمل نساء العرب , قالت عائشة :" حُدّثت عن جمالها فلمّا رأيتها كانت فوق ما وُصف لي" رضي الله عنها . كانت من عاقلات النساء و أشارت على رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما دخل عليها في الحديبية و لم تطب نفوس أصحابه بالتحلل بأن يخرج فيحلق فإذا رآه الصحابة اتبعوه في ذلك فكان ما تنبّأت به .



هناك قصّة تدلّ على أنّ أمّ سلمة امرأة عاقلة , في الحديبية كان الصحابة يذهبون و كانوا يتمنّون العمرة  و لمّا ذهبوا أمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلّم أن يتحلّلوا فلم يتحلّل منهم أحد لأنّهم كانوا يتمنّون أن يعتمروا في هذا العام و شقّ عليهم أن يتحلّلوا دون أن يعتمروا فأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم مرة أخرى فتصبّروا لعل  النبي صلى الله عليه و سلم يرجع فغضب النبي صلى الله عليه و سلم عليهم لأنّهم لم يأتمروا بأمره  فقالت له أمّ سلمه و هي امرأة عاقلة :" يا رسول الله احلق رأسك فإذا حلقت ستجد الصحابة يحلقون و اذبح هديكِ فإنّهم سيذبحون فقام النبي صلى الله عليه و سلم فحلق رأسه و ذبح هديه فلمّا رأى الصحابة ذلك تابعوه و حلقوا رؤوسهم و ذبحوا هديهم فدلّ على أنّ الصحابة كانوا ينتظرون فعل النبي صلى الله عليه و سلم و أمّ سلمه رضي الله عنها كانت تعلم أنّ فعل النبي صلى الله عليه و سلم لن يخالفه أحد من الصحابة.

توفيت رضي الله عنها سنة ستّ و خمسين و صلّى عليها سعيد بن زيد رضي الله عنه و هو من العشرة المبشرين بالجنة و كان من الصحابة الأتقياء. أسلم في مكّة و كان يزور زيد بن عمرو بن نُفيل عمّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه . هذا الرجل كان من الموحّدين قبل بعثة النبي صلى الله عليه



يقول عنة النيى صلى الله عليه وسلم (

:" كنت أرى زيد بن عمرو بن نُفيل يطوف حول الكعبة و كان المشركون فكانوا يقولون :" لبّيك لا شريك لك إلاّ شريكا هو لك " و يقول هو "قط قط " يعني قفوا عند هذا لا تُشركوا في التلبية فكان من الموحدين و يبعث يوم القيامة أمّة وحده. و سعيد بن زيد ابنه مبشّر , من العشرة المبشّرين بالجنة و صلى على أمّ سلمه .و قيل أنّ أبا هريرة هو الذي صلّى عليها و دُفنت بالبقيع و هي ابنة أربع و ثمانين سنة .



6.         أمّ حبيبة رضي الله عنها:





هي رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها و عن أبيها و كانت من السابقات للإسلام رغم أنّ أباها تأخّر جدا في إسلامه حتى عام الفتح و قد هاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش فتنصّر هناك فانفصلت عنه .نسأل الله الثبات على الإسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن أميّة الضمريّ إلى النجاشي ليخطب له أمّ حبيبة و ذلك في السنة السابعة من الهجرة و أصدقها النجاشي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع مائة دينار . أكثر صداق كان صداق أمّ حبيبة و بعث بها مع شرحبيل بن حسنة .

توفيت سنة أربع و أربعين للهجرة.



فضائلها:



جاءها أبوها زائرا قبل إسلامه فعندما أراد أن يجلس على فراش النبي صلى الله عليه و سلم طوته منه رغبة به عن أبيها رضي الله عنها و هذا يدلّ على أنّ شرف الإسلام و عزّ الإسلام كان يتخلّل قلوب هؤلاء الصحابيات . هذا أبوها كان كافرا فدخل عليها ليجلس على فراش النبي فطوته عنه و قالت له ليس لأحد كافر أن يجلس على فراش النبي صلى الله عليه و سلم .



7.         زينب بنت جحش بن ذئاب الأسدية :





أمّها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم ابنة عمّة النبي صلى الله عليه و سلم زوّجها النبي صلى الله عليه و سلم لزيد بن حارثة فنشزت عنه و ترفّعت عليه فطلقها زيد فتحرّج رسول الله صلى الله عليه و سلم في زواجه منها لعادة الجاهلية وهي أنّ الرجل ما كان يتزوج زوجة ابنه من التبنّي و أراد الله إبطال هذه العادة و هي التي كان يخفيها رسول الله صلى الله عليه و سلم في نفسه " وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ"  يزعم أهل الزيف و النفاق أنّه كان يحبها صلى الله عليه و سلم و أنّه كان يخفي حبّها صلى الله عليه و سلم و لكن ما كان يخفيه رسول الله صلى الله عليه و سلم هو عادة الجاهلية , أنّ الرجل لا يتزوّج زوجة ابنه من التبني . قال تعالى :" فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا" تزوّجها رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة خمس من الهجرة و كانت زينب بنت جحش أوّل نساءه لحوقا به حيث توفيت سنة عشرين لهجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم .هي أوّل امرأة توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم من زوجاته .زوّجها ربّها و لم يزّوجها وليّها رضي الله عنها



 و لهذا كانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه و سلم :"إنّ آباءكنّ أنكحوكنّ و إنّ الله أنكحني إيّاه من فوق سبع سماوات " قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما لنساءه :"  أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا . قالت عائشة : فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول ، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش – وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا – فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة ، وكانت زينب امرأة صناعة باليد ، وكانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله  (فتح الباري) كانت كثيرة الصدقة من مالها رضي الله عنها وقالت عائشة :" و لم تكن هناك امرأة خيرا منها في الدين و أتقى لله تعالى و أصدق حديثا و أوصل للرحم و أعظم صدقة و أشدّ تبذلا للعمل الذي تتصدّق به و تتقرب به إلى الله .



قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إنّ زينب بنت جحش أوّاهة " كثيرة التأوّه يعني كثيرة اللجوء إلى الله و الدعاء . كانت تسامي عائشة في نفس المنزلة عنده صلى الله عليه و سلم . كانت نساء النبي صلى الله عليه و سلم طائفتان : طائفة بزعامة عائشة و معها حفصة و طائفة بزعامة زينب و معها امّ سلمه و عندما قال صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع :" هذه ثم طهور الحصر " رضي الله عنها.



8.         زينب بنت خزيمة رضي الله عنها:





كانت تسمّى بأمّ المساكين لكثرة إحسانها و عطفها بالمساكين . تزوّجها النبي صلى الله عليه و سلم في رمضان على رأس واحد و ثلاثين شهرا من الهجرة –ما يقرب من السنتين و النصف- مكث معها ثمانية أشهر و توفّيت بعد ذلك في سنة أربعة من الهجرة في شهر رمضان و دفنت في البقيع .





9.         جويرية بنت الحارث:





خطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بني المصطلق فوقعت في أسر ثابت بن قيس بن شمام فكاتبها فقضى عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم و تزوّجها, كاتبها يعني انها تشتري نفسها منه بالأقساط , فالنبي صلى الله عليه و سلم دفع جميع هذه الأقساط و تزوّجها و كان ذلك في سنة ثمان من الهجرة في شعبان .



كان اسمها برّة و غيّر رسول الله صلى الله عليه و سلم اسمها إلى جويرية .

توفيت رضي الله عنها سنة ستّ و خمسين للهجرة و عمره خمسا و ستين سنة .



10.    صفية بنت حييّ ابن أخطب:





تزوّجها النبي صلى الله عليه و سلم يوم خيبر في السنة السابعة و اصطفاها لنفسه و أسلمت فأعتقها و جعل عتقها صداقها و في الصحيح أنّها وقعت في سهم لحية الكلبي فأعتقها النبي صلى الله عليه و سلم و توفيت سنة خمسين  ودفنت فى البقيع . رُوي أنّ النبي صلى الله عليه و سلم دخل على صفية و هي تبكي فقال لها ما يبكيك؟. قالت: بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني وتقولان: نحن خير من صفية نحن بنات عم رسول الله وأزواجه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا قلت لهن: كيف تكن خيرا مني وأبي هارون، وعمي موسى وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم.



كانت صفية رضي الله عنها عاقلة و روى بن عبد البرّ أنّ جارية لها أتت عمر بن الخطاب و قالت له إنّ صفية تحب السبت و تصل اليهود فبعث عمر يسألها، فقالت: أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملكِ على ما صنعت؟ قالت: الشيطان قالت: اذهبي فأنت حرة. يعني خلقها عظيم رغم أنّ البنت الجارية أساءت إليها إلاّ أنّها أعتقتها و هجر رسول الله صلى الله عليه و سلم زينب بنت جحش لأنّها مالت لصفيّة و قالت " اعط راحلتي لهذه اليهودية" فهجرها لثلاثة أشهر.



11.    ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها:





تزوّجها النبي صلى الله عليه و سلم سنة سبع من الهجرة و هو خارج إلى عمرة القضية بسرة و قد خطبها له حمزة ابن عبد المطلب و أوكلت العبّاس لزواجها منه صلى الله عليه و سلم . آخر من تزوّجها الرسول صلى الله عليه و سلم و ماتت في المكان الذي بنى بها صلى الله عليه و سلم في سنة احدى و ستين و قيل ثمان و ستين . و كانت ميمونة اسمها برّة فغيّره رسول الله صلى الله عليه و سلم بميمونة و كان لميمونة عدد من الأخوات الشقيقات تحت أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم

 و هنّ أمّ الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب

 و لبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة

 و عصماء بنت الحارث و عبدة بنت الحارث ,

 هؤلاء أخوات ميمونة

و لها أخوات من الأم مثل أسماء بنت عميس زوجة أبو بكر رضي الله عنها.



هؤلاء تزوّجهن النبي صلى الله عليه و سلم من النساء

و أزواجه في الدنيا هنّ أزواجه في الآخرة رضي الله عنهم أجمعين لقوله صلى الله عليه و سلم أزواجي في الدنيا أزواجي في الآخرة"



 و لأزواج النبي صلى الله عليه و سلم خصائص و صفات نجعلها للمرة القادمة إن شاء الله .

سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا ّأنت أستغفرك و أتوب إليك









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق