>

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

الدرس الثالث -- أحكام الخطبة --نظر الخاطِب إلى المخطوبة




أحكام الخطبة


الجزء الأوّل:

نظر الخاطِب إلى المخطوبة



إن الحمد لله نحمده و نستعين به و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا و مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله.

أمّا بعد,

إن شاء الله نبدأ اليوم في أحكام الخِطبة و أوّل شيء نبدأ به إن شاء الله هو نظر الخاطِب للمخطوبة و أحكام هذا النظر , إن شاء الله تعالى.




أوّل حكم من أحكام النظر إلى المخطوبة هو : اتفق أهل العلم على مشروعيّة نظر الرجل الذي يريد النكاح إلى من يريد نكاحها و ذلك لكثرة النصوص الشرعية التي تنصّ على ذلك .



المسألة الاولى :-



أوّل حكم هو أنّه يشرع نظر الخاطِب إلى المخطوبة.



هذا المشروع ما حكمه؟

 هل هو مستحب أم واجب أم حرام أم مباح أم مكروه؟



حكمه أنّه مستحب. إذًا يُستحبّ نظر الخاطب إلى مخطوبته.



المسأله الثانية



ما الدليل على ذلك؟



الدليل على ذلك ما رواه الإمام  البخاري رحمه الله تعالى من حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ سَلَّمَ قَالَ لَهَا " أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ –يعني قطعة قماش أو ورقة- مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ "



 هذا أوّل دليل أنّ جبريل نزل إلى النبيّ صلى الله عليه و سلم في المنام , و رؤيا الأنبياء حقّ, لمّا نزل كانت معه قطعة من حرير فيها صورة عائشة رضي الله تعالى عنها فدلّ على أنّه يُستحب قبل الزواج أن ينظر الرجل إلى مخطوبته و إلاّ كان الله عز و جل أمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يتزوّج عائشة دون رؤية و لكن لماذا كان النبي صلى الله عليه و سلم قد أُري عائشة قبل الزواج؟



 لأنّ هذا فيه تشريع للأمّة باستحباب ذلك.



دليل آخر رواه  مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنّه قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ  فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا.



فهذا دليل آخر على أنّ النبي صلى الله عليه و سلم أمره أن يذهب إلى الأنصار ليعلم و يرى ما يدعوه إلى زواجها فإنّ في أعين الأنصار شيئا , يعني أراد أنّه هناك عيوب عند الأنصار و لعلّ هذا لا يُعجبك فإذا نظرت إليها و اطمأنّت نفسك إليها هذا أدوم و هذا أجدر أن يُؤدم بينكما .



إذا أّوّل حكم هو أنّه يُستحب للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته و الدليل على ذلك حديثان ,أحدهما في البخاري و الآخر في مسلم .



                     

مسألة ثالثة



ما الحكمة من ذلك؟

الحكمة من ذلك كما قال النبي صلى الله عليه و سلم "أن يؤدم بينكما" . الرجل إذا نظر إلى مخطوبته و رأى منه ما يسرّه , هذا أدوم للعشرة فإنّه عندما ينظر إلى وجهها و كفيها, ينظر إلى مواطن الجمال منها و هذا يسرّه و يُقبل على زواجها بقلب طيّب ,قال الله عز و جل " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "



 فالسكن هو مقصود الزواج فإنّه إن رأى وجهها و كفّيها و رأى منها ما يسرّه جعل ذلك كما قال النبي صلى الله عليه و سلم أن يؤدم بينكما فالحكمة من ذلك دوام العشرة بين الخاطب و المخطوب أو بين الزوجين .



مسألة الرابعة  : هل يحتاج النظر إلى إذنها أو إذن الوليّ ؟



يعني هل لا بدّ أن تأذن له حتى ينظر إلى وجهها و كفيها ,

مثلا امرأة تلبس الخمار – و ليس النقاب- و هي في الشارع هل يجوز للخاطب أن ينظر إليها و هو يريد أن يخطبها؟



الإجابة أنّه لا يحتاج إلى إذن الوليّ . و هذا قول جمهور أهل العلم أنّه لا يحتاج إلى إذن الوليّ

و في ذلك دليل ما رواه أحمد بسند صحيح و أبي داود عن جابر رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا، فَلْيَفْعَلْ " قَالَ: " فَخَطَبْتُ جَارِيَةً مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَكُنْتُ أَخْتَبِئُ لَهَا تَحْتَ الْكَرَبِ حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا بَعْضَ مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا، فَتَزَوَّجْتُهَا



" (حسنه الألباني في الإرواء) كان يختبأ تحت الشجرة حتى رأى منها ما يدعوه إلى نكاحها . هذا فيه دليل على أنّه يجوز للرجل أن يختبأ للمرأة ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها, و لكن بعض أهل العلم قالوا هذا قبل نزول آية الحجاب لأنّ النساء كنّ منتقّبات بعد نزول آية الحجاب و بعض أهل العلم قال هذا في مهنة الأهل فيجوز له أن ينظر لكن دون أن ينظر إلى العورة . إذًا هذا الحديث فيه أنّه لا يحتاج إلى إذن الوليّ .



قال ابن خزامة : يجوز النظر إليها بإذنها و بغير إذنها لأنّ النبي صلى الله عليه و سلم أطلق النظر فلا يجوز تقييده.



المسألة الخامسة: شروط النظر إلى المخطوبة:



قال العلماء إذا أراد الرجل أن يذهب و ينظر إلى مخطوبته فلا بدّ أن ينظر إليها



بثلاثة شروط  :

1- الأوّل أن لا يكون بشهوة ,لا ينظر إليها بشهوة لأنّه ينظر إليها ليرى مواطن الجمال فقط .



2- الثاني أن يكون قد عزم على خِطبتها و عنده رجاء على موافقتها عليه. ذهب ليخطب المرأة و يريد أن يخطبها و في نفسه رجاء بموافقتها , يعني قبل ذهابه ليخطب المرأة يتصل و يقول أنا فلان هل آتي لخطبتها أو لا؟ فإن قالوا له تعال فهذا يكون رجاء لموافقتها فإن قالوا له لا ففي هذه الحالة لا يجوز له أن ينظر إليها لأنّهم رفضوه و هو لا يرجو موافقتها .



3- الثالث عدم الخلوة بها ,فلا ينظر إليها و لا تنظر إليه إلاّ بوجود محرم . إذًا عندما يذهب لزيارتها لا بدّ من وجود المحرم. هل يجب أن يكون المحرم جالسا معهم أم يكفي أن يكون معهم في نفس المكان كان تكون الغرفة واسعة و هما جالسان و المحرم جالس في مكان بعيد ؟ وجود المحرم في المكان و ليس ملاصقا للمرأة .نعم يجوز وجود المحرم في المكان بدون ملاصقة منه للمرأة

المسألة السادسة: هل يجوز تكرار النظر؟



هذه مسألة اختلف فيها العلماء و الراجح فيها أنّه يجوز تكرار النظر إلى المرأة .



ذهب أوّل مرّة و نظر ثمّ عاد مرّة أخرى يريد أن يعيد النظر إليها . هل يجوز ذلك أم لا ؟

الراجح أنّه يجوز ذلك



و الدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم :" فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا، فَلْيَفْعَلْ" إن استطاع معناها أنّه يذهب مرّة وراء مرة وراء مرة و هكذا حتى يقرّر أن يتزوجها.



المسألة السابعة : ما هو ضابط تكرار النظر ؟



يعني هل يجوز له أن يذهب كلّ يوم؟



 يقول أنا ذاهب اليوم حتى انظر إليها, ثمّ بعد أسبوع أنا لم أطمئن أريد أن أطمئن, أريد أن أنظر مرة أخرى  ...هل هذا له حد؟



الفقهاء يقولون ليس له حد و لكن إن قرّر الخاطب أنّه سيتزوّجها أو وافق على الخطوبة ,لا يجوز له أن ينظر مرّة أخرى .



الحكم إذًا ينظر إليها حتى يطمئن فإن اطمأنّ لا يجوز له أن ينظر إليها مرّة ثانية.



ما ضابط تكرار النظر؟



 يضبط بمقدار الحاجة, ينظر حتى يطمئن فإن اطمأنّ فلا يجوز له أن ينظر مرّة أخرى .



المسألة الثامنة: ماهي المواضع التي يجوز أن ينظر إليها؟



قال الفقهاء أنّه ينظر إلى الوجه و الكفين .هذا هو قول الجمهور و هو أنّ المرأة التي تخرج إلى خاطبها حتى ينظر إليها تكشف الوجه و الكفين .



ما هي حدود الوجه الذي تظهره المرأة؟

الوجه من شعرها – لا يجوز أن تبيّن شيئا من شعرها – يعني أوّل منبت الشعر دون أن يظهر منه شيء, حتى يمينا و يسارا إلى البياض الذي أمام الأذن و أسفل تحت الحنك – هذا من الوجه.



 بعض الفقهاء قالوا بأنّ الوجه ينتهي بانتهاء الخدين –طابع الحسن- هل هذا هو الوجه أم إلى الحنجرة؟



اختلف الفقهاء و الراجح إلى الحنجرة , يعني تحت الحنك من الوجه , فيجوز للمرأة أن تكشف كلّ هذا حتى تحت الحنك .



هناك نقاط مهمة منها:



قال الله عز و جل:" و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" يعني الوجه و الكفان و هذا ينطبق على المخطوبة.



هل يجوز لها أن تكشف من شعرها ؟

 يعني بعض الإخوة يقول : وجدتها كاشفة عن شعرها و تلبس لباسا كالذي تلبسه أمام النساء و وضعت شيئا من أدوات التجميل, هذا لا يجوز للمرأة أن تفعله بل يعض الفقهاء أفتى أنّ هذا تغرير بالرجل .



 إنّما الواجب عليها أن تكشف عن الوجه و الكفين فقط و الكفّ حتى الرسغ . الكفان ليسا الذراعان , هناك فرق بينهما.



إذًا لا يجوز لها أن تكشف عن شعرها أو أن تضع شيئا من الزينة على وجهها أو أن تلبس بنطالا بل يجب أن تلبس لباسا واسعا.



ما الحكمة من إظهار الوجه و الكفين؟



قال العلماء الحكمة منهما هو إظهار جمال المرأة فإنّ نضارة المرأة تكون في الوجه و الكفين لنضارة الجلد. و هذا من محاسن الشريعة.

بعض الفقهاء تضيّق في ذلك و بعضهم توسّع فيه , و لكن هذا هو قول جمهور أهل العلم وهو أن ينظر إلى الوجه و الكفين فقط.



المسألة التاسعة: ما هو الوقت المناسب للنظر؟



الوقت المناسب للنظر هو قبل الخطبة. إذا أراد رجل أن يخطب امرأة يذهب أولا و ينظر إليها , هذا هو الوقت المناسب,  لأنّه لو نظر إليها بعد الخطبة لكسر قلبها و لكن إن أراد أن يرفضها فليرفضها قبل أن يخطبها. هذا ما حدث مع النبي صلّى الله عليه و سلم حينما أراه الله عز و جل بأنّ المَلَك يأتيه بقماشه من حرير فيها صورة عائشة. هذا قبل أن يخطبها النبي صلى الله عليه و سلم.



المسألة العاشرة: إذا لم يتيسّر النظر إلى من يُريد خطبتها ماذا يفعل؟



امرأة بعيدة و لا يستطيع أن ينظر إليها . مثلا يكون مسافرا و أمّه قالت له هناك عروس أريد منك أن تتزوجها ماذا يفعل؟



له أن يبعث امرأة –أمّه أو أخته- لتتأمّل المرأة المراد خطبتها و تصفها له .



إذًا يجوز للأمّ أن تصف المخطوبة لخطيبها, هذه مسألة هامة جدا.



المسألة الحادية عشر: هل يجوز لها أن تأتي له بصورة؟



الآن هناك من تأتي بصورة للمخطوبة و تضعها له على الإنترنت. هل يجوز ذلك؟



لا يجوز أن ينظر إلى صورتها إلاّ مع أمن الفتنة و أمن وقوع الصورة في يد أجنبيّ .

مثال: أمّه أرادت أن تأتي له بصورة . من الممكن أن تأتي الأم بالصورة و تحتفظ بها و تريها للناس أو تعطيها لأحد ما فيحدث تساهل في هذا الأمر, فهذا الأمر خطير .

إذًا لا يجوز للمرأة أن تعطي الصورة لأحد إلاّ بشرط  وهو أن تأمن أنّ هذه الصورة ستقع في يد النساء فقط , إن كانت هذه الأمّ أمينة و قالت لها سينظر إليها و سآتيك بها مرّة أخرى و هي تثق في ذلك , هذه الحالة الوحيدة التي يجوز فيها ذلك,لأنّ هناك الكثير من النساء قد يهلكن بهذا الأمر ,كأن تأخذ الصورة و تريها للناس أو يأخذ الصورة و يحتفظ بها  دون أن يتزوجها  , هذا فيه خطورة شديدة .أمّا عبر الإنترنت فهذا أخطر لأنّه قد يحتفظ بالصورة على جهازه , هذا فيه خطورة شديدة.



هل تصف له وجهها و كفّها فقط أم تصف له شعرها؟



يجوز للأم أن  تصف شعر المخطوبة لابنها الخاطب أو لأيّ أحد يريد أن يخطبها. فيجوز أن تصف –إلى جانب الوجه و الكفين- أن تصف الشعر لأنّه لم يرى الشعر و إنّما وُصف له فقط و هناك فرق بين الرؤية و الوصف. الوصف مسموح به لأنّه جائز في حالة الضرورة.



إذًا هل يجوز لها أن تعطيه الصورة؟ الإجابة هي : لا يجوز لها أن تعطيه الصورة إلاّ مع الأمن من أنّ الصورة تقع في يد أجنبي. فهذا الأمر ليس فيه تساهل . لا يجوز للمرأة أن تتساهل فيه , إن كانت تأمن ذلك و إلاّ فلا. و مع ذلك فإنّ الصورة لا توضّح كلّ شيء فلعلّ الصورة تكون أقبح من الواقع و لعلّ الصورة تكون أجمل من الواقع , الآن التصوير له كفاءات عالية جدا بحيث من الممكن أن تكون الصورة مخالفة تماما للواقع .



المسألة الثانية  عشر: هل يجوز للرجل أن ينظر لعدّة نساء ليخطبهن؟



هذا لا يجوز , لا يجوز له أن ينظر إلى امرأة و لم يأخذ القرار ثم يذهب لينظر إلى أخرى. لا بدّ قبل أن يذهب إليها أن يعلم إن كان يريدها أم لا , إن قال لا جاز له أن يذهب إلى الأخرى , أمّا إن لم يقل لا و قال نعم لم يجز له أن يذهب إلى أخرى. هذا أمر خطير, بعض الناس يذهب إلى مكان فيه عمل و فيه نساء فيذهب للفرجة و التي تعجبه يخطبها ,

 هذا محرّم , و لكن يذهب إلى امرأة فإن وجد ما يريد أن يخطبها من أجله خطبها و إلا يذهب إلى أخرى.



إذًا لا يجوز للرجل أن ينظر لعدّة نساء قبل أن يقرّر أن يخطب إحداهن.



المسألةالثالثة عشر: حقّ المرأة في النظر إلى من يريد خِطبتها:



رجل ذهب إلى امرأة و يريد أن يخطبها , هل يحقّ للمرأة أن تنظر إليه؟



 الإجابة نعم , بلا شكّ يحقّ للمرأة أن تنظر إليه و لكن تنظر إلى ماذا؟

 إلى الوجه و الكفين؟

 الرجل أوسع في هذا الأمر من المرأة يجوز لها أن تنظر إليه لقول الله عز و جل " و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف" و ذلك أدوم للعشرة .



المسألة الرابعة عشر : هل يجوز للخاطب أن يلمس مخطوبته؟



المباح له أن ينظر إلى الوجه و الكفين و لا يباح له أن يلمسها بيده .



قال ابن قدامة في الكافي:" ليس له أن يخلو بها و ليس له أن يلمسها علاوة على أن يخلو بها"



المسألة الخامسة  عشر: هل يجوز أن يخرج معها؟



لا, لا يجوز له أن يخرج معها .



المسألة السادسة  عشر: هل يجوز له أن يكلمها ؟



يجوز له أن يكلمها في وجود محرم . في عدم وجود المحرم لا يجوز إلاّ للحاجة ,



هذا أمر خطير, رجل أراد أن يخطب امرأة , في وجود المحرم يكلّمها , أراد أن يعلم من خطيبته .

 في حالة عدم وجود المحرم , أراد أن يكلّمها , يجوز له ذلك فقط إن أراد أن يعلم منها شيئا , يعني أراد أن يسألها في شيء و أحيانا الخطيب يريد شيئا معيّنا , يعني يسأل عن حياته, و هذه ربّما لا يستطيع أن يذكرها أمام المحرم , فهذا يجوز من أجل الحاجة.

كأن يقول أنا لن أجيب تليفزيون ويرى رأيها في الموضوع



إذًا هل يجوز للخاطب أن يكلّم مخطوبته على الهاتف؟ يجوز للحاجة فقط.



المسألة السابعة عشر: هل يجوز للخاطب أن يخلو بمخطوبته بلا محرم؟



لا يجوز له أن يخلو بمخطوبته بلا محرم . و هذا الأمر ذكر قبل ذلك .



المسألة السابعة عشر: هل يحقّ للوليّ أن يعرض ابنته على رجل صالح؟



قال بعض الفقهاء بجواز أن يعرض الوليّ ابنته أو موليّته على رجل صالح و في قصّة شعيب دليل على ذلك , و في الحديث أنّ عمر بن الخطّاب عرض ابنته حفصة بعد وفاة زوجها على أبي بكر ثمّ على عثمان قبل أن يتزوّجها النبيّ صلى الله عليه و سلّم .



الخطبة عن طريق الإنترنت:

بعض الشباب إذا أراد أن يبحث على عروس دخل على الإنترنت . هناك على النت مواقع زواج , يُكتب على هذه المواقع اسم العروس أو العروسة و مواصفات كلّ منهما و ما يطلبانه في الزوج ,ثمّ يتمّ التواصل حتى يتيقّن كلّ منهما أنّه يريد الزواج من الآخر.



هذا محرّم  ,أن تتكلّم مع امرأة بدون محرم – لأنّها جالسة ليس معها محرم و أيضا فيها خَلوة لأنّها تأخذ أحكام  الخَلوة -  و لا يجوز للرجل أن يتكلم مع امرأة أجنبيّة عن طريق الإنترنت إلاّ لحاجة  فتحرم بذلك الخِطبة عن طريق الإنترنت .



سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق