>

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

بعض خصائص زوجات النبي صلى الله عليه و سلم










بعض خصائص زوجات النبي صلى الله عليه و سلم



إنّ الحمد لله نحمده و نستعين به و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا و مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله.

أمّا بعد,

اليوم سنكمل بإذن الله تعالى بعض خصائص زوجات النبي صلى الله عليه و سلم .

لقد خصّ الله عز و جل زوجات النبي صلى الله عليه و سلم بخصائص  , لم يخصّ واحدة من النساء إكراما و إنّما إكراما و إجلالا لهذا النبي الكريم صلوات ربّي و سلامه عليه .



1)   ما هي خصائص زوجاته صلى الله عليه و سلم: 



1.  أولاً  هنّ أمّهات المؤمنين:

      

هنّ أمهات المؤمنين لقوله تعالى :" وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ"



 و هل هنّ أمّهات للمؤمنات ؟



 قولان لأهل  العلم



أرجحهما أنهنّ أمهات للمؤمنات و هذه الأمومة معناها وجوب التعظيم و الإجلال و البرّ و حرمة النكاح على الرجال, بعد النبي صلى الله عليه و سلم لا يتزوجن أحدا . لكن تختلف عن الأمّ من النسب بأمرين :



الأوّل :-  الاحتجاب عنهنّ

الثاني :-  عدم الإرث



1- يعني زوجات النبي صلى الله عليه و سلم أمّهات للمؤمنين و للمؤمنات بمعنى أنّه يجب على جميع المؤمنين و المؤمنات أن يعظّموهنّ و يجلّهنّ و يبرّهنّ و كذلك يحرم عليهنّ الزواج من الرجال  بعد النبي صلى الله عليه و سلم لأنّها أمّه .



2- تختلف هذه الأمومة عن الأمومة  بقية الامومة النسبية بشيئين

الاول يجب عليهن ان يحتجبن

فإذا سألتهن متاعا فسألهن من وراء حجاب

الثانى  عدم الارث

لا يرثن من احد ولا احد يرثهن





الإمام القرطبي قال اختلف الناس هل هن أمهات الرجال والنساء إم هن أمهات الرجال خاصة



 قولان لأهل  العلم  روى الشعبى عن عائشة عن مسروق أن امرأة قالت لها يا أم قالت لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم وقال صححه ابن العربي

  



القرطبي يقول لا فائدة باختصاص  الحصر للرجال دون النساء والذي يظهر له أنهن أمهات للرجال والنساء ويدل على ذلك النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم

وهذا يشمل الرجال والنساء ضرورة

ويدل ذلك حديث أبى هريرة وأزواجه  أمهاتهم عائده على الجميع المؤمنين والمؤمنات



الخاصية الثانية ----- أن أزواج النبي صلى الله علية وسلم في الدنيا هن أزواجه في الآخرة لقوله صلى الله علية وسلم (أزواجي في الدنيا هن أزواجي في الآخرة )

ولهذا حرم على أحد زواجهن وهذه من خصائصه التي لا يشاركه فيها احد وما يفعلة بعض اتباع مشايخ الصوفيه من تحريم زواج بعض زوجات من مات  مشايخهم



وهى طرق بدعيه ضاله يخترعون فى الدين أحكام  



(قال الله عز و جلّ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم  ( 160 



. طبعا مشايخ الصوفية لهم ضلالات واضحة و أريد أن أقف على بعض الضلالات لبعضهم و كبيرهم الذي يدافع عنهم و يقول عنهم كلاما بلسانهم و هو مفتي الضلال علي جمعة الذي يفتي بما أراد من هواه و يفتي بأقوال و يصف لسانه الكذب على الله عز و جل . قبل الدخول في فتاويه الضالة أريد أن أوضّح بعض الطرق للمشايخ الضالة من الصوفية



 و هو لو أنّ أحدا من مشايخهم مات أو طلّق زوجته لا يستطيع أحد أن يتزوّجها قياسا على زوجات النبي صلى الله عليه و سلم



 هل هذا قياس صحيح؟ لا طبعا هذا قياس مع الفارق ,هؤلاء هنّ أمهات المؤمنين بنص الكتاب و بقول النبي صلى الله عليه و سلم أمّا هؤلاء فمهما يكن شيخ الطريقة هذا لن يتعدّى أن يكون رجلا من المؤمنين أو من المسلمين ,



 زوجات أبي بكر لمّا مات أو طلّقها تزوجها غيره و زوجات عمر و زوجات عثمان و عليّ , أفضل الأمّة بعد النبي صلى الله عليه و سلم بلا خلاف فهم أفضل من هؤلاء المشايخ و مع ذلك لم يفعل الصحابة بهم كما فعل هؤلاء المشايخ . من ضمن فتاوى علي جمعة بأنّه قال بأنّه يجوز التبرّك ببول النبي صلى الله عليه و سلم و أنّ الصحابة كانوا يتبرّكون ببول النبي صلى الله عليه و سلم . أمر عظيم يفتري على الصحابة و يقول عليهم ما  لم يفعلوه و الصحابة رضوان الله عليهم لم يثبت على أحد منهم أنّه تبرّك ببول النبي صلى الله عليه و سلم إلاّ قصة ضعيفة يضعّفها أهل العلم أنّ أمّ أيمن شربت بول النبي صلى الله عليه و سلم و لم ترد التبرك بذلك البول و حتى لو أرادت لم يكن ذلك فعل الصحابة و لا فعل احد



 و هل بول النبي صلى الله عليه و سلم نجس أم لا ؟ فيه خلاف بين أهل العلم و لكن هذا الخلاف بخلاف التبرك , حتى لو قلنا بطهارة بوله صلى الله عليه و سلم لم يثبت التبرك ببوله عليه الصلاة و السلام . و لكن خبث الطويّة , يريد أن يقول الصحابة تبرّكوا ببول النبي صلى الله عليه و سلم إذا نتبرك ببول الأولياء و يقرّب ما يفعله الأولياء بالبول على الجماهير و يتبرّكون ببوله كما ورد ذلك عن البدوي كان يخطب و يبول على الناس وهو يخطب , الناس تتلهف على بوله و يأخذونه و يتبرّكون به ,يريد أن يفتح بابا للصوفية بان البول  يجوز التبرك بالبول و هذا مشهور عند الصوفية, كما يفعل الشياطين يبول بعضهم على بعض و يخطبون عراة و هذا من أفعال الصوفية المبتدعة و قال أيضا بأنّ البنوك حلال و غير ذلك من فتاوى المجامع الفقهية

حتى نسب أنّ بعض العلماء كانوا يشربون الحشيش و يزنون و أنّهم أولياء و أنّ ابن حجر كان يبيع الحشيش . علماؤنا حشّاشون عندهم !!!!



أردت أن أختصر جملة من الأقوال التي يقولها بعض الصوفية و غيره يقولون  أكثر من ذلك. بعضهم يقول ببناء القبور على الأضرحة , و هو يقول بذلك, بناء القبور في المساجد و هو مخالف لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و ما كان عليه الصحابة و إذا أراد أحدهم  أن يستدلّ بفعل قبر النبي صلى الله عليه و سلم فهو جاهل بالتاريخ و جاهل بالفقه و الحكام لأنّ النبي صلى الله عليه و سلم دُفن في بيته صلى الله عليه و سلم و هو لازال صلى الله عليه و سلم مدفونا في بيته , لم يخرج النبي صلى الله عليه و سلم من بيته إلى المسجد , هو  مدفون في بيته و بيته صلى الله عليه و سلم ضمّ خطأ إلى المسجد و بيته محاط بجدران . هذا من جهله أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه و سلم ما لم يقله و ما لم يفعله صلى الله عليه و سلم .



2.          مضاعفة الأجر و الثواب لهنّ:



       قال تعالى :" يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا  ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما  ( 31 ) )





3.    وجوب محبتهن و إجلالهنّ و تقديرهنّ:

      وجوب محبتهن و جلالهن و تقديرهن و لا يجوز لاحد ان ينتقص من احداهن لا سيّما عائشة و حفصة كما يفعل الرافضة و من فعل ذلك فهو من الهالكين فقد أُمرنا بعدم الخوض فيما شجر بين الصحابة .



أمّا الحجاب و عدم المصافحة فليس  من خصا ئص  نساء النبي صلى الله عليه و سلم بل يشمل كلّ النساء و إنّما كان نساء النبي صلى الله عليه و سلم هنّ القدوة لذلك آية الحجاب في سورة الأحزاب فصّلت و عمّت , قال تعالى :" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا "



تنبيه:

يعترض بعض مرضى القلوب من المنتسبين إلى الإسلام تبعا إلى ما أشاعه بعض أعداء الله من المستشرقين على ما خصّ اللهُ به رسوله صلى الله عليه و سلم عنّا من أنّه يجمع تحته أكثر من أربع نسوة و ذلك لأنّ الله أعطاه من القوّة و المقدرة على ذلك الشيء الكثير فقد كان يطوف على نسائه في ليلة واحدة و ليس رسول الله صلى الله عليه و سلم ببدع من رسل الله و أنبياءه فقد خصّوا بما خُصّ به نبينا صلى الله عليه و سلم و جمع بعضهم من النساء أضعافا مضاعفة مما صنعه النبي صلى الله عليه و سلم فقد صحّ عن سليمان عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام أنّه طاف على مائة من نسائه في ليلة واحدة لأنّه كان يريد أن يُولد له مائة فارس فلم يقل إن شاء الله فلم يولد له إلاّ خلفة و ذكر ابن الجوزي و غيره  من اهل العلم في التاريخ أنّه كان لسليمان عليه السلام ألف من النساء : ثلاث مائة من الحرائر و سبع مائة من الإماء و كان لداود عليه السلام مائة .



ونحن  عندما نقول ذلك لا نريد انتقاص أحد من الأنبياء بل نريد مدحهم كلّهم صلى الله عليهم أجمعين



و لنا في الإمام أبي الطيب بن الباقلاّني كما قال له أحد القساوسة : ماذا صنعت زوجة نبيكم؟ يريد –قبّحه الله – عائشة و ما رُميت به من حادثة الإفك فقال رادّا و مفحما له هما امرأتان عفيفتان مبرّأتان من كلّ سوء اتّهمتا بالفاحشة لم يكن لإحداهما زوج فأتت بولد و كان للأخرى زوج فلم تأت بولد فإن وقع في الذهن الفاسد غيبة على هذه فهو إلى تلك أولى و كلاهما مبرّأتان من الفاحشة و السوء , فبُهت الذي كفر و خاب و خسر ,يقصد المرأتان مريم و عائشة . يريدون انتقاص عائشة و يرمونها بالزنا و لكن قال له أبو الطيب أنّ مريم رُميت بالزنا و أنجبت ولدا و عائشة رُميت بالزنا و لم تنجب و كلاهما مبرّأتان فإن كنت تشكّ في عائشة فمن باب أولى أن تشكّوا في أمّ إلهكم فبهت  الذي كفر .



هذه هي خصائص زوجات النبي صلى الله عليه و سلم.



2)         مسألة : خير النكاح أيسره:





هذا الموضوع يُعتبر مقدمة لأحكام الزواج  و نبدأ بهذه المقدمة و بقول النبي صلى الله عليه و سلم :" خير النكاح أيسره" –الصحيح الجامع- حديث للنبي صلى الله عليه و سلم رواه أبو داوود و صححه الشيخ الألباني و قال عليه الصلاة و السلام :" إنّ من يُمن المرأة تيسير خطبتها و تيسير صداقها و تيسير رحمها" – حديث حسن- من يمن المرأة يعني من بركتها قال عروة رضي الله عنه :" و أنا أقول من عندي و من أوّل شؤمها أن يكثر صداقها –الصداق هو المهر-



هذه هي بداية كلامنا في الزواج هو المهر.



النبي صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث الصحيح أنّ من بركة المرأة تيسير الخطبة و تيسير المهر و تيسير الرحم ,

 تيسير الرحم يعني الولادة

و تيسير الصداق يعني المهر

 و تيسير الخطبة يعني أن تكون سهلة



و عروة بن الزبير رضي الله عنه يقول بأنّ من أوّل شؤم المرأة أن يكثر صداقها.



نقول هذا الكلام لأنّ الأخوات في بعض الأحيان تغالي في المهور و تطلب أشياء كثيرة جدا تُرهق الكاهل و يريدون بذلك قياس مدى مصداقية الزوج على القدوم على الزواج. في بعض الأحيان يحمّل الأب الزوج كثيرا من التكاليف و يريد بذلك إن كان الرجل صادقا و يريد أن يتزوج من ابنته فعليه أن يضحي .قال عمر رضي الله عنه لا تغلوا في صداق النساء فإنّها إن كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولى بها النبي صلى الله عليه و سلم و ما أصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم امرأة من نساءه و لا أُصدقت امرأة من بناته بأكثر من أربع مائة درهم أو خمسمائة درهم ,



 يعني كان أربعمائة أو خمسمائة أمر يسير عند النبي صلى الله عليه و سلم و قد زوّج النبي صلى الله عليه و سلم ابنته فاطمة عليّا بدرع مكسورة و زوّج رجلا بما معه من القرآن و كان ذلك يجعل الألفة تخيّم على المجتمع المسلم بدلا من الحقد و الضغينة



هناك عادات شديدة السوء في مجتمعنا خصوصا في الأوساط الريفية , بعد أن يأتي الزوج بالمهر من متطلبات البيت يأتي والد الفتاة بعربات و يُحمّل عليها المهر ثمّ تطوف في البلدة للإعلان بأنّ فلانة تزوّجت و هذا هو بيتها و يكسر ذلك قلب النساء الفقيرات اللاتي لا تقدرن على أن يأتين بنصف ذلك أو ربعه أو ثمنه , كانّهم يغيظون الجيران و هذا أمر قبيح و عادة سيّئة علينا أن نتخلّص منها خصوصا البيئة الملتزمة.



الأخت إذا كان أبوها يريد أن يفعل ذلك يجب أن تمنعه من ذلك و تقول أنا لا أريد هذه العادة السيئة . يطوفون البلد بالسيارات و يضعون كلّ الأثاث عليها حتى يرى الناس أنّ هذه المرأة جُهّزت بأشياء مميزة عن غيرها و كأنّ هذا من الفخر

 و هذا من السوء و ليس من الفخر



. بماذا يفتخرون ؟ يفتخرون بمخالفة النبي صلى الله عليه و سلم ,

 بمخالفة قوله صلى الله عليه و سلم بأنّ من يمن المرأة تيسير خطبتها و من خير الزواج أن يكون يسيرا . زوّج النبي صلى الله عليه وسلم  فاطمة ابنته خير نساء الدنيا و الآخرة بدرع مكسور و ليس بدرع سليم





فهذا عادات تخالف سنة النبي صلى الله عليه و سلم و تخالف الالتزام الذي أخذته المرأة على نفسها و أنا أظن و الله اعلم أن هذه العادات الذي يتسلط فيها هو النساء , الأمهات, و هذا ممّا يرثونه من الحقد و الحسد و البغض و الضغينة ,أنّ بعض الناس يريدون أن يظهروا بمظهر معين أمام الناس و يفعلون ذلك من أجل هذا المظهر و أنهم يريدون بحقدهم و ضغينتهم أن يكيدوا بعض النساء الأخريات و هذا مخالف و يجب أن يكون للأب في ذلك وقفة فالأب هو القيم , قيّم البيت لا بدّ أن يقيمه على سنة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و أن يقيمه على الصراط المستقيم  و حتى لو أنّ زوجته فعلت فعلا خطأ لا بدّ له أن يقوّمها و يقوّم بناته و أولاده على السنة.





قال الله عز و جل " وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :" أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى



قال تعالى :" إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ " و ذكر أبو بكر الجصّاص قول عمر رضي الله عنه " ما رأيت مثل من يُجلس أيّما بعد هذه الآية وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ التمسوا الغنى  في الباءة  يعنى الزواج  .



و عنون البخاري باب تزويج المعسر , رجل فقير و امرأة فقيرة كيف تتزوج قال إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ و محلّ ذلك أنّ الفقراء في الحال لا يمنع  التزويج لاحتمال حصول الحل في المآل و الله اعلم



 و المجتمع الإسلامي لا بدّ أن تكون هذه عادته و هي تيسير الزواج .و الدولة الإسلامية لا بد ان تحرص على هذا و هو  أن تيسر الزواج على الناس.



عن سهل رضي الله عنه قال :" مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما تقولون في هذا ) . قالوا : حري إن خطب أن ينكح ، وإن شفع أن يشفع ، وإن قال أن يُسمع . قال : ثم سكت ، فمر رجل من فقراء المسلمين ، فقال : ( ما تقولون في هذا ) . قالوا : حري إن خطب أن لا ينكح ، وإن شفع أن لا يشفع ، وإن قال لا يُستمع إليه  . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا خير من ملء الأرض من هذا )



–البخاري في صحيحه- قال الله تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ و قال النبي صلى الله عليه و سلم إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه ، فزوجوه . إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض  -الترمذي ,قال الالباني حسن صحيح-



 فهذه مسؤولية الآباء و مسؤولية الأمهات في تيسير الزواج .



نقف وقفة مع خير البرية محمد صلى الله عليه و سلم و كيف كان النبي صلى الله عليه و سلم يُمهر نساءه و بناته ؟



صداق أم حبيبة:



عن عروة عن أمّ حبيبة أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش فمات بأرض الحبشة فزوّجها النجاشي  رسول الله صلى الله عليه و سلم و أمهرها أربع ألاف دينار و بعث بها مع شرحبيل .

كانت مهور النبي صلى الله عليه و سلم أربع مائة درهم أما بالنسبة لأمّ حبيبة فالنجاشي هو الذي زوّجها و هو الذي أعطاها المهر فالنجاشي أعطاها أربعة آلاف و كانت أكثر زوجات النبي صلى الله عليه و سلم مهرا .



صداق النبي صلى الله علية وسلم مع نساءه



عن أب العجفاء السلمي قال: خطبنا عمر رحمه الله فقال ألا لا تغالوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية – ابو دواد و صححه الالباني- و الاوقية اربعون درهما.



عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سألت عائشة رضي الله عنها كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشا . قالت : أتدري ما النش ؟ قال : قلت : نصف أوقية . فتلك خمسمائة درهم .



فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه . –مسلم في صحيحه-



عن محمد بم إبراهيم قال: كان صداق بنات رسول الله صلى الله عليه و سلم و نساءه خمس مائة درهم , اثنتي عشرة أوقية أو عشر اوقية و نصف



عن ابن عباس قال : لما تزوج علي فاطمة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطها شيئا قال ما عندي شيء قال أين درعك الحطيمة؟ يعنى الدرع المكسور -ابو داود , قال الالباني حسن صحيح-



أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كانوا على سنة النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك , عن أبي هريرة قال : كان صداقنا إذ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا عشرة أواقي , أربعمائة درهم .





عن أنس بن مالك أنّ النبي صلى الله عليه و سلم رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة فقال ما هذا؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار ، قال : ( كم سقت إليها ) قال : زنة نواة من ذهب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أولم ولو بشاة )- البخاري في صحيحه-



نواة الذهب كم وزنها؟ عشرة أو عشرين جراما.



 الآن المرأة لو لم يأتها "بالشبكة" فقط اكثر من مائة و خمسين جراما يعني أكثر من أربعين ألف جنيه ستكون امرأة قد نقصت قيمتها و امرأة منحوسة الحظ . هذا أمر لا بدّ أن تترفع الأخت عنه و لا تقاس مقاييس الإرادة بالمال . كم من مريد لامرأة و ليس معه مال و بعض الاهالي يقيسون بمقياس المال و هذا أمر لا بدّ من تصفية القلوب منه فإنّ هذا الرجل يتزوج أغلى ما يصنع الإنسان . الأب يصرف على ابنته إلى غاية تخرجها ألوفا مؤلّفة , هو يبذل مهجته من أجل ابنته و للأسف الشديد إذا جاء لابنته من يصونها يرفضه من أجل هذا المال , كأنّه يريد أن يبيع ابنته بشيء و كأنّه يريد أن تبقى مقاييسه هو متواصلة مع أنّها مقاييس خاطئة , مقاييس إن البنت صُرف عليها المال إذا الذي يأتي ليتزوجها يجب أن يصرف عليها كما صرف هو .





عن انس رضي الله عنه أنّ أبا طلحة خطب أمّ سليم رضي الله عنها فقالت يا أبا طلحة ألست تعلم أنّ إلهك الذي تعبد خشبة نبت من الأرض نجرّها , إن أنت أسلمت لم أرد منك من الصداق غيره قال حتى أنظر في أمري قال فذهب ثمّ جاء فقال أشهد أن لا إله إلاّ الله و أشهد أنّ محمدا رسول الله قالت يا أنس زوّج أبا طلحة و كانت أمّ سليم أكرم النساء صداقا.



 امرأة باعت نفسها لله . امرأة كانت مسلمة و أسلمت جاءها أبو طلحة و كان رجلا كافرا و مثله لا يردّ و هذه المرأة الإسلام يجري في دمها قالت له أتعلم أنّ إلهك الذي تعبد خشبة نبتت من الأرض نجرها؟ إن أنت أسلمت لم أرد منك من الصداق غيره فأسلم فكان هذا صداقها رضي الله عنها , صداقها الإسلام .



فاطمة بنت النبي صلى الله عليه و سلم , ماهو جهازها؟



 ننظر جميعا إلى جهاز فاطمة سيدة نساء العالمين , جهّزها أبوها صلى الله عليه و سلم لتدخل بيت الزوجية . قالت أمّ أيمن :" وليت جهازها ,جهاز فاطمة, فكان ممّا جهّزتها به مِرفقة –وسادة أو مخدّة- من أُّدم –جلد- حشوها ليف –ليف نخل- و بطحاء رمل مفروش. هذا فقط؟ يعني ما هو جهاز فاطمة وسادة؟ و سادة ليس فيها قطن بل ليف و رمل  .





عن دارم بن عبد الرحمن بن ثعلبة الحنفي قال حدّثني رجل أخواله الأنصار قال أخبرتني جدّتني أنّها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة إلى عائشة , أهديت في بردين –أهديت يعني أوصلوها إلى زوجها في ثوبين و هذا كان جهازها  وسادة من جلد و محشوة بليف النخل و رمل  و هذا الرمل مفروش في البيت و كانت تلبس ثوبين عليهما حليّ أملس من فضّة مصفّران من زعفران فدخلنا بيت عليّ فإذا إهاب –يعني جلد- شاه على دكّان – يعني دكّة مبنية من طين  التي ينام عليها- للجلوس عليها كالمصطبة – الكنبة عبارة عن مصطبة – و وسادة فيها ليف و قربة سقاء فيها ماء و منخل –و هو الغربال- و منشفة و قدح –إناء يؤكل فيه – هذا هو بيت علي رضي الله عنه . قال علي لقد تزوجت فاطمة و ما لي و لها إلاّ جلد كبش ننام عليه بالليل و نعلف عليه بالناضح بالنهار – الناضح هو الابل فهما يضعانه على ظهر البعير حتى يركبا عليه- و ما لي و لها غير خادم غيره



عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة –قماش- ووسادة قطن حشوها ليف ورحى وسقاء وجرتين –الجرة إناء من فخار- فقال علي لفاطمة ذات يوم والله لقد سنوت –يعني سقيت- حتى لقد اشتكيت صدري وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه أى أطلبى منه خادم قال على لفاطمة ذات يوم أن النبي أوتيا بسبي يعنى رقيق فقالت وأنا والله لقد طحنت حتى مجلت-يعني تورّمت-  يداي فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما جاء بك أي بنية قالت جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله ورجعت فقال علي ما فعلت قالت استحييت أن أسأله فأتياه جميعا فقال علي يا رسول الله والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري( يعنى يشيل الماء إلى أن تعب ) وقالت فاطمة لقد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا فقال والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفّة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم و لكنّي أبيعهم  وأنفق عليهم أثمانهم –الترغيب و الترهيب-



كان النبي صلى الله عليه و سلم شفيقا بالأمة و لم يقدّم النبي صلى الله عليه و سلم مصلحة أبناءه على مصلحة الأمّة فكلّ الأمّة أبناؤه صلى الله عليه و سلم فلم يقبل صلى الله عليه و سلم أن  يُخدم فاطمة و يترك أهل الصفة جوعى و ليس معه مال صلى الله عليه و سلم فباع هؤلاء العبيد و اشترى لأهل الصفة أكلا فرجع علي و فاطمة فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما ( نائمان )  إذا غطت رءوسهما تكشف أقدامهما وإذا غطت أقدامهما تكشفت رءوسهما فثارا فقال مكانكما ثم قال ألا أخبركما بخير مما سألتماني قالا بلى قال كلمات علمنيهن جبرائيل فقال تسبحان الله في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا فإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين قال علي رضي الله عنه فو الله ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال له ابن الكواء أحد تلامذته ولا ليلة صفين فقال قاتلكم الله يا أهل العراق ولا ليلة صفين و ليلة صفين كانت ليلة حرب و شدة و بالرغم من هذا لم يدع الذكر رضي الله عنه .



هذه بنت سيّد البشر محمد صلى الله عليه و سلم , هذا جهازها و هذا موقف أبيها منها لمّا طلبت خادما ليس ترفّها و لا من الكماليات و إنّما لأنّ يدها تورّمت من الطحن و اشتكى زوجها من آلام صدره من كثرة سقي الماء و مع ذلك كان النبي صلى الله عليه و سلم كان شفيقا على الأمة .



قال ابن حجر في هذا الحديث:" أنّ من واظب على الذكر عن النوم لم يُصبه إعياء لأنّ فاطمة شكت التعب من العمل فأحالها على هذا الذكر و أفاد ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية و قال ابن حجر و فيه نظر  و لا يتعين رفع التعب بل يحتمل من واضب عليه لا يتضرر بكثرة العمل عليه و لا حصل له التعب و الله اعلم .



و من الصحابة من كان في شظف العيش و شدة الحال و أنّ الله تعالى حماهم  الدنيا مع امكان ذلك صيانة لهم من تبعاتها و تلك سنة أكثر الأنبياء و الأولياء و أيضا قال ابن حجر أنّ النبي صلى الله عليه و سلم لم يدخل على علي و فاطمة بدون إذن و قال علي :" و لقد أتانا و قد دخلنا فراشنا فاستأذن علينا فخششنا لنلبس علينا ثيابنا فلمّا سمع منّا ذلك قال كما أنتما في لحافكما  قال و في الحديث إظهار غاية التعطف و الشفقة على البنت و الصهر و نهاية الاتحاد برفع الحشمة و الحجاب حيث لم يزعجهما عن مكانهما فتركهما على حالة اضطجاعهما حتى بالغ و ادخل رجله بينهما و علّمهما  الذكر عوضا عمّا طلباه من الخادم .



هذا هو حال فاطمة رضي الله عنها و حال أمهات المؤمنين و إن شاء الله نكمل في المرة القادمة البساطة في بيت النبي صلى الله عليه و سلم و بيت الصحابة و التابعين

سبحانك اللهم و بحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك








هناك تعليق واحد:

  1. كلامك فارغ وقوعك على الصوفية مضحك جدا الوهابية لما رأوا اجتماع الأمة الإسلامية على الصوفية دونهم غاظهم ذالك وأخذوهم ألد أعدائهم قل مواتو بغيظكم

    ردحذف