>

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

الدرس الخامس------------ تابع شروط العبادة :-




ما زال حديثنا موصولا عن العبودية وهي وظيفة العمر والإجابة عن السؤال الفطري لماذا خلقنا الله وذكرنا العبودية ومعناها وشمولها وذكرنا أركانها وهي كمال الحب مع كمال الذل

شروط العبادة :-
ذكرنا أول شرط من شروطها وهو الإخلاص.
الشرط الثاني من شروط قبول العبادة المتابعة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم
الحقيقة أن قضية المتابعة رغم انه أمر في غاية الوضوح وفي غاية الخطورة إلا انه من الأمور التي حدث فيها خلل لاسيما بعد غربة الدين .
 ما معنى متابعة النبي صلى الله عليه وسلم:
بداية ما هما الشهادتين شهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله
معنى اشهد أن لا اله إلا الله أي لا اعبد إلا الله  اشهد أي انه أمر في غاية الوضوح أي انه ليس هناك معبود اتجه إليه بالعبادة إلا واحد هو رب العالمين.
معنى اشهد أن محمد رسول الله يعني اشهد أي أرى بوضوح كمن يشاهد أنه ليس  هناك  إلا طريق واحد أصل به إلى المعبود الواحد فمعنى الإتباع أي توحيد الطريق الموصلة إلى الله تعالى.
فكل الطرق الموصلة إلى الله تعالى مغلقه إلا طريق النبي صلى الله عليه وسلم
اشهد أن لا اله إلا الله أي أني لا اتخذ معبودا إلا اله واحد وهو الله واشهد أن محمد رسول الله أي لا اتخذ طرقا يوصلني إلى معبودي إلا طريق النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ملخص الأمر
الله تعالى قال  "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "(31)آل عمران
وقال أيضا" مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا "(80)النساء
وقال" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "(63)النور
قال الإمام احمد (أتدري ما الفتنه لعله إن خالف آمره أن يزيغ قلبه فيهلك )أي يقع في قلبه شك.والعياذ بالله أن هذا الكلام باطل
وصح عن السيدة عائشة رضي الله عنها حديث في صحيح مسلم وهو الحديث المشهور الذي يعتبر من أعمدة الدين ذكره النووي في الأربعين النووية وغيرة وهو "من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي مردود عليه
فيما يتبع النبي صلى الله عليه وسلم : (في كل شيء)
1_العقيدة: من اراد ان يعرف الإيمان وان يؤمن إيمانا صحيحا فليؤمن كما امن النبي صلى الله عليه وسلم في سواء في الأسماء والصفات والربوبية و الإلوهية وسائر أركان الإيمان يؤمن كما امن النبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى" فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ "(138)البقرة
الإيمان بمثل ما امن به النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته
لذلك في حديث معاوية الذي أخرجه الحاكم وصححه الشيخ الألباني "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقه واختلفت النصارى على ثنتين وسبعين فرقه وستفترق امي على ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار الا واحده "قال" ما عليه انا اليوم واصحابي" وفي رواية أخرى الجماعة ثلاث وسبعون طريق او مسلك كلها يؤدي إلى طريق الهلاك إلا مسلك  طريق النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة وهم من شهدوا التنزيل وعملوا به وحفظوا هذه السنة.
 إذا أول مجال لإتباع النبي صلى الله عليه وسلم مجال العقيدة.
لذلك كان العلماء قديما يسمون كتب الاعتقاد كتب السنة . فمثلا عندنا السنة لابن أي عاصم والسنة للببهاني والسنة للخلال ما معنى السنة لو فتحت الأخت أي كتاب منهم لوجدتها تتحدث في أمور الاعتقاد وأسماء الله وصفاته والرد على الفرق المبتدعة وسائر الإيمان والقدر.
2_ اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات:     
العبادات الظاهرة أي الصلاة والصيام والزكاة والحج والصدقة والذكر كل هذه تسمى عبادات ظاهرة
 هذه العبادات ينبغي للفرد إذا أراد أن يفعلها أن يتبع النبي صلى الله عيه وسلم ولا يقدم على هديه هديا. بمعنى :-
بعض الناس يقدم على طريق النبي صلى الله عليه وسلم شيء يسمى الذوق أي انه يرى انه عندما يذكر الله باللفظ المفرد أو بالضمير المفرد يعني الله الله أو بالضمير المفرد هوهوهوهو  يرى انه يذوق بعض الأحوال الإيمانية يسمونها الوجد أي انه يجد في قلبه شيء من ذلك فيقدم الأذواق والوجد على قول النبي صلى الله عليه وسلم.
مثلا النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصلاة الجماعة للرجال يقول انه إذا صلى منفردا يشعر بزيادة إيمان او يشعر أن إيمانه مرتفع أكثر هذا غير متبع للنبي صلى الله عليه وسلم. أي لابد ألا يقدم ذوقا او وجدا على قول النبي صلى الله عليه وسلم
البعض يقدم أقيسه عقلية فاسدة على قول النبي صلى الله عليه وسلم يعارض الأدلة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأقيسة الفاسدة.
القياس في مقابلة النص يسمى فساد الاعتبار.
القياس هو إلحاق فرع بأصل بجامع بينهم وهو العلة مثلا عندي الأصل وهو الذي فيه نص واضح وعندي فرع الذي لم يرد فيه نص وبينهما علة وصف ظاهر منضبط وصف مشترك في الاثنين فالفقيه بنقل حكم الأصل لحكم الفرع.
 مثال : النساء شقائق الرجال هذا نص إن يساوي بين النساء والرجال في الحقوق والواجبات فإذا جاء رجل وقال نساوي بينهم في الميراث كما نساوي بينهم في الهبه نساوي بينهم في الميراث نقول له ان هذا القياس في مقابل نص الله تعالى يقول" لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ" اذا القياس فاسد يسمى فساد الاعتبار لكن متى نقيس عندما لا يكون عندنا نص في المسألة فبعض الناس يقدم الاقيسة العقلية  على النص.
فالفريق الأول الذين يقدمون الأذواق والمواجيد هم الصوفية.
والفريق الثاني الذين يقدمون الأمور(الاقيسه)  العقلية  هم من يسمون بالعقلانيين وهذه تسمية خاطئة لان من تمام العقل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. فأولا نبحث  هل هو رسول من عند الله ام لا فطالما انك امنت انه رسول من عند الله العقل يقتدي ان يسلم له طالما انك امنت وصدقت انه رسول فالعقل يدلني على ان اتبع كل ما جاء به هذا الرجل هذا هو العقل الصحيح
 ولكن من يسمون بالعقلانيين او مدرسة المعتزلة التي تقول نقدم العقل على النقل فهذه مدرسة فاسدة هل هناك معركة بين العقل والنقل هل يتصور أن يكون هناك خلاف بين العقل والنقل.
لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية له كتاب رائع اسمه "درأ تعارض العقل والنقل" أي انه لا يوجد تعارض أصلا.
مثال اذا كنت جالسا في غرفة مغلقة لا استطيع أن أرى ما في الشارع هل أوصف أنا بالعمى ولو حاولت وانا جالس في هذه الغرفة المغلقة ان انظر لما في الشارع سأضيع وقتي وابذل من طاقتي واصرف حاسة النظر في غير ما تستطيع فعله او في غير ما هيئت له او في غير ما خلقها الله من اجله وهذا هو ما يحدث بالفعل الله سبحانه وتعالى خلق لي عقل استطيع به ان استنتج واستنبط الامور والمقدمات على نتائجها وغير ذلك فيما يدخل داخل دائرة العقل اما امور ليست من المشاهدة امور غيبيه امور مثل الاسماء والصفات ومن عالم الغيب الذي لم اره تماما والذي لم يصلني إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف لي ان اعمل عقلي في أمر لا استطيع تحصيل أدواته أو مقدماته .
فأدوات العقل الحواس الخمسة فعندما أتحدث عن الغيب أي أدوات من هذه الحواس استطيع ان اعملها في هذا الغيب ؟ لا شيء أي اني حينما اتحدث عن اسماء الله او صفاته او اتكلم عن احوال

الجنة
 ما هي الحواس التي أدركت هذه الأمور. هل رأيته هل لمسته لم افعل شيء من ذلك وهذه هي أدوات العقل التي يعمل بها.
فالمعتزلة او الذين يسمون انفسهم بالعقلانيين يدخلون العقل في معركة خاسره لذلك اهل السنه اكثر من يوقرون العقل ويبجلونه لأنهم يضعونه في منزلته.
أرئيتم لو انا اتينا بطالب في الصف الأول الابتدائي  وحاولنا ان نعطي له مسألة في المحددات او مسائل الجبر والتفاضل التي يدرسوها في الثانوية العامة نحن هكذا نستهزئ بهذا الطالب ولا نعلمه ما ينفعه ونضيع جهده لكن لو اننا علمناه اولا الأرقام والجمع والطرح يكون نافع له. لذلك نحن نقول الأمور الغيبية لها حل فالإيمان بأسماء الله عندما نقول انها لا كيف لها لا نقول انها لا كيف لها بل لا كيف لها نعلمه فالكيف مجهول ليس معلوم لنا ولكي نعلمها لابد ان نكون رأينا الله سبحانه وتعالى ونحن لم نره  لذا فلا تعارض هنا بين العقل والنقل ولكن بعض الناس يحاول أن يصنع هذه المعركة الوهمية ويحاول ان ينتصر فيها للعقل
وحقيقة هؤلاء أنهم دخلوا في مناهج باطله أتوا بكتب الفلسفة اليونانية عندما فتحت بعض البلدان مثل قبرص فترجموا كتب الفلسفية وبدأوا يعتمدوا عليها بنوع من الانبهار وهذا هو مكمن الداء إننا حاولنا أن ننصر الدين بطريقة غير الطريق الذي شرع لنا.
هم يقولون أننا نحتاج الى طريقة أخرى نتعامل بها مع الكفار والمشركين لنقنعهم بالإسلام غير طريق القرآن والسنة لماذا؟
 يقولون ان هذا القرآن تحاور به من يؤمن به لكن هؤلاء لا يؤمنون بالقران فاذا لابد ان أحاوره بالحجج العقلية
 اذا سنسألك سؤال النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى امة مسلمه ام مشركة؟
 كان يخاطب مشركين .اقام عليهم الحجه ام لم يقيمها؟ اقامها عليهم الحجة بدليل انه استباح دمائهم وأموالهم الا فانّا له ان يقاتلهم ان لم يقم عليهم الحجه. وما الحجه التي اقامها عليهم ؟ هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث بمنطق أرسطو كان يستخدم نظريات أفلاطون ام كان يقيم الحجه التي انزلها الله عليه؟ فقال تعالى "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ" فكانت حجة الله على خلقه ما انزل عليهم من الكتاب والسنه.
اما كونهم غير مؤمنين فنحن نقول ان القران ليس نصوص جامدة لا معنى لها حتى اذا كان من احاوره يكذب فسأسأله سؤال سأتلو عليه ايه واسأله ما رأيك في هذا الكلام؟ كما في حديث عند البخاري حديث حبير بن مطعن بن عدي يقول "وافيت المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب في سورة الطور حتى وصل الى قوله تعالى" أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" قال فكاد قلبي ان يطير" لما سمع الآيات والآيات فيها معاني فلما خاطبت قلبه ادخله الإسلام فهذا ما نتحدث عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمعهم كلام الله وهو يتحدث عن حقائق كونيه وتعاقب الليل والنهار وقصص الأولين وبعض المعجزات وغيرها  فهذا يوجب الإنسان ان يصدقه.
اذا مسألة الجنوح او الاعتماد على بعض المذاهب المخالفة الفلسفية او غيرها فهذه المسائل الفلسفية التي استجرت منها كالمستجير بالرمضاء من النار فأنت تركت القرآن والسنة المنزل من رب العالمين كلام منزل من لدن حكيم عليم "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"  " وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا"  ولما وجدنا أناس وثنيين وعقولهم عقول فاسدة يقومون بوضع هذه النظريات بأهواء أيضا فاسدة وعمدنا إلى هذه الأمور وتعاملنا معها انها أمور قطعية وجعلناها هي الموازين التي نزن بها كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا أيضا مذهب فاسد وهو المذهب العقلي وهي تسمية خاطئة فالواقع انها تخالف العقل وللأسف تجد في هذه الأيام من يمثل هذه المدرسة وتجدهم يتكلمون عن الإسلام بطريقة جيده في مقابل العلمانية ومقابل الليبرالية وهكذا ولكن عندما تحدثه عن تفاصيل الإسلام  تجده مثلا يمدح في الباليه ويقول انه فن راق جدا وان المرأة التي تلعب الباليه إنسانه رقيقه جدا نسأله سؤال هل أنت عندك شك ان هذا الباليه بموسيقاه وهيئته أمرلا يصح شرعا  تجده يقول العقل يقول وهذا جمال يخاطب الروح والناس ولا يريد ان يلتزم بالأدلة الجزئية ولا يلتزم بالأحاديث تأتي له بالحديث في البخاري ومسلم ويقول هذا الحديث غير صحيح لماذا هل انت بحثت في السند؟ يقول انا لا احتاج ان ابحث في السند أنا أرى ان هذا الحديث يخالف العقل .
فهذه مدرسه بدأت من القديم على يد المعتزلة وما زالت تؤتي ثمارها الخبيثة إلى الان في صور مختلفة .
فهذا أيضا مما يخالف الإتباع إتباع الاقيسة الفاسدة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
3_هناك من يقدم اقوال العلماء واقوال الفقهاء على قول النبي صلى الله عليه وسلم  وهو ما نسميه التقليد المذموم الله تعالى قال تعالى  " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" فقسم الناس إلى قسمين قسم اهل ذكر وقسم لا يعلمون فكل منا إما من أهل الذكر وإما من الذين لا يعلمون ولكي يكون من أهل الذكر لابد له من أمرين أولا العلم ثانيا التقوى أو الاستقامة أو العلماء يقولون العدالة أي يكون عنده علم عنده أدوات الاجتهاد وهو أمر يحتاج تحصيل أن يكون حافظ للقران مثلا أو يكون عالم بالأمور التي تتعلق بالقران كالناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد  وملم بأحكام اللغة العربية  وملم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصول الفقه وأصول الحديث وأصول التفسير بأن يكون معه الأدوات التي سيعمل بها.
الآن تجد من ليس لديه حصيلة من العلم ويقول اجتهدت في هذه المسألة وهى كذا نقول له  ما هي الأدوات التي تملكها وعلى أي أساس اجتهدت والقياس على هذا كمن يريد ان يعمل عملية في المخ أو قلب مفتوح هل هذا امر مستحيل؟ لا ليس بمستحيل هناك اناس يستطيعون فعلها ولكن من هم من يستطيع ان يقوم بعمل عملية قلب مفتوح او عملية في المخ  رجل اخذ كلية طب ثم الماجستير ثم الدكتوراه ثم التدريب العملي المكثف ليصل إلى هذه المرحلة هل يصلح ان يأتي رجل مثقف من عموم الناس ويدعي انه يستطيع ان يقوم بعملية قلب مفتوح بالطبع لا .
هذا هو ما يحدث الآن رجل لا دخل له بأي شيء معلوماته عن التدين سطحية جدا ويقول اجتهدت سبحان الله كيف اجتهدت وما أدواتك في هذا الاجتهاد لا شيء وهذه هي المشكلة.
فلكي يكون من اهل الذكر لابد ان يكون من اهل العلم ومحصل لشروط الاجتهاد وهذه المسألة من أراد ان يستزيد فيها في كتب أصول الفقه في الجزء الرابع يتحدث عن الاجتهاد وأحكام المجتهد وشروطه .
 النوع الثاني : الذين لا يعلمون الله تعالى أخبرك ان تسأل اهل الذكر وهذا ما تدين به أمام الله سبحانه وتعالى  مثلا انا الان لا اعلم ماذا افعل؟ اسأل اهل الذكر من أهل الذكر ودعك من المقولة المشهورة ( الزقها في عالم تطلع سالم) لكن اهل الذكر الذي تدين امام الله عز وجلا فعلا من اهل الذكر أي من اهل العلم والاجتهاد  لذا الفقهاء يقولون ان المقلد او العامي مقلد في كل مسائله الا في مسألة واحده وهي مسألة اختيار من يقلده .
 وهذه بها عدة امور الأمر الاول من يخرج ليدلس على الناس ويلبس عليهم الأمور ويظهر لهم انه عالم وهو ليس بعالم  فهذا أمر خطير لأنه يفتي في دين الله بغير علم كما في الحديث كما قال النبي صلى الله عليه وسلم « مَن أُفتي فتوىً من غير ثبتٍ فإنما إثمُه على مَن أفتاه » لذا ننصح الأخوات بعدم التسرع بالفتوى فلو قدرنا قدراً كلمة لا ادري سنسلم فهي كلمة فيها فلاح فهي نصف العلم.
 وهذا هو القسم الاول والقسم الثاني كما قلنا الذين لا يعلمون وهم المقلدون يقلد من يثق في دينه ولكن فيما يقلده ؟
يقلده ان هذا هو حكم الله في المسألة مثال امرأة أرادت ان تسافر إلى الحج هل يجوز السفر بدون محرم المسألة خلافيه ماذا تفعل تنظر من أوثق أهل العلم عندها او العالم الذي اتفق فيه شرطين صفة العلم وشرط التقوى او العدالة وتسأله انا ظروفي كذا وأريد كذا ما حكم الله في هذه الحالة.
فالمستفتي يسأل عن رأي حكم الله و شرعه في هذه المسألة لا عن رأي المفتي فهو ليس له حكم وهذا تجده في الباب الأول في أصول الفقه الحاكم هو الله ولكن ما دور الفقيه اذا؟ دوره تبيين حكم الله في المسألة فقط اما الذي يحكم والذي يعطي للأشياء صفة الحل والحرمة ويعطي للأشياء احكامها هو رب العالمين فقط.
وهذا معنى ان الحكم الا لله لذا نحن نقول ان القضاء الوضعي شرك او كفر لماذا؟
لان الله يقول ان من يسرق تقطع يديه هذا حكم لا احد يملك ان يقول هذا الحكم الا الذي خلق البشر " أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ" فلو جاء احد وقال سنضع قانون يقول ان من يسرق نسجنه ستة أشهر ماذا نقول له؟ " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ" وهذه خطورة مسألة الحاكمية ان فيه مضاهاة للربوبية .
لذلك عدي بن حاتم حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم((يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك.)) قال: فطرحته وانتهيت إليه وهو يقرأ في سورة براءة، فقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ} قال: قلت: يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم! فقال: ((أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قال: قلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم.))
اذا الحاكم هو الله سبحانه وتعالى والعالم او الفقيه او المجتهد هو المبين لحكم الله او الكاشف لحكم الله والمقلد او العامي يسأل عن حكم الله في المسألة فالتي أرادت ان تحج تذهب الى العالم وتقول ما حكم الله في هذه المسألة ؟ يقول لها مثلا لا يجوز هذا الأمر لا يجوز بدون محرم  بدليل حديث النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري "لا يحل لامرأة أن تسافر ثلاثاً إلا ومعها ذو محرم منها" فهذا ما ستتعبد لله به حكم الله في المسألة.
بعض الناس يقدم فتاوى العلماء على قول النبي صلى الله علية وسلم مثلا ما حكم الغناء؟
 الغناء حرام وهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم في حديث في البخاري "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" وحديث النبي صلى الله عليه وسلم "في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف " فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ، ومتى ذلك ؟ قال : " إذا ظهرت المعازف وكثرت القيان وشربت الخمور » والنبي صلى الله عليه وسلم عن صوت المزمار وأحاديث كثيرة ومن أراد الاستزادة فعليه بكتاب "تحريم أدوات اللهو والطرب" للألباني.
انظر الى كل هذه الادلة وجل العلماء من لدن النبي صلى الله عليه وسلم جل العلماء لم يخالفوا هذه المسألة وفي الزمن المتقدم لم يخالف الا ابن حزم ونفر يسير جدا فيأتي احدهم ويقول سمعت للشيخ يوسف القرضاوي يقول بحله فتأتي اليه بالأدلة ويتيقن  و أتضح في ذهنه فعلا ان هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لا القرضاوي عال كبير وانا لا استطيع مخالفته وهنا تكون المشكلة. المشكلة تقديم قول فقيه على سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
لذا كان الامام الشافعي يقول "اجمع اهل العلم انه من استبان له سنة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يحل له ان يدعها لاحد كائن من كان"
ويأتي ويقول هل تتوقع ان القرضاوي لا يعلم هذا الكلام كم عمرك انت والقرضاوي عمره خمسون سنة تقريبا قضاها كلها في تعلم العلم . نعم لكنه بشر مع علمه هو بشر  وهذا مثال في مسألة المعازف .
فالإتباع ألا أقدم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم قول فقيه أو قول عالم مهما  استبان له الأمر ولكن من لا يستبين إليه لا بأس.
ولكن هناك من يستفتي من يكون مشهور عنه التساهل وهو يعلم أنه سيتساهل في فتواه ولا يفتيه الفتوى الصحيحة  فهذا أمر بينك وبين الله عز وجل .
بعض الناس يقدم المنامات والرؤى على قول النبي صلى الله عليه وسلم وهذه مشكلة كبيرة فالمنامات والرؤى لا يؤخذ منها أحكام شرعية وفي حديث الترمذي حديث أبي هريرة «الرؤيا ثلاث فرؤيا حق ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه ورؤيا تحزين من الشيطان فمن رأى ما يكره فليقم فليصلَّ»، وكان يقول: «الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين من النبوة»
كيف يعرف الإنسان الفرق لا يعرف الا بعد وقوع الرؤيا افترضنا أن واحد امتحن ولم تظهر النتيجة بعد ورأى رؤيا انه رسب في الامتحان فهذه الرؤيا قد تكون تحزين من الشيطان من الممكن ان تكون ما يهم به الرجل في يقظته فيجده في منامه  أي من كثرة حديثه لنفسه رأى هذه الرؤيا ومن الممكن ان تكون رؤيا حق وانه سيرسب حقا كيف نعرف إذا .
فالرؤى والأحلام لا يؤخذ منها أحكام فتجد أخت تقاطع أخت لأنها رأت ان هذه الأخت لا تحب لها الخير فهذا لا يصح بالطبع نترك واجبات من التواصل والمحبة في الله أو أن نفعل محرمات كالغيبة او الهجر او النميمة او سوء الظن بالمسلمين.علشان رؤيا
وبالطبع الرؤى تختلف بتفسيرها وتأويلها وهذا أيضا من الأخطاء ان كثيرا من الناس يعبر الرؤى وألان هناك قنوات خاصة على حد علمي فيما بلغني ان هذا الذي يفتي يسأل صاحبة الرؤيا عن أحوالها في البداية افترضنا ان هناك واحدة لم تنجب بعد فيكون تأويل الرؤيا إنها ستنجب وهذا خطأ لان هذه أمانه وهذا علم فقال تعالى  "وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ" وقال تعالى  " أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ " أي ان الرؤيا علم فلا تتصدى لتأويل الرؤيا وحتى اذا أولت فهو ليس امر قطعي لنبني عليها أحكام فضلا بأن تكون هذه الرؤيا تخالف حكم شرعي فنقدم الرؤيا او المنام على هذا الأمر كما يوجد عند الصوفية وما فيه عدم توقير لنصوص الشريعة.
فهذه هي مجالات الإتباع  في العقائد وإتباعه في العبادات وفي المعاملات وفي العقوبات والحدود.
وهذا الإتباع هو ما نسميه بتطبيق الشريعة كل شيء نحتاجه الآن في حياتنا لله فيه حكم فهذا الأمر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم اما قولا بالنص واما الاستنباط او القياس على نصوص أخرى.
فائدة الإتباع أن العمل الذي يخالف الإتباع  كأنه لم يعمل فهو مردود على صاحبه " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فترى الإنسان ينصب ويتعب ولكنه في غير سنه وفي غير إتباع فيرد على صاحبه لأنه  بدعه يرد عليه عمله كأنه لم يعمل بل ان يؤزر
 ولذلك ابن مسعود رضي الله عنه  دخل المسجد في الكوفة فرأى حلقًا، وفي وسط كل حلقة كومًا من الحصى، ورجل قائم على كل حلقة يقول لهم : سبحوا مئة فيسبحون مئة . احمدوا مئة فيحمدون مئة، كبروا مئة، فيكبرون مئة؛ فقال لهم ابن مسعود رضي الله عنه : يا قوم ! والله لأنتم على ملة هي أهدى من ملة رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو مفتتحو باب ضلالة راوي الحديث يقول فوجدت عامة هؤلاء ممن يطآعنون علي رضي الله عنه يوم النهروان أي أنهم كانوا من الخوارج.
فينتبه لهذا الامر ان خطورة الإتباع انه شرط من شروط العبادة  فالعبادة التي تخلوا من الاتباع  لا تخلوا من الابتداع ويكون فيها هوى ويكون فيها رد والعياذ بالله.
ايضا من اهمية الاتباع انه يقطع الخلاف ويحل مشكلة الخلاف فمن المشاكل التي تؤرقنا الخلاف بين المسلمين الخلاف الحادث بين المسلمين ونجد الناس لها مذاهب شتى في علاج قضية الخلاف فمن مشرق ومغرب احدهما يفتح الباب جدا والأخر يضيقه جدا نقول لا قضية الخلاف هذه قضية كما قال الله عز وجل "وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ "(10)الشورى حتى قضية الخلاف فما نختلف فيه ننظر ما حكم الله في هذه المسألة الله عز وجل قال "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" (59) النساء   والرد إلى الله أي الرد إلى كتابه والرد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي الرد إليه في حياته وبعد وفاته يكون الرد إلى سنته.
عن العرّباض بن سارية- رضي الله عنه- قال :وَعَظَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مَوْعِظَةً بليغةً وجِلَتْ منها القلوب وذَرَفت منه العيون قلنا: يا رسول الله كَأَنَّها موعظة مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا قال: ( أُوْصِيكُمْ بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ ، والسَّمعِ والطَّاعةِ ، وإنْ تَأَمَّرَ عليكم عبدٌ ، وإنَّهُ من يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرى اخْتِلافا كثيراً ، فعليكم بسُنَّتِي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عَضُّوا عيها بالنَّواجِذ ، وإيَّاكُمْ ومُحْدَثات الأمور، فإنَّ كُلَّ بدعةٍ ضَلالة)   قال الترمذي حديث حسن صحيح.
وفي هذا الحديث فائدة مهمة : اول فائدة "فعليكم بسُنَّتِي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عَضُّوا عيها " فجعل سنة النبي صلى الله علية وسلم وسنة الخلفاء  شيء واحد بضمير واحد أي ان مرجعهم سنه واحدة ثانيا انه عرض قضية الخلاف" وإنَّهُ من يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرى اخْتِلافا كثيراً" فما العلاج اذا
 أولا عليكم بسنتي عليكم اسم فعل أمر بمعنى الزموا  فالشاهد هنا ان علاج الخلاف إتباع السنة "عضوا عليها بالنواجذ" أي تمسكوا بها غاية التمسك.
 العلاج الثاني التحذير من البدع " وإيَّاكُمْ ومُحْدَثات الأمور، فإنَّ كُلَّ بدعةٍ ضَلالة"
فمن أراد حقا ان يجمع شمل المسلمين ويقلل الخلاف الحاصل بين المسلمين يلزم غرز النبي صلى الله عليه وسلم ويلزم إتباعه في كل شيء وهذا مقتضى شهادة ان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .


اذا الشرط الثاني من شروط العبادة هو الاتباع
 وهو مقتضى شهادة ان محمد رسول الله ومعناه توحيد الطريق الموصل الا الله أي اشهد انه ليس هناك طريق يوصل الى الله الا طريق النبي صلى الله عليه وسلم .
ومجالات اتباع
 النبي صلى الله عليه وسلم: يكون في العقائد وفي العبادات وفي المعاملات وفي الاخلاق وفي العقوبات والحدود.
صور مخالفة الاتباع:
1_ تقديم الذوق او الوجد على سنة النبي صلى اله عليه وسلم
2- تقديم الاقيسة العقلية الفاسدة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم
3_ تقديم الرؤى أو المنامات على سنة النبي صلى الله عليه وسلم
4- تقديم أراء العلماء والفقهاء على قول النبي صلى الله عليه وسلم بعدما استبانت  السنة هذا كله يقدح في قضية الإتباع.

اهمية الاتباع:-
1- إن من لم يحصله ترد عليه عبادته كان السلف يقولون "اقتصاد في سنه خير من اجتهاد في بدعه" أي أن الإنسان يعمل أعمال مقتصدة أي قليله ولكنها على السنة خير من اجتهاد في بدعة.
2- وسيلة تجميع شمل الأمه فمن أعياه حال المسلمين وأعياه الخلاف فليتبع قول النبي صلى الله عليه وسلم" وإنَّهُ من يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرى اخْتِلافا كثيراً ، فعليكم بسُنَّتِي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عَضُّوا عيها بالنَّواجِذ ، وإيَّاكُمْ ومُحْدَثات الأمور، فإنَّ كُلَّ بدعةٍ ضَلالة"




style=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق