>

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

شبهات حول السلفيين






سؤال : أين كان السلفيون قبل الثورة ؟




كنا أكثر الفئات اضطهادًا في المجتمع من النظام السابق بل كنا أحيانًا نحلم بأن يكون لنا وضع

كموضع الأقليات !! وقد نلنا الحظ الأكبر من الإقصاء من جميع المناصب العليا بالدولة سواء كانت

في الوزارات أو الجامعات أو المدارس وكذلك المصالح الحكومية ، بالإضافة إلى التضييق الشديد على المشاريع الاقتصادية ، حيث يتم منع امتلاك أو السعي إلى المشروعات الاقتصادية الكبرى .
أما من ناحية الظلم والقهر فجميعكم يشهد أن زوار منتصف الليل من الظلمة والمفسدين كانوا يأتون إلينا في بيوتنا ويروعون أمهاتنا وآباءنا وزوجاتنا وأولادنا حيث لا يردعهم أحد ، لا ضمير ولا قانون ، وأيضًا الاعتقالات التي دامت سنين طويلة ، وكذلك المراقبة المستمرة لجميع أنشطتنا في الجمعيات الخيرية والمساجد ، ونصب الكمنة في الطرق من أجلنا أولاً وأيضًا من أجل غيرنا . وكذلك التضليل المتعمد للإعلام ونشر الأكاذيب عنا خصوصًًا الإعلام الحكومي ، ومحاولة إيهام الناس بأننا وحش كاسر لا يعرف الرحمة ولا غيرها وذلك من أجل تمديد قانون الطواريء عامًا بعد عام ، وغير ذلك كثير . ورغم ذلك تشهد أعمالنا الخيرية من خلال الجمعيات والمساجد علينا ، وكذلك بث العلم وتعليمه بين كثير من المسلمين والحفاظ على قوام الشريعة الإسلامية من التحريف والتبديل الذي كان يقوم به علماء السلطة ، والتحذير من تغريب المجتمع والمحاولات الضخمة لإبعاد الجماهير عن هويتها وذلك باستخدام كل أنواع الوسائل من مكتوب ومسموع ومقروء كالطعن في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة والهجوم على الحجاب والنقاب والختان والاستعزاء بعذاب القبر ونشر الزواج العرفي مما أدى إلى كثرة اللقطاء في المجتمع ، بالإضافة إلى تمييع عقيدة الولاء والبراء وتنحية الشريعة . فإنا بحمد الله كنا سدًا منيعًا امام ذلك كله ، وكله بفضله سبحانه وتعالى وما ذكرناه إلا من باب رد التهمة عنا .


سؤال : أين كان السلفيون أثناء الثورة ؟


مما لا يخفى على أحد أنه لم يكن هناك موقف ثابت من أول الثورة إلى آخرها :

(أ) في 25 يناير اللي نزل الشارع نزل على أنها مظاهرات لتحقيق مطالب اجتماعية وليست ثورة .
وعندما عرض الأمر على المشايخ كان الأمر قياسًا على المظاهرات السابقة وما يحدث فيها من

تنكيل واعتقالات مثلما حدث في مظاهرات 6 أبريل ومظاهرات القضاة وعدم تحقيق أي مصلحة

مع المظاهرات في النظام السابق لأن المفاسد تكون أكبر بكثير من المصالح .

(ب) يوم 28 يناير لما الناس كلها بدأت تنزل وتحولت المظاهرات إلى ثورة .. عندما عرض الأمر مرة أخرى على المشايخ لم يؤثم أحدٌ من المشايخ من ينزل إلى الميادين بل إن بعضهم قال إنه من ينزل وهو محتسب النية ويلقى حتفه فهو شهيد لأنه قائل كلمة حق عند سلطان جائر وأبدت الدعوة السلفية في بيان لها أن مطالب الشعب مشروعة ويجب تنفيذها .

(ج) يوم 2 فبراير بعد الخطاب الثاني للرئيس السابق انقسم الثوار بين مؤيد ومعارض ، ومنهم من قال بالتراجع مثل وائل غنيم وإن كان عدل عن ذلك بعد موقعة الجمل . وكذلك انقسم المشايخ بين مؤيد ومعارض على حسب المصلحة والمفسدة ورؤيتهم لها ومما لا يخفى على أحد أن الداعم الحقيقي الثورة كان اللجان الشعبية التي قامت على أكتاف السلفيين في جميع المحافظات وكانت الدعوة السلفية أول من دعا إليها ، وهي ما جعلت جميع الثوار يذهبون إلى الميادين وهم مطمئنين على منازلهم وهذا في الحقيقة أكبر داعم للثورة .

أما مسألة عدم النزول كان السبب الأول فيها المصلحة الشرعية ، وهذه كانت تقاس على ما قبلها وبعدما أصبح الانتصار أقرب من الهزيمة كان من المهم عدم صبغ الثورة بصبغة إسلامية حتى لا نذعر الغرب علينا وشعور الغرب خصوصًَا أمريكا وإسرائيل أن هذه ثورة شعبية شبابية غير إسلامية لم يجعلهم يقاوموها بقوة .


سؤال : انتو موش كنتو بتعترضوا على مشاركة الاخوان في السياسة ؟ لماذا تشاركون في السياسة الآن ؟


المشاركة في مثل هذه الأشياء يكون بحسب المصالح والمفاسد المترتبة على هذه المشاركة ..
فمن المصالح التي كانت موجودة في النظام البائد :
(1)             إيصال الصوت الإسلامي .

(2)             إظهار أن الإسلاميين متبرئين من مثل هذه القوانين وكل ما يخالف الشريعة .

(3)             محاولة كشف بعض قضايا الفساد من داخل مجلس الشعب .

أما المفاسد من المشاركة في مثل هذا الوقت فكانت :

(1)             عدم وجود تغيير حقيقي على أرض الواقع فلم تطبق الشريعة ولم يتم منع قانون واحد يخالف الشريعة من المرور والتطبيق بالعكس تم تمييع القضية .

(2)             إضفاء شرعية على هذا المجلس حيث كانت المشاركة نوع من الإقرار بهذا المجلس وبصحة القوانين ولم يكن وجود الإسلاميين في المجلس إلا كنوع من الديكور .

(3)             التنازلات الكثيرة التي لم يكن في مقابلها مكاسب مثل الإقرار بالديموقراطية حتى وإن خالفت الشريعة وبحق تولي القبطي والمرأة للولاية والإقرار بالحرية المطلقة للفكر والرؤى .

(4)             أن أكثر فترة فسادًا في حقبة مبارك تمت عن طريق مجلس الشعب في المرحلة الأخيرة من 2005 إلى 2010 حيث تم إنشاء القوانين سيئة السمعة بالإضافة إلى الكم المهول من قضايا الفساد وارتباط السلة بالمال واللعب على المكشوف ، وذلك في وجود 88 عضو من الإخوان وحوالي 30 من المستقلين .

وبقياس المصالح والمفاسد المترتبة على المشاركة في ذلك الوقت فقد غلبت المفاسد على المصالح لذلك لم نكن نشارك .

أما الآن :

(1)             من الممكن أن يكون للإسلاميين تواجد حقيقي في الحياة السياسية .

(2)             الدستور المصري يكتب في هذا الوقت وهذا الدستور إن لم يكن سيطبق الشريعة فعلى الأقل لن يكون هناك مواد كثيرة تخالف الشريعة وهذا على أقل تقدير .

(3)             التزوير في العملية الانتخابية أصبح من المستحيل في الفترة الحالية .

(4)             أصبح السلفيون يستطيعون المشاركة في الحياة السياسية الآن بدون قيود ولا عوائق مثل التي كانت تفرض عيهم في النظام السابق .

وبقياس المصالح والمفاسد الآن نجد أن المصالح غلبت على المفاسد ولذلك قررنا خوض العملية السياسية بهذه الطريقة مع معرفتنا أن هناك عقبات ومحن كثيرة في ذلك ولكن من أراد البحر استقل السواقيا .


سؤال : كيف تحرمون دخول القبطي والمرأة البرلمان وكيف ستسمحون لهم بالدخول ؟




في مثل هذه الأمور يتم قياس المصلحة والمفسدة ، فمن أحد المصالح المترتبة على الدول الآن هو عدم ترك الليبراليين والعلمانيين من أن يضعوا دستور ينصوا فيه على مبادئهم ولا نستطيع بحكم الدستور أن تغير فيه شيء لمدة 60 أو 70 عامًا مقبلاً .
واما المفسدة هي تحمل موضوع يعد من الآليات وتحمله من جنس تحمل النبي صلى الله عليه وسلم محو كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم) وكلمة (رسول الله) في صلح الحديبية ،وعندما أقر النبي صلى الله عليه وسلم بعودة المسلم الذي المشركين وهذه مفسدة بلا شك وقد يعتبره بعض الناس من الكفر ولكن كانت المصلحة من دخول الناس أفواجًا ووجود دولة إسلامية في المدينة كانت أعلى من عودة المسلم إلى المشركين وكانت مصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد .
وهذا تمامًا ما نقيس عليه الآن في مسألة دخول المراة والقبطي إلى مجلس الشعب فدخول المرأة والقبطي سيكون بأعداد قليلة جدًا خصوصًا مع عدم وجود  تزوير وعدم وجود كوتة وعدم وجود تعيينات .
وبالنسبة لنا الأصل ألا نسمح بذلك ولكن مع وجود مصلحة مفسدة والمصلحة المترتبة أعلى من المفسدة لذا سنوافق على وجود المرأة والقبطي لأجل هذا الأمر .
قال تعالى ((وقد فصّل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه))
المرأة الملتزمة أفضل من الرجل العلماني ، والكافر الذي لا يصد عن سبيل الله أولى من الكافر الذي يصد عن سبيل الله ((الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون)) .


سؤال : انتو كاتبين في برنامج الحزب آليات الديمقراطية .. فلم كنتم تحرموها من قبل ؟


الديمقراطية لها معنى قيمي وفلسفي ، ولها آليات ، فنحن نعترض على المعنى الفلسفي (حكم الشعب بالشعب) لقوله تعالى ((إن الحكم إلا لله)) .
أما الآليات من انتخاب وبرلمان فكل ذلك يمكن أن نتوافق ععليه ونعتبره من آليات الشورى ، فالشورى واجبة ، أما آلياتها فالأمر فيه سعة وليست هناك نصوص محددة للآليات ، وهنا الكلام معناه باختصار : العمل بآليات الديمقراطية بمرجعية إسلامية ، وده اللي مكتوب في البرنامج .
آليات الديمقراطية يعني وسائلها والوسائل لها أحكام المقاصد ، فإذا كانت الانتخابات تأتي بمن يقيم شرع الله فنحن ندعم الانتخابات وإذا كانت الانتخابات بغرض إقصاء الشريعة فنحن لا نقرها .
وإذا كان مبدأ الانتخابات نفسه عليه بعض الاعتراضات الشرعية فإن الأمر (إذا ضاق اتسع) ((ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها)) ، وإذا خُيّرت بين ترك السياسة لعلمانيين يغيبون الشريعة ويتحكمون في الجيش ويمنعون الدعوة إلى الله أو تشارك على دخن في المشاركة السياسية فلا يشك أحد أن الأمر حينئذ يكون مشروعًا .


سؤال : الشورى عندكم ملزمة أو معلمة ؟


اختلف العلماء فيما إذا كانت الشورى ملزمة أم معلمة ، فإن كنا نرجح أنها معلمة ولكن تكون الشورى معلمة في حق الحاكم العدل المجتهد الذي يكفي الناس .
وحيث أن هذه الشروط يصعب توافرها في الزمن المعاصر فتكون الشورى في هذا الزمن بهذه الشروط (ملزمة) وذلك حتى لا نعيد الاستبداد مرة أخرى .
هذا السؤال يعكس عدم تصور طبيعة وماهية الشريعة ؛ إذا شاور الحاكم أهل الحل والعقد فيشاورهم فيما لا نص فيه ولم تظهر بعد مصلحته ولم تترجح مفسدته ، أما إذا كان أمر فيه نص أو ظهرت فيه مصلحة بغلبة الظن أو ترجحت مفسدته بغلبة الظن ، فالحاكم وغيره يتبع النص والمصلحة ودرء المفسدة . ويبقى قرار الحاكم في كثير من الأمور أمر ملزم ومرجع .
وهذا في كل بلاد الدنيا من يأخذ قرار الحرب والسلم ، من يأخذ قرار إنشاء المفاعلات النووية هو الرئيس بناءً على ما لديه من دراسات وآراء ، وليس عندهم الشورى ملزمة .
ومعنى أن الشورى معلمة لا يساري الاستبداد السياسي لأن الاستبداد من المحرمات التي ينكر فيها على الحاكم .


سؤال : هتعملوا إيه في البرلمان لو خسرتوا الاغلبية ؟



- إذا كانت الأغلبية لغير الإسلاميين سيتم عرض الأمر على أهل العلم ، فإذا كانت المصلحة في وجود الإسلاميين أكبر من المفسدة سنستمر في المجلس ، وإذا كانت المفسدة أكبر من المصلحة سيتم الانسحاب من المجلس .
- سندعوا الأغلبية غير الإسلامية للالتزام بشرع الله بوسائل الدعوة المختلفة والمناسبة حتى لا يخالفوا الشرع في أي قانون .
- سندعوا عموم المسلمين للالنزام بالشريعة ونبذ ما عداها والمطالبة بتطبيق الشريعة .
- نواصل تربية أجيال الأمة على معاني الإيمان والإسلام والإحسان ليكون الجيل الناشيء مبغض لكل ما هو غير شرعي .


سؤال : لماذا تبغضون المباديء فوق الدستورية ؟


(1)             المباديء فوق الدستوية تخالف الشورى وتخالف الديمقراطية .

(2)             من المفترض أن يكون واضعي المباديء فوق الدستورية منتخبين من الشعب .

(3)             عند النظر في المباديء فوق الدستورية تجد أن الهدف منها هو تقويضالإسلاميين .

(4)             المباديء فوق الدستورية تعد إجحافًا في حق الأجيال القادمة في تحديد هوية الدولة واختيار الدستور الذي يتحاكمون إليه .

(5)             أن الذين يريدون وضع هذه المباديء أغلبهم من الذين لا يريدون للشريعة
الإسلامية أن تحكمنا ، فكيف نضع رقابنا في أيدي من يفضلون القوانين الغربية على الشريعة الإلهية ؟

(6)             لأن عندنا مباديء فوق دستورية من عند ربنا ، هي الشريعة الإسلامية (الأمور القطعية منها) .


سؤال : لو حكمتم هتخلوا النصارى يمسكوا المناصب العليا ؟


(1)             هو في أمريكا وفرنسا المسلمين بيمسكوا المناصب العليا ؟! بالطبع لا .

(2)             هما عندهم كل الوظائف في الدولة أطباء ومهندسين ومحاميين ، وليس بالضرورة الوظائف العليا .

(3)             كيف أكون تحت سلطة واحد نصراني وهو الذي يتحكم فيا ويقرر مصيري وهل لو حدث في أمريكا سيوافقون أن يكون أي مسلم في سلطة تنفيذية ؟

(4)             احنا شريعتنا فصلت في المسألة دي واحنا بنمتثل لرأي الشرع ((سمعنا وأطعنا)) .

(5)             نحن لا نخجل من ذلك فشرع ربنا مقدم على الجميع .

(6)             دستور الدولة (الشريعة الإسلامية) الذي يمثل غالبية سكانها يحدد مواصفات من يتولون المناصب العليا مثل دستور أي دولة يعبر عن أغلبيتها .

سؤال : هل تكوين حزب يعتبر من التحزب الممقوت ؟


(1) سُئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم الانتخابات العامة والقبلية في الكويت
السؤال
ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت , علماً بأن أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم؟ وأيضاً ما حكم الانتخابات الفرعية القبلية الموجودة فيها يا شيخ؟!
الجواب

أنا أرى أن الانتخابات واجبة, يجب أن نعين من نرى أن فيه خيراً, لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر, أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر, أتباع كل ناعق, فلابد أن نختار من نراه صالحاً فإذا قال قائل: اخترنا واحداً لكن أغلب المجلس على خلاف ذلك, نقول: لا بأس, هذا الواحد إذا جعل الله فيه بركة وألقى كلمة الحق في هذا المجلس سيكون لها تأثير ولابد, لكن ينقصنا الصدق مع الله, نعتمد على الأمور المادية الحسية ولا ننظر إلى كلمة الله عز وجل, ماذا تقول في موسى عليه السلام عندما طلب منه فرعون موعداً ليأتي بالسحرة كلهم, واعده موسى ضحى يوم الزينة -يوم الزينة هو: يوم العيد؛ لأن الناس يتزينون يوم العيد- في رابعة النهار وليس في الليل, في مكان مستوٍ, فاجتمع العالم، فقال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: { وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى } [طه:61] كلمة واحدة صارت قنبلة, قال الله عز وجل: { فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } [طه:62] الفاء دالة على الترتيب والتعقيب والسببية, من وقت ما قال الكلمة هذه تنازعوا أمرهم بينهم, وإذا تنازع الناس فهو فشل, كما قال الله عز وجل: { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا } [الأنفال:46] { فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى } [طه:62].
والنتيجة أن هؤلاء السحرة الذين جاءوا ليضادوا موسى صاروا معه, ألقوا سجداً لله, وأعلنوا: { آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } [طه:70] وفرعون أمامهم, أثرت كلمة الحق من واحد أمام أمة عظيمة زعيمها أعتى حاكم.

فأقول: حتى لو فرض أن مجلس البرلمان ليس فيه إلا عدد قليل من أهل الحق والصواب سينفعون, لكن عليهم أن يصدقوا الله عز وجل, أما القول: إن البرلمان لا يجوز ولا مشاركة الفاسقين, ولا الجلوس معهم, هل نقول: نجلس لنوافقهم؟ نجلس معهم لنبين لهم الصواب.
بعض الإخوان من أهل العلم قالوا: لا تجوز المشاركة, لأن هذا الرجل المستقيم يجلس إلى الرجل المنحرف, هل هذا الرجل المستقيم جلس لينحرف أم ليقيم المعوج؟! نعم ليقيم المعوج, ويعدل منه, إذا لم ينجح هذه المرة نجح في المرة الثانية.

السائل: .
الانتخابات الفرعية القبلية يا شيخ! الجواب: كله واحد أبداً رشح من تراه خَيِّرَاً، وتوكل على الله.
21 سبتمبر، الساعة 01:27 مساءً · أعجبني · 5 أشخاص
محمد بن سعد الأزهري وسُئلت اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية برئاسة العلامة ابن باز وقتها وبعضوية الإمامين عبد الرزاق عفيفي وابن غديان الفتوى رقم ( 14676 )

س : كما تعلمون عندنا في الجزائر ما يسمى بـ : (الانتخابات التشريعية) ، هناك أحزاب تدعو إلى الحكم الإسلامي ، وهناك أخرى لا تريد الحكم الإسلامي . فما حكم الناخب على غير الحكم الإسلامي مع أنه يصلي ؟



ج : يجب على المسلمين في البلاد التي لا تحكم الشريعة الإسلامية ، أن يبذلوا جهدهم وما يستطيعونه في الحكم بالشريعة الإسلامية ، وأن يقوموا بالتكاتف يدا واحدة في مساعدة الحزب الذي يعرف منه أنه سيحكم بالشريعة الإسلامية ، وأما مساعدة من ينادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية فهذا لا يجوز ، بل يؤدي بصاحبه إلى الكفر ؛ لقوله تعالى : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ } (1) { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (2) ، ولذلك لما بين الله كفر من لم يحكم بالشريعة الإسلامية ، حذر من مساعدتهم أو اتخاذهم أولياء ، وأمر المؤمنين بالتقوى إن كانوا مؤمنين حقا ، فقال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (3) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس

عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(2) لا يجوز ترك الميدان في هذه المرحلة التي يتحدد فيها هوية الدولة لعقود قادمة خاصة في ظل تربص العلمانيين والليبراليين لمحاولة علمنة الدولة .

(3) الحزب هو الطريقة الوحيدة للتيار الإسلامي لكي يكون له منبر سياسي يعبر فيه عن رؤيته ، وبغير ذلك ممنوع الكلام أو الحديث بغير واجهة سياسية ، فهذه هي شروط الدولة .

(4) التحزب على الباطل أو بالباطل هو التحزب الممقوت ، أما التحزب على الحق فهو محمود .
ونحن لا نقول إننا وحدنا أصحاب الحق وما عدانا باطل ، بل نقول اعرضوا أقوالنا وأفعالنا على الكتاب والسنة فما وافقهما فخذوه وما خالفهما فأعرضوا عنه ، ورأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا هطأ يحتمل الصواب ،وذلك فيما يحتمل فيه الخطأ ، أي في الخلاف السائغ .

(5) الحزب ورد في القرآن تارةً ممدوح وتارةً مذموم ، فليس له حكم بإطلاق ، ولكن بحسب ما يتحزب الناس عليه ((حزب الله هم المفلحون)) ((حزب الشيطان هم الخاسرون)) ، وفي الحديث (لقد شهدت حلفًا في دار ابن جدعان لو دعي به في الإسلام لأجبت) .


سؤال : هو الترشح موش نوع من طلب الإمارة ؟


الترشح في حزب النور يكون من خلال الحزب ، وليس من خلال الشخص نفسه ، ولقد أنهينا هذا الموضوع في حزب النور ؛ فإنه لا يوجد أحد يرشح نفسه بل تقوم مجموعة بترشيح الشخص وحتى رئيس الحزب لن يقوم بترشيح نفسه ، ولكن ستكون من خلال مجموعة من الأشخاص هي التي تقوم بترشيح قيادات الحزب .. وأيضًا يرشحون الذين يتقدمون للانتخابات سواء مجلس الشعب أو الشورى .
قال يوسف عليه السلام ((اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)) وفيه جواز تعريف الرجل نفسه إذا جهل حاله للحاجة (ابن كثير) .
والمنهي عنه في الحديث (إنا لا نولي هذا الأمر أحدًا طلبه أو حرص عليه) غير متحقق في حالتنا لأن أحدًا لا يطلب ولا يحرص ، وإنما يُرشح من قبل الحزب .

  
سؤال : لو وصلتوا للحكم هتسمحوا بإنشاء أحزاب غير إسلامية ؟


(1)             إذا كانت أهداف ومباديء الحزب تخالف الشريعة الإسلامية فسيتم منعها .

(2)             أما إذا كانت أهداف ومباديء الحزب لا تخالف الشريعة الإسلامية فسيتم الموافقة عليها .

(3)             الذي يحدد موافقة المباديء والأهداف للشريعة من عدمها هو مؤسسة الأزهر بعد إصلاحها .

(4)             ((لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها)) فبعد الوصول للحكم الإسلامي ما يمكن فعله شرعًا يلزمنا والمعجوز عنه غير مكلفين به .

(5)             قصة صلح الحديبية وما فيها من التعامل بقاعدة فقه الممكن .

(6)             إذا كان من يحكم البلاد من الإسلاميين سيضطر لفعل بعض المخالفات الشرعية ألا يكون ذلك أهون شرًا من نظام قائم على مخالفة الشريعة ؟


سؤال : شريعة مين اللي عاوزين تطبقوها ؟ الإخوان والا السلفيين والا الجهاد ؟ وهتعملوا إيه في مواضيع مثل السياحة والآثار ؟


(1)             نقول لصاحب السؤال : وإذا وصلت أنت للحكم فبأي قانون ستحكمونا القانون الفرنسي أم الإيطالي أم البريطاني أم الأمريكي ؟! فإذا كانت لديك اختلافات في هذه القوانين ، فالشريعة لدينا واحدة ، وليس كما تزعم شرائع مختلفة .

(2)             النظام الإسلامي هو نظام مؤسسات ، منها مؤسسة أهل الحل والعقد ، فلا يوجد لدينا فرد يحكم البلد كاملة ، ولكن الدولة تُحكم من خلال مؤسسات .

(3)             أما في قضايا السياحة والشواطيء والتماثيل والفن فستكون المسئولية للمجامع الفقهية المحايدة التي تكون تحت إشراف الأزهر ونحن أول من يلتزم بآراء المجامع الفقهية المحايدة .


سؤال : الشريعة كانت مطبقة في الدولة الأموية والعباسية وكان فيه استبداد من الحكام


(1)             نقول أولاً بصاحب السؤال : وهل الحكم الديمقراطي في أمريكا والإتحاد الأوروبي ومثل هذه الكيانات يخلو من الظلم والبغي والعدوان ؟

(2)             بالفعل كانت هناك انحرافات ولكن سببها عدم الالتزام بقواعد النظام الإسلامي في الحكم ، والتي يسهل الآن وضع الآليات والضوابط لضمان تحقيقها .

(3)             مع حدوث بعض الانحرافات على مستوى الملوك والأفراد إلا أن الأمة ظلت قوية لتطبيق الشرع فيها .
  
(4)             وجود الخلل في الدولة فرع على وجود الخلل في الأفراد (كل ابن آدم خطاء) ، فصورة المسلم المعصوم غير موجودة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك صورة الدولة المعصومة ولكن ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) في شخصه ودولته ، فاسعوا نحو ذلك جاهدين .


سؤال : إيه النموذج اللي انتو عاوزينه ؟؟ السعودية والا الصومال ؟


(1)             احنا عاوزين النموذج الإسلامي الكامل ، فالسعودية مثلاً تطبق الشريعة ولكن لا تطبق النظام الإسلامي كاملاً في الحكم وآليات الشورى .

(2)             احنا عاوزين نظام إسلامي كامل فيه : من السعودية (النظم العلمية والتربوية والاجتماعية) ، ومن تركيا (نظم البحث العلمي والنظم الاقتصادية المتطورة) ، ومن ماليزيا (التجربة الاقتصادية الحديثة) ، ولكن مع مظلة الشريعة لكل هذه النظم .


سؤال : البلد كلها ماشية بالنصب والرشاوى وكمان عندنا ناس كتير أخلاقها بايظة، معنى كده انكم هتقطعوا ايد الشعب كله ؟!


مبدأ العقوبة على الجرائم ثابت في كل الدول ، لكن من الأولى بتحديد العقوبة الرادعة والمناسبة للإنسان ؟ من خلق الإنسان ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)) .

(1)             أحسن الظن في الشعب ، لأنه ليس كله سارق أو زان .

(2)             وهل نظم العقوبات الغربية قللت من السرقة والقتل والاغتصاب ؟ بالطبع لا ، لأنها ليست مؤثرة في الناس وأن العقوبة المؤثرة هي التي نزلت من السماء ، وعندما تركنا هذه العقوبة التي نزلت من السماء أصبح من يدخل السجون يتحول في الغالب إلى بلطجي أو شخص يؤذي في المجتمع أكثر مما يصلح ، فكلمة (السجون إصلاح وتهذيب) هي كلمة منافية للحقيقة .

(3)             البلدان الغربية لم تفلح في الإقلال من الجريمة ، وهكذا في البلدان العربية التي تركت العقوبة المنزلة من السماء ما زالت تنتشر فيها جميع أنواع الجرائم .

(4)             أما إذا تكلمنا عن العقوبة في الإسلام فهي كالتالي : أولاً : السرقة تكون في الحرز فقط . ثانيًا : الحدود تُدرأ بالشبهات مثل الزنا إما بالشهود أو بالاعتراف . ثالثًا : الهدف من تطبيق الحدود هو زجر الناس وإصلاح المجتمع ، وليس عقاب الناس ، فلو علم السارق أنه ستقطع يده أو الزاني أنه سيجلد أو يرجم فلن يقدم أحد على فعل ذلك . رابعًا : تطبيق الحدود مع القيام بإصلاح المجتمع سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا .

(5)             عندما تقوم الدولة بتوفير المناخ الأخلاقي السليم بعيدًا عن استثارة الشهوات ، سينبذ المجتمع ما يتنافى مع أخلاقياته وأدبياته مثل السرقة والزنا وشرب الخمر ، ويسهل حينذاك تقبل الناس لتطبيق الحدود .

(6)             غالبًا ما يكون تخويف الناس من الحدود الشرعية هو نوع من الإفلاس في الرد على تأثير تطبيق هذه الحدود على الناس ، فيقومون بإحداث فزاعات من هذه الحدود .


سؤال : عاوزين تطبقوا الإسلام إزاي ؟ هو الإسلام فيه نموذج لنظام الحكم زي النظم الغربية ؟


أيوه ، الإسلام فيه نظام نظام حكم إسلامي متكامل ، له أسس عامة ، وله مؤسسات .
الأسس العامة :
(1)             السيدة للشرع (الله هو المشرع) .
(2)             السلطان للأمة (الأمة مصدر السلطات) .
(3)             الشورى منهج الحكم (الشورى واجبة) .
المؤسسات :
(1)             مؤسسة أهل الحل والعقد (من العلماء والقضاة وأهل التخصص - الخبراء – في كل

مجال) ، ومهامها تشبه مجلس الشعب (تولية وعزل الحاكم – مراقبة أعمال الحكومة

– أعمال الشورى) ، ومنها مؤسسة الشورى ومجلس الحسبة .

(2)             السلطات : السلطة التشريعية (مؤسسات الدولة المتخصصة في جميع المجالات

بشرط عدم مخالفة الكتاب والسنة) ، والسلطة القضائية (القضاة الشرعيين) ، والسلطة
التنفيذية (الوزراء والأمراء) .

سؤال : هتقطعوا إيد اللي بيسرق 100 جنيه واللي بيسرق مليون جنيه تحبسوه فقط ؟!!


الحدود شرعها الله فإما أن تصدق بالقرآن أو تكذب به .

- إن صدقت فلا تسأل مثل هذا السؤال لأن من وضع العقوبة هو من خلق الإنسان ونفسيته ويعلم

ما يصلحه .

- إن كذبت بالقرآن فلا حاجة لك في النقاش في فروع الدين لأنك غير مؤمن بمنزله ومبلغه (الله

ورسوله) .

- تطبيق الحدود في النظام ليس فرعًا مستقلاً عن باقي الشريعة وإنما هي منظومة واحدة متكاملة

في الأخلاق والمعاملات والعقائد والعبادات والعقوبات .

- كثيرٌ من الناس لا يفهم الضوابط الخاصة والشروط المطلوب توافرها في إقامة الحدود .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق