>

الخميس، 29 يناير 2015

أحكام الخلوة



إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين بالله تعالى ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا  إنه من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله  ثم أما بعد
نستكمل ما بدأناه في كتاب الأربعين النسائية  ونستكمل ما ذكرناه في الخلوة وأحكامها وذكر فيه ستة أحاديث
الحديث الأول  في باب تخصيص النساء بباب في المسجد:
  عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لو تركنا هذا الباب للنساء، قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. حسن أخرجه أبو داود. وهذا الحديث استدللنا به على أنه يكون
للنساء باب خاص  وللرجال باب خاص في المسجد وهو أشرف البقاع  وأحبها إلى الله عز وجل وللنساء صفوف خاصة بعيدة عن الرجال لتحاشي الخلطة فإن تحاشي الخلطة مقصد من المقاصد الشرعية التي نبه عليها الشارع في جميع الأماكن
الحديث الثاني  باب لبس النساء وسط الطريق
عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه  أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنساء:استأخرن فإن ليس لكُن أن تحْقُقْنَ الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. حسن أخرجه أبو داود.
أن تحْقُقْنَ: تركبن وسط الطريق 
هذا هو الحديث الثاني وفيه دلالة على أن الاختلط في الطرقات من المقاصد التي نهى عنها الشرع وأن المرأة لا تبرز وسط الطريق بل تتحاشاه
واليوم إن شاء الله سنأخذ أيضا حديث يدل على  منع الاختلاط أيضا في بقعة من البقاع وهي أشرف البقاع على وجه الأرض مطلقا وأحب البلاد إلى الله عز وجل وإلى رسوله وأفضلها فهذا المكان تهفوا إليه قلوب الناس وتشتاق إليه والمحروم هو من حرم من هذا المكان والسعيد هو من سعد في هذا المكان وتقبل الله عز وجل  منه هذه الأعمال وهذا المكان هو الكعبة  وهناك أثر يدل على أنه في الطواف يختلط النساء بالرجال وهذا أيضا فيه تحذير من الشرع أن النساء حتى وإن كن  يطوفن بالبيت  لا يختلطن بالرجال هذا الأثر له  قصة عن ابن جريح قال أخبرني عطاء إذ منع ابن هاشم النساء من الطواف مع الرجال قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال:أي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة - رضي الله عنها - تطوف حَجْرَة من الرجال لا تخالطهم.: حجرة: ناحية. أخرجه البخاري.
وقالت امرأة انطلقي نستلم يا أم المؤمنين   فقالت انطلقي عني وأبت
وحجرة من الحجر أي البعد والاعتزال  كأن بينها وبين الرجال حجارة تبعدها كأن هناك حجاب بينها وبين الرجال
قصة الحديث أن دولة بني أمية رغم ما كان فيها من ظلم إلا أن قلوبه كانت غيورة على الدين وكانوا يحبون أن يقيموا شرع الله عز وجل  فجاء هذا الرجل وهو خال أمير المؤمنين  هشام بن عبد الملك وكان واليا على مكة  وهو محمد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة قلما رأى الرجال يختلطون بالنساء  فهيج هذا المنظر الغيرة في قلبه  فمنع النساء أن يطوفن مع الرجال  فقال الرجال يطوفون في من وقت كذا لوقت كذا والنساء يطوفن من وقت كذا لكذا وهذا أوقعه في خطأ شرعي وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ( يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت  وصلى أية ساعة شاء  من ليل أو نهار ) حديث صحيح رواه الترمذي
فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن منع أي احد من الطواف بهذا البيت  في ليل أو نهار وهذا نهي عن المنع وإن كان فيه مصلحة ظاهرة كمنع الاختلاط فوقع في هذا الإشكال الشرعي فأنكر عليه العلماء فقالوا كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي مع الرجال  أمر بديهي فالطواف كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم  فكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل لو كان هذا فيه خير لمنعه  فالنبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئا فيه خير إلا ودلنا عليه  وما من نبي أتى إلا ودل أمته على كل خير وأنذرهم من كل شر  والنبي صلى الله عليه وسلم أدى الأمانة فلو كان هذا من الشرع  ومن الدين لفعله صلى الله عليه وسلم لكن الأمر فيه ضيق ومشقة على المسلمين لأن التكاليف الشرعية  كلها مصالح فالمفسدة فيها إما أن تكون ممتنعة تماما أو مرجوحة فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى أن مصلحة طواف الرجال مع النساء في وقت واحد أكبر بكثير من  مفسدة المخالطة ولكن يجب على المرأة في هذا المكان  تتحرز كما كانت عائشة  رضي الله عنها تفعل  فكما قال أن عائشة رضي الله عنها كانت تطوف حجرة من النساء لا تخالطهم  فالمرأة إن أرادت أن تطوف بالبيت تطوف حجرة بعيدة عن الرجال تطوف في آخر المطاف وإن كان طويلا عليها فإن وجدت فرجة  للافتراب من البيت اقتربت وإلا ابتعدت  عن الرجال والقرب من البيت أفضل بلا شك ولكن يكون مفضولا إذا اقترنت معه المخالطة  كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( شر صفوف النساء أولها ) ومعلوم أن أول الصفوف أفضلها ولكن عند المخالطة أصبح الفاضل مفضولا وكذلك هنا فالقرب من البيت أفضل إلا في حالة المخالطة  فاختلاط الرجال بالنساء أمر حذر منه الشرع  ونهى عنه وجعل فيه محاذير وهي اختلاط الأبدان وليس فقط كما يقال ان الاختلاط ليس ممنوعا في ذاته انما ممنوعا من المفسدة التي تترتب عليه وأي مفسدة تكون في الصلاة ونظر المرء إلى موضع سجوده ولا يسمع إلا القرآن ولا ينظر إلى شيء ومع ذلك مخالطة البدن شر وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( شر صفوف النساء أولها ) فمعلوم أن مخالطة الأبدان محرمة وأن يكون الرجل والمرأة في مكان واحد  فهذا فيه خلطة محرمة  ولكن الشرع نبه على أن هناك ضرورات أمور لابد منها كالاختلاط  النساء في الطرقات  وفي المساجد  وفي الطواف فجعل الشرع لكل واحدة من هذه الحالات حديثا  يجعل لها ضوابط وينبه على خطرها ذكرنا  حديث الاختلاط في المسجد وقلنا ضوابط دخول المرأة المسجد  وصلاتها فيه وخروجها منه وكذلك الحديث الثاني ذكر الاختلاط في الطريق وقلنا ضوابط السير في الطريق وآدابه بالنسبة للنساء  والمفاسد التي تترتب على ذلك
اليوم إن شاء الله عرض آخر للطواف فالطواف لابد منه فكل الناس تحج وتعتمر والشرع لا يريد أن يحرم النساء من هذه العبادة الجليلة العظيمة التي يزداد المرء بها الإيمان إذا فعلها  ويرتقي في الدرجات إذا قبلها الله عز وجل منه  فالحج والعمرة من أفضل الأركان والعبادات التي تقربه إلى الله عز وجل وكلها فيها معاني العبودية وقد مررنا على ذلك كثيرا من قبل
كانت عائشة رضي الله عنها إذا طافت مع الرجال طافت بعيدا عنهم  في حجرة ولفظ الحجرة أي بعيدة عنهم كأن بينها وبينهم أحجارا وحجابا بعيدة أو معتزلة تسير وحدها مع النساء والأفضل في هذه الحالة أن يطوف الرجال بالقرب من البيت لشدة الزحام والنساء خارج البيت بعيد عنهم ويستحب أن يكون عند كل جهة من جهات الكعبة رجل ينظم النساء  كي لا يختلطن بالرجال وهذه من عادة السلف أن يقف أحد الرجال بالمطاف ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر وإن وجد امرأة تسير وسط الرجال حذرها وقال لها ابتعدي عن الرجال
كانت عائشة رضي الله عنها تطوف بعيدة عن الرجال حتى أتت امرأة إليها  وقالت يا أم المؤمنين انطلقي نستلم أي نستلم الحجر الأسود ومعلوم ان استلام الحجر من المستحبات وأنه يحط الذنوب حطا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبله ويسجد عليه فإن لم يستطع أشار إليه بالمحجل وقبل المحجل فإن لم يستطع أشار إليه بيده  ولا يقبلها فهذا أمر معلوم وسنة مؤكدة تركتها عائشة رضي الله عنها للمفسدة الحاصلة من الاختلاط
ونأخذ منها أنه من الفقه أن يترك المرء السنة إذا كانت تزدحم مع محرم فإذا كان المحرم يزاحم السنة أترك السنة  من أجل عدم الوقوع في المحرم  فالسنة هي استلام الحجر والمحرم هو الوقوع في الخلطة واختلاط الرجال بالنساء في هذا المكان  فتركتها عائشة رضي الله عنها كي لا تقع في المحرم
 و من الأمور المعلومة عند تعارض الأدلة  فالسنة إذا تعارضت مع واجب يقدم الواجب،، وإذا تعارضت مع محرم  تترك السنة من أجل عدم الوقوع في المحرم ،، وإذا المحرم تعارض مع محرم آخر اختير أخف الضررين  وأقل المفسدتين وإن تعارض واجب مع واجب آخر  اختار أفضل المصلحتين  ومع أنه عند تعارض محرم مع محرم واختار أيسرهما وأقلهما مفسدة  يقينا سيقع في المحرم ولكن المحرم الذي اختاره  أقل مفسدة ولعل اضطراره لهذا الفعل يزيل عنه الحرج فلا يأثم بفعل هذا المحرم إذا اضطر إليى فعله وهناك أمثلة كثيرة جدا أن يقع الإنسان  في محرمين يختار أحدهما
مثال
إذا اضطر إلى  الاختيار بين قتل أحد المؤمنين  أو قتل الذمي  فهل يختار قتل الذمي لأنه مضطر إلى ذلك أم لا ؟؟
يقول العلماء لا يجوز له أن يقتل لا هذا ولا هذا لأن القتل ليس فيه إكراه أما إذا اختار بين قتل المسلم وجرحه يختار جرحه ويجب عليه ذلك فلو أن أحدا معه سلاح وقال له اضربه  فبدلا من أن يضربه في رأسه ضربه في رجله  فهذا يحرم عليه هذا الفعل  لكنه اختار أقل المفسدتين وهكذا فإن قتل المسلم محرم ولا يجوز ولا يصح الإكراه فيه بالإجماع  وكذلك الزنى  وغيره من المحرمات المعلومة فإنه إن اختار بين أمرين أحدهما محرم والآخر أيضا محرم  فيختار أقل المفسدتين وأخفهما ضررا  فعائشة رضي الله عنها تركت هذه السنة من أجل ألا تقع في المحرم والمحرم هو مزاحمة الرجال يخرم على المرأة مزاحمة الرجال  وهذا الكلام  في استلام الحجر وهو أشرف الأشياء في العمرة والحج والطواف أن يستلم الإنسان الحجر  وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على ذلك زكان يستلمه في كل ركن  ويقول أنه يحط الذنوب حطا كل ذلك يتركه المرء من أجل ألا يقع في مفسدة المزاحمة  وكذلك الرجل إذا راى النساء يزدحمن على شيء لا يجوز له أن يخالطهن  من أجل هذا الزحام
ونأخذ من هنا آداب لابد أن نتأدب بها  فالطابور المختلط  وأحيانا يكون هناك طابور خاص بالنساء وطابور خاص بالرجال ولله الحمد والمنة  كثير من الناس في مجتمعنا إذا اضطروا إلى عمل طابور أو أجبروا على ذلك فيقومون بعمل طابور خاص للرجال وطابور للنساء  أما في العادة والأغلب لا يلتزمون بهذا الطابور  ولا يقفون فيه بل يزدحمون على الشبابيك  فتجد ذلك في المصالح الحكومية وتوجد بها شبابيك فتجد سئام من الناس وكتلة بشرية مزدحمة على هذا الموظف المسكين ولا يستطيع هذا الموظف مع تراكم  العمل والازدحام أن يقف وينظم الناس لإلى طابور رجال وطابور نساء ففي هذه الحالة تضطر المرأة أن تزدحم مع الرجال وأقول لها أن هذا الأمر لو كان  الحجر الأسود وكان يحط الذنوب حطا  مكان هذا الزحام لما كان لكي أن تتجرأي على هذا الزحام وتدخلين فيه بل يجب عليكي أن تنتظري حتى يخف هذا الزحام أو يقوم أحد الرجال بتنظيم الناس تذهبي لأحد الرجال  وتطلبي منه أن ينظ الناس في طابور  رغم أن هذه العادة لم يألفها الناس  ولم يتعودوا عليها ولكن هذا يحدث مع التكرار  فكل الناس يحبون النظام  ولكن إذا هاج الأمر انصرف العقد  وإذا لم يلتزم شخص واحد بالنظام يفسد النظام كله  فكل واحد يقف في مكانه في الطابور وسيصل إلى الشباك  دون أي مضايقة ولكن على المرأة الملتزمة أن تلتزم بهذه الآداب  ولا تزدحم في هذه الأماكن
وللأسف الشديد الأخوات المنتقبات أصبحن  يتعاملن مع المجتمع بطبيعة المجتمع  ولا تتعامل مع المجتمع بطبيعة الملتزمة  وهناك فرق بين أن تعيش الملتزمة في مجتمع كما يعيش المجتمع أم هي تعيش الالتزام في المجتمع..
فأخت التزمت وانتقبت وذابت المجتمع: معاصي كثيرة,, أخطاء كثيرة شرعية,, فاضطرت أنها تذوب في هذا الأمر رغم أنها ملتزمة,, ولكن ليس لها قوة أن تغير هذا الأمر لأمر أفضل من ذلك فعاشت كما يعيش المجتمع..
الحالة الثانية: أن تعيش المرأة بالتزامها وليس بقيود المجتمع وهذا سيكلف المرأة تكاليف فوق ربما تكون فوق الطاقة بأن تنتظر انتظارا طويلا حتي يخف هذا الأمر وهذا الزحام حتي تستطيع أن تصل إلي الشباك دون مزاحمة..
أو الأمر الآخر أن تنظم الناس وهذا سيكون أمرا عليه كلفة عليها : كأن معها أحد من محارمها يحاول أن ينظم الناس إن كان هناك بعض الأخوة أو بعض الناس الذين يتعودون علي النظام,, ويستطيع أن ينظم مجموعة من الناس يحاول أن ينظم الناس رغم أن في هذا الأمر شدة إلا أنه لابد للأخت أن تعيش بالتزامها وسط المجتمع ولا تعيش بتقاليد المجتمع ولا تجعل التقاليد تخترق التزامها..
هذا الأمر سينتشر في كل العادات السيئة في المجتمع ,, فالمرأة لو ذهبت لزيارة أحد أقرابها وفي زيارته عنده اختلاط: فيجلس النساء مع الرجال كلهم مع بعض..
فهي شئ من الاثنين: إما أن تعيش كما يعيش الناس دون مواجهة وتجعل المجتمع أنها هي تذب المجتمع,, أو تفرض هي طريقتها في الاتزام..
ف تقف في هذا الأمر وتجلس بعيدا عن هذا المكان وتأخذ معها النساء وتقوللها: (تعالي نقعد هنا في المكان ده)..
وتستطيع أن تفرق بين الرجال و النساء أو تتكلم بصراحة,, والشيخ يفضل هذا الكلام إذا أرادت أن تزور أحد تقول له الرجال في مكان والنساء في مكان آخر..
فيكون الأمر معلوم.. والشيخ يفضل هذا الأمر لأنها ستقوله مرة  واحدة, بعد ذلك إذا دعيت للزيارة فسيعلم من دعاها هذا النظام..
كذلك الأكل,, ساعات يُعزم الأخوات علي الأكل فيقعدوا كلهم علي سفرة واحدة والمرأة المنتقبة تضطر أن تأكل بالنقاب كأن عليها ذنب وتعاقب هي علي هذا الذنب..
فتجلس مع أجانب في هذا المكان دون محارمها وتأكل بهذه الطريقة والأمر أبسط من ذلك بكثير,, فهي لو في الأمر قالت أنا لا آكل مع رجال وكلٌ في مكان,, الناس ستحترم هذا الرأي,, وشئ من الاثنين: إما يحترموا الرأي ده ويعزموها مرة أخري ويكون في ود وصلة,, أو تكون آخر مرة تدخل البيت.. وكلا الأمرين أفضللأن دخول هذا البيت بهذه الطريقة سئ,, فهذه الطريقة ليس من مصلحتها بل هو يُنزل عليها بعض الذنوب والمعاصي التي تفعلها وهي مخالطة الرجال....

كذلك بعض المنتقبات أحيانا يُدعوَا إلي أفراح (العرس) والفرح للأسف الشديد يكون فيه معازف ومحرمات فالأخت يتواجد لديها الحياء المذموم فتقول سأذهب,,

 والأخوات مذاهب:  هسلم وأمشي,, هسلم وأقعد بعيد,, هسلم عليها من بعيد,, هقف بس أسلم عليها من بره ومش هخش,, وكأن هي  الغلطانة أنها منتقبة وهي الغلطانة أنها ملتزمة ولو كان عندها قوة تطالب بقوة تقول أنا لن أحضر هذا الفرح طول ما هناك هذه المعاصي..
وإن كانت العروس حريصة علي حضوري تزيل هذه المعاصي وإلا لن أذهب وإن لامها أحد تقول أنت التي لا تريدين أن أحضر.. كيف أنك تفعلين المحرمات وأنت تعلمين أني لا أحضر في هذه الأماكن وتكلمها بقوة أنها لن تحضر هذه الأفراح أبدا لأن فيها معاصي ولن أهنئك بل بالعكس  سأعزيكي بسبب هذا الفساد الذي أُركست فيه,, وهو فساد اختلاط,, كتلة من المحرمات في هذه الأفراح لا أريد أن أسردها من الاختلاط والعري والرقص أمام الرجال والنساء واختلاط الرجال بالنساء وأماكن مليئة فساد وكل هذا وأذهب إلي هذا المكان لأهنئها؟!
بماذا تهنئيها؟ بل بالعكس لا بد أن تأخذي منها موقف وتقولين لها لن أحضر هذا الفرح لما فيه من المعاصي الكثيرة أنا لن أستطيع أن آتي..
والمجاملات ممكن تكون بعيدة عن صالة الأفراح في بيتها أو تذهبين إليها تباركين لها في البيت أو عن طريق التليفون أو قبل الفرح هناك بعض المجتمعات يكون قبل الفرح حنّة فلو أنها ليس فيها معازف ممكن تذهبي إليها وتهنئيها..
وإن كان فيها معازف أيضا تقاطعين هذه المعازف وتشترطي عليها أنك لن تستطيعي الحضور مع وجود هذه الأغاني..
وتشددين في هذا الأمر,, كل هذه الأمور ترسخ عند الآخر مبادئك فيضطرون أن يتعاملوا معك علي هذه المبادئ,, لا تسيرين علي مبادئ الآخرين وتتضطري أن تقعي في المحرّم بسبب الحياء..
فلابد للأخت أن ترسّخ المبادئ عندها وتجهر بها للآخرين فيتعامل الآخر علي وفق هذه المبادئ,, مبادئ الالتزام لابد أن ترسخ في المجتمع.. ليس لنا فقط هذا لأجيال قادمة لو أن الأخت رسخت أمر في المجتمع وهو من باب الالتزام فلها ثوابها,, ثواب من عمل به إلي يوم القيامة..
الآن المجتمعات تتغير وتتبدل,, وتقاليدها تتغير.. فالآن الأفراح أصبحت كثير منها يُشهر في المساجد فكان قبل ذلك لا تُشهر في المساجد..
فعلا نحن قادرون علي أن نغير المجتمع بالدعوة والمصارحة بهذه الأمور والأمر السئ الآن أو الغريب الآن سيصبح بعد ذلك ليس غريبا ولكن نحن الذين نفرّط في حقوق الشرع فيا ليتها أن تكون حقوقنا ولنا الحق في تركها ولكن في الحقيقة هي حقوق الله عز وجل كلّفنا بنشرها ونحن قصرنا في نشر هذه المبادئ للناس..
هذا الأثر الذي كان معنا فيه أن ابن هشام منع النساء,, وهذا أوقعه في أمر شرعي فالصحيح الذي يجب علي ولاة الأمور أن يفعلوه أن يوسعوا المطاف بحيث أنه يسع الرجال والنساء.. وأن يوكّلوا رجالا يراقبون النساء مع الرجال حتي لا يختلطن الرجال بالنساء..
هناك أثر آخر في عهد النبي صلي الله عليه وسلم: أن كانت أم سلمة كانت تريد أن تطوف بالبيت فقالت: شكوتُ إلي رسول الله_ صلي الله عليه وسلم_ أني أشتكي (كانت مريضة) : قال طوفي من وراء النساء وأنت راكبة,, فطفت ورسول الله يصلّي إلي جنب البيت يقرأ والطور وكتاب مسطور..
كانت أم سلمة تحج وكانت مريضة تشتكي مرض ولا تستطيع أن تطوف ماشية وسط الناس فقال لها النبي طوفي من وراء الناس,, حتي لا تختلط بالناس وطوفي راكبة دل ذلك علي جواز طواف الراكب.. فيركب عربية وأحد يدفعها,, في هذا جواز الحامل والمحمول,, جواز طواف الحامل وطواف المحمول في طواف واحد فلو أن ابنها يطوف بها فالإثنين يطوفان فيكون الحامل والمحمول لهما طواف..فطفت وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يصلي بالطور وكتاب مسطور بجوار البيت..هذا أيضا حديث..
 الفوائد في هذا الأثر : *المنع من اختلاط الرجال والنساء في الطواف..
*مناقشة أهل العلم بعضهم بعضا في مساءل العلم وبيان الحجة بالدليل.. فابن جرير من العلماء كان يناقش عطاء في هذه المسألة..
*الإنكار علي من يخالف السنة الثابتة ولو كان وليا للأمر,, فوليّ الأمر أحيانا يسنّ قوانين تخالف السنة.. فلابد للعلماء أن ينكروا عليه إنكارا شديدا لأن ما أفسد هذا الدين إلا هؤلاء الذين يجهلون دينهم..
*الاحتجاج بعفل نساء النبي صلي الله عليه وسلم ومحل ذلك إذا لم يعارضهن معارض أرجح..
هناك مسألة أصولية وهو أن الأحاديث التي وردت من نساء النبي إذا تعارضت مع كبار الصحابة ماذا يُقدم؟؟ عندي حديث روته عائشة رضي الله عنها وعندي حديث رواه أحد كبار الصحابة ويتعارضوا بعضهم البعضفماذا يُرجّح؟؟
العلماؤء في هذا الموقف وقفوا لهم فيه بعض المذاهب..
منهم من رجّح قول نساء النبي مطلقا ذلك لأنها تعلم ما لا يعلمه مخارج البيت.. ومنهم من رجّح كبار الصحابة مطلقا.. والراجح هو القول الوسط أنه يُرجّح قول أم المؤمنين زوجة النبي إذا كان هذا الأمر يخص البيت وأحواله.. ويرجح قول الصحابي إذا كان خارج البيت..
ومثال علي ذلك: أن النبي صلي الله عليه وسلم_  بال واقفا في سباطة قوملحديث حذيفة رضي الله عنه.. وقالت عائشة_رضي الله عنها_ في حديث آخر: من حدّثكم أن النبي صلي الله عليه وسلم_ بال واقفا فقد كذب,, فهذا الحديث فيه ضعف ولكن علي فرض تحسينه والجمع بينه وبين الآخر أن عائشة_رضي الله عنها_ حكت ما رأت وحذيفة حكي ما رأي..
فالمثبت أولي من النافي ,, وقول حذيفة خارج البيت وهو يحتمل,, لأن الرواية جاءت أنه في سباطة قوم وهي مذبلة قوم,,
 وهكذا كل أثر ورد وكان فيه تعارض وكان أحد الأثرين يرويه زوجة النبي والآخر يرويه صحابة موقفنا منه أنه نحمل قول أم المؤمنين علي ما رأت داخل البيت,, كما ورد أن النبي كان يصلّي ستا بعد الجمعة في البيت مثلا وهذا أثر ضعيف أيضا..
وأيضا بعد الأدلة علي أن زوجات النبي كانت تحكي أمورا خاصة للنبي داخل البيت.. والصحابة يحكون أمورا خارج البيت وليس بينهما تعارض بل كان النبي يفعل ذلك أحيانا داخل البيت وهذا أحيانا خارج البيت.. فيجوز الاحتجاج بنساء النبي إذا لم يعارضها عارض آخر..
*لا ينبغي المسلم بدافع الغيرة أن يدافع الشرع فابن هشام كان غيورا علي النساء وكان يريد أن يحفظ النساء من الاختلاط ومن اجل ذلك فعل هذا الفعل وهو لا يعلمولكن العلماء بارك الله فيهم نهوه عن ذلك ووضحوا له ما ينبغي عليه أن يفعل..
*منع اختلاط النساء بالرجال كان معلوما معمولا به في زمن التابعين.. فعائشة كانت تعمل به و في عصر التابعين كان معمولا به,, يعني الاختلاط في عهد النبي_صلي الله عليه وسلم_ والتابعين وغيرهم كان معمولا به وكانوا يحافطون عليه أشد المحافظة..
*الشيطان لا ييأس من الإنسان أن يضله ولو كان في بيت الله الحرام..
بعض المقولات تقول ده هو ف بيت ربنا وفي الحرم وحول الكعبة فكيف يخطر علي باله أن يكون هذا الأمر محرم أو لا أو ينظر إلي امرأة واختلاط الرجال بالنساء لا يضر,, أقول: شبهة.. الاختلاط في هذا المكان لا يضر لما فيه من روحانيات عالية ولكن الشيطان ليس ممنوعا عليه أن يدخل مكانا فهو يدخل كل الأماكن وهؤلاء بشر ويوسوس إليهم في هذا المكان فهل يحتمل أن يوسوس إليهم شيطانا هناك؟؟ نعم,, لم يأتي نص من النبي_صلي الله عليه وسلم_ أن هذه الأماكن لا يدلخها الشياطين فإن أتي بنص علي ذلك فكان أولي أن يُعمل به..
أما ليس هناك نص ومعلوم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم فمن أجل ذلك يحتاط الإنسان ولا يثق بنفسه أبدا,, فمن توكل علي نفسه ضل وخذل,, ومن توكل علي الله عز وجل فهو موفق,, فالإنسان لا يثق بنفسه يعني لا يثق في أنه لا يهزمه الشيطان,, فإن الشيطان وسوس إلي آدم وهو نبي وبلا شك آدم عليه السلام أفضل من كل البشر إلا الأنبياء يعني,,
*فضل عائشة كانت فقيهة وتعلم مقاصد الشرع حقا فتعمل بها حقا وكانت عائشة تبتعد عن مواضع الشبه والمفاسد..
*درأ المفاسد مقدم علي جلب المصالح عند التعارض فامتناع عائشة عن تقبيل الحجر درءا لمفسدة الاختلاط..
وذكرنا هذا المثال أن أحيانا إنسان يتعرض ل مشكلة وهو تعارض بعض الأمور الشرعية وواجب مع واجب ومحرم مع محرم.. قلنا أنه في هذه الحالة يختار أقلهما مفسدة ولا يعلمها إلا العلماء فلا بد أن تعرض علي عالم,, ولذلك الإشكال الأخير الذي حدث في السياسة لا يخرج منه إلا العلماء لأن العلماء غالبا هم الذين يعلمون المفاسد وأفسد المفسدتين فيختاروا أقلهما ضررا ويظهر للرائي من بعيد أن هذا العالم اختار مفسدة..
وفي الحقيقة أنه اختار أقل المفسدة فلابد من التنبيه أن الإنسان لو رأي احد العلماء رجح شيئا يعني اختيار مثلا بعض الاختيارات أنهم يدخلون مجلس الشعب والسياسة,, فهذا شر, فلماذا اختاره العلماء؟ لأن الاختيار الأخر أشد منه وأفسد.. فمن قال ذلك؟؟ العلماء لما يجلسوا ويدرسوا هذا وهذا ويختاروا,, يختاروا دون ذلك
والعجيب أن بعض آحاد الناس الذي لم يُؤتي من العلم ما أوتي العلماء يحاول أن يهاجم العلماء بالجهل ويقول لهم أنهم جهلاء أصحاب أهواء يتبعون مصالحهم ودخلوا في هذه السياسة اتّباعا لأهوائهم ومصالحهم ومكاسب (الكحكة) يريدون أن يأكلون منها,, وغير ذلك من ذم العلماء بالأهواء وهذا أول الضلال فلا يتهم إلا نفسه ويعلم أن العلماء عندما يختارون شيئا يتهم نفسه ولا يتهم العلماء ويقول لعلهم أن يكونوا علي الصواب ولكن لا أتسطيع أن أعدل عن هذا الأمر الذي اختاره علماء آخرين.. أما إذا لم يوجد أحد من العلماء اختار ذلم فلابد أن يراجع نفسه..
وهناك أمر آخر: من من العلماء يختار ذلك؟؟ الفقهاء,, يعني مثلا أمر سياسي واجتمع العلماء من أجل يختاروا قولا,, والفقهاء اختاروا قول,, وبعض المشايخ ليس فقيها كأن يكون واعظا مثلا اختار قولا آخر.. وكلٌ يعمل ما أُوتي من علم لكي يضعه في المكان الصحيح فهي أمور سيعرض علي ربه وهذه الحقائق ستنجلي يوم القيامة..
فلابد للإنسان أن يتسفتي أهل العلم المسئولون عن هذا العلم..
مثال: بعض العلماء متميز في السيرة مثلا هل يجوز أن يفتي في نوازل المسلمين؟؟ يحرم عليه أن يفتي في نوازل المسلمين,, يحرم عليه, لماذا؟؟ لأنه لم يؤتي أدوات الاجتهاد التي تؤهله للفتوي رغم أنه شيخ كبير في السيرة وعالم من العلماء في السيرة ولكن يسأل في السيرة عندما يكون هناك مسألة مشلكة في السيرة فنسأله فهذا تخصصه..
كالطبيب والتمرجي ,, فهل يصح للتمرجي يعمل عملية قلب مفتوح؟؟ لا طبعا فهذا ليس معقولا لا عقلا ولا عرفا ولا أي شئ..
فكذلك كل تخصص له أسئلته "واسألوا أهل الذكر"  وأهل الذكر هم أهل التخصص في هذا
*الأمر الأخير والفائدة الأخيرة هو أن منع الاختلاط من معاني الحجاب,, بمعني أنه يريدليقول أن الحجاب نزوله أمر بعدم الاختلاط لما قال: قلت أبعد الحجاب أو قبله؟؟ قيل إي لعمر لقد أدركته بعد الحجاب,, معني هذا الأمر أن العلماء فهموا أن الأمر بالحجاب أمر باعتزال المرأة للرجال فتحتجب عن عيون الرجال ف ما بالك أجساد الرجال؟؟ فالأولي الاحتجاب عن جسد الرجل إن كان يحرم عليه النظر فحرمة اللمس أولي من حرمة النظر,, واختلاط الرجال بالنساء يعرض النساء إلي احتكاك الأبدان مع النساء وهذا معلوم أنه منكر ومحرم..
نكتفي بهذا القدر..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق