>

الخميس، 29 يناير 2015

باب بيان عظم حق الزوج على زوجته .... الملاطفة والملاعبة والمزاح بين الزوجين


نستكمل باب بيان عظم حق الزوج على زوجته 

عن عبد الله بن اوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو كنت آمرا أحدا ان يسجد لغير الله لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه "
هذا الحديث ساقه المؤلف في بيان عظم حق الزوج على زوجته وذكرنا جملة من  الحقوق والأمور التي اذا فعلتها المرأة كان هذا من حق زوجها عليها وأيضا تطيبا لحق الزوج فنستكمل ما ذكرناه والامر الذي يجلب الألفة بين الزوجين وان المرأة لو فعلت هذا كان هذا سببا لرضا زوجها عنه الا وهو الاهتمام بمظهر الزوج وهذا يؤدي الى
إيجاد المودة والرحمة بينهما لان الزوج اذا احس باهتمام زوجته به ذلك يغرس في قلبه محبة الزوجة فمثلا تقوم الزوجة بتنسيق الملابس ووضعها في اماكنها واذا أراد الخروج تشاركه في انتقاء الملابس التي سيخرج بها الى غير ذلك من الأشياء التي يشعر الزوج منها بان زوجته تهتم به .

الامر الآخر الا وهو الملاطفة والملاعبة والمزاح بين الزوجين كثير من البيوت تفقد المزاح والكلمات الطيبة بين الزوجين فالدنيا مليئة بالهموم التي ترهق الزوج كما ترهق الزوجة وكان من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يلاطف عائشة رضي الله عنها كما انه كان يلاطف أصحابه ويسابق عائشة رضي الله عنها هذا كله يجلب المودة بين الزوجين وكذلك الزوجة ينبغي عليها ان تلاطف زوجها وان تبادله الكلمات الحسان فان هذا يجلب المحبة في قلب الزوج وكذلك المزاح بين الزوج والزوجة يجلب المودة والألفة.... لا تبنى البيوت على الأوامر وما يقام في مجالس الإدارة والشركات يأمر أمر لا بد أن ينفذ وهي كذلك تأمر أمر لابد أن ينفذ ولكن هذه حياة وعشرة طويلة تطول يوميا بالساعات بين الزوجين فان لم يكن بينهما ود ومحبة فتغلق القلوب بعضها من بعض وسيتأثر كل فرد عن الآخر ويحمل في قلبه أشياء ربما تضر بالعلاقة بعد فترة من الزمن.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق " بوجه فيه بشارة وهذا المعروف هو سر الحياة بين الزوجين ان يكون بينهما ود وان يكون بينهما معروف في اللقاء ومودة في العشرة.
 والمزاح بدوره يذيب العلاقات السيئة والخلافات التي تتراكم في القلوب ... المزاح يرسل رسالة بانه سعيد باللقاء ..لو ان الانسان يجلس مع شخص يرسل رسالة اليه انه سعيدا بهذا اللقاء اما لو كان عبوسا او شاردا لا يريد ان يتكلم كثيرا وغير ذلك فهذا يجعل الآخر يأخذ عنه انه لا يريد أن يجلس معه  وكذلك الزوج كلما مازح زوجته كلما شعرت من نفسها انه سعيد بالكلام واللقاء مع زوجته .
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك مع الصحابة وكان يفعل ذلك مع زوجاته رضي الله عنهم جميعا فهذا من الخلق الحسن.
وقلنا قاعدة قبل أن نبدأ في هذه الدورة بأن الانسان حسن الخلق سيعيش سعيدا في بيته لو كان صادقا في هذا الخلق الحسن لا يمثل كان حسن الخلق سجية فيه.
حسن الخلق نوعين حسن خلق جبلي بأنه لا يتكلف ان يكون حسن الخلق هذه اخلاقه التي تربى عليها ولا يحسن غيرها وهناك قوم آخرون يمثلون حسن الخلق يجاهدون انفسهم في تحويل شخصيتهم من شخصية سيئة الى شخصية حسنة وهؤلاء الناس ربما ينجحون بنسبة كبيرة في تحويل الاخلاق السيئة الى اخلاق حسنة لكن سيكون عندهم ترسيبات قديمة لا يستطيع ان ينتصر عليها اقوى منه وهو عامل الزمن والتربية والسنين التي جعلته سيء الخلق ويصارع  هذا الخلق ربما انتصر عليه أحيانا وربما غلبه أحيانا هذه الشخصية ربما لا تستطيع ان تنازع سوء خلقها او تغلبه في كثير من الأحيان ويظهر ذلك اذا تكلم على سجيته وعاشر زوجته تسأل الزوجة وتقول انه في بيته شخص واذا خرج شخص آخر هذا هو من هذا النوع له اخلاق يصارعها فاذا دخل في الراحة في البيت همدت قوته في ان يصارعها على اهل بيته كثير الخناق كثير الزعيق كثير المشاجرة مع أولاده اذا دخل البيت كان قطعة من سكنة عسكرية لا احد من الأولاد يتحرك الزوجة تفعل ما تؤمر به الكل يتمنى اللحظة التي يخرج فيها من البيت ولو للحظات اذا نزل في مكان ما يفرحون لانهم سيتنفسون الهواء والحرية بعض الدقائق واذا رجع استاءوا جميعا  .
وهناك شخص آخر زوج آخر إذا دخل بيته فرح الكل وسعد الأبناء لأنه يلاعبهم ويحمل معه الهداية لهم وكذلك الزوجة تكون سعيدة لأنه يبادلها المزاح ويبادلها الكلام لا يكون عبوسا في البيت.
فالأخلاق تظهر داخل البيوت حقيقتها تظهر داخل البيوت وهذا البيت سر فيه من الاخلاق ما فيه من الزوج والزوجة والابناء ربما يمثل بعض الشيء مع أصحابه ولكن لن يستطيع ان يمثل هذا الدور كثيرا داخل البيت.
هذا تحليل لبعض الشخصيات والأخلاق ما العلاج؟
ما هو علاج هذه الشخصية؟ ... هذه الشخصية مسكينة سواء كان الزوج أو الزوجة ويحتاج الى مساعدة كل من في البيت.
مسكينا لأنه أحيانا يكون كريما في خارج بيته يعزم أصدقائه وداخل بيته بخيلا جدا هذا الرجل هو في الحقيقة بخيل ولكن هروبا من هذه الصفة يحاول ان ينتصر عليها خارج البيت وإذا دخل فقد السيطرة على نفسه وقفزت هذه الصفة على اخلاقه وانتصرت عليه وكذلك صفات ربما يقاومها خارج البيت لكن داخل البيت لا يستطيع المقاومة.
ما هو دور من داخل البيت في علاج هذه الشخصية؟
لابد من مساعدته لابد من تحليل هذه الشخصية امامه ونقول له انت لابد ان تتخلص من هذه الاخلاق السيئة لأن هذا الخلق لن ينفعك في الآخرة ولابد أن تكون مخلصا عندما تقرر أن تنتهي من هذه الصفة لأن الإخلاص هو الشيء الوحيد الذي سيعالج الأخلاق السيئة أنه يريد وجه الله عز وجل بالتخلص من هذه الشخصية والزوجة تساعده بتحميسه وإظهار هذا الخلق فيه .... تقول له أن هناك مرض لابد من التخلص منه .... المصارحة.
والصبر على اذى الزوج لأن كلما ازداد أذى الزوج كلما ازدادت التعقيدات أكثر وكلما كره أهل البيت هذا الزوج أكثر.
خلاصة هذا الموضوع أن الزوجة كالزوج ولابد أن تحسن معاملة الزوج حتى تستطيع أن تأخذ منه أفعالا حسنة كما قالوا قديما أملأ قارورتك بما تحب أن تشرب ....  القارورة الوعاء الذي يوضع فيه السوائل لو الإنسان وضع فيه ماء وأراد أن يشرب سيشرب ماء وإذا وضع فيه عسلا وأراد أن يشرب شرب عسلا فاذا الاخلاق الحسنة هي مبادلة.
كان هناك شخصية سيئة جدا تأتي امام أحد المشايخ تتكلم باحترام شديد تغض طرفها لا تستطيع أن تتكلم بكلمة وإذا قال له شيء يفعله مباشرة وليست هذه شخصيته فسألوه أصدقائه لماذا أمام هذا الشيخ تفعل هذا قال هذا الشيخ لم أرى منه قط معاملة سيئة ودائما يتكلم معي بأدب وباحترام وانا لا أستطيع أن اعامله بغير ما يعاملني رغم أن هذه الشخصية سيئة بشهادة كل الأصدقاء لكن عندما تعامل معه بطريقة بادله هذه الطريقة كما قيل أن الاحسان يؤثر الاخلاق كلما أحسنت الى الشخص كلما أخذت منه خلقا حسنا .... وكذلك الزوج والزوجة كلما تعاملت الزوجة مع زوجها باحترام كلما بادلها هذا الاحترام والعكس بالعكس.
هل يتصور مسلم أن الزوجة تسب زوجها وتشتمه بأفظع الشتائم تضطر الزوج أن يسبها مثل ما تسبه وليست هذه أخلاقه قالوا له الجيران والأقارب أنت في حياتك لم تشتم هذه الشتائم لماذا تستعملها مع زوجتك قال هي علمتني هذه الشتائم.
إذا الدنيا كما انت ترمي بالسهام تلقى عليك والزوجة إذا بادلت زوجها المزاح بادلها المزاح لا يمكن أن تتحجج المرأة بأن زوجها مريض نفسيا عنده اكتئاب كلما أمازحه نظر في وجهي ولم يبتسم مكتأب وهي كذلك يقول كلما أمازحها وهي غضبى دائما صوتها مرتفع دائما منزعجه دائما متعصبة .... لابد من وقفة مع النفس لأن ذلك سيفلق البيت فلقتين وأن الزوج سيكره البيت دائما خارج البيت لا يدخل البيت الا قليلا كره البيت لولا سريره في البيت ما دخل البيت.
فأصبحت البيوت هشة بسبب سوء الخلق .... فليس عذر أن يكون عنده اكتئاب او غير ذلك مما يقولون وهو بعيد كل البعد عن الشرع فالقريب من الشرع لا يأتي له اكتئاب الذي يقرأ قرآن ويتدبر فيه ويقرأ سنة النبي صلى الله عليه وسلم وينظر في كتب العلم ويهتدي بنور الهدي سيكون بعيدا عن الامراض النفسية كلها والعكس بالعكس لو ألقى نفسه في الدنيا ولم يستطع أن ينجوا منها وبعد كل البعد عن الهدى والنور كان أقرب أن يكون فريسة لهذه الأمراض النفسية .... علاجها القرب من الشرع.
الأمر الآخر أن المرأة تحسن استقبال زوجها ولا تفاجئه بالأخبار السيئة اول ما تراه اولادك عملوا كذا وكذا تشتكي دائما ...لا تفاجئه بما يحزن من الأخبار لعل ان يكون لديه هموم من العمل وغير ذلك فيكره هذه الاخبار السيئة ومن قالها ... وربما ينطبع في ذهنه أنها كلما قابلته كلما بشرته بخبر سيء.
والعكس بالعكس لو كانت المرأة تخبئ له الاخبار الحسنة وتفاجئه بها سيكون سعيدا بلقائها دائما.
وينبغي للمرأة أن تستقبله ببشاشة وجه وحنان وأن تواسيه في المصائب وتوفر له الراحة والهدوء في بيته والمودة والرحمة وهناك قصة وهي قصة السيدة خديجة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم منذ نزول الوحي وكذلك أم سليم وهي زوجة أبا طلحة فقد مات ولده وأخفت ذلك عنه وتزينت له وتجهزت ثم ساقت له الخبر بطريقة ذكية ايمانية ادهشته.
ومنها أن ان مات لها قريب لاتحد عليه أكثر من ثلاث ليال لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاث الا على زوج أربعة أشهر وعشرا فإنها لا تكتحل ولا تلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب ولا تمس طيبا الا اذا طهرت من محيضها نبذه من قسط اظفار (نوع من العطر) " وهذا رعاية لحق الزوج لو مات أبوها لا تحد أكثر من ثلاثة أيام وتأتي في اليوم الثالث تتعمد وضع الطيب حتى تقطع هذا الحداد وكذلك لو مات اخوها أو ابنها لا يحل لها أن تستمر فوق ثلاث ليال بهذا الحداد والحداد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكتحل ولا تلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب ولا تمس طيبا الا اذا طهرت وكذلك تخلع الحلي لا تلبسه وغير ذلك من احكام الحداد التي سنذكرها في وقت لاحق ... فهذا رعاية لحق الزوج وأن يؤخذ من هذا الحديث فقهيا أن الله عز وجل جهل هذه الثلاثة أيام وقت متوسط معتدل لأن المرأة تبتعد عن زوجها .
فهذا في الحداد وهو امر من الأمور الكريهة على النفس والشديدة وكل مصيبة أخف من ذلك ومعنى ذلك نأخذ من هذا الحديث بالقياس أن المرأة لا يحل لها أن تمتنع عن وضع الزينة لزوجها ثلاثة أيام وتمتنع عن زوجها ثلاثة أيام والحداد الامتناع عن وضع الزينة من حلي وطيب وغير ذلك من الزينة.
ثلاثة أيام جعله الشرع وقت معتدل إذا ارادت المرأة أن تحد على غير زوجها أما على زوجها فقد سقطت الحقوق ليس على أحد حق فيها الا زوجها فتحد أربعة أشهر وعشرة أيام لا تخرج من بيتها الا لضرورة أو حاجه لا تلبس ثوبا فيه زينة لا تضع طيبا لا تلبس حليا هذه أحكام الحداد للمرأة هذه أحكام المرأة لابد أن تتعلمها وتتفقه منها وتأخذ منها أن حق الزوج عظيم  والله عز وجل راعى هذا الحق في الموت اذا مات ابوها أو ابنها تراعي هذا الحق لزوجها ولا تبتعد عنه أكثر من ثلاثة أيام وتضع الطيب وغير ذلك أما تنبعث منها رائحة الثوم والبصل ورائحة الاكل بالنهار وبالليل نائمة لا تبال بمظهرها وتمكث على ذلك أياما طويله ثم بعد ذلك تشتكي من زوجها ولا أدري ممن الشكوى هل من الزوج ام من الزوجة وأصبح الامر بين الزوجين لا تستطيع أن تستخلص منه من هو المخطئ كل أخطأ في حق صاحبه .
أيضا من الحقوق الا تصوم نفلا وهو حاضر الا بإذنه كما جاء عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد الا بإذنه " شاهد أي حاضر غير مسافر ولما جاءت امرأة صفوان بن المعطل تشكو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمورا ذكرت منها انه يفطرها إذا صامت فسأله صلى الله عليه وسلم عما قالت فقال فيما قال واما قولها يفطرني إذا صمت فإنها تنطلق فتصوم وانا رجل شاب فلا اصبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لا تصوم امرأة الا بإذن زوجها.
امرأة صفوان بن المعطل ذهبت تشتكي زوجها الى النبي صلى الله عليه وسلم أمر كثير ما يحدث بين الزوجين ان تحدث لطول العشرة بينهم سوء فهم وبعض التصرفات التي يظن الآخر انها اغتصاب لحقه فشكت للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم حكم بينهم الا تصوم المرأة الا بإذن زوجها وهذا حق عظيم له ربما المرأة عندما تسمع ذلك تقول اريد ان اصوم وربما يدخل في نفسها هذا الامر ويدخل الشيطان ويوسوس لها انها تصوم والصوم افضل من طاعة الزوج والصوم قربه ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا وتستحضر احاديث فضل الصوم فيكبر عندها هذا الامر فتصوم وتخالف زوجها وهذا هو الامر الذي يسمى عدم الموازنة بين الطاعات ان هناك منازعة بين الطاعات أي ان الطاعات يزاحم بعضها البعض فلابد للمسلم ان يعرف كيف يوظف هذه الطاعات تسمى واجب الوقت كل وقت له طاعه افضل مما تبذل فيها من هذه الطاعات .... رمضان وقته القرآن الحرم الصلاة والطواف وكل وقت له طاعة فاذا تزاحمت هذه الطاعات والمرأة كانت نيتها خالصه وهي طاعة ربها وقربها منه قدمت الأفضل فالأفضل نضرب مثال بما نحن فيه امرأة ارادت ان تصوم وكلما طالبت زوجها قال لا يدخل الشيطان الى قلبها ويوسوس لها ان زوجها متعنت انه لا يصوم فيريدك الا تصومي مثله ويدخل الشيطان بوساوس يجعل المرأة تتأذى من هذا الامر نقول لهذه المرأة ماذا تريدين من الصوم تقول قربة لله وطاعة له وازدياد في عمل الصالح نقول لكي بحسن نيتك وقصدك عفا الله عنك واعطاك الاجر دون تعب فان انت قعدت بلا صيام لان زوجك يرفض ذلك أخذت اجرا اكبر من هذا الاجر وهو طاعة الزوج وربما اعطاك الله اجر الصيام اكمل ما يكون بسبب نيتك الصالحة فاحسني هذه النية تؤجري ربما تكون النية ابلغ من العمل وافضل من العمل فالمرأة اذا قامت في الصباح وارادت ان تصوم وقالت لزوجها وقال لها لا فقالت له سمعا وطاعه فقلمت اكلت وشربت ربما أعطاها الله عز وجل بهذه النية الصالحة اجر صيام هذا اليوم كاملا اكمل ما يكون .... والعكس بالعكس لو قالت لزوجها اريد ان اصوم فقال لا قالت له رغما عنك سأصوم ولن افطر فهل هي حافظة على الاجر هي ضامنة للأجر فربما بمعصية زوجها حرمها الله عز وجل من الاجر وعاقبها .... صيام طويل وتعب وعطش وليس لها اجر الا الجوع والعطش اليس هذا عقاب من الله عز وجل تصوم وليس لها اجر هذا عذاب ... إذا فالنية الصالحة للمرأة وحب طاعة ربها ستجعلها يقينا تفعل ما يأمرها به ربها وامرها ربها الا تصوم الا بإذن زوجها فتقول سمعا وطاعة.
قال أحد العلماء ان حق الزوج آكد على المرأة من التطوع بالخير لأنه حقه واجب والقيام بالواجب مقدم عن القيام بالتطوع لو الزوج قال لزوجته لا تصومي هذا واجب عليها الا تصوم ... وسبب هذا التحريم ان الزوج الاستمتاع بزوجته في كل وقت وهذا الحق على الفور فلا يفوت بالتطوع لان الصيام واسع فكانت عائشة رضي الله عنها تقضي ما عليها في شعبان تؤخره سنه لتقضيه وذلك لحق النبي صلى الله عليه وسلم عليها ... الحالة الوحيدة التي يحرم على المرأة ان تطيع زوجها بعدم الصيام هو ضيق الوقت بهذا الصوم عليها أيام ولم يتبقى على رمضان الا هذه الأيام ففي هذه الحالة لا يجوز للمرأة ان تؤخر الصوم عن هذا الوقت واذا منعها زوجها لا تطيعه لانه تعارض حق زوجها مع حق ربها فيقدم حق الله عز وجل .
أيضا من الحقوق التي تؤذي الزوج الغيرة المذمومة الغيرة خلق في كثير من النساء غير انها تصل الى حال مذموم فالمذموم منها التي تتأجج في صدر صاحبتها نارا تشعل جيوش الظنون والشكوك كل آن فتحول الحياة الاسرية الى جحيم لا يطاق عن انس رضي الله عنه قال قالوا " يا رسول الله الا تتزوج من نساء الأنصار قال صلى الله عليه وسلم " ان فيهن لغيرة شديدة حديث صحيح في النسائي لذلك لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ام سلمه الا بعد ان دعا ان يذهب الله غيرتها.
قالت ام سلمة : فلمَّا تُوُفِّي أبو سلمة استرجعتُ، وقلتُ: اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها. ثم رجعتُ إلى نفسي فقلتُ: مِن أين لي خيرٌ من أبي سلمة؟ فلمَّا انقضَتْ عدَّتي استأذن عليَّ رسول الله وأنا أدبغ إهابًا لي "الجلد"، فغسلتُ يدي من القرظ ( الملح الذي يدبغ به )وأذنتُ له، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف، فقعد عليها، فخطبني إلى نفسي، فلمَّا فرغ من مقالته قلتُ: يا رسول الله، ما بي أن لا تكون بك الرغبة فيَّ، ولكني امرأة بي غَيرة شديدة، فأخاف أن ترى منِّي شيئًا يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلتُ في السن وأنا ذات عيال
فقال: "أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغَيْرَةِ فَسَوْفَ يُذْهِبُهَا اللَّهُ مِنْكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ السِّنِّ فَقَدْ أَصَابَنِي مِثْلُ الَّذِي أَصَابَكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْعِيَالِ فَإِنَّمَا عِيَالُكِ عِيَالِي"
فقالت: فقد سَلَّمْتُ لرسول الله فتزوجها  
فقالت أمُّ سلمة: فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرًا منه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
اما الغيرة المقبولة التي لا تتسلط على صاحبتها فهي مقبولة.
 عَنْ  أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  ، قَالَ : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ  فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ ، فَضَرَبَتِ الَّتِي فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ ، فَجَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْفِلْقَتَيْنِ ثُمَّ جَعَلَ يَجْعَلُ فِيهِمَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ ، وَيَقُولُ : غَارَتْ أُمُّكُمْ ، وَحَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أَتَى بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا ، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا ، وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْها " ...عدل 
اما الغيرة المحمودة فهي التي تكون إذا ما انتهكت محارم الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ان الله يغار وان المومن يغار وان غيرة الله ان يأتي المومن ما حرم الله عليه  
فالغيرة مذمومة الا في بعض الأحيان وربما تصل الا يطيق الزوجة لهذه الغيرة فيصلوا في النهاية الى طريق مسدود لا تستطيع المرأة ان تتحمل هذه المواقف وتشك في كل شيء يفعله حتى وصلوا في النهاية انه لا يطيق الزوج ذلك ولن يستطيع ان يتحمل هذا الامر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق