>

الأربعاء، 14 يناير 2015

مصالحة الزوج إذا غضب













بسم الله الرحمن الرحيم

مصالحة الزوج إذا غضب

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم أما بعد،،
نستكمل باب عظم حق الزوج على زوجته وورد فيه حديث عن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه" والقتب هو رحل البعير
وذكرنا بعض حقوق الزوج على زوجته وقلنا أن الله عز وجل عظم حق الزوج وأعطى له حقوقا كما أعطى للمرأة حقوق، وأنه لابد للمرأة حتى ترضي ربها أن تعطي للزوج حقه ولا تبخسه حقه والصدام مع الزوج يغضب الله عز وجل، وحقوق الزوج على زوجته حقوق عظيمة لابد للمرأة أن تراعيها ولا بد للمرأة أن تبالغ فيها حتى تتقرب إلى الله عزوجل 
وذكرنا بعض الحقوق ووقفنا عند حق "مصالحته عند الغضب" من أعظم حقوق الزوج ومن أعظم الطاعة أن الزوج إذا غضب أن تحرص المرأة على رضاه ومن حقه عليها إن غضب بسبب خطأ الزوجة أن تبادر بالاعتذار والتأسف ولا تتكبر الزوجة لأن هذا الأمر من الشيطان وأن الشيطان إذا أراد أن يدخل مدخلا بين الرجل وامرأته دخل من جهة الكبر ودخل من جهة الكرامة وهذه النعرات لما يزكيها الشيطان تبدأ العلاقة تسوء بين الرجل والمرأة فالمرأة لابد أن تنتبه ولا بد أن يسهل عليها الاعتذار جدا، يكون أسهل شئ عليها الاعتذار وتعتذر المرأة بأسلوب ليس فيه عجرفة ولا كبر (طيب أنا آسفة ) كده، لا، تعتذر اعتذارا حقيقيا يشعر الزوج من خلال هذا الاعتذار أنها صادقة في التأسف وكذلك الزوج نصيحة له أنه إذا أخطأ في حقها وربما يكون هذا الخطأ أمرا يسيرا، تكون من الأمور العادية التي ربما تكون مخالفة لنظام معين من أنظمة البيت التي ترتاح من خلالها المرأة، المرأة أحيانا تضع قوانين للبيت مثل القوانين العسكرية بل هي أشد من القوانين العسكرية ومخالفتها تؤدي إلى إنصداع في البيت وهذا أمر لابد أن يكون فيه مرونة أكثر من  ذلك، لأن قوانين البيت بحيث أن يكون البيت منظم ولا تتعب في المرأة في تنظيمه يكون هناك قوانين، مثلا الرجل لا يدخل بحذائه على الأرض، دخوله يسبب اتساخ الأرض ، يحتاج إلى تنظيف أكثر وإرهاق أكثر والوقت لا يكفي لهذا التنظيف المستمر، فيكون مكان للأحذية مخصوص، أخطأ الزوج في يوم ما ودخل لا مانع من أن يعتذر ولا مانع من أن ينظف ما توسخ كل هذا أمور عادية ولكن لا تنشأ الحرب بسبب هذا، أخطأ الزوج لا بأس، أخطأت الزوجة لا بأس ولكن الاعتذار يكون هو سيد الموقف والاعتراف بالخطأ يكون هو سيد الموقف 
أما الكبر والاستعلاء لو دخل بين الزوجين فهذا يأذن بخراب البيت، قال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عزوجل في الجنة ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غمضا حتى ترضى" الودود: التي تتود إلى زوجها وقد وصف الله تعالى الحور العين في سورة الواقعة بأنهن عُروب جمع عَروب وهي المرأة المتحببة إلى زوجها، الولود:التي ليست بعقيم بل هي كثيرة الولد وقالت في لفظ هذه يدي في يدك أمدها لمصالحتك لا أكتحل بغمض أي لا أنام حتى يذهب ما بيننا من خصام ومعنى هذا أنها سهلة الخلق لينة العريكة إذا غضبت لم يطل غضبها بل تسرع بالرجوع إلى مألوف عادتها 
هناك شبهة أنا أذكر الحديث مرة أخرى ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها، التي إذا غضب (هوالذي غضب) جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غمضا حتى ترضى،، غضب الزوج يكون بسبب حالتين، الحالة الأولى أن تكون زوجته هي المخطئة، فيغضب أو يكون ظالما لها فيغضب، هذا الحديث يتنزل على أي حالة؟ الحالة الأولى بلا شك أنها مخطئة وظالمة ولابد أن تعتذر حتى تخرج من الإثم، كلمة أهل الجنة أمر فاضل وليس أمر فرض، يعني لا تأتي بالفرض حتى تكون من أهل الجنة لأن هذا الواجب عليها أما الذي رفع درجتها وذكرها أنها من أهل الجنة أن الزوج إذا غضب في جميع الجالات إن كانت هي ظالمة له أو هو ظالم لها، جاءت فتعتذر إليه وهذا لا يكون إلا من امرأة وافرة العقل، وتريد أن يهدأ حال بيتها، وهذا جزاؤها الجنة وهذا لا شك فيه
ولا يصبر إلا قليل من النساء وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم أن النساء أكثرهم من أهل النار فلا ينجو من النساء إلا التي فعلت ما أمرها النبي صلى الله عليه وسلم به، النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار" ولذلك صبر المرأة على ذلك وفعلها ذلك بحق زوجها كما أن الإبن يفعل ذلك مع أمه لحقها، ويفعل ذلك مع أبيه لحقه، لو غضب أبوه وهو ظالم له لا يغمض له عين حتى يرضى، بعض الناس بيعامل الإساءة بالإساءة ونقول هذه المعاملة تكون مع الأقران، الإساءة بالإساءة مع الأقران والأفضل في حق ذلك أن يقابل الإساءة بالإحسان أما في حق الفضلاء كالآباء والأمهات والزوج لا تكون الإساءة بالإساءة مطلقا بل واجب عليه وفرض عليه أن يقابل الإساءة بالاحسان وهذا من البر لو أن الأب غضب من إبنه أو الأم غضبت من ابنها واجب عليه أن يبره، وكذلك الزوج إذا غضب على زوجته واجب عليها أن تبره، كبرها لأبيها وأمها بألا تغضبه ولا تزعجه بل حقه أكبر من حق أبيها، حق زوجها أكبر عليها من حق أبيها 
فهذا واجب عليها ذلك، والله عزوجل أراد أن يختبر صدق النوايا وحسنها وأراد أن يظهر أسرارها وأراد الله عزوجل أن يظهر ما كان في علم الغيب عنده من حسن القصد والإخلاص لله عزوجل والمتصنع بماذا يظهر الله عزوجل ذلك؟ يظهره بالابتلاء، رجل دائما يقول أنه برا بأمه، فنظرنا في حال أمه وجدناها دائما منعمة عليه، ومحسنة إليه، لم تزعجه في يوم ولم تطغى على حقه في يوم، فالعقل يقول أن هذا البر في مقابل هذا العمل فيدخل في هذا البر شائبة والشائبة أنه يرد الإحسان بالإحسان ولا يرده برا، 
مثال عكسي: أم تظلم ابنها وتزعجه دائما لا ترضيه وهو في مقابل ذلك يحسن إليها ويبرها ويخدمها ويلا ينام حتى يطمئن عليها، هل هذا الولد مثل السابق؟ في الإحسان؟ بلا شك لا، بلا شك يدل هذا الفعل الثاني على إخلاص الولد في البر إخلاص الولد في بره لأمه 
المثال هذا انقليه مباشرة إلى الزوج، زوج محسن إلى زوجته ويعطيها ما تريد، لا يضرها ولا يظلمها، لا يجرحها بكلمة فهي في المقابل تحسن إليه لا تغضبه تراعي حقه، فهذا الأمر أيضا يدخله شائبة، أما ابتليت المرأة بسوء خلق الزوج ومع ذلك هي تصبر عليه وتعطيه حقه ولا تظلمه فهي المرأة التي تفعل ذلك من أجل رضا الله عز وجل، فإذا ابتليت المرأة بنيتها ظهر حسن نيتها وإخلاصها لله زوجل
فلو أن الزوج حسن الخلق وهي ترد الإحسان بالإحسان فهذا يحدث مع المسلم والكافر أما إذا كان سئ الخلق وتعامله بحسن خلق وتعامله بإحسان فهذا لا يحدث إلا من خالص النية وصادقها، والذي لا يريد إلا وجه الله عزوجل، المقصود من هذا المثال أن أحيانا المرأة إذا ذكرنا لها هذا الحديث بأن المرأة التي من أهل الجنة إذا غضب زوجها جاءت إليه حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غمضا حتى ترضى
 تجد المرأة تعترض مباشرة وتقول هذا ليس في جميع الأزواج ده زوج يستاهل يتعمل معاه كده، زوج حقيقي يوفي بحقوقه، فهذه شبهة، والرد على هذه الشبهة أنه الإحسان بالإحسان ليس فيه فضل إنما كل الفضل يحدث إذا قوبل الإساءة بالإحسان ،، إذا قوبلت الإساءة بالإحسان فهذا هو الفضل وهذا هو دليل الإخلاص ،، بر الوالدين الظالمين لابنهما بر يدل على إخلاصه لهما لهذا البر، وكذلك المرأة إذا كانت تعطي زوجها حقه كاملا رغم أنه ظالم فهذا يدل على إخلاص النية ومقصود هذا الحديث هذا الأمر، 
الأمر الآخر من حقوق الزوج، إجابة الزوج إذا دعاها للفراش من أعظم حقوق الزوج التي عظمها الله عزوجل أن تطيع الزوج في أي وقت يشاء ويريد، حق الزوج في الفراش فالزوجة ان امتنعت عن زوجها ان دعاها للفراش بغير سبب فقد ارتكبت كبيرة من الكبائر، ولو امتنعت عن الزوج للدلال أو للضغط عليه أو لوضع أنفه في التراب أو من أجل أن يأتي الزوج لها بما تشتهي وبما تريد بغير سبب شرعي فقد ارتكبت الزوجة كبيرة من الكبائر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها زوجها..
فهذا دليل قوي وعيظم والذي نفسي بيده، نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، تأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها، دليل على تحريم امتناعها من الفراش لغير عذر شرعي كالحيض، بل الحيض ليس سببا في الامتناع من الفراش فيجوز أن يأتيها وهي حائض في غير المكان بل يستمتع بها فوق الإزار كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، وكذلك تلعنها الملائكة حتى تصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح،، لعنتها الملائكة حتى تصبح، أمر يدل ذلك على أنه كبيرة وحق فعلا بأن هذا الأمر ربما يسبب تصدعات شديدة في البيت، امرأة تشتكي زوجها دائما وتقول أنه يعاملني معاملة سيئة ويريد أن يتزوج على ويكرهني ويفعل ويفعل ويفعل، كلام ظاهره أنه رجل ظالم إذا جلستي مع الزوج يخرج ما عنده يشتكي تمنعني الفراش، تتمنع عليّ وإذا وجهت هذا السؤال للمرأة تقول من حقي هذا حق لي، أنا لست كالبهيمة، ويظهر سر المشكلة السر هو امتناع المرأة عن فراش زوجها حتى انكسر الزوج وحس أنه مذلول في هذا البيت فقرر أن يرفع الذل عن نفسه بأن يتزوج امرأة أخرى وأنه يرفع عن نفسه هذا الذل لهذه المرأة ويفعل ما يريد فقرر من هذا أن يعاملها معاملة سيئة وأن يتزوج عليها
كلام يحدث كثيرا في المشاكل الزوجية، مشكلة السبب الرئيسي فيها هو المرأة والزوج بناء على ذلك رد هذا الأمر بظلم فلابد للمرأة أن تلتزم بالآداب الشرعية وأن في بيتها لابد لها أن تكون من المؤمنات القانتات التي تطيع ربها في طاعة زوجها  فهناك أمور وأشياء ربما تكون هي السبب الرئيسي في كسر الحياة الزوجية ويكون السبب فيها هو البعد عن الشرع، والبعد عن العلم الشرعي 
إرضاع الأطفال وحضانتهم، الحضانة وإرضاع الأطفال من الحقوق الزوجية، والحكمة الإلهية جعلت هذه العاطفة في الأم، الطفل يحتاج إلى أمه حاجة تتصل بكيانه، قول النبي صلى الله عليه وسلم أنت أحق به ما لم تنكحي قالها لما شكت المرأة زوجها، فمدى الاهتمام بتربية الأطفال وحضانتهم هذه من الحقوق الزوجية وفي الحقيقة موضوع تربية الأطفال مشترك بين الرجل والمرأة، والمرأة لها دور هام في تربية الأطفال كما أن الزوج أيضا له دور كبير في تربية الأطفال فإذا تخلى الزوج عن دوره في هذه التربية حدث للأطفال خلل، وكذلك لو تخلت المرأة عن هذه التربية حدث للأطفال خلل، هناك أسباب عظيمة في تخلي الأب عن دوره أن يكون أبا وعن الأم دورها أن تكون أما، فهناك وظيفة ضرورية وهي وظيفة الأب والأب أحيانا يستقيل من وظيفته الأساسية أن يكون أبا للبيت فيقدم استقالته من البيت تماما ويخرج من البيت باستقالة دون طلاق، استقالة عن التربية والسبب في ذلك انشغالات الأب فالأب منشغل في عمله،  أو منشغل في الدعوة حتى لو كان أبا يدعو إلى الله عزوجل وكان أسرة ملتزمة فيتخلى الأب عن دوره في مقابلة أنه ملتزم بأمور دعوية، والأب مهما يكن لا يجوز له أن يقدم استقالته الأبوية ولا الام وكذلك الأم نفس الكلام أحيانا تعتذر وتستقيل عن دورها كأم بسبب الوظيفة أو العمل أو بسبب الانشغالات،    
هناك أحوال يكون الأب والأم الاتنين مهتمين بالبيت وكل يقوم بدوره الأب يقوم بدوره والأم تقوم بدورها وكل يسير على خطى التربية الجيدة، هذه أعظم وأجمل حالة وأفضل حالة، الحالة الثانية أن يستقيل الأب من وظيفته الأبوية فتتحمل الأم هذه الوظيفة والأم حتى تتحمل هذه الوظيفة لا بجد لها من مهارات عالية الجودة وغالب الأمهات ليس عندها هذه المهارات من الثقافة وكيفية معاملة الأولاد في السن المختلف من الطفولة إلى المراهقة إلى سن ما بعد المراهقة كل ذلك تجهله المراة وليس عندها اهتمام بالتعلم فالمسئولية تكون أكبر منها فينفرط العقد، فالأم تيأس فتترك الحبل على غاربه وهي تستطيع أن تقاوم الأطفال فيكون السبب الرئيسي في ذلك هو الأب ترك الأم وحدها تصارع الأمواج ولا تستطيع أن تسبح، فتغرق 
الحالة الثالثة العكس الأب يتحمل المسئولية كاملة والأم منشغلة، أو مهملة، أو غير متحملة للمسئولية والأب كذلك وحده لا يكفي، فالتربية عاملة زي العجلة لها، او موتسيكل، له عجلتين لا يسير إلا بالعجلتين الأب والأم لو فقد أحد العجلتين يكون هناك خلل لابد من العجلة الأخرى أن تقوم بالدورين الأب والأم، ولذلك إذا توفي الأب قامت واستطاعت الأم أن تقوم بعمل الأب والأم معا فستنجو هذه الأسرة، الحالة الرابعة وهي أقبح حالة أن يستقيلا معا الأب والأم، الأب يقدم استقالته لانشغاله والأم تقدم استقالتها لانشغالها، فيتركون الأولاد لا مرب لهم إلا شاشات التلفاز وأصدقاؤهم في المدارس ومدرسيهم في المدارس فيحدث ما لا يُرجى عقباه ويحدث ما لا يسر به النفس لأن الأبنناء أصبحوا تريبة الشوارع            
هذا لفظ دقيق أقصده، حتى لو كانوا ولاد ناس إلا أنهم في الحقيقة تكون هذه التربية من خلال شاشات التلفاز ومن خلال المدرسين في المدارس والأصدقاء في المدارس والشارع، وللأسف وربما يستقيل الأب والأم عن هذا الدور العظيم بلا سبب ، السبب الوحيد هو الإهمال وعدم تحمل المسئولية والراحة، الأب ينزعج كثيرا من ضغط الأطفال فيفضل الجلوس على القهوة مع أصدقائه عن الجلوس مع اولاده وتوجيههم وكذلك الأم انزعجت كثيرا بسبب الأطفال فلبت طلبات الأطفال حتى يسكتوا وخرجت كثيرا لتفسحهم حتى يسعدوا دون توجيه ولا وضع قيود وسلطة تضبط أخلاقهم في معيشتهم 
والتربية جرعات يومية يأخذها الأطفال من خلال القيم التي يزرعها والأمهات في نفوسهم فلو تخلى الآباء والأمهات عن زرع القيم كالشجر يوما بعد يوم ليس التربية بمجرد جرعة يأخذها، لا، توجيه يومي تصرفات يومية من الأطفال تحتاج إلى توجيه من الآباء وتكرار التوجيه والطفل ينسى فيكرر الأب التوجيه، حتى يتسفيم عود الطفل ويعلم ما يراد منه بالضبط وأحيانا الآباء لا يعلمون شيئا عن هذا فيتركون أولادهم كما يشاء الله، ويهملون التربية فأمر من الحقوق التي لابد للمرأة أن تحافظ عليها هي إرضاع الأطفال وحضانتهم وتربيتهم بالمشاركة مع الأب،
مآسي يعيشها المجتمع والسبب الرئيسي في هذه المآسي هو إهمال الآباء والأمهات في تربية الأولاد، هناك قصة رمزية يحكيها الشيخ محمود المصري في كتاب الزواج الإسلامي السعيد يقول: ماذا تقولون يا أخوة لو أن زوجة دخلت يوما على زوجها وطلبت منه ورقة بيضاء وكتبت فيها بسم الله الرحمن الرحيم إلى زوجي الفاضل فإني أقدم لك الليلة استقالتي من تربية الأولاد ماذا تقولون في هذه الزوجة؟ تتهم حتما بالجنون لكن صدقوني إذا قلت لحضراتكم أن استقالة جماعية تربوية قد وقعت الآن في كثير من بيوت المسلمين
استقالت كثير من الأمهات تربويا وانشغلت الأم بالوظيفة مع أنها لا تحتاج إليها وانشغلت بالجلوس أمام التلفاز أو بالخروج إلى الجارات والأسواق والبحث في الجرائد والمجلات وأضيف أنا الفيس بوك لان الفيس بوك أصبح الآن ملتهم للأوقات ومشغل لحياة الناس وأنا اتمنى من قلبي أن يغلق هذا الباب، وكنت في يوم من الأيام أفرح به لأنه طريق للدعوة ولكنه شر مستطير لا يعلم هذا الشر إلا من لامسه وقبضه بيده، فلو أغلقوا هذا الشر أتخيل بأن أمور كثيرة من عقول الناس ستنضبط انفتحت البيوت بسبب الفيس بوك بعضها على بعض وأسرار البيوت بدأت تنشر على هذه الصفحات والمرأة تعلم ما بداخل بيت جارتها من فعل هذا الفيس بوك، وعقول الناس سفيهة تجد أح الناس يكتب على الفيس بوك مذكراته اليومية ولا يكتب عليها لا يعلم ماذا يفعل، يكتب على الفيس بوك مذكراته اليومية،، دخلت اليوم في الساعة الفلانية وغسلت المواعين ونمت وقمت من النوم وخرجت وقابلت فلان ليس هذا مكان لكتابة المذكرات
فيطلع الناس عليها وأمور كبيرة من الإساءات تحدث في الفيس بوك وبعض النساء أيضا يصوروا أولادهم ويضعن الصور على الفيس بوك امرأة راحت تتفسح هي وزوجها في مكان تتصور في هذا المكان وتعرضها على الفيس، ليس الفيس بوك مكان للمذكرات وليس مكان لاقتناء الصور للذكريات وهذه أمور لا ينبغي أن تنشر ولا يعرفها أحد الأمور التي تسعد المرأة بها مع زوجها لا تنشرها فربما هناك نساء يتمنون ذلك ولا يستطيعون فعل ذلك فينشأ في قلوبهم انكسارا وربما نشأ فيه حقد وحسد لهؤلاء الناس، لا تنشرون إلا في ما فيه خير فقط، لا تسيئون إلى الناس وأنتم لا تدرون، وأنتم لا تعلمون هناك نساء تتمنى طفل، وأخرى تنشر صور أطفالها وهم في كل مكان فتنزعج هذه المرأة وتقول ياليتني مثل فلانة وهناك امرأة تتمنى زوجا وهذه الأخت تنشر هذه الأشياء على صفحات الفيس بوك فينكسر قلبها لابد للأخوات أن يراعوا شعور الآخرين في هذه الأمور فهذا خاطر خطر في بالي أن يغلق هذا لأنه باب للشر، كبير،
قال النبي صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع مسئول عن رعتيه والرجل في أهل بيته راع مسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية مسئولة عن رعيتها والخادم راع في بيت سيده ومسئول عن رعيته وكلكم ومسئول عن رعيته" وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معقل بن يسار قال: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش برعيته إلا حرم الله عليه الجنة"،، هناك أمور وضوابط معينة لابد أن تفعل حتى تنجح العملية التربوية أولا: لا تتطرق المرأة أمام أبنائها بصورة توحي بأن سياستها التربوية تخالف سياسة الأب، وهناك أمور عظيمة لابد أن تفهمها المرأة في تربية الولد، أن الأطفال أذكياء جدا ويعلمون كيف يضغطون على الآباء والأمهات، فإذا علم الطفل بأن أمه تخالف أباه لاستعمل كل واحد منهم في ما يريد بطريقته والسياية التربوية لابد أن تكون واحدة في منع الأشياء وإعطائها للأطفال أو تقييدها بضوابط أو وضعها على ميزان ثابت لا يتغير، الأطفال يخرجون متى؟ لهم مواعيد يتفق الأبوان، غير ذلك من الأمور التي إذا اختلف والأم فيها لابد أن يناقشوها داخل الغرف المغلقة ليس أمام الأولاد لأنه لو أمام الأولاد يعلمون بذكائهم الفطري الذي لا يريده ولكن طبع يعلم أن أمه متساهلة فيذهب إليها إن أراد شيئا، ويعلم أن أبوه فيه صفات معينة يذهب إليه إن أراد هذا الشئ، موضوع التربية موضوع عظيم وكبير ممكن نتكلم فيه بالتفصيل في المرة القادمة ،،       



         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق