>

الأربعاء، 7 يناير 2015

الإحسان لأهل الزوج




الأربعون النسائية 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

إن الحمد لله نحمده ونستعين بالله تعالى ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ثم أما بعد،
نستكمل الباب الذي بدأناه في حقوق الزوج على زوجته،، الحق الذي بعد ذلك هو الإحسان لأهله فإن الزوج من حقوقه على زوجته أن تحسن إلى أهله وكذلك هو لابد أن يحسن إلى أهلها فإن من الإحسان والبر بالزوجة البر بأهلها وكذلك من الإحسان للزوج والبر هو الإحسان والبر بأهل الزوج وبرهم،، ومن المنغص في الحياة أن الأم إذا زوجت ابنها نشأت عداوات بينها وبين زوجة ابنها وهذا مما لا ينبغي خصوصا في الأسر الملتزمة التي اتخذت الدين شعارا لها،، والالتزام شعارا لها،، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم شعارا لها 
فكيف تكون المرأة تدعو إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتخاصم أم زوجها ومن آداب الإسلام أن تؤثر الزوجة رضا زوجها على رضا نفسها وأن تكرم قرابته خصوصا والديه ويتأكد هذا إذا كانت تقيم معهما وفي إكرامهم إكراما لزوجها 
هناك أمر مهم أريد أن أوضحه وهو أن الله عز وجل إذا أراد أن يختبر صدق النية للمرء ابتلاه فيها، بمعنى أن الإنسان أحيانا يدعي البر بوالديه والوالدين يحسنون إلى الابن والابن يحسن إليهم فإذا وجد من الأب أو الأم أمرا سوء انقلب عليهم فهذا دليل واضح على أن هذه المعاملة الحسنة لم تكن برا إنما تكن معاوضة عن المعاملة الحسنة
تعامل بالإحسان تعامل غيره بالإحسان، أما الصدق في النية أنه إذا تعامل بالسوء تعامل هو بالحسنى فدليل ذلك على أنه يؤثر بر الوالدين على ما في نفسه من غضب،، كذلك المرأة إذا نوت رضا زوجها حقا ووجدت من أم زوجها شيئا سيئا تكرهها فعاملتها بالإحسان فهذا دليل  على حسن نيتها وصدقها، أما إذا تعاملت بالسوء وغالبا النساء كبار السن أخلاقهم تضيق،، فعندما تضيق الأخلاق مع وحود صغر السن فيحصل تصادم،، هذا التصادم الحسن النية فعلا يمتص هذا التصادم لحسن نيته أما الشحناء الغالبة مع أم الزوج دليل على أنها لا تريد النية الصالحة إنما تريد الإحسان بالإحسان،، من أرادت الإساءة بالإحسان،، رد الإساءة بالإحسان فهذه دليل على صدق نيتها وإخلاصها في هذا العمل وأيضا البر بأهل الزوج هو الإحسان إليهم لأن هذا يفرحه ويؤنسه ويقوي رابطة الزوجية وقاصرة الرحمة والمودة 
أكثر الزيجات يحدث فيها انفصال بسبب سوء العلاقة بين عدة أطراف متشابكة ربما لم يختار بعضهم البعض،، الزوج اختار زوجته والزوجة اختارت زوجها وبقية الأطراف لم تكن بالاختيار تكون بالاضطرار فيضطر الزوج أن يتعامل مع أهلزوجته اضطرارا دون اختيار،، لم يختارهم وكذلك الزوجة تتفق وتتعامل وهكذا
فالرابطة الحسنة بين هاتين الأسرتين يقوي رابطة الزواج والرابطة السيئة بينهم يضعف رابطة الزواج وكم من زيجة انفصل فيها الزوجان بسبب سوء العلاقة بين أهل الزوجة مع أهل الزوج،، ويحدث شحناء ويحدث بغضاء وفي النهاية يحدث انفصال،، فهذا أمر من الأمور التي ينبغي للمرء أن يلاحظها ألا يدخل الشيطان من هذا المدخل 
فلذلك الشرع حث على ذلك،، ولو كان الابن مأمور شرعا بأن يحفظ أهل أبيه فكذلك المرأة شرعا مأمورة بحفظ وود أهل زوجها،، قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن من أبر البر أن يحفظ الرجل أهل ود أبيه" هذا من البر بعد الموت،، إن كان أبوه يود ناس معينة فمن البر أن يصل هذا الود ويتصل بعد موت أبيه،، وإن كان هذا في حق الولد ففي حق الزوجة أولى وإكرام الزوجة لأبيها وأمها،، حق الزوج أعظم من حق الأب والأم على الزوجة فكذلك لو تعاملت المرأة مع أم زوجها كأمها لن يحدث بغضاء أبدا ولو تعاملت مع أبي زوجها كأنه أبوها لم يحدث بغضاء أبدا،، الإشكال إنها تعامل الند بالند كأنها ضرتها وليست أمها وتكلمنا عن ذلك
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه هذا ليس منا" يعني ليس من السنة وهكذا فسره العلماء ليس منا يعني ليس من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من البعد عن السنة،، إجلال الكبير ورحمة الصغير هذا أمر من صميم الإسلام 
مع أم زوجها كيف يكون ذلك وهي  تدعي الود مع الناس حتى تكون طيبة مع الناس كلها إلا مع أم زوجها تتعامل مع أم زوجها بالندية وهذا أمر قبيح 
عن عائششة رضي الله عنها قالت: "يا رسول الله من أعظم الناس حقا على المرأة قال: زوجها فقالت فمن أعظم الناس حقا على الرجل قال: أمه ولم يقل زوجته" حكى ابن الجوزي عابدة كانت تصلي بالليل لا تستريح وكانت تقول لزوجها: قم ويحك إلى متى تنام,, قم يا غافل قم يا بطال إلى متى أنت في غفلتك،، أقيمت عليك ألا تكسب معيشتك إلا من حلال،، أقسمت عليك ألا تدخل النار من أجلي،، بر أمك صل رحمك لا تقطعهم فيقطع الله بك،،
فهذه من الأمور التي لا بد للمرأة أن تضعها في الحسبان،، والبر بأم الزوج،، وستجد المرأة الإحسان يؤسر،، الإحسان يؤسر وأن غالبا المرأة إذا تعاملت مع أم زوجها بإحسان أسرتها،، هدايا تعطيها، خدمة، ما المانع أن تخدم أم زوجها كأنها تخدم أمها،، كثير من الأسئلة المرأة تشتكي من أم زوجها من الخدمة، تريد أن أفعل كذا فالمرأة في نفسها غضاضة وكراهة أن تخدم امرأة أخرى غير أمها، وهذا خطأ،، الإحسان إليها إحسان إلى النفس أولا لأنه ثواب عظيم يجره المرء إلى نفسه
و برا بأم زوجها ورضا لزوجه، منافع كثيرة ورضا لله عزوجل منافع كثيرة، والبركة تعم هذا البيت بحسن هذه النية، وفضل الله عزوجل يعم البيت ويكنفه الله عز وجل يزيده الله عزوجل ويضعه في كنفه ويبارك في أهله،، كل هذا بسبب حسن هذه النية ومعاملة أم الزوج معاملة طيبة،، امرأة عجوز كبيرة في السن تحتاج إلى رعاية من الغريب،، فما بالك برعاية من زوجة ابنها التي هي أقرب الناس إليها بعد ابنتها،، وربما تكون ابنتها أبعد من زوجة ابنها،، ممكن تكون البنت متزوجة في مكان بعيد،، والقريبة منها هي زوجة ابنها فيكون هذا سريعة الخدمة وغير ذلك فربما تكثر الخدمة فتضيق نفس الزوجة فيتضح في هذه الحالة من الداعي ممن تداعى ومن حسنت نيته ممن ادعى حسن النية 
أيضا من الأمور الواجبة على الزوج عالآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه،، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت،، هذا الحديث صدره النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام الضيف،، فإكرام الضيف كمفرد من المفردات أصلا من الإيمان،، والضيف إذا أضيف إلى من يسثاب الإنسان بإكرامه زاد هذا الإيمان إيمانه،، يعني إكرام الضيف الغريب بخلاف إكرام ضيف الزوج لأنه رضا للزوج سيزيد الإنسان من الطاعة،، بخلاف إكرام الضيف الأب أو الأم أو غير ذلك،، فيكون ذلك أدعى للاهتمام
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته،، قالوا وما جائزته؟ قال: يومه وليلته,, فالضيافة ثلاثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه،، الضيافة قديما كانت بالأيام لأنهم كانوا على سفر والضيافة وقرن الضيف يكون المسافر,, أما أصحاب القرية الواحدة لا يكون فيها ضيفا أم الضيوف الآن في الوقت الحاضر الضيوف هو الزائر نسميه ضيفا،، وليس في الشرع هذا من الضيافة إنما الضيف زائر،، واستضافة الزائر واكرامه أيضا من السنة،، إكرام الضيف أما الضيف الشرعي الذي له صفات شرعية وجوب الجائزة بمعنى أن يوم بليلة الأكل والشرب والنوم يوم بليلة والباقي مستحب،، بحيث أن لو ضيف نزل في مكان ولا يجد أحدا يؤويه فوجب على الناس أن تؤويه،، هذا من فروض الكفايات بين الناس،، أما الآن أصبح الأمر أوسع والضيافة مختصررة على الزيارات فقط فيكون الأمر فيها مستحب وليس واجبا
أما لو وصلنا لهذه المرحلة ألا يجد أحدا يؤويه,, قريب الزوج جاء ليزوره من مكان بعيد ولا يستطيع أن يسافر في هذه الليلة ولا يجد مكانا يؤويه في الأرياف خصوصا،، فأصبح الضيافة واجبة في هذه الحالة،، والمرأة تعد له أكلا ونوما،، مكان يستريح فيه،، هذه هي الضيافة الواجبة التي في الشرع،، غالبا تكون في بلاد الأرياف،، غالبا تكون في الأماكن النائية التي ليس فيها مواصلات كثيرة،، ليس فيها فنادق وغير ذلك
جاء رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهول،، فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماءا،، ثم أرسل للأخرى قالت نفس ذلك،، حتى كن كلهن مثل ذلك،، لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء،، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يضيف هذا الليلة؟ قال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله،، فقال لامرأته هل عندك شئ؟؟ قالت لا إلا قوت صبياني،، قال: فعلميهم بشئ فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه،، قال: فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة" حديث عظيم فيه فضائل وفيه حسن نية هذا الرجل
جاءه ضيف، النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع ان يقريه،، فقام من الأنصار فضيف النبي صلى الله عليه وسلم حبيب إلى القلوب أن يستضاف،، فأخذه وانطلق إلى امرأته ولكنه لم يجد إلا أكل أولاده وهذا الأمر شديد على النفس،، ألا يطعم أحب الناس إليه في مقابل ضيف لا يعرفه،، وليس إلا أنه ضيف للنبي صلى الله عليه وسلم،، فقال لامرأته حيلة،، أريد أن أقف عند هذه الحيلة،، أن يمثل هو وامرأته أنهم يأكلان،، تطفئ السراج ويمثلوا أو يحاكوا الأكل،، طبق فاضي وملعقة،، خبّط في الملعقة واعمل نفسك بتاكل،، فالضيف في الظلام يشعر أن أحدا يشاركه الأكل،، اطفئل المصباح،، فإذا دخل ضيفنا فاطفئي السراج وأريه أنا نأكل، كلمة أريه يعني حسسيه إننا نأكل،، أخذ من هذا الحديث العلماء على جواز المحاكاة التي تفيد في الشرع،،
ما معنى المحاكاة؟ اسكتشات وهو دور معين نقوم به نوحي للمشاهد برسالة معينة،، واحد عامل نفسه تايه والثاني هداه إلى الطريق مثلا،، فنوحي إلى أن هداية الطريق من الأمور العظيمة والتي محبوبة إلى النفس فما بال هداية الطريق الأعظم إلى الله عز وجل؟ وهكذا، اختلف العلماء في هذه الصورة: منهم من أفتى بعدم جواز هذا الأمر لأنه كذب لم يحدث ومنهم من أجازها بسبب هذا الحديث،، أن الرجل وامرأته عملا اسكتش وهو صورة يحاكي فيها وضع معين يبعث رسالة إلى المشاهد،، بعثوا الرسالة معينة إلى الضيف أنهم يأكلون والحقيقة أنهم لا يأكلون والنبي صلى الله عليه وسلم لم يعقب على ذلك،، ولم ينكر وقال قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة..
فدل ذلك على جواز مثل هذه الأفعال وهذا فتوى للشيخ ابن عثيمين على أنه يجوز ذلك إذا خلا من محاذير شرعية أو كان فيه مصلحة للمشاهد،، هذه بعض الحقوق على الزوج ونكتفي بهذا القدر ونستكمل الإسبوع القادم إن شاء الله تعالى..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق