>

الجمعة، 8 يونيو 2012

قوله سبحانه "وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" العمل الصالح

 



نتكلم اليوم إن شاء الله عن الركن الثاني من الشخصية المسلمة أو الجانب الثاني من الشخصية المسلمة وهو المعني بقوله سبحانه وتعالى "إِلَّا الَّذِين َآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"

قوله سبحانه "وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" العمل الصالح ............قديما قالوا" هتف العلم بالعمل فان أجابه وإلا ارتحل "
فالعلم الذي طلبناه والذي نريد أن نؤسسه ونضع له برنامج لابد لهذا العلم أن يثمر عملا فإذا كان العلم بلا علم كان وبالا على صاحبه وهلاكا يوم القيامة



كما قال القائل " والعلم ليس بنافع أربابه                     ما لم يفد عملا وحسن توسل
سيان علم من لا يستفد عملا به                  وصلاة من لا يطهر


فمن صلى بلا طهور هل ينتفع من صلاته بشيء لا بل يؤزر أي آثم وكذلك من لا يعمل بعلمه فقد كانت أم سفيان حين ترسله لطلب العلم تقول له " انظر في علمك هل زاد في حلمك وقربك وزاد في دينك أم لا "....... وأيضا ورد عن بعض الصحابة بعضهم قال لطلبة العلم " أتعمل بكل ما تكتب قال لا قال فلعلك مستكثر من حجة الله عليك "
 

فالجانب المشرق في حياة الإنسان هو جانب العمل وإذا قلنا أن الإنسان بدون علم أشبه بالإنسان الأعمى الذي يسير في طريق فيه الحفر والحيات فممكن أن يلدغ أو يصيبه الأذى فكذلك الذي تبصر ونال من العلم ثم لم يعمل أشبه بالإنسان المشلول فهو يبصر الدنيا من حوله لكنه لا يمشي أصلا .

فالله تعالى قال " الَّذِين َآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ " وقلنا هو المعني في تفسير قول الله عز وجل "هُو َالَّذِي أَرْسَل َرَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِين ِالْحَقِّ" هدى العلم النافع ودين الحق العمل الصالح وتكلمنا أيضا على أن خطورة تخلف العمل عن العلم أن يسقط الإنسان في فخ النفاق وان يسقط الإنسان في فخ التنفير عن الدين فهو يتعلم وربما يعلم الناس ثم إذا خالطه الناس وعاملوه علموا انه لا يعمل بعلمه فيكون هذا شهادة زور ضد التدين لو كان في دينه خير لعمل صالحا لو كان في العلم الذي تعلمه خير لعمل به .

ندخل في موضوعنا سنتكلم إن شاء الله عن ركن العمل الصالح بصورة مجملة ثم بصورة تفصيلية كما فعلنا في أمر العلم تكلمنا عنه في صورة مجملة أولا وما هو وما أهميته وكيفيته وآفاته والإشكاليات عند بعض الناس والتي تثبطهم وغير ذلك .

فنحن الآن نتكلم عن العمل الصالح بصورة إجمالية ثم نعرج إلى برنامج عملي تفصيلي أي أنا اقتنعت بأهمية العمل الصالح وأريد أن أطبق ماذا افعل .

بعض الناس تقول طالما أن هناك برنامج تفصيلي فما الفائدة من الصورة الإجمالية .................لابد للإنسان لصح سيره في أي عمل أن يكون له تصور إجمالي لهذا العمل يسمونه "الصورة الإجمالية "ينظر للأمر من فوق ويكون محيط به ويكون عنده تصور إجمالي له ثم يشرع في التفصيل فالذي يكون عنده صوره اجماليه واضحة لا يطغى عليه جانب عن جانب فمن عنده تصور شامل للعلم لا نجده يتفرع لأمور فرعية كمصطلح الحديث مثلا ينبهر بالشيخ الحويني بارك الله في عمره ويقول أريد أن أكون مثل الشيخ يبدأ يستغرق وقته في المصطلح وتمر حياته كلها في المصطلح .......هل هذا علم جيد؟ .....نعم .لكن هل هو من فرائض العين ؟
 
أما عن الكلام الإجمالي فنستعين بكلام شيخ الإسلام بن القيم فهو متخصص في أعمال القلوب من كتاب مدارج السالكين العبودية هي خمس عشر قاعدة تحت فصل "مراحل العبودية تدور على خمس عشر قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية "
هناك خمس عشر قاعدة للعبودية ..........هل ممكن أن حفظهم ..أنا اجزم أن نحفظهم الآن .
العبودية تنقسم إلى القلب واللسان والجوارح هذه هي الآلات التي تقوم بها العبودية .
وأحكام القيام بالعبودية خمس " الواجب والمستحب والمباح والمكروه والحرام "

إذا ثلاث جوارح وكل جارحه لها خمس أحكام و5 *3 يعطيني 15.

سأعيش حياتي كلها استخدم تلك الآلات وتكون بفعل الواجبات أو المستحبات وبترك المحرمات والمكروهات .
لو نظرنا بنظرة اجماليه على القلب ما هو المطلوب من عبودية القلب فمن الأمور المتفق على وجوبها في القلب الإخلاص والتوكل والمحبة والبر والإنابة والرجا وغيرها .

وهناك أمور من المستحبات مثل الرضا فالعلماء مختلفين فيه .
ابن القيم يقول أن كل عمل من أعمال القلوب له طرفان "واجب مستحق وهو مرتبة أصحاب اليمين "    "وكمال مستحب وهو مرتبة المقربين "
 
فالإخلاص له طرف واجب وطرف مستحب هكذا كل عمل قلبي .
أما الأمور المباحة بالنسبة للقلب أن يرجوا القلب شيئا أو يخطر به شيء ينبعث تجاه شيء  ليس به مضرة وليس فيه منفعة.
هل هناك محرمات للقلب ؟ بالطبع هناك محرمات للقلب مثل الكبر والرياء والحسد والغفلة وسوء الظن بالمسلمين وغشهم وإضمار الحقد عليهم .
هناك أمور تدخل في المكروهات بان يتمنى بقلبه الشهوة ويصرف حرص قلبه على هذه الشهوة وهذا كله من المكروهات .
ندخل إلى أمر هام جدا وهو " حراسة الخواطر " أو " المحافظة على إرادات القلب من الفساد " فالقلب شيء نقي جدا ورقيق جدا واقل شيء يؤثر فيه .

لو تخيلنا أن القلب أشبه بالمرآة نفخ عليها التراب فلن تؤدي المرآة دورها بوضوح فلكي تؤدي المرآة دورها لابد أن تكون صافية كذا القلب إذا جاء عليه غبار فلن يقوم بوظيفته .

فالإنسان إذا كان طوال اليوم قلبه منبعث تجاه الأمور الفاسدة يشتهي الأمور المحرمة ماذا يحدث ؟...........الذي يحدث أن قلبه يكون ضعيف جدا ومعامل الصلابة ينقص جدا ويكون دائما قريب من المعاصي وبعد فترة يقع في المعصية  لان بعد التفكير والاسترسال مع الفكرة يتكون بعد الفكرة هم وبعد الهم عزم وبعد العزم يقع الفعل.

كيف تأتي حراسة الخواطر.؟

أولا من مطالعة أسماء الله عز وجل وصفاته.

الله تعالى من أسمائه اللطيف اللطيف بمعنى العالم بدقائق الأمور وخفايا الأمور والمعنى الثاني من اللطف وهو الرحمة الباطن فلا يخفى عليه شيء وليس دونه شيء كان الشيخ يعقوب حفظه الله في خطبة الجمعة لو فتحنا رأس كل واحد منكم ماذا سنجد فيه وهذا سؤال هام جدا فالإنسان يقع في نوع من الحياء من الله عز وجل ماذا في عقله الآن ماذا في قلبه الآن فهذه الأمور مغلقة بالنسبة للبشر لكن بالنسبة لرب الناس معاينة .

لذا كنت أقول لأخواني وأقولها للأخوات إني اشعر بالاحترام والتوقير والمهابة لكل أخت ترتدي الحجاب الشرعي واشعر تجاهها بإجلال شديد لكن ما يخطر ببالي أن خلف هذا النقاب شخصية ذهبية أخت فاضلة حريصة على فعل الطاعات ولا تقع في أي معصية  غافلة عن أي معصية ...........هذا ظني بها وظن كثير من الناس بها لكن إذا سألتها الآن سؤال الشيخ يعقوب يا ترى ماذا بقلبها يا ترى ما هي الخواطر التي تدور بعقلها ماذا وراء هذا الحجاب ....

.فمن الأمور التي تعين الإنسان على إصلاح باطنه وإصلاح قلبه والتغلب على الخواطر الضارة انه لا يريد أن يخالف ظن الناس فيه فالناس ظنوا بك خيرا وانزلوا بك معاني عالية فلا يجمل بالإنسان أن يكون على صورة أخرى مخالفة نسأل الله رب العالمين أن يسترنا بستره الجميل في الدنيا والآخرة وان يصلح ظواهرنا وبواطننا.......فهذه ن الأمور التي تصلح البواطن .

الأمر الثالث أن إشغال القلب بتلك الخواطر يضيع العمر وممكن القلب إذا انشغل بالإنابة والاعتراف بالتقصير أو محاسبة النفس وحسن الظن بالله أو الرجاء أو غيره أو شغل نفسه في أمر من أمور دنياه كالإعداد لجدول وتنظيم للوقت لكان انفع له وأولى بدلا أن يضيع منه الساعات الطوال ولو حتى الدقائق في هذه الإرادات الفاسدة التي يسميها بعض العلماء نجاسات القلب كما قلنا في حدث حذيفة قلب اسود مرباد و المرباد الذي به قذر .

هذا كلام إجمالي عن مسألة القلب والعبوديات الخمسة التي على القلب وهي فعل الواجب والمستحب وترك الحرام والمكروه والمباح هذا مستوي الطرفين لا ثواب عليه ولا عقاب فان نوى به خير يثاب عليه .

أما بالنسبة لعبوديات اللسان  فالواجبات عليه مثل قراءة الفاتحة ف الصلاة الأمر بالمعروف الواجب والنهي عن المنكر الواجب ومن المستحبات مثل قراءة القران والذكر والمذاكرة للعلم الشرعي ومن المحرمات الكذب وشهادة الزور والقول على الله بلا علم مثل الغيبة والنميمة ومنها أمور مباحة مثل الكلام مستوي الطرفين وهذا فيه كلام كثير للعلماء حتى أن كثير من العلماء قالوا أن الكلام ليس فيه مباح فان الإنسان إذا حرك لسانه فإما إلى خير إما إلى شر وكان الإمام النووي يقول "واعلم انه ينبغي على المكلف إمساك لسانه إلا عن كلام ترجحت مصلحته وان كان هناك كلام استوي الطرفان فيه ( أي المصلحة والمفسدة) فليمسك عنه فان السلامة لا يعدلها شيء " وهذا نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت" أي إذا كان الكلام متساوي الطرفان فالأولى في حقه أن يصمت وحديث النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ " وهل يكب الناس في النهار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " .....فالإنسان العاقل يمتنع عن الكلام إلا بكلام ترجحت مصلحته  
>
فلو وجدنا أخت قليلة الكلام تجلس في مجالس النساء وتكون قليلة الكلام ماذا يحدث أول ما يتبادر إلى الذهن والأخوات تتساءل هل عندها مشكلة أو هل هناك من أغضبها ...لماذا ؟ لأنها تقل من الكلام ........هي ترى أن كثيرا من الكلام الذي يقال لا فائدة منه .
نصيحة : الإنسان له طاقة تخرج في أي شيء فمن يكثر من الطعام تستنفذ طاقته في الطعام ويكون الذكر والتعبد ثقيل عليه لان طاقته استنفذت كذا الذي يتكلم كثيرا ويمشي كثيرا . فالطاقة في الإنسان قليلة ومحدودة تستنفذ فيما ينشغل به المرء فالأخت تتحدث ثلاث ساعات لماذا والأخ يخبرني أن يحدث زوجته العاقد عليها ست ساعات .....لماذا ؟ ماذا يقال في هذا الكلام أنا أتحدث الآن مع أخوات فضليات ملتزمات يردن الوصول إلى الله عز وجل لا ينبغي أن تكون حياتنا كعوام الناس لا ينبغي أن تتحول حياتنا إلى كلام كل أخت تنظر كم من الدقائق تتكلمها في الموبيل في الشهر .....ونرى. فالدقيقة من قبل كانت بجنيه ونصف وكانت الناس تستغل الهاتف في قضاء مصالحها أما الآن فأصبح هناك دقائق مجانية هل العلم تقدم ليتكلم الناس دون هدف .

الشيخ محمد إسماعيل ما رأيته غاضبا مرة كما تكلم عن مكالمات النساء في الهاتف فهو في سلسلة محو الأمية التربوية يقول إني أرى كثير من النساء ضيعن أبنائهن بسبب المكالمات الهاتفية فترى النساء يتحدثون في كل وقت خطبة جمعه .درس علم .أي مكان لماذا ؟
فاللسان جعل الله فيه نفع كبير جدا جدا وفي نفس الوقت جعل فيه فتنة كبيرة جدا .
فالإنسان الذي يرزق زهد في الكلام لا يعد ذلك مرض إنما يعد ذلك نعمة جليلة فالأخت قليلة الكلام ترفع على الرؤوس لا يقال أنت عندك حاله نفسية أو انك مكتئبة .

هذا مثل الأخت التي تصلي أو تسمع لخطبة جمعه وتبكي ويتحدثون أنها من الممكن أن تكون مذنبة ذنب كبير فالأصل أننا لا نبكي إلا إذا كنا أصحاب كبائر فالبكاء الذي من المفترض أن يكون علامة على صحة القلب أصبح الآن علامة على المعصية
 .
بعض الأخوات تقول أنا ألام كثيرا من الأقارب والأصحاب بل قد يكون من الأخوات على قلة استخدامي للهاتف فانا أتعجب جدا ممن يترك هاتفه هكذا أربعة وعشرون ساعة متاح لكل متصل ....لماذا شرع الاستئذان إذا ؟
 
الأخت تنظم وقتها هذا وقت نوم لا أتلقى فيه مكالمات هذا وقت للطعام لا أتلقى فيه مكالمات هذا وقت مذاكرة لا أتلقى فيه مكالمات وقت قراءة الورد .......الشيخ محمد إسماعيل له كتاب جميل اسمه كتاب " الأدب الضائع" يتحدث فيه عن الاستئذان وآدابه يذكر فيه انه طرق عليه الباب احد الإخوة فلم يفتح له فأرسل إليه رسالة شديدة اللهجة وقال له أنا كنت أسمعك وأنت تقرأ القران الشيخ يقول سبحان الله أنا لا أريد أن اقطع تلاوتي للقران .فهذا ليس فيه انتقاص للشيخ وليس فيه انتقاص لأي احد فالأخت لابد أن تعرف أن الأمر مشاع هكذا .
أخ جاء يخبرني انه يريد أن يأتي لابنته بمحفظة وأنا اعلم أنها تذهب للدار بالصباح فأخبرته انه لا ينبغي أن تثقل على الطفلة وتستنفذ كل طاقتها في حفظ القران فتكره الحفظ فاخبرني أنها في الغالب لا تذهب إلى الدار صباحا لان والدتها لا تستيقظ وهي كذلك لا تنام إلا بعد الفجر فقلت له دعنا من الأمور المنزلية ولكن دعنا نتحدث من جانب شرعي ومن جانب دعوي كيف لا نستطيع أن نضبط مواعيد الأطفال في النوم لماذا ينام الطفل الذي عنده أربع سنوات الفجر لماذا ؟ لان المنزل كله مستيقظ وهذا لا ينبغي فالطفل لو وجد جو للنوم مهيأ لناموا فالأخت تعلم مثلا أن الأطفال ينبغي أن يناموا الساعة التاسعة مثلا فالأخت عند الساعة الثامنة والنصف تغلق الأنوار وتقرأ عليهم الأذكار وتهيأ لهم النوم بان تغلق الأنوار وتغلق الهواتف وتحكي لهم قصة وتهيأ لهم جو من الحنان  وتضبط حياتها على ذلك .
كيف تتحدث الأخت مع أختها إلى الساعة ثلاثة الفجر لماذا تتحدث على النت إلى وقت متأخر كيف يحدث هذا .

نحن نضيع أعمارنا ونحن لا نشعر كلام ,كلام ,كلام الأشياء التي تجعل الإنسان يقف مع نفسه الدروس التي تفرغ  أرى أن كل كلمة تكلمت بها كتبت هذا كلام يكتب وهو في الآخر درس علم فما بالك بكل ما يتكلم به طوال اليوم فالإنسان ينبغي أن يراجع نفسه فكل ما يقال يكتب فلابد للإنسان من وقفة مع نفسه .لذا احد التابعين كان يقول لأصحابه " لو كنتم تشترون للملائكة الكاغد لأقللتم الكلام ".
كثير من البيوت كان سبب هدمها الكلام تتكلم عن أخت تنقل كل ما يحدث داخل بيتها وتتكلم عن زوجها وكأن غيبة الزوج أمر مباح من باب الفضفضة علما أنها لا يوجد في الشرع ما يسمى الفضفضة فلا ينبغي للأخت لكي تفضفض أن تذكر مثالب زوجها ومثالب حماتها وغيرهم .

فالأخت حين تقع في إشكال تقوم بعمل بحث علمي عن هذا الأمر من خلال المواقع الإسلامية وغيرها من موقع طريق السلف أو الطريق إلى الله في ركن الأخوات أو ترسل باستشارة لشيخ لكن أن تترك كل هذه الطرق النافعة والدعاء وغيرها وتذهب لتفضفض لأختها الذي يكون نتيجته أن تذهب الأخت لتحكي المشكلة لزوجها ويذهب الأخ لأنه يرى أن هذه مشكلة لا ينبغي أن يسكت عليها وأخرجت حياتها من الغرف المغلقة وأصبحت في مشكلة كبيرة جدا بل أن الأمر قد بصل إلى أكثر من هذا الأخت تكثر الكلام مع أخت لها وتستنصحها فترد عليها الأخت بنصائح تفسد حياتها كلها والأخت تأخذ بالكلام وتنفذه وتورط نفسها .
اعتذر إن أطلت في هذا الأمر لكنه أمر هام فالأخت التي عندها طاقة في الكلام يا حبذا لو استغلت هذه الطاقة في الدعوة إلى الله فاستغلى الكلام في الهاتف إلى الدعوة وليكن أمامنا حديث "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " ويا حبذا لو تعلمنا الصمت هناك كتاب جميل لابن أبي الدنيا اسمه الصمت وسنفرد حلقات إن شاء الله عن اللسان .

نكمل الحديث عن عبودية الجوارح فالسمع فيه أمور واجبة مثل الاستماع للقراءة في الصلاة ووجوب الاستماع لما أوجبه الله ورسوله واستحباب الاستماع للقران والاستماع للمواعظ والمباح هو استماع الكلام الذي لا ضرر فيه ولا عبادة ويحرم استماع الكفر واستماع الأغاني وفرق بين الاستماع والسماع فالاستماع هو قصد السمع فاستماع الأغاني حرام على قول عامة الخلف والسلف ولا يلتفت لمن خالف فيها لان من خالف فيه ه الإمام ابن حزم وقال لو صح الحديث عند البخاري لقلت به والحديث صحيح تحريم استماع الغيبة والنميمة فالأخت توقف من تتحدث عن كلامها توقفها عند حدها وأيضا الكلام الذي تحدث به الفتنة والمكروهات الاستماع لما يضيع الوقت ولا فائدة فيه واستماع مالا يعاقب عليه ولكن يفوت على الإنسان مصالحه مثل من يجلس على الفيس بوك ويستمع إلى مقاطع لا تفده في أمر دينه ولا في أمر دنياه فهذا إن خلا عن المحرم يكون مكروه .
 
أما النظر فالنظر الواجب مثل النظر إلى المصحف لتعلم الواجب منه مثل الفاتحة والنظر لتعلم الواجبات فكل نظر لتعلم الواجب فهو واجب وبالطبع التحفظ عن النظر المحرم وهذا ما أود أن أتكلم فيه فالله عز وجل قال "قُل ْلِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِن ْأَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم ْذَلِك َأَزْكَى لَهُم ْإِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِن ْأَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ " فينبغي للأخوات أن تنتبه للنظر المحرم فلا ينبغي للأخوات أن يتساهلن في مسألة النظر للتلفاز والنظر للرجال الأجانب سواء كانوا مذيعين سواء كانوا دعاة وغيره لا نتساهل في هذا الأمر وينبغي ألا ننجرف مع اللوثة الإعلامية الحادثة في هذه الأيام وننبه الأخوات غير الملتزمات بهذا الأمر فنحن نرى مهازل في الزهراوات والطلائع في سن الإعدادي والثانوي وخاصة الجامعة فالذين يتساهلون في النظر إلى المغنيين والمذيعين وغيرهم لابد أن ننتبه لهذا الأمر .

هذا يعتبر الكلام الإجمالي عن ركن أو جانب العمل فالإنسان عنده قلب ولسان وجوارح ومطالب منه أن يفعل بها الواجبات والمستحبات ويقلع عن المكروه والحرام وينظر في الحلال ولا يستكثر فيه وان فعله فلينوي به الخير .
نتحدث المرة القادمة عن البرنامج العملي التفصيلي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق