>

الأربعاء، 6 يونيو 2012

برنامج عمل اليوم والليلة


برنامج عمل اليوم والليلة

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
وبعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد

تحدثنا عن العمل الصالح بنظرة فوقية أو بنظرة إجمالية وذكرنا كلام شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين وهي أن رحى العبودية تدور على خمسة عشر قاعدة وقلنا أن هذه القواعد سهلة الحفظ فهي خمسة للسان وخمسة للجوارح وخمسة للقلب

وأجلنا التفصيل اليوم إن شاء الله نشرح فيه وضع البرنامج التفصيلي للركن الثاني و

هو ركن العمل ويسمى

برنامج عمل اليوم والليلة

أولا أريد أن أمهد بين يدي هذا البرنامج لشيء وهو أن الله سبحانه وتعالى ما خلقنا في هذه الدار ليعذبنا ولا ليشقينا قال تعالى طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3 طه: 1 - 3)

أي تذكرة لمن يخشى فالقرآن نزل للتذكرة فالله سبحانه وتعالى ما خلقنا ليشقينا وإنما خلقنا ليمتحننا ويبتلينا ويختبرنا الله سبحانه وتعالى أنزل الكتب وأرسل الرسل ليوضحوا للناس طريق الحياة الطيبة


نحن الآن نحاول أن نضع ملامح هذه الحياة الطيبة الحياة التي يطيب العيش فيها وإذا قارب المرء أن يفارقها لا يبكي على شيء في الدنيا إلا على هذا الطيب الذي كان فيها
روي عن معاذ رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال ( والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي على ظمأ الهواجر ومكابدة الليل وثني الركب ومزاحمة طلبة العلم في حلق العلم ) أي يثني ركبته عند العلماء فهذه هي الحياة الطيبة

وهذا هو التمهيد الأول فالإنسان عندما يتعامل مع برنامج عمل اليوم والليلة يتعامل مع هذا البرنامج أنه ملامح عمل الحياة الطيبة فمن يعرض عن هذا البرنامج وهذه الأعمال بقدر الإعراض يكون الشقاء وتكون التعاسة وهذا يفسر لنا هذا الذنب المهول على رقاب المسلمين أسال الله رب العالمين أن يفرج كربنا وكرب المسلمين
ما هو سر الضيق والضجر والشعور الدائم والمستمر بالاكتئاب والقلق والتوتر والاضطراب وهذه المعاني التي كثرت جدا في وسط الأمة المسلمة



ثانيا أريد أن أمهد أيضا لأمر وهو أن المقصود الأعظم من الإنسان قلبه فالقلب هو سيد البدن وملك الجوارح وقال عنه النبي صلى الله غليه وسلم ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) فالقلب هو المقصود الأعظم إصلاحه وتنقيته وحمايته وتقويته فإنه لا ينفع يوم القدوم على الله عز وجل ولا ينفع عند لقائه إلا من أتى الله بقلب سليم والقلب السليم هو الذي سلم من الشهوات وسلم من الشبهات قلب له عبادات وله أعمال إذًا العبادات الظاهرة هي الأوعية والأواني التي توضع فيها المعاني القلبية والعبادات القلبية

نبدأ إن شاء الله في البرنامج فنقول

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)فأول شيء في برنامج عمل اليوم والليلة هي الصلاة وأول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من الأعمال بعد الشهادتين هي الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله

1- الطهارة

يسبق الصلاة الطهارة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان)
إذًا أول شيء في برنامج عمل اليوم والليلة الطهارة الشرعية وهي الوضوء وهو رفع الحدث الأصغر أو الاغتسال وهو رفع الحدث الأكبر
بالطبع هناك أسرار لكل العبادات الظاهرة وفضائل لهذه العبادات فنحن نقول لمن لا يشق عليه المحافظة على الوضوء لأن بعض الناس تكون مصابة بسلس البول أو انفلات البطن أو غير ذلك أسأل الله أن يعافينا ويعافي المسلمين وهنا الإنسان الغير مصاب بأمراض تمنعه من دوام الطهارة يندب له أن يحافظ على الوضوء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) هذا الحديث يقوي قلب أي إنسان الإنسان كلما تفتر عزيمته ويلين عزمه في المحافظة على الطهارة يتذكر هذا الحديث (ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) ويتذكر حديث النبي عليه الصلاة والسلام (الطهور شطر الإيمان) إذا هذا أول عمل من أعمال الصلاة الإنسان يحافظ عليه

بعض الفوائد المهمة للمحافظة على الطهارة أو الوضوء
أن الإنسان إذا وافته منيته إذا مات في أي لحظه يلقى الله عز وجل وهو متوضأ-1-
-2أن الوضوء عبادة فالعبد إذا قام يتوضأ تخرج خطاياه مع قطر الماء أو مع آخر قطر الماء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
3-الوضوء عبادة جليلة وعبادة نافعة للقلب بشرط استحضار هذه المعاني والاحتساب
4-من فوائد الوضوء أيضا أنه يذهب الغضب ويطفئ نار الغضب وأنه يذهب الشيطان فالشيطان خلق من النار والماء يبرد هذه النار ويطفئها فالإنسان إذا غضب وإذا شعر أن الشيطان يتملك منه فإذا توضأ ذهب عنه الغضب إلى غير هذا من الفوائد

فهناك أسرار للعبادات مثلا نحن الآن في الصيف فالناس في الصيف وهذا الإنسان الطبيعي وليس المسلم فقط يكثر جدا في الصيف من الاغتسال بغرض التنظف وبغرض التبرد وهناك من يستعمل مزيلات العرق و العطور كل ذلك لإزالة الخبث والروائح الكريهة التي قد تعتلي الإنسان

وهذا يلفت ويسترعي انتباهنا لشيء آخر أن الإنسان كما يحرص على إزالة الخبث الذي يعلق على جسده فلماذا لا يزيل الخبث الذي يعلق على قلبه؟

وكأن دوام الطهارة ودوام الوضوء يجعل الإنسان دائما يتذكر هذا المعنى أنه مطالب دائما أن يغسل ظاهر بدنه أن يغسل قلبه فضلا عما في الوضوء من الثواب ومن تكفير السيئات
حتى في مسألة الاغتسال من الجنابة والمبادرة بها فالإنسان أن ظل هكذا بدون اغتسال يمتنع من مس المصحف يضيق عليه فعل الطاعات التي كان يريد أن يفعلها ولذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم عندنا رخص للجنب ألا يغتسل أي يرقد وهو جنب أن يتوضأ
فما فائدة الوضوء للجنب؟

فائدة الوضوء للجنب أنه يخفف الحدث
هذا أولا أذا من الأعمال التي يحرص عليها الإنسان في يومه دائما وليلته هي الوضوء أو دوام الوضوء و المحافظة عليه ويجب علينا مراعاة حدود الوضوء وتعلم أحكامه جيدا الفرائض السنن وما يلزم فيه والمداومة عليه لمن لا يشق عليه هذا الأمر



2- الصلاة

مطلوب عدة أمور في الصلاة :

1- المحافظة على الصلاة في أول الوقت



من أجل الأعمال ومن أجل القربات الصلاة على وقتها أي على أول وقتها في أول الوقت مباشرة بمجرد أن يؤذن للصلاة الأخت تترك ما في يدها وتصلي فلا يوجد شيء أفضل من الصلاة والحديث وإن كان تكلم في إسناده بعض العلماء وهو ( لا يبارك الله في عمل يلهي عن الصلاة)
كان أحد الكلام الجميل الذي قاله الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله كان يقول في نصائح تعلمها من الحياة فقال (علمتني الحياة وأدركت أن المرء إذا أذن عليه الأذان فقال لا أصلي هنا ولكن أدرك الصلاة أمامي فإنه تضيع عليه الصلاة
)

وفي الواقع هذا الكلام الذي قاله الشيخ الخضير كلام جيد وكلام مشاهد تضيع عليه الصلاة من باب العقوبة لأنه كان بإمكانه أن يدرك الوقت ولكنه فضل شيئا آخر على الصلاة والله سبحانه وتعالى عزيز فبعزته سبحانه وتعالى يحرمه من إدراك هذه الصلاة
وهذا الأمر ليس فيه حياء فالإنسان لا يستحي من الحق أينما كنتي في بيتك أو في بيت أخر أو في الشارع قريبة من المسجد حاولي أن تدركي الصلاة وبالطبع صلاة المرأة في بيتها أفضل

ولكن من غير الصحيح أن الأخوات تخرج لشراء بعض الأشياء تظل تدخل من محل لآخر وتضيع منها صلاة المغرب وأكثر صلاة يمكن أن تضيع على الأخوات هي صلاة المغرب لأن الوقت بين المغرب والعشاء بسيط فلا تدري الأخت غلا وأذان العشاء يباغتها فحدث أنكي أضعتي صلاة المغرب وهذه كبيرة من أكبر الكبائر وبعض العلماء يقول أن تارك الصلاة حتى يخرج وقتها كافر فيكفرونه فبصلاة واحدة وهذه مسألة خطيرة جدا فعلينا مراعاة هذا الباب وهو المحافظة على الصلاة في أول وقتها

الصلاة ممتدة إلى آخر الوقت ولكن من يؤخر يتأخر فمن يؤخر الصلاة عمدا يؤخره الله كما في الحديث في سنن أبي داوود (لا يزال أقوام يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله) وفي بعض الروايات (حتى يؤخرهم الله في النار )وهذا بالطبع وعيد شديد

2- صلاة المرأة في بيتها أفضل

كلما استطاعت المرأة أن تصلي في قعر بيتها فهذا أفضل لها

3- مطلوب من الأخت أيضا (12)ركعة نوافل في اليوم والليلة



يتم تقسيمهم كالآتي (2) قبل الفجر و (4) قبل الظهر و(2) بعد الظهر و(2)بعد المغرب و(2) بعد العشاء

فالنفس قد يصيبها الكسل والفتور فتكسل عن هذه النوافل حينها تتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة من غير الفريضة بني الله له بيتا في الجنة) بيت في الجنة ب(12) ركعة فهذا يذهب عن النفس الكسل

وقفات مع (12) ركعة نوافل:

أول وقفة مع ركعتي الفجر


أولا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها وأتمنى أن نتعامل مع الأحاديث بعمق نكرره كثيرا ولا نمل من تكراره فهذه الحديث هي ما كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي بني به أمة كاملة فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما يقول (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) يقصد ركعتا النافلة ولم يتركهما لا حضرا ولا سفرا


فكان صلى الله عيه وسلم يقصر الصلاة في السفر ولا يصلي النافلة أي الراتبة إلا نافلة الفجر وصلاة الوتر وبالطبع هذا أمر مهم
ثانيا :عندما يقال على نافلة الفجر( ركعتي السنة) أنهما خير من الدنيا وما فيها فما بالك بقيمة صلاة الفجر نفسها
وأنا أقول للأخت الآن التي تضيع منها صلاة سنة الفجر كأنما ضاعت منها الدنيا كلها ولو أنها أدركت ركعتا سنة الفجر فكأنما أدركت الدنيا وما فيها وهذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام والحديث في الصحيح

فما بالك بمن يضيع صلاة الفجر نفسها فكم يضيع منه فانظر إلى مدى استهتارنا؟
لذلك أنا أقول للأخت التي ضاعت منها صلاة الفجر اليوم وضاعت منها بعد يومين تقوم بعمل حصر لنفسها فالدنيا وما فيها تضيع منها بل أغلى من الدنيا وما فيها لأن ذلك للنافلة فما بالك بالفرض فهي موقوفة على خطأ عظيم فتقوم بعمل مشروع في حياتها اسمه مشروع المحافظة على صلاة الفجر فهذا أولى من أي شيء في الدنيا فلا ينفعها السهر في أمور مباحة وأحيانا مكروهة وأحيانا محرمة وتضيع منها الفرائض وهذا الأمر في غاية العجب



بعض الناس لا تضيع منها صلاة الفجر ولكن يضيع صلاة الظهر فهي تنام بعد الفجر وتقوم العصر
وتعرفون بالطبع حديث جابر بن سمرة وفيه رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يعذبون في القبور (وفيهم الرجل الذي هناك قائم على رأسه يضربه على رأسه حتى يسلغ رأسه ويتدهده الحجر ) وهذا هو الذي ينام عن الصلاة المكتوبة
وبعض الناس يقول (ليس في النوم تفريط ) وهذا حديث لملم وهذا صحيح ولكن يتخذها عادة فهذا أمر يجب أن نقف مع أنفسنا فيه وقفة مهمة جدا
فحديث (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) فعلى الإنسان أن يدرك من خلال هذا الحديث قيمة الدنيا وما فيها ومن عنده خلل في صلاة سواء كانت صلاة الفجر أو الظهر يقوم بعمل مشروع في حياته فيحاول تعديل برنامج زياراته ويحاول تعديل نوم الأسرة كلها ويحاول ألا يستقبل مكالمات في وقت متأخر المهم هو أن يضع أمامه هدف وهو مشروع المحافظة على صلاة الفجر وهكذا مع كل الأمور فهذا مثال فقط
بعض الناس تفوتهم النوافل القبلية تكون الأخت موجودة في مسجد تحضر درس أو غيره فتفوتها النافلة القبلية مثل نافلة الظهر مثلا فيلزمها أن تقضيها بعد صلاة الظهر فإن فاتتك نافلة يلزمك القضاء

صلاة الضحى

لقوله صلى الله عليه وسلم(يصبح على كل سلامي من ابن آدم صدقة ) والسلاميات هي المفاصل فلإنسان يقوم من النوم معافى يحرك رسغ يده ويحرك مفاصله وهذه نعمة جليلة جدا
صلاة الضحى شرعت أقلها ركعتين وأعلاها ثمان ركعات فلا يمكن أن يخلو يوم الأخت من صلاة الضحى
يبدأ وقت صلاة الضحى من بعد شروق الشمس قيد رمح تقريبا بعد شروقها بربع ساعة أو ثلث ساعة وتمتد حتى قبل صلاة الظهر بركعتين أي خمس دقائق تقريبا وخروجا من الخلاف نقول أنها تمتد حتى قبل الظهر بربع ساعة أو ثلث ساعة فالأخت تصلي الضحى في هذه الفترة ووقت قضاء الحوائج وتفريج الكريات
فالأخت الآن ستصلي الفجر وتنام فإذا لم تنم جيدا في الليل إما أن تكون مجهدة أو عندها طفل يجعلها تسهر أو غير ذلك فيكون برنامج نومها معروف فلابد أن تضبط المنبه قبل الظهر بوقت كافي لأنها عندها في حياتها شيء اسمه صلاة الضحى فلا نتعامل مع صلاة الضحى معاملة هامشية لأن صلاة الضحى من النوافل التي أكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث أب هريرة رضي الله عنه ( أوصاني خليلي بأربع ركعات أركعهم في أول النهار )أربع ركعات الضحى أو كما قال رضي الله عنه وهذا البرنامج يكتب وعلى الإنسان أن يلزم نفسه بهذه الأمور حضرا وسفرا ولا يتركها

-صلاة القيام :

أقلها ركعتين وأعلاها والراجح من كلام جماهير العلماء أن الإكثار من صلاة الليل لا إشكال فيه ولكن ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم (11) ركعة والبعض قال (13) ركعة فنقول أن الكمال يصل إلى (11) ركعة

ولكن الأكثر من الركعات لأن بعض الأخوات لا تحفظ القرآن وتريد أن تقوم الليل كله وهذه عبادة جليلة فهي تريد أن تصلي لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات فهذه الأخت تكثر من الركعات وهذا الكلام هو كلام جماهير أهل العلم سلفا وخلفا الصحابة والتابعين وغيرهم في هذه المسألة لم يضيقوا على أحد كان الصحابة متوافرين وكان يصلى في المساجد في صلاة التراويح (20) ركعة وفي بعض المساجد كان يصلى (36) ركعة
فصلاة الليل أقلها ركعتين والكمال ومتابعة السنة (11) ركعة ومن يريد أن يستكثر من الصلاة ويريد أن يطيل من الصلاة ولا يستطيع أن يطيل من القراءة فليستكثر

ولا أريد أن أترك هذه الأعمال حتى أنوه عن بعض الأشياء

1-صلاة الليل مدرسة الإخلاص
2-مستشفى القلوب
3-هي دأب الصالحين (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين )
4-تطرد الداء عن الجسم (مطردة للداء)
5-قيام الليل فيه سهام الليل وهي الدعاء


تهزأ بالدعاء وتزدريه ولما تدري ما فعل الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء


فالإنسان عندما ينزل به هم أو غم أو تصيبه ضائقة يطرق أبواب الخلق ويترك باب الخالق سبحانه وتعالى مع أن باب الخالق هو الباب الذي لا يغلق في وجه سائل سبحانه وتعالى فوقت النزول الإلهي ويخلو فيه كل حبيب بحبيبه فيخلو المؤمن بربه يناجيه ويسأله من خيري الدنيا والآخرة

والله سبحانه وتعالى وهو غني عنا يقول (من يستغفرني فأغفر له ,من يدعوني فأستجيب له )وهذا يكون في ثلث الليل الآخر وللأسف في هذا الوقت تجد بعض الناس منشغلة بغضهم جالس على الحاسوب أو يشاهد بعض القنوات حتى وإن كانت هذه القنوات إسلامية أو أخت تتحدث في الهاتف أو يتناول الطعام يفعل أي شيء آخر تافه في وقت شريف جدا وهو وقت النزال الإلهي ووقت الدعاء المستجاب كما يقول الشاعر
أتدري من يزيل الهم إن ضاقت بك الدنيا ومن يرعاك لا ينساك

فهذا هو ربنا سبحانه وتعالى فالإنسان يعيش مع هذه المعاني ويعرف أن قيام الليل هو فعلا حياة القلب وهو دأب الصالحين وهو مطردة الداء من الجسد وهو مدرسة الإخلاص ومستشفى القلوب إلى غير ذلك من فوائد القيام

فلا يحرم الإنسان نفسه أبدا من أن يكون له جزء من قيام الليل ولو ركعتين وبعض الأخوات تقول كيف أصلي ركعتين وأنا لا أحفظ القرآن فالأولى للأخت أن تحفظ القرآن وتكلمنا عن هذا في مسألة طلب العلم حتى من لا يحفظ يتلذذ بالقيام بأن يطيل في الركوع فالإنسان وهو راكع يحني قامته لله سبحانه وتعالى ويقول (سبحان ربي العظيم ) في وقت السكون وقت انقطاع الأصوات وانقطاع الحركات وهو يقول (سبحان ربي العظيم) وهو في حالة الركوع وهذا معنى مهم جدا يحيي القلب فيطيل في الركوع ويطيل في السجود ويدعي في السجود حتى وإن فرغ من الصلاة يستغفر

وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

الذاريات: 18

بعد صلاة القيام وفي وقت السحر قبل الفجر يستغفر

ما الفرق بين صلاة الليل والتهجد ؟

التهجد : هجد يعني رقد فتهجد: أي قام من الرقاد فيقولون أن التهجد يكون بعد قيام الإنسان من النوم

وصلاة القيام على المذهب الحنبلي تبدأ بعد صلاة المغرب ولكن نحن نقول أنها تبدأ بعد صلاة العشاء فإذا كانت الأخت تعلم أنها لن تقوم قبل الفجر فتبدأ في الصلاة قبل أن تنام ومن علم من نفسه أنه يستطيع أن يقوم قبل الفجر وهذا وقت شريف جدا فيحرص على الصلاة في هذا الوقت


6-الوتر

وهو من قيام الليل ولكن له مزيد اختصاص لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتركه حضرا ولا سفرا والمذهب الحنفي على وجوب الوتر وطبعا هذا ليس الراجح ولكن أريدكم أن تتخيلوا أن مذهب كامل يرى وجوب صلاة الوتر فما حجم هذه الصلاة وما أهميتها أن ترى بعض المذاهب وجوبها مثل الظهر والعصر فيجب على الإنسان صلاة الوتر
وصلاة الوتر تبدأ من ركعة وممكن ثلاث ركعات بتسليمه واحدة ليس فيها سجود في الوسط أي لا تكون على هيئة صلاة المغرب وممكن خمس ركعات وممكن سبعة وممكن تسعة أيضا فإذا الوتر فيه متسع فالوتر من قيام الليل فمن لا يريد أن يتجاوز (11) ركعة يكملهم على الوتر فيصلي أربع ركعات وسبعة وتر أو ثمان ركعات وثلاثة وتر وهكذا وصلاة الليل مثنى مثنى ولو أراد أن يوتر فيوتر على أي صفة من الصفات التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم

7-الخشوع في الصلاة

وهو مطلوب في الصلاة إجمالا وهو شيء مهم لابد أن ننتبه له فالخشوع هو روح الصلاة فالإنسان إذا أراد أن يهدي الله عز وجل هديا فلا يمكن أن يهديه شيء ميت ولا يمكن أن يتعامل الإنسان مع صلاته وكأنها ليس بها روح فإذا كانت الصلاة بلا خشوع فهي بلا روح وليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها فنهتم جدا بالخشوع في الصلاة




الخشوع معنى مكتسب ويساعد في اكتسابه

1-استشعار عظمة الله عز وجل

2-تدبر معاني القرآن

3-قطع علائق القلب مع الدنيا


4-قصر الأمل والشعور بأن الإنسان سيلقى ربه قريبا

5-أن يدخل الإنسان همومه داخل الصلاة

فلو أن هناك موضوع يشغل الإنسان مثلا عنده شخص مريض أسال الله أن يعافي المسلمين فبدلا من أن أشغل نفسي في هذا المريض في الصلاة وإنما أسجد وأدعو له في الصلاة فيكون تعبد لله بإدخال همه داخل الصلاة والانكسار بين يديه فهو سبحانه وتعالى هو الذي يجبر هذا الكسر فلا ينشغل الإنسان بظروفه عن الصلاة بل يتخذ من الصلاة وسيلة يتغلب بها على هذه الظروف وهذا أمر مهم

ومن الكتب المفيدة في ذلك
كتاب (33 سبب للخشوع في الصلاة ) لفضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد
وكتاب (كيف تخشع في صلاتك ) للشيخ محمد المرسال


8- أن نتعامل مع الصلاة المعاملة اللائقة

فالصلاة أحد أركان الإسلام الكبار تركها تكاسلا عند طائفة من العلماء يخرج من الملة ويكون صاحبها مخلد في النار وعند الطائفة الأخرى يكون مرتكب لكبيرة من أكبر الكبائر ولا يؤمن عليه عند الموت أن يسلب الإيمان فالله سبحانه وتعالى جعل لنا الصلاة مثل محطات التزود بالوقود فالإنسان يقف إجباريا خمس مرات في اليوم والليلة يترك كل ما في يده ولا يأكل ولا يشرف ولا ينام لأن الصلاة ليس فيها شيء من ذلك يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وقبل أن يقف لها يجب عليه أولا أن يتطهر بغسل الظاهر إيذانا وإشعارا بأنه يجب أن يغسل الباطن ويقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يتلقى الدفقات الإيمانية ويتلقى الوقود الإيماني المعين له على مواصلة الحياة فنتعامل مع الصلاة أنها محطات تزود إيمانية فإذا وصلنا لهذه المرحلة ستكون عبادة مستقلة وهي عبادة انتظار الصلاة بعد الصلاة وهي عبادة رجل قلبه معلق بالمساجد هذا يظله الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله ففي يوم الكرب الشديد ويوم الهول الشديد يكون هذا الإنسان في ظل عرش الرحمن


وأفضل الشروح لهذه الكلمة (رجل قلبه معلق بالمساجد) مثل جميل ضربه الشيخ أبو إسحاق حفظه الله عندما يخرج هذا الرجل من المسجد يخرج منه و يترك قلبه داخله والإنسان فهل يستطيع أن يعيش بدون قلبه فيكون خروجه من المساجد خروج اضطراري فبمجرد أن يستطيع العودة إلى الصلاة مرة أخرى سيعود والأخوات غير مطالبات بالصلاة بالمساجد ولكن نريد أن نوصل لهم معنى الصلاة ونريد أن نحيي مع أنفسنا مسألة كثرة الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصلاة خير موضوع) وهذا هو المطلوب في الصلاة

ومن الكتب النافعة جدا في هذا الموضوع
كتاب (الصلاة لماذا ) لفضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله
وكتاب (تعظيم قدر الصلاة ) لفضيلة الشيخ أحمد فريد حفظه الله


3- الصيام


لا نتحدث عن صيام رمضان لأن صيام رمضان فريضة وركن من أركان الإسلام الخمس ولكن نتحدث هنا عن الصيام وهو برنامج عمل اليوم والليلة

كيف نصوم ؟

1-أعلى شيء في الصيام صيام داوود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما وكان لا يفر إذا لاقى أي أنه كان يقوم بمهامه كاملة ولا تتأثر واجباته فلو أن الإنسان كان يصوم يوما ويفطر يوما فإنه يصوم خمسة عشر يوما في الشهر والأخت عليها أن تعرف أن صيام يوم واحد في سبيل الله يباعد الله بينها وبين النار سبعين خريفا

2- المرتبة الأقل من ذلك قليلا صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع بالإضافة إلى الثلاث أيام البيض من كل شهر فيصوم عشرة أيام في الشهر

3-صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع وفيه حديث مستقل وأتمنى أن تكون هذه المعاني واضحة في بيوتنا كملتزمين فلا يمكن أن تذهب الأخت لزيارة أختها يوم الاثنين أو الخميس تجدها تتناول الغداء لماذا بالطبع النساء يعتريها الموانع والأعذار الشرعية ولكن أتحدث عن نمط البيت فإذا افترضنا أن الأخت مفطرة في هذا اليوم لعذر شرعي فلما لا نجعل الوجبة الرئيسية في هذا اليوم بعد المغرب مثل أيام رمضان فالأخت في رمضان ممكن أن تكون مفطرة ولكن البيت الوجبة الرئيسية فيه بعد المغرب فجو البيت في هذا اليوم يكون صيام ونحن نريد هذه المعاني أن يكون جو البيت صيام

4-أقل من ذلك أقل شيء ورد في الأحاديث وهذا يكون مثلا عند أخت مرضعة مثلا أو أخت حامل أو نسبة الهيموجلوبين عندها منخفضة أو أي شيء من ذلك صيام ثلاثة أيام في الشهر الثلاثة أيام البيض ولكن أن يمر الشهر كله ولا تصوم الأخت فهذا الكلام لا يعقل متى ستصوم هذه الأخت إن لم تصم في هذا الوقت فالإنسان لابد أن يبادر بالأعمال (بادروا بالأعمال سبعا فهل تنتظرون إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو هرما مفندًا أو مرضا مفسدا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب منتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر ) وإن كان إسناد هذا الحديث فيه مقال


فماذا تنتظر هذه الأخت التي لا تصوم ؟

كانت حفصة بنت سيرين تقول (يا معشر الشباب اعبدوا الله في الشباب فإني وجدت العبادة في الشباب) فالأخت عليها أن تعرف أن التعبد في وقت الشباب أفضل والحج في وقت الشباب أفضل قوة وغالبة الصيام كثرة الذكر وطول القيام فهذه العبادات تحتاج إلى طاقة وقوة

فإذا كان الإنسان يضيع شبابه فمتى يعمل هذه الأشياء فماذا ننتظر؟


الأمراض تنزل هبوطا على الناس من كثرة الضغوط عليهم من يصاب بالسكر ومن يصاب بالضغط ومن يصاب بقرحة المعدة (أسال الله أن يعافينا ويعافي المسلمين اللهم إنا نعوذ بك من سيء الأسقام ونسألك أن تشفينا شفاءا لا يغادر سقما) فمتى يصوم الناس إذا كانوا أضاعوا وقت الشباب الوقت الذي يصوم فيه وهم عندهم برنامج دواء في الصباح ودواء الظهر فهذه المسألة مهمة جدا والصيام عبادة الصبر ومدرسة التقوى(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تهذيب النفس والتغلب على شهواتها على الهوى وهذا هو المطلوب في مسألة الصيام

4-الصدقة

(الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)(الصدقة تطفئ غضب الرب) (والله عز وجل يتلقاها بيمينه فيثمرها وينميها للإنسان كما ينمي الإنسان الفرس الصغير حتى يلقاها يوم القيامة مثل الجبل) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (سبق درهم مائة ألف درهم) فالعبرة ليست بالكثرة إنما العبرة بتطهير النفس من الشح

وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ  الحشر: 9)

فيلزم الإنسان أن يكون له ورد من النفقة ولا تخلو حياته من الإنفاق في سبيل الله

دوائر الإنفاق في سبيل الله

العمل المؤسسي مثلا أخت منتظمة في عمل دعوي في مسجد أو في منطقة أو غيره فهي دعوة وليست دولة فالدعوة تحتاج إلى نفقات فالأخت تتولى مع الأخوات أن يجمعوا من بعضهم بصورة شهرية ولو القليل فنحن لو قمنا بعمل توفير لجزء من الأغذية غير الرئيسية والتي تكون سببا في السمنة ومضيعة للوقت فممكن نخرج من هذه الأشياء مبلغ للصدقة شهريا ويكون مبلغ جيد فالقليل مع القليل يثمر

1-الصدقة المؤسسية :وهذا أول نوع من أنواع الصدقة فنحن أصحاب دعوة أصحاب منهج نريد أن ننشر دعوتنا للناس وهذه الدعوة تحتاج إلى نفقات وأموال فلا بد أن تكون نفقة مرتبة ومنظمة داخل العمل الدعوي أخت تعمل في العمل الدعوي في الجامعة أو في مسجد وهكذا

2- صدقة السر فالإنسان لا يحرم نفسه من هذه الصدقة التي لا يعلمها أحد فتكون خبيئة من عمل صالح ولو كان قليلا أن صدقة السر فيها معنى حديث ( رجل يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ورجل لا تعلم يمينه ما تنفق شماله )وهذا لفظ الحديث وبعض العلماء قالوا هذه اللفظة مقلوبة والصواب هو ( لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه )
3- الصدقة على الفقير ا
لمسكين وهي من الأشياء التي تحيي وترقق القلب وتكسر النفس فهي تذهب قسوة القلب فالإنسان لا يحرم نفسه من وضع الصدقة في كف الفقير المسكين ويرى كيفية إدخال السرور والسعادة على قلب مسلم وهذه عبادة مستقلة وهذا مما تؤنس به الوحشات في القبر أسأل الله أن يؤنس وحشتنا في قبورنا وهذا فيما يتعلق بمسألة الصدقة

5-الذكر

الأذكار تنقسم إلى نوعين :
1-أذكار موظفة

2-أذكار مطلقة




1-الأذكار الموظفة

وهي الأذكار المرتبطة بأعمال كما في حديث أبي مالك الأشعري وهذا الذكر هو الجنة والحصن الحصين والقلعة التي عندما يدخلها الإنسان عدوه لا يستطيع طلبه والذكر عبادة غير مكلفة ولنا وقفة مع الذكر وقراءة القرآن لأن الأخوات والنساء عموما يعتريها فترات لا تستطيع فيها الصوم والصلاة فترات متكررة فلابد أن تشغل نفسها كيف ترفع إيمانياتها في هذه المراحل فإذا كانت المرأة حائض لا تصلي ولا تصوم فكيف يصل إلى قلبها المدد الإيماني والموارد الإيمانية حتى لا يحدث لها سقوط إيماني فهي تترك الصلاة لمدة خمسة أو سبعة أيام ونحن نعلم أن أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما فإذا افترضنا أن امرأة زاد حيضها حتى وصل إلى ثلاثة عشر يوما وهذا تقريبا نصف الشهر لا تصلي ولا تصوم فمن أين يأتيها الإمداد الإيماني

وهذا هو نقص الدين الذي يعايرنا به العلمانيون ويقولون أننا نقول على المرأة ناقصة عقل والدين والمقصود بنقصان الدين أن الله سبحانه وتعالى قدر في خلقة المرأة أنها ينقص منها عبادات وهذا ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التفسير لا يعيب المرأة ونقصان العقل هو أن شهادة الرجل بشهادة امرأتين وهذا لضبط الأمور فالمرأة إذا غلبت عليها العاطفة لا تستطيع ضبط الأمور فبسبب غلبة العاطفة جعل الشرع شهادة الرجل توازي شهادة امرأتين في الأموال وحتى في الجنايات لا يؤخذ بشهادة المرأة لأنها لا تحتمل أن تشهد في الجنايات أصلا وهذا استطراد عرضي دعت إليه الحاجة
فماذا تعمل الأخت في هذه الفترة ؟ وهذه هي الشكاوى النسائية المتكررة وهي الشعور بقسوة القلب تبدأ تشعر بقسوة القلب وتبدأ تتحدث في الهاتف وتقوم بتعطيل الأخوات اللاتي لسن في فترة الحيض فالذكر هو الذي يعالج هذه المشكلة

فلو أن الأخت معتادة على قيام الليل ماذا تفعل في فترة الحيض ؟

تقوم في الوقت الذي كانت تقيم فيه الليل وتجلس تستغفر وتسبح وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو الله وتنقطع للأذكار أذكار الصباح وأذكار المساء وأذكار الاستيقاظ من النوم والذكر لا يفارق الإنسان في أي وقت في حياته فعندما يستيقظ من النوم هناك ذكر للاستيقاظ من النوم وهذه علامة على عدم الغفلة ويدخل الخلاء يقول بسم الله ويخرج من الخلاء يقول ذكر يتوضأ يقول ذكر يرتدي ملابسه يقول ذكر يفتح الباب يقول ذكر يخرج إلى الشارع يذهب للمسجد يقول ذكر فكل شيء فيه ذكر وهذا أمر مهم لابد أن نراعيه فهو أمر يحيي القلوب وليس الذكر بأن يتمتم الإنسان بكلمات وهو لا يعرف معناها وإنما يعطي قلبه لهذا الذكر ويتدبره


2- الأذكار المطلقة

وهي التسبيح المطلق والاستغفار المطلق والتهليل المطلق والباقيات الصالحات والحوقلة والأدعية وغيرها وكل الأشياء التي ورد فيها فضائل وورد فيها ثواب فلا يحرم الإنسان نفسه أبدا من الذكر
  ساعات كثيرة تضيع من الإنسان لو انتبه إليها واستثمرها يرتاح فالمسافر مثلا فأحيانا بعض الناس في السفر لا تستطيع القراءة في المصحف لأنه قد يصيبه دوار أو قيء فماذا يفعل يغمض عينيه ويجلس يستغفر والأخت كذلك تذكر الله عز وجل على أي حال أو تكون الأخت في العيادة منتظرة الطبيبة تنتظر ساعة أو أكثر فعليها أن تستثمر هذه الأوقات في هذه العبادة الجليلة التي لا تحتاج لوضوء الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار آل عمران: 191
ويعلم الصبيان هذه الأذكار ويواظبون عليها وتعظم هذه الأذكار

6- القرءان



ذكرنا قبل ذلك المطلوب في القرءان في طلب العلم ولكن سنعيده سريعا كبرنامج عمل هذه المرة

المطلوب في القرءان ثلاثة أشياء
1-ورد قراءة : الورد الطبيعي
2- ورد حفظ : الأخت تحفظ كل يوم نصف ساعة في جزء طلب العلم
3- ورد مراجعة


: بعض الناس يمن الله عليه يحفظ القرءان ويختمه القرءان فيكون ورد القراءة هو ورد المراجعة فتراجع في اليوم عدد من الأجزاء وهذا أفضل المنازل وإن لم نستطع أن نفعل ذلك نقوم بتقسيمه ورد قراءة وورد للحفظ وورد للمراجعة وهذا أمر في غاية الأهمية


كيف نقسم القرءان ؟.


شرعنا شرع عظيم النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك فيه شيئا لنجتهد فقال (اقرأ القرءان في كل شهر مرة ) أعلى شيء أن نقرأ كل يوم عشرة أجزاء وأقل شيء أن أقرأ كل يوم جزء وهذا هو برنامج تلاوة القرءان وما بين الجزء والعشرة أجزاء هذا هو التقسيم فبعض الناس يختم في كل سبعة أيام وبعضهم يختم في كل عشرة أو أربعة أيام ويمكن أن



تقول الأخت الآن كيف أقرأ عشرة أجزاء في اليوم ؟

لو أن الجزء يقرأ في نصف ساعة فنحتاج إلى خمس ساعات أستحلفكم بالله لو أن الأخت لا تعمل غير موظفة لا تخرج من المنزل يوميا وليست متزوجة أو تزوجت وليس معها أطفال أليس لدى هذه الأخت خمس ساعات في اليوم تقرأ فيهم عشرة أجزاء
ويلزم الإنسان أن يشجع نفسه ويوفر بيئة تساعده على قراءة القرءان فالأخت يكون معها مصحف في حقيبتها ولو أن هاتفها المحمول فيه إمكانية لتحميل المصحف تحمله عليه وفي غرفة نومها بجانب السرير تضع مصحف وأيضا مكان الجلوس في انتظار الطعام يكون فيه مصحف والغرض من وجود هذه المصاحف أن لا يضيع الإنسان وقته فإذا شعرت بالأرق ولا تستطيع النوم أقرأ ثلث ساعة أو ربع ساعة أو نصف ساعة وهكذا يحاول الإنسان الاستفادة من كل دقيقة في حياته وإن شاء الله يكون لنا حديث فيما بعد عن تنظيم الوقت واستغلال الوقت لكن أن تمر الأيام الطويلة على الإنسان دون أن يقرأ قرءان فهذه مشكلة وبالنسبة للأخت الحائض هي مسألة خلافية ولكن على الراجح أنه يجوز قراءة القرءان للحائض فإما أن تقرأ وهي مرتدية القفازين في يدها وهذا ليس مسا للمصحف وإما أن تقرأ من على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول لكن لا تترك قراءة القرءان
مطلوب أيضا في القرءان الاستماع والإنصات له والتدبر فالإنسان يعيش مع كلمات وآيات القرءان
ولإنسان دائما يقوم بتشغيل القرءان فهذا سوف يساعده على المراجعة ويطرد الشياطين وفي نفس الوقت يجعل الإنسان في بيئة إيمانية وهذا فيما يتعلق بمسألة القرءان


7-الدعاء

الدعاء هو العبادة لحديث ( من لا يسأل الله يغضب عليه ) ولا أعرف كيف يستطيع أن يعيش الإنسان بدون دعاء وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم كان كثير الدعاء كان يدعو عي كل أحواله فالإنسان يكثر من الدعاء ويتوخى فيه مواطن الإجابة وهي ( عند نزول المطر – بين الأذان والإقامة- في السجود – عند الاضطرار – ثلث الليل الآخر- وهو صائم ) فيكثر من الدعاء في هذه الأوقات فلا يمكن أن يعرض الإنسان عن هذه العبادة لأن الدعاء هو العبادة

8- الاستغفار


وهو يدخل ضمن الأذكار ولكن سنفرد ه فالاستغفار هو الذي ينظف القلب ويعيد تجديد النفس فالسيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا
)
9-التوبة


التوبة واجبة على الفور وتأخير التوبة يحتاج إلى توبة أسأل الله العظيم أن يتوب علينا جميعا
كيف يترك الإنسان يومه يمر وهو لم يتب إلى الله عز وجل يقوم يصلي ركعتين ويتوب وأيضا الأخت كذلك وتدعو وتقول (اللهم إني أتوب إليك ) التوبة تعني الرجوع يعان الإنسان في عبودية وانكسار ومذلة لله عز وجل أنه يرجع إليه ويعلن أنه لن يقيم على ذنب كائنا ما كان والتوبة رجوع إلى الله سبحانه وتعالى بشكل يومي

10-المحاسبة


 فإذا كان الله سبحانه وتعالى قال في التوبةوَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)النور: 31


 فإنه سبحانه وتعالى قال في المحاسبة ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18 الحشر18)


وقال صلى الله عليه وسلم (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وتزينوا للعرض الأكبر إنما خف الحساب على أقوام يوم القيامة حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما ثقل الأمر عل قوم لم يأخذوه بالمحاسبة ) يحاسب الإنسان نفسه يقف ويتفكر فالناس التي لديها تجارة عنده دفتر وارد ومنصرف فينظر بكم باع وكم كسب والأخت التي تريد أن تكون ناجحة في بيتها وحياتها لابد أن تكتب وتعرف جيدا كم معها من نقود وكم أنفقت وكم تبقى معها وتنظر الأشياء التي تنقصها وتحتاج إليها وتنظر إلى الأشياء الزائدة لكي تكون مرتبة في حياتها فإذا كان ذلك في الأمور المادية فما بالك بالأمور الشرعية فالإنسان لا يهمل أمر المحاسبة يحاسب نفسه على الواجبات فعلها أم لم يفعلها وهل فعلها بإتقان أم لا وهل فعل النوافل معها أم لم يفعلها ويحاسب نفسه على المخالفات والمحرمات لماذا وقعت في المحرمات وما الأسباب التي أدت إلى ذلك فيتدارك النقص في الواجبات بالقضاء ويتدارك الوقوع في المحرمات بالتوبة والاستغفار ورد المظالم لأهلها

11-أداء حقوق الخلق


 فالأخت عليها حقوق (حق الوالدين وحق الأرحام وحق الزوج وحق الأبناء) فهؤلاء جميع مسئولون منها وبترتيب هذه الحقوق أعلى هذه الحقوق حق الزوج (أنظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك ) فلا يمكن أن تمر الأيام دون أن تسأل الأخت نفسها هل حق الزوج كامل أم غير كامل فمن حق زوجها أن يمنعها من الصيام فإن منها من الصيام تتعبد إلى الله عز وجل بطاعتها لزوجها وهذا بالنسبة لصيام النافلة ومن حقوق الزوج أيضا أنه إذا نظر إليها سرته فلا تهمل نفسها فليس بزعم أنها تتعبد فتتبذل من نفسها بل تتزين بما يقع به السرور وهذه مسألة نسبية تختلف من إنسان لآخر ومن امرأة لأخرى فالمقصود أن يحدث به سرور نفس الزوج ثم حقوق الزوج المعروفة كلها وهي أن تطيعه فيما ليس بمعصية ولا تنشز عليه والنشوز معناه الترفع وترك الاستجابة لكلامه إلى غير ذلك فممكن أن تكون الأخت تصوم وتصلي وتكون تسيء إليه في المعاملة أو في المعاشرة أو تنشز عليه فهي بذلك ترتكب كبيرة من الكبائر كمن شرب الخمر بالضبط أو كمن يقع في الفاحشة فهذه مسألة ليست بالانتقاء والتشهي فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالصلاة وأمر المرأة أن تمتثل لزوجها

وحق الأبناء فلا تضيع أبناءها تريد أن تذهب للمسجد أو تحضر حلقة قرءان فتأخذ طفل رضيع فيصاب بالبرد أو تخرج وتترك أطفالها بدون طعام يتضورون جوعا أو يكون أطفالها فقراء نفسيا فالطفل يحتاج للحاجات النفسية أكثر من حاجته للأكل والشرب يحتاج إلى من يسمعه ويلعب معه فهذه هي واجبات المرأة بالأساس تحتسبها مثل الصلاة والصيام والذكر تماما وهي التي ستقوم بها لن يقوم بها أحد غيرها وحق الوالدين وبرهما وصلة الأرحام

12- حسن الخلق


يحتاج الإنسان يوميا أن يتابع نفسه( الحلم -الحياء -الكرم -التسامح -الرحمة -العفاف -الستر على المسلمين) كل هذه المعني والأخلاق الحسنة وأيضا الآداب فهي أعمال الجوارح (أدب النوم -أدب اللباس والزينة –آداب الطاعات- أدب المجلس ) فكل شيء له آداب
نحاول وضع تصور إجمالي فكل هذه المواضيع تحتاج أن نسمعها بالتفصيل ولكننا نضع تصور لها
 فالأخت يصلها الآن عندما نقول إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277 البقرة:  كل المطلوب منها عمله في اليوم والليلة والمأمورة به فالمسالة ليست مجرد كلام إجمالي ونجد أنفسنا في النهاية نقبض الريح فعلى الإنسان أن ينتبه




نتوقف هنا ونستكمل في المرة القادمة بإذن الله عز وجل












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق