>

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

تفسير سورة الحجرات 1





        بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الحجرات

مقدمة:
أن كل واحد منا لا يرقي ولا يتقوي ولا يصعد في سلم العبودية ولا يتخلص من آفاته القلبية ولا من أخلاقة المرذولة إلا بالوحي,,, فالوحي وصفه الله عز وجل في القرآن بأنه روح "كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا" فكما أن الأبدان لا تحيا إلا بالأرواح فان القلوب لا تحيا إلا بالوحي

وشبه الله عز وجل الوحي بالغيث المطر الذي ينزل علي الأرض فينبت منها الزرع
كذلك ليس هناك معني من معاني الخير ولا خلق قويم ولا أدب الخير يظهر في سلوك الإنسان إلا بالوحي
ووصف الله عز وجل الوحي بأنه نور فالله عز وجل هذا الوحي نور يهدي به من اتبع رضوانه سبل السلام
والطرق نوعان:"وعلي الله قصد السبيل ومنها جائر" منها جائر ومنها سبل السلام التي يسلم فيها المرء من الإثم والمعصية وهي التي تهدي إلي دار السلام فالمرء لا يمكنه أن يصل إلي طريق السلام إلا بالوحي فالوحي شفاء للأمراض "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"
فشفاء القلوب والأبدان والأمراض مرتبط بالوحي
والوحي أيضا هو الذي يزهد في شهوات الدنيا الفانية ويرغب في الآخرة الباقية وهو الذي يقطع أمل المرء في الناس ويعلقه برب الناس
وهو الذي يمثل جنة حصينة من شياطين الجن والإنس 

-    أقول هذه المقدمة بين يدي الدرس لأن كثير من الأخوات والإخوة يتساءلون أني لي أن أربي نفسي؟ أني لي أن أربي أبنائي؟ أني لي أن أربي من التزم جديدا في المسجد؟ أني لي أن أحدث تغييرا في شخص ما؟ سواء في نفسي أو ممن بسط الله يدي عليه؟؟




نبدأ في التفسير

سميت هذه السورة في جميع المصاحف وكتب السنة والتفسير بسورة الحجرات وهي جمع حجرة
ووجه تسميتها أنها ذكر فيها لفظ حجرات { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} . [4]. "
وهناك ثلاث سور في القرآن لم يذكر اسم السورة فيها داخل السورة : وهي الفاتحة والإخلاص والتوبة
وهي سورة مدنية..
أغراض هذه السورة وأهدافها: 
سورة الحجرات تتعلق بأحداث متقاربة تسببت في نزولها وهي سورة الآداب فقال السلف: علموا نساءكم سورة الحجرات وعلموا رجالكم سورة النور ويعني بتعلم سورة الحجرات كذلك النساء والأطفال وسن النشء وكذلك سن البلوغ
فهدف هذه السورة ذكر الآداب والأحكام التي يجب علي المسلمين تعلمها وأول هذه الآداب هي التي يتعامل بها  المسلمون مع النبي صلي الله عليه وسلم سواء في معاملته وخطابه وندائه 
وسبب النزول الأساسي لهذه الآيات ما ارتكبه وفد بني تميم من جفاء الأعراب لما نادوا الرسول صلي الله عليه وسلم من بيوته "إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعلمون"
وأيضا من الخلق التي شملت عليها هذه السورة ضمن أغراضها هي حض المسلمين علي التأكد من الأخبار التي ينقلونها مطلقا والتثبت في نقل الخبر وأن ذلك من خلق المؤمنين
أيضا مما دعت إليه هذه السورة مجانبة أخلاق الكافرين والفاسقين 
وأيضا مما دعت إليه هذه السورة الحض علي تقوية رابط الأخوة والإصلاح بين المتخاصمين بل وبين المتقاتلين..
وما أمر الله تعالي به من آداب حسن المعاملة مع المسلمين في أحوالهم في السر والعلن من كف الأذى مثل السخرية والغيبة والنميمة والازدراء والتجسس وسوء الظن 
فكل هذا كان من أغراض هذه السورة
أيضا هذه السورة ذكر الله عز وجل فيها معاني رائقة من معاني الاعتصام بالكتاب والسنة وألا يغتر المرء بطاعته " يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكم "
وذكر الله فيها خلقا وصفة لأهل الإيمان وهو خلق الصدق ثم ذكر من هم الصادقون,, "هم المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله" فمن فعل ذلك يستحق أن يكون صادقا " أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ

وذكر الله تعالي أنه ليس هناك من بلغ رتبة من يعلم الله بدينه "قل أتعلمون الله بدينكم" 

إلي غير ذلك من أغراض تلك السورة المباركة الطيبة التي أسأل الله عز وجل أن يعيننا علي فهم معانيها والتخلق بأخلاقها والتأدب بآدابها 



التفسير



أول ما بدأ الله عز وجل في هذه السورة هو ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
هذا النداء المحبب إلي قولب المؤمنين فأشرف وصف يوصف به الإنسان "يأيها الذين آمنوا" هذا النداء إذا سمعه المرء فلابد أن يرعيه وأن ينتبه كما ورد عن ابن عباس وابن مسعود قال: إذا سمعتم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فارعوها سمعكم فإنما هو خير تؤمرون به أو شر تنهون عنه" 

والله عز وجل في عليائه وهو الغني عن عباده ينادي علي آحاد خلقه وهو الشرف الذي يحصل عليه الإنسان من قراءة القرآن 
ما هذا الشرف؟ هذا الشرف من ضمنه أن الله ينادي علي المؤمن فتخيل أن الله عز وجل يناديك 
"يأيها الذين" نداء ذكر فيه اسم الموصول _ الذي_ للمذكر وذلك للغلبة 
هذا النداء يجب أن يرعيه المرء سمعه فالله يناديه وهو الغني ونحن الفقراء 
فالله سبحانه وتعالي لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين
ومع هذا من حلمه ومن كرمه ومن فضله أنا أرسل إلينا رسلا مبشرين ومنذرين ولم يكتف بالميثاق الأول الذي أخذه من بني آدم كما قال تعالي " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. [الأعراف:172]. "
فالله عز وجل أخذ مننا العهد ونحن في صورة الذر فالأرواح كان علي هيئة النمل فاستنطقهم واستشهدهم ألست بربكم ولكن الله تعالي لم يكتف بهذا الميثاق الذي نسيناه ولم يبق منه إلا الفطرة





فالله عز وجل قال " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا. [الإسراء:15] " فلا يعذب أحدا حتى يأتيه رسول أو يبلغ بما أنزل به الرسل "وأوحي إلي هذا القرآن"
النداء فيه تشريف وفيه تكريم وفيه تنبيه أن يسترعي هذا النداء الانتباه إنما هو خبر نؤمر به أو شر ننهي عنه
وهنا في نهي "لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"
لا تقدموا: لا تتقدموا وفي قول آخر هي لا تقدموا
لا تتقدموا: لا تكونوا أمام الله عز وجل ونبيه في الرأي فيقول المرء قولا أو يعمل عملا أو يؤسس نظرية يبادر بها الشرع ولا يمهل لنفسه أن يعلم ما أنزله الله عز وجل أو قاله نبيه
لا تقدموا: تقترحوا علي النبي صلي الله عليه وسلم بعض الأمور
فكلا الأمرين منهي عنه,,




بعض المفسرين مثل الشيخ عطية سالم وكان شيخ الحرم وكان من تلاميذ الشيخ الشنقيطي رحمهما الله,,
فيقول أن هذه السورة يسبقها في ترتيبها في المصحف سورة الفتح وسورة الفتح أخبرت عن صلح الحديبية وسماها الله عز وجل فتحا ووقع فيه ما وقع من عمر الخطاب رشي الله عنه لما ذهب إلي أبي بكر وقال له لما نعطي الدنية في ديننا ألسنا علي الحق قال نعم.. قال فلم نعطي الدنية عن ديننا
فذهب إلي النبي صلي الله عليه وسلم فأخبره بذلك
فأنزل الله السورة للمسلمين الذين وقع منهم هذا التصرف وهو لا تتقدموا بين يدي الله ورسوله.. ألزموا سنن  النبي صلي الله عليه وسلم وهذا مع ما هم فيه من فضل وأنهم من أفضل الصحابة
وهناك سبب آخر لنزول هذه الآية ورد في كتب السنن والتفسير أنه لما قدم ركب من بني تميم علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال أبو بكر أمر القعقاع بن نعبد وقال عمر يا رسول الله أمر الأقرع بن حابي فقال أبو بكر ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فأخذوا يتماديا حتى ارتفعت أصواتهما حتى قال أحدهما: كاد الخيريان أن يهلكا وهذا الحديث أخرجه البخاري رحمه الله
هنا فيه فوائد : أولا كون الرجل فاضلا وكونه من أهل السبق والريادة والإمامة في الدين لا يعني أنه لا يخطئ ولذلك ورد عن بعض التابعين مثل سعيد بن نسيب قال ما من فاضل إلا ويخطئ ولكن هناك من لا ينبغي ذكر زلاتهم
الحديث الذي أخرجه البخاري في الأدب المفرد عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال «أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم "



والقاعدة  من الحديث إذا بلغ المرء من علمه لم يحمل الخبث

فعالم بلغ علمه وفضله ودينه ومحاكاته لدين الله وسنة الرسول صلي الله عليه وسلم القلتين لا يحمل الخبث,, 
ولذلك أن نتعامل بهذا الميزان مع الكبار فيكون التعامل معهم بين التحطيم والانبهار
فالكبار في معشر المسلمين يرفع الله قدرهم " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " 
فهؤلاء انبدر منهم زلات لا ينبغي علينا إسقاطهم والرصد لهم فإذا وقع علماؤنا فكيف نعيش من بعدهم؟
بعض أبناء الحركة الإسلامية تطاول علي بعض العلماء ومحاولة اجترار الأخطاء ومحاولة تفصيل مواقف خاطئة عن ممن اشتهر عنهم العلم هذا لا يصح فيجب علي المرء أن يحفظ دينه من مثل هذه الأمور
فلما نزلت آية "يأيها الذين لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي" كان النبي صلي الله عليه وسلم بعدها إذا جلس مع عمر وأبو بكر رضي الله عنهما كان يستفهمهما لشدة انخفاض صوتهما وشدة انطياعهما لأوامر الله عز وجل..



نستفيد أيضا من هذه السورة أنه لا يحق للمسلمين كلهم ولو اجتمعوا أن يقدموا آرائهم علي أوامر النبي صلي الله عليه وسلم ومهما كانت كثرتهم فلا يجب لهم الابتداع والتقديم علي كلام النبي,, فيجب لهم الانطباع لكل ما أنزله الله علي رسوله ولا يجوز لهم أن يقدموا بين يدي رسول الله الاقتراحات فهي مهما كانت نتيجة ومحصلة تفكيرهم وعقولهم فلا تكون مثل كلام الله عز وجل ولا كلام النبي صلي الله عليه وسلم فإذا تكلم النبي فهو لا ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي..
فيجب علينا أن نسأل أنفسنا كم مرة تقدمان بين يدي الله ورسوله؟؟ كم مرة نصحنا أحد أو أعطينا الناس فتاوى بدون أن يكون لدينا علم بالوحي؟؟ فهذا أمر في غاية الخطورة



فتكون الأخت بعد ما أ،عم الله عليها بنعمة الالتزام وارتداء الزى الشرعي فتكون أمام معارفها بالسمت الملتزم دائما معها مصحفها مثلا ولا تسمع الأغاني وعندما تقعد مع أقاربها مثلا تقول لهن أن الغيبة حرام ومثل ذلك فبهذا يكوّن عندها وعند من حولها أن أي مسألة دينية يُرجع إليها فيها فتحدث أي شئ فيسألوها وهي يكون ليس عنده اعلم فتضطر أن تجيب وتتقدم بين يدي الله ورسوله,, فلماذا تفعلي هذا أختاه؟؟ ولماذا يكون عندك دائما الشعور بأنك مطالبة بالإجابة علي أي استفسار ديني؟؟
ولماذا دائما تكون الأخت الملتزمة يحاول الناس إغضابها بما يفعله الملتزمون الآخرون؟؟ فمثلا تقول لها أخت (وقليلي بقي يا ستي إيه اللي عمله الشيخ الفلاني ده بقي؟؟ طب ينفع يعني اللي عمله ده) 




فيجب أن يكون ردها بسيط ولا تغضب وأن تقول وأنا مالي وكده

وعندما تأتي الأخت وتسألها هل هذا حرام وهل هذا حلال ممن الممكن أن ترد عليها قائلة أنا لست جهة فتوى وإنما أنا أخت متدينة عادية ولا أفتي.. فليس من المفروض علي الأخت أن ترد علي من تسألها بما سمعته من القتاوي من البرامج مثلا بغير دليل ولكن من الممكن  أن تكون مثلا مع أقاربها ممن يفضلون شي معين أو داع معين فتقولي والله أنا لا أعلم ولكني سمعت الشيخ الفلاني مثلا يقول كذا,, الحالة الوحيدة التي تستطيع أن ترد الأخت فيها بفتوي هي أن يكون عندها علم شرعي,, 
وفي الحقيقة هذا يشكل عبء عليها إذا كانت تجلس مثلا مع أصحابها في الجامعة فيسألوها,, فلماذا تجيبين أنتي عليهم في القصر مثلا والطهارة والحيض وهذه الأمور بغير علم؟؟


لا تفعلي هذا حتى لا تكوني تتقدمي بين يدي الله ورسوله

ومن الآداب أيضا التي نتعلمها من هذه السورة: لا يحق لأحد من المسلمين أن يتقدم بعمل يرجو فيه ثوابه أو يترك عمل يخشي فيه عقابه إلا إذا كان لله ورسوله,,


وتحريم الأمر الذي لم يرد به شرع هو هو نفس الحكم إذا أحلت أمرا لم يرد به الشرع
فقال النبي صلي الله عليه وسلم "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"
فمهما كان العبد ومهما كان عقله وذكاؤه وحكمته ومهما كان علمه فلن يرقي أحد أن يصل إلي منصب التشريع ولا يجب أن يقطع أمرا إلا إذا كان بالوحي والسنة..
ولذا كان حكم النبي صلي الله عليه وسلم في هذا الأمر أنه رد أي أن يقام بإحباط هذا العمل وعدم قبوله..
وأيضا هذه الآية الأولي هي خطاب للأمة الإسلامية أجمع وما يسمي الآن بالدولة الحديثة وهي الدولة التي يتوفر فيها الفصل بين السلطات وتداول السلطة ودولة مؤسسات وفيها وسائل الاعتراض علي الحاكم ونقده وكل هذه الوسائل تختلف عن الدولة الإسلامية بمفهومها القديم,,



فالدولة الحديثة مكونة من ثلاث سلطات: سلطة تنفيذية وسلطة تشريعية وسلطة قضائية وليس من المعقول أن الشعب كله يعمل في هذه السلطات بل يتم تمثيل الشعب بعدد من الأشخاص في هذه السلطات
وأخطر هذه السلطات هي السلطة التشريعية لأنها مخاطبة بتشريع القوانين واللوائح ولا يصح أن تتقدم بين يدي الله ورسوله فلا بد أن تخضع للوحي وتكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الرسمي للتشريع في الدولة
والمخاطبة هنا لنا ولدول المسلمين لأنها "يأيها الذين آمنوا" فلا يحل لنا أن نسن قانونا أو نشرع تشريعا بغير ما أنزله اللع عز وجل وما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم..



اليوم هذه السلطة التشريعية تخضع للوحي بأن المادة الثانية تنص  أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع
ولا يخفي عنكن ما يحدث من تنازعات  شرسة علي هذه المادة في اللجنة التأسيسية ولا يتصدي لهذه المشكلة إلا السلفيون فقط,, ولكن الله سبحانه وتعالي ولي الذين آمنوا وهو نعم المولي ونعم النصير فالله كريم و إن شاء الله لن نخذل في هذه الجولة
ولكن يجب أن نعلم لم يتصدي شيوخنا لهذه المشكلة وذلك بسبب هذه الآية..
"اتقوا الله" من يسمع هذه الآية يجب أن يكون في قلبه الرهبة إذا كانت في قلبه حياة,, يعني اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية "واتقوا الله
نتقي أن نقف بين يدي الله عز وجل وقد خالفنا أمره
هذه الكلمة كافية لأن يغير المرء حياته,, فإذا سمعها المرء تسمر مكانه كما ورد عن أبى حبيب قال: "إذا أقبلت الفتنة أطفئوها بالتقوى قالوا يا أبا علي وما التقوى قال أن تعمل بطاعة الله علي نور من الله ترجو ثواب الله" 
وهي أن يعمل المسلم  إيمانا واحتسابا علي وحي ويعلم أن الله شرع له هذا العمل وترجو حساب الله

"وأن تترك معصية الله علي نور من الله تخشي عقاب الله"
فيترك كل ما نهي الله عنه بدليل علي تحرينه ووحي لذلك احتسابا منه بذلك أن يعافيه الله سبحانه وتعالي من العقوبة
فإذا الذي يتقدم علي يدي الله ورسوله فقد هلك
فأي والي علي الأمة يفعل مثل ذلك فهو مغضوب عليه من الله عز وجل,, ومتعرض لسخطه لأنه يجعل نفسه ندا لله " (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) " "ولا تشرك في حكمه أحدا"


يأيها الذين آمنوا خطاب لكل المؤمنين رجالا ونساء

لا تقدموا بين يدي الله ورسوله: لا تتقدموا لا تقترحوا ولا تتصدوا لأمر وانتم ليس عندكم وحي
اتقوا الله: فإن هذا فيه تهديد وترهيب ووعيد شديد أي اجعل بينك وبين عذاب الله وقاية 
إن الله سميع عليم: تعليل فالله عز وجل سميع بكل ما تقولونه سميع بكل التخرصات والتكهنات والكذب والافتراءات وهو عليم وسع علمه كل شئ "وسعت كل شئ رحمة وعلما"
فعلم ما كان وما يكون
لا يعزب عنه مثقال ذرة ويستوي عنده من أسر القول أو جهر به ومن هو مستخف بالليل أو سارب بالنهار وسع كل شئ رحمة وعلما


﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىَ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾)

يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ
لا يمكن خداعه ولا يمكن الكذب عليه ولا يمكن التزوير والتنويه أمامه سبحانه وتعالي.. نكتفي...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق