>

الجمعة، 8 يوليو 2011

المادة العلمية الحاصة بمحاضرات صفات المربي الجزء الثاني

الصفة الثالثة  الثقافة والتجربة :
وذلك فيما يتعلق مباشرة بالعمل التربوي، أو ما له تعلق غير مباشر به ، ونبدأ بالثاني ، ونقصد به أمرين :
الأول : الثقافة أو التجربة الواقعية المتعلقة بمعرفة أحوال الناس وطبائعهم وصفاتهم .
ومصادر هذا النوع من الثقافة والتجربة متنوعة ، يمكن استقاؤها من الأفراد مباشرة ، كل بحسب حاله من خلال إغتنام لحظات الحوار العابر ، أو توجيه السؤال والاستفسار مع تقوية ملكة جمع المعلومات الشفوية ، وأيضًا يمكن استقاؤها من البحوث والدراسات التي تتناول هذه الموضوعات ، وفي الجلوس مع الكبراء في السن وفي الخبرة فائدة لا تترك
، قال المناوي : المجربون للأمور المحافظون على تكثير الأجور جالسوهم لتقتدوا برأيهم وتهتدوا بهدايتهم ([1]) .
وعن أبي جحيفة ت قال : كان يقال : جالس الكبراء ، وخالل العلماء ، وخالط الحكماء ([2]) وأيضًا يمكن استمداد هذه الثقافة والتجربة من الكثير من مراجع التاريخ القريب أو البعيد ، فإنه كما قال السخاوي : « من عرفه كمن عاش الدهر كله وجرب الأمور بأسرها وباشر تلك الأحوال بنفسه ، فيغزر عقله ويصير مجربًا غير غر ولا غمر » ([3]) .
الثاني : الثقافة العامة بمعنى الإطلاع السريع على العلوم الأساسية الطبيعية أو الإنسانية وأحدث التطورات العامة فيها .
ويمكن جمع الفوائد التي تعود على المربي من هذين المجالين في النقاط الآتية :
1- معرفة سبل الخير وسبل الشر وكيف يسلك كل منهما ؛ يصف ابن القيم / حال المؤمن المجرب الذي يعرف الخير والشر وكليهما فيقول : « وهذه حال المؤمن : يكون فطنًا حاذقًا اعرف الناس بالشر وأبعدهم عنه ، فإذا تكلم في الشر وأسبابه ظننته من شر الناس ، فإذا خالطته وعرفت طويته رأيته من أبر الناس ([4]) .
2- توسيع المدارك وتعميق الأفهام وتنشيط العقول ، فهذه الثقافات من شأنها أن تنمي قدرة المربي على التفكير ، وعلى القياس المستقيم ، وربط الأسباب بمسبباتها ، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية / في فائدة الإطلاع على مختلف العلوم كلامًا نفسيًا : « ففي الإدمان على معرفة ذلك تعتاد النفس العلم الصحيح والقضايا الصحيحة الصادقة والقياس المستقيم فيكون في ذلك تصحيح الذهن والإدراك » ([5]) .
3- زيادة قدرة المربي على التحدث والحوار الثنائي أو الجماعي ، فالمربي يتعامل مع عقول مختلفة وثقافات متنوعة يحتاج إلى التواصل معها بكفاءة ، والمربي محدود الثقافات أشبه شيء بمذياع الشيوعية القديم ليس إلا محطة واحدة : إما أن تسمعها أو تغلقه ، بينما المربي متنوع الثقافات : متعدد الموجات ، فاحتمال غلقه غير وارد .
4- فهم ظروف المتربين المختلفة اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا ، انطلاقا من فهمه لأحوال المجتمع الذي يعيشون فيه والتي تمثل الخلفية الدافعة للكثير من أقوالهم وتصرفاتهم .
أما النوع الثاني : وهي الثقافة والتجربة التربوية فلا غني عنها للمربي فهي التي تصبغه بهذه الصبغة بداية وعن طريقها يتعرف منهج التربية وما يتضمنه من أهداف التربية ووسائلها ومراحلها وأساليبها ومشكلاتها ونحوه ، وهو يتعرف على ذلك بوصفه إما كلامًا نظريًا مجردًا يعرض المفاهيم والمبادئ وإما وصفًا أو نقدًا للمحاولات التطبيقية : ظروفها ونتائجها .
ويمكن استمداد تلك الثقافة والتجربة من مصدرين رئيسين :
الأول : الكتب « المصادر المقروءة » :
وهي مصدر أساسي لتلقى المبادئ والمفاهيم التربوية ، وكذا التجارب والخبرات التربوية ، وهنا وقفة : وهي أنه قد يتحرج البعض من الاستفادة من الكتب الدعوية الكثيرة التي تنقل خبرات وتجارب العديد من الدعوات والدعاة ، وهذا أمر غير مستقيم ، فالحكمة ضالة المؤمن ، ومن العار أن تمنعنا مشاعر التعصب أو أخطاء الآخرين من الاستفادة من تلك التجارب ، خاصة أن ذلك لا يعنى إعطاؤها الصلاحية المطلقة ، بل كل الأمرين وارد ، ومفيد أن نعرف تجربة الصواب وتجربة الخطأ .
قال الإمام أحمد /: سمعت أن قل رجل يأخذ كتابًا ينظر فيه إلا استفاد منه شيئًا ([6]) .
الثاني : السماع والممارسة :
والسماع يعني : أن يسعى المربي للاستفادة من تجارب المربين الأقران له والسابقين عليه ، مع إعطاء أهمية خاصة لقدامى المربين .
والممارسة تعني : أن ينتفع المربي من تجربته الذاتية في العمل التربوي ، فيستفيد من أخطائه وإصابته السابقة فيما يستجد من أعماله اللاحقة ، وكما قيل : من التوفيق حفظ التجربة .
الصفة الرابعة : العمق الإيماني :
ونعني به ذلك النور وتلك الجاذبية التي تصدر عن المؤمن مع صلاح باطنه وقربة من الله ﻷ فينعكس ذلك على جوارحه وعلى كرمه وأفعاله ، والمربي إن كان كذلك فهو لإخوانه بمثابة البحر العميق تمخر فيه كبار السفن هادئة مستقرة ، بينما الماء الضحل لا يسلك فيه مركب صغير فضلًا عن كبارها ، وقد كان السلف يهتمون بذلك ويرجعون كل قصور عن بلوغ الكلام مراميه في القلوب إلى ضعف القلب الصادر عنه قبل اتهام قلوب السامعين قال الحسن البصري : وقد سمع متكلمًا يعظ فلم تقع موعظته من قلبه ولم يرق لها : يا هذا ! إن بقلبك لشرًا أو بقلبي ([7]) .
فتحقيق هذا العمق الإيماني إذن لا يكون بالكلام ، أو بالتكلف والتحلي الزائف ، بل ليس له إلا طريق واحد هو الإخلاص لله ﻷ والتقرب إليه سبحانه فإذا اقترب المربي من ربه إقتربت منه قلوب العباد ، وإن إبتعد عن ربه بعدت عنه القلوب .
ومن أروع المشاهد التربوية الإيمانية التي تصور لنا أثر العمق الإيماني على التربية ، ذلك المشهد الذي رسمه ابن القيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله ـ يقول : وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه ، فما هو إلا ان نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة ([8]) .
ثانيًا : مقومات الإتقان
وهي مجموعة القدرات النفسية والعملية والأساسية التي تساعد المربي عند اكتسابها على رفع مستوى الأداء التربوي .
وهذه القدرات المختارة هي قدرات جامعة للعديد من المهارات والأنماط السلوكية التربوية التي تندرج تحتها وتشكل في مجموعها وبتفاصيلها الجهد التربوي للمربي في حالة الرشد .
القدرة الأولى : فهم الشخصية وتحليلها :
وما نحتاجه هنا مما يتعلق بهذه القدوة الإجابة عن سؤالين هامين :
أ- لماذا « ومتى » نحتاج إلى فهم شخصية المتربي ؟ « الدواعي » .
ب- كيف نفهم شخصية المتربي ؟ « وسائل جمع المعلومات » .
أ- لماذا « ومتى » نحتاج إلى فهم شخصية المتربي ؟ « الدواعي »  وللإجابة نقول :
1- للانتقاء : وهذا أمر لا عوج فيه فإن الطاقات محدودة ، فمن ثم ينبغي اختيار من يصلح لإعطائه مزيدًا من الجهد والتركيز ، فقد : « كان علماء السلف الناصحون لله ودينه يلقون شباك الاجتهاد لصيد طالب ينتفع الناس به في حياتهم ومن بعدهم » ([9]) .
2- لتحديد الميول والإمكانات : ومن ثم ما يصلح له من العمل ، والناس متفاوتون في ذلك تفاوتًا قدريًا من عند الله ، وهناك عناصر ثلاثة يتحدد على ضوئها ما يصلح له المتربي ، فبالإضافة إلى الميول والإمكانات هناك احتياجات العمل الدعوى ، والذي يحدث في كثير من الأحيان أن مسار المتربي في ميدان العمل الإسلامي يتحدد وفق العنصر الأخير والصحيح اعتبار الجميع .
3- لتحديد مستوى أمثل للتعامل يراعي النفسيات والمشاعر والفروق الفردية « القدرات العقلية » :
إن توحيد أسلوب التعامل مع كل الشخصيات أمر بعيد عن الصواب ، إذ أنه يفترض التماثل في النفسيات والعقول وهذا غير متحقق ، بل النفس الواحدة متغيرة ، كما أن العقول أيضًا متفاوتة ، والمربي الذي يتعامل مع مجموعة من المتربين ينبغي عليه أن يراعي ذلك في تعامله معهم ، وأول خطوة في هذا الاتجاه فهم هذه النفوس والعقول وتحليلها ثم بعدها يحدد أسلوب التعامل مع كل .
4- لمعرفة التغير في مستوى المتربي التربوي وتقويمه من فترة لأخرى ، وذلك للتأكد من أن العمل التربوي يحقق أهدافه على أن يتم ذلك وفق معايير موضوعية تقاس عليها المعلومات المتحصلة من تحليل شخصية المتربي ورصدها ومتابعة تطورها مع ملاحظة عدم الاقتصار على جوانب محدودة مثل الجانب العلمي ، والجانب الفكري ، والغفلة عن بقية الجوانب مثل : المستوى الإيماني ، والأخلاقي ، والحركي .
ب- كيف نفهم شخصية المتربي ؟ « وسائل جمع المعلومات » :
هناك وسائل كثيرة لذلك نذكر أهمها :
1- السؤال والتحري :
لمن يعرفه أو يعلم حاله ، فذلك يوفر وقتًا وجهدًا كبيرين على المربي خاصة لو كان خلفًا لسلف له من المربيين عملوا مع الأشخاص أنفسهم فهنا يتحتم عليه سؤالهم وإلا فهي الفوضى .
وكان من علماء السلف من يتحرى عن تلامذته ليتحقق من حالهم فعن معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي أنه قال : كان زائدة لا يحدث أحدًا حتى يمتحنه فإن كان غريبًا قال له : من أين أنت ؟ فإن كان من أهل البلد قال : لا تعودن إلى هذا المجلس ، فإن بلغه عنه خيرًا أدناه وحدثه .
2-  الكلام والحوار :                                   
فاللسان يعبر عن صاحبه ويبين حاله ، ومهما تحفظ الرجل أظهر لسانه حاله ولو بعد حين إذ اللسان يغرف من القلب وما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على قسمات وجهه وفلتات لسانه فهو بحق ترجمان العقل والنفس .
وكان بعض الفلاسفة يسأل تلامذته ويستنطقهم ويشجعهم على السؤال ، فرأى يومًا أحد تلامذته صامتًا فقال له : تكلم حتى أراك .
3- الاختبارات :
وغالب استخدامات هذا الأسلوب للتحقق من مستوى الجوانب المعلوماتية ، ولكن يمكن تفعيله في جوانب أخرى عمليه أو نفسية باستخدام صور متطورة منه مثل الاختبارات النفسية ، وذلك حسب الظروف التي من الممكن إجراؤها في قوالب غير مباشرة كالمسابقات والمباريات الثقافية .
ويرسخ ابن جماعة أهمية الاختبار فيقول : « إن الشيخ ينبغي له إن جهل حال تلميذه أن يختبره بكتاب سهل من الفن المطلوب ، فإن رأى ذهنه وفهمه جيدًا نقله إلى الكتاب يليق بذهنه وإلا تركه » ([10]) .
4- المواقف المفتعلة ومعرفة رد الفعل :
وقد يكون ذلك بتتبع ردود أفعاله في مواقف سابقة من النوعية التي تظهر مكنونات النفس وجوانب القوة والضعف في الشخصية ، وقد يكون أيضًا بمحاولة الافتعال لبعض المواقف التي تظهر هذه الخبايا .
قال ابن الجوزي / : « حدثنا محمد ابن إسحاق قال : قال لقمان لابنه : يا بني ! إذا أردت ان تؤاخي رجلًا فأغضبه قبل ذلك فإن أنصفك عند غضبه وإلا فاحذره » ([11]) .
5- الاحتكاك والمعاشرة :
وبهما تتضح جوانب من الشخصية يصعب أن تتضح بغيرهما ولتوضيح ذلك ، نضرب مثالًا في كل خلاف بين زوجين لو سألت أحدهما لقال لك غالبًا إنه قد اكتشف في شريكه عيوبًا لم يكن يعلمها من قبل ، ولو علمها ما اقترن به فلو قارنت بين ذلك وبين حالهما في بداية الزواج لوجدت أنهما لم يتزوجا بداية إلا وقد اقتنع كل منهما بالآخر ورضي به بعد سؤال وتمحيص فما الذي طرأ ؟ إنها معرفة الاحتكاك والمعاشرة .
6- الفراسة :
ونعني بها أن يدرب المربي نفسه على معرفة خبايا النفوس ومشاعرها من خلال قسمات الوجه والسمت العام .
قال عثمان بن إبراهيم الجمحي وهو من فضلاء التابعين : « إني أعرف في العين إذا أنكرت وإذا عرفت وإذا هي لم تعرف ولم تنكر : إذا عرفت تحوص ـ أي تضيق ـ وتعود لطبيعتها لارتياحها بالفهم بعد تحملقها للإنكار والاستفهام وإذا انكرت تجحظ ـ أي تبرز وتقسو ، وإذا لم تعرف ولم تنكر تسجو ـ أي تسكن » ([12]) .
وجلس بعض العلماء يحرر يومًا في مشكلة والطلبة به محدقون ، فقال لهم : فهمتم ؟ قالوا : نعم ، قال : لا ، لو فهمتم لظهر السرور على وجوهكم ([13]) .
القدرة الثانية : الإقناع :
والإقناع لغة : الإرضاء ([14]) وفي العرف يراد به : نقل حالة القبول أو الرفض لأمر ما من شخص لآخر ويكون بالكلام أو الفعل ، والأول أغلب .
والمربي يحتاج هذه القدرة على درجة كبيرة فهو يحتاج دومًا إلى تعديل وتغيير قناعات المتربين .
وهذه بعض وسائل الإقناع :
1- استحضار الأفكار وترتيبها : فالقول دون تفكير سمة الجهال والفوضويين ، قال المنصور لبعض ولده : « خذ عني اثنتين : لا تقل من غير تفكير ، ولا تعمل من غير تدبير » ، وينبغي في هذه الخطوة تجنب التفكير الأحادي الذي يجعل المتحاور سجين فكرة واحدة دون النظر لمنظومة الأفكار الأخرى ([15]) .
2- حسن العرض للحجة : فالعبرة ليست بحشد الكلمات والألفاظ وسكب الأفكار في ذهن المتربي .
3- نقض الدوافع أو إثارتها : وهناك فرق بين محاولة إقناع المتربي باعتبار ظاهر فعله وكلامه وبين إقناعه بالنظر إلى دوافعه ، فالتعامل معه في الثانية أشد أثرًا وعمقًا ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، ففي محاورته مع الشاب الذي جاء يطلب الإذن بالزنا مثال عملي على ذلك .
4- الجواب الحاضر المفحم : فهو يغني عن كثير الكلام في أحيان عديدة .
5- التدرج : وهو قاعدة هامة تندرج في معظم وسائل التربية بل هو أصل من الأصول الهامة وبعض المربيين تأخذه الحماسة فيريد أن ينتقل للمربي كل قناعته العلمية أو النظرية التي تكونت لديه على مر الزمن دفعه واحدة ، فلا يجادل ولا يناقش وهذا بالطبع أمر متعسر ، ولو كان ذلك كذلك لكان أولى به الصحابة رضوان الله عليهم أفضل هذه الأمة فعلى الرغم من فضلهم وإيمانهم فقد نزلت عليهم الأحكام منجمة ، بل أحيانًا كان الأمر الواحد يحرم عليهم بالتدرج كما في الخمر فما الظن بغيرهم ممن لا يبلغ عشر معاشرهم في فضل ولا علم ؟
6- نقض الأفكار المضادة : افتخر احد خلفاء بني أمية يومًا بقريش فقال : « إن الله حبا قريشًا بثلاث : فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ öÉRr&ur y7s?uŽÏ±tã šúüÎ/tø%F{$# [ الشعراء : 214 ] ، ونحن عشيرته الأقربون ، قال تعالى : ﴿ ¼çm¯RÎ)ur ֍ø.Ï%s! y7©9 y7ÏBöqs)Ï9ur [ الزخرف : 44 ] ، ونحن قومه ، وقال تعالى : ﴿ É#»n=ƒ\} C·÷ƒtè% ÇÊÈ öNÎgÏÿ»s9¾Î) s's#ômÍ Ïä!$tGÏe±9$# É#ø¢Á9$#ur [ قريش : 1-2 ] ، ونحن قريش فأجابه رجل من الأنصار ، فقال : على رسلك ، فإن الله تعالى يقول : ﴿ z>¤x.ur ¾ÏmÎ/ y7ãBöqs% uqèdur ,ysø9$# [ الأنعام : 66 ] ، وأنتم قومه ، وقال تعالى : ﴿ $£Js9ur z>ÎŽàÑ ßûøó$# zOtƒötB ¸xsWtB #sŒÎ) y7ãBöqs% çm÷ZÏB šcrÅÁtƒ [ الزخرف : 57 ] ، وأنتم قومه ، قال تعالى : ﴿ tA$s%ur ãAqߧ9$# Éb>t»tƒ ¨bÎ) ÍGöqs% (#räsƒªB$# #x»yd tb#uäöà)ø9$# #YqàfôgtB [ الفرقان : 30 ] ، وانتم قومه ثلاث بثلاثة ولو زدتنا لزدناك » ([16]) .
7- إتقان الصمت والاستماع : فذلك يعطى المربي فرصة لكشف أفكار المتربي ومنطلقاته ، وكذا فرصة للتفكير والتركيز ، ومن المقولات التي يرددها خبراء اللغويات النفسية أننا نفكر بأضعاف السرعة التي نتكلم بها ولذلك فإننا حين ننصت تكون عقولنا في سباق ([17]) ، فحسن الاستماع يتخطى مجرد الصمت وهز الرأس بل يستلزم قدرات خاصة باستيعاب ما يقال وتخزينه في الذاكرة بصورة منتظمة لاسترجاعه في الوقت المناسب في الحوار ([18]) .
8- يمكن اعتبار الأساليب الواردة في القدرة التالية من وسائل الإقناع :
القدرة الثالثة : استخدام أساليب غير مباشرة لتبليغ المفاهيم الشرعية والدعوية حتى ترسخ في النفس والواقع :
يشكو بعض المربيين من عدم استجابة كثير ممن يربونهم لتوجيهاتهم بدرجة تتناسب مع كثرة تكرار هذه التوجيهات ، وبنظرة فاحصة لأسلوبهم في التربية تجعلنا نكتشف قصور مفهوم التربية لديهم وانحصاره في التلقين والتكرار الحرفي للمفاهيم ، واختزال التربية في هذه الصورة أشبه بالتعبير عنها بحرف واحد من حروفها ، كما أن التكرار بهذه الصورة قد يحدث أثرًا عكسيًا يفقد الكلام جدته وهيبته .
أما توسيع الدائرة واعتماد أساليب غير مباشرة في التربية فله أثر قوي وفاعليه بإذن الله ، كما أنه يجعلنا نجتنى فائدة التكرار مع تجنب عيبه ، وأيضًا فهو يتناسب مع كون التربية تحتفي بالبناء الرأسي في العمق قبل البناء الأفقي .
وفيما يلي طائفة من هذه الأساليب وإن كان المطلوب من المربي أن يبدع ويأتي بالنادر الطريف ولا يكتفي بالنسج على منوال الآخرين :
1- استخدام الحكايات : وقد سبق الكلام عنها في صفة حسن السمت ، فلها أثر عجيب في النفس ويكفي أن القرآن الكريم والسنة النبوية ممتلئان بها ، وقد تعدل حكاية صغيرة في سطرين كلامًا طويلًا في صفحات فضلًا عن أنها تفوقه أثرًا وثباتًا في النفس والعقل ، قال البرقي : « الحكايات حبوب تصطاد بها القلوب » ([19]) .
2- ضرب المثال : ويقصد به : ادعاء التماثل الجزئي أو الكلي بين شيئيين أو حالين طلباً لإثبات أو إيضاح أحدهما اعتمادًا على ثبوت أو وضوح الثاني .
فهو يستخدم إذن في تقريب المعنى وإيضاحه والإقناع به والحث على الفعل ونحو ذلك ، وله في ذلك تأثير عظيم ، وهو أسلوب شائع الاستخدام في الكتاب والسنة .
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث « النخلة » : « وفيه ضرب الأمثال والأشباه لزيادة الإفهام ، وتصوير المعاني لترسخ في الذهن ولتحديد الفكر في النظر في حكم الحادثة » ([20]) .
وله صور عديدة : فقد يكون تشبيهًا رمزيًا للبشر وأحوالهم بالنبات أو الحيوان أو الجماد وقد يكون هذا المثال الرمزي معاينًا كما في حديث أنس بن مالك ت قال : أخذ النبي غ غصنًا فنفضه فلم ينتفض ، ثم نفضه فلم ينتفض ، ثم نفضه فانتفض « لاحظ الانتفاض في الثالثة » قال : « إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة وراقها » ([21]) .
وقد يكون المثال الرمزي « تخيليًا » كقوله تعالى : ﴿ã@sVtB  tûïÏ%©!$# (#qè=ÏdJãm sp1uöq­G9$# §NèO öNs9 $ydqè=ÏJøts È@sVyJx. Í$yJÅsø9$# ã@ÏJøts #I$xÿór&  [ الجمعة :5 ] .
ومثله : كان الإمام أحمد يقول لبعض أصحابه : « كم يعيش أحدنا : خمسين سنة ؟ ستين سنة ؟ كأنك بنا قد متنا ، ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط » ([22]) .
وقد يكون المثال تشبيهًا بأحوال البشر وأفعالهم : فيكون افتراضيًا فعن يعلي بن عبيد قال : سمعت سفيان الثوري يقول : « لو كان معكم من يرفع الحديث إلى  السلطان أكنتم تتكلمون بشيء ؟ قلنا : لا ، قال : فإن معكم من يرفع الحديث يعنى إلى الله » ([23]) .
وقد يكون حقيقيًا فقد قال عبد الواحد بن زيد للحسن البصري وكلاهما من التابعين : « يا أبا سعيد ! أخبرني عن رجل لم يشهد فتنة ابن المهلب بن أبي صفرة ، إلا أنه عاون بلسانه ورضي بقلبه ، فقال الحسن : يا ابن أخي ! كم يد عقرت الناقة ؟ قلت : واحدة ، قال : أليس قد هلك القوم جميعًا برضاهم وتمالئهم ؟ » ([24]) .
3- افتعال المواقف : ومثله حديث جبريل ÷ لما حاكى فعل الغريب السائل الطالب للعلم ، فقدم وجلس وسأل ومضى فانظر إلى أثر افتعال هذا الموقف وما ذكر فيه العلماء من الفوائد يبين أهمية هذه الوسيلة وأنه لو كان المطلوب مجرد تلقين المعلومات لأجلسهم النبي غ وعرف لهم الإسلام ولإيمان والإحسان وذكر علامات الساعة وانتهى الأمر .
4-الحث على السؤال وفتح المجال له : ففيه تنشيط للذهن ودفع لتمام الاستيعاب وسد ثغرات الفهم بالسؤال ، قال عكرمة يومًا لتلاميذه يحثهم  على السؤال : ما لكم لا تسألوني ؟ أأفلستم ؟
5- التلغيز : وهو السؤال المحير للفهم المشكل عند سماعه ومنه حديث النبي غ الذي رواه عمر قال : « إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وإنها مثل المسلم ، فحدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي ، قال عبد الله : ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحيت لصغر سني ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال : هي النخلة » ([25]) .
قال بن حجر في فوائده : « وفيه امتحان العالم أذهان الطلبة بما يخفي مع بيانه لهم إن لم يفهموه » ([26]) .
وقال أيضًا : « وفيه أن المُلْغِز ينبغي له ألا يبالغ في التعمية بحيث لا يجعل للمُلْغِز له بابًا يدخل منه ، بل كلما قربه كان أوقع في نفس سامعه » ([27]) .
6- الكناية عن الأمر بعاقبته : ومعلوم ما في ذلك من دوام الترهيب أو الترغيب واستحضاره في النفس وتذكره عن الدوام ، كما قال النبي غ في غزوة بدر لأصحابه يحثهم على القتال : « قوموا على جنة عرضها السماوات والأرض » ([28]) .
7- إزكاء روح التنافس في الخير : من الثابت في علم النفس المنافسة وسيلة فعالة لرفع المستوى وتنمية الموهبة ، وإن انعدامها بين الأفراد من شأنه أن يبطئ ذلك .
وقد كان النبي غ المربي الأول يستخدم هذا الأسلوب في تربية الصحابة ، وهناك السابق المشهور في الخير والطاعات بين أبي بكر وعمر ب الذي كان النبي غ يحفزه ويشجعه ، وقد فاز أبو بكر بهذا السباق حتى قال عمر : والله ! لا أسابقك بعدها إلى شيء أبدًا .
8- استخدام الحيل : تستعصي بعض المفاهيم على القبول لدي بعض الأشخاص فلا بأس من استخدام الحيل المشروعة لتحقيق ذلك .
ومن ذلك احتيال عبد الله بن المبارك لكي يغير فكر الأوزاعي عن أبي حنيفة ، فقدم له بعض مؤلفاته من غير أن يكون عليها اسمه الحقيقي ، فلما أعجب بها أخبره بأنها من تأليف أبي حنيفة ، فتغيرت فكرته عنه وصار يجله ([29]) .
القدرة الرابعة : الاحتواء النفسي :
وهو أن تنشيء بين المربي والمتربي علاقة نفسية قلبية قوية من الحب في الله ، يكون المربي وهو الموجه فيها بحيث يرتبط المتربي به ارتباطًا نفسيًا يرفع من مستوي قبوله وامتثاله لتوجيهات مربيه وييسر عملية التربية ويمكن تلخيص كيفية اتصاف المربي بهذه القدرة في : أن يهتم بالتفعيل القوي لحقوق الأخوة بمعناها الشامل ، مع التركيز على الجوانب ذات التأثير النفسي القوي حتى يمكن له تواجد مؤثر على خريطة المتربي النفسية بدون اقتحام فيما لا يعنيه .
والمربي يلزمه قبل ذلك أن يتحلى بأمور لها تأثير فعال على تحقق هذا الاحتواء النفسي وإن كانت غير مباشرة وهذه الأمور مثل : حرصه على أن يتصف بسلامة النية وتجنب المسالك الملتوية في التعامل مع الناس يقول ابن حزم : « احرص على أن توصف بسلامة الجانب ، وتَحَّفظ من أن توصف بالدهاء فيكثر المتحفظون منك  » ([30]) . 
وأيضًا يتصف بحسن معاملة الناس ، فيعاملهم بمكارم الأخلاق والإيثار وترك الاستئثار ، والتحلي بالإنصاف وترك الاستنصاف وشكر التفضل ([31]) مع التنزه عن الاستعانة بأحد من تلاميذه في مصلحة خاصة به ، « وقد كان المنصور ابن المعتمر لا يستعين بأحد يختلف إليه يعنى لطلب العلم في حاجة » ([32])  وغيرها من الصفات المشابهة . وبتأملنا مسلك السلف في التعامل مع تلاميذهم يتبين لنا أنه كان لهم منهج واضح في مشاركة تلاميذهم مشاكلهم وسعيهم في مساعدتهم بحيث إن الشيخ كان له تأثير عظيم في نفسية تلميذه وهذه بعض ملامح هذا المنهج .
1- كانوا يظهرون الاهتمام والإقبال على جلسائهم وتلاميذهم : يقول ابن عباس ب : « أكرم الناس جليسي الذي يتخطى رقاب الناس إلى لو استطعت أن لا يقع الذباب عليه لفعلت » ([33]) .
2- الاهتمام بالتعرف عليهم وعلى ظروفهم يقول بن جُماعة : « وينبغي أن يتعلم أسماءهم وأنسابهم ومواطنهم وأحوالهم ويكثر الدعاء لهم بالصلاح » ([34]) .
3- الحنو عليه بالرفق به ، يقول ابن جماعة : « ويعامله بما يعامل به أعز أولاده من الحنو والشفقة عليه والإحسان إليه » ([35]) . 
4- مساعدته في تذليل الصعاب والتغلب على الظروف المعوقة لطلب العلم ، ومن ذلك أن أسد بن الفرات كان يريد السماع على محمد بن الحسن الشيباني ، فحضر إليه وقال : « إني غريب ـ من القيروان ـ قليل النفقة والسماع منك نزر والطلبة عندك كثير ، فما حيلتي ؟ فقال له : اسمع مع العراقيين بالنهار ، وقد جعلت لك الليل وحدك فتبيت عندي وأسمعك ، قال أسد : وكنت أبيت عنده وينزل إلي ، ويجعل بين يديه قدحًا فيه ماء ، ثم يأخذ في القراءة ، فإذا طال الليل ونعست ، ملأ يده ونضح وجهي بالماء فأنتبه ، حتى أتيت على ما أريد من السماع عليه ، كما كان يتعهده بالنفقة إذا نفدت نفقته » ([36]) . 
ثالثًا : مقومات الاستمرار :
وهذه المقومات يجمعها لفظ الصبر ، ويفرقها وينوعها مجالاته .
ولأن العمل التربوي هو في مجمله محاولة للتأثير في نفس وسلوك الإنسان فإن ذلك يقترن ولا بد بِكَم من الصعوبات والمعوقات تنبعث من تعقد النفس البشرية وتردي الظروف المحيطة تحتاج من المربي أن يعالج نفسه بالصبر ليقدر على مواصلة الجهد وبالمستوى نفسه إن لم يكن أرقي وإن من أهم الوسائل التي تعين المربي على التصبر أن يتذكر دائمًا اقتران الأجر الأوفى بالصبر وكذا اقتران النتائج الكبيرة به أيضًا كما يتذكر أن الله ـ قد ذكر على لسان نبيه أن أحب العمل إليه ما استمر عليه صاحبه ولم يقطعه وصبر عليه وإن قل ، لأنه بذلك تزداد احتمالات الوصول للأهداف الموضوعة لهذا العمل : ﴿ ÷ŽÉ9ô¹$#ur y7|¡øÿtR yìtB tûïÏ%©!$# šcqããôtƒ Næh­/u Ío4rytóø9$$Î/ ÄcÓÅ´yèø9$#ur tbr߃̍ム¼çmygô_ur ( Ÿwur ß÷ès? x8$uZøŠtã öNåk÷]tã [ الكهف : 28 ] .
وليتأمل المربي في واقعنا العام والعمل الإسلامي على وجه الخصوص ، ليجد هناك ظاهرة فوضوية تشوب الكثير من أعمالنا ، وهي ظاهرة أحجار الأساس ، حيث نكتفي في أعمالنا بوضع حجر الأساس ولا بأس بحجر آخر أو حجرين معه ـ ونعتبره إنجازًا .
إنها ظاهرة الأعمال المبتورة التي لا تكتمل ، ولو أجرينا إحصاءًا لمرات البدء في الأعمال المختلفة في ميدان العمل الإسلامي ثم أحصينا كم من الأعمال بلغت منتصف الطريق ، ثم تفقدنا الأعمال التي بلغت نهايتها المرجوة أو كادت فكم يا تري يكون حجم التفاوت في الحالات الثلاث ؟
فالمربي يحتاج إذن إلى الصبر وإلى مجاهدة النفس عليه في مجالات كثيرة ، أهمها : الصبر على البذل والتضحية والمربي يحتاج إلى مداومة البذل والصبر عليه ، والبذل من وقته وراحته وبيته وماله ، وقد سبق كيف كان السلف ينفقون من أموالهم على تلاميذهم خاصة النجباء منهم وعدم تضجرهم من ذلك إن استطاعوا .
وقال محمد بن سلام شيخ البخاري « أنفقت في طلب العلم أربعين ألفًا ، وأنفقت في نشرة أربعين ألفًا » ومثل هذا ولا شك يحدث كثيرًا في عصرنا ولكن بقلب « أنفقت » إلى « جمعت » ؟!
وكان النبي غ يجتمع بالصحابة في دار الأرقم لتعليمهم وتربيتهم ، وأحيانًا بمنزله غ ثم كان الصحابة يفتحون بيوتهم لتلاميذهم مثل عبد الله بن عباس ب ومن بعده مالك بن أنس وقبيصة بن ذؤيب ، وأبي غطفان بن طريف المري ... وغيرهم كثير ([37]) ، وقد مر كيف فتح محمد بن الحسن بيته لابن الفرات فكان يؤويه ويعلمه وينفق عليه .
والمربي أيضًا يحتاج إلى الصبر على تأخر ثمرة العمل التربوي نسبيًا فضلًا عن احتمالات ضياع بعضها أو تلفها ويحتاج أيضًا إلى الصبر على جفاء بعض الطباع وخشونة التعامل ، فهذا نبينا عليه الصلاة والسلام وقد أقيمت الصلاة حين يأتي أعرابي فيأخذه بثوبه فيقول : إنما بقي من حاجتي يسيرة وأخاف أنساها ، فيقوم غ معه حتى يفرغ من حاجته والصلاة مقامة ثم أقبل فصلى ([38]) .
وقد ذكر ابن جُماعة أن من أدب المعلم مع تلميذه : « الصبر على جفاء ربما وقع منه أذي لا يكاد يخلو الإنسان عنه وسوء أدب في بعض الأحيان ، ويبسط عذره بقدر الإمكان ، ويوقفه مع ذلك على ما صدر منه بنصح وتلطف ولا يتعنف ويتعسف قاصدًا بذلك حسن تربيته .


وأخيرًا ...
نختم بذكر الأمر الثاني الذي ينبغي توافره في النموذج المعتدل للمربي ، وهو : أن يكون تحقق الصفات والمؤهلات السابقة فيه حد أدني لا يتأهل الداعية بالنزول عنه للعمل التربوي .
وهنا ملاحظات غير عابرة :
أولاً : هذا الحد الأدنى يختلف بمختلف الظروف والأحوال ، فهو يتغير من بيئة دعوية إلى أخرى ، وحسب تعقد العمل وتوفر الكفاءات ، كما أنه يتغير بتغير حجم المسؤولية التربوية فالذي يتولى تربية عدد كبير ليس كمن يعمل مع أشخاص محدودين ، كما أن الذي يربي أشخاصًا حديثي عهد بالدعوة ، ليس كمن يعمل مع دعاة متمرسين .
ثانيًا : لتحقيق قدر من المرونة والواقعية ونظرًا لضعف عملية التنمية البشرية ـ قسمت المقومات وفق ابتداء تأثيرها ، وهذا يعنى أهمية تحقق كل قسم منها في بداية العمل في شخص المربي متفاوتة ، فمقومات البدء لا مفر من تحققها تمامًا وفق البند السابق ومقومات الإتقان يمكن التجاوز فيها قليلًا ، على أن يبدأ سد الخلل فيها بعد البدء مباشرة وإلا ظهر أثر ذلك على العمل التربوي . 
وأما مقومات الاستمرار فيمكن العمل على تنميتها وترسيخها أثناء ممارسة العمل التربوي .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .







[1])) فيض القدير للمناوي : (ج3 ص220) .
[2])) جامع بيان العلم وفضلة لابن عبد البر : (ج1 ، ص126) .
[3])) الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ـ السخاوي .
[4])) مفتاح دار السعادة : (ج1 ، ص295 ) .
[5])) الفتاوى : (ج9 ، ص128) .
[6])) صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل
[7])) البيان والتبين للجاحظ : (ص59 ) .
[8])) الوابل الصيب : (ص45 ) .
[9])) التذكرة : (ص63) .
[10])) التذكرة : (ص56) .
[11])) الأذكياء : ابن الجوزي : (ص24) .
[12])) صفات من صبر العلماء : (200) الهامش .
[13])) التذكرة : (ص105) الهامش .
[14])) القاموس المحيط : (ص977) .
[15])) مقدمة في علم التفاوض الاجتماعي والسياسي : د/ حسن وجيه  ( ص28) .
[16])) المستطرف : (ص91) .
[17])) علم التفاوض : (ص203) .
[18])) المصدر السابق : (ص27) .
[19])) النظم التعليمية : (ص69) .
[20])) فتح الباري : (ص177) .
[21])) صحيح الأدب المفرد ، البخاري ، بتحقيق الألباني : (ص237) .
[22])) صفحات من صبر العلماء : (ص151) .
[23])) حلية الأولياء : (ج7 ، ص70) .
[24])) الزهد للإمام أحمد : (ص289) .
[25])) البخاري : (ح59) .
[26])) فتح الباري : (ص175-176 ) .
[27])) المصدر السابق : (ص176) .
[28])) مسلم : (ح/3520) .
[29])) الخطيب البغدادي في تاريخه : (ج13/338) .
[30])) مداواة النفوس لابن حزم : (ص71) .
[31])) التذكرة : (ص23) .
[32])) التذكرة : (ص19) .
[33])) التذكرة : (49) .
[34])) المصدر السابق : (ص60) .
[35])) المصدر السابق : (49) .
[36])) صفحات من صبر العلماء : (ص119) .
[37])) صحيح الأدب المفرد : (ص120) .
[38])) التذكرة : (ص49 50) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق