>

الأحد، 17 يوليو 2011

محاضرة تربية النفس1

بسم الله الرحمن الرحيم
تربية النفس1
نحن الآن نعيش في مرحلة في غاية الصعوبة و القوة , سواء ستتغير البلد إلى الأحسن أو الأسوأ, فإننا نحسن الظن بالله -عز و جل- أنّ البلد بإذن الله تعالى ستتغير للأحسن في الفترة القادمة. خلال هذه الفترة نحتاج إلى إدراك الوضع الجديد : ففي الفترة السابقة كنا لأسباب -لا شك أمنية- ,كان الناس ممنوعين من الدعوة الى دين الله
-سبحانه و تعالى- بل و كان النظام السابق المستبد يحتكر الكثير من المناصب القيادية سواء في السياسة او الاعلام أو غير ذلك إلى المنافقين . لما سقط هذا النظام بدأ الضغط الأمني يخف كثيرا خصوصا على الدعوة إلى الله -سبحانه و تعالى- و دعوة المسلمين إلى السنة النبوية الشريفة و إلى العقيدة الصحيحة . بالأمس كانت الدعوة مقتصرة على عدد من الشيوخ و طلاب العلم و الباقي يستمع و قد يدعو دعوة فردية بشكل بطيء للغاية أما في الفترة القادمة فنحتاج إلى كل الناس أن يدعوا إلى الله -سبحانه و تعالى- لأننا الآن نستطيع أن نتعلم و الذي يستطيع أن يتعلم يستطيع ان يتربى و الذي يستطيع أن يتربى فالواجب عليه أن يعلم و يربي و يبلغ دين الله -سبحانه و تعالى- .
التربية معناها النمو فالتربية نمو و زيادة و من معانيها أيضا بلوغ الشيء كماله على وجه التدريج . التربية الموجهة  للافراد الموجودين في المجتمع تتمثل في  تشكيل قيم معينة –بالنسبة لنا قيم الاسلام و لغيرنا قد تكون قيم اللبرالية و اليسارية و العلمانية –  فننمي ملكات الأفراد و نصقلها حتى نبث هذه القيم في الناس . التربية الإسلامية هي تنمية ملكات الأفراد و قدراتهم من أجل الوصول إلى الكمال ما أمكننا و من ثمَّ ننمي قدرات المجتمع وفق المبادئ و القيم الإسلامية.
بالنسبة لتربية الشخص في ديننا ليست أن نتكلم أو أن يكون عندنا معلومات أو يكون عندنا ثقافة إسلامية أو أن نعرف ماهي الخلاق الحميدة و ماهي المعاملات الصحيحة و ماهي الأساليب الجيدة في تعامل مع الناس, لا التربية الإسلامية في الحقيقة هي التي تصل بالإنسان إلى صفاء عقيدته من كل شرك و أن تصفو عبادته من كل بدعة و مخالفة و أن تصفو أخلاقه حتى تصل إلى ما كان عليه الجيل الأول –صحابة النبي صلى الله عليه و سلم-. إذاً معنى التربية بالنسبة للمسلمين أن نربي العامى و ننمي ملكاته.. لم؟ حتى يصل إلى مجموعة من النقاط :
أولا: أن تكون عقيدته عقيدة سليمة خالية من الشرك
ثانيا: أن تكون عبادته عبادة صحيحة ليس فيها أخطاء و لا بدع
ثالثا: أن تكون معاملاته و أخلاقه معاملات سليمة صحيحة كما يفعلها الجيل الأول , الجيل الرباني الذي رباه النبي -صلى الله عليه و سلم- و هم الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعين.
من الناس من يقول نحن نريد تربية سلفية , هذه هي بالضبط التربية السلفية , أن يكون الإنسان صاحب عقيدة سلفية و عنده مفاهيم واضحة في غاية الوضوح سواءً في العقيدة أو العبادة أو الأخلاق و المعاملات .
طبعا أي إنسان يريد أن يتأسى في التربية فليتأسى بالنبي -صلى الله عليه و سلم- و لينظر كيف ربى  النبي -صلى الله عليه و سلم- الصحابة الكرام . الصحابة ضربوا أروع الأمثلة   في العزة و الكرامة و التضحية و الجهاد و البذل في سبيل الله -عز و جل- و أيضا الصحابيات -رضي الله عنهن- ضربن أروع الأمثلة في التضحية كما فعلت أسماء و البذل و العز والكرامة كما كانت عائشة و جويرية و نسيبة بنت كعب و غيرهن من النساء المسلمات. كان هؤلاء في أعلى مستوى في الإخلاص , في المتابعة , في الرضا بقضاء الله و قدره في الإخبات , في متابعة النبي صلى الله عليه و سلم حتى أن ابن عمر كان إذا أراد أن يمشي   في الصحراء أو في أي مكان يذهب من المكان الذي ذهب منه رسول الله صلى الله عليه و سلم فسئل لماذا ذلك يا ابن عمر ؟ فقال :" لعلّ خفا يلامس خفا" أي لعل موضع قدمه يلامس موضع قدم رسول الله -صلى الله عليه و سلم- , هذا في السير الذي هو مباح فما بالك بالعقائد و العبادات و المعاملات و الأخلاق و غير ذلك .
1.    التأسي:
أول خطوة يخطوها الإنسان حتى يربي نفسه تربية صحيحة أن يتأسى , و ليس لنا أن نتأسى بغير النبي -صلى الله عليه و سلم- . الدليل على ذلك أن الصحابة أنشئوا دولة خلال عشر سنوات , عندما ذهبوا إلى المدينة , فتحوا البلاد بلدا بلدا حتى وصلوا إلى أعالي أوروبا و فتحوا أفريقيا و بلاد كثيرة من آسيا في سنوات قليلة جدا . لا شك أن هذه الفتوحات لها أصل , ما هو ؟ إنه التربية عقائديا , عباديا , أخلاقيا على أعلي المستويات. النبي -صلى الله عليه و سلم- قال للصحابة :" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فقال لهم عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . إذا كلما تتقدم بنا السنين كلما زاد بنا الاختلاف. و قال النبي -صلى الله عليه و سلم- و ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة قالوا و ماهي يا رسول الله؟ قال: ما عليه اليوم أنا وأصحابي.  و قال ابن مسعود أنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة  لكنكم ستحدثون و يحدث لكم فعليكم بالعهد الأول حتى أن الإمام مالك رحمه الله يقول في زمنه لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر و عثمان لذلك أكثر البدع ظهرت في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه كبدعة الشيعة و القدرية و الروافض و غيرهم . كلما يمر الوقت تزداد البدع في المجتمع و يزداد البعد عن دين الله- سبحانه و تعالى -. نحن نريد أن نعود بالمجتمع مرة أخرى إلى الإسلام المصفى فما العمل؟
الآن  هناك عدد كبير من المشايخ سواءً سلفيين , أشعريين , صوفيين , معتزلة و غيرهم , عدد كبير من الكتب و الفضائيات مخالفة لعقيدة أهل السنة و الجماعة, عدد كبير من الجامعات  التي ليست على السنة أصلا تدرس المذهب  الأشعري في العقيدة و تدرس المذهب الحنفي فقط في الفقه  و هناك تصورات كثيرة في المجتمع تخالف ما قاله النبي -صلى الله عليه و سلم-. و النبي صلى الله عليه و سلم قال لنا كلاما واضحا في غاية الوضوح :" فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا" إذا عند الاختلاف ماذا نفعل؟ قال لنا النبي صلى الله عليه و سلم :" فعليكم بسنتي"
نحن الآن نريد أن نعيد الناس مرة أخرى إلى دين الإسلام أولا أعيد نفسي ثم أعيد من إلي يعني عائلتي و أسرتي ثم بقية الناس سواءً كانوا أقاربي أو جيراني أو أصدقائي في الجامعة أو من أعرف في الحي أو في المسجد ...
إذاً أولا يجب أن نصفي الإسلام مما فيه طبعا ليس المقصود الإسلام عموما و إنما أن نصفي ما يقال عليه اليوم مما ليس من الإسلام , مثلا هناك عقائد خربة و باطلة , عندما نقول لماذا نريد أن نصفي الفكر الإسلامي من هذه العقائد الخربة ؟ لو أننا نحارب  عدوا وهو يهجم علينا بكل قوته  و نحن مجموعة من الناس , عددنا كبير  ما العمل؟ نأخذ بأسباب القوة من سلاح و عتاد, السلاح معنا قليل و أيضا العتاد لو أنا صاحب عقيدة صحيحة أقول يا رب , يا خالق السماوات و الأرض يا حنّان يا منّان يا ذا الجلال و الإكرام  انصرنا على عدونا واهزمهم شر هزيمة و كن لنا ناصرا و معينا , اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد بعد اليوم . أما صاحب العقيدة الخربة فيقول : يا بدوي نجنا من هذا العدو نجنا , و المعتزلي أو الأشعري و غيرهم سيدعو بدعاء آخر سيكون أصلا مخالفا للشرع . فصاحب الإعتقاد الباطل الذي يعتقد بقدرة الشخص الميت و أنه ينصر و أنه يعين . فلو كنا حقيقة في حرب هل نحن أهل أن ننصر؟ في الحقيقة لا , لأن فينا من يعبد غير الله -عز و جل- , فمن يعبد غير الله كيف له أن يُنصر؟! .
على الإنسان أن يدرك أن مسالة التربية في غاية الأهمية فلا يوجد إنسان يستطيع أن يعيش بلا تربية بأي حال من الأحوال . كما قلت علينا في الأول أن نصفي الإسلام مما شاب عليه من عقائد خاربة مليئة بالبدع و بالخرافات و الخزعبلات يعيشها كثير من الناس , ثمّ نصفي الكتب نفسها مما فيها من أحاديث ضعيفة و موضوعة و منكرة و نصفي الأفكار من الاجتهادات التي تخالف شرع الله -عز و جل- المطهر , النازل من السماء . قال تعالى :" و ما ينطق عن الهوى"  و في نفس الوقت أصبح هناك رؤوس : المعتزلة: واصل بن عطاء, الأشاعرة: أبو الحسن الأشعري لكنه تاب في آخر حياته , الجهمية: الجهم بن صفوان و غيرهم . و لكن يقولون ذلك بلسان حالهم .
إذاً الإنسان حتى يتربى يجب أن يتربى على عقيدة صحيحة ليس فيها أي نوع من الشركيات و على عبادة صحيحة ليس فيها بدع و لا أخطاء و على أخلاق و معاملات صحيحة ليس فيها مخالفات لشرع الله- عز و جل-.
أي إنسان يتربى على هذه المسائل و يسير على هذا المنهج فإن هذا الانسان قد ربِّي في الحقيقة , و أصبحت  وظيفته أن يربي الناس على ذلك " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله" فالانسان الذي يتربى واجب عليه بعد ذلك أن يربّي .
المطلوب منا في الفترة القادمة أن  نربّي الناس في الفترة القادمة على ما طبّقناه في الفترة السابقة, فنبدأ نربي الناس على هذه المعاني التي هي من الكتاب و السنة.
اذا من أراد أن يتربّى أول شيء ينظر اليه هو التأسي برسول الله -صلى الله عليه و سلم- الذي ربّى الصحابة على عقيدة صحيحة و على عبادة صحيحة و على أخلاق و معاملات صحيحة.
2.دور العقيدة في التربية
العقيدة هي اللبنة الأولى و الأساسية في أي نوع من أنواع التربية, هي الأساس و هي المنطلق لكل خير و إصلاح في هذه الحياة . و التربية العقائدية تسمو بالفكر أولا و بالحس و الوجدان ثانيا على كل المستويات أما على مستوى الفرد او سلوكنا كجماعة
()
من تخاف من البدوي أو من تخاف من فعل الحرام لأنها تخاف من الفضيحة أو من تخاف من الحرام لأن هناك جان يطلع عليها و يراها و هي لا تراه , هل هذا الخوف تصور صحيح أم تصور فاسد؟ الطبيعي هو تصور فاسد  قطعا , هذا التصور الفاسد تترتب عليه تربية فاسدة و هذه المرأة تربت على معان فاسدة فهي تخاف من غير الله أكثر مما تخاف من الله سبحانه و تعالى مع أن الله واحد في ربوبيته و لكن هذه الأخت لم تعتقد أنها تصرف العبادة له بل هي تصرف العبادة له و لغيره فجعلت مع الله عز و جل ندّا .
عندما أراقب ربّي و أخشاه سبحانه و تعالى و عندما تعطيني أخت أمانة ,أخاف من الله عز و جل أن أفرط في هذه الأمانة و أحافظ عليها بشدة  لأنني أراقب الله عز و جل في هذه الأمانة , هذا تصور صحيح. هذا التصور هو نتيجة علمي بان الله عز و جل في السماء –تصور صحيح- و أنه فوق العرش –تصور صحيح- و أنه مطلع علي –تصور صحيح- و أنه يراقبني –تصور صحيح- و أنه يعاقبني إن اخطات –تصور صحيح- . كل هذه التصورات الصحيحة تثمر تربية سليمة صحيحة لأن عندي أهداف محددة , واضحة غاية الوضوح.
كل مرة أتعلم مسالة جديدة فما الذي يحصل؟ اكتمل : تكتمل شخصيتي , تكتمل تربيتي .
النبي صلى الله عليه و سلم قال :" ما من مولود إلا يولد على الفطرة " (أخرجه الإمام البخاري و مسلم في صحيحيهما)  الفطرة هي الدين , الإسلام , قال تعالى :" فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
قال صلى الله عليه و سلم :"  ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه"  ثم قال أبو هريرة رضي الله عنه  راوي الحديث :" فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ " إذاً هذا أمر طبيعي, الإنسان بفطرته يعبد المولى -سبحانه و تعالى- و كلما يُعطى تصور صحيح كلما تزيد هذه التربية و كلما تزيد العبادة الصحيحة كلما تزيد هذه التربية .
كلما أكثر الإنسان من الطاعة كلما لان قلبه, كلما كثرت  خشيته, كلما زاد رجاؤه. لكن هذا الكلام لا يكون صحيحا إلا بشرط أن تكثر طاعته وفق مراد الله و رسوله صلى الله عليه و سلم .
العبادة المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه و سلم هل ينتج عنها تصور صحيح؟ لا , و هل ينتج عنها تربية صحيحة ؟ لا , لأنه تربى على غير السنة و على غير ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم . قال عليه الصلاة و السلام :" كل أمتي يدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى  أخرجه الإمام أحمد في مسنده و إسناده صحيح  و النبي صلى الله عليه و سلم قال :" فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ و الله عز و جل قال :"أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ" سورة الزمر
إذا ًأي إنسان ينسب النفع و الضرر لغير الله زورا و بهتانا نقول لهم أنتم كذبة و الله عز و جل سيحكم بينكم يوم القيامة.
إذاً العقيدة هي في غاية الأهمية, الإنسان يخلص عمله لله عز و جل و يعرف لماذا خلق.
خلقنا لنعبده سبحانه و تعالى , خلقنا لنوحده أي أن نعتقد أن الله واحد في ربوبيته , واحد في ألوهيته , واحد في أسمائه و صفاته .
التصور الثاني الصحيح هو : نحن لا نعبده إلا بما شرع. و نأتي بما شرع إما عن طريق القران الكريم – كتاب لا يأتيه الباطل لا من بين يديه و لا من خلفه- و السنة النبوية الصحيحة –لا نأخذ بالأحاديث الضعيفة و الموضوعة- و الإجماع يعني ما أجمع عليه العلماء  و القياس .
ما حصل للأمة الإسلامية بالنسبة لتخلفها العقدي هو أن لا اله إلا الله تنحصر تدريجيا و تفرّغ من مضمونها فأصبحت كلاما يقال مفرغا من مضمونها . نقول لا إله إلا الله و الذي يحكم القانون الوضعي,  أقول لا إله إلا الله و الحُلم هو الذي يتحكم فيّ , أقول لا إله إلا الله و يحدّثني قلبي عن ربّي , تقول لا إله إلا الله و تخاف من البدوي , إذاً لا إله إلا الله هل أصبح لها معنى؟ لا لأنني أقول لا إله إلا الله لفظا و أخالفها فعلا بل و أناقضها .
إذاً المسلم الذي تربى تربية صحيحة يتحرر بلا إله إلا الله لأنه لا يعبد إلا إلهاً واحداً و لا يستمد الشرع إلا من الله الواحد القهار , تصوراته صحيحة إذاً تربيته تكون صحيحة , متحرر و مستمد كل هذه العبادة من المولى سبحانه و تعالى .
الأصل هو التوحيد و الشرك هو الطارئ كما قال سبحانه و تعالى :" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ " و الناس كانوا على التوحيد لمدة عشرة قرون كما قال النبي صلى الله عليه و سلم :" كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" أخرجه الألباني رحمه الله في الصحيحة
حتى في قصة موسى عليه السلام عندما ذهب مع أخيه هارون إلى فرعون , قال له فرعون :" قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" أعطى خلقه هذه ربوبية , ثمّ هدى ربوبية . لذلك قال الله عز و جل :"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"
ما هي أسباب انحراف الإنسان و ارتكابه للمعاصي؟
يصاب الإنسان بالغفلة , فيضعف الخوف من الله عز و جل في قلبه و تضعف الخشية في قلبه . لو امتلأ قلب الإنسان بأسماء الله و صفاته و ربوبيته سبحانه و تعالى هل هذا الإنسان ممكن ينحرف؟ لا يمكنه ذلك
قال تعالى :"  كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ" هو الرقيب سبحانه و تعالى , فإن لم تكن تراه فإنه يراك سبحانه و تعالى إِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى  سبحانه و تعالى يعلم ما في النفس و ما تخفيه النفس , يعلم ما في الصدور سبحانه و تعالى, مطّلع على كل صغيرة و كبيرة سبحانه و تعالى. كلما تزداد هذه المعاني في قلبي هل أستطيع أن أعصي الله بسهولة كما يعصي الناس ؟ لا لأن المراقبة تتمكن مني , قال تعالى وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ فعندما أذهب إلى أي مكان و عند قيامي بأي شيء , قلبي مليء بالتوكل على الله سبحانه و تعالى , أعلم أن العباد ماهم إلا سبب فأتوكل على الله سبحانه و تعالى فهو الذي ييسر الأمور و هو الذي يفتح الأبواب سبحانه و تعالى.
مصعب بن عمير يحمل الراية بيده , تقطع اليمنى ,يحملها باليسرى, تقطع اليسرى يحملها بعضديه و ينام عليها حتى يقتل رضي الله عنه . ما الذي جعله يفعل ذلك؟ تصور صحيح و عقيدة سليمة .
لذلك التربية على العقيدة هي تربية في غاية الأهمية.
إن أردنا أن ننجو حقا و أن نكون متربين حقا فيجب أن نتربى على عقيدة صحيحة سليمة.
3.             وسائل التأسيس العقدي
·        أولا بالنسبة للطفل نعوده النطق بالشهادتين عندما يبدأ الكلام و نعلمه بعض الأشياء التي يتحملها عقله و قلبه
·        أيُّ إنسان يريد أن يتربى عليه أن يستشعر مراقبة الله سبحانه و تعالى و معيّته له و لجميع المخلوقات و في الآية التي جاءت على لسان لقمان :" يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ " و الله سبحانه و تعالى يقول:" وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ " وهو سبحانه و تعالى يقول :" فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّا يَرَهُ "
·        لا بدّ للمربّي و المتربّي أن يمتلأ قلبهما بمحبة الله سبحانه و تعالى كما وصف الله سبحانه و تعالى المؤمنين فقال :" يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ " و قال تعالى :" وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ " بل إنّ النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول :" اللهم أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك " (سنن الترمذي- صحيح) . عندما يتربى الإنسان على هذا المعنى فهذا من تأسيس التصور العقدي القوي في قلوب العباد.
لا بدّ أن نتدرب جميعا على الاتصال بالله عز و جل عن طريق الدعاء كما قال النبي صلى الله عليه و سلم " الدعاء هو العبادة" (أخرجه الترمذي في سننه من حديث النعمان بن البشير و قال حسن صحيح) و قال تعالى :" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ". كلما يدعو الإنسان يزداد إيمانا و كلما يجدد الإيمان في القلب كما في الحديث الذي صححه الشيخ الألباني في الصحيحة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما  :" إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله تعالى : أن يجدد الإيمان في قلوبكم ". نسأل الله أن يجدد الإيمان في قلوبنا.
لا بد من الحرص على تكوين الاعتقاد الصحيح سواءً لي أو لأولادي أو لسائر الأسرة أو لسائر المجتمع و هذا يكون أولا بترغيب العباد في الجنة و الدخول فيها و الخلود فيها كما قال تعالى :" وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا و قال تعالى " وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
لا بد من الترغيب في أنّ الله سبحانه و تعالى هو الهادي , قال تعالى :" وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " فلا بدّ أن نتجه الى الله سبحانه و تعالى حتى يهدينا
أن نقول للناس أن أيّ إنسان يريد محبة الله عز و جل و أن يحقق  الهدف و الغاية من خلقه فلا بدّ أن يعلم دين الله عز و جل  ,وهو الإسلام, هو السبيل الوحيد  لتحقيق هذا الهدف . كما قلت الإسلام أصله و  وحدته هو التوحيد كما قال تعالى :" الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ "  و قال تعالى :" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "
لا بدّ من إزالة العوائق عن الاعتقاد الصحيح . العوائق مثل الكبر فالمتكبر لا يرضى أن يسمع من الناس أو أن ينصحه الناس أو أن يذكره الناس بالله عز و جل كما قال تعالى و إذا قيل لهم ءامنوا كما ءامن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء لذلك قال المولى سبحانه و تعالى :" سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ " . سبحان الله , هكذا كان حال الكافرين , قال عز و جل عنهم :" وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا " و قالوا لن نؤمن لك حتى تفجر  لنا من الأرض ينبوعا فأمثال هؤلاء لا يصلهم الإيمان و لا تصلهم التربية العقدية السليمة بسبب تكبرهم و طلبهم أن يكونوا هم من يتكلمون و من يوجهون و من يعملون
·        لا بدّ للإنسان أن يعلم أن الخوف من الله عز و جل و الخوف من عقابه لمن وقع في المنكرات و و قع  في المخالفات الشرعية تؤثر  على العبد في الآخرة فمن الممكن أن تكون سببا في دخوله النار – و العياذ بالله-  و هو لا يتحمل هذه النار , نار الدنيا جزء من سبعين جزءاً من نار الآخرة  فما بالك بمن يدخل إلى نار الآخرة و لو لحظة واحدة – نسال الله السلامة. مثل هذه الأشياء تقوي عقيدة الإيمان بالله سبحانه و تعالى
4.    آثار التربية بالعقيدة :
الإنسان الذي يتربى على العقيدة الصحيحة و على توحيد الله عز و جل يتمّ اصطفاؤه من بين العالمين . إذا كان الإنسان مصطفى من عند الله سبحانه و تعالى فهذا بلا شكّ منزلة عظيمة كما قال تعالى :" إن الله اصطفى آدم و نوحا وآل إبراهيم.." , سبب هذا الاصطفاء هو التربية على العقيدة الصحيحة  فمن آثارها :
·       سلامة الفكر و سعة النظر و بعد التصور  و حسن التأمل و التدبر , لأنه يؤمن بأن الله سبحانه و تعالى خالق كل شيء و أنه له سبحانه و تعالى الصفات العلى و الكمال كله له وحده سبحانه و تعالى
·       أن يكون صاحب عزّة ’ يعتزّ بدينه و يلبس ثوب العزة لأن الله سبحانه و تعالى هو العزيز الذي لا يغلب فهو لا يخشى إلا الله و لا يعظّم إلا الله  , فكيف يغلب و معه من يعبده فالله سبحانه و تعالى مع المحسنين و الله سبحانه و تعالى مع المتقين فهذا الإنسان يتقي الله و يحسن في عمله و يحسن في أفكاره و تصوراته , و بالتالي يكون معتزاً بدينه و معتزاً بربه سبحانه و تعالى
·       التحلّي بالفضائل و يبعد عن الرذائل فتنمو نفسه و تزكّى بالإيمان و العمل الصالح لأنّ عقيدته عقيدة قوية صحيحة
·       تمنح العقيدة الصحيحة الإنسان نوراً في القلب و صفاءً في العقل و صحةً في السلوك و استقامةً في الفكر , تمنح كل ما من شأنه أن يؤدّي إلى طاعة الله سبحانه و تعالى لأنّه يعبد ربّاً واحداً لا شريك له و لا ندّ له و لا نظير له   سبحان الله العظيم .
5.     التربية الفكرية:
·       النوع الثاني من أنواع التربية هو التربية الفكرية كما سماها الشيخ أحمد فريد-حفظه الله- في كتابه التربية على منهج أهل السنة و الجماعة
·       التربية الفكرية هي تعميق مفاهيم السلف , المفاهيم الصحيحة في نفوسهم و التحذير من المفاهيم الخاطئة. إذاً هناك مفاهيم صحيحة ينبغي أن نتربى عليها و مفاهيم خاطئة ينبغي تجنبها و التحذير منها
·       المفاهيم الصحيحة التي ينبغي على الإنسان أن يتربى عليها هي :
ü    صدق الإتباع
قال سبحانه و تعالى :" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا " و قال تعالى "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  " و عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر.إذاً أول ما يتربى عليه المرء ,صدق الإتباع أي أن نتبع ما نزل إلينا  من السماء و ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم من السنة الصحيحة
ü    كل يؤخذ من قوله و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم
هذه قاعدة لا بدّ أن نتعلمها جميعا. أي" عالم من علماء المسلمين او من لُقِّب بشيخ الإسلام -سواءً من الأئمة الأربعة أو من قبلهم  أو من بعدهم-, أي عالم منهم قال قولا ,نقول لمن يتبعه كل يؤخذ منه و يرد إلا النبي صلى الله عليه و سلم . قوله صلى الله عليه و سلم يؤخذ و لا يرد , يؤخذ كلّه و لا يردّ أمّا أيّ إنسان فيؤخذ من قوله و يردّ لأنّ الرسول صلى الله عليه و سلم هو المعصوم دون باقي الناس , قال تعالى :" وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى" إذاً الاستدلال بقول عالم لا ينفع لأن كل يؤخذ منه و يرد و الشيخ قد يخطأ أو ينسى أو غير ذلك.
ü    لا نستدلّ إلا بالكتاب و السنة بفهم سلف الأمة
كما قال تعالى :" فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فالحصن الحصين لهذه الأمة السير وراء علمائها الذين يسيرون على خطى السلف الصالح
ü    التفريق بين الخلاف السائغ و غير السائغ
الخلاف السائغ هو الذي يحتمل الدليل و الخلاف الغير السائغ هو الذي لا يحتمل الدليل
مثلا الخلاف حول النقاب فرض أو مستحب هو خلاف سائغ أما الخلاف حول النقاب فرض أو بدعة هذا خلاف غير سائغ لأن القول بأنه بدعة لم يقله أحد من أهل العلم و الدليل لا يحتمله
ü    الابتعاد عن التقليد المذموم سواءً للمذاهب أو للمشايخ أو للجماعات
التقليد المذموم هو أن يقلد الإنسان بلا دليل , يتبع المذاهب أو المشايخ أو الجماعات بلا دليل , يفعل كما يفعلون و فقط. هذه تربية طبعا في غاية السوء
ü    الابتعاد عن الإفراط و التفريط في الدين
ü    تعلم العلم الشرعي أصل أصيل في التربية و يختلف باختلاف الأشخاص
معنى هذه القاعدة أن كل الناس يتربّون و من باب التربية الفكرية أن كل الناس عليهم أن يتعلموا لكن هناك درجات فمنهم من يتعلم ما لا يسع المسلم جهله و يتوقف عند ذلك و من من يتعلم فروض الكفايات و منهم من يتعلم الأصول الحديث أو المصطلح أو اللغة أو غير ذلك
6.    التربية الخُلقية
و هو أنّ الإنسان يُربّى على الأخلاق الفاضلة. في الصحيحين أن أسامة بن حكيم سأل عائشة رضي الله عنها عن خُلق النبي صلى الله عليه و سلم فقالت كان خُلقه القران" فقال هممت أن أقول و لا أسأل شيئاً و قال تعالى :" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" و قال النبي صلى الله عليه و سلم :" إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق  و في رواية مكارم الأخلاق " أخرجه الألباني في الصحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

و عن أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه و سلم لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ، ولا لعانا ، ولا سبابا ، كان يقول عند المعتبة : ( ما له ترب جبينه)  أخرجه البخاري في صحيحه

·       أركان  حسن الخلق

كلّ واحد من هذه الأركان يقوم عليها الكثير من الأخلاق و أركانه أربعة و هي:

الصبر

الصبور يتحمل و يحلم و يرفق و يتأنى و في نفس الوقت لا يتعجل و لا يطيش و يكظم الغيظ و يكفّ الأذى

ü    العفة

العفيف يكون حييّا و من كان له حياء من الصعب أن يغتاب أحدا أو ينم أو يكذب أو يبخل . القاعدة أن العفيف يجتنب القبائح و الرذائل من القول و الفعل

الشجاعة

الشجاع يكون قويا , عزيزا ,بذولا , محبا للدين و عنده عزة نفس

ü    العدل

العادل يكون إنسانا معتدل الخُلق رصينا و عاقلا

·       أسباب التربية على حسن الخلق:

قال النبي صلى الله عليه و سلم :" خير ما أعطي الناس خلق حسن" أخرجه الألباني في الصحيحة

قال صلى الله عليه و سلم "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه ، درجات قائم الليل صائم النهار" أخرجه الألباني في الصحيحة

قال صلى الله عليه و سلم :" أثقل شيء في الميزان ، الخلق الحسن " أخرجه الألباني في الصحيحة من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه

قال صلى الله عليه و سلم :" إن خياركم أحاسنكم أخلاقا " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص

من يسمع هذه الأحاديث يتمنى أن يكون له خلق حسن و من كانت له هذه الأخلاق فلا شك أنه سيعلم الناس هذه الاخلاق الحسنة. الله عز و جل يحب الأخلاق الحسنة و يحب أن يراها منك و لا يحب الثرثرة و لا التشدق و لا التفيهق و لا الكذب و لا البخل و لا النميمة, فانظري إما أن تكتبي عند الله من الكاذبين أو أن تكتبي عنده من الصادقين

أيّ انسان يُتعلم منه الخلق فالخلق له أثر بالغ في الناس.

من أقوال السلف في هذا الباب:

ü    أغلظ رجل من قريش عمر بن عبد العزيز القول فأطرق عمر بن العزيز ثم قال :" أردت أن يستفزني الشيطان بعزّ السلطان  فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا"  سكت عمر –مع أنه السلطان- لأنه حسن الخلق , صبور و متأني و حليم

ü    قيل للأحنف بن قيس من أين تعلمت الحلم ؟ قال من قيس بن عاصم قيل و ما بلغ حلمه؟ قال كان مرة جالسا إذ أتته جارية

بسفود عليه شواء فسقط من يدها فوقع على ابن له صغير فمات فدهشت الجارية فقال لها لا روع عليك أنتِ حرّة لوجه الله تعالى"

ü    شتم رجل بكر بن عبد الله المزنيّ رحمه الله حتى بالغ في شتمه , وهو ساكت فقيل له ألا تشتمه كما شتمك ؟ فقال إني لا أعرف له شيئا من المساوئ حتى أشتمه به و لا يحل لي أن أرميه بالكذب

المطلوب  من المربية التي تربي الأطفال أن تعلمهم من الصغر الصدق و الأمانة و احترام الكبير و إكرام الفقراء و الإحسان لليتامى و الترفع عن الدنايا . من الأخلاق التي لا بد أن تتربى عليها المرأة هو حفظ بيتها و عدم رفع الصوت و أن الزينة لا تكون  إلا للزوج و تتعلم الكرم و الجود .

سبحانك اللهم و بحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق