>

السبت، 16 يوليو 2011

تفريغ محاضرة صفات المربي1

بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغ المحاضرة الأولى من صفات المربي
لا شك أن العاملين في الدعوة إلى الله  في الواقع البعيد عن الإسلام  يسعون بكل جهد في الرقي بالدعوة الإسلامية إلى أفضل شكل و أفضل صورة وهذا الأمر لن يتم إلا إذا وجد نماذج لا أقول كنماذج الصحابة ولكن أقول اقرب ما يكون من نماذج الصحابة حتى يصنعوا أجيالا يكون على يديها بإذن الله تبارك وتعالى نصرة الإسلام
وعودته عزيزا عاليا كما كان ولو الإنسان تأمل في أي مشكلة تحدث سواء كانت في الشارع أو في المدرسة أو في المسجد أو في العمل لو بحث في هذه المشكلة سيجد السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة هي انخفاض التربية ، فالشخص الذي لا يتلقي قدرا مناسبا محترما من التربية يكون في صفات كثيرة ليس مرغوب فيها بناء على ذلك تحدث منه مشاكل كثيرة تحدث ما بينه وبين أقاربه أو أخواته أو زوجته أو زوجها أو بين أولادها أو مع أخواتها أو مع خالاتها وعماتها أو خلانها أو أعمامها أو مع زميلاتها أو مع زميلة سواء كان رجل فالحل إن الناس تربى تربية إسلامية صحيحة ولن نستطيع تربية الشباب المسلم التربية الإسلامية الصحيحة إلا إذا وجد المربي الكفء فهدفنا من العمل في دين الله تبارك وتعالى ودعوة الناس إلى الخير هو باختصار شديد إخراج جيل سلفي رباني متميز ولكن هذا الأمر متوقف على وجود معلم سلفي رباني متخصص لذلك كان من المهم أن نتكلم عن موضوع فساد المربي ، ما الصفات التي إذا وجدت في إنسان يعمل و يكون مؤهل للعمل في مجال التربية ؟
مجال التربية ليس مجال سهل ليس كل أحد يتكلم في الدين أو يلقي خطبة أو كلمة أو يؤلف يكون مربي لا ، هناك فرق بين الداعية وبين القائد وبين المربي ، الداعية اسم كبير يضم جميع العاملين في دين الله تبارك وتعالى أما المربي هو الشخص الذي عنده مقدره على تغيير النفوس وحل المشكلات وتوجيه الشخصيات التوجيه السليم .
لا شك أن الإنسان تكتنفه عوامل كثيرة تؤثر عليه سلبا أو إيجابا فالإنسان يعيش في مجتمع يمر بظروف شخصية أو حالة اقتصادية أو الوضع الثقافي والعلاقات الاجتماعية حتى المجتمع المتدين نفسه بارتباطاته بالإخوة أو الأخوات في المسجد أو غير ذلك يكون لها تأثير على الشخص ولكن لما كانت هذه العوامل كلها ليس بينها تناسق أو تناغم أو تعمل على وفق منهج واضح بين فيكون تأثيرها تأثير عشوائي إما يكون ضار فينتج عنه الخلطة في المدرسة أو الجامعة .
فاختلاط الإنسان بالناس و تأثيرات الأمور الاقتصادية والأحوال الأسرية والعوامل الثقافية و الأحوال الاجتماعية عليه يؤثر فيه إما سلبا أو إيجابا وهذه التأثيرات إن لم يكن هناك منهج واضح أو الشخصيات التي تؤثر فيه أصلا فاهم انه يؤثر فيه فالإنسان يؤثر فيمن حوله وهو لا يدري وليس شرط أن يكون يقصد التأثير ، فالطبع سراق يسرق مما خالطه لذلك الإنسان يجب أن يحرص إلا يصاحب إلا مؤمنا لان الصاحب ساحب والطبع سارق يأخذ ممن يخالطه دون أن يكون هو المتأثر ينوي التأثر ولا المؤثر ينوي التأثير ، فكل هذه الأمور عندما تؤثر على الإنسان إما تكون تأثيرا ضارة نجد مثلا الأخت التي عندها أولاد في مدرسة وبالرغم من أن الأب ملتزم و الأم ملتزمة والبيت طيب إلا أن الولد أو البنت يرجع بكلمات ليست لطيفة ولا تناسب البيئة التي يعيش فيها هذا يرجع إلى احتكاكه بأولاد غير جيدين في المدرسة أو الدرس أو الشارع أو غير ذلك ، على العكس ممكن تجد البيت ليس ملتزم ولكنه عندما اهتم بأولاده وأرسلهم إلى المسجد واختلطوا بنماذج طيبة فبدأ الولد أو البنت أو الشاب في الجامعة أو ما بعد الجامعة عندما خالط أناس ملتزمين اكتسب صفات طيبة وحميدة مع أن البيت لم ينشئه هذه التنشئة الصحيحة ولم يربيه هذه التربية الجيدة فبدأ سلوكه يتغير إلى السلوك الإسلامي الحسن السوي فإما يؤثر عليه تأثير سيء أو يؤثر تأثير حسن ولكن تأثير عشوائي ولان هذا التأثير ليس ممنهج وليس مخطط له والمؤثر ليس مربي كفء ولا يضع في اعتباره أن أعماله يتأثر بها الغير فنجد الثمرة في الآخر ليست جيدة وضعيفة وغير واضحة المعالم لذلك نحتاج إلى أن نطور أنفسنا حتى نكون مؤهلين إلى هذه المهمة العظيمة الجسيمة .
أشرف الأعمال و أشرف الوظائف هي العمل لدين الله تبارك وتعالى والدعوة لدين الله هذه الوظيفة التي اختارها الله تعالى لأنبيائه ورسله ، أفضل الخلق أجمعين .
وأفضل من قام بهذه الوظيفة هو نبينا محمد صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أجمعين ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وفي تربية جيل لم تشهد البشرية مثله ، وأفضل مثال على أهمية وجود المربي الكفء والنتائج الباهرة المترتبة على وجود الشخصيات المتربية تربية إسلامية صحيحة هو المثال النبوي فالمربي الكفء كان النبي صلى الله عليه وسلم والمتربين التربية الإسلامية الصحيحة هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رجالا ونساءً و أطفالا ، مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ليس له عمل إلا الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وتربية من استجاب إلى الدعوة الإسلامية الوليدة فكان الالتقاء خيفة وسرا في دار الأرقم ابن أبي الأرقم على حداثة سنه فكان سنه حوالي 14 سنة وظل النبي صلى الله عليه وسلم يربيهم سواء في وقت الدعوة السرية أو الدعوة العلنية على المعاني الإيمانية ويغرز فيهم تلك المعاني غرزا بيده ويقتلع منهم الصفات السيئة صفة بعد صفة حتى كون الجيل الأول من الصحابة الذي فتح به الدنيا وكل من اسلم بعدهم فهو في ميزان احدهم .
أحد الصحابة يقول : " لقد شاهدتني و أنا سابع سبعة ما لنا طعام إلا ورق الشجر و ما منا احد اليوم إلا وهو أمير على مصر من الأنصار ".
النبي صلى الله عليه وسلم كان خبير بصفات أصحابه خبرة كبيرة فكان يعلم صفاتهم جيدا ويعلم كيف يوظفهم التوظيف السليم فيضع كل رجل في مكانه فلا يهدر طاقة ولا يبذل جهدا كبيرا في صنع شيء ويأتي بالفشل لأنه بعث الرجل غير الكفء ، لا حاشاه صلى الله عليه وسلم .
بل إذا آتته يهود تريد أحدا يخرص عليهم نخلهم أو يحكم فيما بينهم يقول لهم أبعث إليكم أمين الآمة ويبعث أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه و إذا أراد أن ينتقي من أصحابه مربي كفء يرسله ليفتح البلد التي كانت مهدا لميلاد الدولة الإسلامية في نشأتها فاختار المربي الكفء الشاب الداعية مصعب بن عمير رضي الله عنه .
ففرد واحد تربى التربية الاسمية الصحيحة فتح الله عز وجل به بلد بأكمله ولم تكن أي بلد بل كانت البلد التي احتضنت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد ذلك وكان منها انطلاق الدعوة وكان منها انطلاق الخير إلى سائر بقاع الأرض ، حتى نحن في مصر الخير الذي نحن فيه جاء على يد عمر بن العاص رضي الله عنه وأرضاه الذي تربى على يد النبي صلى الله عليه وسلم في البلد التي فتحها مصعب بن عمير فعندما هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم وجدها ممهدة فما من بيت من بيوت الأنصار أو الناس في المدينة إلا وكان فيه من المسلمين والمسلمات .
من هنا يكمن ويأتي أهمية وجود الشخصية المربية التي تستطيع أن تصنع الشخصية الإسلامية المتكاملة سواء كانت من الرجال أو النساء أو الشباب أو الأطفال حتى يستعملوا في نصرة دين الله تبارك وتعالى فتكون الثمرة اكبر و أجود وفي اقل وقت و بأقل مجهود واقل إمكانيات .
أركان العملية التربوية :-
1-  المربي
2-  المتربي
3-  المنهج
وجود مربي كفء ومتربي يربيه هذا المربي الكفء ومنهج يربيه عليه وطبعا تدخل فيه مسألة الأهداف .
بعض الناس يدخل في هذه المسألة موضوع البيئة ، لأن للبيئة اثر بالغ وكبير على العملية التربوية ولكن أركان العملية التربوية تحصر في ثلاثة أركان وهي : المربي والمتربي والمنهج لأن لو هناك متربي وهناك منهج سليم ووحي محفوظ لم يبدل ولم يغير ولم يوجد مربي كفء تبقى هذه المناهج حبيسة الإدراج لا يستطيع المتربيين أن ينتفعوا بها لأنه لا يوجد المربي الذي يسل السلوك السيئ والصفات السيئة برفق وبعلم وبصيرة ويضع السلوك الحسن والجميل والسلوك الإسلامي برفق وحكمه ، وكذلك إذا وجد مربي كفء ومنهج سوي ولم يوجد متربي فلا تتم العملية التربوية مثل واحد يعيش في جزيرة فلا يكون أمامه غير أفراد أسرته فقط ولا يوجد احد آخر أمامه ولو يوجد مربي كفء ومتربي لكن ليس هناك منهج فإما يخطأ في التربية ويقع في أخطاء غير متعمدة بناء على عدم وجود منهج يربي الناس عليه أو انه حتى لو رباه صحيح سليم ستكون تربية عشوائية غير مكتملة فيربيه في جزء ولا يربيه في جزء آخر فلابد أن يكون الإنسان شخصية مكتملة علما وعملا وسلوكا ودعوة في كل الجوانب فلو تخيلنا إنسان عنده يد طولها طبيعي حوالي 70سم أو 80سم ويده الأخرى طولها 10سم فهذا المنظر غير سوي ومخالف لما عليه الأصل في البشر ، واحد عنده أذن كأذن الإنسان الطبيعي والأذن الأخرى كأذن الفيل هذا منظر يصعب في النظر كذلك الإنسان الذي عنده علم كبير بدون عمل أو عمل كبير بدون علم أو عنده علم وعمل وليس عنده دعوة أو عنده دعوة وليس عنده علم ولا عمل بالضبط هذا الشخص كمن له أذن مثل أذن الفيل و الأذن الأخرى كأذن الإنسان منظر غير سوي ، فوجود المربي الكفء والمتربي الذي يسعى المربي في تربيته والمنهج السوي السليم الذي يحاول أن يربيه عليه هذه العملية إن كانت بإخلاص وفيها توفيق من الله تبارك وتعالى وبذل جهد من المربي ينتج عنها بإذن الله تعالى النتيجة الطيبة المبهرة التي تغير واقع الأرض في اقل وقت و اقل مجهود ويوجد من خلالها الإنسان الصالح السوي المكتمل البنيان الذي يرضى عنه الله تبارك وتعلى ويكون نافع في الدنيا لنفسه وللمسلمين وفي الآخرة يدخل جنة رب العالمين .
الناس تنقسم في الكلام عن صفات المربي طرفين ووسط :-
هناك صنف من الذين يتكلمون ويتحدثون عن الصفات التي ينبغي أن تتوفر في المربي غالوا جدا في هذه الصفات فوضعوا صفات بمقاييس عالية وكأنها ليست في البشر مقاييس يصعب أن تتوفر في شخصية واحد و أن تتوفر بالنسب المطلوبة التي يشترطونها ففي الأخر يوصلنا إلى قناعة أنه لا يصلح أحد أن يكون مربي وهذا الصنف لا شك أنه مخطئ وهذه الطريقة في التصنيف تدفع الإنسان السامع أو القارئ إلى اليأس أنه لا أحد يصلح أن يكون مربي فيقعدوا عن التربية وعن تعلم صفات المربي .
على النقيض نجد طرف آخر وهو من يتساهل في الصفات التي يجب أن تتوافر في المربي بحيث يجعل كل الناس يصلحون أن يكونوا مربي وهذا أيضا تصنيف خطأ ومنهج خطأ في ذكر صفات المربي لأنه سيدخل في العملية التربوية من ليس من أهلها فيترتب على ذلك نتائج سيئة وتربية عشوائية ، فنتخيل مع بعض أن التي تربي الأخوات في المسجد عندها نوع من التعالي أو عندها غيره شديدة أو فيها أي خلق من الأخلاق أو الصفات المذمومة كل من يتخرج من تحت يدها إلا من رحم الله عز وجل سيكونون في نفس الهيئة ونفس الصفات على العكس الشخص المتواضع المتعبد والمربية كثيرة الذكر قليلة الكلام قليلة الخوض في أعراض الناس كثيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكثيرة الصدقة لا شك أن اغلب من يتخرجون على يديها يكون عندهم أيضا هذه الأخلاق الحميدة والحسنة .
وبالتالي فنحن عندنا طرفين ووسط : طرف غالى في الصفات لدرجة تشعر السامع والقارئ بالعجز والإحباط وطرف تساهل حتى ادخل في المجال من ليس من أهله فعاد بالضرر على المجال فآخر الثمرة والثمرة المتخرجة من هذه العملية التربوية تكون ضعيفة وسيؤدي إلى تأخير النصر والتمكين .
هل كون وجود الصفات المثالية في الشخص المربي كون اعتمادها والعمل على أساسها في أن من لم يتوفر فيها هذه الصفات أو يتوافر فيه هذه الصفات لا يتمكن من العمل في مجال التربية كون هذا الأمر خطأ ، وهل وجود تلك الصفات القياسية والصفات المثالية وجودة خطأ ؟
لا ليس خطأ ، لاشك أن هناك طرف وسط في اختيار صفات المربي بصورة تصلح في العمل في مجال التربية على الاختلاف فيما بينها ، بين الأشخاص في تحصيل هذا القدر من الصفات مع محاولة الترقي من صفة إلى أخرى ومن قدر إلى اكبر منه أثناء ممارسة العمل التربوي للوصول إلى محاولة الوصول إلى الصورة المثلى أو الصورة المنشودة المرغوب فيها ، فيكون وجود الصفات المثالية ليس من اجل أن نقول أن من م تتوافر فيه هذه الشروط لن يستطيع ولا يصلح للعمل في مجال التربية بل وجودها سينفعنا أن يكون عندنا سعي حقيق للوصول إلى هذا المستوى المرتفع ويصلح أن يكون مقياس نقيس عليه أنفسنا هل نحن نتقدم إلى الأمام في الصفات وفي كيفية تلك الصفات أم نتأخر إلى الخلف فمن هنا يأتي أهمية وجود الصورة المثالية ولكن لا شك أن وجود هذه الصورة المثالية أمر يصعب جدا ولا يتوفر إلا في القليل النادر من الأشخاص لذلك هناك صفات وسط بين الطرف المغالي والطرف المتساهل وهذه الصفات التي نتحدث عنها اليوم بإذن الله تعالى .
قسمت صفات المربي في البحث إلى ثلاث مقومات :-
أولا : مقومات البدء والانطلاق :- عبارة عن مجموعة من الصفات حتى يستطيع الشخص أن يبدأ في ممارسة ومزاولة العمل التربوي ثم بعدما تتوافر فيه هذه الصفات يسمح له بالعمل و أثناء العمل يجب عليه أن يحصل مقومات أخرى هذه المقومات يطلق عليها مقومات الإتقان .
ثانيا : مقومات الإتقان :- فيجب أن تتوافر فيه هذه الصفات حتى يستطيع إتقان عمله ويتمكن من ممارسة العمل التربوي على أكمل وجه وبالشكل المرغوب فيه .
ثالثا : مقومات الاستمرار : حتى يستمر المربي في العطاء التربوي لا بد أن تتوافر فيه صفات أخرى حتى يستطيع ممارسة ومزاولة هذا العمل أطول فترة ممكنة .
من منَّ الله عز وجل عليه بهذه الصفات التي اغلبها صفات مكتسبة يستطيع المرء أن يتحلى بها وبعضها صفات جبلية ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى )) فالنبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثالا للصفات المكتسبة والصفات الجبلية فالعلم من الصفات المكتسبة والحلم من الصفات الجبلية ومع ذلك قال النبي أن الصفات المكتسبة يستطيع الإنسان أن يكتسبها إذا حرص وداوم على محاولة الاتصاف بها من طرق باب العلم كثيرا تعلم كذلك الصفات الجبلية مثل الحلم (( الحلم بالتحلم )) مثلما يكون إنسان سريع الغضب أو تكون مدرسة أو مربية أو معلمة سريعة الغضب أو حساسة جدا لدرجة عدم تحمل اقل الأشياء أو سيئة الظن مثل فلانة سلمت عليّ وهي لم تنظر لي فهي لم تقدرني بالقدر المطلوب أو أنا دائما اتصل بها وهي لم تتصل بي فهي تتعالى عليّ أو يوسوس إليها الشيطان في أمر من هذه الأمور ، هذا عيب في الإنسان فمن المفترض أن يكون حسن الظن ولا يغضب ويكون غضبه بطيء وسريع الرجوع وراجع إلى الحق ولا يكون عنده كبر في الرجوع إلى الحق .
فمع تكلف ضد هذه الصفات الذميمة يرزق الإنسان الصفات الحميمة ، فهذه الصفات التي سوف نذكرها يستطيع الإنسان أن يتصف بها ويتحلى بها إذا فهمها فهم جيد وكان عنده النية الصادقة في الاتصاف بها ثم جاهد نفسه في محاولة أن يصح الاتصاف بهذه الصفات .
فتكون صفات المربي مقسمة إلى ثلاث مقومات هي :-
1- مقومات البدء والانطلاق :- حتى نستطيع بداية العمل .
2- مقومات الإتقان :- حتى يكون العمل على الوجه الأكمل وتكون الثمرة على الوجه المرغوب .
3- مقومات الاستمرار :- حتى لا يفتر العزم ويصاب الإنسان بالكسل أو الفتور ويستطيع أن يكمل المثيرة التربوية على هذا النحو المطلق .
أولا : مقومات البدء والانطلاق :- نتكلم فيها عن أربع صفات :-
الصفة الأولى : العلم .
الصفة الثانية : حسن السمت .
الصفة الثالثة : الثقافة والتجربة .
الصفة الرابعة : العمق الإيماني .
لابد حتى تستطيع الأخت للانخراط في العمل التربوي أن يتوفر فيها أولا مقومات تسمى مقومات البدء والانطلاق ومن أول صفاته العلم فلابد أن تتصف بالعلم لأن العمل على جهل يضر لا ينفع ، نحن الآن في زمن سريع الحركة وكثير الأعباء والأشغال مثل الدراسة وعبء المذاكرة والامتحانات ومشاركة في البيت في العمل المنزلي والمشاركة في تربية أخواتها الصغار و إن كانت متزوجة عندها واجبات زوجية و إن كان عندها أولاد لهم حقوق وأعباء ، لا يخلو إنسان من مرض يصيبه مؤقت أو زيارة أو سفر أو علاقات اجتماعية لابد منها وهذا في الحياة العادية (الحياة الدنيوية ) أما الأمور الأخروية فهناك قرآن يحفظ وتجويد يتعلم ودروس أو المشاركة في عمل خيري لا شك أن كل هذه أعباء وتكاليف ومشاق تأخذ من وقت الإنسان فنجد المربي الذي يرتبط بأعمال تربوية كبيرة يقول أنا لا عندي وقت للتعلم ومسألة العلم في غاية الأهمية ولا يصلح مربي بدون علم سواء كان علم شرعي أو علم في مجال التربية أو الأشخاص أو المرحلة العمرية التي يتعامل معها .
كيف نستطيع التغلب على مسألة ضيق الوقت وقصر الجهد ؟
نستطيع التغلب بأمور منها :-
أولا : المنهجية في تحصيل العلم : طبيعة العمل التربوي والدعوي لا تسمح العامل فيها بالانغماس تمام الانغماس في تحصيل العلم من سماع أشرطة وقراءة كتب وقراءة أبحاث وتلخيص ونحو ذلك مثلما يكون هناك فرد يجلس في مكتبته ليس له عمل آخر ، فنتغلب على ضيق الوقت وقصر الجهد بالمنهجية في طلب العلم فلابد أن يكون هناك منهجية تحصل بشيئين :
الشيء الأول : الشمول والتوازن : أن يكون إنسان عنده شمول وتوازن في تحصيل العلم بين فروع العلم المختلفة فيكون له قدم وقدر من المشاركة والتحصيل في العلم ولو حتى في الجزء المبدئي فيتعلم فقه الطهارة والصلاة والصيام على الأقل في فقه العبادات ودرس كتاب في العقيدة ودرس كتاب في السيرة وتعلم التجويد ودرس كتاب في الأخلاق وصلاح القلوب وعنده إلمام ببعض اللغة وعنده إلمام بموضوع التاريخ والسير ويعرف قدر ولو بسيط في الحديث حتى يستطيع التفريق بين الحديث الصحيح وغير ذلك فيكون المنهجية في طلب العلم نحصلها بالشمول والتوازن وقد ضربنا مثال بأن الإنسان غير مكتمل البناء مثل إنسان بأذن فيل و أذن طبيعية أو له يد طويلة جدا ويد قصيرة جدا منظر يصعب في النظر كذلك الإنسان الذي يدرس فقه كويس جدا ولكنه لا يدرس شيء في العقيدة وكذلك أن درس عقيدة وفقه وأهمل علم التجويد أو التاريخ والسيرة .
الشيء الثاني : الضبط العلمي : أنا سوف أخذ بدايات في كل العلوم فلا أتناول كتيب صغير لا يتعدى الورقات 100صفحة أو أكثر أو اقل قليلا مع ذلك ليس هناك ضبط فكل كلامي متهيئ لي و أظن و احتمال هذا الأمر غير مرغوب فيه فلو قرأ الإنسان كتاب في كل فن وضبطه وحفظ أهم النقاط وعرف أهم الأمور فيه وفهم المعاني وتأثر مستوى و اثنين وثلاثة في كل فن وفي الآخر الحصيلة صفر .
فنتغلب على ضيق الوقت وكثرة المشاكل نحصلها بالشمول والتوازن أي حاجة في كل حاجة وهذه الحاجة تتقن ولا تهمل ونصيحة أن المستوى الأول في كل فن من الفنون أقف معه كويس جدا جدا جدا فالإنسان عندما يأتي ليبني برج يستغرق مدة طويلة في الأساس واختبار الأرض قبل الحفر والحفر الجيد وبعد الأساسات المتينة تجد الدور الأول والثالث والرابع في تطور سريع جدا على الأكثر ضعف أو ضعفين أو ثلاثة بالكثير من الأساسات يبني العشر الأدوار في البرج لماذا ؟ لأن الأساس سليم .
..... فكما يقال إن كان نصف العلم لا ادري فنصف الجهل قيل و أظن والإنسان الذي ليس عنده ضبط للعلم لا يستطيع تبليغه التبليغ السوي ، كما أسند الخطيب البغدادي عن الرحبي قال : " سمعت بعض أصحابنا يقول إذا كتب لحان فكتب عن اللحان لحان آخر " اللحان هو من يخطأ في نطق الكلام الضمة والفتحة والكسرة ولا يضبط الأمور فيقول : " إذا كتب لحان فكتب عن اللحان لحان آخر فكتب عن الثاني لحان ثالث صار الحديث بالفارسية " لا يصبح بالعربي في الأخر مثل الإنسان الذي سمع وقال صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى شاة فمن أين أتى الشاة ؟ هذا خطأ لان الرسول صلى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة أي العصا فهو اعتقد أن العنزة هي الشاة إنما هي العصا المدببة غرسها النبي وصلى إليها ، فهذا إن أخذ حديث ولحن فيه و أخذه منه لحان آخر إلى ثاني وثالث ورابع وخامس يكون الأمر مختلف تماما ، كان هناك لعبة تلعب لضبط الكلام فكانوا يحضرون سبعة أو ثمانية ويقول كلمة في أذن الأول ويقول له قلها للثاني والثاني يقولها للثالث وهكذا ... إلى السابع يكتبها في ورقة ففي الغالب تجد الكلمة المكتوبة في الورقة غير الكلمة التي قالها الشخص الأول فتكون مسألة الضبط مسألة مهمة جدا ينبغي الاهتمام بها .
النقطة الثانية داخل الصفة الأولى وهي صفة العلم
التفريق بين تحصيل العلم للاستظهار والامتحان وبين تحصيله لتبليغه وتربية الناس عليه :- لا شك أن الإنسان إذا كان يذاكر ويسمع الأشرطة حتى يمتحن فقط سوف يفوته أشياء كثيرة فلا يقف مع المعاني بل يقف مع الألفاظ فقط وسوف يدخل الامتحان ويجاوب ويطلع الأول لذلك ليس من الشرط أن الأول يكون هو أكثر واحد فاهم أو أكثر واحد يشرح صح وليس شرط عدم حصوله على درجة جيدة أنه لا يكون فاهم للمادة لا ممكن ينسى بند فيه عشر نقط فيكتب ثلاثة لكن لو أحضرت له العشر نقط يشرحهم فيشرحهم بطريقة أفضل فإذا استحضرت أنني سوف أربي الناس على ما أذاكره فسوف أقف عند كل آية وانظر إلى معانها وتفسيرها و أقف على الأحاديث وارى تخريجه وهل صحيح أم ضعيف وكلام ابن القيم أو ابن تيمية أو احد أهل العلم ماذا يقصد بمعناه ؟ هل هذا الكلام صح أم خطأ ؟ هل فيه خلاف ؟ كيف يطبق ؟ وهذا الموضوع يسهل الحفظ والاستذكار ، من يضع في ذهنه وهو يذاكر انه يعلم الناس هذا العلم فيعمق في ذهنه ويعلم الناس بشكل جيد وسترد على ذهنه أسئلة كثيرة سوف يسألها الطلبة ويختلفون على هذه النقطة أو احد يعترض عليها أو يسأل عن القول الأخر فيها وهل فيها إجماع أم لا ؟ وهل المخالف مخطئ وجرمه كبير أم لا ؟ و أيضا سيغوص في المعاني ولا يقف مع ظواهر النصوص والكلمات فيعمق فهمه ويظهر له من الدلالات والاشراقات والمعاني في الكلام ما لا يظهر لغيره .
النقطة الثالثة : التوازن بين مذاكرة العلم واستمرار البناء العلمي وبين العطاء التربوي :- لو اشترطنا في المربي صفة العلم فلا شك أن اتصافه بصفه العلم مقترن ومعتمد على استمراره في المراجعة والطلب لان الإنسان إذا توقف عن طلب العلم كان إلى الجهل اقرب لأنه يرجع إلى الوراء إلى يتقدم للأمام لأن هذا العلم ينسى .
قال سعيد بن جبير : " لا يزال الرجل عالما ما تعلم فإذا ترك العلم وظن انه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون " ومن يحتج أن عمله في الدعوة أو العمل التربوي ولا يتيح له الفرصة لاستمرار التعلم ويحتج بهذه المسألة ويتغافل في طلب العلم ويعطي جميع وقته لموضوع الدعوة هذا يغفل عن إن عمله الذي أهمل طلب العلم من اجله لا يستمر كثيرا لأنه بعد فترة لا يجد ما يعطيه قرأ كتاب وكتابين وسمع شريط أو شريطين وعنده معلومات وتذهب تجلس النساء الكبار أو مع الشابات في الجامعة أو الفتيات الصغيرات فيكون جميل هناك حصيلة فتجلس وتتكلم من الذهن وهناك مادة حاضرة درس اثنين ثلاثة أربعة وتبدأ المادة تقل وتبدأ تحضر بالطلب إذا أرادوا كلمة في الإخلاص فلا يوجد حصيلة فتبدأ تقرأ وتحصل وتنضغط ويأتي ميعاد الدرس فتذهب بمعلومة ناقصة وتأتي بكلام غير مكتمل وتقول هذه المسألة فيها إجماع وليس فيها إجماع أو فيها خلاف و ليس فيها خلاف ثم تبدأ تكرر أمر يمل ولو المتربي شعر أن المربي قرب ينفذ رصيده التربوي يمله ويذهب إلى من يظن أنه أكثر علم وقد يكون هذا عنده آفة من الآفات أو بدعة من البدع فتكون بذلك ضرتها و إذا لم تذهب البنت إلي أخت أخرى تظن أنها اعلم أو أفضل واستمرت ملاصقة للمربية الأولى المتصلة بها سوف تضعف ويقل نموها وتتراجع ويقل نموها مثل طفل لم نهتم بغذائه فأصبح عنده مشاكل في عظامه وبدنه والشعر وأصبح هذيل البدن ولم يعد مثل زملائه الذين راعوا رعاية متكاملة وممكن ينتهي الأمر أن تترك الأخت طريق الالتزام لأن ليس هناك زيادة من جانب المربية .
بل هناك مسألة خطيرة جدا على المربية نفسها فهي ليست بعيدة عن الفتن وليس معها صك غفران لا أي إنسان إيمانه قابل للزيادة والنقصان ولكي يستطيع الإنسان نجاة الناس وتغير الفطر المبدلة من الفتيات والنساء المسلمات التي تغيرت فطرهن ويرجعوهم مرة أخرى للسلوك الإسلامي السوي الصحيح لا بد أن تكون قوية أقرب مثال رجل الإنقاذ وهو السباح الماهر الذي أخذ دورات في كيفية إنقاذ الغرقى لكي ينقذ الغرقى لا بد أن يكون متعلم وقوي ليس متعلم فقط فلو ضعيف يكون فاهم كيف ينجيه لكن ليس عنده القوة التي ينجيه بها وهذه القوى تأتي بالاستمرار بالتدريب لأن الملكة تضعف بقلة ممارستها فلابد أن الأخت تظل في جانب الاستمرار في العطاء التربوي و أن تواكبه وتصاحبها نمو في الاستمرار في الجانب العلمي حتى تستزيد الأخت نفسها وتعلو وتقوى القوة الإيمانية والقلبية والعلمية وقوة فهم وبصيرة وقوة منهجية حتى تستطيع أن تخرج هؤلاء الفتيات من الضلال والانحراف وتطرد عنها كل شوائب الشرك والانحرافات الفكرية والسلوكية بفضل الله تبارك وتعالى .
من الخطأ أن أقول إني منشغل بالدعوة لذلك ليس عندي وقت لتحصيل العلم ومن الخطأ أيضا أن تقول الأخت أنا مهتمة بتحصيل العلم فليس عندي وقت للعطاء التربوي ، العلم بحر لا ساحل له و الإنسان إذا لم يؤدي ما أوجبه الله عليه من الدعوة إلى الله وتصحيح المفاهيم وإيصال الخير إلى الناس لأن الدعوة و إن كانت واجب كفائي لكن لا يسقط إلا بوجود المعروف الواجب وزوال المنكر المحرم وهذا الأمر ليس موجود فيبقى الإثم على كل قادر حتى يتوافر هذا الأمر فيجب على الأخت العمل في الدعوة لدين الله تبارك وتعالى و أن تبذل وقتها وجهدها ومالها لإيصال الخير والمفاهيم الصالحة السوية لبقية النساء المسلمات و أهم من ذلك كله تربية أولادها فلو طلبت العلم وتركت الدعوة هذا مثل النسخة الجديدة من صحيح البخاري التي وضعناها في المكتبة ولا احد انتفع بها لا بل نحن نريد هذه النسخة تصل للناس وهذا العلم يعطى فكما انه من الضروري جدا توفر المربيات الفاضلات الصالحات فلابد أن تتسم هذه المربية بالعلم فلا نترك الفاسدين عن المنهج السوي لخرق السفينة فتغرق بنا جميعا كما أن هذا أمر غاية في الأهمية ولا نستطيع فعله بدون العلم .
النقطة الرابعة : وضع العلم في إطار من الهيبة والوقار عند إلقاءه وتدريسه :- لا بد أن تتسم المربية بشيء من الوقار والاحترام والهيبة لا يكون هناك تبذل في الألفاظ ولا نزول في الحديث ولا هيئة غير سوية في الزى واللباس ، والهيبة والوقار تختلف عن الكبر فلا أقول أن تضع رجل على رجل وهي تعطي الدرس ولا تتكلم من علو لكن وقت الدرس يكون مطلوب الابتسامة والتبسط في الكلام والرحمة والألفة هذا يعمل سياج من المودة بين المربي والمتربي يسهل به إيصال المعلومة والتأصل فعلى جسر المودة تعبر النصيحة بسلام مثلما مطلوب التبسط والتبسم والبشاشة أيضا مطلوب بقدر متزن لا يزيد عن اللحد فتزول الهيبة والوقار والاحترام فيصعب عليه سماع كلامه وبعدما كانت تقول لها يا أخت فلانة أو حضرتك تبدأ تنادي لها باسمها ويكثر عتابها بها وتقول لها كنتِ في المكان الفلاني وتقومي بعمل كذا فيكون هناك جرأة وتعدي هذا الأمر يكون عائق أمام استفادة المتربية من المربية فيكون هناك فرق بين جلسات السمر وحفلات السمر والفرح وجلسة في العيد وجلسة لتعليم التجويد أو الفقه والعقيدة نعم يكون فيها جو من المرح كالملح في الطعام إذا لم يكن هناك ملح لا يستطيع الإنسان أكله و إذا زاد الملح في الأكل لا يستطيع الإنسان أكله .
كان عبد الرحمن بن مهدي عليه رحمة الله لا يتحدث في مجلسه ولا يبرى قلم ولا يقوم أحد كأن على رؤوسهم الطير أو كأنهم في صلاة فإن تحدث أو بري قلم صاح ولبس نعليه ودخل .
نتصور العلم الذي يتلقى في هذا الجو فكيف يكون أثره لا شك أن يكون أثره كبير فلا تكون حلقات العلم خشنة وجافة ولا تكون مبتذلة وفيها هزار وضحك وتأليس ورد على تليفونات وكلام مع بعض ، لا بد من تعليم الفتيات والملتزمات كيف يحترموا العلم الذي يتلقونه ، لأن هذا العلم عبارة عن آية وحديث وصحابة وعلماء فلابد أن يحترم .
دخل ربيعة على الوليد بن زيد وهو خليفة فقال له الوليد يا ربيعة حدثنا ، فقال له ربيعه : لا أحدث شيئا ، وعندما خرج قال لهم ألا ترون هذا الذي يقترح عليّ كما يقترح على المغنية .
فعندما شعر أن الخليفة لا يوقر العلم تمام التوقير فلم يتكلم فلابد أن يعطي العلم في نوع من الهيبة والوقار لذلك الأحاديث والآيات لا تقال في الضحك واللعب والهزار والكلام العالي والدردشة لا وللأسف الشديد تكون الشكاوى كثيرة جدا في الأماكن الموجود بها محاضرات للنساء من الكلام والهزار والضحك والأكل والشرب والانشغال بالأولاد .
فالعلم أمر مهم وتحصيله في غاية الأهمية لابد و أنا احصل علم أن أكون فاهم أنني سوف أربي الناس عليه مع وضع العلم في الهيبة والوقار حتى لا يفقد رونقه وبهاؤه.
الصفة الثانية هي : حسن السمت :-
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة )) فأكمل الخلق هم الأنبياء والرسل وهم أكمل المربين و أفضل النماذج المربية التي عرفتها البشرية وكان من صفاتهم أنهم حسن السمت و أصحاب هدي صالح وسمت صالح والسمت والهدي عبارة عن الهيئة والمنظر والطريقة والسيرة والحال والأخلاق .
لماذا يجب أن يكون المربي ذو سمت حسن وهدي حسن صالح ؟
لأنه قدوة والناس تقتدي به والطبع كما قلنا سراق يتأثر بمن حوله دون أن يشعر ودون أن يدري ، من يصاحب شخص يحب الكرة والرياضة تجده بعد فترة يجب هذا المجال ، أخت لم يكن عندها أي قراءات تصاحب أخت تحب القراءات وعندها كتب وتهتم بشراء الكتب تجدها بعد فترة تحب القراءة وتشتري كتب والعكس بالعكس لو واحد مصاحب واحد ليس له في القراءة ويضجر منها ودائما يتكلم عنها بشكل شيء فقد يتسرب هذا الشعور إلى صاحبه أو يكون الأمر أصعب إذا كان المخالط له متربي معه فيكتسب هذه الصفة ويكره القراءة ، إنسان عنده أنفة وعزة نفس تصل إلى الكبر فيصل الأمر إلى المتربين معه ، أخت حساسة جدا و أحد سلم عليها بدون النظر إليها فيتحول لسوء ظن أو نفسها كبيرة عندها .... فلو هذا الأمر معها في كل أمورها فتجد من تصاحبها وتتربى معها تطلع فيها نفس الصفة ، لو الأخت المربية كثيرة الهزار تجد أن الفتيات المرتبطات بها أيضا كثيرات الهزار ويتعدى الأمر إلى تأليس والكلام بشكل غير لائق من الأحاديث و الآيات والأمور الشرعية فنجد الفتيات المتربيات والملتزمات الجدد يفعلون نفس الشيء لأن هذه الأخت قدوتهم ومثلهم الأعلى وهي النموذج اللاتي يقلونه ، أو هناك إفطار ويجلسون بجانب الأخت المربية يجدونها عندما جلست على المائدة تأخذ من كل صنف طبق قريب منها وإذا أخت توزع عصير تقول لها ممكن ثاني وثالث ورابع فنفس الصفة ضحك وهزار وصوت عالي على الأكل وأكل مما ليس يليها أو بطريقة ليست سليمة والتعدي على حقوق الغير وغير ذلك من الصفات الغير حميدة ، أو أخت متساهلة في الجوانتي فترتديه في الشارع وهي خارجة من المسجد أو تنشر الغسيل وهي لم ترتدي الجوانتي أو فتحة العين في النقاب واسعة وتهتم بمنظرها حتى لو مش حرام الأخوات يجب الانتباه إلى أنه كما أن العمل التربوي والعمل في الدعوة أجره كبير جدا لا يعلمه إلا الله تخيل من علم الشيخ أبي إسحاق الحويني أو الشيخ محمد حسان أو الشيخ محمد إسماعيل أو الشيخ يعقوب أو ........... الإنسان الذي حفظ المنشاوي القرآن أو الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أو الشيخ الحصري أو الذي علم الشيخ ابن عثيمين أو ابن باز أو الشيخ الألباني ما أجره ؟ فأجره عند الله .
ونحن كلنا في ميزان حسنات عمرو بن العاص رضي الله عنه وكل الأمة في ميزان النبي صلى الله عليه وسلم فالعمل في دين الله ودعوة الناس إلى الخير وتربيتهم على المنهج الإسلامي السليم لا يعلم أجره إلا الله سبحانه وتعالى ولكن مقابل إن أجره كبير جدا وشرفه عظيم جدا لا شك أن له تبعات وقيود فالأخت المربية عليها قيود أكثر من الأخت التي لا تعمل في المجال التربوي ، بعض المباحات المفترض التنزه عنها وعدم فعلها لأنها قدوة حتى لا يتسرب هذا الأمر للغير فرضا لو عندها فيلا أو شقة في مصيف من المصايف فيجوز الذهاب إليها في شهر سبعة أو ثمانية ولا احد يسكن بجوارهم ولا هناك منكرات والأمر منضبط لكن إذا ذهبت فالأخوات الملتزمات الجدد هم أيضا سيذهبون ولكن أمورهم لا تكون منضبطة الانضباط الكامل فمن الأولى أن لا تذهب هذه الأخت في هذا الوقت مع أنه مباح وليس حرام بأي وجه من الوجوه وذلك لأنها قدوة .
مثلا يقام فيه الأفراح وغير ذلك لو ذهبت تضبط الأمر بشكل كامل وتغلق الستائر وتوقف من لا يدخل صبيان تتعدى ثمان سنين أو سبع سنوات وليس مسموح غير النساء فقط وضبط لموضوع التصوير والأناشيد إسلامية وليس محرمة الصح أنها لا تذهب مع أنه مباح وليس حرام لأنها قدوة يقتدي بها أناس لا يستطيعون فعل ذلك .
الأخت إذا كانت ترتدي إسدال أو عباءة ليست حرام إذا كانت تعمل في مجال التربية لا يصح ارتداء عباءة وعليها خمار وهذا ليس حرام لأن البنات المتعلقات بها والملتزمات الجدد سوف يرتدون عباءات مخصرة أو ضيقة وألوانها فاتحة ويثقل عليهم ارتداء ما هو اشد حشمة وسترة .
لو استفتت أحد وقال لها بالجواز فلا يصح أن تكشف عينها في الشارع لأن غيرها سوف يتشبه بها لأنها في مقام قدوة وغيرها سيضع كحل أو أي مجمل للعين ثم تظهر جزء من الأنف وجزء من الجبهة أمر ليس سليم .
لبس البنطال للنساء مع بعضهم البعض مباح بشروط أن يكون البنطال واسع والتي شيرت مغطي إلي الركبة فقد لا افعل هذا الكلام واستقبل الملتزمات الجدد في بيتي بهذه الملابس فيقلدون هذا الأمر مع عدم فعل الضوابط بل يرتدون أمور أكثر ضيقا وشكل لا ينبغي .
حسن السمت مهم جدا للأخت التي تعمل في مجال التربية لأنها في مقام القدوة والطبع سراق والأخوات المرتبطات بها يتأثرون بأفعالها وسيرتها فنتخيل لو أخت ضعيفة في حفظ القرآن ولا تراجع وتأتي للحلقة بدون حفظ فإذا قالت للأخوات أحفظوا فلا يسمعون الكلام لأنهم لا يرون منها أنها مؤدية لهذا الأمر والعكس بالعكس فقد تهتم الأخت بالقرآن والتجويد وتقرأ في أوقات الفراغ أو معروف عنها الحفظ الجيد فليس المطلوب منها أمر الأخوات بحفظ القرآن لأنهم يقلدونها وهذا يحدث كثيرا أن بنات تلتزم لرؤية صديقتها في العمل ملتزمة .
يكفي لتصوير قيمة صفة حسن السمت للمربي أن نعلم أنه عندما ينزل مستوى القدوة الحسنة فيتدنى مستوى فعله عن مستوى كلامه فيقول كلام عالي لكن فعله في الأرض هذا أكثر شبها بمن يمسك في إحدى يديه قلما وفي الأخرى ممحاة كلما كتب كلاما بيمناه ماحته يسراه تأمر بالحفظ على الصلاة ولا تحافظ عليها و تأمر بالحفظ ولا تحفظ وتأمر بحسن الأدب والاحترام وتعامل الكبير بشكل سوي وهي تتعدى على الكبار بصوت عالي فلاشك أن كلامها هباء وليس له اثر .
لا أحد منا لا يوجد به عيوب لكن المشكلة أن يكون العيب ظاهر ولا يسعى الشخص في إزالته فهذا الشخص يكون ضعيف التأثير فيمن حوله والخطاب التربوي   مقسم لثلاث أمور :-
(كلام نظري – حكاية الفعل – رؤية الفعل )
مثال أريد أن أحث أحد على قيام الليل فسأفعل معه شيء من ثلاث أشياء سوف أحدثه بكلام نظري أو أحكي له عن أفعال القوام أو يرى هذا الفعل .
الكلام النظري : أن اذكره بثواب واجر قيام الليل ومكان قيام الليل في الشرع وحث الشرع عليه فيكون هناك استجابة لكن تكون أعلى عندما أقول له نماذج بشر لحم ودم يعيشون في نفس البيئة ويقيمون الليل واحكي عن علماء سابقين ومعاصرين كانوا يصلون هكذا وفلان كان يبكي حتى يبل الثرى فلاشك أن يكون تأثره أعلى لكن لاشك أن يكون تأثره في أعلى درجاته إذا رأى الفعل نفسه رأى من ينصحه يقيم الليل " ففعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل " فرؤية الفعل تجعل الاستجابة أسرع .
موقف من السيرة يدل على أن الامتثال بالقدوة عالي جدا مع أن كان قبله أمر وخولف : موقف النبي يوم صلح الحديبية فبعد مفاوضة النبي مع كفار قريش و أنهم سوف يعودون هذه السنة بدون عمرة ثم يعودون من العام القابل فأمر بالحلق ونحر الإبل فشق هذا على الصحابة وقالوا نتريث فقد يأتي الوحي بخلاف هذا الأمر فغضب النبي وخاف أن ينزل أمر سوء بأصحابه لأنهم تباطئوا في الاستجابة لأمره ودخل على زوجته الحكيمة أم سلمه فأشارت عليه أن يخرج ولا يكلم أحد حتى يحلق وينحر الهدي فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه ونحر بدنه فتسابق الصحابة على الحلق حتى كاد يقتل بعضهم بعضا .
وهذا مثال على استجابة الرجل لكلام زوجته إذا تبين الأمر له رجاحة العقل و أن رأيه لم يكن صواب فقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بنصيحة زوجته .
ما هي الآثار التربوية المفيدة لتمثل المربي مستوى القدوة الحسنة ؟
1-           توفير الجهد التربوي عن طريق انتقال مفاهيم كثيرة انتقالا غير مباشرا بالمحاكاة والتقليد :- عن السلط بن بسطان التيمي قال : قال لي أبي : " ألزم عبد الملك بن أبجر فتعلم من توقيه في الكلام فما اعلم بالكوفة أشد تحفظا بلسانه منه " عندما يكون المربي حسن السمت والسيرة والهدي يوفر الجهد التربوي ليس كل شيء يتكلم فيه ويذكر محاسنه وعيوبها والحث عليها بل أحثه على قيام الليل وهو يأخذ مني الصيام والصلاة بالمحاكاة بالقرب فأوفر جهد تربوي و أوفر مسافة واختصر وقت .
2-           أن يكون حال المربي بمثابة المحفز والمنشط لكثير ممن حوله فالنفس كلما اقتربت من الكمال التربوي فلكي يستطيع المربي من تربية الأخريين لابد أن يفلح أولا في تربية نفسه ويتعود على بذل الجهد في تربية نفسه واقتلاع الصفات السيئة وغرس الصفات الحميدة وخبرته سوف تزداد بذلك فيعرف الناس ويعرف الجهد والمشقة التي تقابل الناس في تغيير هذه الصفات فالأخت عندما تجلس مع المربية تحكي لها عن مشكلة ووجدت هذه المربية تفهم المشكلة وتفهم أحاسيس هذه الإنسانة وصعوبة التغيير وأساليب التغيير هذا يجعل المتربية تشعر أن المربية تفهم الوضع جيدا فتفتح لها قلبها وتمتثل بالكلام الذي تقوله لها فهذا يوفر جهد بلا شك .
3-           الأثر يكون له أثر عام يتعدى من يرتبط به من المربين ارتباطا مباشرا :-  أن تكون الفائدة العائدة على الناس ليس فقط عائدة على من حوله ومن يرتبط به لا بل يتعدي ذلك إلى من ليس له علاقة به مثال أخت تراها جارتها كل يوم تذهب إلي المسجد بالكتب وترجع من المسجد وهي لم تكلمها ولم تدعها فجارتها قد تفعل نفس الفعل ، أو الأخت المربية بذلت مجهود مع الأخوات في تحفيزهم على الصيام والقيام وقراءة القرآن وبالفعل امتثلوا في حين نجد أخوات أخريات أصبحوا هكذا أيضا سواء كانوا تأثروا بالمربية نفسها أو من تربوا على أيديها فالأخت التي تربيها لها أخوات و أب وأم وصديقات وجيران ولها مجتمع يتأثر بها بسبب أن مربيتها وقدوتها قدوة حسنة وصالحة فرؤية الفعل تكون حافز أكثر على العمل .
4-           اكتساب كلام المربية وتوجيهاتها قوة نفسية مؤثرة بحسب حالها :- على قدر الهيبة والوقار والديانة والورع والتقوى والصلاح وحسن السمت المتوفرة في المربية على قدر أن كلامها يكون له وزن وثقل وهيبة ومكانة في نفس المتلقية فإذا افترضنا أن إمام مسجد عنده وقار وهيبة وحشمة من العلم والفضل ومعروف بالقرآن وواحد آخر ليس له هذا القدر فهذا الشخص العادي قال لواحد يشرب في المسجد وهو واقف أشرب وأنت جالس فهذه سنة سوف يجادل معه لكن لو الشيخ الفاضل قال له أشرب و أنت جالس حتى و إن لم يعلم هذا الشخص أنها سنة فسوف يشرب وهو جالس لذلك نضع العلم في إطار من الهيبة والوقار حتى يكون للكلام قوة نفسية وتوجيه .
السؤال الآن : حسن السمت مهم جدا للمربي والمربية وله فوائد كثيرة فكيف نستطيع تحصيل حسن السمت ؟
1-  إصلاح الباطن : إصلاح القلب والنفس والسريرة والطوية فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )) القلب هو قائد الجوارح والقلب مثل الإناء واللسان مثل الملعقة وكل إناء بما فيه ينضح فالإناء الذي بداخله عسل المعلقة سوف تخرج منه عسلا و الإناء الذي فيه حنظل الملعقة إذا وضعت فيه تخرج حنظل لا تخرج عسلا فإصلاح الباطن والقلب بدوام المراقبة وخلع الصفات السيئة والذميمة من الحسد والبغض والغيرة المذمومة وغير ذلك من الصفات السيئة وغرس الصفات المحمودة من التقوى والصلاح والصبر والتوكل ومحبة الله عز وجل ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم والخوف والرجاء والإنابة والخشوع والخضوع ودوام المراقبة وصلاح السريرة والإخلاص والبعد عن الكبر مما لاشك أن سينضح على هيئة المتربية هذا الصلاح الباطن فيغمرها بصلاح ظاهر وهذا من حسن السمت .
2-  إعلاء قيمة التأدب وجعله من الأولويات : أن يكون هدف من أهدافي أن أكون صالح وحسن السمت فلابد من الأخت أن تعرف ما هو حسن السمت ؟ وما هي طريقة الكلام السليمة ؟ وما هو صلاح القلب ؟ وما هو فسد القلب ؟ وما معنى التأدب في الكلام ؟ وما هي الصفات المذمومة التي ينبغي البعد عنها والصفات الحسنة التي يجب التأسي بها ؟ ويكون الهدف إلى الوصول إلى هذه المرحلة و أسعى سعي حسيس ودائم }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {وعد من الله تبارك وتعالى أن الذي يطرق الباب باستمرار بشرط الإخلاص يفتح الله عز وجل له .
3-  الاطلاع على حكايات العلماء :- فلاشك القراءة في كتب السير والسلف ومعرفة حكاياتهم مواقفهم وسيرهم يهون علينا ويسهل علينا الامتثال عندما يجد بشر يحاسبوا مثلنا و أن سوف يقف يوم القيامة بجوار سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وباقي الصحابة والتابعين والمعاصرين ويحاسب بنفس حسابهم ويوزن على نفس الميزان وسوف ندخل جميعا إن شاء الله جنة واحدة ويتفاوت الناس على قدر أعمالهم فلاشك أن الله لم يساوي بيننا في الحساب إلا إذا كانت القدرات واحدة فكلنا لنا أيدي و أرجل وقلب وعقل ولسان والقرآن والسنة موجودين والعلم موجود فالأمور مستوية ونجد الإنسان الذي حصل الدرجات العليا من الأدب والأخلاق والقرآن والفهم والعلم والتقوى والصلاح فلاشك أنني أقارن بين نفسي وبينهم فهذا يعين على التمثل والتشبه بهم فيكون دافع .
4-  لزوم الصالحين والقدوات الحسنة ومما يستحي منهم :- لاشك أن القرب من النماذج الطيبة والسوية والصالحة يسهل على الإنسان التشبه بهم وتيسير هذا العمل و انه لا يشعر أنه بمفرده لذلك لو في مسجد يصلون قيام من السهل عليه التوضؤ والصلاة معهم لكن إذا كان بمفرده في البيت فيكون هذا الأمر صعب عليه فلاشك عندما يكون هناك جو و أنه ليس بمفرده الذي يقيم حتى لو أخوات في البيت ولكن يوقظوا بعضهم بالتليفون ويصلون كلهم وتعلم الأخت أن هناك الأخت فلانة وفلانة يصلون في نفس الوقت فلا يشعرون بوحشة ولا غربة و أيضا إذا جلست الأخت في مجلس و اغتابت احد تقول استغفر الله أنا بهذا اغتبتها وتستغفر وتتوب وتصلي وتتصدق وتطلب من الأخوات إذا وجدن منها غلطة أو ذلة لسان ينبهونها حتى لا تقابل ربنا بهذا الوضع وتذكر من ذكرتها بالسوء بأمر حسن .
5-  التنفيذ الفوري لما يتعلمه :- لكي يحسن السمت لا نتعلم ونترك ما تعلمناه بل تتعلم للعمل كل حديث تقرأه وكل آية تعلم معناها وتحفظها وتتعلم كل باب من العلم وتعلم كل سنة وتطبقها ولو مرة فيها يحسن السمت .
6-  مجاهدة النفس وتعويدها على الخير :- قال تعالى }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {وقال النبي صلى اله عليه وسلم : (( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتقي الشر يوقى )) فالمواظبة والمجاهدة والاستمرار مع الإخلاص والدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى يفتح للإنسان هذا الخير العظيم .
7-  معاقبة النفس والشدة عليها :- ليس بطريقة الصوفية بأن يقف في الشمس ويجوع لمدة يومين أو ثلاثة أو أربعة لا ليس كذلك فلا يعاقب نفسه بأمر خارج عن الشرع ولكن إذا تكاسل عن صلاة الفجر فيقول نويت الصيام غدا أو كانت من المفترض تصوم فجاعت وأفطرت فتقول عقاب لي سأصوم يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس حتى تؤدب تلك النفس أو إذا كان لها ورد من القرآن ولم تقرأه فتقول لنفسها عقابا لكِ سوف تقرئي الوردين وتتصدقي بصدقة ، قال الجيلاني : " لا تهربوا من خشونة كلامي فما رباني إلا الخشن في دين الله عز وجل ومن هرب منيب ومن أمثالي لا يفلح " ، وقال بن وهب : " نذرت أني كلما اغتبت إنسان أن أصوم يوما فأجهدني فكنت اغتاب وأصوم فنويت كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبة "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق