>

الأربعاء، 20 فبراير 2013

تفسير قوله تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله وبعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثتها وكل محدثته بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار ثم أما بعد............
ذكرنا في المرة الماضية قول الله عز وجل " قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّاى يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) "

وذكرنا فيها من الأدب القرآني وما أراد الله سبحانه وتعالى أن يؤدب به المؤمنين وان يعلمهم كيف يترقون  عنده سبحانه وتعالى  وان العبرة ليست بتزكية النفس ولكنه اعلم بما تخفى الصدور سبحانه وتعالى ثم أراد أن يضرب لهم الصورة النموذجية والمثال الذي يسعون
لتحقيقه ويقسوا أنفسهم عليه فقال تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. [الحجرات:15] "

هذه الايه تتمه لما قبلها يعنى يا من زعمتم الإيمان وتبجحتم بذكر أنكم مؤمنون وهم الذين ذكر الله ذكرهم في بني أسد إنما قدموا المدينة وادعوا الإيمان فقال يا من زعمتم الإيمان وزعمتم أنكم مؤمنون وكذبتم على الله ورسوله ومننتم على الله ورسوله بهذا الذي وهبكم الله إياه لستم كذلك ولستم إلى ذلك إنما إن أردتم أن تعرفوا من هم المؤمنون حقا فإليكم  هذه الآية

" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ (إنما أداة حصر )"
وأول وقفاتنا مع هذه الآية ... إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ....المؤمنون جمع المؤمن وهى من أ شرف الأسماء التي يحرص المرء عليها ومن أشد الأمور على أي إنسان أن يسلب منه هذا الوصف أو أن يتهم بنقيضه حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عد سلب الإيمان عن مسلم لم يستحقه عده قتل له وجعل من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهم وقال لعن المؤمن قتله وهذا اِختيال معنوي تدمير لنفسيه أي إنسان أن يسلب عنه هذا الإيمان ولكن إذا كان هذا الوصف شريف وكان مما تصفوا إليه النفوس وتهدأ إليه الأرواح  ويحافظ عليه بشده ألا ينبغي له أن يعلم هل هو متحقق فيه أم لا والله سبحانه من كرمه ومنه وفضه في أكثر من أيه في القرآن ينبه على صفات المؤمنين فمثلا في سوره الأنفال قال تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [ (2)] الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً "سورة الأنفال

قال تعالى قد أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} "

وغير ذلك من الآيات التي ذكر الله عز وجل فيها صفات المؤمنين ومن الأحاديث التي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم صفات المؤمنين إذن هذه الصفة يجب أن نحرص عليها



*ولكن من المؤمن ؟

الإيمان له أصل من حققه استفاد في ذلك أن يمنع خلوده في النار ولكن قد يدخل النار قبل ذلك وله كمال الواجب من حققه يمنع من دخول النار ابتدأ وله كمال المستحب من حققه يترقى في درجات الجنان
قد فتح الله باب الرجاء قال تعالى وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (
14
ثم اظهر لهم أن المؤمنون حقا هم من امنوا بالله ورسوله صدقوا – امنوا –انقادوا – اقروا بالله ورسوله ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا " ثم فى اللغة تفيد الترتيب والتراخي
يعنى امنوا بالله ورسوله واستمروا على هذا الإيمان لم يرتابوا فيه بعد ذلك إلى النهاية يعنى مكثوا على هذا الإيمان فترات طويلة وبعد هذه الفترات الطويلة لم يصيبهم شك ولا ريب .

*الريب /هو الشك وهناك حد أدنى يجب أن يحصله الإنسان في اليقين



ما هو اليقين


·        الذي يكون من أصول الإيمان كما قال الحكمي في سلم الوصول قال :-
والعلم واليقين والقبول         والانقياد فدرى ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة      وفقك الله لما أحبه

♦شروط لا اله إلا الله :-
1-  اليقين  ....أول درجات اليقين وأدناه هو زوال الشك
*الشك / هو التردد بين أمرين ليس احدهما راجح أعلى درجه في هذا المضمار هو حق اليقين وبينهما درجات متفاوتة
قال ابن تيميه ( إن بعض الناس إذا شكك شك )أي  إن بعض الناس إذا شكك شك أي انه يعبد الله على حرف قال تعالى " وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيرًا

يعنى لو حد عرض عليهم الكفر وشككهم في إيمانهم للبوا
*مقاومه الزائغين في الإعلام سواء صحافه أو تليفزيون أو نت أو غيرها الذين يشككون الناس في دينهم ويلقون عليهم الشبهات تترا وكثير من الناس قلوبهم ضعيفة والشبهات خطافة فان خطفت القلب توشك أن تهلكه


المرتبة الثانية أو الأعلى عن الشك هي مرتبه الوساوس
فقد صح عن النبي انه أجاب من يأتيه الوساوس أن ذلك هو صريح الإيمان  وقال للأخر الحمد لله الذي رد كيده للوسوسة وقال أو قد وجدتموه ؟ كأن ذلك ملازم للعباد والطائعين فإذا وجد أحدكم ذلك فلينته وذلك هو العلاج في الطب النفسي للوسواس
هناك ثلاثة أشياء يبدأ الشيطان أن يوسوس للإنسان حينما يبدأ في التزامه
              1-الطهارة / ( الوضوء ) هناك حديث ضعيف أن هناك شيطان للطهارة يسمى الولهان
2- الرياء /من علاجها :-
*-أن يفرق المرء بين خواطر الرياء والرياء المحض فأن المرائي لم يتألم بل يستمتع بمرآته
*-الإخلاص في الدعاء أن يخلصه الله من هذا الشعور
* تفعيل المراقبة والاستغناء بنظر الله عن نظر الناس وبسمع الله عن سمع الناس
*ألا يترك العمل الصالح الذي يعمله
*-ألا يلتفت لهذه الواردات وغيرها من هذه الأمور

3- وسواس العقائد مثلا أن يقول لك الشيطان من خلق الله ؟


*حل الوساوس عده أمور :-
أولا :- العلم / دراسة العلم الشرعي ومعرفه حكم كل فعل وكل عمل شرعي
حل الوسواس القهري في كلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم (فلينته ) ميتكلمش مع الخواطر يسبها تعدى ولا كأنه سامع حاجه
*لا يتألم من الوسواس  إلا مؤمن.
  ثانيا :- زوال الريب /
ثالثا :-  وجود الإنسان المؤمن  الذي لديه وسوسه ولكنه ضعيف يقلق ويتوتر منها / دا حاله أفضل من الذي سبقه لان إيمانه  موجود ولكنه ضعيف وعلاجه أن ينتهي أو يلجأ إلى الأدوية
رابعا :- الإنسان المؤمن الذي لا يأتيه الوسواس إيمانه صامد مثل الإنسان الرزين الهادئ الذي إذا أتى له احد لكي يلعبه أو يشغله لا يلتفت إليه وبالتالي لا احد يقترب منه
خامسا :- وهى مرحله أعلى وهى مرحله الصد قين وهو الإيمان الكامل بالغيب وقال الله فيهم " مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ " وهذه هي الرتبة التي حاز بها سيدنا أبى بكر ومدح بها الأنبياء  " وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِياًّ " في مرحله أعلى من هذه وهى عين اليقين وفى مرحله أخرى وهى حق اليقين وهى دخول الجنة وهذا هو حق اليقين


*هناك فائدة عندما يسألنا واحده من البنات في ثانوي أو في جامعه انه تجلس مع النصارى ويتناقشوا في أمور  دينيه فنقول لها لا تفعلي ذلك لأنك  ليس لديك خلفيه دينيه كافيه لتتحدثي بها فكيف ستدعى واحده أخرى إلى الإسلام ماذا لديكي لتقوليه لها فيجب أن ننهى الناس عن هذا لان ذلك مسألة شرعيه النبي صلى الله عليه وسلم رأى عمرو ابن الخطاب وبيده صحيفة توراة فغضب غضب شديد وقال أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني" فقد حرم العلماء النظر في كتب أهل البدع المضلة إلا  للعالم القادر على الرد عليها
أيضا نستفيد من هذه الايه نسبيه الحق وانه لا يوجد الحقيقة المطلقة الحقيقة الكاملة التي تقوم عليها اللبرالية والعلمانية وهى انه لا يوجد  أحد أولى بالحق من التانى
لأهمية اليقين نجد أن أول أيه في المصحف " الم ( 1 ) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ( 2 )

وأخر أيه في المصحف " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

نفى الريبة في البداية والتعوذ من الوسوسة في النهاية لان الإنسان لا يسعد في حياته إلا إذا عبد الله على يقين اليقين في نصر الله اليقين في إلوهيته اليقين في ربوبيته اليقين في نصر الله جل وعلا اليقين في أن النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول الله وانه لم يدخر جهد إلا واخبرنا عن كل ما يدخلنا الجنة وان ما أتانا الرسول هو الحق المبين وان فيه سعادة الدارين الخ .....
كل معاني اليقين هذه تجعل الإنسان يحيا حياه هنيئة وتجعل الإنسان يقوم بأعمال البر بجديه تجعل الإنسان يلقى الشدائد صابر ثابت لا يضعف يعنى كل ما يكثر عند الإنسان من هذه المعاني السيئة الموجودة في حياتنا مثل ظلمه الجهل وظلمه الهوى والابتلاءات والشح وإعجاب كل ذي رأى برأيه كل هذه الأمور تسبب الكآبة ولكن إذا كان الإنسان عنده يقين بالله جل وعلى لا يلبث إلا أن يتخلص من هذه المشاعر السلبية ويحيا حياته

نتوقف هنا إن شاء الله ونستكمل في المرة القادمة .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق