>

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

تفسير سورة الحجرات 2


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله
, وبعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالي وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار ثم

أما بعد
: تكلمنا في المرة السابقة عن أول المجالس في تفسير سورة الحجرات , وذكرنا أنها سوره عظيمة القدر واشتملت علي جمله منافع من الآداب الاسلاميه ومن ركائز صيانة المجتمع والحفاظ عليه وانه واجب علي كل مسلم أن يتعلم هذه السورة وما فيها من آداب وأحكام .. تكلمنا عن سبب تسميتها بهذه التسمية وأنها سوره مدنيه وانتهينا من الأيه الأولي وهي قول الله عز وجل { يا أيها الذين ءامنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم (1) يا أيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وانتم لا تشعرون (2) }


هذه الايه الثانية افتتحت أيضا بالنداء العذب الذي يسير كوامن النفس والذي يستجيش عواطفها ويحدوها علي العمل وهو نداء الإيمان "يا أيها الذين ءامنوا" إن النفس ركب فيها مادة الخير والشر كما قال الله تعالي { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) } فالنفس ركب فيها مادة الخير والشر فالنفس بأصل خلقتها تميل إلي الكسل والي الشهوات وتفر من الجد والطاعات لو أضفنا إلي ذلك حال الغربة التي يحياها المسلمون في هذه الأزمان المتأثرة مصداقا لقول النبي عليه الصلاة والسلام { بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغرباء } ولو ثلثنا علي ذلك بعقبات التي يلاقيها المرء المؤمن في طريقه إلي الله عز وجل من حيل ومكايد شياطين الجن والأنس لعلمنا فعلا إن النفس إذا أرادت أن تصل إلي مولاها فهناك مشاق تعترضها فالطريق فيه عقبات فيه قطاع ويريد الإنسان أن يصل إلي ربه لأنه ما لم يصل إلي ربه يكون في حالة عدم استقرار في حالة اضطراب في حالة قلق وتوتر كما قال الله تعالي { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } الفطرة أن يكون الإنسان حنيفا مائلا إلي الله معرضا عن غيره فما لم يكن المرء حنيفا بقلبه يعني مائل إلي الله بقلبه حباً شوقاً و رجاءاً و خوفاَ وإنابةً وتوكلاً واعتصاماً وإلتجاءاً ما لم يكن المرء كذلك كان في حالة الاضطراب والتوتر , فالمرء وهو يسير إلي ربه في هذه الطريق الوعرة في هذه الشعاب الصعبة يحدو نفسه ويحدو قلبه ويستحثهما علي السير هذا النداء "{ يا أيها الذين ءامنوا " الأيمان اشرف وصف يوصف المرء به والأيمان هو الوصف الذي يدفع المرء فيه حياته .. { يا أيها الذين ءامنوا قال بن مسعود كما ذكرناها في المرة السابقة إذا سمعت في القرآن يا أيها الذين ءامنوا فأرعها سمعك فإنما هو خير تؤمر به أو شر تنهى عنه ذكرناها في المرة السابقة لأنها نزلت هي والتي تسبقها ,

الحديث الذي في البخاري الذي ذكر فيه عبد الله بن الزبير انه قدم ركب من بني تميم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال أبي يكر أمّر القعقاع بن معبد قال عمر بل أمر الأقرع بن حابس فقال أ بو بكر ما أردت إلا خلافي قال عمر ما أردت خلافك فتماريا يعنى تجادلا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت فيهما قول الله تعالي كما ذكر بن القيم" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" إلي قوله َ"لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" فهذه الايه التي معنا من أسباب نزولها "هذا الكلام ذكره البخاري رحمه الله في صحيحة من المماره التي وقعت بين الخيرين أبي بكر وعمر وقال ابن أبي مليكه رحمه الله وكان من كبار التابعين كاد الخيران أن يهلكا من الخيران ؟؟ أبو بكر وعمر , فهذا فيه فائدة لا نبرح المقام نعرج عليه وهي انه لا يلزم من كون القوم فضلاء أن لا يقع بينهم ملاحاه بعض الناس الآن من الاخوه والأخوات المتدينين والملتزمين يضيق صدره جدا إذا علم أن العالم الفلاني علي خلاف في وجه النظر مع العالم العلانى , أو انه بين المجموعة الواحدة من أهل العلم الفضل والعلم بعض المماراة وعدم التوافق في وجهات النظر فيضيق صدره جدا بهذا الكلام أو الأخت يضيق صدرها جدا بهذا الكلام وقد يقع في المحظور الشرعي من سوء الظن بالمسلمين أو لإسقاط هؤلاء العلماء للطعن في احدهم أو لانتصار احدهم علي الأخر مع أن هذا الذي وقع في مثل هذا الاضطراب لو قرأ سير العلماء لعلم أن هناك قاعدة اتفق عليها كل من طلب العلم يعلمها وهو أن الأقران مهما كان فضلهم يحدث بينهم ما يحدث من المجادلة من التقريع في القول من الاشتداد بعضهم علي بعض فمثلا تسمعون عن فقيه مشهور اسمه بن أبي ذئب وكان من أقران مالك ابن انس فقيه الدنيا فقيه المدينة , وكان لايفتي مع انه هو الذي روي الحديث "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا" فهو من روي هذا الحديث عن مالك عن نفسه عن ابن عمر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا" لكن مالك رحمه الله لم يعمل بهذا الحديث وقال لم أجد أهل المدينة يعملون به فما تركوه مع صحة إسناده إلا لمعنى عندهم إما لنسخ الحديث أو لغيره .. فالأمام مالك كان لا يعمل بهذا الحديث "يقصد حديث خيار المجلس " .... فكان ابن أبي ذئب يقول يستتاب مالك فإن تاب وإلا قتل , هل تتخيلوا معني الكلام ؟! (وأتمنى أن تقرءوا في ترجمه ابن أبي ذئب محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب من المعاصرين قديما فهو إمام عظيم القدر وكان شديد علي السلاطين وعلي الحكام وكان صاحب عباده وورع وعلم ) فكان ابن أبي ذئب يقول : يستتاب مالك ومن يستتاب أي من أتى بأمر يوجب الردة مثل سب النبي عليه الصلاة والسلام فبالإجماع هو أمر يوجب الردة إذا كان من فعله مسلماً ,



وان كان من فعله ذميا انتقدت ذمته إجماعا , وان كان من فعله مؤتمنا أو دخل بأمان أو له منا أمام انتقد أمانه فيستتاب مالك وإلا قتل يعني كأن ابن أبي ذئب يريد أن يقول إن ما فعله الإمام مالك قد يخرجه عن دائرة الإسلام وهو هو عبد الرحمن بن أبي ذئب وهو هو مالك بن انس
فليس معنى أن يحدث خلاف أو تقع هنات أو تقع هفوات من الفضلاء والكرام يُتخذ مثل هذه الأمور متكأً للطعن فيهم أو للطعن في المنهج الذي يحملوه ويقال لو كان في دينهم خير اختلفوا سبحان الله الصحابة اختلفوا بل قال الله عز وجل اشد من ذلك وسيأتي معنا في هذه السورة قلت لكم هذه السورة عظيمه القدر وتصحح الكثير من المفاهيم ,, في هذه السورة قال الله تعالي { {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } الله عز وجل لم يقل فقط أنهم اختلفوا ولا تسابوا بل اقتتلوا فيقتل بعضهم بعض ولم يخرجهم عن وصف الإيمان فقال { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا } سبحان الله الإنسان الذي يريد أن يصل إلي الله سالما لابد أن يضع هواه وان يضع رغباته الشخصية تحت قدمه يعنى لا يتحرك بالعاطفة ولا يتحرك بالهوى ولا يتحرك بالرغبات الشخصية , وأنا سمعت حوار للشيخ فلان وقال كلاما شديداَ في هذا الشق فهذا لا ينفع يكفي من هذا ..هذا الشيخ الذي له من القدر وله من الفضل وله من المنزلة وله من السبق في العمل في الدين ومن تحمل المشاق والمهام هل هذا يحبط عمله هل هذا ينقص من هذه الأجور ؟؟ فطبعا المسألة تحتاج الي نظر والي أن يقف المرء مع نفسه .. فهذا كان في سبب النزول عاتب الله عز وجل الخيرين أفضل الأمة بعد النبي صلي الله عليه وسلم وهو أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهم أجمعين عاتبهم هذا العتاب فما كان هؤلاء الفضلاء إلا أن استجابوا فكان احدهما إذا تكل مع النبي صلي الله عليه وسلم فكان النبي يستفهمه أي يقول له ماذا تقول .. فهذا أولا في سبب النزول

وهناك معنى جميل أيضا في هذه الايه لا نستطيع أن نفارقها أيضا قبل أن نسمعها وهو قصه لأحد الصحابة الفضلاء هذا الصحابي الجليل وهو خطيب رسول الله صلي الله عليه وسلم: ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنهم وأرضاه وكان جهوري الصوت وهذا هو النطق الصحيح لها فبعض الناس ينطقها جهوري لكن الصحيح بسكون الهاء وفتح الواو وكان يتحدث بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم حتى لقب بخطيب رسول الله صلي الله عليه وسلم فلما نزلت هذه الآيات من صدر سوره الحجرات افتقدوه مر يوم ثم يوم ثم يوم فافتقده النبي صلي الله عليه وسلم قال ابن ثابت وأرسل من يبحث عنه فلما جاءه رسول رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال له كيف حالك يا ثابت قال شر يعنى في حال شر كئيب وقد وجده في بيته قد انزوي علي نفسه يبكي حتى يكاد الغطاء أن يقتله فأستفهمه عن سبب اختفاءه فقال ثابت رضي الله عنه وأرضاه إن الله انزل علي نبيه صلي الله عليه وسلم قوله{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ } وأنا جهوري الصوت صوتي فوق صوت النبي صلي الله عليه وسلم يعنى صوتي اعلي من صوت النبي صلي الله عليه وسلم فأخشى أن يحبط عملي فلما رجع الرسول الي النبي صلي الله عليه وسلم واخبره بسبب غياب ثابت سيد الرحماء والرءوف بأمته صلي الله عليه وسلم قال ارجع إليه لست منهم بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة فبشره النبي صلي الله عليه وسلم بذلك وفعلا ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وأرضاه مات في وقعه اليمامة في خلافه أبي بكر عام 12 من الهجرة وهو يقاتل المرتدين في حروب الردة وله موقف عظيم أيضا فهو الوحيد الذي نفذت وصيته بعد موته يقول القرطبي رحمه الله لما ذكر تفسير هذه الايه لما كان يوم اليمامة خرج ثابت رضي الله عنه مع خالد بن الوليد رضي الله عنهم الي مسيلمة الكذاب فالتقوا فانكشفوا أي انهزم الجيش يقتل ناس و يتراجع منه الناس فقال ثابت رضي الله عنه وسالم مولي أبي حذيفة رضي الله عنه (سالم هذا الذي ورده فيه قصه رضاع الكبير .. ومن المجرمين من العلمانيين وغيرهم يشغبوا علي دين الإسلام ويشغبوا علي التشريع في وقعه سالم فيقولوا كيف يرضع سالم من سهليه زوجه أبي حذيفة وهو رجل كبير فماذا فعل سالم هذا ) فقال ثابت رضي الله عنه سالم مولي حذيفة ما هكذا كنا نقاتل علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم حفر كل واحد منه حفره فثبت وقاتلا حتى قتلا وعلي ثابت رضي الله عنه في ذلك اليوم درع نفيسة .. فالاثنين ماذا فعلوا حفروا حفره ليثبتوا فيها أقدامهم بحيث لا يستطيع أن يجري يقطع علي نفسه طريق الفرار فلا يزال يقاتل حني يقتل وهذه لا يفعلها إلا الشجعان يقطع علي نفسه أي خاطر أو أي أمل من الفرار مع إن الله عز وجل رخص في ذلك قال تعالي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }الأنفال . فرخص الله أن يفر المرء متحرفا لقتال أو متحيزا لفئة فلا يكون إذ ذاك قد فر من الزحف لكن هؤلاء اخذوا بالعزيمة لذلك هذا لا يفعله إلا الشجعان .. فاخذوا بالعزيمة وأرادوا أن يوقفوا تقهقر جيش المسلمين ويثبتوا حتى يلتئم الجيش مره أخري فقطعوا علي أنفسهم خط التحرك للفرار وقاتلا حتى قتلا ... وكان ثابت عليه درع نفيسة فمر به رجل من المسلمين ورآه مقتولا فأخذ الدرع فبينما رجل من المسلمين أخر نائم إذ جاءه ثابت رضي الله عنه في المنام أوصيك بوصيه وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه إني لما قتلت أمس جاء رجل من المسلمين واخذ درعي ومنزله في أقصي الناس وعند خبائه فرس وقد كفيء علي الدرع برمه فئت خالد بن الوليد فأمره أن يبعث لدعي حتى يأخذها فإذا قدمت إلي المدينة علي خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم فقل إن علي أي علي ثابت من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق وفلان فلما أفاق الرجل ذهب لخالد فأمر خالد بالدرع فأوتي بها وحدث أبا بكر رضي الله عنه برؤياه فأجاز وصيته وقال لا نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد موته إلا ثابت ابن قيس بن شماس رضي الله عنه وأرضاه ... فهذه قصه فيها فائدة ضخمه وهي أن ثابت رضي الله عنه مع انه من المقطوع لهم بالجنة كانت نفسه عنده صغيره وكان يري نفسه عرضه لحبوط العمل وكان يري نفسه مقصرا وقد كان يخاف علي نفسه ويشفق عليها ..

فوالله الإنسان يقرأ هذا الكلام ويود انه يبكي علي حاله الآن الإنسان يدخل في طريق الالتزام أخ يلتزم أخت تلتزم ويصير عنده نوع من الأمان العجيب امن غريب من مكر الله سبحانه وتعالي وكأنه قد حجز مقعدا في الجنة لا يتحول عنه أبدا وهذا ليس فعل الصحابة رضي الله عنهم ولا فعل الأكابر من أهل الإيمان بل إن أبا بكر قال لا امن مكر الله ولو كانت احدي قدماي في الجنة فالإنسان يكون مشفق علي نفسه يخاف الله سبحانه وتعالي فهذا سؤال لماذا نخاف الله ..فالأخت متدينة ترتدي الحجاب الشرعي وتصلي الخمس فروض وتصوم رمضان فمن ماذا تخاف فلا حول ولا قوة إلا بالله .. لا طبعا أولا خوف يكون من الخواتيم نحن لا ندري لماذا جف القلم عند الله عز وجل يوم أن كتب مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنه لا ندري ما الذي قدره الله سبحانه وتعالي حين أمر الملك واحدنا في بطن أمه بعد جنين لم تنفخ فيه الروح فالملك يكتب بعد إملاء ربه ذكر أم أنثي شقي أم سعيد رزقه اجله فالسعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه نسأل الله تعالي أن يجعلنا من السعداء .

. فأول ما يوجب الخوف 1

- الخوف من الخواتيم "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار والعكس أن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بيته وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها فالخوف من الخواتيم وهناك آيات قطعت قلوب الصالحين وأقلقت منامهم وأقضت مضاجعهم أظمأتهم في الهواجر وأيقظتهم في الليالي الشاتيه الباردة فمثلا قول الله عز وجل { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا }فهؤلاء عملوا أعمالا ولكن الله سبحانه وتعالي لم يقبلها وجعلها هباءاَ منثورا وقول الله سبحانه وتعالي وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } } ظهر لهم وانكشف لهم يوم القيامة أمر هو فظيع لم يضعوه في حسابهم وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وقول الله عز وجل { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعً }.

... الخوف من الخواتيم بما يختم للمرء

2- والخوف من زلة أو معصية اقترفها الإنسان وقضي الله عز وجل أن يعذبه بها يعنى إنسان ارتكب جرما ارتكب معصية والله سبحانه وتعالي غضب عليه غضبا فقال لابد وان تعذب علي هذه المعصية .

.3- وأيضا مما يوجب الخوف من الله سبحانه وتعالي ما في الايه من حبوط الأعمال يعمل المرء أعمالا صالحة فيحبط عمله وهو لا يشعر قال سبحانه وتعالي {{ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُون }} فالإنسان قد يحبط عمله وهو لا يشعر وهناك ما يسمي بمحبطات الأعمال ويحتاج المرء أن يقف معها ووجدت في القرآن كثيرة

محبطات الأعمال

1- كما قال عز وجل ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ. } فكراهية الشرع أو كراهية بعضه محبطه للعمل يعمل المرء أعمالا صالحه ولكنها تحبط فلا ينتفع بها

2- الشرك قال تعالي { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين }

3- والرياء فقال صلي الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام مسلم " قال تعالي أنا اغني الأغنياء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه }
4- والبدعة

5- والإحداث في الدين فقد صلي الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه " من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "أي مردود عليه
6- وأيضا التكذيب بالقدر فقد قال عمر رضي الله عنه والحديث في صحيح مسلم" والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم (أي من كذب بالقدر) مثل احد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر "

7- ومن محبطات الأعمال أيضا ترك الصلاة وإضاعتها وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم وصححه الألباني "أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله"

8- وأيضا من محبطات الأعمال أن يدعي المرء الي غير أبيه ينتسب لغير أبيه قال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم " ومن ادعي الي غير أبيه أو انتمي إلي غير مواليه فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا " وفي بعض تفسير الحديث يقول الصرف والعدل أي الفرض والسنة


9- وأيضا من محبطات الأعمال اقتناء الكلب فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان " من امسك كلبا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث أو ماشيه "

10- أيضا صح عنه صلي الله عليه وسلم انه قال " من ترك صلاه العصر حبط عمله "

11- وأيضا صح عنه صلي الله عليه وسلم انه قال "من أتي عرافا فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين ليله

12- وصح عنه صلي الله عليه وسلم انه اخبر عن رب العزة أن رجلا تألي علي الله فأحبط الله عمله فقال إن الله تعالي قال { من ذا الذي يتألي علي ألا اغفر لفلان فأني قد غفرت لفلان وأحبطت عمله } وهذه نخاطب بها جميعا إننا ننظر نظرات الي العصاه نظرات إزدراء واحتقار وننظر الي أنفسنا نظرات إجلال وإكبار ويقع في نفس احدنا أن فلان هذا لا يغفر الله له ووالله هذا من التألي علي الله قال تعالي (من ذا الذي يتألي علي أن لا أغفر لفلان ) من هذا الذي يحف والله لن يغفر الله لفلان (فأني قد غفرت لفلان وأحبطت عمله )

13- وأيضا من محبطات الأعمال عدم توقير النبي صلي الله عليه وسلم معنى الايه التي معنا وهي رفع الصوت علي النبي صلي الله عليه وسلم

14- وأيضا من محبطات الأعمال التهاجر بين المسلمين بدون حق وقد حسن الألباني هذا الحديث وهو قول النبي صلي الله عليه وسلم "ثلاثة لا ترفع لهم صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أمّ قوم وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإخوان متصارمان" هذا إهداء للأخوات اللاتي تتدابر وتتقاطع وتتشاحن وتتخاصم علي توافه الأمور وعلي حظوظ النفس الفانية وعلي مرض السوء وعلي حطام النفس الفانية

15- وأيضا من محبطات الأعمال وهو حديث مهم لكل الأخوات إسخاط الزوج في الحديث السابق قول النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثة لا ترفع لهم صلاتهم منهم وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط

16- ومن محبطات الأعمال الرده قال تعالي وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . }

17- ومن محبطات الأعمال أيضا امتناع المرأة عن فراش زوجها فإن امرأة باتت وزوجها عليها ساخط باتت تلعنها الملائكة وأيضا الحديث السابق الذي فيه وامرأة دعاها زوجها من الليل فأبت عليه

18- ومن محبطات الأعمال أيضا قول الزور وعمل الزور قال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه أن يدع طعامه وشرابه " 21

19 وأيضا قطيعه الرحم

020- وعقوق الوالدين وهذا من المشكلات والمعضلات قال صلي الله عليه وسلم الحديث حسنه الألباني رحمه الله " لا يقبل عمل قاطع رحم

23- وأيضا من وقع في الفاحشة مع امرأة مجاهد في سبيل الله قال صلي الله عليه وسلم في حديث مسلم " ما من رجل من القاعدين يخلف رجل من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء فما ظنكم " يعنى فما ظنكم أيترك له شيئا من أعماله

23- وأيضا من محبطات الأعمال قتل المؤمن بغير وجه حق فقد قال صلي الله عليه وسلم " من قتل مؤمنا فأغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " حسنه الألباني رحمه الله

24- وأيضا الخروج علي جماعه المسلمين إذا بايعوا إماما ذا شوكة وسلطان فأنه كما قال صلي الله عليه وسلم " انه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقه الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوي الجاهلية فهو من جثي جهنم وإن صام وصلي وزعم انه مسلم"

25- وايضا من الأمور التي تحبط الأعمال ان يتبع المرء ما يسخط الله قال تعلي { .. ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ .. } فمن تعاون مع أعداء الأمة ضد أبناء أمته ودلهم علي عورات المسلمين وخان الله ورسوله فهذا قد اتبع ما أسخط الله فيعرض نفسه لحبوط عمله وايضا من أعجب بالكفار ومشي علي هديهم وسار علي طريقتهم قال تعالي كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالا وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( } فالإنسان الذي تعلق بالغرب الكافر أو الشرق الملحد بعادتهم وتقاليدهم فيود كما قال بعضهم وصرح بذلك أن يري الخمور ويري المراقصة بين الرجال والنساء ويري الانفتاح الكامل وأن نأخذ بكل ما عند الغرب حتى النجاسات التي في أمعاءهم والآستذابات التي في ريقهم فهذا والعياذ بالله قد دخل تحت هذا الوعيد فالمؤمن الحق لا يستحي أبدا من دينه ولا يعجب بكافر ولا يعجب بمجرم حاد الله ورسوله

26- وكذلك من الأمور التي تحبط الأعمال الصد عن سبيل الله قال تعالي { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ }

26- وهذا أيضا من الأمور الخطيرة { من كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)

} 27- وأيضا من الأمور التي تحبط الأعمال الجرأة علي الله في فعل المعاصي في الخلوات وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه ابن ماجه عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم " لأعلمن أقواما من امتى يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعله الله عز وجل هباءاً منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا ألا نكون منهم (سبحان الله ثوبان رضي الله عنه يخاف أن يكون منهم إنسان يأتي بحسنات أمثال جبال تهامة يعنى حسنات بيض أمثال الجبال , فيجعلها الله هباءا منثورا يعنى كشعاع الشمس و هو يدخل الغرفة فتجد ذرات دقيقه جدا هذا هو الهباء المنثور) فقال النبي صلي الله عليه وسلم أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون (أي لهم حظ في صلاة الليل و يفعلون الطاعات ) ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها" إذا كان الواحد منهم يجلس خاليا لا يراه الناس جعل الله أهون الناظرين إليه وجعل يعب من المعاصي عبا يكثر منها لأنه لا يراه الناس فأستخف بنظر الله له وفتك ما بين الله في الخلوات بعض الناس يجلس أمام النت فيقع في المعصية لأنه يظن انه خاليا وكما قال القائل :
إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ... ولكن قل عليّ رقيب
فلا تحسبن الله يغفل ساعة ... ولأن ما تخفي عليه يعيب

28- وأيضا مما يوجب إحباط العلماء ظلم الناس وقد اخرج الترمذي عن أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال " من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أٌخذ منه بقدر مظلمته وان لم تكن له حسنات اخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه " فنعوذ بالله عز وجل من حبوط أعمالنا هذا ثابت بن قيس وهو من أهل الجنة وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم يبشره بالجنة تعيش حميدا وتموت شهيدا فهو يخاف علي نفسه أن يكون ممن حبط عمله وان يكون من أهل النار والعياذ بالله فكيف لحالنا أن يقر له قرار وان يطمئن قلبه وان يشعر بالأمن المطلق الكامل ونحن ليس لنا لا من العمل وليس لنا من السابقة مثل ما لهؤلاء السادة من الصحابة الكرام وغيرهم وا عجبا من أقوام جمعوا خوف شديد مع عمل صالح كثير واجتهاد في الطاعة وفرار من المعاصي وما أعجب منه من أمثالنا ممن عملوا أعمالا باهته يستحي المرء أن ترفع إلي الله ومع هذا قصروا في الفرائض ووقعوا في المحرمات وهم يجمعون الي ذلك أمنا عجيبا فمما يوجب الخوف من الله حتى الإنسان المتدين الذي سلك طريق الله سبحانه وتعالي الأخت التي تدينت لا فهناك خواتيم . وأعمال صالحه التي عملها لا ندري الله أيقبلها الله سبحانه وتعالي ام لا , في معاصي سلفت مما بدرت أيقبل الله عز وجل توبتنا فيها ام يقضي الله عز وجل بوجوب العقوبة فنسأل الله عز وجل السلامة والخوف من تقلب القلب ومن الانتكاس في الدنيا وقال الله عز وجل وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه }" وقد يصبح المرء وقد أنكر قلبه ووجد أن قلبه باردا ليس فيه حرارة الإيمان التي يعهده من نفسه الشاهد لابد أن نخرج من هذه الايه ومن قصه ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وأرضاه بهذا المعنى الخوف الشديد واعلموا رحمكم الله أن من خاف أدلج ومن ادلج بلغ المنزل من خاف سار بالليل ومن سار ليلا واجتهد يوشك أن يصل إلي منزله ونحن منازلنا الأولي الجنة فحي علي جنات عدن فإنها منازلنا الأولي وفيها المخيم ولكننا سبي العدو فهل تري نعود الي أوطاننا ونسلم نسأل الله سبحانه وتعالي أن يرزقنا الجنة وما يقربنا منها من قول و عمل
فهذه الايه اشتملت علي آداب وهى النهي عن رفع الصوت فوق صوت النبي صلي الله عليه وسلم يعني يقول الله عز وجل للمؤمنين لا تجعلوا أصواتكم عاليه فوق علي صوت النبي صوت النبي صلي الله عليه وسلم بل يكون صوته هو العالي عليكم أي مجلس لا يكون هناك صوت اعلي من صوت النبي صلي الله عليه وسلم فيكون صوته هو العالي والظاهر بينكم وهل هذا في حياته فقط لا فإنما ذلك أيضا بعد وفاته فذهب ابن العربي الإمام المالكي رحمه الله ابن العربي هو من أهل السنة (بالألف واللام) غير الصوفي فيسمي بن عربي بالنكرة قال بن العربي حرمه النبي صلي الله عليه وسلم كحرمته ميتا وكلامه المأثور بعد موته في الرفعة مثل كلامه المسموع من لفظه إذا قرأ كلامه وجب علي كل حاضر أن لا يرفع صوته عليه ولا يعرض عنه كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به يعنى لو في مجلس تحبيب بحديث النبي عليه الصلاة والسلام مثلا أخت تعطي درس في كتاب حديث مثلا رياض الصالحين في الأربعين النووية صحيح بخاري فنجد المسجد أشبه بالسوق لا يوقرون هذا آخت مننا وتعطي الدرس لا فالنظرة ليست هكذا النظرة

أن هذه الأخت تعطي ماذا , تقرأ ماذا .. تقرأ حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم تقول قال صلي الله عليه وسلم لما الأخوات تكون جالسه في خطبه جمعه أو في درس احد الدعاة أو الشيوخ أو طلبه العلم يشرح درس مثلا وأيضا يكون هناك نوع من الانشغال بأمور كثيرة الكلام والحكايات هذا سوء أدب مع كلام النبي عليه الصلاة والسلام فهذه الدروس إنما يقرأ فيها كلام الله والله تعالي قال { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُوا } تقرأ فيه أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم والله عز وجل قال { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } فأنا أهيب أن نخرج من هذه الايه بهذا الأدب هذا الأدب وهو أدب عدم رفع الصوت أثناء أي درس علم أثناء سماع أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام أثناء سماع آيات الله عز وجل تتلي فإن هذا من سوء الأدب مع كلام الله وكلام رسوله صلي الله عليه وسلم بل ذاد بعض العلماء أن يكره رفع الصوت في مجالس العلماء تشريف للعلماء حتى لو العالم يتكلم وليس علي جهة تدريس الحديث ولا شيء كأن يكون مثلا حوار مثل ما يحصل الآن من بعض الحوارات التليفزيونية نجد بعض المذيعين يعني حقيقة حاجه مستفزه يتعاملوا مع أهل التدين وأهل العلم بالنوع من الاستخفاف ونوع من سوء الأدب ويشغبوا عليهم ويرفعوا صوتهم عليهم ويقاطعوهم فهذا كله سوء أدب العلماء ورثه الأنبياء والله سبحانه وتعال قال { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ } والله عز وجل لا يستشهد علي وحدانيته وعلي صفاه الي العدول والله سبحانه وتعالي قال إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ‏} } فالعلماء ورثه الأنبياء فالأنبياء لا يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر فينبغي أيضا عن استماع العلماء حتى ولم يكن تلاوة آيات القرآن ولا ذكر أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وإنما يغض الصوت عند العلماء توقيرا وتقديرا لمنزلتهم من الشريعة ولمنزلتهم من النبي صلي الله عليه وسلم اذ هم ورثته أن يجلو لذلك فالله سبحانه وتعالي يقول { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } هذه الايه في سورة المجادلة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا } لماذا نزلت هذه الايه .. دخل بعض المهاجرين في مجلس عند النبي صلي الله عليه وسلم والمجلس ممتلئ فقام لهم بعض الأنصار في حديث إسلام المؤمنين فأثني الله عز وجل علي هذا وعلم المسلمين هذا الأدب يدخل المهاجري مع صحبه ولهم السبق في الإسلام فلابد أن تنشز والنشوز هو الارتفاع فلتقم من مكانك حتى يجلس هو فلابد أن يتعامل مع أهل العلم بهذا وعقب الله عز وجل بقوله { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } فيرفع اهل الدين وأهل العلم الذين هم أهله وقول الله عز وجل لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } لها معنيين في التفسير المعني الأول أي أن تخاطبوا النبي صلي الله عليه وسلم كما يخاطب بعضكم بعضا يعني مثلا يقولون له يا محمد بدون يا نبي لله يا رسول الله لا فهذا فيه أساءه أدب فلا يصح أبدا أن يخاطب الناس النبي صلي الله عليه وسلم بهذه الخطاب وهذا أيضا عندما نتكلم نقول محمد كان يقول هذا سوء أدب مع النبي عليه الصلاة والسلام نقول قال رسول الله قال النبي صلي الله عليه وسلم ..الشيخ أبي إسحاق أفاد أدبا جميلا قال يقع في نفسي شيء هذا كلام الشيخ ممن يقول الناس انظروا ماذا يقول نبيكم وان كان ورد عن بعض الصحابة وان كان يردي أن ينسب الإنسان نفسه إلي النبي عليه الصلاة والسلام يقول يقول نبينا يقول رسولنا صلي الله عليه وسلم فلا يجعل المرء نفسه خارجا عن هذا المعني إذن فالمعني الأول في قوله { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ }أي لا تخاطبوه كما يخاطب بعضكم بعضا فتقول يا محمد أو يا احمد ولكن قولوا يا رسول الله أو يا نبي الله والمعني الثاني لا يكون ندائكم له بالنسبة لرفع الصوت كجهر بعضكم لبعض حتى لو قلت يا رسول الله فلا يجوز أن ترفع صوتك وأنت تقولها بل تغض صوتك عنده فلا تصرخون له كما تصرخون لآحاد الناس بل تقول يا رسول الله صلي الله عليه وسلم بأدب وكلا المعنيين صحيح سؤال كم واحد فينا وكم أخت ممن يسمعون هذا الكلام الآن ترفع صوتها علي النبي عليه الصلاة والسلام يعنى كم أخت الآن سمعت حديثا لرسول الله يأمر بكذا فإذا بها تعرض ولا تعمل ارضاءا لهواها وارضائا لنفسها الاماره بالسوء يعنى أخت تقع مع ملاحاه مع زوجها ويقول لها قال صلي الله عليه وسلم كذا في الحديث الذي ذكرناه في حق الزوج علي زوجته وعظيم قدره وفضله قالت ماشي بس .. فما هذه الكلمة (بس) ماذا تعني ؟؟ قال رسول ليست فيها (بس) أقول صلي الله عليه وسلم سمعا وطاعا { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. [النور:51]. } هذا هو الفلاح في الدنيا والاخره إن يكون في سمعنا واطعنا , كم أخت يقع بينها وبين أخواتها مصا رمه بسبب أسباب تافهة جدا جدا الأخت تنظر لي بطريقه لم تعجبني أخت قالت لي كلام أخت نقلت كلام فارغ أو أيان كان ما يحدث بين الأخوات في المعاملات والعلاقات بينهم ويقع بناءا عليها نوع من الخصام والتدابر "فلا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" تقول بس ماذا بس .. لا يلتقيا فيعرض هذا ويعرض هذا وخيركم الذي يبدأ بالسلام ابدئي بالسلام يغفر لكل احد في هذه الليلة إلا مشرك أو مشاحن لماذا يكون بينك وبين احد شحناء الكلام عن صله الرحم وعلاقتك بأهلك بوالد والدتك أخواتك لماذا تقولي في يوم من الأيام بس هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام ليس فيه بس هذا هو المقصود الأعمق من الايه فرفع الصوت علي النبي عليه الصلاة والسلام , أن يقال كلام عن النبي عليه الصلاة والسلام ونحن نقول كلام أخر ونمشي هذا الكلام فهذا مخالف للنبي عليه الصلاة والسلام والكلام هذا علي مستوي الإفراد وعلي مستوي الامه والجماعات فلا ينبغي أبدا أن يكون هناك كلام للنبي صلي الله عليه وسلم وإذا بنا نضع دستورا أو نضع تشريعا أو نضع قانونا يخالف قول النبي صلي الله عليه وسلم هذا من سوء الأدب مع النبي صلي الله عليه وسلم وهذا من الشؤم الذي قد يفضي بنا الي البوار في الدنيا قبل الاخره أنا ادعوا نفسي وادعوا الأخوات اللاتي يتابعن هذا الدرس أن يراجع كل منا نفسه في علاقته مع رسول الله صلي الله عليه وسلم نحن نري هذا الغضب الهادر لمن تجرأ علي النبي صلي الله عليه وسلم لكن أنصرة نبينا صلي الله عليه وسلم بالحناجر فقط أنى اعمل شير ولايك للبوستات علي نت وخلاص أنى انزل أقف وقفه أو اصرخ أو أو أو ولا النصرة الحقيقية للنبي صلي الله عليه وسلم نصرته في أنفسنا في بيوتنا في مساجدنا في علاقتنا يبعضنا كنسيج مسلم فانا أمل أن نقف وقفه مراجعه صادقه مع أنفسنا في هذا القضية ثم قول الله عز وجل { أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُون } ان تحبط يعنى لأن لا تحبط أعمالكم هذا هو التعليل لماذا نهانا الله عن هذا الأفعال ونتأدب بهذا الآداب ؟ لان لا تحبط أعمالنا أي كرهت أن يكون هذا الجهر سببا لحبوط أعمالكم قال تعالي { وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُون } وهذه هي المصيبة أن المرء قد يوبق وقد يخسر دنياه وقد يخسر أخراه ويخسر مقعده عند الله عز وجل وهو لا يشعر لا يدري انه فعل مصيبة قال صلي الله عليه وسلم "القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" وقال صلي الله عليه وسلم " إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا فيهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب , قال أو يهوي بها سبعين خريفا " وقد يقول القول قولا من باب المزاح السخيف النكت التي تقال علي الأحكام الشرعية وعلي النبي صلي الله عليه وسلم وعلي الصحابة كلام فارغ ونوع من الحمق يوبق المرء به أخراه { (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[التوبة: 65-66] } هؤلاء أقوام اسلموا وخرجوا في الجهاد مع النبي صلي الله عليه وسلم وقالوا كلاما يمازحون بعضهم بعضا به فأخبر الله عز وجل علي إن هذا الكلام أحبط أعمالهم واجب لهم النار نعوذ بالله من حال أهل البوار فمهم جدا أن يحذر المرء ويخاف من ربه وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِير

تنبيه : لم يراجع من قبل المحاضر 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق