>

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

خلق الشكر وخلق القناعة




سنتكلم اليوم عن خلق الشكر

أن تشكر الزوجة لزوجها كل شئ  يفعله ولا تجحد فضله عليها وهذا الخلق لا ينبغي أن تكون عليه الأخت مع كل الناس فإن النبي صلى الله عليه وسلم حينما خطب النساء وتم جحود الزوجة هذا الفضل فان هذا الجحود يعتبر كفرا ولكن هذا الكفر ليس هو الكفر المعروف عند العلماء بالخروج من الملة ولكنه كفر النعمة واخبر إن هذا الجحود سببا في دخول صاحبه النار



 فعن أسماء بنت زيد الأنصاري قالت مر بى النبي صلى الله عليه وسلم يوما وان فى جوار اثراب لي فسلم عليها وقال(إياكن وكفر المنعمين قلت وما كفر المنعمين يا رسول الله قال لعل إحداكن تطول ايمتها  في أبويها ثم يرزقها الله زوجا ويرزقها منه ولدا فتغضب الغضبة فتكفر وتقول ما رأيت منك خير قطا) رواه البخاري في الأدب المفرد وصحح إسناده الألباني

معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يحذر هؤلاء النسوة من هذا الخلق القبيح ويقول أن هذا سبب في دخول النار فمر الني على نسوة وسلم عليهن صلى الله عليه وسلم وقال إياكن وكفر المنعمين فسألوا وما كفر المنعمين قال لعل أحداكن أيمتها في أبويها اى يطول تأخر زواجها ثم يرزقها الله زوجا ويرزقها منه ولدا فتغضب الغضبة فتكفر وتقول ما رأيت منك خير قطا)


إنها نعمة عظيمه أن يرزقها الله زوجا ويرزقها منه ولدا فهذا رزق المنعمين وهى أن يرزق الله البنت زوجا ويرزقها منه ولدا





وهذا يلمح لنا بان تتفكر المرأة في نعم الله عليها فإن الإنسان لا يتولد في قلبه الاستحياء من الله عز وجل حتى يكون فى قلبه أمران كالجناحين يغالب احدهما الأخر


الأمر الأول: شهود نعمة الله على المرء يشهدها بقلبه اى يعلم جيدا أن الله عز وجل له نعمة عظيمه عليه ويشهد هذه النعمة

الأمر الثاني :يكون فى قلبه ضعف عمله وعدم مسارعته فى شكر هذه النعمة وتقصيره فى حق الله عز وجل بسبب ذنوبه وبسبب تقصيره فى طاعة الله عز وجل فيتولد من ذلك الاستحياء من اللهفشهود النعمة مهم فيجب على الأخت أن تشهد نعمة الله عليها وتشهدها بقلبها بمعنى أن تتفكر نعم الله عليها والتفكر يكون بالنقيض لو أن الله عز وجل ما رزقني زوجا وولدا كيف أكون فإذا رأت هذا الموقف تولد فى قلبها شهود نعمة الله عز وجل عليها

****حديث أخر رواه الإمام  البخاري رحمه الله تعالى عن أبى سعيد الخدرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فإني أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ . فَقُلْنَ وَبِمَ ذلك يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ)


هذه صفتان قبيحتان فى المرأة فإذا وجدت هذه الصفتان فى المرأة كانت من أهل النار والنبي صلى الله عليه وسلم قال (أكثر أهل النار من النساء)

فهذه صفات مقارنه للنساء فإن الله عز وجل خلق النساء فلابد للأخت أن تتخلص منها فان النساء فى صفاتهن كثرة اللعن وكفر العشير وجاء كثرة اللعن فى الأول لان النساء فى صفاتهن كثرة اللعن فإنها تلعن كثيرا أولادها تلعن جيرانها أو تسبهم أو تتطاول عليهم لضيق خلقها فإن النساء أضيق خلقا من الرجال بسبب ما يعتليها من أمور جعلها الله فيها جبليه تضيق صدرها فالأخت لابد أن تحسن خلقها بهذا الأمر بات تتجنب كثرة اللعن وكفر العشير.فإن كفر العشير أمر يدخل النار للنساء,وتكفر العشير بمعنى أنها تكفر ما رأت من زوجها من خير وما رأت من غيره من خير فإذا وجدت خيرا شكرته وإن وجدت شرا سترته ودعت الله عز وجل أن يرفع هذا الشر عنها وعن زوجها


*******بما نصح النبي صلى الله عليه وسلم النساء؟؟؟


نصح النبي النساء بالصدقة فقال تصدقن اى تكثر من الصدقة حتى تتخلص من هاتين الصفتين فإن الصدقة تمحص القلوب حتى من اسمها صدق فان الصدق الإيمان فهي تخرج ومعها ضغائن النفس ومعها سوء الخلق فان الأخت عندما تضع الصدقة فى يد الفقير فإنه يتساقط من نفسها الشح والبغض وسوء الخلق وغيره من الصفات القبيحة فإن الصدقة تكفر هذه الذنوب


وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهى لا تستغني عنه)
حديث صححه الالبانى ورواه النسائي.....


..فالأخت لابد أن تراعى هذه الصفة فإنها من حسن الخلق ولا أقول لزوجها فقط بل لكل من أسدل إليها معروفا فان لم تستطيعي أن ترديه فلتشكريه وقولي له جزاك الله خيرا واحمليه وفاءا له فلابد أن يتحول هذا الشكر إلى الوفاء وان فعل الإنسان هذا سيعيش وفيا لكل الناس

فما يكون من رجل أو امرأة إلا أسدل كلا منهما إلى الأخر معروفا وخصوصا زوجها فتظهر له أصل معدنها وتفي له ما أسدل إليها من معروف فإن حقه أعظم من حق أبويها 



وعلى الجانب الأخر تأتى عكس الشكر وهى صفة اللؤم وهى صفة قبيحة ولو الإنسان اتصف بهذه الصفة لجمع حوله من قبح الصفات غيرها كثيرا فالصفة الحسنه فى المرء كالمغناطيس يجذب حوله كل الصفات الحسنه وبالمثل الصفة السيئة تجذب حولها كل الصفات السيئة


فهناك صفات حسنة كبرى كالوفاء وأخرى قبيحة كاللؤم فإذا وجد اللؤم فى امرأة وجد بها صفات قبيحة أخرى فإذا تخلصت المرأة من اللؤم تخلصت من الصفات القبيحة الأخرى التي تعيش متعولة(متطفلة) على هذه الصفة الكبيرة الأخرى (اللؤم)

****اللؤم :
هو إنكار الجميل ورؤيته مصلحة النفس فقط ولا يرى المرء لأحد عليه جميل. فلو أن المرة اتصفت بهذه الصفة لاحتقرت الناس وعلمت أن الناس ما خلقوا  إلا من اجل أن ينفعوها فقط ولمصلحتها فقط
وبالتالي لا تسدل إليهم معروفا لأنها لا ترى لهم عليها معروف ولا جميل بل ترى المرأة  أن كل الناس اللذين يعيشون حولها ما خلقوا إلا لخدمتها فإن خدموها فهذا واجب عليهم وإن قصروا فقد قصروا فى الواجب الذي عليهم فتحقر الناس وتظن أن كل الناس مقصرون فى حقها
والأقبح من ذلك هو جحود ما تراه من الزوج وان الزوج ما خلق إلا لخدمتها فان أدى ما تطلبه فنعم الزوج وان لم يؤد ما تطلبه فبئس الزوج ولا ترى له عليها نعمه حتى إذا غضبت فتقول ما رأيت منك خيرا قط وعلى الزوجة أيضا أن أخطا زوجها أن تغفر له خطأه وذلته وان ترحم ضعفه ولا تنسف جهد الزوج بكلمه فان الزوج كم أعطها من خير فإذا تحول من حال إلى حال سقط من نظرها وأصبح لا يمثل لها إلا كومة مال وبعض الأشياء الأخرى التي تريدها المرأة فإذا تحول الرجل من غنى إلى فقر أو من قوة إلى ضعف آو من عز إلى ذل فان المرأة الفاضلة تستر عليه وتغفر ذنوبه وتذكره دوما بقوله تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم) وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان

وتتذكر أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)

**الأمر الثاني أن الشكر له بركه
لا يشاهد هذه البركة إلا الذي انعم الله عليه بالشكر فان الشكر تنزل معه البركة كما فى قصة إبراهيم خليل الرحمن
ففي الحديث الذي رواه البخاري أن إبراهيم عليه السلام ذهب بابنه إسماعيل وزوجه هاجر إلى مكة فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته(اى يتفقد حال ما تركه هناك)فجاء سيدنا إبراهيم ولم يجد ابنه إسماعيل فسال زوجته عنه فقالت رج يبتغى الرزق لنا ثم سألها عن عيشه وحالتهم فقالت نحن فى ضيق وشده فقال إذا جاء زوجك فأقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه(اى يريد امرأته)كناية عن الطلاق فلما جاء إسماعيل سأل زوجته هل جاءكم من احد اليوم فقالت نعم جاءنا شيخ فسأل عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فقلت له إننا فى ضيق وشده فقال هل أوصك بشئ  فقالت نعم أوصاني أن اقرأ عليك السلام وان تغير عتبة بابك فقال ذاك أبى وقد امرنى أن أفارقك فالحقي بأهلك فطلقها وتزوج من أخرى فلبث عنهم إبراهيم إلى ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فسأل زوجته فقالت حرج يبتغى لنا من هنا يتبين أن إسماعيل كان يخرج لطلب الرزق وكان فى ضيق من العيش
فسألها عن عيشهم فقالت نحن فى خير وسعه واثنت على الله.. فقال ما طعامكم ؟قالت اللحم قال ما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم فى اللحم والماء فقال النبي ولو لم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم لدعي لهم فيه *الحب: هو الوعاء الكبير قال فإذا جاء زوجك فأقرئيه السلام ومريه أن يثبت عتبة داره فلما جاء إسماعيل فقال هل جاءكم من احد فقالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة واثنت عليه فإن الثناء والشكر من الأشياء التي تجلب البركة كما قال عز وجل (ولئن شكرتم لأزيدنكم) هل أوصاك بشئ قالت نعم فهو يقرئك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة دارك قال ذاك أبى وانتى العتبة وقد امرنى بان أنكحك حديث رواه الإمام البخاري ليس أحدا يخلو على اللحم والماء فى مكة ألا اشتكى بطنه هذا الكلام فيه  رواية أخرى

قال انزل رحمك الله فاطعم واشرب قال أنى لا استطيع النزول قال أنى أراك أشعث أفلا اغسل راسك وادهنه قال لا) هذه زيادة فى حديث أخر والمعنى المأخوذ من الكلام أن الله بارك لهم فى اللحم والماء بسبب هذه المرأة الفاضلة التي كنت تشكر زوجها وتشكر عيشها ولا تكفر العشير فجعل الله عز وجل البركة والشاهد اللهم بارك لهم فى اللحم والماء

وفى هذا دليل على أن من يكفر العشير تمحق من حياته البركة... والمثال الذي ضربه لنا النبي فى الحديث أن المرأة طلقت من اجل ذلك فهذا خلق قبيح من قبحه لا تمكث المرأة فى البيت ومكثها فى البيت محق للبركة,. والمرأة التي لا تكفر العشير وتشكر لزوجها هذا الفعل بركة عليها وعلى زوجها وعلى أهل البلد جميعا لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأهل مكة بالخير والبركة ومباركة اللحم والماء ولو كان لهم يومئذ حب لدعا لهم فيه

*لعل حب معناها الحبوب(الثمرة) لان أهل مكة لم يكن عندهم زرع أما الحب بضم الحاء هو الوعاء الكبير 

هذا الحديث يبين لنا أن المرأة تلبس رداء الشكر ولا تتخلى عنه لحظه لان فيه البركة والله عز وجل يبارك لها فى زوجها وطعامها وشرابها وأهلها أما المرأة كثيرة الشكوى من زوجها ومن حالها فهذا أمر يمحق البركة بل أحيانا يؤدى إلى الطلاق


***********الأمر الثامن عشر : التحلي بالقناعة وعدم المطالبة بما فوق الحاجة
هذا من جميل ورقيق الأخلاق وهو أن ترضى الزوجة بما قدر الله لها ولا تعير زوجها بفقره ولا بشئ أصيب به مثل النكد والحسد عدم الحصول على شهادات علميه عاليه

وكثيرا ما تتهدم البيوت بسبب أن المرأة غير قانعة تنظر إلى إخوتها أو أبناء عمومتها أو أبناء خالاتها فتنظر إلى حالهم وتبكى حالها فتعير زوجها بان زوج فلانة يفعل كذا فافعل و تحضه على الذنوب والمعاصي وتحضه على الكبائر مثل الرشوة والسرقة وغير ذلك فالمرأة هي المحور الاساسى  فى تحريك البيت فلو كان الزوج ضعيفا لقادته المرأة السيئة إلى النار بسبب طلباتها وكثرة أزعجها لزوجها. فماذا تفعل المرأة فى رؤيتها لغيرها؟؟ يجب عليها أن تتحلى بالقناعة, والقناعة تتأتى بامتلاء القلب بالثقة بما فى يد الله والاستسلام للمقدور والتوكل على الله فالمرأة يجب أن تملئ قلبها بالثقة فيما عند الله وان الله عز وجل قد قدر لها هذا الأمر فلابد أن ترضى بقضاء الله وتتعايش على ما فى يدها ولا تطلب أكثر منه وتحمد ربها وتشكره على ما آل إليها من نعمه فتحمده وتشكره وتتقرب إلى الله بوسائل الطاعات حتى تبلغ رضا ربها وتستسلم للمقدور فى حيث تعلم أن ربها يقدر ما فيه مصلحة لها وان الله عز وجل خلقها وهو اعلم بها من نفسها ولو كانت على ما تمنت هي لفسدت ولكن الله عز وجل أراد أن يرحم المرأة فرزقها ما يصلح به حالها وتتوكل على ربها وترضى بما قدر لها وبما قدم لها فان الله عز وجل قسم الأرزاق بين العباد بعلمه وحكمته (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) ومن صفات الله عز وجل العدل فلن يظلمها الله بمنعها شئ تريده لحكمة يعرفها الله عز وجل ولو أطلعها الله عليها للهثت فى شكره على هذه النعمة وتحولت رؤيتها إلى هذه النقمة كما ترى إلى نعمة عظيمه من الله عز وجل بها عليها فالله لطيف بعباده خبير بما تئول إليه الأمور(والخبرة هي دقة العلم)



وعدم القناعة أمر يغضب الزوج كما يغضب الله ولو شعر الزوج أن الزوجة تجعله من أضعف الناس وان زوجته تجعله اقل منهم لجعل هذا الأمر بينه وبين زوجته حاجزا كبيرا


وشعر بالازدراء أما لو وجد الزوجة راضية قانعة بما قدر الله فيشعر الزوج بالسعادة والراحة والطمأنينة وحولت الزوجة برضها الضيق إلى سعه والمرض إلى صحة والضعف إلى قوة وثقه فالرجل إذا كان يعيش وحده لم ينظر إلى حاله لأنه فى النهاية يأكل ويشرب ومتطلباته ياتى بها أما إذا تحول الرجل إلى زوج فزوجته لها طلبات وأبنائه لهم طلبات فإذا لم يبث فيهم القناعة على الرضا بما هو مقدور عندنا لتحول البيت إلى ضيق دائما طلبات غير مجابه,أما الزوجة لو تحول هذا الرضا فى البيت إلى الأولاد والى الزوج لتحول هذا الضيق إلى سعه وهذا المرض إلى صحة لأنهم رأوا نعمة الله عليهم 
قال النبي صلى الله عليه وسلم (لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ(المال)  وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ وفى صحيح مسلم عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(قد افلح من اسلم ورزقه الله بما كفاه وقنعه بما آتاه) والغنى ليس غنى المال ولكن غنى النفس والتحلي بالأخلاق الطيبة وامتلاء النفس بحسن الخلق والعبادات القلبية التي تتوجه إلى الله من تحقيق معنى العبودية فى القلب وان المرأة لا تزرع فى قلبها إلا معاني العبودية فتبحث فى كل موقف عما يرضى الله وتحاسب نفسها على كل شئ يرضى الله وتبحث عن المعاني القلبية وأعمال القلوب حيث أنها من انفع الأشياء
.
*قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه 

الفلاح قد لخصه النبي صلى الله عليه وسلم فى ثلاث:(1)الإسلام كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول قد افلح من اسلم (2) اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا أو اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا(3) وقنعه الله بما آتاه اى يقنع بما آتاه الله 

الأخت لابد أن تسد على نفسها أبواب الفتنه فإن القلب شواق فالقلب دائما يشتاق الى الدنيا كذا خلقه الله عز وجل فغن فيه حب الدنيا كما قال فى كتابه العزيز(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ..) والله عز وجل جعل هذه الصفات فى المرأة فلا تنظر المرأة إلى المراكب الفاخرة ولا الأساس الضخم الفخم فإن هذا سينغص عليها حياتها وسيدخلها فى دوامات الأحزان والآلام التي لا تنتهي فهي إن تشوقت ذلك تقول اللهم  لك الحمد على هذه النعمة فتشكر الله عز وجل على ما رزقها ولم يرزق به هؤلاء الناس لعل هؤلاء الناس لو خيروا بين موقفهم وموقفها لاختاروا موقفها أو يرونها أحسن منهم 

هناك قصة وهى أن (احد الناس كان له خمسة أولاد وزوجه وكان يعمل أستاذا فى الجامعة وكان يرى كما يرى غيره أن المال هو الحياة فمن عاش فى هذه الحياة دون مال فكأنه يعيش ميتا فأخذ يجمع ما تصل إليه يمينه وشماله وكان يجبر الطلبة على شراء كتب باهظة الثمن ويعلق نجاحهم على شراء هذه الكتب حتى جمع ثروة كبيره وهذا الرجل بلغ من العمر ما فوق الستين ففي يوم من الأيام أرادت الزوجة والأولاد الذهاب إلى العمرة فذهبوا واعتمروا ثم رجعوا فى العبارة المنكوبة فماتوا جميعا فلم يبق الله عز وجل له احد وبقى وحيدا فى هذه الثروة الهائلة حتى بلغه موت زوجته وأبنائه فجن لأنه نسى الله عز وجل وملئ عقله بالدنيا فجن لأنه قد تفرغ عقله مما ملئ به فالله عز وجل يرزق الناس

 فلابد للمرأة أن تشكر نعمة الله عليها والقناعة تتولد برؤية نعمة الله فالمرأة إن لم تر نعمة الله عليها جحدتها ونظرت إلى غيرها كأن الله عز وجل ظلمها لأنه أعطى غيرها ما لم يعطها فالأخت لابد أن تتفكر فى نعمة الله عليها وتشكر الله عز وجل عليها فالله رزقها من النعم مالا يحصى كما قال عز وجل (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ 
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم فى الصحيحين((انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ)).)

 فارض بنعمة الله إذا نظرت إلى من هو أسفل منك فى الدنيا ولا تنظري إلى ما هو أعلى منك فى الدنيا فهذا يجعل القلب شواق إلى الدنيا فأغلق المنافذ عليه وإذا نظرت إلى من هو أفقر منك لعلمت أن الله من عليك منة عظيمه ولو نظرت إلى ما هو أعلى منك فى الدين لعلمت انك مقصرة فى حق ربك عليك فتسارع فى الخير وهذا يجعل البركة تتنزل عليك فيجب على المرأة ألا تتطلع إلى ما عند الغير ولا تحاكى أقاربها من النساء ولا الجيران ولا المعارف بل هي أعلى منهم بدينها فتوجههم وترشدهم إلى ضرورة شكر الله عز وجل على نعمه وضرورة التأسي بأمهات المؤمنين فقد كانت حياتهن كفافا وربما خلت بيوتهن من الطعام شهورا

 فقالت عائشة إنا كن لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة آهلة فى شهرين وما أقد فى أبيات رسول الله نار ) فقال لها عمر بن الزبير يا خاله فما كان عيشكم قالت الأسودان التمر والماء إلا انه كان للنبي صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح اى لبن فكان يرسلون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيهن(اى زوجاته) فالقلب دائما يتعلق بزهرة الدنيا ويكون هذا هو سبب هلاكه فحب الدنيا هو سبب هلاك كل البشر فلولا أن الدنيا تغلغلت فى قلوبهم لازدروا نعمة الله عز وجل 
ولكنهم لم يرضوا بما قدر الله عز وجل ,ولو كانت المرأة تعيش من اجل رضا ربها والفوز بجنته لما تطلعت إلى زخارف الدنيا وزينتها فلو أن الأخت وجدت فى قلبها حزن على ضياع شئ من الدنيا فلتعلم أن دينها به نقص وان زخارف الدنيا تمكنت من قلبها ورضا ربها بعد عن قلبها وهذا واضح فى حديث رواه ابن خزيمه وصحح إسناده الالبانى عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال( إن النبي خطب خطبة  فأطالها وذكر فيها أمر الدنيا والأخره فذكر إن أول من هلك بنو إسرائيل أن امرأة فقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغة ما تكلف امرأة الغنى فدخول الدنيا فى قلوب النساء يفسد حياة الزوج والأولاد وانشغال المرأة بالحرير والذهب عن طاعة الله يعوقها عن السمو إلى منازل العليا فى الجنة 

*قال أبو هريرة رضي الله عنه فى الحديث الصحيح الذي رواه ابن حبان وصححه الالبانى وَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنَ الأَحْمَرَيْنِ : الذَّهَبِ وَالْمُعَصْفَر) مع انه صلى الله عليه وسلم أباح الذهب والحرير للنساء غير انه كان يمنع أهله الحلية والحرير وكان يقول لهم أن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها فى الدنيا ولعل ذلك كان موقفا لنساء النبي صلى الله عليه وسلم 


القناعة هي سبب للسعادة والغنى هو غنى النفس وإذا ترك المرء نفسه على سجيتها لا يشبعها شئ فالنفس لا تشبع والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاعة وان تفطمه ينفطم 

ولو أن لابن آدم واديا من ذهب لتمنى أن يكون له ا اثنان ولا يملئ عين بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب 

قال بعض الصالحين يا ابن آدم إن سلكت طريق القناعة فاقل شئ يكفيك وإلا فلا شئ يكفيك فان القناعة تضفى على النفس الرضا والطمأنينة
قال صلى الله عليه وسلم (ارض بما قسم الله لك تكن اسعد الناس )
قال تعالى وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)

وقال تعالى (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)
وفى قصة قارون المعروفة فيها من الفوائد والمقارنات لو نظرت فيها المرأة لعلمت إن هذه الأموال لا قيمة لها إلا برضا ربها 
ففي القناعة سعادة فى الدنيا ونجاة فى الآخرة يوم يقوم الناس لرب العالمين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق