>

الأربعاء، 15 فبراير 2012

هل يسع الانسان ان يترك الاستعانة ؟





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٍ، وكل بدعةٍ ضلالةٍ، وكل ضلالةٍ في النار،

أما بعد،،،

تكلمنا في المرة السابقة عن كيف يحقق الانسان العبودية وهو امتثال ما امر الله عز وجل به عن طريق الاستعانة بالله عز وجل فالله تعالى قال " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" فامر بقصر العبادة عليه سبحانه وامر بإفراده بالعبادة وكذا امر بالاستعانة به وقصر الاستعانة عليه وامر بإفراده بالاستعانة

.
وتكلمنا ان الاستعانة لها ركنان اساسيان

 وهما الثقة بالله عز وجل والاعتماد عليه

 .
نتكلم اليوم عن

 هل يسع الانسان ان يترك الاستعانة ؟


السؤال بصيغة اخرى هل يلام الانسان شرعا اذا ترك الاستعانة؟

 وهل ما نعانيه جميعا من قصور في العلم او العمل فيما امرنا الله عز وجل به ندبا او ايجابا او فيما نهانا الله عنه عز وجل كراهة او تحريما

 هل تقصيرنا هذا ملامون عليه ام لا ؟

هل تقصيرنا في الاستعانة بالله عز وجل على القيام بما امر وعلى القيام بعبادته حق العبادة وهل نحن ملامون عليه ام لا ؟

نحاول ان نجيب على هذا السؤال من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ونثبت المنهج الذي قررناه في بداية هذه الدروس قديما وهو ان الهدى والنور والفلاح والرشاد في الوحي قرآن وسنة

 كل ما يحتاج اليه الانسان يجده مفصلا مبينا فمن احسن بيانا من الله عز وجل ومن احسن بيانا عن الله من النبي صلى الله عليه وسلم

.
معنا اليوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث في صحيح مسلم "عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال  ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك و استعن بالله ولا تعجز و إن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا و كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان
)"
هذا الحديث اشتمل على اصول عظيمة وعلى كلمات جامعة نافعة حديث اصل من اصول الدين ويحل لنا اشكالات ضخمة ويسير لنا اصول في دين الله عز وجل

( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف ما معنى القوة في هذا الحديث هل هي قوة البدن شرح الإمام النووي هذا الحديث في شرح صحيح مسلم فقال: المراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد، وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات، وأنشط طلبا لها ومحافظة عليها، ونحو ذلك
.
ما معنى الكلام اريد ان اوضح مسألة لو اتينا ببيضه نيئة ووضعناها في وضع رأسي وضغطنا عليها ماذا يحدث ؟ ستنكسر
 .
اذا اتينا بقطعة حديد نفس حجم البيضة وضغطنا عليه ماذا يحدث لا تنكسر لماذا؟ ما الفرق؟......لأنه صلب

هناك ما يسمى معامل الصلابة "أي قدرة الجسم على احتمال الضغط الرأسي عليه وصموده امام هذا الامر
 .
الان اصطلح معكم على تسمية شيء "معامل الصلابة الإيماني
"
"معامل الصلابة الإيماني"

 :أي مقدار احتمال كل انسان فينا للضغوط عليه... قوة قلبه وقوة ايمانه في احتمال الضغوط عليه

وما الذي يضغط علينا في ايماننا اشياء كثيرة جدا الذي يضغط علينا
 :
اولا التكاليف الشرعية

 وهو الامر والنهي لان هذا على خلاف مراد النفس ,النفس لا تريد ابدا التقييد

ماذا تريد النفس ؟

 ,النفس تريد الكسل وتريد الراحة تريد اللعب ولا تريد ان تكون داخل اطار ولا تريد ان تكون داخل طوق من التكاليف ولذلك في الحديث "الدنيا سجن المؤمن "سجن التكاليف الشرعية التي حجبت بها الجنة فالجنة حجبت بالمكاره وفي رواية حفت الجنة بالمكاره
 .
الى أي مدى ستتحمل الصلابة الايمانية هذه الاوامر والنواهي هناك انسان قوي نفسه قوية ونفسه قوية يتلقى اوامر الله بقوة كما قال عز وجل لموسى عليه السلام " فَخُذْهَا بِقُوَّة ٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا "

وكما قال تعالى "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ"

 يتلقى تكاليف الشرع بقوة فيه احتمال... فيه. صلابة في الايمان... فيه متانة في الدين والحديث في الصحيح لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا ورأى ان عمر رضي الله عنه يجر ثيابه فأوله الدين قال دينك متين دينك ثابت وقوي
.
اذا معامل الصلابة الإيماني هي قدرة الايمان داخل كل منا على احتمال الضغوط واحتمال الامتحانات والاختبارات والابتلاءات
 .
اول شيء يمتحن به الانسان ويمتحن به ايمانه التكاليف الشرعية " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"

حمل الانسان هذه الامانة على انه اذا احسن كوفئ واذا اساء عوقب
 .
ثانيا يمتحن ايمان المرء ومعامل الصلابة له بالابتلاء انسان

يفقد حبيبا له اب اخ ام زوج ابن يقبض الله حبيبه وصفيه .......اختبار ,اختبار قوي
 .
هناك نفوس قوية فيقول الحمد لله انا لله وانا اليه راجعون معامل الايمان عنده قوي معامل الصلابة عنده قوي يقول الله تعالى وهو اعلم به "ماذا فعل عبدي " فيقولون "حمدك واسترجع " فيقول "ابنوا له قصر الحمد" حديث صحيح

هناك آخر ايمانه ضعيف ايمانه هش مع اول بادرة ابتلاء صراخ وعويل ولطم للخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية وتبدا كلمات التسخط مثل لما انا ؟ ولماذا يحدث لي انا بالذات هذا الامر؟

 وهذا كلام في غاية الغرابة وهذا الكلام يوقع صاحبه في الحرج الشرعي بل قد يخرجه عن الاسلام .
ومما يمتحن به ايضا في معامل الصلابة الايماني ان ينقص من عطائه

 ينقص من المال...كم من البيوت تهدمت بسبب عدم تحمل المرأة لشظف العيش كثير من النساء يحملن ازواجهن على مضاعفة العمل ومواصلة الليل بالنهار في العمل وهي لا تعلم انها تفقد منه زهرة شبابه في مقابل المال .فالمال يشترى به... فلو كان مما يشترى فلنشتري به الوقت
 .
فمثلا انا لو اعمل فترتين كل فترة ثمان ساعات في كل فترة اتقاضى الف جنيه انا استطيع ان اشتري سبع ساعات بألف جنيه واكف عن هذا العمل واكتفي بعمل واحد واشتري هذه الساعات انفع بها نفسي وزوجتي وابنائي انفع بها ديني وامتي بحيث ان اكون لي في الدنيا وظيفة ولي قدر عند الله عز وجل ولي منزلة في العمل للامه والعمل للدين لا اكون هملا رقم من الارقام او عدد من اعداد المسلمين لا تشعر الامة بفقدي اذا المسألة تحتاج ان ينتبه الانسان

قال تعالى (
 .
"فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا" أي هذا الكلام خطأ

فنرى علمائنا ومشايخنا الفضلاء الذين هم رواد الدعوة بحق نجدهم عانوا من شظف العيش كثيرا وكان بإمكانهم مع ما لهم من امكانات عقليه ودنيوية ان ينالوا من الدنيا مراكز  لكنهم آثروا ان يشتروا أعمارهم وينفقوها في سبيل الله فهذا الذي يسكن في شقة هو من ائمتهم وافضلهم يسكن في شقة ليس بها الا بابان باب الشقة الخارجي وباب لغرفة النوم وباقي الشقة غرفة وحمام والمطبخ كان شيء بالصالة بستائر من يطيق هذه المعيشة وهو في هذه الحال يتزوج إعفافاً له وللمسلمة  وينجب ابناء ويتعلم ويعلم المسلمين ويعتقل ويؤلف ويصنف ويدعوا الى الله عز وجل وينظر للمنهج فهذه نفس قوية معامل الصلابة الايمانى  عندها صلب قريحة قوية قريحة أي طبع

 فقريحة المرء طبعه وجبلته وخلقته فالقريحة في امور الاخرة أي جبلة الانسان وطبعه يوجه الى السعي في الاخرة واقبال على امر الاخرة هذا ما يظهر  من المعنى
.
اذا الفقر يحتاج الى نفس قوية و الا فالنبي صلى الله عليه كان يعاني شظف العيش  يمر عليه وعلى ازواجه الهلال ثم الهلال ثم الهلال أي شهرين لا يوقد في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم في غرف امهات المؤمنين افضل نساء الدنيا لا يوقد في بيوتهن نار فقال في الحديث" فما كان طعامكم يا اماه" قالت " الاسودان التمر والماء " نقول هذا الكلام للأخوات اللاتي لا يصبرن وهن اخوات متدينات لا يصبرن على قلة العيش فيجأرن بالضجر ويتبرمن من ضيق ذات اليد وقد يتعدى الامر ببعضهن الى طلب الفراق وقد يتطرق الامر الى غير هذا من نشر هذا الكلام وغيره من الشكوى هذا امر في غاية الاهمية

 وهذا امر
.
سنفصل فيه ان شاء الله لكننا نعاني الان من سوء الاحوال المعيشية بوجه عام كل اخت تكون في مرحلة الخطبة أي انها متأهلة لان تخطب وتتزوج ترسم صورة للإنسان الذي تتمناه زوجا الانسانة الغير ملتزمة ترسم صورة انسان على غرار المطربين والممثلين يتسم بالشكل الفلاني والوسامة الفلانية والرومانسية الفلانية وشيء من هذا القبيل والاخت المتدينة ترسم صورة للإنسان التي تريد ان تتزوجه ان يكون على رسم الدعاة كفلان وفلان او العاملين في الدين وغيرهم فهي تريده من اهل التدين ومن اهل الدعوة الى الله عز وجل ثم هي تطالبه بما يقتل وقته وجهده لان ينفقه في سبيل الله عملا او علما او دعوة .....اين الصدق ؟....... عند تعارض الاولويات ماذا نقدم وماذا نؤخر
.
النبي صلى الله عليه وسلم من شدة ضائقته وشدة ذات يده خير امهات المؤمنين وانزل الله هذا الخيار لهن من فوق سبع سماوات "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا"

 قسمة ثنائية ما الامر العالي في القلب.. الهمة ماذا..؟ ما هي القضية التي يمكن للإنسان ان يفاصل عليها" تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ" هذا القسم الاول " تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا" هذا القسم الثاني
 .
هل التي تريد الله ورسوله والدار الاخرة لا تستمتع بالدنيا..؟... تستمتع لكن ليست قضيتها ما تيسر لها فقد يتيسر لها الملايين لكنها لا تتكلف مفقودا ولا ترد موجودا ولا تتبرم.. الموجود لا ترده ولا تزهد فيه ولا تتكلف مفقودا  فبعض النساء انفتح في قلبها عين على الدنيا لا تريد هذه العين ان تغمض دائما تتعلق بما ينقصها ماذا ينقصني لا تجدها الا دائما متطلعة فأنى لها ان تشبع وانى لعين قلبها ان تغمض وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولا يملأ فاه بن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب " اللهم تب علينا انك انت التواب الرحيم
 .
ومن الامور التي يبتلى بها قلب الانسان وتختبر معامل الصلابة الايماني له الغنى

 بعض الناس الغنى يصيبها بالأشر والبطر والاستعلاء وفساد المقاييس والموازين تزن الناس بأموالهم تجد الاخت تنظر للأخت هل الثياب التي تلبسها من النوع الفاخر من النوع المستورد ام انها ثياب متواضعة
 تقيمها من الثياب من الحلي تقيمها من الامور المستعملة كالتليفون وغير هذا هي لا تعتبر الفضليات الا اصحاب الغنى او صاحبات الغنى وتنظر الى من دون ذلك في الغنى على انه دون
 .
اما النفس القوية إيمانيا فترى ان المال عارية مسترده وان فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائها بخمسمئة عام وان الله سبحانه وتعالى عند المنكسرة قلوبهم الذين يموتون وحاجتهم في صدورهم لم يستطيعوا ان يطلبوها من فقرهم

هي تعلم ان المرء يتفاوت قدره عند ربه بما في قلبه " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" فالنفس القوية صاحبة معامل الصلابة الايماني القوي يمنع صاحبة الغنى من البطر والاشر ومن فساد المقاييس والموازين ومن ازدراء الناس وايضا من آفات الغنى الترف الزائد المنسي للآخرة ودائما ما ذكر المترفون في القران بشر وسوء دائما فالمرء يخشى على نفسه

 وليكن نظره للدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "مالي وللدنيا انما مثلي في الدنيا كرجل قال (أي نام في القيلولة )في ظل شجرة ثم تركها وانصرف "

فالإنسان الذي قدر الله عليه ان يكون ثريا مبتلى وممتحن بهذا الغنى هل يكون صاحب معامل ايماني قوي يحتمل ضغوط الغنى ام لا .

وكذلك الامر الحرمان من بعض الامور مثل الحرمان من الجمال وهذا امر هام عند النساء امرأة خلقت ليست جميلة نسمع مثلا ونقرأ ان فلانه قامت بثمان عمليات تجميل لا حول ولا قوة الا بالله وهكذا سلسلة من السعي بما يوحي بعدم الرضا ولا نغفل ان العمليات التي تقوم بأعادة الشيء الى مكانه أو أصله  مثل عين بها حول مثلا فيعيدونها مكانها لا بأس وهذا مما لا يمنع منه شرعا والله اعلم لكن ما منع منه العلماء مسألة تجميل الاسنان لان هذا الذي ورد في الشرع منعه وتصغير الانف وتصغير الشفاه وغير ذلك من العمليات
 .
اريد ان اقول ان المرأة التي حرمت الجمال أو رزقت منه قدرا متواضعا تتعامل مع هذا الامر بنفس قوية

 والناس صنفان اما

 ان يلقاها عاقلات فهم يعلمون ان المرء لا يلام على شيء ليس بيده فان شكل المرء وهيئته ليست في يده فلا يلوم عليها الا احمق... فالعاقل لا يلوم عليها

 والصنف الثاني الحمقى الذين قد يبدوا منهم الفاظ جارحه أو عبارات مهينه تتعلق بهذا الامر

 .
فنسأل الاخت أي هؤلاء يعنيك العقلاء ام الحمقى؟ لو مدحك حمقى الناس كلهم ما استفدت شيئا بل لكان هذا قدحا فيكي ان يعجب بك الحمقى فلا تلتفتي اليهم لكن هذا يحتاج الى نفس قوية
 .
مسألة الزواج مسألة الابناء والتعليم كل انسان فقد شيء في حياته يحتاج ان يقف مع نفسه اذا ما تألمت نفسه... وفرق بين الم طبيعي من جنس ان الانسان وضع يده على شيء ساخن ماذا يحدث مباشرة يرفع يده متألما هذا يسمى الالم الطبيعي فرق بين الالم الطبيعي وانكسار النفس وانهزامها و السخط على اقدار الله هذا فرق بين الاثنين فإنسان مات له عزيز قطعا سيتألم ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا

 .
فالألم الطبيعي لا يتعدى ان يكون ان الانسان يتألم لمس شيء ساخن اما التسخط فهذا عمل قلبي اما انكسار النفس وهزيمتها تسمعون ان فلان دخل في اكتئاب حاد أو فلانه دخلت في اكتئاب حاد لماذا؟!..لأنه يأس من ربه لأنه غاب عنه ان الله عز وجل على كل شيء قدير لأنه انزل حاجته بغير الله .

المؤمن لا يكتأب تعلمون اشد عقاب كانوا يعاقبون به الاسرى ان يحبسونهم حبسا انفراديا ولقد التقيت بواحد ممن حبس انفراديا لمدة سبع سنوات أقسم لي بالله وهو اخ فاضل وانا احسبه على خير انها كانت اجمل سنين حياته وانه استوحش من الخلق لما اختلط بهم مرة اخرى عاش حبس انفرادي سنين عددا سبع سنوات  مع ما كان فيها من التحقيقات والتعذيب وغيرها لكن لما انس بربه استغنى عن الناس لم يصب بالاكتئاب

غير المسلم اذا حبس هذه الفترة اصيب بالجنون
 .
لذا اقول دائما ان الذين وضعوا السجن عقوبة وضعوه عقوبة من وجهة نظرهم ليس من وجهة نظر اهل الايمان والله لو يعلمون ما الذي يشعر به اهل التدين وهم خلف القضبان وان كان هذا من البلاء الذي لا يتمناه المسلمون نسأل الله عز وجل العفو والعافية في الدنيا والاخرة لو يعلمون الايمانيات التي يستشعرها اهل الايمان في السجون ما جعلوهم في سجن ابدا لانهم وضعوهم في سجن من وجهة نظرهم

 كالمجرم الافاك الاثيم فالسجن بالنسبة  له ان يمنع من الفراش المريح والماء الساخن من مشاهدة النساء هذه هي حياته والاكل الفاخر لكن لا يعلم هذا ان اهل التدين يعمدون في كل عام يحبسون انفسهم  ويمتنعون عن هذه الامور طواعية وتكون الذ ايام في العام فانت تصنع له اعتكاف مجاني وتضعه في شدائد وضائقات  تستنفر ما في قلبه من معان الايمان والقرب من الميدان العملي يختلف عن الكلام النظري
 .
اذا من تنكسر نفسه وتنهزم ويعرض لمرض الاكتئاب الحاد وغيره من الامراض النفسية يرجع هذا الى ان معامل الصلابة عنده ضعيف
 .
الانسان الذي لا يحتمل التكاليف الشرعية تجد عنده هوان وضعف في تلقي الامر الشرعي هذا معامل الايمان في قلبه ضعيف

 لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم   ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف

)
احب الى الله فيها اثبات صفة المحبة لله عز وجل

ثانيا اثبات انها تتفاوت بين عباد الله فهي صفة فعل يحب هذا اكثر من هذا

ثالثا يعطينا نحن الميزان والمعيار لمحبة الخلق

 من الذى نحبه؟ نحب من يحبه الله فالله يحب المؤمن القوي ولو كان فقيرا ولو كان دميما

 وتعلمون قصة جليبيب قال من تفقدون قالوا نفقد فلان وفلان قال ولكني افتقد جليبيب الى ان اتوا به فقال النبي صلى الله عليه وسلم قتل سبعة وقتلوه هذا مني وانا منه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه لكنه لم يكن له حظا من الناس وكان كثير من الخلق لا يعلمونه ولا يعلمون فضله فحسبه ان الله يعلمه
 .
هذه مسألة هامه ....من نحب ؟

!
الاحب الينا الاحب الى الله من الاحب الى الله القوي نعيد كلام النووي مرة اخرى " المراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد، وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات، وأنشط طلبا لها ومحافظة عليها، ونحو ذلك
.
لأنه قوي عنده قوة في ايمانه تحمله على السعي في امور الاخرة ومحافظة عليها ونحو ذلك
القريحة من كل شيء اوله وباكورته والقريحة من الانسان طبيعته التي جبل عليها وتجمع على قرائح فالقريحة في امر الاخرة ان يكون الانسان عنده مبادرة في امور الاخرة


يقول النبي صلى الله عليه وسلم " وفي كل خير " هذه معلومة في غاية النفاسة

 فماذا يعني" في كل خير" ؟

أي ان المؤمن القوي فيه خير والمؤمن الضعيف فيه خير

 لذا فلا ينبغي عندما نرى مؤمن عنده ضعف في قلبه عنده معامل الصلابة ضعيف وجدنا مؤمن يقصر في الواجبات يقع في بعض المحرمات يفرط في المستحبات يقع في المكروهات ان ننتقصه او نزدريه فالله عز وجل يحبه لكن اقل من المؤمن القوي يحبه على قدر ما في قلبه من الايمان ميزان عادل لو طبقنا هذا المنهج في حياتنا لا تجد أي تطرف لا في مواقفنا ولا في تعبيراتنا ولا في نقدنا للأشخاص
 .
فهذا المؤمن الضعيف ما زال تحت اسم الايمان ولا زال له عند الله منزلة زادت او قلت فإياك ان تجعله في منزلة الكافر " أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ"

نجد بعض الناس عنده ضيق من بعض الجماعات الاسلامية تراه يقول كلام عجيب فيسلم منه اليهود والنصارى ولا يسلم منه المسلمون ويعامل معهم وكأنهم ليس لهم حسنة وكأنهم ليس لهم عند الله قدم سابقة ما هذا الجفاء وما هذا العقوق لماذا تورط نفسك ورطة يصعب عليك الخروج منها فالعدل والانصاف حسن فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول " وفي كل خير " فما زال المؤمن ضعيف الايمان  فيه خير على قدر ما فيه من ايمان
 .
نحن اذا سلكنا طريق الدعوة فلنعلم اننا ارحم الناس بالناس فالدعوة رحمة بالخلق وطاعة للحق سبحانه وتعالى فلنرحم الناس لا نتعامل معهم باستعلاء ولا استكبار
 .
وفيه ايضا فائدة ان الايمان يزيد وينقص فهذا مؤمن قوي وهذا مؤمن ضعيف فالاثنين ما زال يجمعهم اسم الايمان هذا ايمانه فيه قوة وذاك ايمانه فيه ضعف .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق