>

الخميس، 2 فبراير 2012

كيف نحقق العبادة ؟؟؟





كيف نحقق العبادة ؟؟؟


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد،،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٍ، وكل بدعةٍ ضلالةٍ، وكل ضلالةٍ في النار،


تكلمنا في المرة السابقة عن الصدق وهو موجب لوقوع العبادة ومن يصدق الله تعالى فان الله سبحانه يصدقه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " اصدق الله يصدقك " أي في طلبك للشهادة وقتالك في سبيله يصدقك الله أي يبلغك ما أردت وتكلمنا عن الصدق ومعناه وبعض صوره
.


نتكلم اليوم عن سؤال مهم يتعلق أيضا بموضوع العبادة

كيف يحقق الإنسان العبادة ؟

الله تعالى لما أمرنا بالعبادة وأوضح لنا انها الغاية من خلق الجن والإنس وإنها وظيفة كل مكلف حتى يلقى الله سبحانه وتعالى لم يتركنا هكذا هملا ولم يترك وسائل تحقيق العبادة هكذا

فقال سبحانه في سورة الفاتحة
"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "

إياك نعيد تقديم المفعول على الفعل يفيد الاختصاص إياك نعبد تساوي لا نعبد إلا إياك لا نقول نعبدك إنما لا نعبد إلا إياك لا نعبد إلا الله وهذه مشكلتنا مع كل المخالفين لنا على الساحة من غير أبناء التيار الإسلامي هم يقولون الله اله ونحن نقول لا اله إلا الله هم يقولون النبي محمد مرسل من ربه يؤخذ من أقواله

ونحن نقول النبي محمد رسول الله أغلقت الأبواب كلها وسدت الطرق كلها إلى الله إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم .

الفرق بيننا وبين غيرنا ممن يسمون أنفسهم غير إسلاميين سواء العلمانيين أو الليبراليين أو الشيوعيين أو غيرهم تختلف مسمياتهم انما تنحصر حقيقتهم في أنهم ينبذون الدين نبذ النواة لا يلتفتون إليه
.

مشكلتنا مع هؤلاء هذه الكلمة اليسيرة وهذه الكلمة هي الشهادتان "لا اله الا الله محمد رسول الله"

لذلك لا حرج أن من مات على هذه الكلمات دخل الجنة لأنها مقصود الخلق وما خلق الله الخلق إلا لتحقيق هذه الكلمة

نقول أن إياك نعبد أي لا نعبد إلا الله نعبد الله وحده ولذلك أن كل نبي أتى إلى قومه يقول لهم "يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ" فقط؟ لا...بل يقول "مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ" وفقط؟ لا...بل يقول " وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ"

فالذي لا يختص الله وحده بالعبادة فهو يفعل مثلما فعل مشركو مكة فمشركو مكة لم ينكروا أن الله خلق ورزق ولم ينكروا أن الله اله من الإلهة إنما أنكروا ماذا؟

أنكروا تفرده بالإلوهية قالوا
"أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ " كان الأمر عندهم لماذا تحرمنا من تعدد الآلهة

بعض الناس تتساءل هل ممكن أن يكون أحدا الان يعبد غير الله سبحانه؟ بالطبع نعم.

لانه لا يشترط أن من يعبد غير الله يعبد صنما منحوتا يعبد وثنا مثل اللات والعزى أو يسمى مناه وهبل لا من الممكن أن يعبد هواه قال تعالى
"أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا"

كان هذا استطراد غير مقصود في موضوعنا لكن دعت اليه الحاجة الملحة مما نسمعه الان وهي فائدة من قوله تعالى
" إِيَّاكَ نَعْبُدُ".

" وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" أي لا نستعين إلا بالله أي نستعين بالله وحده على عبادته

ما معنى الاستعانة؟

الاستعانة تجمع أصلين الثقة بالله والاعتماد عليه

فان العبد فد يثق بواحد من الناس ولا يعتمد عليه مع ثقته به لاستغنائه عنه وقد يعتمد عليه مع عدم ثقته به وما الذي يجعل إنسان يعتمد على إنسان مع عدم ثقته به ؟

السبب قد يكون حاجته لهذا الإنسان فيضطر أن يعتمد على هذا الإنسان أو عدم من يقوم مقامه لا يجد إلا هذا الإنسان
.
أذا جماع الاستعانة على أصلين الثقة بالله والاعتماد عليه وهذا هو حقيقة التوكل

ما معنى التوكل ؟

التوكل على الله عز وجل له قاعدة يؤسس عليها ثم يبنى ما يسمى بالتوكل ثم يكون له ثمرة ونتيجة




البناء الذي يؤسس عليه التوكل أو القاعدة التي يؤسس عليها هي قاعدة العلم الكامل والعلم التام بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن

يكون عنده يقين وثقة أن الله عز وجل غالب على أمره يكون عنده ثقة أن ما شاء الله كان وان لم يشأ الناس وما لم يشأ لا يكن وان شاء الناس يكون عنده ثقة بذلك لا تتزعزع هذه هي القاعدة الأولى
.
لو ان هذا الكلام في قلبي يقيني اعلم ان الله على كل شيء قدير فيوجب الي التوكل وهو اعتماد القلب على الله وهذه هي حقيقة التوكل وهو اعتماد القلب على الله في جلب النفع وفي دفع الضر وفي تدبير الامر

ماذا يثمر التوكل ؟

يثمر الرضا عن الله عز وجل والرضا بالله عزوجل

فانا اعلم ان الله على كل شيء قدير وان الله لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض ولا يعزب عنه مثقال ذرة لا في السماوات ولا في الأرض ففوضت أمري إلى ربي واعتمدت عليه والاعتماد هذا عمل القلب فقدر الله وما شاء فعل فكل ما قدره الله عز وجل يكون خير لي أرضا به واطمأن واستمتع ببرد الرضا وأثره في القلب

.
فما تعلق هذا الأمر بأمر العبادة؟

له تعلق مهم جدا يتلازم هذان الأمران لكي يأتي العبد بأمر العبادة كاملة وحتى يمن الله عليه بها لابد ان يتوكل على ربه ويستعين به.
وذكر هذا في غير موضع من القران

مثلا في سورة هود على لسان شعيب
"وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ "

والإنابة معناها الرجوع توبة في حال الاطمئنان لمعاني التوبة
.
قال تعالى ايضا في خواتيم سورة هود
"وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"

هذه أصرح " فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ " الآيات في خواتيم سورة هود آيات مهمة تحتاج إلى وقفات والى تدبر فسورة هود سورة مكية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعاني الم المرحلة المكية

قال تعالى في اواخر السورة
" وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"

كلا " أي كل أنباء الرسل السابقة نقصها عليك لنثبت به فؤادك فالله عز وجل قص القصص لتثبيت المؤمنين وجاءك في هذه السورة الحق وموعظة وذكرى فالقران فيه الحق والموعظة والذكرى لكن بشرط للمؤمنين


ثم البرنامج العملي


"وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ" من كفار أو يهود أو نصارى الله سبحانه يقول قل للذين لا يؤمنون من أي فئة من ملحد أو علماني " اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ" أي اعملوا على منهجكم كل على منهجه "إِنَّا عَامِلُونَ" على منهجنا وهو لا اله الا الله محمد رسول الله
والمعنى الثاني أي اعملوا على مكانتكم أي على غاية تمكنكم وغاية إمكانكم انا عاملون على غاية تمكننا وغاية جهدنا

وكلا التفسيرين حق

فالواجب ان يعمل المسلم على منهجه بأقصى ما يمكنه قال تعالى "
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" وقال تعالى " اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

".
اذا" وَ
قُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ" ثم " وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ" ثقة بالله


إنا منتظرون جاءت بعد إنا عاملون

فلا ينبغي للإنسان ان يترك العمل وينتظر

ينتظر ماذا إنما يعمل غاية تمكنه ثم ينتظر وكأن هناك سؤال يبرز عند الطائفة المؤمنة في فترات الاستضعاف وهو السؤال بكيف كيف نتخلص من نظام مبارك فهذا نظام طاغية فعلا كيف يقع التخلص وكل زمان له فرعونه

وكأن هذا هو جواب السؤال اعملوا على غاية تمكنكم وانتظروا فهذا سؤال في داخل الطائفة المستضعفة كيف يذهب الله بالباطل وكيف يأتي الله عز وجل بالحق

فيجيب الله سبحانه النبي صلى الله عليه وسلم إجابة
" وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"


وهذا هو فقه المرحلة " فَاعْبُدْهُ" إياك نعبد " وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ" إياك نستعين

هذه الآية الأخيرة بها ترغيب وترهيب

الترغيب إن الإنسان في فترات الاستضعاف يبذل ولا يشعر به احد ويبذل في وسط الغربة القاحلة

فالله عزوجل يطمئنه أن الله ليس بغافل عن بذلك وعن جهدك وان غفل عنه الناس وان لم يشكرك الناس فالله شاكرك

لذا ختم الله تعالى ان الاله عز وجل ليس بغافل عن ما يعملون وان لم يشكرك الناس فالله شاكرك الله عز وجل شكور حليم وان لم يعلمك الناس فالله عز وجل يعلمك ويعلم مقامك "
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ" وان دق او قل ما تعمل

يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ( 16

فالله عز وجل لا يغفل عن شيء فهذا هو الترغيب فكل إنسان منا يعمل في زمن الغربة فالله سبحانه كفى به شهيدا

.
والترهيب

في الآية أن كل إنسان لو ادخر مالا أو جهدا أو وقتا فالله عز وجل ليس بغافل عن أي شيء انتقصته من ماله أو جهده أو وقته فكل إنسان يحتاج إلى كل جنيه وكل دقيقة

وكذا من يعمل عملا ليرائي به الناس يبغي محمدة أو غيرها فان الله لا يخفى عليه هذه النية الفاسدة

فقد قال تعالى "
وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "
وكذا قوله تعالى في سورة الممتحنة "
رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"

فجمع بين التوكل والإنابة والتوبة والرجوع إليه
.
وكذا في سورة المزمل "
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا "

والتبتل الانقطاع للعبادة واتخذه وكيلا أي توكل عليه
.
وقال تعالى في سورة الرعد "
قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ

"
كيف نحقق العبادة ؟


أنا بنفسي ضعيف نفسي التي بين جنبي فيها موارد الهلكة أصل خلقتها أنها تأمر بالسوء وتميل إلى الباطلة والكسل والدعة وزين لي من الدنيا ما زين من أمور تشغل القلب والعقل وأمامي أعداء وقطاع طرق هم شياطين الإنس والجن والدنيا بزخارفها وزينتها تتزين لنا فهي الحاضرة أمام عيوننا والآخرة غيب لا نراها



كما قال القائل :- 

إني ابتليت بأربعٍ ما سلطوا .. إلا لشدة شقوتي وعنائي
إبليس والدنيــا ونفسي والهوى .. كيف النجاة وكلهم أعدائي


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لما خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها والى ما اعد الله لأهلها فيها ثم جاء فقال : أي ربي وعزتك لا يسمع بها احد إلا دخلها ثم حفها بالمكارة ثم قال لجبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي ربي وعزتك خشيت أن لا يدخلها احد)

كيف أتخطى هذا الأمر بالاستعانة بالله عز وجل ومعنى الاستعانة الاعتماد بالقلب على الله عز وجل وهذا لا يخلوا عن بذل السبب فمثلا الإنسان الذي يريد أن يخرج له زرع ماذا يفعل ؟


سيأتي بالأرض يحرثها ثم يبذر البذر ثم يسقي الزرع ثم يتعهده وهو في كل هذه المراحل معتمد بقلبه على الله لأنه يعلم ان الله عز وجل هو الذي ينبت الزرع
" أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ"


إذا الإنسان استعانته بالله عز وجل وهو العمل القلبي في أن يوفق وينال بركة التسديد للقيام بما يحبه الله ويرضاه

.
باب الاستعانة والتوكل باب في غاية الأهمية لكن يحتاج من الإنسان أن يتملق ربه أي يدخل على الله عز وجل بصفة المفلس الفقير الضعيف الذي لا غنى له عن ربه طرفة عين لا يدخل بصفة صاحب العلم ولا يدخل بصفة صاحب العبادة لكن بصفة الفقير المفلس الذي يرى إما رحمة الله وإما هلاكه


الذي يرى إما توفيق الله وإما الخذلان لذا ستكون الاستعانة والتوكل استعانة حقيقية
.
لذا قال العلماء اقوي ما تكون الاستعانة وأقوى ما يكون التوكل عند ذهاب الأسباب أو عند ضعفها .


أقسام الناس في الاستعانة

:
الناس في الاستعانة أقسام كما قال بن القيم

اعلي منازلها هم من يتعبدون لله عز وجل وعلموا أنهم لا قدرة لهم على ان يعبدوا الله إلا بالاستعانة به سبحانه

واقلهم منزلة من هم على النقيض تماما لا استعانة ولا عبادة لا يتعبد لله عز وجل ولا يستعين به





وقسم ثالث وهم الذين يتعبدون لله بجوارحهم ولكن يحسنون الظن بأنفسهم ويظنون انهم يصلون إلى الله من غير اعتماد عليه بقلوبهم وهؤلاء إنما أوتوا من جهلهم ومن سوء ظنهم بربهم ومن حسن ظنهم بنفسهم فهؤلاء يثابوا على ما فعلوا من عبادة ولكن نسأل الله أن يلطف بنا جميعا فهم على خطر عظيم وهل يتردى المرء وهل كان إبليس إلا من المتعبدين المجتهدين قبل أن يشقى فالمرء لا غنى له عن ربه طرفة عين

.
والقسم الرابع هم الذين لحظوا بقلوبهم أن الله على كل شيء قدير فاستعانوا به على كل ما أرادوا ولكنهم قصروا في عبادتهم فلم يلتفتوا إلى ما يحبه ويرضه كالذي يسرق ويقول ربنا يوفقني يفعل فعل محرم ويقول أن شاء الله ربنا يعينني هو فعلا داخليا يعلم أن العون من عند الله لكنه يطلب هذا العون فيما لا يحبه الله.


والله سبحانه كريم هناك أية نقف معها في سورة يونس
" هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

"
الشاهد من الآيات"
دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ" هؤلاء مشركون في هذه اللحظة دعوا الله سبحانه وتعالى علموا انه الذي بيده الضر والنفع فدعوا الله مخلصين له الدين ولم يدعوا وثنا ولم يدعوا صنما فنجاهم الله سبحانه وتعالى " فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ"

وقوله سبحانه ايضا في سورة النمل "
أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ" فمن يجيب المضطر أي المكروب الذي اشتد كربه واضطر أن يلجأ لله سبحانه وتعالى فالذي يجيبه هو الله عز وجل فالله كريم وهذه الحقيقة قد يعلمها بعض الناس حتى لو لم يجتهد في العبادة
.
إذا أقسام الناس في العبادة والاستعانة

1-قسم يحقق العبادة ويستعين بالله عليها .

2-قسم لا يحقق العبادة ولا يستعين بالله.

3-قسم يتعبد لله عز وجل ولا يلتفت لأمر الاستعانة به سبحانه.

4- قسم يلتفت إلى الاستعانة ولا يلتفت إلى ما يحب الله ويرضه.




بعض الناس يسأل ما هي أفضل العبادات وهذا سؤال مهم

فبعض الناس يقول أن أفضلها هي أشقها على النفوس وأصعبها وان النفس تحب الكسل والإخلاد إلى الأرض وأفضل شيء أن اشق على هذه النفس فيعمل من الأعمال التي فيها مخالفة لحظ النفس فيجتهد فيها

ومشكلة هذا الصنف أنه يعد غير هذا من العبادات يعد لعبا ومع الوقت يبدأ ينظر لنفسه التي أدبها غاية التأديب وعنفها وكلفها المشاق ينظر إليها أنها هي المستقيمة وانه تقدم على الناس بدرجة ويسقط في فخ العجب وازدراء المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذه مشكلة أو لو سلم من ازدراء المسلمين لا يسلم من فوات بعض العبادات لأنها ليس فيها مشقة فقد يكون هناك عبادات ليس فيها مشقة وهي محبوبة إلى الله عز وجل غاية المحبة مثل ملاعبة الولد والفرس والسمر مع أهل البيت أي الزوجة وغير ذلك كتبعل المرأة لزوجها أمر على سجية النساء وعبادة جميلة إذا نوت التقرب إلى الله عز وجل فلا يشترط في العبادات المشقة وانه هناك عبادات وفق هوى الإنسان وعبادات خلاف هوى الإنسان ............هذا قسم
.

وقسم أخر يقول أن أفضل العبادات هو التقليل من كل شيء والزهد في الدنيا غاية التقليل في الأكل والشرب واللبس وغاية التقليل في كل شيء في الكلام ومخالطة الناس وفي النوم وفي التقليل في كل ما هو من حظوظ النفس فهذا قريب من الأول وله آفاته وأمراضه وان سلم منها فلا يسلم من تفويته على نفسه بعض العبادات
.


الصنف الثالث رأوا أن انفع العبادات ما كان فيه نفع متعد يسعى على رعاية الأرامل والمساكين والأيتام وكل ما فيه نفع متعد للناس لكنه يختزل العبادة في مثل هذا

.
القسم الرابع قالوا إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته فأفضل العبادات في وقت الجهاد هو الجهاد وان أدى ذلك إلى ترك الأولاد وان أدى ذلك إلى ترك الأوراد وان أدى ذلك إلى ترك صلاة الليل وصيام النهار فالجهاد هو عبادة الوقت حتى وان أدى إلى ترك صلاة الليل وهو عبادة شاقة على النفس وان أدى إلى عدم الصوم وان أدى إلى فطر نهار رمضان فأفضل شيء له في هذا الوقت هو الجهاد لذا النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في غزوة في رمضان بلغ من الناس الجهد ما بلغ فحمل الماء وافطر فافطر بعض الناس .

والأفضل في وقت حضور الضيف القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب فلا ينبغي أن تقرئي وردك عند زيارة أخت لك الأحب إلى الله الان إكرام الضيف من قراءة الورد وليس معنى هذا تضييع الورد لكن إرجاؤه ولو سلمنا ان تعطل الجمع من كل وجه فيقدم حق الضيف لأنه لا يمكن استدراكه لكن الورد ممكن استدراكه

.
والأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالقران والذكر والقيام والاستغفار للأسف بعض الناس يأتوا في ليل رمضان وهذا يعلمه جيدا الأخوات التي تعتكف تأتي في وقت السحر وبعد السحور ويحلوا جدا الكلام والسمر والمزاح لا حول ولا قوة إلا بالله فهذا وقت استغفار وقت بكاء وقت تضرع لله رب العالمين فالإنسان يأكل بعض اللقيمات سريعا ويدعوا الله عز وجل في هذا الوقت بعض الناس يحلوا له النوم في هذا الوقت وكأن هذه النصف ساعة هي التي ستشفيه من قلة النوم
.
والأفضل في وقت الأذان ترك كل ما أنت فيه والانشغال بالترديد مع المؤذن
.

والأفضل في أوقات الصلوات الخمس الجد والبذل في إقامتها على أكمل وجه
.
والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج ان تساعد بما تستطيع مساعدته
.
والأفضل في وقت قراءة القران جمع الهم على فهمه وتدبره وتفهمه
.
والأفضل في وقت الوقوف بعرفه الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر ولا تصوم
.
والأفضل في العشر من ذي الحجة الإكثار من التعبد لا سيما التهليل والتكبير
.
والأفضل في العشر الأواخر من رمضان لزوم المسجد والخلوة والاعتكاف
.
والأفضل في مرض أخيك المسلم أو موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه
.

والأفضل وقت نزول النوازل وضيق الناس بها أداء الواجب والصبر
.
اذا فالأفضل في كل وقت وحال هو ما يرضي الله عز وجل في كل وقت وحال هو ما يرضي الله عز وجل في هذا الوقت وهؤلاء يسميهم بن القيم اهل التعبد المطلق


يقول" وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق والأصناف قبلهم هم أهل التعبد المقيد فمتى خرج احدهم عن النوع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه قد نقص وترك عبادته فهو يعبد الله على وجه واحد وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره بل غرضه تتبع مرضات الله عز وجل أين كانت فمدار تعبده عليها هو لا يزال متنقلا في منازل العبودية كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى
.
هذا ما نقوله هل فعلا الدعوة تغير أفكارها ومبادئها فالدعوة التي كانت تقول للأخوات قرن في بيوتكن والأخ أول ما يشترطه عند الزواج أن الأخت لا تعمل وهل العمل حرام أنا لا أتكلم انه حرام أم حلال ولكني أريد لزوجتي ألا تعمل وفجأة أصبحنا ننزل ونذهب إلى الانتخابات والمسجد

وأصبحنا نقف في الانتخابات سبحان الله فالأحب إلى الله في كل وقت ما يرضيه.
فيا ليت كل إنسان يفكر ويكون له نية في ما يعمله ويكون له تدبر وفهم .
هل هذا من تغيير المنهج ام من التفاعل مع المتغيرات

.
بعض الاخوات سألت المرة السابقة سؤال مهم تقول كنت قبل الزواج اقوم الليل واراجع القران لكن بعد الزواج اشعر ان كثير من هذه الامور ذهبت عنى ............ نقول بالطبع هذا ليس مبرر أن كل أخت عندما تتزوج يقل وردها او غير ذلك وينبغي لكل إنسان أن يرتب وقته وفقا لما يرضي الله عز وجل بدون إضاعة للوقت وبدون تعنت والأخت عندما تتزوج تعلم أن مهام البيت حين تقوم بها تؤجر ما الذي يجعل المرأة ينفذ صبرها على أبناءها خاصة إذا كانت أخت مهتمة بالتعلم وطلب العلم والدعوة إلى الله شعورها إن هذا الوقت ليس فيه فضل أو الوقت الذي تجلسه مع أبناءها يشغلها عن الكتاب أو التحضير أو دخول درس أو غير ذلك .
ما الذي يجعل امرأة تتبرم بحقوق زوجها طعام او شراب او ملبس هو شعورها ان هذا يقطعها عن بعض العبادات الفاضلة لو استشعرت ان هذا هو الذي يرضي الله عز وجل
 سيحصل لها أمران :-  

أولا ستؤدي هذا العمل بإتقان

وثانيا ستؤدي هذا العمل بسعادة وتسعد من أمامها


وسيكون عندها رضا نفسي ورضا داخلي عن حالها


أما أن المرء أن يضع لنفسه نوع واحد من العبادة فقط لو لم افعله إذا أنا لا أتعبد فالناس متفاوتون المرأة لها دائما متعلق إما أب أو أم أو أخ أو زوج دائما معها محرم عندما تخرج لابد أن تستأذن...وفي النهاية لا ينبغي أن تتبرم من مثل هذا الحال فالمرأة التي يتناسب معها الذهاب لحلق العلم والقران غير المرأة التي لا يتسن لها هذا لبعد المسافة أو عدم وجود محرم أو غير ذلك غير المرأة التي من الممكن أن يكون عندها أولاد منشغلة بهم ويؤدي خروجها المستمر إلى تضييع الأبناء غير المرأة التي عندها زوج ولا يريدها أن تترك المنزل وهذا حق له أن لا تغادر المنزل إذا طلب منها إلا تغادره فالإجماع انها يجب عليها التزام منزل الزوج

.
فكل امرأة له طبع مختلف أو لها ظروف مختلفة أو لها بيئة ممكن بها أن تحدد ما الذي يرضي الله عز وجل في هذا الوقت لها خاصة دون غيرها

فنحن مثلا في وقت قارص البرودة كما نرى وامرأة عندها طفل رضيع وإذا نزلت به ألان قد يصاب بنزلة برد فإذا منعت من الذهاب للمسجد أو حلق العلم أو غيرها ممكن في قطاع كبير يحدث شيء من التبرم والضيق وغيره
.
وامرأة أخرى عندها متسع من الوقت لم ترتبط بزوج أو أولاد تغتنم هذا الوقت قال تعالى " فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ" ولا تقيسي نفسك عن أخت أخرى متأخرة تقول أنا أفضل من فلانة هي تغيب كل شهر أربع مرات أنا أتغيب مرتين فقط

.
الخلاصة أن أفضل العبادات هي طاعة الوقت الحرص على مرضاة الرب في كل وقت في كل وقت تسأل نفسه سؤال ما الذي يرضي الله عز وجل في هذا الوقت وتفعله فالناس متفاوتون من له أم يبرها ليس مثل من ليس له أم من لها زوج ليس كما من ليس لها زوج تقوم عليه من لها أبناء ليس مثل من ليس لها أبناء كل إنسان له وضعه وله مهامه وله أفضليه يقوم لله عز وجل بها أما أن الإنسان يحاول أن يكون نسخة كربونية من بعض الناس هذا يؤدي إلى الفشل .



المطلوب من كل إنسان أن يحدد له أهداف يضع نية لكل هدف يعلم حكم الله عز وجل في هذه الأشياء وإذا عرف ذلك يستعين بالله عز وجل ويتوكل عليه .






هناك تعليق واحد:

  1. احسنتم بارك الله فيكم وايدكم ونصركم على من عاداكم وجزيتم خيرا

    ردحذف