>

الجمعة، 27 مايو 2011

تابع الباب الخامس باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله الجزء الثانى


بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ,إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ثم أما بعد؛
  تابع باب تفسير التوحيد
  كما قلنا هذا الباب فيه أكبر المسائل ,
  *ومنها آية الإسراء وهى التي فيها رد الله فيها  على المشركين الذين يدعون الصالحين وبيان أن هذا من الشرك الأكبر
,
  *كما أن منها آية براءة  والتي بين فيها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أن أهل الكتاب  اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وبين أنهم لم يؤمروا إلا  بأن يعبدوا إلها واحدا  مع أن التفسير الذى لا إشكال فيه طاعة العلماء والعباد في المعصية لا دعائهم إياهم ,وفيه قول الخليل عليه السلام للكفار في قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} وهنا استثنى من المعبودين ربه سبحانه وتعالى وذكر سبحانه وتعالى أن هذه البراءة وهذه الموالاة هي تفسير شهادة لا إله إلا الله
  فمعنى الكلام أن من تفسير شهادة أن لا إله إلا الله أننا لا نوالى إلا المؤمنين ,لا نوالى المشركين ,لا نوالى الكافرين ,وهل هناك مسلم يجوز له أن يوالى الكفار مثلا ,أو احد المنافقين ,أو أحد الذين يريدون هدم منار  الإسلام   كالليبراليين أو العلمانيين أو من يسمون أنفسهم ديمقراطيين وهم في الحقيقة ليسوا ديمقراطيين  إنما هم  يريدون ديمقراطية خاصة تناسب مع  أفكارهم  فهم يتخيلون أنهم هم  النخبة وبقية الناس لا يفهمون شيئا إلا القليل,
  *أيضا فى هذا الباب آية سورة البقرة في الكفار الذين قال فيهم المولى سبحانه وتعالى((وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)) ذكر أنهم يحبون أندادهم كحب الله فدل على أنهم يحبون الله حبا عظيما ورغم ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام ,فكيف بمن أحب الند أكثر من حب الله ,وكيف بمن لم يحب إلا الند وحده ولم يحب الله سبحانه وتعالى
  كما أن في هذا الباب أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم وماله ودمه وحسابه على الله)
وهذا  مما يبين  بوضوح معنى لا إله إلا الله فلم يجعل مجرد التلفظ بها عاصما للدم والمال ,بل ولا معرفة معناها مع لفظها بل ولا الإقرار بذلك ,بل ولا كونه لا يدعوا إلا الله وحده لا شريك له ,بل لا يحرم ماله ودمه إلا إذا أضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله, بمعنى لا يجوز لأحد أن يقول اشهد أ، لا إله إلا الله وأن المسيح ابن الله لأنه لو قال لا إله إلا الله وأقر معناها وعلم بذلك لا يمكن أبدا أن يعقب أو يتفوه أو يتكلم أو يتلفظ بأن المسيح بن الله أو الملائكة بنات الله أو غير ذلك من الأقوال والأفعال التى فيها كفر واضح بدين الله سبحانه وتعالى  فالأمر فى هذا الباب في غاية الأهمية .
 *وفى قول الله عز وجل ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{28})) كلمة براء بمعنى التخلي أو أتخلى وأتبرأ مما تعبدون فقد كان فى قوم إبراهيم من يعبد الشمس ومن يعبد القمر ومن يعبد الكواكب , وهنا يتبرأ إبراهيم عليه السلام ويقول((إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ)) أي أتبرأ مما تعبدون من شموس وكواكب وأقمارإلا الذى فطرنى ففى الآية  جمع بين النفى والإثبات
  فدل هذا على أن التوحيد لا يتم إلا بالكفر بما سوى الله عز وجل والإيمان بالله وحده ,وكذلك فى نفس الوقت الله عز وجل يقول ((َ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))
  فمن هو الطاغوت:-هو كل ما يعبد من دون الله  ورضي بهذه العبادة وهو كما عرفه بن القيم:-
هو ما تجاوز به العبد حده من متبوع أو معبود أو مطاع
ففيها نفى للعبادة إلا العبادة الحق ونفى للإلوهية إلا الإلوهية الحق هذا باختصار شديد.
 
*وأما الآية الثانية فى تفسير كلمة التوحيد أيضا  قال تعالى :
(اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31)  فهى مستلزمه لتوحيد الله وحده قال تعالى((وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ))
 
فأي إنسان يطيع مخلوقا في معصية الله فقد اتخذه ربا فحقيقة التوحيد هي أن نفرد الله عز وجل بالطاعة
 وأن نفرد النبي صلى الله عليه وسلم بالمتابعة فلا نطيع إلا المولى سبحانه
 ولا نتبع إلا النبي صلى الله عليه وسلم
  والشاهد من هذه الآية :- أنها دلت على أنه لا يطاع إلا الله فمن أطاع أحد في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله
 فقد اتخذه ربا من دون الله
 
ولقد قال شيخ الإسلام بن تيمية :فى قوله تعالى :(اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ )أمران :-
أما الأمر الأول :-أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله ويتبعونهم على التبديل ويعتقدون تحريم ما أحل وتحليل ما حرم إتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر أكبر فإن الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم جعلوا هذا  شركا حتى وإن لم يكونوا يصلون لهم ولا يسجدون
 
الأمر الثاني :-أن يكون اعتقاد هؤلاء وإيمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتا ولكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل كثير من المسلمين في المعاصي التي يعتقدون أنها معاصي فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب والمعاصي)  لقول النبي صلى الله عليه وسلم :(إنما الطاعة فى المعروف ) كمن قال أن الموسيقى حرام ولكنى أسمعها، فهذا خالف الشرع ولكن لا يدخل في الكفر الأكبر
  إذن المقصود أن من اتخذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله فقد ناقض هذا التوحيد ,ومن يوالى أعداء الله في آية إبراهيم فقد ناقض التوحيد ,ومن توسل الوسائل بغير ما شرع الله عز وجل فقد ناقض التوحيد,
 *وفى الآية التى بعدهايقول تعالى : (مِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ) نقول أن اتخاذ الأنداد في المحبة والتعظيم من الفتن الكبيرة التي ربما توقع الإنسان فى الكفر لذلك هناك أنواع محبة :-
 
-*محبة لله:حديث أوثق عرى الإيمان ( الحب لله والبغض لله )
-*محبة مع الله:أن يحب أحدا مع الله مساواة, ندية, مماثلة وهذه تنافى محبة الله وفيها منافاة للتوحيد .
-*محبة جبلية طبيعية:كحب الزوجة للزوج والزوج لزوجته والأب لولده وحب الأكل والشرب واللبس  كل هذه محبة طبيعية.
 
بعد ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ).
 
فأول شرط أن يقول لا إله إلا الله ,
وثاني شرط أن يكفر بما يعبد من دون الله
وتكون  النتيجة حرم ماله ودمه .إذن الوقاية من إهدار الدم والمال تكون في قول لا اله إلا الله والكفر بما يعبد من دون الله .
 
*وبالنسبة للآية الثانية فمعناها عدم البراءة من الشرك وأهله والكلمة الباقية  هى البراءة من الشرك وهى كلمة لا اله إلا الله ,ولا اله إلا الله تبرأ من الشرك,وكما قلت من ضمن معاني البراء العداوة والبغض وهما ركن من أركان التوحيد حتى فى القرآن فى قوله تعالى :((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51))
إذن من يوالى اليهود والنصارى يكن منهم وهذا الفعل من ضمن أسباب حبوط العمل لقول الله عز وجل((تَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }المائدة52 )) وفى أخر الآيات((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ{56})
لذلك نجد ضغط كبير جدا على المسلمين لإلغاء موضوع الولاء والبراء لأن من يتولى الله ورسوله يحب يساعد ,ينصر ,يقوى ,إلى غير ذلك من معاني الولاء فمن يفعل ذلك فإن حزب الله هم الغالبون ,لأن محبة الكافر وموالاته ونصرته لا يمكن أن تكون صفة من صفات المؤمنين .لأن الله سبحانه هو الذي قال ذلك قال تعالى :
( لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِير )
 
إذن الذين يتخذون الأمريكان أولياء يساعدونهم وينصرونهم  والذين يريدون هيمنة الحضارة الغربية على الحضارة الإسلامية ويحبون الكافرين وينصرونهم ويقفون معهم في خندق واحد  هل هؤلاء محبون لنصرة الإسلام والمسلمين ؟طبعا لا ,لأن الذي يحب نصرة الإسلام والمسلمين لا يقف مع أعداء  الله في خندق واحد ويريد أن يستورد مناهجهم  بل وينشرها بكل ما أوتى من قوة ,ليس هذا وفقط بل ويعيب على من لا يفعل هذا ويقول انه متخلف  أو متشدد كالذين يريدون حرية المرأة فمن تقف أمام هذه التعرية وتلبس نقابها أو حجابها ,أو ترفض مصافحة رجل لا يحل لها ونحو ذلك كل ذلك من التشدد والتزمت ويقصدوا بذلك أن يبغضوا ذلك إلى الناس
والله عز وجل بين أن مودة الكافر والإيمان بالله عز وجل لا يجتمعان فى قلب مؤمن أبدا قال تعالى :{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
لا يمكن أبدا أن تجد ذلك.هناك من يحبهم محبة ظاهرة وهذا نقول انه لا يؤمن بالله ولا باليوم الأخر، وهناك من يحبهم محبة باطنه يرضى بهم بالرغم من ضلالهم قال الله عز وجل :َ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }الممتحنة1
باب التبرؤ من المشركين
  قول المولى سبحانه وتعالى((  {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
إذن هناك أسوة حسنة لابد أن نتأسى بها عندما نرى أحدا يكفر بالله عز وجل أو يعبد  شيئا غير الله عز وجل نقول له( إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) كما في قوله تعالى
(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)...الممتحنة
,هم يطلبون منا أننا إذا وجدنا أحد يتبرأ من دينه أن نقول له أنت حر لن نتبرأ منك  ,أنت مواطن وكذلك لو أراد احد أن يكون بهائي لا نقول له إنا بُرَآءُ منكم ,ولو مجموعة مثل عبدة الشيطان نقول هؤلاء شباب حر يفعل ما يشاء  ويحب .لا نقول لهم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا فأين المحبة وأين الإنسانية وأين المواطنة وأين من ضربك على خدك الأيسر فأدر له الأيمن وأين المساواة.

مثل هذه الآيات يريدون أن يلغوها من القرآن,هذه الآيات تقف حجر عثرة أمام هؤلاء وأمام ما يريدون ,فلم يعد هناك عدو كلنا نتفق مع بعض في الحرية والإنسانية والأخلاق وهذه متفق عليها في كل الأديان والمذاهب أن يكون الإنسان صادق لا يخلف الوعد ,لا يكذب , أما الأفكار فكل واحد حر في فكره,الله عز وجل يقول في أمثال هؤلاء :(({وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }المائدة81
الموضوع باختصار انه لابد من موالاة المؤمنين ومجانبة المشركين ومن لم يفعل ذلك وقع فى الفتنة وهى هذا الالتباس الواقع باختلاط الكافرين بالمؤمنين فلا بد أن نميز, وليس معنى ذلك أننا نحكم على الناس ولكن لكي يعرف الحق من الباطل
قال تعالى:(({وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }الأنفال73 والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( أوثق عُرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي )
 
فمطلوب من الإنسان أن يحب ما يحبه الله عزوجل ويبغض وما يبغضه الله عزوجل,لذلك بن عباس يقول (ولن يجد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته حتى يكون كذلك)
فلا بد أن يكون البغض لله ويقول بن عباس : ( وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجزى الناس عن أمرهم شيئا)فابن عباس يقول ذلك على أيامه فكيف بأيامنا نحن؟ فلا بد أن نحترز من ذلك.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال :(إذا أويت إلى فراشك فاقرأ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك)وقال صلى الله عليه وسلم مانعا من السفر إلى بلاد المشركين:(أنا بريء من كل من أقام بين أظهر المشركين)خوفا من أن تقل موالاة المؤمنين وتقل معاداة الكافرين كما يحدث عند كثير من الناس .
 
فكما قلت الولاء والبراء ركن من أركان التوحيد وشرط من شروط العقيدة وهما مظهران من مظاهر إخلاص المحبة لله عز وجل ثم لأنبيائه والمؤمنين والبراءة مظهر من كراهية الباطل وأهله وهذا من أصول الإيمان
ففى الحديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال:(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان،أن يكون الله ورسوله أحب إليه ممن سواهما،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)
فمكن يكره أن يعود للكفر من باب أولى أن يكره من يقع في الكفر.
أقسام الناس فى الولاء والبراء
على ثلاثة أقسام:
  القسم الأول :من يُحب محبة خالصة لا معاداة فيها وهؤلاء هم المؤمنون الخلّص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين فى المقدمة النبي ثم زوجاته ثم أهل بيته الطيبين وصحابته وسلف هذه الأمة وأئمتها,كما قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10 لذلك نقول لا يبغض الصحابة وسلف هذه الأمة من كان فى قلبه إيمان ,لا يبغضهم الا أهل الزيغ والنفاق كالرافضة والخوارج.
 
القسم الثانى:من يُبغض ويعادى بغضاً خالصاً لا محبة ولا موالاة معهما وهم الكفار الخلّص,الكفار والمشركين والمرتدين والملحدين على اختلاف أجناسهم لقول الله عز وجل :( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
وقوله عزوجل : ({تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ }المائدة80 وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{81}
  القسم الثالث:من يحب من وجه ويبغض من وجه إنسان يجتمع فيه أن نحبه ونبغضه في نفس الوقت وهؤلاء هم عصاة المؤمنين,نحبهم لأنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر ونبغضهم لما فيهم من المعصية والمحبة تقتضى أن انصحهم وأنكر عليهم
إذن لا يجوز السكوت على معاصيهم يؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ,لكن لا يبغضون بغضا خالصا ولا يتبرأ منهم بل يعتدل فى شأنهم الخوارج يقولون إن من يفعل المعصية كافر ,والمرجئة يقولون من يفعل المعصية مؤمن كامل الإيمان فلا هذا ولا ذاك.
بالنسبة لولاء المؤمنين بعضهم بعض ,الولاية أصلها المحبة والقرب كما قال شيخ الإسلام بن تيمية أواليه أي أحبه وأقترب منه وأقربه ,والعداوة أصلها البغض والبعد ,أعاديه أي أبغضه وأباعد عنه وأبعده ,فالموالاة فيها حب وطاعة ونصرة ومتابعة وصدق .
ويجب على كل مسلم أن يوالى أهل الإسلام ويعادى أعداء الإسلام قال تعالى : (الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ  )وقال تعالى ِ( إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ)
  *- من معاني الموالاة المودة والرحمة الله يقول تعالى : (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :((المرء مع من أحب))
ولا يجوز الرضا بالكفر لأن الرضا بالكفر كفر قال الله عز وجل  :((إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ )) وقال تعالى )  وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (آل عمران85
  وكما قال شيخ الإسلام بن تيمية : (والله عز وجل بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله ويكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه والإكرام والثواب لأوليائه و الإهانة والعذاب لأعدائه لذلك يقول شيخ الإسلام بن تيمية :((وإذا أجتمع في الرجل الواحد فجور وطاعة سنة وبدعة أستحق من الموالاة بقدر ما فيه من الخير وأستحق المعاداة بقدر ما فيه من الشر.
  هناك دعاوى تنادى بالمحبة للإنسانية ,ليس لها علاقة بالدين ,لا للتمييز,هذا الكلام باطل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله)
ينادون بالمساواة بين من يعبد حجر ونار وبوذا وبقر ومن يعبد الله عز  وجل ونحن نقول لابد من التمييز بين من يعبد الله عز وجل ومن يعبد غيره حتى يتبين الحق من الباطل  ويظهر لمن يبحث عن الحق حتى يصل.
  *-ومن معاني الموالاة معنى النصرة, يقول الله عز وجل َإِنِ (اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الأنفال72 وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( انصر أخاك ظالما أو مظلوما )
والله عز وجل يقول: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ }محمد11
فمن يوالى الكافرين وينصرهم على المؤمنين-أعوذ بالله-مهما قال أنا مؤمن وأسمي محمد  وما شابه ذلك كل هذا لا ينطبق عليه أسم الإيمان أبدا لأن الله قال ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء
مظاهر موالاة المؤمنين
  -الهجرة إلى بلاد المسلمين وهجر بلاد الكافرين قال تعالى : {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }النحل41
والنبي صلى الله عليه وسلم قال :
 (من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله)
  -مناصرة المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال واللسان والتألم لألمهم والسرور لسرورهم ومحبة الخير لهم وعدم غشهم وخديعتهم واحترامهم وتوقيرهم وعدم تنقصهم وعيبهم وأن يكون معهم حال العسر واليسر والشدة والرخاء وأن يحترم حقوقهم فلا يبيع على بيعهم ولا يسوم على سومهم ولا يخطب على خطبتهم  ولا يتعرض لما سبقوا إليه من المباحات وأن يدعوا لهم ويستغفر لهم
  أقسام الموالاة
موالاة مطلقة عامة:وهذه كفر صريح
موالاة خاصة:وهى موالاة الكفار لغرض دنيوي مع سلامة الاعتقاد وعدم إضمار نية الكفر والردة كما حدث مع حاطب أبن أبى بلتعة ,إذن ليس كل موالاة كفر فهناك موالاة تؤدى إلى كفر وهناك موالاة من الكبائر والمحرمات .
صور ومظاهر موالاة الكفار والمشركين
  1-الرضا بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم أو الشك فى كفرهم أو تصحيح أى مذهب من مذاهبهم ,قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
  2-اتخاذ الكافرين أعواناً وأنصارا وأولياء ,أو الدخول فى دينهم فمن يتخذ الكافر عوناً له ونصرة له ووليا له من دون المؤمنين فهذا من صور الموالاة قال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28 وقال تعالى: ( ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51
  3-الإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر أو التحاكم إليهم دون كتاب الله عز وجل قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ }آل عمران23
  4-المحبة والمودة خاصة ومن هذه الصور ما هو كفر ومنها ما هو معصية فقط.

5-الركون إليهم. قال تعالى {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113
يركن إليهم ,يعتمد عليهم,يرضى بهم، قال تعالى {وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً }الإسراء74
6-اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين ,وهذا الذي يحدث للأسف في بلاد المسلمين يستعينون بهم ويثقون بهم ويولونهم المناصب وهذه فيها من أسرار المسلمين فيخططون للإضرار بهم والنيل منهم ويستغلون ثقتهم وقد عن أبي موسى، رضي الله تعالى عنه، أن عمر، رضي الله تعالى عنه، أمره أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد. وكان لأبي موسى كاتب نصراني يرفع إليه ذلك فعجب عمر، رضي الله تعالى عنه، وقال: (إن هذا لحافظ)، وقال: (إن لنا كتابا في المسجد، (وكان جاء من الشام)، فادعه فليقرأ!)، قال أبو موسى: (إنه لا يستطيع أن يدخل المسجد!)، فقال عمر، رضي الله تعالى عنه: (أجنب هو؟!)، قال: (لا، بل نصراني!)، قال: فانتهرني، وضرب فخذي، وقال: أخرجه، وقرأ: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}، قال أبو موسى: (والله ما توليته، إنما كان يكتب)، قال: (أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب لك؟! لا تدنهم إذ أقصاهم الله، ولا تأمنهم إذ خوَّنهم الله، ولا تعزهم بعد إذ أذلهم الله).
عن عائشة رضي الله عنها ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين فلحقه عند الجمرة فقال : إني أردت أن أتبعك و أصيب معك ، قال : تؤمن بالله عز وجل و رسوله ؟ قال : لا ، قال : ارجع ، فلن نستعين بمشرك ، قال : ثم لحقه عند الشجرة ، ففرح بذاك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان له قوة و جلد ، فقال : جئت لأتبعك و أصيب معك ، قال : تؤمن بالله و رسوله ؟ قال : لا ، قال : ارجع ، فلن استعين بمشرك ، قال : ثم لحقه حين ظهر على البيداء ، فقال له مثل ذلك ، قال : تؤمن بالله و رسوله ؟ قال : نعم ، قال : فخرج به .). مسند الإمام أحمد .
فهذه النصوص التي تبين تحريم تولية الكفار أعمال المسلمين التي يتمكنون بواسطتها من الاطلاع على أحوال المسلمين وأسرارهم.
  7-الرضا بأعمالهم أو التشبه بهم والتزييى بزيهم ,فالمفروض نخالفهم ولا نوافقهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن اليهود والنصارى لا يسبلون فخالفوهم )وقال أيضا (من تشبه بقوم فهو منهم).
  8-الإقامة في بلادهم أو السفر إليها بغرض النزهة والمتعة أما السفر إليها لحاجة كالتداوي والتجارة والتعدين والتخصصات المعينة فيجوز وتقدر كل حاجة بقدرها ويرجع إذا انتهت الحاجة.
  ربما يسأل سائل ويقول كيف توفق بين زواج المسلم من الكتابية وبين عدم موالاة الكافرين؟فنقول إن المحبة هنا محبة جبلية طبيعية والمحبة إما دينية أو طبيعية والطبيعية هذه يفطر عليها الإنسان ومنها ما يكون بين الزوجين ولكن لا توجد مودة شرعيه ولا يوجد تلازم بين المحبتين,
هذا والله اعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق