>

الثلاثاء، 3 مايو 2011

كيف تغض بصرك ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ما من داء إلا وله دواء
في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برء بإذن الله وهذا يعم أدواء القلب والروح والبدن وأدويتها
ولابد أن نعلم أن الدعاء من أنفع الأدوية فالدعاء هو عدو البلاء يعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل
فالدعاء هو سلاح المؤمن وقد روى الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا يغني حذر من قدر )
والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيتعالجان إلى يوم القيامة
ومن الآفات التى تمنع ترتب أثر الدعاء عليه
أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء
في البخاري من حديث ابى هريرة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال  : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لى )

فإذا جمع العبد مع الدعاء حضور القلب وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة وهى
الثلث الأخير من الليل ..
 وعند الآذان..
 وبين الآذان والإقامة
وأدبار الصلوات المكتوبات ..
 وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقبل الصلاة ..
وآخر ساعة بعد العصر يوم الجمعة
ثم صادف ذلك خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب سبحانه وتعالى وذلا لمولاه وتضرعا له سبحانه وتعالى ورقه له سبحانه ثم استقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلى العظيم الجليل إلى الكريم الرحيم ثم بدأ بحمد الله  عز وجل والثناء عليه ثم صلى على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم قدم من بين يدي حاجته التوبة والاستغفار وطلب منه سبحانه أن يتوب عليه ويغفر له ثم دخل على الله عز وجل وألح عليه في المسألة وتملقه ودعاه رغبة ورهبة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدم بين يدي دعائه صدقه فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا

إن أي إنسان لابد من أن يدعوا ربه سبحانه وتعالى وفى هذا الزمان من أكثر الأمراض التي أبتلى بها الناس مرض الشهوة وهذا المرض مرض عظيم خصوصا بعد أن كثرت الوسائل المؤدية إلى الشهوة وإلى استثارتها

ولكي يتعلم الإنسان كيف يتوقى هذا المرض
لابد أن يعلم ثلاثة أمور أن هناك موانع من حصول هذا الداء

المانع الأول غض البصر فإن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس وكما قال السلف (من أطلق لحظاته دامت حسراته ) فاللحظات هي رائد الشهوة فمن أطلق نظره أورده موارد الهلاك وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إياكم والجلوس على الطرقات قالوا يا رسول الله مالنا بد إنما هي مجالسنا قال فإن أبيتم إلا الجلوس فأعطوا الطريق حقها قالوا وما حق الطريق قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام )
والنظر أصل عامة الحوادث التى تصيب الإنسان فالنظرة ماذا تولد ؟ النظرة تولد خطره ثم ماذا  الخطرة ؟ تولد فكره.. ثم ماذا تولد الفكره ؟ تولد شهوه ثم ماذا تولد الشهوة ؟  تولد إرادة .. ثم ماذا تولد الإرادة ؟  تقوى فتصير عزيمة قوية جازمة فيقع الفعل ولابد ولا يمنع منه مانع
وفي هذا قيل (الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده)
وكما قال الشاعر
كل الحوادث مبدأها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها... فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها ... في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته ... لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
آفات النظر آفات كثيرة
من أهمها
أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه وهذا من أعظم العذاب أن ترى ما لا صبر لك عنه ولا عن بعضه ولا قدرة لك عليه
كما قال الشاعر
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقد قيل إن " حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات "
وفى غض البصر عدة فوائد
الفائدة الأولى أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره
الفائدة الثانية انه يمنع من وصول اثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه فالسهم المسموم هو النظرة
قد يقول الإنسان لقد رخص لي الشرع فى نظرة واحدة أو نظرة بلا شهوة ثم تنقلب هذه النظرة إلى سهم مسموم يخترق القلب وعندما يخترقه يؤثر فيه أيما تأثير .. يقتله أو يمرضه أو يهلكه وصاحبه لا يدري وإن درى فإنه لا يستطيع أن يبتعد عن هذا المنظور يريد أن يراه كل يوم بل كل ساعة أو دقيقة
فلقد تسرب السم إلى قلبه فهو لا يحتمل إلا هذا السم ولا يحب إلا هذا السم  سبحان الله يحب الذي يهلكه أو يكون سببا في هلاكه

الفائدة الثالثة  أنه يورث القلب أنسا بالله وحبا له فإن من أطلق بصره فرق قلبه وتشتت وأبتعد عن ربه سبحانه وتعالى لذلك من شعر أن بينه وبين ربه وحشة فى قلبه فلينظر إلى عينيه هل يطلق بصره فيما حرم الله عز وجل ؟ هل يطلقه ويتمنى ماحرم الله عز وجل ؟ فمن كان يفعل ذلك فليعلم أنه قد أبتعد عن ربه وقد فرق قلبه عن ربه وتشتت ولم يكن بينه وبين ربه أنسا ولا حبا بل كان وحشة وبعدا

الفائدة الرابعة أنه يقوى القلب ويفرحه فمن غض بصره قوى قلبه وفرح بطاعته لله وامتثال أوامر الله كما أن إطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه لأنه لا يستطيع أن يمتثل لأمر الله عز وجل

الفائدة الخامسة انه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة وإذا استنار القلب تأتى الخيرات تترى( تباعا ) لا عد لها ولا حصر أقبلت وفود الخيرات من كل ناحية ،كما انه إذا أظلم القلب أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان .. بدع .. وضلالات وإتباع للهوى واجتناب للهدى وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة فإن ذلك  إنما يكشفه له النور الذي في القلب
فيا حسرة على عبد فقد ذلك النور! يا حسرة على عبد فقد عينيه فلا يستطيع أن يسير في شارع إلا ويقوده أحد فالذي لا يغض بصره فقد  الكثير من الخيرات، فقد استنارة القلب واشتغل بأسباب الشقاء وبقى صاحبه كالأعمى الذي يسير في الظلمات

الفائدة السادسة
أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل والصادق والكاذب وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول( من عمر ظاهره بإتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات واعتاد أكل الحلال لم تخط له فراسة )وكان ابن شجاع هذا لا تخطي له فراسة.
والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ومن ترك شيئا عوضه الله خيرا منه
فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله كيف يعوضه الله؟؟
بأن يطلق نور بصيرته عوضا عن حبسه بصره لله
ويفتح له باب العلم والإيمان و المعرفة والفراسة الصادقة المصيبة التي إنما تنال ببصيرة القلب
اما الذى يطلق بصره فى محارم الله عز وجل فهذا قال الله عز وجل فيهم {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }الحجر72 فوصفهم بالسكرة التي هي فساد العقل وعمه العقل الذي هو فساد البصيرة

فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب
كما قال القائل
سكران سكر هوى وسكر مدامة ... ومتى إفاقة من به سكران
وقال الآخر
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ... العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ... وإنما يصرع المجنون في الحين
الفائدة السابعة انه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة فجمع الله عز وجل لمن غض بصره عن المحارم بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة
أما ضد هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها وخستها وحقارتها وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته والذل قرين معصيته فقال تعالى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) وقال تعالى {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139

وقال تعالى {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) اى من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله فليطلبها بذكر الله عز وجل والكلم الطيب والعمل الصالح
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا ربه عز وجل فيقول (إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت)
ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه وله من العز بحسب طاعته ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه وله من الذل بحسب معصيته

الفائدة الثامنة أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب فكيف يدخل الشيطان إلى القلب ؟ يدخل إلى القلب مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي سبحان الله يمثل له صورة المنظور إليه يزينها ويجعلها صنما يعكف عليها القلب ثم يعده ويمنيه ويوقد على القلب نار الشهوة ويلقى عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها فمن ذلك اللهيب تلك الأنفاس التي يجرى فيها وهج النار وتلك الزفرات والحرقات فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور
سبحان الله وبهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات والصور المحرمة أن جعل لهم تنور من نار وأودعت أرواحهم فيه إلى يوم حشر أجسادهم كما أراها الله عز وجل لنبيه في الحديث المتفق على صحته

الفائدة التاسعة أن يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها أما إطلاق البصر ينسيه ذلك ويحول بينه وبينها
فينفرط عليه أمره ويقع في إتباع هواه وفى الغفلة عن ذكر ربه قال تعالى (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28

وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه وهى الغفلة ثم اتبع هواه ثم كان أمره فرطا

الفائدة التاسعة: أن بين العين والقلب منفذا وطريقا يوجب اشتغال احدهما عن الآخر وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده فإذا فسد القلب فسد النظر وإذا فسد النظر فسد القلب
وكذلك في جانب الصلاح إذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات

فلا يصلح لسكني معرفة الله ومحبته والإنابة إليه والأنس به والسرور بقربه فيه وإنما يسكن فيه اضداد ذلك
هذه بعض فوائد غض البصر

أما الطريق الثاني المانع من حصول تعلق القلب  بالمنظور إليه
 اشتغال القلب بما يصده عن ذلك ويحول بينه وبين الوقوع فيه وهو إما خوف مقلق أو حب مزعج فمتى خلا القلب من خوف ما فواته أضر عليه من حصول هذا المحبوب أو خوف ما حصوله أضر عليه من فوات هذا المحبوب أو محبته ما هو أنفع له وخير له من هذا المحبوب لم يجد بدا وفواته أضر عليه من فوات هذا المحبوب لم يجد بدا من عشق الصور وشرح هذا ان النفس لا تترك محبوبا الا لمحبوب أعلى منه أو خشية مكروه حصوله أضر عليه من فوات هذا المحبوب وهذا يحتاج صاحبه إلى أمرين إن فقدا أو حدا منهما لم ينتفع بنفسه

الأمر الأول أن كل إنسان منا يحتاج إلى بصيرة صحيحة يفرق بها بين درجات المحبوب والمكروه فيؤثر على نفسه أعلى المحبوبين فيحب ما هو أحب لله عز وجل ويحتمل أدنى المكروهين وهذا العاقل ولا يعد عاقلا من كان بضد ذلك

والأمر الثاني أن يكون عنده قوة عزم وصبر يتمكن بهما من هذا الفعل أو الترك وقد جعل الله سبحانه وتعالى إمامة الدين لأهل الصبر واليقين فقال تعالى  {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24

المانع الثالث الذي يمنع من حصول تعلق القلب حفظ الخطرات وشانها أصعب فإنها مبدأ الخير والشر ومن هذه الخطرات تتولد الإرادات والهمم والعزائم فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه ليس هذا وفقط بل وقهر هواه
أما من غلبته خطراته فهواه ونفسه له اغلب ومن استهان بالخطرات قادته
قهرا إلى الهلكات

سبحان الله لاتزال الخطرات تتردد على قلب كل مؤمن حتى تصير مُنى باطله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب

وأخس الناس همة وأوضعهم نفسا من رضي من الحقائق بالأماني الكاذبة وأستجلب لنفسه هذه الأماني الكاذبة بل وتحلى بها وهى رءوس أموال المفلسين ومتاجر الباطلين وهى أضر شيء على الإنسان تتولد من العجز والكسل وتولد التفريط والحسرة والندامة سبحان الله أي إنسان يتمنى أي شيء في ذلك هو لا يستطيع أن يباشره حقيقة لا يستطيع أن يمسكه أو يلمسه ولكن يحول صورة هذا الذي يتمناه في قلبه
ثم يعانقها ثم يضمها إليه بمثل ذلك يقنع بإرسال صورة وهميه خاليه صوّرها لنفسه فذلك لا يجدي عليه شيئا فمثله كمثل الجائع والظمآن يصور في وهمه صورة الطعام ولا يأكل طعاما وكذلك الشراب

وإنما شرف النفس وذكاؤها وطهارتها وعلوها ينفى عنها كل خطرة لا حقيقة لها ولا يرضى ان يخطرها بذلك

فالإنسان إذا جلس بمفرده وأغلق على نفسه الباب ثم تفكر فخطرت على باله خطرة ما من الممكن أن تكون هذه الخطرة في الفاحشة ومن الممكن أن تكون هذه الخطرة في محبة الدنيا الزائلة وقد تكون هذه الخطرة في أشياء قد لا تخطر على بال الإنسان فمن يفكر في فعل هذه الأشياء  هل يدل على شرف نفسه أم على وضاعتها ؟ هل هذا يدل على ذكاء نفسه ام على خساستها  ؟
هل للإنسان العفيف أن يفكر في الفاحشة ؟
ولو فكر فيها مره أو مرات أخرى فما الذي سيحدث بعد ذلك؟
سيتمنى ثم بعد أن يتمنى قد يضعف يوما ما فيفعل ما حرمه المولى عز وجل ويقع فيه فتكون الندامة وحينها لا ينفع الندم
فننصح كل أخ أو أخت أن يتقي الله في السر والعلن ويغلق على نفسه باب الخطرات وباب التمنيات وأن يغلق عينيه عن النظر المحرم الذي يورث كل خطيئة ومن غض بصره كان قلبه قويا شامخا محبا لله ولرسوله محبا لدينه يعمل على نور وبصيرة من المولى سبحانه وتعالى
أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما جهلنا
ويغفر لنا ويرحمنا ويختم لنا بالخير. اللهم آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق