>

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

"الدين النصيحة "





"الدين النصيحة "


إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

 وبعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد
سنتكلم اليوم عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعده كثير من العلماء من اعمدة هذا الدين وهو الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم وأيضا أخرجه النسائي وأخرجه الترمذي وأبو داوود والإمام احمد في مسنده والإمام البيهقي في شعب الإيمان والبغوي في السنن وخرجه الإمام البخاري كعنوان في صحيحه قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة "فهو الحديث الذي رواه عنه أبو رقية تميم الداري .
عن أبي رقية تميم الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال "الدين النصيحة " في بعض الروايات انه كررها ثلاثة قال "الدين النصيحة ""الدين النصيحة ""الدين النصيحة " قلنا لمن قال " لله وكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "
هذا الحديث قال عنه محمد بن اسلم الدوسي قال عنه هذا الحديث احد أرباع الإسلام قال الإمام النووي مستدركا على هذا و أنا أقول هو الدين كله
 .
هيا نتخيل النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الصحابة ويكرر لهم "الدين النصيحة " ثلاث مرات فانتبه الناس واشرئبوا وتحفزوا.ما هو الدين ..الإسلام والإيمان والإحسان ..فعلى هذا فان الدين كله هو النصيحة ودا القول الأول في معنى الدين النصيحة
من كمل النصيحة كمل الدين
من آتى بمراتب  النصيحة كاملة أتى بمراتب الدين كاملة .
بعض العلماء يخبرون أن "الدين النصيحة " أي أن الأمر فيه مبالغة أي أن ركن الدين هو النصيحة مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم " الحج عرفة " والحج له أركان أخرى لكنه خص عرفة بالذكر لأنه إذا فاته فات الحج وكل ركن غير عرفة يمكن استدراكه .
ما معنى النصيحة التي جعلت الصحابة ينتبهوا إلى هذا الكلام ؟
فالصحابة كانوا عرب أصحاح خلص يعلمون معنى الكلمة في اللغة العربية لذا لما سئلوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يسألوه ما هي النصيحة بل سألوه "لمن " لكننا نحن لأننا بعدنا كثير عن اللغة العربية نحتاج لنقف مع المعنى اللغوي ونرى كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم كان معجزا في كلامه أي أوتي جوامع الكلم ....

العلماء يفسرون "أوتيت جوامع الكلم " قالوا يجمع له المعاني الكثيرة في الكلمات القليلة صلى الله عليه وسلم .
النبي صلى الله عليه وسلم يقول "الدين النصيحة " النصيحة في اللغة ماذا تعني ؟

...مشتقة من قول العرب نصحت العسل إذا صفيته من الشمع فالعسل يكون فيه شمع الخلايا وبه شوائب إذا أردنا أن نحضر عسل عالي الجودة نصفيه فالعرب يقولون نصحت العسل أي صفيته لذا لابد للنصيحة أن يكون فيها الصفاء والنقاء والخلو من الشوائب شوائب الهوى والإرادات القلبية والأغراض النفسية وشوائب الحسد وشوائب الغيرة كل الشوائب لابد وإنها تصفى إذا نصحت العسل أي صفيته .
هي مشتقة أيضا من معنى آخر نصح ينصح نصحا أي خاط يخيط خياطة والمنصحة هي الابرة أي ان الثوب مرقع وممزق اذا خاطه الإنسان يقال له نصحت الثوب أي خيطه
 فالنصيحة لابد أن يكون فيها سد الخلل وستر العيب والمنع مما يؤذي فيقال توبة نصوح ولذلك يقول توبة نصوح فكأن الذنب الذي أذنبه كأنه يمزق دينه فكأن دينه ممزق والتوبة هي المنصحة وهي النصح أي الخياطة توبة نصوح أي انها تصلح هذه الخروق فتمنع هذا الخلل ......

.هكذا يكون المعنى اللغوي مهم لأنه يعطي لنا تصور عن ماهية النصيحة ......... هذا المعنى مستقر عند العرب كل إنسان يستطيع أن يفهم هذا المعنى مجرد أن يستمع لكلمة نصيحة أن فيها معنى التصفية والتنقية وإصلاح الخلل والزلل وستر العيوب هذا معنى النصيحة .
أما الدين فنأتي بمعناه من حديث جبريل ..."هذا جبريل اتاكم ليعلمكم دينكم " ماذا علمهم جبريل الإسلام ..الإيمان .. الإحسان
 .
"الدين النصيحة " مبتدأ وخبر فالصحابة سئلوا لمن أي سنصفي ونخرج الخلل ونسد الزلل لمن فاتت الإجابة تسمى الجواب الحكيم قال "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
  "
الإمام الخطابي يقول النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له

 فأمر النصيحة يتكون من ثلاثة أركان " ناصح " وهو الفاعل و"منصوح له " وهو المفعول به و"النصيحة " التي هي الفعل

 وهذا الفعل هو بذل غاية الخير وحيازة وافر الحظ للمنصوح له

وهذه من حقوق الإخوة وهي النصح ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حق المسلم على المسلم ست ..........عد منها قوله.وإذا أستنصحه ان ينصح له ......" أي اذا طلب النصح من الانسان لابد وان ينصحه لان هذا حق الاخوة

وفي الحديث ايضا الذي صححه الشيخ الالبان قول النبي صلى الله عليه وسلم "اذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له
 "
لذا في رياض الصالحين حين بدأ هذا الباب بدأه بآية قول الله عز وجل "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" أي إن الذي يوجب هذا النصح هو الأخوة وليس الأخوة العادية او أخوة النسب لكن اخوة الدين

 لذلك الامام الخطابي يقول هي كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له وليس في كلام العرب كلمة مفرده يستوفى بها هذا المعنى عن معنى هذه الكلمة

 كما قالوا انه ليس في كلام العرب كلمة اجمع لخيري الدنيا والآخرة من كلمة الفلاح "حي على الفلاح " اذا أردنا ان نزيل كلمة الفلاح ونضع شيء آخر معبر لابد ان نأتي بجمل طويلة وتراكيب مختلفة ولكن أجمل هذا القول في قول الفلاح
 والفلاح يعني خير الدنيا والآخرة .وكذلك النصيحة لو اردنا ان نشرحها نأخذ وقت لكنها كلمة موجزة ومعبرة
 .
معنى هذا الحديث ان عماد الدين وقوامه هي النصيحة

ومعنى انها من حقوق الاخوة

 أي ان الانسان الذي يتقي الله في نفسه ويريد ان يبلغ المنازل العالية وإقامة الدين

 فلو نظرنا لقوله صلى الله عليه وسلم ""إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له " فلو جاءت أخت لأختها لتنصحها أي أن الأخت استنصحت أخت لها فنصحتها وفي النهاية لم تعمل بهذه النصيحة فالأخت التي تنصح تتضايق وتقول لن انصحها مرة أخرى .......وهذا خطأ فمن يتأمل في المعاني التي ذكرناها حياته ستتغير .
وكذا إذا جاء أخت تستنصح أخت لها ترى أنها أفضل منها سواء في العلم أو في الدين فتأتي الأخت وتحكي مثلا مشكلة بينها وبين زوجها وبالطبع الأخت وهي تحكي نصف الكلام بكاء وتحسر فالطبع هي متضررة لذا فهي تشكوا والأخت التي تستنصح تتفاعل مع الموضوع وبالطبع الظروف والطباع التي في حيات هذه الأخت تختلف عن الأخت الأخرى فمن تفاعلها مع الأخت تخبرها انه لا لا لا لابد من الطلاق .

.....هل هذا غاية النصح ....هل الطلاق يصلح لأي احد فالطلاق هذا كالدواء هل أي دواء يصلح لأي مريض فلننتبه لهذا الامر

 ان النصيحة بذل وافر الحظ للمنصوح له وهذا يذكرني بقصة كان يقصها علينا الشيخ الحويني ان رجل جاء للشيخ وقال يا شيخ انا زوجتي أهانتني اهانات بالغة انزه اسماعكم عن أني اذكر لكم هذه الاهانات وبعد كل الاهانات قالت له اذا كنت راجل طلقني فالشيخ يخاطب الاخوة وقال لهم ماذا انتم فاعلون فمجرد سماع ما حدث فمجرد بسماع ما حدث كفيل انه يرفع ضغط أي إنسان والإخوة الجلوس اغلبهم شباب فسأل الشيخ هل ستنصحونه بالطلاق فكثير اخبروا ان نعم فالشيخ قال لا ليس كل إنسان عنده مشكلة تنصحه بالطلاق فأنت اذا كنت مكانه هل ستطلق بل انت تنظر الى حاله قد يكون ضرره بعد الطلاق أضعاف المهانة التي يعيشها والناس تختلف منهم من يتحمل ومنهم من لا يتحمل

 وهذا الأمر ينطبق أيضا على الزواج فلنفترض أن لي بنت أو أخت أريد أن أزوجها فانا كولي شرعي ينبغي ان أراعي صفاتها فقد تكون مثلا رقيقة جدا او مرهفة الحس جدا وجاءني اخ متدين وخلقه عالي جدا لكنه عصبي او لا يلقي بالا لمسألة المشاعر والأحاسيس فانا اذا زوجتها بهذا انا اكون ظالما لها لأني لا انصح لها في هذا الأمر نعم هو يعجبني انا كأخ ولكن هل ينفع لها كزوج ........

انا اتمنى ان يكون وصل اليكم معنى كلمة ينصح له .......

.فلو ان اخت تشتري شقة والشقة اعجبتها لكنها ما زالت تتشاور في هل تشتريها او لا وجائتها اخت وسألتها ما رأيك في هذه الشقة فانا اريد ان اشتريها فهذا الاختبار لابد من ان انصح لها وتخبريها انك تجدي فيها كذا وكذا لكن أصحاب النفوس المريضة تخفي

..والإنسان
 لن يسبق قدره ولن ينال إلا ما قدره الله له والمكر السيئ يحيق بأهله

أقسام النصيحة

"قلنا لمن "...." قال " لله " .....ما معنى انصح لله ؟ أي ابذل غاية الخير لله .....هل الله عز وجل يريد مني شيء قال عز وجل في الحديث القدسي " يَا عِبَادِي لوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا على أَفْجَرِ قَلبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلكَ مِنْ مُلكِي شَيْئًا"

فالله لا يحتاج الينا انما الطاعة من اهتدى فانما يهتدي لنفسه لكن

ما معنى ان انصح لله .
ا
نصح لله أي أؤمن به واصدق بوجوده سبحانه وتعالى وأوحده بأنواع التوحيد المختلفة فأوحده في ذاته لا سمي له ولا ند ولا شريك في ذلك ولا في اسماءه ولا في صفاته واوحده في ألوهيته ولا اصرف العبادة لغيره ولا ابتغي وجه سواه
واحب احبابه وأوليائه وأكرمهم وأناصرهم وأتولاهم
 وابغض اعدائه ومن يبغضهم سبحانه وتعالى
 واتفقد مواضع رضاه واتجنب مواضع سخطه سبحانه وتعالى
هذا كله في معنى النصح لله
 وعلى رأس النصح لله الجهاد في سبيل الله
اجاهد من كفر به وصد عن سبيله وصرف الناس عن طريق الله عز وجل ابذل في ذلك مالا وجهدا ونفسا ووقتا
 .
ومن النصح لله عز وجل
حمده وشكره بالاعتراف بالنعمة بالقلب واللسان وتصريفها في مرضاته
 ومن النصيحة لله الإخلاص إخلاص النية في كل الامور ...

هذا معنى كلمة انصح لله مع تأكيد ان الله عز وجل غني عن نصح الناصح لكن هذا النصح يكون في مصلحة العبد نفسه واضيفت لله لأنها افعال تتعلق بحق الله عز وجل

وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى

 لكتاب الله عز وجل وهو القرآن فالإيمان انه كلام الله سبحانه وانه تنزيله سبحانه لا يشبهه شيء من كلام الخلق ولا يقدر على أن يأتي بمثله احد من الخلق فعقيدتنا في كتاب الله عز وجل انه كلام الله غير مخلوق منه بدأ واليه يعود سبحانه وتعالى

.....ومن النصح لكتاب الله عز وجل تعلم التجويد وتلاوته حق التلاوة فمن يقرأ القرآن خطأ هذا لا ينصح نصحا كاملا لكتاب الله عز وجل ويعظم القران فلا يمسه الا طاهر

هذا من النصح لكتابه سبحانه وتعظم تلاوته بأحكام التلاوة ويصحب تلاوته بالخشوع

واستحضار القلب ومن النصيحة لكتاب الله ان نذب عنه تأويل المحرفين وان نصرف عنه تعرض الطاعنين
ومن النصيحة لكتاب الله ان نقف مع أحكامه وان نتفهم علومه وأمثاله وان نعتبر بمواعظه وان نتفكر في عجائبه ونعمل بمحكمه ونسلم بمتشابهه  وننشر علوم و ندعوا الى كل هذه الخصال السابقة وننزه المصاحف عن الاطفال

........"ولرسوله "

 فالنصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم فأولا تصديقه على الرسالة التي جاء بها
والإيمان في جميع ما جاء به
وطاعته في أمره ونهيه
ونصرته حيا وميتا
فمن ادرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم وجب عليه ان يبذل النفس والمال دون النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى آية قد تغير حياة الإنسان قال تعالى "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ"

سؤال لكل الأخوات ألان هل النبي أولى بنا من أنفسنا صلى
 الله عليه وسلم هذه الآية مبكية لو الانسان استرسل معها يبكي على التفريط في حق النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي اولى بك من نفسك فاذا تعارضت الاهتمامات والأولويات ماذا تقدم وماذا تأخر إظهار السنة ونشرها والعمل بها والعمل بالدين في الكبير والصغير والامور المعلنة والامور المستترة على مستوى الفرد والأمة كل هذه المعاني فالنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
هذا الكلام الذي ذكرته من وجوب الاتباع وتقديم محبته وطاعته على كل شيء حتى على نفسك هو تفسير ابن القيم وابن تيمية على الآية الكريمة ويشهد عليه حديث انس رضي الله عنه وحديث عمر "انت احب الي من كل شيء الا من نفسي قال ومن نفسك يا عمر قال ومن نفسي يا رسول الله قال الآن يا عمر
 "
المعنى الثاني أي ان النبي اولى بالمؤمنين فيحمل عنهم الدين ان مات احدهم صلى الله عليه وسلم .
فالتعرض الآن لهؤلاء المنافقين وبزل الوقت والجهد في هذا الامر هذا من النصح للنبي صلى الله عليه وسلم
وكذلك معرفة احاديثه وتصحيح الصحيح منها ونشره بين الناس والوقوف على الضعيف منها والتحذير للناس منها
 فهذا من النصح للنبي صلى الله عليه وسلم بانك تخبر الناس الا يتحدث احد بشيء مغلوط عن النبي صلى الله عليه وسلم
وتعليم الناس سننه
واعظام السنة واجلالها
والتأدب عند قراءتها والامساك عن الكلام فيها بغير علم
واجلال اهل الحديث واهل السنة
وكذا التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم والتخلق بأخلاقه ومشاقة من ابتدع في سنته او طعن فيها او حاد عنها
 .
رابعا النصيحة لأئمة المسلمين

وأئمة المسلمين أي حكامهم الذين يحكمونهم بكتاب الله

والحاكم الشرعي هذا له حقوق كثيرة ولكن نحن ألان في سباق رئيس الجمهورية لا نختار الإمام إنما رئيس الجمهورية هذا منصب تنفيذي والا فالإمام لا يعين بهذه الطريقة
في أنظمة الدولة الحديثة رئيس الدولة ليس هو الإمام لانه لا يستقل منفردا عن باقي مؤسسات الدولة لكن بهذا النظام الديمقراطي مع تحفظنا على كلمة ديمقراطية لان هذه الكلمة في فلسفتها الكفر البواح
فأنظمة الدول الحديثة سلطات ثلاثة
 سلطة تشريعية
وسلطة تنفيذية
 وسلطة قضائية

 فرئيس الجمهورية واحد من السلطة التنفيذية او على رأس السلطة التنفيذية فتشريع القوانين التي يحكم بها المتمثلة في وضع الدستور المعني به هم نواب البرلمان فاذا قدرنا ان نجعل الدستور إسلامي ينص على ان الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع واستطعنا داخل البرلمان ان نسن قوانين شرعية نكون نسير في الطريق الذي نريده وهو محاولة تطبيق الشريعة اما عرقلة البرلمان او لجنة وضع الدستور كما يحدث الان من بعض من ينتسب الى الدين واو من ينتسب الى الأحزاب الإسلامية كحزب الحرية والعدالة او جماعة الإخوان يوقفون لجنة الدستور لأنهم يريدون ان يضعوا كلمة مبادئ بدلا من كلمة الشريعة وداخل البرلمان يحاولون الا يصدقون على كثير من القوانين الشرعية ....

.الشاهد من الكلام ان أئمة  المسلمين هذا منصب كبير جدا وهذا منصب شرعي ويلزم ممن يتولاه ان يحكم بكتاب الله عز وجل
 .
كيف تكون النصيحة لأئمة المسلمين ؟
ألسلاطين او الامراء

أولا يعاونه على الحق وطاعتهم في هذا الحق
ويجب تنبيههم بأدب وينصح برفق كما يجب عليك ان تنصح والدك ووالدتك برفق وكما يجب على المرأة المسلمة ان تنصح زوجها برفق وليس كل نصيحة يجب فيها الزجر وليس كل نصيحة يشرع بها الزجر
 ويترك الخروج عليهم فالحاكم المسلم الذي يحكم بكتاب الله وان بدر منه ظلم ينصح  اما الخروج بالسيف هو على من بدا منه كفر بواح

 ففي السعودية مثلا التولي للحاكم يكون عن طريق اهل الحل والعقد فيتولوا بالطريقة الشرعية فمن الممكن ان يظلموا ولذا حين يسأل الشيخ بن باز او الشيخ بن عثيمين  عن الخروج فيمنعه فبعض الناس يطبقون هذا على مبارك او القذافي وهذا امر مغالط تماما لان هؤلاء اولا تولوا الحكم ليس بالنظام الاسلامي انما بالنظام الديمقراطي ولا يناصحون أهل الإسلام بل يحاربون اهله فلا يمكن ان تقاس تلك الفتاوى على حكامنا

.نوضح هذا الأمر لئلا ينزعج الناس من فتاوى بعض العلماء في هذا الأمر فالكلام للنووي و الخطابي وغيرهم انه لا يجوز الخروج على الحاكم فإذا أراد الناس أن يخرجوا نخبرهم أن اتقوا الله ولا تشقوا العصا .
وايضا من النصيحة لأئمة المسلمين الصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقة عندهم  ومن النصيحة لهم الا يغروا بالثناء الكاذب عليهم وهذا من الغش وكان العز بن عبد السلام الذي باع المماليك وكان يجعل السلطان يقبل يديه ويقول له لعلك تنتفع يوما بهذا ومن النصح لهم الدعاء لهم بالصلاح ..............هذا بالنسبة للأمراء
 .
اما بالنسبة للعلماء هناك كلام جميل لابن عثيمين في شرح رياض الصالحين حيث كان ظهور فريق المداخلة الذين ينتقضون العلماء ويسيء اليهم

 فقال الشيخ ان النصح للعلماء يكون بنشر علمهم والنصح لهم وعدم تتبع عوراتهم وزلاتهم وما يخطئون فيه لأنه غير معصومين فقد يزلون وقد يخطئون وكل بن آدم وخير الخطائين التوابون ولا سيما في من يطلب العلم فانه ينبغي ان يكون من ابلغ الناس في تحمل الاخطاء التي يخطأ فيها الشيخ

 وهناك كلمة جميلة لسعيد بن المسيب يقول " ما من انسان الا وله اخطاء ولكن هناك من لا ينبغي ذكر زلاتهم

 " فلا يصح ان يخرج احد في الاعلام ويسب في مشايخ الدعوة ومشايخ السلفيين وهذا لصالح من فانت بهذا تهدم التيار الإسلامي لا سيما إذا كان هذا الكلام ليس حقا
 .
الشيخ بن عثيمين يقول " ان الذين يلتقطون زلات العلماء ليشيعوها ليسوا مسيئين للعلماء شخصيا وحسب بل مسيئين للعلماء والى علمهم الذي يحملونه ومسيئين الى الشريعة التي تتلقى من جهتهم لان العلماء اذا لم يثق الناس فيه واذا اطلعوا على عوراتهم وقد لا تكون عورات الا على حسب هذا المغرض فانهم تقل ثقتهم بالعلماء وبما عندهم من العلم فيكون في هذا جناية على الشرع الذي يحملونه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولذا من النصيحة لأهل العلم ان يدافع عن اعراضهم والا تنشر زلاتهم على الناس
 وايضا من النصح لعلماء المسلمين ان ينزلوا المنزلة اللائقة بهم في التصدي لامور العامة قال تعالى "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا"

 وقال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
واولى الامر عم السلطان الذي يأمر بالشرع ويقيمه في الناس والعالم الذي يدل الناس على الشرع ويدل الناس على رضا الله عز وجل ومحابه ومساخطه لابد من النصيحة لأئمة المسلمين وإنزالهم المنزلة اللائقة بهم

وأيضا من النصيحة لعلماء المسلمين تنبيههم على الأخطاء والزلات وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالصورة اللائقة مع الأدب وعدم مجاوزة الحد والستر
 .
وخامسا " وعامتهم "

 وهم من عدا العلماء والأمراء وان تدعوهم بما يصلحهم في أمر آخرتهم وأمر دنياهم وكف الأذى عنهم ويعلموا ما يجهلون ويعانوا على ذلك بالقول والفعل وينبغي أن نستر عوراتهم ونسد خلاتهم وندفع الضرر عنهم وان نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر بإخلاص ورفق وان نشفق عليهم وان نوقر الكبير ونرحم الصغير وان نتخولهم بالموعظة الحسنة وان نترك غشهم وخداعهم وان نحب لهم ما نحب لأنفسنا من خير ونكره لهم ما نكره لأنفسنا من الشر وان نذب عن أموالهم وإعراضهم وغير ذلك من أحوالهم وننشط إيمانهم إلى الطاعات

 قد كان من السلف من تبلغ به النصيحة إلى الإضرار بدنياه
 .
فهذا شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم " ""الدين النصيحة " قلنا لمن قال " لكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
 "
فمن التواصي بالحق التناصح إفشاء هذا الخلق خلق التناصح .أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق