>

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

الوليمة في العرس



إن الحمد لله تعالي نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهديه الله تعالي فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ثم أما بعد:

اليوم إن شاء الله سنأخذ موضوع جديد بعنوان
الوليمة في العرس

الفقهاء يضعون دائما هذا الباب بعد باب الزواج وقبل باب الخلع والطلاق أرادو به أن تكون الوليمة بعد الزواج وهذا ما يحدث.

-         المسألة الأولى: ما هو موعد الوليمة؟
الفقهاء يقولون أن الوليمة أتت في السنة علامة علي البناء
-         وهل هي علامة على البناء بعد البناء أم قبل البناء؟
-         ما يحدث الآن أن الوليمة تكون قبل البناء وهذا لم يُخالف الشرع في شيء ولم يُخالف السنة فإنها شُرعت الوليمة من أجل إشهار النكاح وإشهار الدخول فالوليمة تكون في الدخول وليس قبل الدخول فيوم الدخول لا يفرق بين اليوم الذي بعده واليوم الذي بعده ولكنها عادات وكانت هذه عادة العرب أن تجعل الوليمة بعد الدخول ويجعلونها أيضا ثلاثة أيام اليوم الذي بعد الدخول واليوم الذي بعده واليوم الذي بعده ولعل ذلك كان يناسب البيئة التي كانوا يعيشون فيها من كثرة أعداد القبائل في العرب ويجاملون بعضهم البعض ويأتون من أماكن بعيدة فيجعلونها ثلاثة أيام لعلها تناسب هذه الظروف التي كان يعيشها العرب
*أما نحن الآن فالمواصلات سريعة سهلة والتليفونات كثيرة لعلها تفي بالغرض وغير ذلك من الأمور السريعة والاتصال السريع فهذا لا بأس به إن شاء الله تعالى .

الوليمة هي:
اجتماع الناس لطعام العرس خاصة هذه الوليمة
غير العقيقة : هي اجتماع الناس لأكل المولود الخاصة بالولود
وغير تحفة الضيف وغير المأدبة للدعوة وغير قرا الضيف
فالمقصود أن كلمة الوليمة تعني طعام العرس خاص بالعرس

**حكم الوليمة: أنها سنة ليست واجبة
وليمة العرس سنة مؤكدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها كما في حديث أنس وأمر بها عبد الرحمن بن عوف حين قال له تزوجت قال نعم
قال له: أولم ولو بشاة
وجمهور أهل العلم على أن الوليمة ليست واجبة الوليمة مستحبة وعلى ذلك جماهير أهل العلم أن فعلها مستحب والإجابة إليها واجبة
**الحكم الأول: أن الوليمة مستحبة
**الحكم الثاني: الإجابة إليها واجبة
أي إذا دعي شخص شخص أخر يجب عليه أن يذهب بشرط ألا يكون له عذر ولا هناك منكر
إذا الإجابة إلى الوليمة واجبة بشرطين:
الأول: ألا يوجد عذر  أحيانا بعض الناس يكون عنده عذر مسافر-عنده مرض –عنده ضيوف فهذا معذور
أو هناك منكر في الوليمة: كأن فيها منكرات مما يصاحب الولائم كالدى جى مثلا وفيه أغاني وموسيقى عالية وصاخبة ويتعذر معها الجلوس مع عدم الإنكار أو زولها ففي هذه الحالة لا تذهب الأخت.

وبالمناسبة هناك بعض الأخوات تجد أن بعض الأفراح  فيها موسيقي وهى جالسة –أو افتتاح محل أخوها أو قريب لها وتذهب وتجلس وسط هذه الموسيقي العالية وهذا منكر عظيم المفروض تنكره لأن هذه الموسيقي من الأمور القبيحة التي يجب على المرء أن ينكرها لأن الموسيقي تحرم بالإجماع ليس فيها خلاف
فالموسيقي الموجودة الآن: نقل ابن حجر الهيثمى في كتابه كف الرعاع إجماع أهل العلم على حرمته وما نُسب إلى ابن حزم وهو نوع خاص وهو الضرب على الأوتار وحدها ولا يكون معه غناء الذي فيه تشبيب
العلماء قالوا إذا صاحب الغناء الموسيقي الغناء الذي فيه تشبيب أي تشبيب بالمرأة  وفيه من كلمات الحب والخلاعة فهذا محرم بالإجماع فإذا الصورة التي موجودة الآن للغناء ليس فيها خلاف ولا يغرك يا أختي بعض الجهلاء الذين يجعلون الصورة القديمة التي فيها خلاف على الصورة الحالية من الموسيقي والغناء ليس فيه خلاف كما نقل ابن حجر الهيثمي في كتابه كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع أن هذه الصورة محرمة بالإجماع
فلا يجوز للأخت أن تجلس في هذا المكان ولا أن تذهب إليه وإن كانت تتعذر بأن هذا قريب لها يسعها أن تبارك له عن طريق التليفون أو الهاتف أو تذهب إلى بيته وتبارك له أو تذهب بعد انتهاء هذا الصخب والموسيقي وتبارك له في ثاني أو ثالث يوم فيسعها ذلك . وهذا الأمر من المنكرات التي يجب علينا أن ننكرها ولو وجدنا أخت تفعل ذلك يجب علينا أن ننكرها ونقول لها أن هذا من المحرمات التي يجب عليك أن تتركيها والعجب أنهم يجلسون بلا حياء وأحيانا الأخت تجلس وتصفق وطبعا تخلع الجونتى لتعرف تصفق عجب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وقال ابن عبد البر : لا خلاف بوجوب الإجابة إلى الوليمة لمن دُعي إليها إذا لم يكن فيها لهو . لو كان فيها لهو محرم يحرم عليه
قال النبي صل الله عليه وسلم (شر الطعام طعام الوليمة يُدعى إليها الأغنياء ويُترك الفقراء ومن لم يجب فقد عصي الله ورسوله ) حديث صحيح

وقال ابن عمر قال النبي صل الله عليه وسلم (أجيبوا هذه الدعوة إذا دُعيتم لها )
وكان ابن عمر يأتي الدعوة في العرس  وغير العرس ويأتيها وهو صائم .
*إذا كانت الأخت صائمة وذهبت إلى الوليمة لا يُشترط لها الأكل
فالوجوب هو الحضور تذهب وتبارك ثم تعتذر وتستأذن هذا هو فقط ما عليها من وجوب أما إذا كانت صائمة تدعو لحديث
0من كان صائما فليدعو ومن كان مفطرا فليأكل  .
إن علم أن في الدعوة منكر كزمر وخمر  وآلة لهو وأمكنه الإنكار حضر وأنكر
لأنه يجمع بين واجبين إجابة أخيه المسلم وإزالة المنكر
وإن لم يمكنه الإنكار لم يحضر . إذن العبرة بالإنكار إذا كانت الأخت ستنكر وتزيل هذا المنكر تذهب وتزيله تقول لو سمحتوا طفو الأغاني لها كلمة في البيت كأن يكون مثلا أحد أقربائها وعلمت أن هناك غناء تذهب وتنكر
أما المبررات أننا في فرح وهذه ليلة العمر وغيرها من المبررات هذا يقوله من لم يرسخ الإيمان في قلبه هذا منقطع الصلة عن ربه ولا يري مراقبة ربه عليه مطلقا وهو على خطر عظيم ولعل هذه الليلة يجعل الله عز وجل فيها من البركة أو يجعل فيها من السخط من يندم عليه طيلة حياته وهو لا يدرى من أين أُتي فالله عز وجل يضع البركة حيث شاء ويسخط حيث شاء فإن المرء ليقول الكلمة لا يلقي لها بالا تكون من سخط الله ما يهوى به في نار جهنم سبعين خريفا ويقول الكلمة من رضا الله
ترفعه في جنات عدن .
فالمرء لابد أن يلتمس رضا الله في كل أقواله وأفعاله ويراقب نفسه قبل أن يراقبه الله ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله فإنه موقوف أمام الله عز وجل وهو سائله عن كل كبيرة وصغيرة أداها في حياته فليعد لهذا جواب فهو يوم القيامة سيأتي ويُسأل عن ذلك والمعصية لها شؤم ولها سخط فإن آدم عليه السلام  تاب الله عليه ومع ذلك كان بسبب المعصية أنه أُخرج من الجنة هذا معصية آدم جعلت الناس يعيشون ألاف السنين بعيدا عن الجنة والمرء يفعل المعاصي ليل نهار ولا يبالي بما يفعل الله عز وجل به .
المقصود: أن لعل هذه الليلة تكون فيها من البركة بطاعة الله عز وجل ما يكون سعادتك فيها إلى يوم القيامة وممكن أن تكون هذه الليلة فيها من السخط وعدم البركة وغير ذلك من الأمور التي لا يعلمها إلا الله ما تشقي به إلى يوم القيامة.
فكون أنها ليلة العمر وهل ليلة وستمضي ونحن لا نفرح إلا هذه الليلة وغير ذلك من الأمور تعلم أن صاحبها على خطر عظيم .
فالأخت تنصح الأخت التي عندها هذه المعاصي وللأسف الشديد بدأ يدب في أفراح الأخوات من المصائب العظيمة الأخت أحيانا تقول لم أعد أعرف هذه أناشيد أم أغاني عجب!!!!!!!!!!!!!هل هذا هو الفرح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أناشيد يكون فيها أصوات الإنسان كأصوات الجيتار وأصوات الموسيقي والحاصل أن هناك أناشيد بدون إيقاع  وأناشيد بإيقاع  وهناك أناشيد مخنثة لا تعلم أنها بإيقاع أو بدون إيقاع .
الأناشيد بالإيقاع : أي موسيقي وهذه منتهية الذي قرر عليه أهل العلم أنها محرمة لأنها تصاحبه ما نهى عنه الله عز وجل وهي المعازف.
أناشيد بلا إيقاع : واضحة المنشد فقط هو الذي ينشد فقط
ما في الوسط وهي الأناشيد المخنثة : هذه بعض الكورال خلف المنشد يفعلون بأصواتهم مثل أصوات المعازف كأناشيد مشارى راشد المتأخرة  تجد بعض الناس يفعلون بأصواتهم مثل أصوات المعازف وهذا أيضا يدخل في النهى لأن المقصود من المعازف ليست هي الآلة إنما المقصود هو صوت المعازف لأنه لو قصدنا بها الآلة لأُبيح سماعها دون الإيقاع الإيقاع هو فقط المحرم لكن السماع هو فقط صوت
إنما حُرمت المعازف : أي حُرمت الضرب عليها وحُرم الاستماع إليها والاستماع إلى أصواتها فلو استمعت إلى شريط به صوت المعازف فكأنني استمعت إلى المعازف فالعبرة هو الصوت وليس الآلة فالآلة محرمة بلا شك وكذلك الصوت محرم أيضا لأنه لازم للآلة والمقصود هو الصوت
فمثلا الجيتار أو الأرج أو الآلات الحديثة ليس بها معازف إنما فيها صوت مسجل للمعازف فإذا ضرب العازف عليها أخرجت هذا الصوت هي لا تخرج صوت هي مسجله صوت كالجيتار الحديث عبارة عن آلة كمبيوتر بها أصوات مختلفة والعازف يحرك هذه الأصوات إذا العبرة الصوت
فإذا أخرج رجل من فمه صوت يشبه صوت المعازف بصورة غنائية  لأنه هناك فرق بين أن يخرج الرجل صوت المعازف ولا يقصد العزف وأخر يخرج من فمه صوت المعازف ويقصد العزف هناك فرق بين المسألتين
فالمسألة الأولي جائزة : أن يخرج أحد صوت من فمه يشبه المعازف لا يقصد به العزف  وخرج عفويا كصوت البلبل فالبلبل لا يقصد العزف والاستماع إليه ليس محرم فصوت بعض الحيوانات فيها من المعازف كبعض الطيور الاستماع إليها ليس محرم لأنها لا تقصد العزف إنما هو صوت تتكلم به كما يتكلم الإنسان ويطرب الإنسان
إنما الصوت الآخر: هو صوت يقصد به العزف فهو محرم
والمقصود أيضا أن الأناشيد التي تصطحب فيها صوت الموسيقي بصوت الإنسان هذا من المحرمات ولا يجوز لأنه يقصد به العزف أقام صوته مقام المعازف .
فالأخت تتقي الله عز وجل ولا تجعل في فرحها شيء مما يسخط الله عز وجل ولا تحضر شيء من ذلك وتنكر على الحضور كذلك.

قال النبي صل الله عليه وسلم والحديث صحيح رواه الإمام أحمد (من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يقعد على مائدة يُدار عليها الخمر)
هذا دليل على حرمة الجلوس في الأماكن التي فيها منكرات
بعض الأخوات تقول سأحضر الفرح وأجلس بعيدا لكن طول ما صوت المعازف يصل إليك وأنت جالسة في هذا المكان بقصد الحضور أما لو كان احد يجلس بعيد وذهب إليه الصوت فهذا السماع ليس محرم إنما أخت تذهب لتحضر في هذا المكان بإرادتها فهو محرم أما إن كانت تجلس في مكان بعيد وأتي إليها الصوت فالأفضل لها أن تنتقل إلي مكان آخر إن استطاعت لكن أخت تجلس في بيتها وبجوارها فرح فلا يجب عليها ترك المكان لأن هناك فرق بين الاستماع والسماع  
السماع: هو عدم قصد الجلوس
إنما الاستماع : هو قصد الجلوس
فالأخت  لا يجوز لها أن تحضر الفرح بحجة سأجلس بعيد حتى لا يغضب أبي وأمي والله هذا الأمر ليس فيه عقوق بل العقوق الحقيقي أن تحضري ولكن انصحي أبيك وأمك وقولي لهما إن هذا يحرم وهناك كلام واقعي فتقولي أنا لن أحضر هذا الفرح إلا أن يكون إسلامي فهم يختارون بين حضورك وبين أن يكون إسلامي فإن اختاروا أن يكون به معازف فستقول الأخت لهما هذا اختياركم وتجعل الأمر إليهم وهم الذين فعلو ذلك ومهما يحدث يجب على الأخت أن تصر علي رأيها
لأن العقد إذا انفرط انفرط كله فالأخت لو فتحت هذا المجال لن تستطيع أن تغلق هذا الباب وإذا أُغلق من أول لحظة فيظل مغلق بسهوله ويسر أقصد أن حضور المنكرات لو الأخت تساهلت في البداية لن تستطيع أن تعتذر لكن لو من البداية لا أحضر أفراح فيشتهر هذا الأمر ولا يغضب أحد منك
إذا الإجابة للوليمة واجبة إلا أن يكون فيه منكر أو للأخت عذر


****وتجب الإجابة على الوليمة بشروط:
الشرط الأول: بلا عذر
الشرط الثاني: بلا منكر
الشرط الثالث: أن يكون الداعي إليها مسلما
                  فلو واحد نصراني دعاني إلى وليمته لا يجب علي أن أحضر ولو        حضرت لا بأس بذلك أو مسلما يحرم هجرة
فالمسلمين نوعين:
مسلمين يحرم هجرهم    ومسلمين يباح هجرهم
كالرافضة يباح هجرهم لا تُذهب إلى وليمته أو مجاهر بمعصية أيضا يشرع هجره
الشرط الرابع: أن يكون كسبه طيب أي أمواله حلال
                فلو كانت أمواله كلها حرام يحرم الأكل من وليمته
                  وان كان فيها حرام يكره
****وكذلك هديته فالرجل الهادي له ثلاثة أحوال:
الحالة الأولي: أن يكون ماله : فهذا لا بأس أن يأكل من هديته أو يأكل من وليمته
الحالة الثانية: أن يكون ماله كله حرام فلا يجوز الأكل من هذا المال
الحالة الثالثة : أن يكون ماله منه حرام ومنه حلال في هذه الحالة يجوز الأكل مع الكراهة
فأحيانا بعض الناس يكون عندها قريب يعمل في البنك ويتحرج الأخت أو الأخ أن يذهب إليه من أجل ماله ففيه ثلاثة أحوال:
الحالة الأولي: أن يكون هذا العامل في البنك له مال آخر له دخل آخر كأن يعمل في بنك وعنده دكان فالدكان حلال والبنك حرام ففي هذه الحالة اختلط ماله من حرام ومن حلال فيجوز له الأكل مع الكراهة فيجوز للأخ أن يذهب ويأكل ويأخذ هديته مع الكراهة وينوي في نفسه أن هديته من حلال وليست من الحرام
الحالة الثانية : أن يكون عمله في البنك بعيد عن الربا فالبنك ليس كله ربا هناك أجزاء خاصة بالقروض والتمويلات والضمانات والاعتمادات هذا محرم  هناك أمور أخرى خاصة بالتحويلات وتبديل العملة ومصرف خاص بالحوالات والعملة  أو حسابات جارية كل هذا جائز فماله حلال .
الحالة الثالثة : أن يكون مختلط هذا وهذا فيأخذ حكم الأول مثلا يعمل محاسب في بنك فيعمل في الربا وغيره فيكون جزء من ماله محرم ليس ماله كله أما شخص يعمل محاسب لكن في القروض فقط هذه هي المحرمة فيكون كل ماله حرام
فيأكل بقدر الحلال أما إن كان ماله كله حرام فلا يجوز له أن يأكل من هذا الذبح

****إن دعاه اثنان إلى وليمة:
وجب عليه إجابة الكل إن استطاع وإلا أجاب الأسبق
أي إذا كان هناك أختان دعوكِ في نفس الوقت على الوليمة والي العرس فحضور الوليمة واجب أما العرس مستحب  فالأخت تحضر الاثنان إن استطاعت وإن لم تستطع فتحضر الأسبق فالأدين فالأقرب رحما فالأقرب جوارا ثم بعد ذلك تُقرع 
فهناك ترتيب فتحضر الأول الأسبق ثم الأدين لو واحدة فيهم متدينة أكثر من الأخرى إذا كان فيهم واحدة قريبتها تبدأ بها والجار يبدأ ثم بعد ذلك تعمل قرعة

***أيضا من السنة أنه لا يقصد بالإجابة نفس الأكل فلا يذهب لكي يأكل هذه دناءة نفس إنما ينوي بها الإقتداء بالسنة فمن السنة حضور الوليمة فالأخت تنوي الإقتداء بالسنة أن تذهب وتنوي بها إكرام الأخت المؤمنة ولئلا يظن به التكبر لأن عدم حضور الولائم يُظن في صاحبه التكبر
**ويستحب أنها لو كانت صائمة صوم نفل يُستحب لها أن تأكل لما رُوى أنه صلى الله عليه وسلم كان في دعوة وكان معه جماعة فاعتزل رجل القوم في ناحية فقال النبي صل الله عليه وسلم وقال دعاكم أخوكم وتكلف لكم كل ثم صم يوما مكانه إن شئت فيُستحب للرجل إن كان صائم يُستحب له أن يأكل
 أما لو كان صائم صوما واجبا فقال تعالى( ولا تبطلوا أعمالكم ) فلا يأكل ويعتذر
وعن أبى هريرة إذا دُعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليدعو وإن كان مفطرا فليطعم
فليدعو: أي يذهب ويدعو لصاحبه
==ويُستحب له أن يُعلمهم بصيامه ليعلموا عذره وتزول التهمة أي لعلهم يتهمونه تهمة فيها قبح فيقولوا انه متكبر عن هذا الطعام
== ويُستحب للمرء أن ينوي بأكله وشربه التقوى على الطاعة  لتنقلب العادة عبادة وهذا الأمر من شيم الأبرار المقربين أن يتقربون إلى الله عز وجل بالمباحات والأمور الجبلية فإن العبد الصالح إذا بلغ من المرتبة في العبادة أنه وصل إلى محبة الله عز وجل تقرب إلى الله عز وجل بكل ما يستطيع من وقته وحول كل أوقاته إلى طاعة الله فإن ضاع منه وقت تقرب إلى الله بالتوبة والاستغفار من ذلك الوقت
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
أن التوبة تكون توبة العوام وتوبة الصالحين وتوبة الأبرار أما توبة العوام فتكون من الذنوب وتوبة الصالحين تكون من الذنوب ومن الطاعة وتوبة الأبرار والمقربين تكون من تضيع الأوقات في غير طاعة الله .

فالتوبة ثلاث درجات:
التوبة الأولي: توبة العوام أن العوام يفعلوا ذنب ويتوبوا  وهذا أقصي أمانيهم أن يغفر الله لهم هذا الذنب ويتوبون توبة صادقة من هذا الذنب
الصالحين : توبتهم تكون أعمق من ذلك فتكون توبة الصالحين من العبادة والطاعة فتجد الأخت بعد أن تطيع بعد أن تصلي الفرض تستغفر من هذه الطاعة وكأن الاستغفار بمثابة الاعتذار إلى الله من هذه الطاعة الضعيفة التي لا تناسب جلال الله ولا تليق بقدر الله فشرع لنا الاستغفار بعد الصلاة وشُرع لنا الاستغفار بعد الحج وكذلك بعد الطاعات فالإنسان يستغفر الله عز وجل بعد الطاعة لأنها بمثابة الاعتذار إلى الله من هذه الطاعة الضعيفة التي أتي بها العبد ولم يبذل فيها قصارا جهده ولو بذل فيها قصارا جهده لما كانت تليق بجلال الله فإن عظمة الله في القلب تولد حقارة العمل فكلما عظم الله في قلب العبد كلما العبد احتقر نفسه وقال هذا لا يليق بجلال ربي ويبذل قصارا جهده لكي يطيع الله عز وجل وفي النهاية يقول أيضا هذا لا يليق بجلال ربي
توبة المقربين والأبرار : فوق ذلك أي فوق أن يتوب من المعاصي وأن يلازم التوبة بعد الطاعة أن يلازم التوبة في أوقاته الضائعة  مثلا: أخ من الصالحين والأبرار ضيع وقته في شيء مباح فيستغفر الله عز وجل من هذا الأمر لعل الله عز وجل يقربه أكثر فنظرته إلي الله نظرة استباق وكأنه يتسابق إلى الله فهذا الوقت المباح الذي شغله في غير تقرب إلى الله أحس أنه ابتعد قليلا عن القرب الذي كان ينبغي أن يكون فيه وأنه لم يسارع إلى الخيرات كما أُمر فيلهث إلى التوبة لعله يدرك بها ما فاته من الوقت الضائع وفُسر بذلك فعل النبي صل الله عليه وسلم أنه كان إذا خرج من الخلاء قال غفرانك . يستغفر الله من هذا الوقت الذي ضاع في الخلاء دون التقرب إلى الله فينوي العبد بالأكل والشرب التقوى على الطاعة لتنقلب العادة عبادة

***أيضا من الآداب في الوليمة:
أنه يحرم الأكل بلا إذن صريح أو قرينة  ولو من بيت قريبه أو صديقه
هذه آداب لابد أن يتعلمها الإنسان في الأكل لابد الإنسان أن يكون رفيق القلب وحسن الخلق وأن يعرف ماله وما عليه  حتى لا يظلم أحد فنقول يحرم  الأكل بلا إذن صريح أو قرينة ولو من بيت قريب أو صديقه
وقال ابن مفلح في الآداب : يباح الأكل من بيت القريب والصديق من مال غير محرم عنه إذا علم أو ظن رضا صاحبه بذلك نظرا إلى العادة والعرف
الأخت أحيانا تدخل البيت وتفتح الثلاجة وتنظر ما فيها فتنظر وتأكل بلا استئذان فهذا لابد فيه من إذن صريح أو قرينة إذا وضع أمامك الطعام أو عصير ولم يقل لكِ أحد اشربي هذه قرينة على أنه قُدم إليك ابن مفلح يقول أن هناك استثناءات أن بيت القريب والصديق الذي جرى العادة أن تكون فيه نوع من الانبساط يجوز الأكل إذا علم أو ظن رضا صاحبه بذلك وتقديم الطعام إذن  في الأكل
قال النبي صل الله عليه وسلم( إذا دُعي أحدكم إلى طعام فجاء معه رسول فذلك إذن له )   أي أحضره أحد لك
**وأيضا يستحب تقديم ما حضر من الطعام من غير تكلف
روى الإمام أحمد أن سلمان دخل عليه رجل فأحضر له ما كان عنده فقال لولا أن رسول الله صل الله عليه وسلم نهانا أن نتكلف لتكلفنا لك . والتكلف هو أن يأتي بشيء يشق عليه لأن المقصود ليس الأكل إنما المقصود هو الانبساط إلى الضيف وإكرام الضيف

***ومن الآداب:
لا يشرع تقبيل الخبز لأنه ليس فيه إلا نعمة أحيانا عندما يقع الخبز على الأرض تأخذه الأخت وتقبله هذا غير مشروع فلم يرد عن النبي صل الله عليه وسلم إنما يكره إهانته إهانة الخبز لأن هذه من إهانة النعمة
ويكره مسح اليد فيه ووضعه تحت القصعة أي يوضع أسفل الطبق لأن هذا من المكروهات التي فيها  إهانة  وكره الأمام أحمد خبز الكبار وقال ليس فيه بركة أي الخبز الكبير إنما الأخت تأتي بالخبز الكبير وتقطعها قطع صغيرة يكون فيها البركة أكثر
***ويجوز قطع اللحم بالسكين كما في البخاري كان يجتز من كتف شاه بالسكين

هناك باقية آداب للأكل والشرب إن شاء الله نأخذها المرة القادمة ونكتفي بهذا القدر            



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق