>

الأربعاء، 1 أبريل 2015

باب تحريم تغيير خلق الله للحسن والزينة







بسم الله الرحمن الرحيم
باب تحريم تغيير خلق الله للحسن والزينة
نستكمل شرح كتاب الاربعون النسائية ووقفنا عند كتاب اللباس والزينة وهو الكتاب الدي بعد كتاب النكاح ودكر المؤلف عدة كتب منها كتاب قرار المراة في بيتها وكتاب منع الاختلاط وكتاب حفظ اللسان والعورة وكتاب النكاح وكتاب اللباس والزينة وهو يحتوي تقريبا علي 12 حديث يدكر المؤلف فيه بعض ما ورد في دلك ونستطرد من هده الاحاديث بعض الاحكام التي تضبط اللباس والزينة 
قال تعالي في سورة الاعراف
·  يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ "
اذن الزينة مطلوبة شرعا والانسان يثاب علي التزين ويتقرب به الي الله الزينة نفسها كزينة منها ما هو عبادة ومنها
ماهو محرم زينة المراة لزوجها من افضل العبادات  كلما تزينت لزوجها كلما تقربت الي ربها وزينة المراة امام الاجانب من اعظم الحرمات ومن الكبائر ما بين هده الزينة وهده الزينة ما بين السماء والارض وما بين الجنة والنار ادن التزين في نفسه عبادة وليست عادة هده اول نقطة نلاحظها في التشريع الاسلامي ونادرا ما نجد هدا التشريع في اديان اخري وهدا من سمو الاسلام واعجازه وقوة دلالاته انه الدين الصحيح التزين عادة في جميع الشرائع والملل وجميع عادات البلاد الانسان يتزين ليراه الناس جميلا ولكن في الاسلام الانسان لا يفعل شيئا ليراه الناس وانما يفعله ليراه الله عز وجل يكون الله له اقرب راي ان يعبد الله كانه يراه فان لم يكن يراه فالله عزوجل يراه الانسان لا ينظر الي الناس كيف يروه بالهيئة الفلانية بل ينظر الي الله كيف يراه يتزين لان الله امره بالتزين بطريقة معينة وكما ان الله جعل من الزينة ما هو محرم وما هو مباح وما هو مستحب وما هو واجب كدلك جعل داخل الزينة امور محرمة وامور مباحة وامور مستحبة وكما امر النساء بالتزين امرهن الا يتزين لغير الزوج امرهن بشي من الزينة دون اشياء جعل بعض الزينة حلال وبعضها حرام مثل محرم تزين المراة في عدة وفاة زوجها ادن للزينة احكام وان العادات في الشريعة الاسلامية تنقلب الي عبادات بالنية الصالحة وبطاعة النبي صلي الله عليه وسلم
قال الله عز وجل "خدوا زينتكم عند كل مسجد " هدا امر بالزينة واجب يجب علي الرجل ادا دهب الي المسجد ان يتزين القدر الواجب في هدة الزينة ان يلبس ملابس تستر العورة ويجوز له ان يتزين باي شئ
قال النبي صلي الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال درة من كبر "قال رجل ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا (اي فما حكم دلك )فقال النبي "ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس " الكبر هو الدنب الدي يمنع من دخول االجنة  مثقال درة :اقل القليل . توهم هدا الصحابي ان الثوب الحسن والنعل الحسن من الكبر لانه ما لبس هدا الثوب الجميل الحسن الا ليرتفع علي الناس وانه لما يلبس هده الملابس سيكون اعلي من الناس قدرا فهدا ما وقع في قلب الصحابي فالنبي اراد ان يوضح فقال النبي "ان الله جميل يحب الجمال "النبي فرق بين امران يتداخلان الجمال والكبر فهدا من الجمال والله جميل يحب الجمال اما الكبر فهو بطر الحق اي رده وعدم المبالاة به وعدم الانصياع والانقياد له .وغمط الناس اي اكل حقوقهم وعدم اعطاهم مالهم من الحقوق
عن جابر قال اتانا رسول الله صلي الله عليه وسلم فراي رجلا ثائر الراس فقال اما يجد هدا ما يسكن به شعره وراي رجلا وسخ الثياب فقال اما يجد هدا ما ينقي به ثيابه وفي رواية اما يجد ها ما يغسل به ثوبه . ترجيل الشعر من الزينة المستحبة والثوب النظيف الحسن من الزينة المستحبة التي يحبها الله
ادن المراة التي قلبها ملئ بطاعة الله وهي دائما تبحث عن مرضاة الله هده المراة ادا كان هدا الاساس يقودها وشرع هدا الامر كانت دائما نظيفة الثياب وهدا ليس من المحرمات ان تلبس ملابس نظيفة وكدلك الرجال
وهدا باب من الابواب التي يتقرب الانسان بها الي الله مع ان هناك شئ لابد من تقيده وان المبالغة في دلك ربما يصل الي لباس الشهرة والكبر المبالاة الفاحشة في الزينة . النبي صلي الله عليه وسلم دكر الزينة باقل الالفاظ " ان الله جميل يحب الجمال " الانسان يحب ان يكون ثوبه نظيفا ونعله جميلا وشعره غير ثائر الفاظ بسيطة وعناية بالزينة قليلة غير مبالغ فيها النبي نهي عن الترقق نهي ان يترجل الرجل كل يوم لان هدا من الترقق
هناك ضوابط للزينة والزينة لها قيود ان الرجل احيانا يبحث عن اعلي شئ في السوق واعظمه واكبره لانه يقول مثلي وقدري لا يلبس الا دلك لو اني لبست مثل عامة الناس ساكون مثلهم استحقارا للناس هدا اخطا ياثم لدلك واحيانا هدا من لباس الشهرة واحيانا يستدين من اجل دلك واحيانا يضر نفسه يترك ما ينفعه من امور الاخرة من عمل ما عليه والاهتمام بدينه ويلهث وراء الدنيا من اجل المال يسافر خارج البلاد ويمكث سنوات طويلة في طاحونة البحث عن الرزق التي لا تنقطع وجمع الاموال وهمه اصبح كم من الاموال جمع ويعد الاموال والهدف من دلك تحسين الوضع المادي ولمادا يحسن وضعه المادي؟ من اجل ان يلبس احسن الثياب وافخمها وان يلبس اعظم الاشياء لان قدره لا يكون الا كدلك وان يمتع نفسه واولاده من امور الدنيا امر دنيوي محض وهده الامور من الزينة المدمومة الاهتمام بامور الدنيا. لابد له من قيد في هده الزينة التي قيدها النبي بقوله "ان الله جميل يحب الجمال"
تكلمنا عن مقدمة عن الزينة وما هو مدموم شرعا وما هو مستحسن شرعا وما هي الزينة التي تقرب الي الله وما هي الزينة التي تغضب الله عز وجل وكل هده الامور لها قيود وضوابط لابد من اتقانها وفهمها جيدا
باب تحريم تغيير خلق الله للحسن والزينة :
هدا اول باب يناقشه المؤلف في ابواب الزينة الجمال مطلوب والنبي صلي الله عليه وسلم قال " ان الله جميل يحب الجمال" وانحصر الجمال في نظافة الثوب وترجيل الشعر ونظافة البدن وهدا ليس من تغيير خلق الله وهناك امور اعدها الشرع من تغيير خلق الله ومنها الحديث الدي رواه ابن مسعود "لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالي ما لي لا العن من لعن النبي صلي الله عليه وسلم وهو في كتاب الله "وما اتاكم الرسول فخدوه "هدا الحديث يبين لنا ان النبي صلي الله عليه وسلم لعن بعض النساء الاتي يردن من الزينة تحسين الوجه ولكن صاحبة هده الزينة ملعونة لان المبالغة في الزينة ممكن تؤدي بصاحبها الي اللعن
اللعن هو االطرد من رحمة الله والابعاد من رحمة الله ودكر العلماء ان كل حديث او اية دكر فيها اللعن ففاعلها من فاعل الكبائر وانها كبيرة
الواشمات : جمع واشمة وهي الفاعلة للوشم والوشم ان يغرز في العضو المراد وشمه ابرة او نحوها حتي يسيل الدم ثم يحشي هدا العضو كحل فيخضر فيظل مخضرا طول العمر لا يتغير وقد يفعل دلك علي هيئة نقوش ورسوم وقديكثر وقد يقل
المستوشمة : التي تطلب هدا الفعل . فهمنا ان المستوشمة فعلت فعل محرم فما بال الواشمة (التي فعلت بها هدا )وهدا دليل علي ان من فعل المحرم الدي يحرم علي احد فاعانه عليه يدخل معه في الاثم حلاق يحلق اللحي يقول معترضا مالي هو الدي طلب مني محرم هو الدي يتحمل هدا الرجل يشاركه في الاثم لهدا الحديث . فالواشمة ملعونة قبل المستوشمة  .اخت دهبت الي الكوافير وانكرت النمص وفعل اشياء محرمة فاحتجت الكوافيرة بان هدا ما يطلبه الناس وان هي لا تفعل الا ما يطلبه الناس وان الاثم علي من طلب وليس علي من فعل فالرد عليها بان النبي صلي الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة والمتفلجات للحسن الاثم يكون علي الطالب والمفعول به والوشم هدا حرمته انها تفعل هدا الوشم لا غيره حيث ان الموضع يظل مخضرا طول العمر ولا يتغير . اما لو تغير وزال فليس بوشم مثل رسم الحناء وهي ان بعض النساء تاتي بلاصق وتضع عليه حناء وتزيله فيطبع علي الجلد رسم حناء هدا ليس من الوشم بل يسمي رسم حناء رسم الحناء ليس محرما ادا خلا من المحظورات الشرعية المعلومة وهي الا يراه اجنبيا ولا يطلع عليه الا  المحارم والزوج والا يكون في الاماكن الظاهرة التي يراها الاجانب مثل كف اليد لمن لا تلبس القفازين فهدا يحرم عليها لسببين انها كشفت يدها وهي من العورة وزينت العورة وهدا ايضا من المحرمات وايضا اكرر المبالغة في هده الاشياء مدمومة شرعا الاخوات احيانا تجد المباح فتبالغ فيه فتقع في المحرم واحيانا الاخوات بتحس انها محرومة حتي تجد المباح وتخرج منه وتلج فهده الافعال افعال شيطانية فالاخوات تحظر كامراة صائمة لعدة ايام وعندما رات الاكل انقضت عليه فيضرها ولدلك لابد للاخوات ان يراعوا فيها مداخل الشيطان الي القلب هن يراعوا بعض هده المسائل المفروض معلومة عند كل ملتزم الملتزم منع نفسه من اشياء خشية ان يقع في المحرم الاخوات حاليا تبحث عن المباحات والمكروهات وتقول لو كان حرام قلي ولو كان مكروه او مباح لا تدخلني في امر فيه ورع (ربما يفتي بالامر الدي فيه الورع تجنبا للمحرم ) هدا الدرس يبين الاحكام وليس فتاوي ربما يوجد اشياء اوضحها ولا يلزم فعلها مثل رسم الحناء يجوز ولكن لا اقول للاخوات ان تعمله والمبالغة في هده الاشياء ربما يصل الامر الي المحرمات
النامصة والمتنمصة
النمص هو رقة الشعر ودقته والنمص هو نتف الشعر او حلقه وتنمصت المراة اخدت شعر جبينها بسيط لتنتفه والنامصة المراة التي تزين النساء في الكوافير بالنمص اي تزيل الشعر ويقال ان النمص مختص بازالة شعر الحاجبين لترفيعها وتسويتها  والمتنمصات جمع متنمصة وهي التي تطلب ذلك

تعريف النمص : هو نتف الشعر او ازالته بالحلق وهل كل الشعر ام شعر معين الراجح هو شعر الحاجبين فقط لان هدا هو المطلوب للزينة والدليل علي دلك ان عائشة رضي الله عنها جاءتها امراة تسالها عن ان تحف جبينها فرخصت فيها عائشة " تحف جبينها اي تحت شعر الراس وفوق الحاجب . فدل دلك علي ان النمص مختص بشعر الحاجب ودل دلك علي ان المراةادا نتفت شعر وجهها كلحيتها وشاربها هدا ليس من النمص علي خلاف بعض اهل العلم وهدا ما رجحته اللجنة الدائمة خصت النمص بالحاجبين الا ان بعض العلماء خص بالنمص شعر الوجه كله ومنهم من حرم علي المراة ان تنتف شعر لحيتها وشاربها ولكن اثر عائشة هدا يدل علي انه يجوز ان تنتف شعر وجهها الا الحاجبين ادن النمص خاص بالحاجبين

حديث رواه عبد الرزاق بسند صحيح وهي ان امراة جاءت الي ام المؤمنين وقالت ياام المؤمنين ان في وجهي شعرات افانتفهن اتقرب بدلك لزوجي قالت اميطي عنك الادي وتصنعي لزوجك كما تصنعين للزيارة (يدل دلك ان هدا ليس من النمص )
وهناك امور لابد من توضيحها في معاني النمص ان تشقير الحواجب ليس من النمص وهو تلوين الحواجب بلون غير اللون الاسود وهو لون الجلد تاتي امراة ببودرة وتضعها علي تحديد الحواجب فيتلون بلون اخر لا يتميز عن لون الجلد وهدا مباح وليس تغييرا لخلق الله وكدلك لو فعلت المراة دلك بقلم هدا ايضا ليس تغييرا لخلق الله اما لو ازالت الحاجب بالكلية ثم رسمت مكانه حاجبا بالقلم فهدا من النمص المحرم ولا تفعله الا  العاهرات الفاسقات المتشبهات بالكافرات وان فاعلة هدا الفعل الدميم ملعونة . ادن النمص له تعريف وتحديد في اشياء

المتفلجات :وهو جمع متفلجة والفلج في الاسنان تباعد ما بين الثنايا والرباعيات خلقة . وهي ان تاتي بمبرد وتبرد ما بين اسنانها لكي تظهر صغرها وحسن اسنانها وهدا التفلج محرم لانه تغيير لخلق الله . التفلج : التفريق ما بين الاسنان لزيادة في الحسن ولا يدخل في دلك تقويم الاسنان وسندكر ضوابط هدا الامر لاحقا فيه اشياء مباحة واشياء محرمة تقويم الاسنان مباح لانه ازالة عيب وتبيض الاسنان ايضا مباح وعمليات الاسنان كلها تجوز لانها من باب ازالة ضرر وعلاج وهدا جائز وما كان من هده الثلاث الوشم والنمص والتفليج للعلاج فهو جائز لان النبي اباح اتخاد الدهب للمعالجة كفجردة الدي قطع انفه فاتخد انفا من فضة فانتن عليه فالقاه وبدله بانف من دهب والمعلوم ان الدهب محرم للرجال ولكنه يباح للضرورة وما كان للضرورة هنا ايضا يباح
وهناك حديث اخر فيه الواصلة والمستوصلة والواصلة هي التي تصل شعرها بشعر اخر والعلماء قالوا ان تصل شعرها بشعر اخر او كان يشبه شعر ا لادمي من الخيوط السوداء التي تكون شديدة الشبه بشعر الادمي . اما ما كان حريرا او صوفا يتميز عن شعر الادمي فهدا ليس من الوصل 

للحديث بقية سندكرها في المرة القادمة ان شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق