>

الأربعاء، 4 مارس 2015

باب منع النساء من لبس الثياب الضيقة التي تصف أو الرقيقة التي تكشف أو القصيرة التي لا تواري الجسم كله، ومن تضخيم الشعر فوق الرأس، وتحريم ذلك عليهن:

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين بالله تعالى ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله تعالى  فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له  وأشهد أن محمد عبده ورسوله ثم أما بعد 
توقفنا عند باب حرمة تغيير خلق لله للحسن والزينة قال عبدالله بن مسعود(لعن الله الواشمات والمستومشات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى مالي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله (وما آتاكم الرسول فخذوه ) وتكلمنا في المرة السابقة أن باب الزينة باب من أبواب العبادات الإنسان يتعبد إلى الله عز وجل بهذه الزينة ولكنها لها حدود لابد للمراة أن تضبطها والفقهاء يضعون دائما باب الزينة في أحكام النساء لأن الزينة تتعلق بأحكام النساء ولا تتعلق بأحكام الرجال ولذلك أبيح لهم ما لم يبح للرجال أبيح لهم الحرير والذهب وهو من الزينة ويحرم على الرجال التشبه بالنساء في أمور الزينة فهذا باب خاص بالنساء وهذا نذكره لأنه فيه نيه عظيمة فلو أن المرأة نوت بهذه الزينة التقرب إلى الله عز وجل تؤجر على هذه الزينة ومنه أيضا
أنها لو فعلت يحرم عليها دخلت في اللعنة فهي من الكبائر ومن هذه الكبائر الوشم والنمص والوصل والتفلج  وذكرنا معاني هذه الأشياء وما يحرم منها في المرة السابقة 
ونبدأ بشرح هذا الحديث الحديث فيه عن ابن مسعود وأن ابن مسعود هو الذي يقول هذا الحديث  ولكن هو من باب المرفوع والفرق بين الحديث الموقوف والحديث المرفوع فالحديث الموقوف موقوف على صحابي والحديث المرفوع هو المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم  فالأحاديث التي وردت عن الصحابة هي موقوفة وهذا الحديث ورد عن الصحابة فهو موقوف ولكنه في حكم المرفوع لأنه في آخر الحديث قال (مالي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم) فهذا الحديث ذكره بعد ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فقول ابن مسعود هنا في حكم المرفوع
وقلنا اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله عز وجل وهي من أقسى العقوبات التي يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم للتحذير من المحرمات وكذلك الفقهاء وضعوا كلمة اللعن من الكبائر فأي حديث ذكر فيه اللعن فهو من الكبائر فالوشم والنمص والوصل والفلج من الكبائر وما يقاس عليه أيضا من الكبائر
وقلنا الوشم أنها تأتي بإبرة وترسم على الجلد بوخزه فيخرج الدم فتضع عليه كحل فيصير وشما وهذا الوشم دائم لا يتغير ويخرج منه الحناء فيجوز للمرأة أن ترسم الحناء بشرط ألا يراها الأجانب وهذا لا يدخل في الوشم والنمص هو إزالة شعر الحاجبين والتفلج هو توسيع ما بين الأسنان لا يدخل فيه التقويم  فالتقويم جائز وهذا له قاعدة وضابط سنذكره في حينه إن شاء الله 
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر(لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة )الواصلة هي التي تصل شعرها والمستوصلة هي التي تطلب هذا الفعل فالواصلة محرم عليها والطالبة محرم عليها والوصل هو أن تصل شعرها بشعر آخر فلو وصلته بصوف أو حرير أو شيئ به بلاستيك هذا ليس من الوصل لأن الوصل لابد أن يكون بشعر آخر أو ما يشبه الشعر أى من الأشياء التي تصنع الآن وفيه شبه كبير من الشعر فهذا أيضا من المحرمات  وهو محرم على الرجال والنساء سواء أى أن هذا التحريم لا يختص بالنساء فقط إنما اختص على الرجال أكثر لأنه إذا كان مطلوب في حق   الللنساء وهو محرم فمن باب أولى أن يكون محرم على الرجال 
نأتي لنقطة أخرى وهو تغييير خلق الله عز وجل له ضوابط وهذا الضابط اختلف الفقهاء كثيرا فيه وما هو التغيير في خلق الله الذي يحرم فوضعوا هناك ضوابط اولا التغيير إن كان للعلاج فهو جائز .
فالأصل فيه التحريم ويجوز بأسباب ثلاثة 
السبب الأول ان يكون للعلاج لأن عرفجة قطعت أنفه يوم الكلاب فاتخذ مكان أنفه أنفا من ذهب وهذا يأخذ حكم عمليات التجميل
فمتى تكون عمليات التجميل مباحة ؟؟
تباح إذا كانت للعلاج وعلاج معناه أن هناك ضرر واقع ويعالج ومدى هذا العلاج أن كل ضرر طبي تسمى إزالته تسمى علاج 
امرأة حادث فيها عيب أو ضرر غير طبيعية وتحتاج إلى تغيير هذا التغيير علاجي وليس ترفيهي
السبب الثاني إزالة عيب طارئ كامرأة يسقط شعرها ذهبت إلى الأطباء فأخبروها أن شعرها سيسقط وليس هناك أمل في نموه مرة أخرى وأنها ليس لها علاج إلا زرع الشعر فزرع الشعر هنا جائز وهو ليس من الوصل ولكنه إزالة عيب طارئ
السبب الثالث زينة لاتبقى ولا تغير أصل الخلقة كمساحيق التجميل أو الكحل أو العدسات اللاصقة فكل زينة توضع على الوجه ولا يبقى ولا يغير أصل الخلقة  يوضع على الجلد والأنف والفم ولكن لا يغيره ولا تبقى دائما فهذا من تغيير خلق الله 
امرأة وضعت عدسات لاصقة ملونة جائز لأنه من الزينة 
امرأة ذهبت إلى الطبيب وغير لون عينها أزال عينها أو وضع عين أخرى بلون أخر أو حقن عينها بلون آخر يبقى دائما هذا يحرم لأنه تغيير لخلق الله فمسألة تغيير خلق الله إن كان يبقى ويدوم فهذا يحرم أما إن كان لا يبقى ولا يغير أصل الخلقة فهذا جائز 
هل تخسيس الجسم مباح أم يحرم؟؟
مباح مع أنه يبقى ولكنه الأصل فيه علاجي وإزالة عيب طارئ فتضخم الجسد عيب طارئ يجوز إزالته فهو رد إلى خلق الله وليس تغييرا له أما الأمور التحسينية والمبالغة في الزينة هذا يحرم 
فهناك امرأة ترسم جسدها بحقن السيليكون فما حكم ذلك
السليكون نوعين أحدهما علاجي والآخر ترفيهي للزينة إذا كان علاجي فهو جائز وإن كان للزينة فهو يحرم لأنه يبقى ويدوم وتغيير لأصل الخلقة  وهي زينة محرمة
 مسألة أخرى بالنسبة للنمص هل يباح للمرأة إزالة شعر اللحية او الشارب الذي يظهر عندها وما هو المباح للمرأة في إزالة الشعر؟؟
يجوز لها أن تزيل شعر جسدها كله أى منطقة في الجسد ما عدا الحاجبين وشعر الرأس لأنه ورد نص فيهما فشعر الرأس يحرم عليها إزالته ويباح لها قصه ويباح لها كل القصات إلا أن تكون قصة خاصة بالكافرات دون المسلمات ولا أعلم الآن اختصاص الكافرات بقصة عن المسلمات والأمر الآن واسع ومشتبه فيجوز للمرأة أن تقص أي قصة ما لم تخرج قصة في يوم من الآيام خاصة بامرأة كافرها اخترعتها وقلدها النساء وكذلك صبغ الشعر بأي طريقة مباحة ما عذا الأسود للنساء والرجال لأنه ورد فيه نص بالتحريم أما إزالة شعر اللحية عند النساء فيباح لها إزالته لأنه من الأمور التي سكت عنها الشارع 
وهناك أمر رابع في التغيير أن كل ما جاء في النصوص الشرعية منعه فهو ممنوع وكل ما جاء جوازه فهو جائز وبشرط ألا يكون فيه تدليس على الناظر وبهذا نكون انتهينا من شرح هذا الحديث
فوائد الحديث 
1-تحريم فعل ما ذكر في الحديث من الوشم والنص وغيره 
2-لعن من يفعل تلك المعاصي فهي من الكبائر
3--تحريم تغيير خلق الله وذكرنا أن ضابط هذا التغيير أن يكون علاجيا أو لإزالة ضرر أو عيب أو زينة لا تبقى ولا تغير أصل الخلقة
 4- تحريم الإعانة والمساعدة على المعصية وأن المساعد في المعصية يشارك صاحبها في الإثم
5-جواز لعن المسلم غير المعين  ويحرم لعن المعين 
6-جواز نسبة ما يدل عليه الاستنباط إلى كتاب الله وسنة رسوله(ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) مع ثبوت اللعن من قوله صلى الله عليه وسلم فقط وهناك قوم ضلوا في فهم هذه الآية فوقعوا في بدعة كبيرة جدا وهي إنكار السنة وهم القرآنيون يجعلون عقولهم المريضة مكان النبوة  وهذا نتيجة طبيعية للبعد عن السنة وهذا ضلال مبين 
7- لاحرج على المسلم ولا لوم في لعنه من لعن النبي صلى الله عليه وسلم
8--كسب النامصة وكذلك الواشمة وصانعة الفلج لأن هذه صنعات محرمة ولا يجوز تعليم هذه الأمور فما حرم يحرم تعليمه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق