>

الأربعاء، 4 مارس 2015

باب تحريم تغيير خلق الله للحسن والزينة:




إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين بالله تعالى ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله تعالى  فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له  وأشهد أن محمد عبده ورسوله ثم أما بعد
نستكمل شرح كتاب الأربعين النسائية ووقفنا عند كتاب اللباس والزينة وهو الكتاب الذي بعد كتاب النكاح وذكر المؤلف عدة كتب منها قرار المرأة في بيتها وكتاب منع الاختلاط وكتاب حفظ اللسان والعورة وكتاب النكاح وكتاب اللباس والزينة  
كتاب اللباس والزينة فيه تقريبا 12 حديث يذكر المؤلف فيه بعض ما ورد في ذلك  ونستخرج من هذه الأحاديث بعض الأحكام التي تضبط مسائل اللباس والزينة 
قال تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد)) [الأعراف:31]الزينة مطلوبة شرعا  والإنسان يثاب على التزين ويتقرب إلى الله بالتزين والزينة نفسها كزينة منها ما هو عبادة ومنها ما هو محرم زينة المرأة لزوجها من أفضل العبادات وكلما تزينت لزوجها كلما تقربت إلى الله وزينة المرأة أمام الأجانب من أعظم الحرمات ومن الكبائر مابين هذه الزينة وهذه الزينة كما بين السماء والأرض وكما بين الجنة والنار
فالتزين في نفسه عبادة وليست عادة هذه أول نقطة نلاحظها في التشريع الإسلامي ونادرا ما تجد هذا التشريع في أديان أخرى وهذا من سمو الإسلام وإعجازه ومن قوة دلالته أنه هو الدين الصحيح
التزين أمر عادة في جميع الشرائع والملل وجميع عادات البلاد

الإنسان يتزين ليراه الناس جميلا ولكن في الإسلام الإنسان لا يفعل شيئا ليراه الناس إنما لا يفعل شيئ إلا أن يراه الله عز وجل يكون الله له أقرب رائي أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فالله عز وجل يراه فالإنسان لا ينظر إلى الناس أنهم سوف يروه بهيئة إيمانية إنما ينظر إلى الله عز وجل كيف يراه  فيتزين لأن الله عز وجل أمره بالتزين بطريقة معينة وكما أن الله عز وجل جعل من الزينة ما هو محرم وما هو مباح وما هو مستحب وما هو واجب كذلك جعل داخل الزينة أمور محرمة وأمور مباحة وأمور واجبة وأمور مستحبة وكما أنه أمر النساء بالتزين أمرهن ألا يتزين لغير الزوج أمرهن بشيئ من الزينة دون أشياء جعل بعض الزينة حلال وبعض منها حرام  كذلك لو تزينت في عدتها عدة الوفاة تحرم الزينة في عدة الوفاة وفاة الزوج فإذا للزينة أحكام وأن العادات في الشريعة الإسلامية تنقلب إلى عبادات بالنية الصالحة وبطاعة النبي صلى الله عليه وسلم 
قال الله عز وجل ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد)) [الأعراف:31]  هذا أمر بالزينة واجب يجب على الرجل إذا ذهب للمسجد أن يتزين القدر الواجب في هذه الزينة أن يلبس ملابس تستر العورة هذا أقل شيئ وأعلى شيئ أمر مفتوح يجوز للرجل أن يلبس ويتزين إذا ذهب للمسجد بأي شيئ وكذلك هناك أدلة في نصوص نبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن رجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ) النبي صلى الله عليه وسلم قال (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر  )الكبر هو الذنب الذي يمنع من دخول الجنة مثقال ذرة أى أقل القليل من الكبر تمنع من دخول الجنة فتوهم هذا الصحابي أن الثوب الحسن والنعل الحسن من الكبر لأنه ما لبس هذا الثوب الجميل الحسن إلا ليرتفع عن الناس لأنه عندما لبسه ظن في نفسه أن هذا أحسن ملبوس وأنه عندما يلبس هذه الملابس سيكون أعلى من الناس قدرا هذا ما وقع في قلب هذا الصحابي الجميل لكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يوضح فقال إن الله جميل يحب الجمال النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين أمرين يتداخلان الجمال والكبر فهذا من الجمال والله جميل يحب الجال أما الكبر فهو بطر الحق وغمط الناس بطر الحق أي رفضه وعدم المبالاة به وعدم الانصياع والانقياد له وغمط الناس أكل حقوقهم وعدم إعطائهم مالهم من الحقوق وعن جابر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلا ثائر الرأس فقال أما يجد هذا ما يسكن به شعره ورأى رجلا وسخ الثياب فقال أما يجد هذا ما ينقي به ثيابه) وفي رواية (أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه) إذا الثوب والشعر ترجيل الشعر من الزينة المستحبة والثوب النظيف الحسن من الزينة المستحبة التي يحبها الله فالله عز وجل يحب الجمال 
 فالمرأة التي قلبها ملئ بطاعة الله وهي دائما تبحث عن مرضات الله هذه المرأة إذا كان هذا الإحساس يقودها كانت دائما طوع هذا الأمر تكون ملابسها نظيفة وهذا ليس من المحرمات أن تلبس ملابس نظيفة وكذلك الرجال وهذا باب من الأبواب التي يتقرب الإنسان بها الله وهناك شيئ لابد من تقيده وهو أن المبالغة في ذلك ربما يصل إلى لباس الشهرة والكبر المبالغة الفاحشة في الزينة،،النبي صلى الله علي وسلم ذكر الزينة بأقل ألفاظ (إن الله جميل يحب الجمال)إن اإنسان يحب أن يكون ثوبه جميل وثوبه نظيف وشعرة غير ثائر وعناية بالزينة قليلة غير مبالغ فيها والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يترجل الرجل كل يوم لأن هذا من الترفه فإذا هناك ضوابط وقيود للزينة ليست مفتوحة لأن الرجل أحيانا يبحث عن أغلى وأعظم شيئ في السوق لأنه يقول مثلي لا يلبس إلا ذلك وقدري لا يلبس إلا ذلك لو أني لبست ما يلبسه عامة الناس سأكون مثلهم يستحقر الناس وهذا خطأ ويأثم بذلك وأحيانا يكون هذا الأمر من لباس الشهرة وأحيانا يستدين من أجل ذلك وأحيانا يضر نفسه بترك ما ينفعه من أمور الآخره  واللهث وراء الدنيا من أجل جمع المال ليكون مثل ذلك يترك ما هو واجب عليه من أمور الآخرة والإهتمام بدينة ويلهث وراء المال يسافر خارج البلاد ويلهث سنوات طويلة في طاحونة لا تنقطع طاحونة الرزق والبحث عن الرزق وجمع الأموال وهمه أصبح كم قدر من الأموال معه ويحسب الأموال والهدف من ذلك هو تحسين الوضع المادي ولماذا يحسن وضعه المادي من أن يلبس احسن الملابس وأفخرها وأفخمها وأن يلبس أعظم الأشياء لأن قدره لا يكون إلا كذلك وأن يمتع نفسه وأولاده بأمور الدنيا أمر دنيوي محض وهذا من الزينة المذمومة في الدين وهي الأهتمام بأمور الدنيا  فلابد من قيد في هذا الجانب النبي صلى الله عليه وسلم قيده بأن الله جميل يحب الجمال 
باب تحريم تغيير خلق الله للحسن والزينة هذا أول باب يناقشه المؤلف في أبواب الزينة وقد تكلمنا في مقدمة عن الزينة وما هو مذموم وما هو مستحسن شرعا وما هي الزينة التي تقرب من الله عز وجل وما هي الزينة التي تغضب الله عز وجل وكل هذه الأبوب لها قيود ولها أبواب و ضوابط لابد من فهما واتقادنها جيدا
الباب الاول وهو تغيير خلق الله والدافع إلى هذا التغيير هو الزينة وطلب الحسن فالجمال مطلوب والنبي صلى الله عليه وسلم قال( إن الله جميل يحب الجمال) وانحصر الجمال في نظافة الثوب والبدن وترجيل الشعر وهذا ليس من تغيير خلق الله وهناك أمور عدها الشرع من تغيير خلق الله منها هذا الحديث الذي رواه ابن مسعود(لعن الله الواشمات والمستومشات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى مالي لا ألعن من لعن النبي صلى الله الله عليه وسلم وهو في كتاب الله (وما آتاكم الرسول فخذوه )هذا الحديث يبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن بعض النساء اللاتي يردن الزينة  وأرادوا من الزينة تحسين الوجه  أمور من أمور الزينة لكن صاحبة هذه الأمور فالمبالغة في الزينة يمكن أن تصل بصاحبها إلى اللعن  واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله وذكر العلماء أن كل حديث أو آية ذكر فيها اللعن ففاعلها فاعل للكبائر وأنها كبيرة  وهذا أيضا من المحرمات  وقد يفعل ذلك على هيئة نقوش وقد يكثر وقد يقل والواشمة هي الفاعلة للوشم والمستوشمة هي التي تطلب هذا الفعل فهمن أن المستوشمة طلبت فعل محرم أما الواشمة  فهي التي فعلت بها هذا امرأة ذهبت لأخرى وقالت لها افعلي بي وشم كذا ففعلت الاثنتان ملعونتان وهذا دليل على أن من فعل المحرم الذي يحرم على أحد فأعانه عليه يدخل معه في الإثم  مثلا حلاق يحلق اللحى يكون معترضا مالي وهو طلب مني محرم هو الذي يتحمله هذا الرجل يشاركه في الإثم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الله الواشمات والمستوشمات) والواشمة ملعونة قبل المستوشمة ..أخت ذهبت إلى الكوافير وأنكرت على من يعمل به أنها تنمص وتفعل أفعال محرمة فاحتجت الأخرى بأن هذا ما يطلبه الناس وهي تفعل ما يطلبونه منها وأن الإثم على من طلب وليس على من يفعل فالرد عليها بأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والفالجة والمتفلجة كل هؤلاء ملعونات بسبب أن واحة تطلب والأخرى تفعل ما تطلبه هذا أول شيئ أن الإثم يكون على الطالب على الفاعل والمفعول به 

الواشمات جمع واشمة وهي الفاعلة للوشم والوشم هو أن يغرز في العضو المراد إبرة ونحوها حتى يسيل الدم ثم تحشو هذا الموضع كحل فيخضر ويظل مخضرا طول العمر أما إذا تغير وزال هذا ليس بوشم مثل رسم الحناء وهذا ليس محرما إذا خلا من المحظورات الشرعية ألا يراه أجنبي ولا يكون في الأماكن الظاهرة التي تظهر للأجانب وغير ذلك من الأمور التي فيها ضوابط شرعية وهي ألا يراه أجنبي ولا يطلع عليه إلا المحارم والزوج  فإن كان هذا فليس محرم أم ما كان للأجانب ويراه الأجانب  مثل كف اليد لمن لا تلبس القفازين وهذا يجرم عليها لسببين لأنها كشفت يدها وهي من العورة وزينت العورة  وأيضا أكرر المبالغة في هذه الأشياء مذموم شرعا الأخوات أحيانا تجد المباح فتبالغ فيه فتقع في المحرم وهذا تحذير أشعر أحيانا أن الأخوات محرومات مجرد أن تجد شيئ تخرج منه وتلج وهذه الأفعال أفعال شيطانية والأخوات لابد أن يحذرن كالتي صامت أيام وعندما وجدت الطعام فانطلقت عليه وأكلت وهذا مضر فلابد للأخوات أن يحذرن من مداخل الشيطان للقلب وأن ليس كل مباح تفعله فبعض الأشياء المباحة تمنع لإفضائها للمحرم وهذه المسائل من المفترض أن تكون معلومة عند كل ملتزم يمنع نفسه من المباحات حتى لا يقع في المحرم الأخوات الآن يبحثن عن المباحات وأحيانا المكروهات أيضا   وهذا الدرس لتوضيح لبعض الأحكام وليس فتاوى فرسم الحناء حكمه يجوز ولكن أنا لا آمر الأخوات بفعله وأكرر ان المبالغة في هذه الأشياء أحيانا يصل الأمر إلى المحرمات  
الشيئ الثاني النامصة والمتنمصة والنمص هو رقة الشعر ودقته وأيضا هو نتف الشعر أو حلقه وتنمصت المرأة أخذت شعر جبينها بخيط لتنتفه والنامصة هي المرأة التي تزين النساء بالنمص أى تزيل الشعر ويقال أن النمص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعها وتسويتها والمتنمصات جمع متنمصة وهي التي تطلب ذلك 
النقطة الأولى هو نتف الشعر أو إزالته بالشعر ...هل كل الشعر أم شعر معين ؟؟
الراجح هو شعر الحاجبين فقط لأن هذا هو المطلوب للزينة والدليل على ذلك أن عائشة رضى الله عنها جاءتها امرأة تسألها عن أن تحف جبينها فرخصت فيه عائشة وحف الجبين وهو ما تحت شعر الرأس وفوق الحاجب فرخصت فيه عائشة فدل ذلك على أن النمص مختص بشعر الحاجب وأن المرأة إذا نتفت شعر وجهها كلحيتها وشاربها هذا ليس من النمص على خلاف بعض أهل العلم وهذا ما رجحته اللجنة الدائمة خصت النمص بالحاجبين إلا أن بعض العلماء خص النمص بشعر الوجه كله ومنهم من حرم على المرأة أن تنتف شعر لحيتها وشاربها ولكن أثر عائشة هذا يدل على أنه يجوز للمرأة أن تنتف شعر وجهها إلا الحاجبين
في حديث رواه عبدالرزاق بسند صحيح أن امرأة جاءت أم المؤمنين عائشة وقالت يا أم المؤمنين إن في وجهي شعرات أفأنتفهن  اتقرب بذلك لزوجي قالت أميطي عنك الأذى وتصنعي لزوجك كما تصنعين للزيارة  فيكون ذلك ليس من النمص وهناك أمور لابد من توضيحها في معاني النص أن تشقير الحاجب ليس من النمص وهو تلوين الحاجب بلون غير اللون الأسود وهو لون الجلد تأتي المرأة بمسحوق وتضعه تحديد للحواجب فيتلون هذا اللون بلون آخر لا يتميز عن لون الجلد وهذا مباح وليس تغييرا لخلق الله وكذلك المرأة لو فعلت ذلك بقلم هذا أيضا ليس تغييرا لخلق الله إنما لو أزالت الحاجب بالكلية ثم رسمت مكانه حاجب آخر بقلم فهذا من النمص المحرم ولا يفعله إلا العاهرات الفاسقات المتشبهات بالكافرات وهذا فعل ذميم ملعونة صاحبته فالنمص له تعريف وتحديد بأشياء وفي أشياء
الشق الثالث المتفلجات جمع متفلجة والفلج في الأسنان تفريق وتباعد ما بين الثنايا والرباعيات خلقة تأتي المرأة بمبرد وتبرد ما بين أسنانها لكي يظهر صغرها وحسن أسنانها وهذا التفلج محرم لأنه تغيير لخلق الله  لزيادة الحسن وتقويم الأسنان لايدخل في ذلك وسوف نذكر ضوابط هذا الأمر لاحقا إن شاء الله فهناك أشياء محرمة وأشياء مباحة فتقويم الأسنان مباح لأنه إزالة عيب وتبييض الأسنان مباح أيضا ولا يدخل في ذلك وعمليات الأسنان كلها جائزة لأنها علاج ومن باب إزالة الضرر وما كان من هذه الثلاث السابقة الوشم أو النمص أو التفليج للعلاج فهو جائز فالنبي صلى الله عليه وسلم أباح اتخاذ الذهب للمعالجة كعرفجة الذي قطع أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنف من  فضه فأنتن عليه فألقاه وغيره بأنف من ذهب ومن المعلوم أن الذهب محرم على الرجال فأبيح للضرورة  وهناك حديث آخر فيه الواصلة والمستوصلة والواصلة هي التي تصل شعرها بشعر آخر والعلماء قالوا شعر آخر أو كان يشبه شعر الآدمي أما ما كان من حرير أو صوف متميز عن شعر الآدمي فهذا ليس من الوصل لأن الشعر لابد أن يكون شعر آدمي أو يشيبه شعر آدمي من الخيوط السوداء تكون شديدة الشبه بشعر الآدمي  وللحديث بقية سنذكرها في المرة القادمة إن شاء الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق